حكايات كاس العالم (2).. باجيو البطل والمتهم وسكوبار القتيل وهاجي وستويشكوف في أمريكا

[سلسبيل أبوزيد]

نواصل استعادة ذكريات عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، وهذه المرة نعود بالذاكرة 23 عاما إلى الخلف، وتحديدا في أمريكا التي احتضنت نسخة عام 1994، والتي يراها كثيرون وأنا من بينهم أنها الأكثر متعة ومباريات خالدة، وأحداث مثيرة، فلنسترجع معا بعضا من تلك الذكريات.
في تلك النسخة كان أريجو ساكي هو المدرب للمنتخب الإيطالي، وانتشرت قبل البطولة أخبار الخلافات الحادة بينه وبين نجم إيطاليا الأول آنذاك وأحد أعظم لاعبي التاريخ روبيرتو باجيو، وبالفعل تأكدت تلك الخلافات مع انطلاق كاس العالم، حيث لم يشارك باجيو في المباراة الأولى أمام أيرلندا وخسرها الطليان بهدف، ليتعقد الموقف ويجد ساكي نفسه في مأزق حقيقي وصل إلى حد التهديد بوداع مبكر للأزوري.
لم يكن لساكي حلا أو مخرجا سوى الاعتماد على باجيو، ولم يكن من النجم إلا أن يرد بعنف ويسجل الهدف تلو الآخر ويقود بلاده لانتصار وراء انتصار إلى أن أوصلهم للنهائي الحلم أمام البرازيل، وبعد أن صار باجيو بطلا عالميا يحمل الجميع صوره ويغني باسمه، يهدر الأسطورة ركلة الجزاء الحاسمة، لتتوج البرازيل بكاس العالم، وتبقى صورة روبيرتو محني الرأس أيقونة لا يمكن نسيانها.
باجيو لم يكن وحده بطل تلك النسخة المثيرة للمونديال فهناك أبطال آخرون عرفتهم أرض العم سام سواء بالذكريات السعيدة أو الحزينة.
وإذا بدأنا بالذكريات الجميلة فلن نجد أجمل من جورج هاجي وهريستو ستويشكوف أسطورتي رومانيا وبلغاريا على الترتيب وأعظم من أنجبت أوروبا الشرقية طوال تاريخها الكروي، وقدم الاثنان في تلك البطولة عروضا خارج الطبيعة وسجلوا أهدافا خرافية ووصلت رومانيا إلى ربع النهائي على حساب الأرجنتين وتأهلت بلغاريا إلى نصف النهائي في مشاركة لا يزال يتغنى بها البلغار إلى اليوم.
السويد أيضا لا يمكن أن تنسى مشاركتها الكبرى، لا سيما ثنائيها الهجومي العملاق توماس برولين ومارتن داهلين، والحصول على المركز الثالث بعد الخروج من نصف النهائي بصعوبة بالغة أمام سحرة البرازيل.
الذكريات الجميلة أيضا في 94 كان جزءا منها يتحدث العربية، فقد كانت السعودية هناك لأول مرة، وسجلت تأهلا تاريخيا لثمن النهائي، ولا يمكن نسيان هدف سعيد العويران في شباك بلجيكا، الذي اختير كأجمل أهداف البطولة وأجمل أهداف كاس العالم في كل تاريخه.
أما الذكريات المؤلمة فيمكن اختصارها في مشهدين كل منهما له قسوته بشكل مختلف، المشهد الأول كان لأسطورة هوت، إنه دييجو أرماندو مارادونا أعظم من لمست كرة القدم قدميه منذ اختراعها، فهذا الأسطورة عاش قبل البطولة سنوات صعبة وقد بدأ خريفه، ولكنه عاد واستعاد جزء من مستواه قبل انطلاقها، وذهب إلى أمريكا حالما بإعادة شمس شارفت على الغروب، إلا أن مشاركته أحيلت إلى ظلام حالك، بعد أن خرج من البطولة مطرودا بعد ثبوت تعاطيه للمنشطات، لتكون كلمة النهاية لمشاركات دييجو بكاس العالم مؤلمة بكافة الوجوه.
الأكثر إيلاما كان هناك في كولومبيا، فالفريق اللاتيني دخل للبطولة وهو مرشح من قبل كثيرون ليس فقط لأن يكون حصانا أسود بل ذهبت توقعاتهم لتصل لترشيحه لنيل اللقب، وكيف لا وهو فريق يملك مجموعة من السحرة يقدمون كرة قدم أشبه بفريق الهارلم الاستعراضي بكرة السلة الأمريكية، ولكن الفريق ودع البطولة من دورها الأول، بعد أن خسر المباراة الثالثة أمام أمريكا المنظمة وغير المتمرسة بتلك الرياضة، والخسارة بسبب هدف أحرزه مدافع كولومبي يدعى سكوبار بالخطأ في مرماه.
انتهت البطولة وعاد كل إلى وطنه، ونسي الجميع ما فعله سكوبار عن غير قصد، إلا أن مجموعة من عصابات كولومبيا لم تنس أو تغفر، وفي ليل بائس استوقفوا اللاعب المسكين وأمطروه بالرصاص عقابا على خطئه، ليودع دنيانا، ويترك معه الذكرى الأتعس في تاريخ البطولة.
لكاس العالم قصص وروايات لا تنتهي.. والقادم أكثر!
لمتابعة آخر الأخبار على سبورت 360 ... اضغط هنا
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]