شـريـط الاهـداءات | |
آرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة هنا يتم نقل الموضوعات المميزه فى القسم العام ليكون هذا القسم بمثابه الارشيف للموضوعات المميزه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-03-2015, 10:41 PM | #1 | ||||||||||||
|
نقــــــــــــــدمـ لكــــم اليـــــومـ ” أيام سوداء “ ربمـا كانت هذه العبـارة هي الأكثر تردداً على ألسنة المصــريين مؤخراً ، حتى أن صاحبها البسيط بإبتســامته الساذجة الحائرة ، صـار من أبــرز الرموز الشعبية المعــروفة فى وسائل الإعلام الاجتماعي ، لتعبيــره بشكل تلقائي مُضحك عما يشعــر به تجــاه احوال البلاد ، وأحوال المنطقة.. مصــر في أزمة .. هذه حقيقة يعرفها الكــل ، سواءاً داخلها أو خارجهــا ، بعد 30 عاماً من حُكــم أسوأ رئيس شهدته البلاد ربمــا فى عصــورها القديمة والوسطى والحديثة ، وربمــا لن ينافسه أحد في فساده وغباؤه وجهله ، لمئات السنين الضــوئية القادمة .. ثورات ، إضطــرابات سياسية داخلية عنيفة ، إقتصــاد يتراجع بشكل مُخيف ، إرتفاع هائل فى البطالة والعنوسة ، إرهاب داخلي وخارجــي ، غلاء أسعار ، هروب الأدمغة ، تهديـــد من الجنوب لمجــرى النيـــل الذي وهب الحيــاة ذاتها لمصــر ، نخبـــة غريبة الأطوار بشكل لا يُصدق ، إعلام ساقط مُخـــزي ، تصــدّر الحمقى والجهلة والراقصـات للمشهد ، تعليم متواري ، كفاءات غير مُستغلّة ، ضغــوط إقليمية ودولية تنهال من كــل مكــان .. نعم ، مصــر في أزمة ، من المُستحيــل إنكــار هذا الواقع .. ولكن السؤال هنا : هل مصــر بأزمتها الحالية ، تمــرّ بأسوأ ظروف في تاريخهــا فعلاً ؟! الإجابة : كل ماتمرّ به مصــر الآن هو مُجــرّد دعابات خفيفة ، مقــارنة لمــا مرّت به من أحداث تاريخية عصيبــة ، إعتقد الجميــع أنها النهاية حتماً .. ولكنها كانت دائمـاً البداية ! مكعب أصفر عتيق عصيّ على التقسيم مصــر هي البلد الوحيــد فى العالم كله – مع العــراق – التى مازالت تحتفــظ بحدودها الجغرافية والسيــاسية منذ 50 قرنــاً من الزمن .. وصفها المؤرخ المصـري جمال حمدان بأنها ( رأس كــاسح على جسد كسيـح ) .. دلتا كبيرة يحملها نهـر رفيـع نفس المكعّب الأصفـــر في منتصف خريطة العالم ، الذي يشقّه نهــر جبّـــار حوّل منتصفها إلى تربة سوداء ، جعــل أهلها يُطلقــون عليها ( كيــمت ) لسنين طويلة – تعني الأرض السوداء – .. يظل كمــا هو بالضبط بنفس الحدود .. منذ أن وحّد نــارمر القطــرين الشمــالي والجنوبي ، وتأسيس الدولة المصــرية – أقدم نمــوذج لدولة مركــزية حاكمة على مرّ التاريخ – ، على يد الملك العظيــم ( احــا ) ، تغيّـــر إسمها كثيـــراً مع التغيرات الإقليمية والعالمية ، وتوافــد الحُكــام عليهــا والشعوب والطوائف من الشرق والغـــرب ، وتغيّـرت هويّتها المحليـــة سواءاً فى الدين اواللغة أو العادات أو التقاليد .. كيمت ، حت – كا – بتــاح ( أرض بتــاح ) ، إيجيبتوس ، مصــرايم ، مصـــر .. في الوقت الذي تغيّــرت الحدود والديموغرافيــات حول العالم آلاف المرات على مدى آلاف السنين ، بقيت مصــر هي مصــر .. تغيّــرت الأسمــاء وتبقى نفس الأرض كمــا هي بالضبط ، بلا أي تغييــرات جغرافيــة أو سياسية أو تقسيــم طائفــي .. هذه بلاد تتغيــّر هويّتها ولغتهـا وأهلها وعاداتها .. لكنهــا لا تتقسّــم جغرافياً أو سياسيـاً أبداً ! الأصل فيها أن نومهـا ثقيل .. يستمر لمئات السنين أحياناً صورة عتيقة لأبي الهول مطموراً تحت الرمال .. كلاهمــا ينظـر للآخر في دهشة ربمـا كانت الثلاثين عـاما الماضية ، أسوأ أعوام شهدهــا المصــريون في تاريخهم الحديث ، من حيث الفســاد الداخلي ، ونظــام الحكم المترّهل ، والإضطــرابات السياسية ، وتراجع التعليم ، وإنتشــار الغبــاء والتخلف .. هذا صحيح .. ولكن مع دولة عتيقــة عجــوز – بشكــل يصعب تصديقه أحيــاناً – تعتبــر هذه الأعوام الثلاثيـــن مُجرد نزهة .. دعــابة خفيفة فى تاريخ الإضمحلال والتراجع المصــري ، إذا ما قورن بعصــور الإضمحلال التي مرّت بها هذه البلاد.. في مصــر القديمة – كمثـال فقط – مرّت البلاد بنفس الحالة ( وأسوأ بكثير ) عدة مرات ، وُصفت فى التاريخ بأنها ( عصور الإضمحلال ) .. كانت أقل فتـــرة من هذه العصــور تستمر 100 عام على الأقل ، مليئة بالتراجع الحضاري وانعدام الأمن والامان ، والمشكلات الطبقية والاقتصــادية.. بإختصــار : فترة التخلف التي تمر بها مصــر الآن من تراجع في دورها الحضــاري والإقليمي ، وأزمـات إقتصــادية وإجتمــاعية ، هو مجــرد ( لمحــة ) سريعة من عصــور إضمحلال في تاريخها القديم والمتوسط وحتى الحديث ، كانت عادة تستمـر لعدة قرون ! مقدمة سريعة ( 40 ثانيــة ) لسلسلة وثائقيــة ممتعة بعنوان ( كوكــب مصــر ) تتعرّض لأهم محطـات التاريخ المصري القديم [YOUTUBE]u8KUojcaXfc[/YOUTUBE] الجوع لدرجة أكل لحوم البشـر .. الشدة المُستنصيـرية الوضع الإقتصــادي لمصــر حالياً سيئ جداً ، بمعدلات فقــر وبطــالة مُرتفعة جداً ، وتعداد سكــاني رهيب يقتــرب من الـ 100 مليون نسمة .. ولكنـــه – حتمــاً – ليس بالســـوء الذي كــانت عليه مصــر في أسوأ سبع سنــوات عاشتها – ربما على الإطلاق – بالمفهــوم الإقتصــادي .. الشدّة المُستنصيـــرية – والعيــاذ بالله – ! في عهد المُستنصـر بالله مرّت مصـر بمجاعة ربما هي الأسوأ فى تاريخها في زمن الخليفة الفاطمي ( المُستنصــر بالله ) شهدت مصــر أسوأ مجــاعة فى تاريخها على الإطلاق ، بضعف منســوب نهر النيل إلى معدلات مخيفة ، حيث وصــل إرتفاعه إلى ذراعان فقط .. فعمّ الجفــاف فى البلاد بشكــل ليس له مثيـــل ، حتى أن المؤرخين كتبــوا عن أحداث مخيفـــة للغاية بخصوص هذه الفتـرة.. في زمن المجــاعة ، هلك الحرث والنسل ، وبارت الأراضي ، وماتت المواشي ، حتى بدأ الناس ياكلون القطط والكلاب حتى لم تُعد ترى فى الشوارع .. وصل سعر ال*** إلى 5 دنانيــر حتى يستطيــع الناس إلتهامه ، وقيــل ان الكلاب التي كــان الناس يشتــروها حتى يأكلوها ، كانت تبقى فى الدار يوماً أو يومين .. فيصيبها الجوع الشديد بدورها ، فتلتهم الأطفال الرُضّع أمام أعين أهاليهم ، الذين لا يستطيعون إنقــاذهم من فرط الشدة فى التعب والإرهاق ! ثم بدأ الفصل الثاني من المجـاعة المأساوية ، عندما بدأ الجــوعى يضعون الخطاطيف والكمائن لإصطيــاد المارّة والنساء والأطفال ، ويعودون بهم إلى أســرهم لإلتهــامهم ، حتى إمتلأت الشوارع بالعظـام .. وقيــل ايضــاً أن الناس كانت تأكل الجيــف والجثث ! هذا الوضع المُخيف ، تلخصه القصة الشهيــرة ان وزير المُستنصــر بالله ركــب حصــانه ذات وذهب إلى دار الخلافة لأمر عاجل .. وعندما خرج منهــا ، فوجئ أن حصــانه تم ذبحه وإلتهـــامه .. فغضب بشدة ، وأمر حرّاسه بتعقّب من أكلوا حصانه حتى أدركوهم .. فامر الوزيــر بشنقهم فوراً وتعليقهـــم امام المــارّة حتى يرهبــوهم ، وكوسيلة لنشــر الأمن بإخافة الناس .. فلما إستيقظ الناس اليوم التالي ، لم يجدوا الجثث أصلاً .. بل وجدوا مجمــوعة من العظــام والأطراف الممزقة ، بعد أن قام بعض الجوعــى بإلتهام الجثث المشنوقة في الشارع ! قيل أن الرجل كان يمشي فى القاهرة في أحياء كاملة ، فلا يُصــادف أحداً .. قيــل أن هذه المجــاعة مات بسببها ( ثلــثي ) أهل مصــر .. حتى كان الرجل يمشي مسافات طويلة جداً ، فلا يقابل أحداً آخر إلا بمعجـــزة .. حتى الخليفة نفسه باع ملابسه ، وسلاحه ، وملابس جنده ، ولم يبقّ من آثاره سوى سجــادة روميــة ، و ( قبقـــاب مُرصّع بالجواهر ) .. يبدو أنه لم يجد من يشتريهما منه.. بمعنى آخر : كل المصــريين الذين يعيشـون اليــوم ، جاءوا من أصلاب الثــلث الأخير من الشعب الذي نجــا بأعجوبة من هذه المجــاعة الأشد في تاريخها .. وإلا لم يكن ليسكنهــا أحد – حرفيــاً – ! مضت المجــاعة .. واستمرّت مصــر ونهضت من جديد ، لتواجــه أخطــار من نوع آخر .. عندما تنهـال الكوارث من كل الجبهات ! كانت الفتــرة مابين العام 1250 إلى العام 1260 من أصعــب أيــام مصــر على الإطلاق .. حاول دائمـاً أن تتذكــر هذه السنوات العشــر من التاريخ المصــري .. في العــام 1249 ، أعلن النفيــر العام في مصـــر ، لقدوم حملة عسكـــرية صليبية جديدة ضخمة ، يقودها ملك فرنســا شخصيــاً ( لويس التاسع ) – أحد أهم ملوك أوروبا فى القرون الوسطى – .. وكان قدوم هذه الحملة في وقت شديد الســوء ، حيث توفى ملك مصــر وقتئذ ( الصــالح أيوب ) ، وكانت مصــر وقتها مرتعاً لإضطرابات سياسية داخليـــة طويلة لا تكاد تنتهي ، كلها هدفها الوصول للحكم .. لوحة تعبيـرية للحملة الصليبية السابعة ، ترسو على شاطئ دميــاط .. إحتل الفرنسيــون دميــاط ، وتوجّهوا إلى القاهــرة .. إلا أن الجيش المصــري بقيادة المماليك ألحقوا بهم هزيمــة ساحقة في المنصـــورة ، في معركة عسكــرية بديعة التفاصيـــل شديدة البطــولة ، وتم أســر ملك فرنســا وآلاف الجنــود الفرنسيين .. وبعد أن تمّ طرد الفرنجة من مصـــر ، دخلت – كالعادة – في إضطــرابات سياسية عنيفـــة بين الفصائل المملوكية المختلفة ، كــل منهم يريد أن يستولى على حُكمهــا ، أو الإستيلاء على أكبر نفوذ سياسي وإقتصــادي في البلاد ، مع ما يُعــرف عن تاريخ المماليك في تلك الفتـــرة من فساد سياسي ومالي.. حتى أفاق المصــريّون على أكبـــر فاجعـــة تاريخيـــة في زمن العصــور الوسطى على الإطلاق ، سنة 1258 م .. سقــوط ( بغداد ) ، أعظم حواضـــر الدنيــا فى عصــرها على الإطلاق على أيدي أكبر تمدد عسكري همجي في العالم ، وإسقــاط الخلافة العبّاسيــة ، وإرتكـــاب مجـــازر لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، وتدميـــر المكتبـــات ، ودور العلم والبحث والفن والعمارة .. كان سقوط بغداد هو أسوأ خبــر مُفجع بالنسبة للحضـارة الإنسانية كلها ، وليس فقط للحضارة العربية الإسلامية.. وبعد عــامين إثنين ، في العام 1260 م ، جــاء الخبـــر الكــارثي الثـــاني .. سقــوط ( دمشــق ) مركـــز الخلافة الإسلاميــة لسنوات طويلة وقت الدولة الاموية ، في أيدي المغـــول .. في هذا الوقت تحديداً ، كان الوضع فى مصــر شديد السوء والكارثية .. فمع إنهيار اقتصــادي هائل ، جرّاء الحملات الصليبية المتتابعة التى كانت تستهدف مصــر ، والإقتتال الداخلي بين المماليك لإنتزاع الحكم ، وغضب عارم من الشعــب ، وحتى المهزلة السياسية التي كانت تتجسد في حُكم البلاد من طرف صبي صغير لم يتجــاوز الـ 15 عاماً .. كانت كل المؤشرات تشير أن ثمة كارثة أخرى قادمة حتماً.. لذلك قام ( المُظفــَـر سيف الدين قطـــز ) بحركته التاريخية المعـروفة ، بما يشبه إنقلاباً عسكــرياً أطــاح بالصبي ، بإتفــاق على مضض مع قادة الممــاليك ، تم على إثـــره تنصيبــه سلطــاناً على مصــر في وقت شديد الحســـاسية وظــروف عصيبة متسارعة جداً مُخيفة لم تمرّ بها المنطقـــة من قبــل على الإطلاق في تاريخها كله.. كلمة ( قطز ) تعني ال*** الشرس.. لُقّب بالملك المُظفــر .. كان من أصول أوزباكستانية ، وتصفه الكتب بأنه كان أشقـر الشعر – كمعظم المماليك – وله ملامح أعجمية غير عربية .. تم إغتياله بمجرد الانتصار على المغول واسترداد دمشق.. ومع الموجــات الضخمة من النــازحين ، الفارّين من العراق والشــام إلى مصـــر ، جاءت الأخبـــار المخيفة التي تؤكد أن المغــول فى طريقهم للزحــف إلى الوتد الاخيـــر في الحضــارة العربية والإســلامية في المشــرق العــربي.. كــانوا فى طريقهم إلى إسقـاط ( القــاهرة ) المُنهكــة بالصراعات .. لوحة تعبيــرية للمغــول ، وُجدت في كتاب ( جامع التواريخ ) للهمذاني.. ” مِن ملك الملوك شرقاً وغرباً، الخان الأعظم .. يعلم الملك المظفر قطز ، صاحب مصــر وما حولها ، وسائر أمراء دولته أنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه وسلّطناً على من حل به غضبه.. فاتعظوا بغيركم، وأسلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطأ.. فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب قبل أن تضرم الحرب نارها ، وتصبح بلادكم منكم خالية “ ثم ذكــر بيتين من الشعر – يبدو أن الجميع كان يتحدث بالشعر وقتها ، حتى فى رسائل المغول ! – : ألا قُل لمِصرَ هاهلاون ( هولاكو ) قد أتى .. بحد سيوف تنتضى و بواترِ يصير أعزّ قومهم بأيدينا أذلة .. ويلحق أطفالاً لهم بالأكابرِ كانت هذه الكلمـات المخيفة هي نص الرسالة التاريخية التى أرسلها المغــول إلى مصــر ، فأسرع قطــز بإعدام الرسل فوراً ، بعد أن وجد بعض قادة المماليك أبدوا تردداً فى ملاقاة المغول .. ونودي في سائر قرى ومُدن مصــر بالنفيــر العام وإعلان الحرب حتى قيل أن معدلات الجريمة والسرقة انخفضت إلى أدنى مستوياتها ، لتدفق المصــريين للإنضمــام إلى الجيش .. خرج جيش مصــر – مؤلفاً من قادة المماليك ، والعساكر المصــريين ، وبعض الفرق العسكــرية من الشــام والعراق – إلى غزة لملاقاة مقدمة جيش المغــول ، فهزموهم في معركة محدودة .. ثم تقدموا إلى عمق الشــام ، ودارت المعركة العسكــرية التاريخية في ( عين جالــوت ) ، التي خلّدها التاريــخ العربي والإسلامي بإعتبــارها من أعظم المعارك التي دارت في هذه المنطقة على الإطلاق .. جيش مصـر كان مدعوماً بالترك ، وبعض الفرق من الشام والعراق ، وأمراء المماليك معظمهم من وسط آسيا.. يقول المؤرخ الفارسي ( رشيد الدين الهمذاني ) مؤرخ فترة المغول ، واصفاً المعركة : فقذف المغول سهامهم و حملوا على المصريين، فتراجع المصـريّون القهقــريّ ، ولحقت بهم مابدا أنها الهزيمة .. فتشجع المغول ، وأعقبوهم وقتلوا منهم خلقاً كثيراً ، حتى بلغوا الكمين ، فأغار المصـريّون على جنود المغــول وقاتلوهم قتــالاً مُستميتاً من الفجر حتى منتصف النهار .. فتعذرت المقاومة على جيش المغول ، وخارت قواهم ، ولحقت بهم الهزيمة عن بكــرة أبيهم يجمع المؤرخون كافة أن ( عين جالوت ) هي بداية النهــاية لإمبــراطورية المغــول كلهــا ، وبدأ على إثــرها الإنسـحــاب التاريخي لجيوشهم الجرارة ، ليس فقــط من الشرق العربي ، بل من شرق أوروبا كذلك ، الذي كانت جيوش المغــول قد وصــلت إلى المجــر وعلى وشك تجــاوزها لوسط أوروبا .. امبراطورية المغول في أقصى اتساعها في عشــر سنوات فقط ، حملة صليبية كاسحة من الغرب ، ومعركة حربية ضد أكبر قوة عسكـرية في العالم وقتئذ ( المغول ) ، وإنهيار اقتصـادي تام ، واقتتال داخلي بين الأمراء على المُلك ، وفســاد يزكم الأنوف .. هل يمكن تصوّر ظــروف سياسية داخلية وإقليمية – حالية – أسوأ من تلك الظــروف التي كانت تمر بها مصر وقتها ؟ ومع ذلك ، إجتازت مصــر الأزمة ، وخرجت منها مُحمّلة بالسيوف والدروع والتراب والعرق والدماء والإنهــاك ؛ لتعود إلى سكونها ونومهــا الطويل مرة أخرى بعد أن أدّت مهمتهــا ودافعت عن بقاءها ! من قاع التخلف إلى هضبة الأناضول .. النهضة في زمن قياسي ! مصــر كّونت إمبــراطوريات عديدة فى تاريخها الطويل ، ولكــن تظــل الإمبـراطورية التى تكوّنت في عهد محمد علي باشا ، هي الأبرز والأهم بالدراسة .. بعد أن أفاق المصريون من الصدمة الحضـارية التى رأوها ، عندما حلّت الحملة الفرنسيــة على بلادهم ، واستمرت لمدة 3 سنوات ، اوضحت الهوّة الهائلة بين الشرق والغــرب .. لم تمــر سوى بضع سنوات ، وتولى ( محمد علي باشا ) حكم مصــر وهي فى ظــروف شديدة التخلف والرجعيــة فى كل مجالات الحيــاة.. لوحة لمحمد علي وهو ينشئ الأسطول المصري .. بعد سنوات قليلة من إنشاؤه سيستولى هذا الأسطول على مدن يونـانية كاملة ، ويكون له نفوذ قوي في البحر المتوسط ! فقط قائد مُحنّك وذكــي ، إستطــاع بعد مرور 7 سنوات تقريباً من التأسيس للبلاد ، وإصلاحها ، وإعادة هيكلتها .. أن يصــل إلى قدرة إقتصــادية وعسكــرية مصــرية ، جعلته يبدأ التوسع الإمبــراطوري المدهش الذي كــان يستحيل أن يتخيّله أي أحد بعد هذه الفترة الوجيــزة .. كــان الرجــل قاب قوسين أو أدنى من إسقــاط الخلافة العثمــانية نهائياً ، وإعلان خلافة جديدة من القاهرة ، بعد التوسّع بشكــل سريع ومّذهل جنوباً وشرقاً وغرباً وشمــالاً ، حتى وصل إلى عقر الخلافة العثمانية نفسها ، وإستولى بالفعـــل على مدينة ( قونية ) التركيــة ، وبــات وشيكــا للجيش المصــري دخــول ( الآستــانة ) وإسقــاطها ، لولا إستعانة الأتراك بالإنجليــز والفرنسييــن في اللحظـات الأخيرة ! مازال التاريخ يتذكــر انه لم يدخـــل هضبة الأناضــول منذ تأسيس الخلافة العثمــانية على الإطلاق أي قوات غازيــة ، سوى سنــابك الخيول المصــرية ، التي كــانت منذ وقت قريب مجرد ولاية صغيرة تابعة للسلطنــة العثمــانية ! الباشا يستقبل وفداً في قصــره بالإسكندرية ، وهو يدخّن النارجيلة كعادته.. من 200 عام فقــط من لحظة قراءتك لهذه السطور ، كـانت مصر تبني إمبراطورية حقيقية مناوئة للسلطنة العثمـانية ، والقوى الإستعمـارية الغربية في زمن قيــاسي، بعد سنين طويلة من السكون والتبعيــة والغرق فى بحر من الغباء والتخلف ! نعم ، مصر الآن مريضة للغاية ، محاصــرة في أوضـاع داخلية وإقليمية شديدة السوء ، ربمـا تجمــع في طيّاتها بين كل ماهو مذكــور أعلاه .. ولكن التاريخ أثبت أن المعــادلة المصــرية شديدة التعقيد ، وأن ما يعتبــره المصــريّون دائمــاً النهاية ، يتضح فيما بعد أنه البداية لعصــور مُزدهـــرة قوية فعّالة مُنتجة ، تعود فيها مصــر لدورها الطبيعــي بعد نوبات من الغيبـــوبة المتكررة التي مرّت بها مرات عديدة ، في تاريخها الطويل.. يبدو أن مصر لا تفيق من سباتها العميق ، إلا إذا أحاطت بها الأخطــار من كل جانب ، وبلغت القلوب الحناجر ، ووصــلت بها الأمــور إلى درجة لا تطــاق من التخلف والتراجع والازمات السياسية والاقتصـادية وتصـــدر المهرجين والمتخلفين للمشهد .. وقتئذ فقط – التاريخ يؤكد – ثمة عودة وشيكة وقوية لهذا البلد ! عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] |
||||||||||||
|
18-03-2015, 01:53 PM | #2 | ||||||||||||
Silkroad4Arab
|
يثبت يومين
|
||||||||||||
|
18-03-2015, 02:20 PM | #3 | ||||||||||||
|
الله عليك
|
||||||||||||
|
18-03-2015, 02:27 PM | #4 | ||||||||||||
i miss the old days
|
مصر طول عمرها عظيمهـ
سؤال هنا اجدعان اى رايك الملكيه احسن ولا الجمهريه انا شايف اننا ليس بنظام الملكيه المنفين مسكين البلد من ساعت ماعلنو الجمهوريه ربنا يقدم الفى الخير بس فى حقيقه واحده وضحه وضوح الشمس مصر باقى |
||||||||||||
|
18-03-2015, 10:54 PM | #5 | |||||||||||||
|
موضوع جميل ورائع ومتميز لو ملقيتهوش مثبت كنت ثبتو انا اقتباس:
انا شايف ان الملكية احسن بكتييييير بدليل اننا لو نظرنا للتاريخ هنلاقي ان مصر كانت اجمل البلاد فى العالم وكانت بتقرض العالم اموال وكانت قوة اقتصادية وسياسية عظيمة لكن مصر دلوقت اتمنى انها ترجع زي الاول بس واحنا جمهورية |
|||||||||||||
|
20-03-2015, 07:06 AM | #6 | ||||||||||||
i miss the old days
|
المشكله فى الملكيه انى ممكن يكون واحد ذى اسماعيل زفت باشا ويخرها زى محصل معنا
بس لو تبص لـ على باهـ الكبير مصر بقا ليها اسم فعلا على ايدو احنا بلد من كو من احتلال لاحتلال مكناش بنعرف اجه غير الزراعه هو الدخل كلمه صناعه فى البلد ومكنش عندنا فكرا عن البحر هو العمل او اسطول بحرى على فكرا احنا كان عندنا الكلام ده كلوه من الاف السنين ايام الفرعنه بس احتلال ورا احتلال كان بيخدو مننا ومش بس كدا كنوه بيخدو الحاجه كيت مش كوبى يلا حسبيا الله ونعم الوكيل اسف على الاطاله |
||||||||||||
|
20-03-2015, 03:37 PM | #7 | ||||||||||||
|
ينقل للمميز |
||||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|