أفلام «هوليودية» قادرة على تعديل نظرتك للحياة

[SŦorm]

في حين يبرز الترفيه كأحد أهم وظائف شاشة العرض السينمائي، عادة ما تخترق الصور الإنسانية وخطوط الدراما المتشابكة كافة الحواجز الزمانية والمكانية لتنفذ لقلبك مُباشرة، فتتوحد مع العمل لساعة أو أكثر في عالم خيالي مُبهر قادرعلى إسعادك وإضحاكك وإثارة دموعك. غير أن بنهاية أحداث الفيلم وبعد اطمئنانك لمصير «بطل العمل»، أحيانًا ما يعلق بذهنك مشهد أو فكرة بعينها، لا تتعلق بنهاية سعيدة أو محنة إنسانية عُرضت بدقة دخل الأحداث، تصحبك أينما ذهبت محاولاً فهمها، وتتأملها كلما سمح وقتك، لتتحول بذلك متعة المُشاهدة في بعض الأحيان لدرس إنساني ووجداني قد يترك بصمته الأبدية على حياتك.


6. Twelve Angry men – 1957

بعد اجتماعهم في غرفة موصدة من الخارج لأداء تصويت يُحدد ما إذا كان شابا مُتهمًا بقتل والده مذنب أو غير مُذنب، يبرز صوت واحدًا بين 12 عضو لهيئة المُحلفين يصوت لصالح براءة المُتهم في قضية ربما بدت مُفرادتها في البداية بديهية، ليُبدد بذلك إجماع الهيئة ويدفع زملائه لإعادة النظر في إرسال الشاب المُتهم للإعدام على الكرسي الكهربي.


وفي منطقة ضبابية بين نور الحقيقة الجلي وظلام الكذب الدامس، تمضي أحداث الكلاسيكية الأمريكية الخالدة «12 رجل غاضب» بتوآد وحذر بينما يشرع أعضاء الهيئة في تفنيد أدلة وأسانيد اتهام الشاب التي تتساقط واحدة تلو الأخرى حارمة جنود الحقيقة من نعيم يقينهم الزائف، لتتوقف نجاة الشاب المُتهم على مدى نجاحهم في خوض صراعهم الفكري بمرونة تلائم نسيبة الحياة.
[YOUTUBE]A7CBKT0PWFA[/YOUTUBE]


5. To kill a mocking bird – 1962

في تلخيص دقيق لدستور فهم وتقدير الآخر، وجه المحامي راجح العقل «أتيكوس» ابنته الصغيرة قائلًا: «لا يمكنك حقًا فهم شخص ما إلا بالنظر للأمور من وجهة نظره». غير أن العبارة المُقتبسة عن نص راوية حملت اسم الفيلم ذاته لم تكن سوى محطة واحدة في درب تلقين أب مكافح درسًا عفويًا لا يُنسى لطفلية الأشقياء بعد تقبله الدفاع عن شاب أمريكي من أصول أفريقية مُتهم باغتصاب فتاة أمريكية بقريته الصغيرة المُقسمة بالتفرقة العنصرية، والمُشبع بعض أبنائها بالكراهية في ثلاثينيات القرن الماضي.


وبالرغم من غضب بعض البيض المُتعصبين من أهل قريته من قراره بالدفاع عن الشاب المُتهم وانتقادهم إيمانه ببرائته، فضلًا عن محاولاتهم لإثنائه عن الدفاع عن الفتى «توم روبينسن»، إلا أن «أتيكوس» يصمد أمام الضغوط، مواجهًا الاعتداء والتحرشات من المتعصبين، متجرعًا مرارة الظلم مع أسرته في محاولة للتمسك بمبادئه وتحقيق العدالة لإنقاذ الطائر المُغرد.

[YOUTUBE]KR7loA_oziY[/YOUTUBE]


4. One flew over the cuckoo’s nest – 1975

في إعادة تعريف لمفاهيم السلطة والقمع والحرية والتعاطف والمحبة، يسقط المُشاهد في «عش المجانين» مع المُجرم R.P. McMurphy الذي يعمد لادعاء الجنون هربًا من قضبان السجن الموحشة بعد تورطه في أحد القضايا، غير أنه سرعان ما يقع في شباك سجن أشد قسوة داخل جدران أحد المصحات النفسية التي كُلفت بتقييم حالته، في فيلم مستوحى من رواية بالاسم ذاته للكاتب الأمريكي، Ken Kesey.



وبعفوية شديدة وتحرر مطلق يمضى McMurphy في حث زملائه من نزلاء المصحة على كسر قيودها المُستحكمة والتمرد على القمع غير المُبرر من فريق المُمرضات العاملات المصحة، وذلك في سبيل تبديد ملل يوميات منفاه. وبالرغم من استغلال الشاب ذو التاريخ الإجرامي لزملائه المرضى، إلأ أن علاقته بالجميع ما تلبث أن تتوطد، ليرتبط بفريقة برباط ود خفي دفعه لحافة الجنون الحقيقة نتيجة دفاعه عن حقوقهم بنهاية الأحداث.

[YOUTUBE]OXrcDonY-B8[/YOUTUBE]




3. Philadelphia – 1993

في ثمانينيات القرن الماضي، ومع بداية تعرف العالم على وباء «الإيدز» كعدو فتاك ينقل العدوى معرضًا حياة العشرات للخطر، نبتت صداقة غير متوقعة بين رجلين تقاطعت أقدارهما ونشبت بينهما عداوة فكرية ضارية، حيث عمد أحدهم لمعاداة المثلية الجنسية، بينما وقف الآخر في صف مثليي التوجه الجنسي.


بعد تعرضه للفصل التعسفي من عمله لإصابته بمرض «الإيدز» يلجأ الشاب المثلي Andrew Beckett لمحامي مستقل كي يعينه على مقاضاة محل عمله بعد حرمانه من وظيفته، إلا أن المحامي Joe Miller يلحق بقائمة عريضة من محامين المدينة ممن رفضوا تبني قضية Beckett، لخوفة المتنامي من مرض الساعة وغضبه من توجهات عميله المُرتقب. غير أن جمود Miller وخوفه سرعان ما يتبدل لأمن وتعاطف إنساني يدفعه لقبول قضية Beckett دون شروط، ليمضي الأخير أشهر حياته المتبقية في محاولة بائسة لاسترداد حقوقه، بينما يفتح Miller صفحة جديدة مع الحياة تتسع لكافة أطياف البشر.



[YOUTUBE]cl4B9AU45P4[/YOUTUBE]

2. The Pianist – 2002


بعد أن طغت أصوات المدافع وصرخات الضحايا على أنغامه الموسيقية، يبدأ عازف بيانو يهودي من بولندا فصول معاناته الخاصة مع مد القوات النازية على المدن الأوروبية إبان الحرب العالمية الثانية، ليبقى مصير فنه مُعلق ما بين القتل الرحيم أو التلاشي خلف أسوار أحد معسكرات الاعتقال والعمل بالسخرة.


إلا أن قدر العازف الفذ Wladyslaw Szpilman يتبدل بمرور الأحداث ليحظى متفوقًا على آلاف اليهود وضحايا قوات هتلر بطول أوروبا وعرضها بفرصة حياة مضطربة على انقاض مدينة وارسو المهجورة، قبل أن تدفع الأقدار بضابط نازي في طريقة المُتعثر، والذي بالرغم من انتمائه لفريق الأعداء ما يلبث أن يُصبح مُعينه الوحيد على تخطي الحرب بقسوتها ومآسيها.


[YOUTUBE]e_4NvY3v51Q[/YOUTUBE]



1. The Reader – 2008

في خمسينيات القرن الماضي، وبعد أن أُخمدت نيران الحرب العالمية الثانية، يرتبط مراهق ألماني بسيدة مجهولة تكبره بعشرات الأعوام في علاقة عاطفية تستمر طوال أشهر الصيف كاملة قبل أن تختفي السيدة من حياته بشكل غامض. غير أن الحب الأول للشاب Michael Berg يعود لاقتحام حياته أثناء دراسته الجامعية للقانون، فأثناء متابعته لأحد محاكمات أقطاب ألمانيا النازية على جرائم الحرب التي اقترفوها في حق الإنسانية تصعد معشوقته الأربعينية إلى منصة المُحاكمة متهمة بمقتل 300 سيدة أثناء عملها كحارسة إبان الحرب العالمية الثانية .



يدور داخله صراع بين تقبل حقيقة حبيبته أو السخط على ماضيها، بين شخصية القاضي، الذي يخشى عدم تنفيذ العدالة، والحبيب، الذي يخشى تجرع مرارة فراقها للمرة الثانية، ليمضي Berg باقي أوقاته في محاولة التفريق بين السيدة الرقيقة والحارسة القاسية عن طرفي معادلة الأبيض والأسود.

[YOUTUBE]8tCqSm4Phug[/YOUTUBE]