بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-12-2008, 11:19 PM | #1 | ||||||||||
|
أخي المسلم : أن جعلك ممن يدرك هذا اليوم العظيم , ومد في عمرك لترى تتابع الأيام والشهور وتقدم لنفسك فيها الأعمال والأقوال والأفعال ما تقربك إلى الله زلفى . والعيد من خصائص هذه الأمة , ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام , فعليك بالعناية به وتعظيمه قال تعالى :{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }[الحج :32] وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام عيد الأضحى: 1- التبكير للصلاة : قال الله تعالى :{ فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148] والعيد من أعظم الخيرات والقربات . قال البخاري رحمه الله : باب التبكير إلى العيد , ثم ساق حديث البراء – رضي الله عنه – قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : (( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلي ..)) قال الحافظ هو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بشيء غير التأهب للصلاة والخروج إليها , ومن لازِمِهِ أن لا يُفعل قبلها شيء غيرها , فاقتضى ذلك التبكير إليها ) [فتح الباري2/350] 2- التكبير : يشرع التكبير من يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة , قال تعالى :{ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ }[البقرة :203]. وصفته أن تقول الله أكبر , الله أكبر ,لا إله إلا الله والله أكبر , الله أكبر ولله الحمد ) ويُسَّنُ جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره . 3- ذبح الأضحية : ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى , ومن لم يذبح فليذبح )[رواه البخاري ومسلم] ووقت الذبح أربعة أيام ،يوم النحر وثلاثة أيام التشريق ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( كل أيام التشريق ذبح )) [رواه أحمد ]. 4- الاغتسال والتطيب للرجال : ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا مخيلة ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام – أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب , وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال . 5- الأكل من الأضحية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته . 6- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر : والسُنَّة الصلاة في مصلى العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إ ذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد . 7- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله -: أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى :{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }[الكوثر : 2] . ولا تسقط إلا بعذر شرعي . والنساء يشهدن العيد مع المسلمين , حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى . 8- مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم . 9- التهنئة بالعيد : لا بأس مثل قول : تقبل الله منا ومنكم . 10- الاجتماع على الطعام : ومن السُنَّة اجتماع الناس على الطعام في العيد, قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( جَمْعُ الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة , وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) [مجموع الفتاوى 25/298] . واحذر – أخي المسلم – من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها : 2- اللهو أيام العيد بالمحرمات : كسماع الغناء , ومشاهدة الأفلام , واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات . 3- أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . 4- الإسراف والتبذير : بما لا طائل تحته ولا مصلحة فيه ولا فائدة منه سواء في الملبس أو المأكل والمشرب لقول الله تعالى :{ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[الأنعام :141]. 5- اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد ويتناقلون أحاديث لا تصح . 6- تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والسلام على الأموات . وختاماً : لا تنس – أخي المسلم – أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم , وزيارة الأقارب , وترك التباغض والحسد والكراهية , وتطهير القلب منها , والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم . اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا للبر والتقوى .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . __________________________________________________ _____________________ يصادف عيد الاضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة ،حيث يحتفل العالم . الاسلامي بهذه المناسبة في كل انحاء الارض الثاني عشر من ذي الحجة هو آخر الايام التي يتم بها الحجيج مناسكهم،حيث تكون ذروة هذه المناسك يومي التاسع من ذي الحجة الذي يصعد به الحجاج الى جبل عرفات تمشيا مع الحديث : النبوي الشريف "الحج عرفة" ******* . اما العالم الاسلامي فيحتفل تضامنا مع هذه الوقفة في ذلك الموقف الشريف اما اول ايام العيد فيقوم الحجاج هناك في "منى "بتقديم الاضحيات لوجه الله . تعالى ومعهم كل قادر من المسلمين في كافة بقاع الارض من هنا كانت تسمية هذا العيد بعيد الاضحى، واما ذلك العدد الضخم من الاضحيات التي تذبح وتقدم اضحية فهي تيمنا بسيدنا ابراهيم الخليل الذي اوشك ان يذبح ابنه اسماعيل تلبية لطلب الله تعالى والذي افتدى اسماعيل بكبش ذبح لوجه . الله تبدأ احتفالات عيد الاضحى باداء صلاة العيد فجر اليوم الاول من العيد الذي يستمر . اربعة ايام وتصلى هذه الصلاة في مصلى خارج"المساجد"كما انها تجوز داخل المساجد . ايضا وبعد اداء الصلاة ينتشر المسلمون ليقوموا بذبح اضحياتهم تطبيقا للآيةالكريمة . "انا اعطيناك الكوثر ،فصلّ لربك وانحر" ( لايام عيد الاضحى اسماء مختلفة منها (تسعة ذي الحجة يوم عرفة (عشرة ذي الحجة يوم النحر) (الحادي عشر - الثالث عشر من ذو الحجة ايام التشريق) . وغيرها… اما بالعامية فيسمى عيد الاضحى بالعيد الكبير في ايام العيد تتوجه عيون العالم الاسلامي باكمله نحو مكة المكرمةحيث يقوم حوالي ثلاثة ملايين مسلم بتادية خامس اركان الاسلام وخاتمها الا وهو حج بيت الله الحرام والذي ياتي تلبية لنداء الله في القرآن الكريم ،حيث قال الله تعالى "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" . هذه الملايين من الناس تطوف بالبيت العتيق مكبرة داعية الله تعالى اعتاد المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من اداء صلاة العيد حيث يقوم : كل مسلم بمصافحة المسلم قائلا "تقبل الله منا ومنك" ثم يقول له . "كل عام وانتم بخير" ويرى البعض من المسلمين في يوم العيد يوم حساب للنفس حيث تكون فترة السنة الماضية هي محور التقييم وكأن المسلم بحلول العيد يكون قد طوى سنة وفتح . اخرى جديدة . تتسم ايام العيد بالصلوات وذكر الله،والفرح ،والعطاء ،والعطف على الفقراء وتزدان المدن والقرى الاسلامية بثوب جديد كما ان الاطفال يلبسون اثوابا جديدة . ،وتكثر الحلوى والفواكه في بيت المسلمين اما البالغون فيقومون بزيارة قريباتهم ومعايدتهن، كذلك يقوم المسلم بزيارة الاقارب . والاهل صلة للارحام ومباركة بالعيد ****************************** قصة سيدنا اسماعيل الذبيح عليه السلام سأل إبراهيم الخليل عليه السلام ربّه أن يهبه ولدا صالحا، وذلك عندما هاجر من بلاد قومه، فبشّره الله عز وجل بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام، الذي ولد من هاجر، بينما كان إبراهيم الخليل عليه السلام، في السادسة والثمانين من عمره، فهو أي إسماعيل، أول ولد لإبراهيم عليه السلام وهو الولد البكر يقول الله : عز وجل "وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم" وعندما كبر إسماعيل عليه السلام، وشبّ، وصار بمقدوره، أن يسعى ويعمل كما يعمل ويسعى أبوه عليه السلام، رأى إبراهيم الخليل عليه السلام، في المنام أن الله ." عز وجل يأمره أن يذبح ولده، ومعلوم أن "رؤيا الأنبياء وحي : يقول الله تعالى "فلما بلغ معه السّعى قال يابنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى" . إنه لأمر عظيم، واختبار صعب، للنبي إبراهيم عليه السلام، فإسماعيل هذا الولد العزيز البكر، والذي جاءه على كبر، سوف يفقده بعدما أمره الله عز وجل أن يتركه مع أمه السيدة هاجر، في واد ليس به أنيس، ها هو الآن يأمره مرة أخرى . أن يذبحه ولكنّ إبراهيم الخليل عليه السلام، امتثل لأمر ربه واستجاب لطلبه وسارع إلى طاعته. ثم اتجه إلى ابنه إسماعيل، وعرض الأمر عليه، ولم يرد أن يذبحه قسرا، فماذا كان ردّ الغلام إسماعيل عليه السلام؟ "قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" إنه ردّ يدل على منتهى الطاعة وغايتها للوالد ولرب العباد، لقد أجاب إسماعيل بكلام فيه استسلام لقضاء الله وقدره، وفيه امتثال رائع لأمر الله عز وجل، وأيّ أمر هذا! إنه ليس بالأمر السهل، وحانت اللحظة الحاسمة بعد أن عزم إبراهيم عليه السلام على ذبح ابنه، انقيادا لأمر الله عز وجل، فأضجعه على الأرض، : والتصق جبين إسماعيل عليه السلام بالأرض، وهمّ إبراهيم أن يذبح ابنه فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم، قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي" المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في ." الآخرين، سلام على إبراهيم، كذلك نجزي المحسنين ولكنّ السكين لم تقطع، بإرادة الله عز وجل، عندها فداه الله عز وجل، بكبش عظيم . من الجنة، ابيض الصوف ذي قرنين كبيرين وهكذا أصبحت الأضحية سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، سنّة للمسلمين كافة، . يؤدونها أيام الحج إلى البيت العتيق ******************************* وكل عام وأنتم بخير ******************************* فضل يوم عرفه فضل يوم عرفة وحال السلف فيه الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد فيوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران. ويوم كهذا –أخي الحاج- حري بك أن تتعرف على فضائله، وما ميزه الله به على غيره من الأيام، وتعرف كيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه؟ نسأل الله أن يعتق رقابنا من النار في هذا اليوم العظيم. فضائل يوم عرفة 1-إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آيه؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) "المائدة: 3" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. 2- قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) "رواه أهل السّنن". وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (نزلت –أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد). 3-إنه يوم أقسم الله به: والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وشاهد ومشهود) "البروج: 3"، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..) "رواه الترمذي وحسنه الألباني". وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر) "الفجر: 3" قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك. 4-أن صيامه يكفر سنتين: فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) "رواه مسلم". وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. 5- أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم. فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني" فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق ! 6-أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: ففي صحيح مسلم عن عائشة _رضي الله عنها_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟). وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد وصححه الألباني". وينبغي على الحاج أن يحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة ومنها: * حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه من خلفه، وجعل الفتى يلاحظ إليهن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ابن أخي، إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له) "رواه أحمد. * الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنّا المكبر ومنا المهلل… ) "رواه مسلم" * الإكثار من الدعاء بالمعفرة والعتق في هذا اليوم، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) "رواه الترمذي وحسنه الألباني". فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يتعدى في عدائه، ولا يستبطئ الإجابة، ويلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء. * ولتحذر _أخي الحاج _من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم، كالإصرار على الكبائر والاختيال والكذب والنميمة والغيبة وغيرها، إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على الكبائر والذنوب؟! وكيف ترجو المغفرة وأنت تبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم؟! * ومن آداب الدعاء في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلاً القبلة رافعاً يديه، متضرعاً إلى ربه معترفاً بتقصيره في حقه، عازماً على التوبة الصادقة. هدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة قال ابن القيم _رحمه الله _ : لما طلعت شمس يوم التاسع سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة، وكان معه أصحابه ، منهم الملبي ومنهم المكبر، وهو يسمع ذلك ولا ينكر على هؤلاء ولا على هؤلاء، فنزل بنمرة حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة، فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها. وخطب صلى الله عليه وسلم خطبة واحدة، لم تكن خطبتين، فلمّا أتمها أمر بلالاً فأذن، ثم أقام الصلاة، فصلى الظهر ركعتين أسرّ فيهما بالقراءة، ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضاً ومعه أهل مكة وصلوا بصلاته قصراً وجمعاً بلا ريب، ولم يأمرهم بالإتمام، ولا بترك الجمع. فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف، فوقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل جل المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنة، وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك، بل قال: (وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف). وأرسل إلى الناس أن يكونوا على مشاعرهم ويقفوا بها، فإنها من إرث أبيهم إبراهيم، وهنالك أقبل ناس على أهل نجد، فسألوه عن الحج فقال: (الحج عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع تم حجه، أيام منى ثلاثة، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه). وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره، وأخبرهم أن خير الدعاء دعاء يوم عرفة. فلما غربت الشمس، واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصفرة أفاض إلى عرفة، وأردف أسامة بن زيد خلفه، وأفاض بالسكينة، وضم إليه زمام ناقته، حتى إنّ رأسها ليصيب طرف رحله وهو يقول: (يا أيها الناس، عليكم السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع) أي: ليس بالإسراع. وكان صلى الله عليه وسلم يلبي في مسيره ذلك، ولم يقطع التلبية، فلما كان في أثناء الطريق نزل صلوات الله وسلامه عليه فبال، وتوضأ وضوءاً خفيفاً، فقال له أسامة: الصلاة يا رسول الله، فقال: (الصلاة- أو المصلى- أمامك). ثم سار حتى أتى المزدلفة، فتوضأ وضوء الصلاة، ثم أمر بالأذان فأذن المؤذن، ثم قام فصلى المغرب قبل حط الرحال وتبريك الجمال، فلما حطوا رحالهم أمر فاقيمت الصلاة، ثم صلى عشاء الآخرة بإقامة بلا أذان، ولم يصل بينهما شيئاً ثم نام حتى أصبح، ولم يحي تلك الليلة، ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء. من أحوال السلف بعرفة أما عن أحوال السلف الصالح بعرفة فقد كانت تتنوع : فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!. ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء: قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له. العبد بين حالين إذا ظهر لك _أخي الحاج_ حال السلف الصالح في هذا اليوم، فاعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم. والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط. والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راج لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه. قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) "البقرة: 218". فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء؛ فتخاف من عقاب الله وعذابه، وترجو مغفرته وثوابه. هنيئاً لمن وقف بعرفة فهنيئاً لك أخي الحاج، يا من رزقك الله الوقوف بعرفة بجوار قوم يجارون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهي بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة korkor ; 04-12-2008 الساعة 11:30 PM
|
03-12-2008, 11:23 PM | #2 | ||||||||||
|
جزاك الله كل خير وكل سنة وانتا طيب |
||||||||||
|
03-12-2008, 11:39 PM | #3 | ||||||||||
|
كل عام وانتم بخير جميعا |
||||||||||
|
04-12-2008, 02:03 AM | #4 | ||||||||||
|
موضوع لا يستحق الردود ^^ |
||||||||||
|
04-12-2008, 02:51 AM | #5 | ||||||||||
|
جزاك الله كل خير ياغالي . |
||||||||||
|
04-12-2008, 03:54 AM | #6 | ||||||||||
|
جراك الله كل خير يامحمد و كل عام و انت بخير |
||||||||||
|
04-12-2008, 04:21 AM | #7 | ||||||||||
|
مشكووورررررر و جزاك الله كل خييير |
||||||||||
|
04-12-2008, 11:47 AM | #8 | |||||||||||
|
أية كل دا يا اخي الكبير علي العموم عشان متزعلش مني انا احتمال اعمل حاجة واحدة من الاداب دي اقتباس:
هههههه تسلم |
|||||||||||
|
04-12-2008, 02:03 PM | #9 | ||||||||||
|
مشكور على المرور وكل عام وانتم بخير |
||||||||||
|
04-12-2008, 02:26 PM | #10 | ||||||||||
|
شكرا للمجهود يا اخي محمد إستفسار أو تعليق ماذا تعني بالعبارة الأتية واحذر – أخي المسلم – من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها : 1- التكبير الجماعي : بصوت واحد ؟؟؟؟؟؟ التكبير يكون جماعي يا جميل أو إشرحلي معني العباره يمكن ما أكونش فاهمها وتقبل تحياتي أحمد |
||||||||||
|
04-12-2008, 11:31 PM | #11 | |||||||||||
|
اقتباس:
اسف جدا غلطه مطبعيه تم التعديل ^^ شكرا على المرور |
|||||||||||
|
05-12-2008, 12:37 AM | #12 | ||||||||||
|
والله ما عارف اقولك ايه بس وحشتنى مواضيعك و الله |
||||||||||
|
05-12-2008, 03:41 AM | #13 | ||||||||||
|
شكرا على المرور |
||||||||||
|
05-12-2008, 12:28 PM | #14 | ||||||||||
|
مشكور على الموضوع الرائع دة وكل سنة وانتة طيب |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
كل سنة وانتم طيبين بمناسبة عيد الاضحى المبارك | Ahmed Tamim | قـسـم الـتـرحـيـب و الـتـعـارف | 17 | 14-10-2013 01:24 AM |
كل عام و انتم بخير يوم الجمعة عيد الاضحى المبارك | WizzLove | Feronia | 17 | 02-12-2009 08:54 AM |
كل سنة و انتو طيبين بمناسبة عيد الاضحى المبارك | sadek2010 | Feronia | 7 | 12-12-2008 05:29 AM |
بمناسبة عيد الاضحى المبارك | bazuka8 | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 2 | 08-12-2008 02:50 PM |
يوم عرفه و عيد الاضحى المبارك | bad world | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 10 | 02-12-2008 06:29 AM |