القـسـم الإسـلامـى الـعـام [ قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم يهتم بثقافتنا الإسلامية فقط ] [ نرجوا عدم التطرق للأمور التي تضر الدين وعدم الافتاء بشي غير موثوق وعدم المساس بأى دين أخر ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-11-2013, 10:37 AM | #1 | ||||||||||
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه ترجمة مختصرة عن الشيخ الداعية أحمد ديدات رحمه الله رحمة واسعة . * ولد الشيخ أحمد حسين ديدات عام 1918 م في بلدة (تادكيشنار) بولاية ( سوارات) الهندية . * هاجر إلى جنوب إفريقيا في عام 1927 م ليلحق بوالده . * بدأ دراسته في العاشرة من عمره حتى أكمل الصف السادس ، ولكن الظروف المادية الصعبة أعاقت استكماله لدراسته . * عمل في عام 1934 م بائعاً في دكان لبيع المواد الغذائية ، ثم سائقاً في مصنع أثاث ، ثم شغل وظيفة ( كاتب ) في المصنع نفسه ، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للمصنع بعد ذلك . * في أواخر الأربعينات التحق الشيخ أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأُسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى ، ولما تمكن من توفير قدر من المال رحل إلى باكستان عام 1949 م ، وقد مكث فـي باكستان فترة منكبّاً على تنظيم معمل للنسيج. * تزوج الشيخ أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً . * اضطر الشيخ أحمد ديدات إلى العودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا بعد ثلاث سنوات للحيلولة دون فقدانه لجنسيتها ، حيث أنه ليس من مواليد جنوب أفريقيا . وقد عرض عليه فور وصوله إلى جنوب أفريقيا استلام منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقاً . * في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول : " ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ " ، ثم نشـر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته : " هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ " . * في عام 1959 م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد ، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات . وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش . * أسس معهد السلام لتخريج الدعاة ، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة ( ديربان ) بجنوب إفريقيا . * ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً ، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها ، وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم . ولهذه المجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 م ( بالمشاركة ) . بداية طريق الدعوة يتحدث الشيخ أحمد ديدات عن بداية طريق الدعوة ، فيقول : كنت أعمل في دكان قريب من موقع إرسالية آدمز ميشين ( كلية آدمز ) .. وكان من عادة الطلبة في هذه الكلية أن يأتوا إلى المحل ، وكانوا مبشرين تحت التدريب .. كاناو يأتون إلى المحل ويرونني وبقية العاملين المسلمين في المحل ، وكانوا يتحدثون إلينا بأشياء عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ، وعن أمور وأشياء ليس لدي أي معرفة عنها . ومن هذه الكلية توافد علينا المبشرون الذين حولوا حياتنا إلى بؤس وعذاب ، فلقد كانوا يتدربون هناك على كيفية مواجهة المسلمين . وحينما كانوا يأتون لشراء ما يحتاجون إليه من المحل كانوا ينهالون علينا بالأسئلة والانتقادات .. فيقولون : - هل تعلمون أن محمداً تزوج نساءً كثيراتٍ جدّاً ؟ " . وحينئذ لم يكن لدي أدنى معرفة بذلك . - وهل تعلمون أن محمداً نشر دينه بحدّ السيف ؟ " . ولم يكن لدي أدنى معرفة عن ذلك . - وهل تعلمون أن قد نقل كتابه عن اليهود والنصارى ؟ " . ولم يكن لدي أدنى علم بذلك . كان الموقف فـي غاية الصعوبة بالنسبة لي .. ماذا أفعل كمسلم ؟ .. هل أردُّ على الهجوم ؟ .. ولكن كيف ذلك ؟ .. وليس لدي من العلم والمعرفة ما أَرُدُّ به .. وهل أهرب من المكان ؟ .. والحصول على عمل في تلك الأيام كان أمراً عسيراً . وكان لدي توقٌ شديدٌ للمعرفة ، وللقراءة . وفي صباح يوم الراحة الأُسبوعية دخلت المخزن الخاص برئيسي ، وأخذت أُقلب في كومة من الصُّحف القديمة ، وأُفتش عن مادة جيدة أقرؤها ، وانهمكت في البحث إلى أن عثرت على كتاب قضمته الحشرات – وفيما بعد جدّدت غلاف هذا الكتاب الذي قضمته الحشرات – وحينما أمسكت بالكتاب ثارت منه رائحة نفاذة أثارت أنفي وانتابتني حالة من العطس فقد كان الكتاب قديماً ومتعفِّناً . قرأت عنوان الكتاب .. العنوان هو : (إظهار الحق) .. كان وقعه في أُذني وكأن العنوان بالعربية .. كان الكتاب قديماً وصدر في الهند عام 1915 م ، قبل ميلادي بثلاث سنوات .. فلقد ولدت عام 1918 م ، فهو أقدم مني بثلاث سنوات. وبفضل هذا الكتاب تغيرت حياتي تماماً ، ولو لم أصادف هذا الكتاب ما كنت لأقوم بما أقوم به الآن ، وأعني بذلك التحدث إلى الناس عن الأديان من منطلق المقارنة بينها . هكذا كانت البداية .. من هذا المكان .. بدأ كل شيء من هنا منذ خمسين عاماً خلت مرضه ووفاته : أصيب الشيخ أحمد ديدات بمرض عضال منذ عام 1996م، أجبره على لزوم الفراش، وبقي صابراً محتسباً إلى أن وافته المنية صباح يوم الإثنين الموفق3شهر رجب 1426هـ بتوقيت جنوب أفريقيا، وصُلي على الفقيد بعد صلاة المغرب في أحد مساجد مدينة فيرلم التي تقع على بعد 30 كم شمالي مدينة ديربان التي توفي في أحد مستشفياتها . ورغم إصابة الداعية الكبير بشلل تام في كل جسده -عدا دماغه- ولزومه الفراش منذ عام 1996 فإنه رحمه الله واصل دعوته من خلال الرسائل والتي تتدفق عليهيوميا من جميع أنحاء العالم ويصل في المتوسط إلى 500 رسالة يومية سواء بالهاتف، أوالفاكس أو عبر الإنترنت والبريد. رحم الله الشيخ رحمة واسعة اللهم آجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا يا رب العالمين . بعض مؤلفاته : ولقد أصدر عدة كتب تتعلق جميعها بالمقارنة بين الأديان ، وطبع ونشر من هذه الكتب مائة ألف نسخة في المرة الواحدة .. من هذه الكتب كتاب بعنوان : ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ( What the Bible Says about Muhummed ( PBUH )) ولقد طبع منه أكثر من ثلاثمائة ألف نسخة ..وكتاب آخر : هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ ( Is the Bible God's Word ?) وقد طبع منه أكثر من مائتين وستين ألف نسخة ..وكتب أخرى ، مثل : مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء . ( Crucifixion or Cruci-fiction ?) و المسيح في الإسلام ( Christ in Islam) . والحل الإسلامي للمشكلة العنصرية . ( Islam's Answer to the Racial Problem) . والمسلم يؤدي الصلاة . ( The Muslim at Prayer) . ومن دحرج الحجر ؟ ( Who Moved the Stone ?) وغيرها .. وغيرها . قد كان يجدرَ بي نشر هذه المقالة مصاحبةً للحدثِ دون تأخرٍ وتلكؤ، لولا ذهول اعترى قلمي فألجمه، وقد نزلتْ بنا فاجعة موتِ الملكِ فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - في غاشية غشتْ البلاد والعباد ما لبثتْ أن تقشّعتْ حتّى ثنّى الموتُ علينا فجائعه باختطافِ حجّة زمانه في مناظرة النصارى الداعية الكبير أحمد ديدات، وكذا الداعية الفاضلة زينب الغزالي ابنة أرض الكنانة، على الجميع من الله شآبيب الرحمة والمغفرة!فوا أحمداه! ووازينباه! إكرام بنت عبد العليم الزيد ولقد رأيتُ في نفسي انصرافاً عن الكتابة لم أعهده بها قبلاً، وكنتُ أرجو أن أجدَ ما أسدّ به حزني، وأكرم به الراحلَيْن غير مقالة أكتبها – فقد أفردتُ للمليك الراحل مقالته -، لكني قلّبتُ النظر فرأيتُ الإعلام قد أحجم عن تبيان عظم شأوهما، وتقاصر عن ذكر فضلهما، ورأيتُ أنّ المقالة هي أقلّ قليلٍ ينعاهما، ويذكر مآثرهما، ويترحم عليهما، ثمّ انتابتني حيرة عن أيّ العَلَمينِ أكتبُ إنْ كنتُ فاعلة؟..فوجدتهما كعيني رأسٍ لا فضلٍ لواحدةٍ على أخرى، لكني آثرتُ أن أبتدئ بالشيخ أحمد ديدات – جعل الله قبره روضة خضرة - ، وللرجال عليهنّ درجة! ولأنيّ لا أعلم عن الراحل كثيراً من الأخبار – إلا ما اشتهر عنه – فإنّي سأكتفي بذكر بعض ما وقع في نفسي منه، لعلي أخرج بمن ينظر في ذلك الأثر فيدعو له، ويتّبع أثره مباركاً محموداً! أما الشيخ أحمد ديدات – برّد الله مضجعه – فقد عرفتُه منذ خمسة عشر عاماً تقريباً (1411هـ)، إذ كان والدي – أمدَّ الله عمره في طاعته- يأتي في ذلك الحين بأشرطة فيديو مسجلة لمناظراته الشهيرة (هل الكتاب المقدس كلام الله؟) التي حضرها 3000 شخص، وكانت مع القس الأمريكي جيمي سواجارت –وقد هُتكَ ستره منذ بضع سنوات– فأتابع معه متابعة الذي يعرف بعض الكتاب ويجهل بعض، وكان لتعليقات والدي الكريم التي يلقيها معجباً ومكبّراً وقوعٌ في نفسي عظيم، جعلني أحرص على مزيدِ متابعة، ثمّ لما بلغتُ سنّ الرشد وبدأتُ أعي العلم، عدتُ لتيكَ المناظرة فشاهدتها ثانية، فرأيتُ بحراً من العلمِ زاخراً، وحجّةً في دحض مذهبهم لا تنقطع، وبياناً متدفقاً انتقى لفظه كما ينتقي بعضنا أطايب الثمر، عدا عن ابتسامةٍ هادئةٍ وأدبٍ جمّ وسعةِ بالٍ لا تليقُ إلا بحليمٍ، ومذ تلك الأيام وقعَ في نفسي الإجلال والمهابة لهذا الرجل الذي يشعّ وجهه بالبهاء، متزيناً بلحية بيضاء وقورة وابتسامة متواضعة تدخل القلب بلا استئذان، ومعتمراً طاقية بسيطة ما أنقصتْ من قدره وجلاله! وأتذكر منذ سنواتٍ خلتْ حين سرت شائعةٌ بوفاته، فهملتْ عيناي حزناً حتى أتاني نبأ تكذيبها فاطمأنتْ نفسي، فالشيخ -وإن كان طريح الفراش منذ تسعة أعوام- لا ينقطع مدده، والرسائل تنهمر عليه من كلّ صوبٍ ممن يسلّم أو يتعلّم، وحسبهُ أنّه يصلُ العالمين بعينين ذابلتين طرح الله فيهما البركة، فلله عيناكَ يا أحمد ديدات، وستشهدان لكِ وأنا معهما من الشاهدين – فقد رأينا الصور- وكم كنتُ أرجو يوماً أنْ أرسلُ له رسالةً لا شيء فيها سوى السلام والدعاء وذكر المعروف، لكنّ قدر الله سابق! ولربما سأل سائل، وكيف يتحدث بعينيه؟ فأقول بناء على ما قرأتهُ عنه منذ سنة أو تزيد، أنّ الشيخ مشلول الجسم كلّه لا يتحرك فيه سوى عينيه، وابنه عنده لا يفارقه، فإذا جاءت الرسالة قرأها على أبيه، فيقوم بالرد عليها، بحيث علّقت لوحة عند رأسه فيها حروف الهجاء، فيشير بعينيه والابن يشير بإصبعه إلى اللوحة، فالحرف الذي يريد الشيخ يشير له أن اكتبه فيكتبه، والحرف الذي لا يقصده يشير له أن تجاوزه فيتجاوزه إلى ما بعده، وهذا دأبه مع كلّ رسالة يجيب عنها حرفاً حرفاً لا يملّ ولا يكلّ من كثرة الرسائل (تصل إلى 500 رسالة في اليوم)، فسبحان الله كم بين جنبيه من همّة متوقدة! ومن الآثار الحميدة التي أعرفُ للشيخ أحمد ديدات رحمه الله تعالى في بلدي، أنّ رجلاً يقال له مساعد الوعلان "وهو من آل وعلان المعروفين" كان على خير وتقى، واشتهر بالصلاح وحب للدعوة والدعاة، وكان يرجو أن يقوم بدعوة من يعرفهم من النصارى، لكن علمه كان قاصراً عن أساليب محاجتهم، حتى وقع على مناظرات الشيخ أحمد، وتأثر به تأثراً كبيراً، وتعلم ما يمكّنه من دعوة النصارى متحدثي الإنجليزية إلى الإسلام، فبدأ بالتطبيق والدعوة حتى تطور جهده إلى أن يؤسس مركزاً لدعوة الجاليات، فأسلم على يديه من النصارى كثير، خرج منهم داعية فليبيني ليفتح مركزاً إسلامياً في الفلبين، فأيّ أجرٍ يتتابع؟ ويا رحمة الله على التابع والمتبوع! (توفي مساعد الوعلان رحمه الله منذ عدة سنوات وكان في بداية الأربعينات من عمره، والقصة أخبرتني بها ابنة أخيه). وحسبنا من الشيخ ديدات عليه رحمة الله تعالى، أنه قد خرج من نطاق دعوة محلية إلى دعوة عالمية، فملأ الدنيا وشغلَ الناس، وأسلمَ على يديهِ مئاتُ واحدهم خير له من حُمر النعم، وقد علمتُ من والدي أن أشرطة الفيديو – حينذاك – كانت تنتشر بين الناس كالنار في الهشيمِ - حتى ممن لم يكن عنده التوجّه الشرعي - افتخاراً واسترشاداً، والأمل في تلميذه النجيب "د. ذاكر نايك" كبير وموصول، الذي بدأ يلمع نجمه من بعد شيخه، سائراً على خطاه القويمة، وكذلك المركز الذي أسسه ليدرّب فيه المسلمين على فنون المناظرة والمحاجّة بالحكمة وبالتي هي أحسن، فالشيخ رحمه الله تعالى رغم انشغاله بالقوم، إلاّ أنّ لديه وعياً بمبدأ التوريث، لينقل العلم والخبرة كابراً عن كابر، فقدّس الله سرّه، ورزقنا كالأحامد –ابن حنبل، وابن تيمية، وابن ياسين، وابن ديدات- أحامداً وميامين، رجالٌ يموتون ويتركون وصايا مكتوبة بدم القلوب، وصية لكلّ أمٍ وأبٍ ومربٍ، بأن ينجبوا عشراتٍ كأولئك الأحامد، و ويربّوا مئات كالأحامد، ووصايا للمسلمين أجمع، تحثهم أن يمشوا حثيثاً لا وئيداً، قدوتهم الأولى في سيرهم هو الأحمد الأول .. محمد صلى الله عليه وسلم! إذا طلّ منا سيدٌ قام سيد ... ... ... قؤول لأقوال الكرام فعول! أمّا زينب الغزالي، فوا حرّ قلباه على فقدِ تلكَ الدرّة، وحسبنا منها علم وقرَ في نفوس أخواتنا من بناتِ مصر وما عداها، وحسبنا منها كتاب "أيّام من حياتي" الذي ضجّ به الأدب وتزينت به كتب التراجم والسير والتوثيق التاريخي، وحسبنا ما تبعه من جهودٍ دائبةٍ في الوعظِ والتعليمِ والتربيةِ تشع من جمعية السيدات المسلمات التي أسستها، ومن المساجد التي أنشأتها (خمسة عشر مسجداً)، وكذلك من كتبٍ متتابعةٍ كـ(نحو بعث جديد) و(مشكلات الشباب والفتيات) وكتاب (إلى ابنتي)، وكذلك (نظرات في كتاب الله) الذي احتفت به الأوساط العلمية في حينه! وإن أعجب، فعجبٌ رأيها! فرغم خروجها للوعظ في المساجد إلاّ أنها كانت ترى أن المرأة لها مجالاتٌ عديدةٌ للدعوة لا تستلزم منها الخروج ومزاحمة الرجال بالمناكب، فلها أن تكتب، ولها أن تربي أبناءها، ولها أن تعلّم النساء من أمثالها، ولها زيارة المرضى في محيط جاراتها وأهلها، ولها صلة رحمها بالدعوة بالمقول والمفعول، فليستْ كل امرأة تصلح أن تكون متحدثة وخطيبة، وهذا الفكر الجميل عندها يمثل لبّ نهجها الذي تعتمد فيه على التأصيل الشرعي القائم على السنة النبوية، والفطرة القويمة. وقد تهيأ للداعية الكبيرة هذا التفرغ التام للدعوة لعدم ارتباطها بأسرة وأطفال، فقد طُلّقت قسراً من زوجها حين أدخلت السجن ولم تكن قد أنجبتْ أطفالاً، ثمّ إن الله قد استردّ وديعته فمات زوجها وهي سجينة، فلما خرجت لم تتزوج من بعده، ونذرت نفسها لله، وفتحت بيتها ومكتبتها العامرة للناس أفواجاً، فكان لها ذلك الوهج، لكن لا يلزم لكلّ امرأة ذاك الوهج كلّه، فكلّ بحسب قدرته وتوفيقه، لا تفريط لمفضول على فاضل، فبيتها أولّ أساسياتها، تؤصل أركانه، وتحسن بنيانه، ثمّ تلتفتُ من بعدهِ للنساء من حولها، كلّ منهنّ تمدّ لبنتها الصالحة، لترسي القواعد، وتملك المعاقد، وتبني المجتمع! كفى الزهر ما تندى به راحة الصبا ... ... ... وهل للندى بين السيول حسابُ؟ إنّ إسلامنا لا يلزمنا أن نكونَ كزينبَ في الخروجِ والولوج، لكنّه سيفخر بنا إنّ كنّا مثلها في البذل والعطاء والثبات، فيكفي أنّها صمدتْ رغم ما صبّوه عليها من العذابِ في ستٍ سنواتٍ عجاف حتّى توسط لها الملك فيصل رحمه الله لإخراجها، ولتبتدئ دعوة في الأوساط العربية والإسلامية، وإنّا لنتعلم من زينب سموّ الهدف والغاية، فهي قد خرجت من قضية تحرير "الأنثى" التي شغلونا بها – وما اشتكينا لهم-، إلى قضية تحرير الإنسان من عبودية الإنسان إلى عبودية رب الإنسان، وإنّا لمنتصرون، وإن ماتَ العظماء الأحامد، وماتت زينب وعائشة، لأن سرهم يكمن في معتقدهم وفي قلوبهم .. لكن السؤال .. من يحمل الهم .. ومن يملك الهمة ؟!فحسبكِ نبلاً قالةُ الناس أنجبتْ ... ... ... وحـسبكِ فخراً أن يصونـكِ بابُ ولـم تـخلقي إلا نـعيماً لبائسٍ ... ... ... فمـن ذا رأى أنّ النعيـم عذابُ ومـا عجبي أنّ النسـاء ترجّلت ... ... ... ولكـنّ تأنيث الرجال، عُـجابُ! |
||||||||||
|
17-11-2013, 10:38 AM | #2 | ||||||||||
|
شتان ما بين الفقيدين !! السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أحمد ديدات لمحزونون.. الفقيدين قد يتعجب البعض من العنوان، فمن أقصد بالفقيدين..!لعلني أبدأ بالفقيد الداعية أحمد ديدات، شيخ المناظرين، أسلم على يديه بضع وألاف نصراني، كدس حياته في العمل الدعوي..فكان سبب في هداية الكثير من النصارى،، ومنهم من سلكوا المجال الدعوي على أيدي الداعية أحمد ديدات رحمه الله. بالأمس صلوا عليه صلاة لا ركوع لها...فقدانه مصيبة للأمة الإسلامية، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها شتان ما بين وفاته وما بين....البابا يوحنا بولس الثاني...كان له تغطية إعلامية رهيبة، حيث تكلم عنه أغلب القنوات في التلفزيون..الأمريكية والعربية..كان حدادا له من قبل المسلمين..قبل الكفار... دقيقة صمت وقف خلالها الملايين من الناس حدادا على روح (الفقيد) منهم قادة و زعماء عرب و مسلمين تقاطروا ضمن وفود رسمية رفيعة المستوى على الفاتيكان لإبداء مشاعر التعازي و المواساة لوفاة البابا...!! و لكن هل سمع أحدكم..... بأي من هؤلاء وقف و لو حتى نصف ثانية على آلاف الأرواح المسلمة البريئة التي أزهقت و ما زالت تزهق؟!!!!!!!!!!!!!! للعلم فقط فالشيخ أحمد ديدات طلب من البابا أكثر من مرة عقد سلسلة من المناظرات، على أن تنتهي إما بإسلام البابا أو تنصر أحمد ديدات لكن البابا الراحل تهرب من المواجهة بعد أن غرته أضواء المنصب و الشهرة أين الحملة الإعلامية عن هذا الخبر....!! لماذا لم توضع سيرته الطيبة حتى يعرف الناس من هو فقيد الأمة الإسلامية !! لماذا لم يوضع له مناظرات ...أو يعلن عن كتبه الدعوية !!! إن الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه ما هو موقفكم تجاه هذا الخبر ....!! ما هو موقفكم تجاه الأمة الإسلامية..!! كيف نعزي أمتنا الإسلامية..وهل سيكون ببيع الكلام...أم بالفعل والعزيمة !! قد يكون خبر وفاته صدمة لنا، لكن... إلى متى السكوت يا أمتي...لماذا هذا الصمت..!! فهناك من المسلمين من حزن لموت البابا،، وكان يترحم عليه...ويقول : (الله يرحم البابا فقد كان نصيرا للقضية الفسلطينية!) الله أكبر على قلوبنا..كيف ماتت وباتت تتأثر في الوسائل الإعلامية... هل ننكر ما يحدث! وهل نعمل على نشر سيرة الداعية أحمد ديدات رحمه الله..! خبر موت الفنانين أصبح يهم المسلمين..قيل لي أنه تم عرض برنامج عن حياة أحمد زكي، وغيره من الممثلين والفنانين...وتعلق قلوب البعض لهؤلاء الناس،، أسأل الله أن يهديهم ويغفر لهم.. أما عن محبتنا للداعية..ولأمثاله، فإني أسأل الله أن نحشر معهم ويجمعنا معهم في الفردوس الأعلى.. أبسط ما لدينا أن نقدمه للشيخ...أن نذكره دوما وأبدا... أن نحيي سيرته الطيبة وأفعاله ... بالاستماع إلى مناظراته..والعمل على دعوة النصارى..وأن نشهر موقعه ونذكره بدعاءنا هو وأمثاله اللهم أسألك حسن الخاتمة .. لا أدري حين يحين الأجل هل سنلقى المولى بما يليق بعظيم قدره سبحانه، أم بما يليق بضعفنا وقلة حيلتنا؟ ولا أدري وأنا أتابع رحيل ولاة أمرنا وعلمائنا هل كنا نبكي فراقهم أم نبكي ضعفنا وقله حيلتنا..؟ ولا أدري إن كنت من زمرة البخلاء، ممن لا يقدموا إلا ليأخذوا، ولا يزرعوا إلا ليحصدوا، وأننا ما ابتسمنا إلا لنشكر، وما صبرنا إلا لنحمد، وأننا قد نكون خالين الوفاض من كل خير ندعيه .. ولكنني بالتأكيد أدرك أننا بحاجة اليوم، كما يوم اللقاء لستر وعفو الله الستار الغفار. بالأمس القريب رحل الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود عنا تاركاً خلفه صفحات نيرة، وبعد رحيله- رحمه الله- بأيام فارقنا الشيخ الجليل أحمد بن حسين الديدات الذي قضى عمره في خدمة الله ونصرة دينه، تقبّل الله منه ورفع درجاته، وجعله اليوم في حال أفضل من حاله في هذه الدنيا، إنه سميع مجيب الدعوات . . ولأن العالم تابع خبر وفاة الشيخ أحمد الديدات عبر شرائط إلكترونية ما كادت تظهر حتى تختفي، كان لزاماً أن أتوقف معكم عند سيرته، وهو صاحب الفضل على طلبة العلم .. فقد استفاد من علمه الكثيرون، كما استنارت من فكره العقول. إن علاقتي بهذا الشيخ الجليل بدأت في مراحل دراستي العليا، والتي لولا الله ثم تخصصي الدقيق في مقارنة الأديان، ما توقفت على أرضه، ولا طرقت بابه. الشيخ أحمد الديدات .. رجل عصامي، بنى ثقافته بفضل الله، فقد كان يافعاً.. كما كان نابغة، عندما ترك مقاعد الدراسة استجابة لنداء الواجب، الذي حتّم عليه التوجه للحياة العملية، لعله يسعف أسرته الفقيرة ببضع لقيمات، وهناك وجد طريقه الذي استمر معه وعليه إلى آخر أيامه. ففي وطنه (جنوب إفريقية) الذي رفع راية التفرقة العنصرية، واجه وبكل عنفوان عنصرية مضاعفة، فهو من ناحية هندي الأصل يحمل بشرة لا تطيب للصفوة الحاكمة آنذاك، ومن ناحية أخرى مسلم الديانة .. ومن أسرة فقيرة اضطرت لنزع ابنها المتفوق من مقاعد الدراسة .. وفي سن مبكرة فقد كانت بحاجة لحصاد يده .. وهو وإن كان - كما أعلم- لم يتوقف للحديث عن تجربته مع العنصرية من جانبها الجيني، إلا أن العنصرية من جانبها العقدي أثارت فيه الحماس والغيرة، فدأب على دراسة كل ما من شأنه توضيح الحقائق تجاه من سخر من الإسلام، واستطاع -ومن خلال جهد دعوي استمر ثلاثة عقود- تقديم مئات المحاضرات والمناظرات مدعمة بالأدلة. وكتب ونشر عدداً لا يُستهان بها من الكتب أغلبها يتعلق بمناقشة أهل الكتاب. إن تمكّنه في مجال الدعوة أقلق المعاهد التبشيرية العالمية، فعمدت إلى دراسة إنتاجه الفكري وتدريب المبشرين على الكيفية التي- قد- تقلّل من الخسائر المترتبة على نشر علمه، كما كان له اهتمام واضح بالقضية الفلسطينية فنشر كتاب (العرب وإسرائيل صراع أم وفاق..؟)، إضافة إلى أنه كان دائم التطلّع إلى المسلمين .. يثير حماسهم لطباعة معاني القرآن باللغة الإنجليزية وباللغات الحية، ومن ثم نشره على نطاق واسع. أنشأ -رحمه الله- مؤسسة السلام لتدريب الدعاة، وكان عضواً مؤسساً لـ(المركز العالمي للدعوة الإسلامية) ورئيساً له لسنوات، كما لم يتوقف همه على هداية الناس لطريق الحق، بل عمد إلى إنشاء معاهد مهنية تهدف لتدريب المهتدين إلى الإسلام على حرف مثل النجارة والكهرباء، لعلهم يجدون فيها العون لهم ولأسرهم بإذن الله. قضى هذا الشيخ الجليل قرابة عشر السنوات الأخيرة من عمره طريح الفراش بسبب شلل أوقف أعضاءه عن الحراك .. ومع هذا كان قادراً برحمة الله على التواصل مع الآخرين عبر لغة تشبه لغة النظام الحاسب؛ إذ كان يحرك جفنيه وفق جدول أبجدي يختار منه حروفاً تنتهي بكلمات، ثم بجمل كان لها نفس الأثر الفاعل في نفوس زوّاره لكلمات خرجت يوماً ما من حنجرته، وبقي أن أشير هنا إلى أنه في عام 1406هـ 1986م نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.. إن ما يلفت النظر في هذا الشيخ -رحمه الله- ليس فقط علمه وتفانيه في خدمة دين الله، بل أيضاً صبر وإيمان ويقين بالله استمر معه في كل ظروفه وفي كل أحواله في العسر كما في اليسر .. اللهم أسألك بجلالك وعظيم سلطانك أن تهب لي وللمسلمين حسن الخاتمة إنك سميع مجيب الدعوات. |
||||||||||
|
17-11-2013, 10:39 AM | #3 | ||||||||||
|
لنتذكر وصية الشيخ هذه كانت وصية الشيخ الداعية أحمد ديدات الذي فقدته الأمة الإسلامية مطلع الشهر الجاري، بعد أن أبلى بلاءً حسنًا في الدعوة إلى الله، وإبلاغ الرسالة، وإقامة الحجة. الشيخ ديدات لم يورّث دينار ولا درهمًا، ولا أسهمًا ولا عقارًا، وإنما ترك لمن بعده سفرًا مشرقًا من كنوز الدعوة وطرائق الجدل، وأساليب المناظرة ووسائل دعوة أهل الكتاب. كانت الدعوة إلى الله همّه الذي لا يفارقه، حتى وهو على فراش المرض الذي أُصيب فيه بشلل دماغي أقعده عن التجوال والترحال؛ فكانت بيئة الأطباء والمساعدين والموظفين في المستشفى الميدان الوحيد الذي واصل فيه رسالته، ومارس فيه مهمته حتى وضع له الأطباء نظامًا خاصًا للتخاطب مع الآخرين ومحادثتهم ليرفق بنفسه التي طالما أجهدها في سبيل الله. وعندما استقرت حالته رحل من الرياض إلى جنوب إفريقية ليواصل مهمته التي نذر لها نفسه، محاضرًا، ومناظرًا، ومتفقدًا لغراس جهده من معاهد ومراكز، مطمئنًا على نهجها، حاثًا للقائمين عليها أن يبلغوا رسالتها، ويحققوا أهدافها. "اتقوا الله في رسولكم ونبيكم" وصيته للمسلمين كافة، وهو يودّع الدنيا.. بعد أن أبلى بلاءً حسنًا في الدفاع عن محمد –صلى الله عليه وسلم-، والرد على القساوسة والإنجيليين وغيرهم، ممن أرادوا صدّ الناس عن الحنيفيّة السمحة التي جاء بها رسول الإسلام إلى الناس كافة. وصيته تركها الشيخ أحمد ديدات لطلابه وللدعاة، وللمسلمين كافة، في وقت رمى فيه الكفار والمنافقون والمستغربون الإسلام عن قوس واحدة. هجمة محمومة على النبي، وحملة مسعورة على السنة، يقودها "المسيحيون الجدد" عبر مؤسّسات سياسيّة، ومراكز إستراتيجيّة، ووسائل إعلاميّة بعد أن أوقد جذوتها القساوسة، ونظّرت لها المؤتمرات، ودعمتها الكنائس... والنتيجة: حصار دائم لا ينقطع لرسالة محمد –صلى الله عليه وسلم- ودعم لجهود الكنيسة في كل شبر وصقع. لئن كان الشيخ يمارس الدعوة إلى الله في وقت الرخاء، فإنه ترك لمن بعده مواصلة الرسالة في وقت تقطّعت بالدعاة السبل، وبلغت قلوبهم الحناجر.. يرون الأرض تضيق عليهم بما رحبت، بيد أن العزاء في العزيمة، والرجاء في الإرادة، والأمل في نبذ اليأس، حتى ولو كان الحمل ثقيلاً، والأمانة عظيمة. فلنتذكر دائمًا وصيّة الشيخ. أحمد ديدات.. شيخ المناظرين كان تعليق أبي حينما علم بسفري إلى جنوب أفريقيا، في رحلة عمل ضمن وفد من موقع إسلام أون لاين.نت، هو: "أرسلي بتحياتي إلى الشيخ أحمد ديدات". ابتسمت وقتها استبعادا لأن تأتيني هذه الفرصة لألتقي الشيخ الذي أذكر أن أول معرفة لي به كانت عبر شريط فيديو لرجل قوي البنية واضح الصوت ذي لحية بيضاء يقرأ الآيات التي يستشهد بها من القرآن بلسان أعجمي، وينطلق بالإنجليزية يفند بحزم مزاعم قس مسيحي يدعى سواجارت ويقرأ عليه أجزاء كاملة من الإنجيل، ويقارن بين نسخه المختلفة في براعة وشدة، لم يكن ذلك الشيخ سوى أحمد ديدات. وكنت قد شاهدت هذا الشريط في سني طفولتي.. قالوا لنا عنه وقتها إنه من جنوب أفريقيا وهو يناظر القساوسة المسيحيين، ويستطيع أن يجادلهم من عين مصادرهم، ثم ما لبث بيتنا يشهد بعدها بعضا من كتبه التي كانت تحمل عناوين مثل: مسألة صلب المسيح، القرآن كلمة الله، هل الإنجيل كلمة الله.وقرأت بعدها عددا من التحقيقات في مجلات عربية يلوم فيها الشيخ "ديدات" العرب بشأن تقصيرهم، وقد ملكوا التبر والدولار مقابل الأموال التي تُضخ في حملات التنصير لدعم المبشرين في أنحاء العالم.. مرت سنون ولم أسمع عن الشيخ سوى شائعات وفاته التي ما لبثت أن تم تكذيبها، وأعلن أنه ما زال حيًّا، ولكنه ابتلي بمرض أقعده منذ عام 1996. إلا أن شهرة ديدات ظلت من نوع خاص، تلك الشهرة التي تعرف بها البلاد.. فجنوب إفريقيا لدى كثيرين قد تعني: مانديلا.. وأحمد ديدات أحمد ديدات.. رفاق على طريق الدعوة ربما لا نعرف كثيرا من البلدان إلا بأشهر شخصياتها، ولا شك أننا حين نذكر كلمة "جنوب أفريقيا" فإن اسم "نيلسون مانديلا" سرعان ما يندفع إلى أذهاننا، ليس وحده، ولكن بالطبع سيكون معه اسم "أحمد ديدات" ففي الحين الذي كان يخوض فيه الأول نضالاً سياسيا لتحرير البلاد من داخل زنزانته، كان الثاني يقود نضالا عقديا لتحرير العقول من الخلط والغلط…2002/11/24 شعبان عبد الرحمن ** وأجدني -بعد أن تعرضت لشخصية ديدات بالكتابة- أستطيع أن أقول بلا وجل: إن أحمد ديدات قد أحدث دويا في الغرب بمناظراته الشهيرة التي ذاعت منذ منتصف السبعينيات وما زال صداها يتردد حتى اليوم.. فالحديث حول تناقضات الأناجيل دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والعديد من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مكتباتها لمناظرات ديدات وكتبه وإخضاعها للبحث والدراسة سعياً لإبطال مفعولها. ورغم إصابة الداعية الكبير بشلل تام في كل جسده -عدا دماغه- يلزمه الفراش منذ عام 1996 فإن الرجل ما زال يواصل دعوته... فسيل الرسائل المتدفق عليه يوميا من جميع أنحاء العالم لم ينقطع ويصل في المتوسط إلى 500 رسالة يومية سواء بالهاتف، أو الفاكس أو عبر الإنترنت والبريد. الحانوت الجامعة أكمل "ديدات" تعليمه في المرحلة الابتدائية، لكنه عند نهاية السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، توقف عن التعليم واضطرته ظروف الحياة إلى البحث عن عمل لكسب قوته ومساعدة أسرته، فلم يجد سوى ذلك الحانوت الصغير ليعمل به نظير أجر شهري. وقطع ديدات صلته تماماً بالمدرسة، وانهمك في عمله، ولم يكن يدري أن ذلك الحانوت الصغير سيكون بمثابة جامعة كبرى، فقد بدأ في شراء نسخ من الأناجيل المتنوعة، وانهمك في قراءاتها ثم المقارنة بين ما جاء فيها فاكتشف تناقضات غريبة وأخذ يسأل نفسه: أي من الأناجيل هذه أصح؟ وواصل وضع يده على التناقضات وتسجيلها لطرحها أمام أولئك الذين يناقشونه بحدة كل يوم في الحانوت. رفاق على طريق الدعوة يبدو أن ديدات حين كبر وأصبح شاباً يافعاً واتسعت ثقافته ونضج فكره وواصل تعليم نفسه.. أدرك حينئذ أن خير وسيلة للدفاع عن الإسلام هي الهجوم.. وذات يوم تعرف ديدات على صديق عمره الأول "غلام حسن فنكا" من جنوب أفريقيا الحاصل على الليسانس في القانون والذي يعمل في تجارة الأحذية، وقد جمعت بين الرجلين صفات عديدة.. أهمها: رقة المشاعر.. والاهتمام بقضايا الإسلام. التقى "غلام" مع ديدات في رحلة البحث والدراسة والقراءة المتعمقة في مقارنات الأديان، وساعد ديدات كثيراً في التحصيل العلمي وصقل الذات. وفى تلك الآونة كانت ملكة المناظرة قد نضجت لدى أحمد ديدات من خلال مناقشاته اليومية التي تطورت إلى مناظرات على نطاق ضيق مع القساوسة في مدن وقرى صغيرة داخل جنوب أفريقيا، وحين أصبحت الدعوة تملك "غلام" قرر التفرغ تماماً عام 1956، واتفق الرجلان في نفس العام على تأسيس "مكتب الدعوة" في شقة متواضعة بمدينة ديربان، ومنه انطلقا إلى الكنائس والمدارس المسيحية داخل جنوب أفريقيا حيث قام أحمد ديدات بمناظراته المبهرة والمفحمة. لقد جاب البلاد بطولها وعرضها ومعه رفيق دربه "غلام" وأحدث اضطرابًا في الوسط الكنسي ومن ثم المجتمع كله، وهز مفاهيم ومعتقدات راسخة ومقدسة واستطاع تغييرها، وأحدث ثغرة داخل الكنيسة بعد أن تحول المئات بإرادتهم إلى الإسلام إثر حضور مناظراته أو بعد زيارته في مكتبه الذي تحول إلى منتدى للزائرين والوافدين من كل مكان. كيب تاون.. أم أحمد ديدات تاون؟!! ثم تعرف ديدات بعد ذلك على "صالح محمد" وهو من كبار رجال الأعمال المسلمين، وكيب تاون مدينة ذات طبيعة خاصة، حيث تتميز بكثافة سكانية إسلامية عالية، لكن أوضاع المسلمين ليست على ما يرام، وبالمقابل تتميز بأغلبية قوية ومنظمة جدًّا من المسيحيين، بالإضافة إلى أنها ذات موقع مهم ولها أهميتها التجارية والسياسية. لكل هذه الأسباب قام "صالح محمد" بدعوة "ديدات" لزيارة المدينة، حيث رتب له أكثر من مناظرة مع القساوسة في المدينة، ولكثرة عددهم ورغبتهم في المناظرة فقد أصبحت إقامة ديدات في كيب تاون شبه دائمة، وتمكن ديدات من خلال مناظراته أن يحظى بمكانة كبيرة بين سكانها جميعاً الذين تدفقوا على مناظراته حتى أصبح يطلق على "كيب تاون".. أحمد ديدات تاون!! وهكذا صار غلام حسن وصالح محمد ملازمين لديدات في حله وترحاله، وأصبح الرجلان يمثلان جناحي طائر ينطلق به إلى الفضاء محلقاً في جولات ناجحة ومناظرات فتحت عشرات الآلاف من القلوب والعقول للإسلام فاهتدت إليه، الجناح الأول: غلام حسن الذي لازمه في البحث والدراسة والقراءة فكان كمزود الوقود. والجناح الثاني: صالح محمد الذي تولى ترتيب المناظرات من الألف للياء متحملاً كل الأعباء، فكان كممهد الطريق أمام ديدات. التواضع.. أقصر طريق إلى القلوب إن أهم ما يتمتع به ديدات "تواضعه".. ورغم ما حققه من شهرة واسعة، فقد ظل محتفظاً بتواضعه وبساطته في كل شيء بدءًا من ملبسه حتى سيارته الصغيرة من طراز (فولكس فاجن) القديم، وكل من عايشه أو تعامل معه عن قرب انتبه إلى هذا الملمح فيه؛ ما ساعده على نجاح دعوته وجذب الناس إليه، بالإضافة إلى ذكائه الاجتماعي فهو دقيق الملاحظة، لا يترك شاردة ولا واردة إلا لاحظها بدقة وتوقف عندها. هذه العوامل الشخصية والبيئية المحيطة به تضافرت مع إخلاص ووفاء أصدقائه الذين جردوا أنفسهم للوقوف وراءه في رحلته الدعوية.. تضافرت في صياغته وإنضاجه وجعلت منه نموذجا للداعية المسلم، ولذلك فإنه قبل أن يخرج إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 بقاعة لندن الكبرى "ألبرت هول" كانت جنوب أفريقيا كلها تعرفه جيداً بعد أن عاينت فيه مناظراً من طراز فريد.. وللأسف فإن رفيقيه غلام حسن فنكا وصالح محمد قد توفيا قبل أن يصحباه في رحلته هذه إلى لندن، لكنهما تركا إلى جانب ديدات تلامذة كُثْرا، يعد أقربهم اليوم إليه هو "إبراهيم جادات". الدعوة لآخر رمق.. 500 رسالة يوميا تصل لمكتبه في ديربان، يطلب معظمها نسخاً من مناظراته وكتبه كما أن زائري مسجده الكبير في ديربان من الأجانب يصل تعدادهم إلى أربعمائة سائح أجنبي يوميا، يتم استقبالهم وضيافتهم من قبل تلامذة ديدات، كما يتم إهداؤهم كتبه ومحاضراته ومناظراته التي جاءوا يطلبونها. يحاول ديدات فيما يخص منهجه أن يقوم بـ "التوريث" لضمان استمرار نهجه في الدعوة إلى الله بالمناظرة، فأنشأ 6 وقفيات في ديربان من بينها المركز العالمي للدعوة الإسلامية، والذي يقوم على "الدعوة على طريقة ديدات"، ويجري تنظيم دورات لمدة عامين تتضمن (8 كورسات) ويقوم بالتدريس فيها علماء ودعاة، ويشارك فيها دارسون من جميع أنحاء العالم رجالاً ونساء لتعلم هذه الطريقة الفريدة. كما أن ثمة وقفية أخرى لتشغيل معاهد مهنية لتدريب المهتدين إلى الإسلام على حرف جديدة، مثل النجارة والكهرباء يكسبون بها قوتهم. ويطمح المسئولون في مؤسسات ديدات إلى مد يد الرعاية والتطوير لتواكب هذه المؤسسات. وما زال الرجل يحلم… تعتبر أهم أمنية لديدات الآن هي ما عبر عنها بقوله: "لئن سمحت لي الموارد فسأملأ العالم بالكتيبات الإسلامية، وخاصة كتب معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية". لقد كان ديدات -ولا يزال- يتطلع لطباعة معاني القرآن الكريم، وقد أكد ذلك لأعضاء مجلس أمناء المركز في زيارتهم الأخيرة له حاثاً إياهم على ضرورة طبع معاني القرآن الكريم ونشرها في العالم: "ابذلوا قصارى جهودكم في نشر كلمة الله إلى البشرية.. إنها المهمة التي لازمتها في حياتي…". وفي سعيه الدءوب لطباعة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية كثيراً ما يستشهد الشيخ ديدات بجهود الكنيسة في ترجمة وطباعة الإنجيل إلى 2000 لغة، ولا يزال الشيخ متفائلا بأن المسلمين سيطورون قدراتهم وإمكاناتهم لطباعة معاني القرآن الكريم بالملايين، وتوزيعها في العالم، إن شاء الله. هل تتحقق البشارة؟ وقد تعلق ديدات بهذا الهدف منذ أن رأى رؤيا في منامه، يرويها رفيقه إبراهيم جادات قائلاً: "في عام 1976م روى لنا الشيخ ديدات أنه رأى في منامه أنه يقدم بيده مليون نسخة من القرآن الكريم لكل من يناظره حول الإسلام.. وبعد أن استيقظ من منامه أخذ على نفسه عهداً بطباعة وتوزيع مليون نسخة من معاني القرآن الكريم في كل مكان يذهب إليه من العالم". وعندما أصيب بالمرض عام 1996م كان الشيخ قد أتم توزيع 400 ألف نسخة من معاني القرآن الكريم مترجمة بواسطة العالم البارع "يوسف علي" أشهر مترجم لمعاني القرآن، يضيف السيد إبراهيم جادات: "وقد استدعاني الشيخ بعد مرضه، وحمّلني أمانة إكمال هذه المهمة، والحمد لله ما زلت أقوم بإكمالها بالتعاون مع المركز العالمي للدعوة الإسلامية برئاسة الأستاذ أحمد سعيد مولا الذي أكد مراراً أن المركز تعهد للشيخ بضمان استمرار نشر رسالة القرآن الكريم على نطاق واسع ودون انقطاع…". |
||||||||||
|
17-11-2013, 10:40 AM | #4 | ||||||||||
|
أحمد ديدات.. شيخ المناظرين بعدها اشترى أحمد ديدات أول نسخة من الإنجيل وبدأ يقرأ ويعي، وفي اللقاء الثاني بطلاب الإرسالية كان على استعداد لمناقشتهم، بل ودعوتهم للمناظرات، وحينما لم يصمدوا أمام حججه قام بشكل شخصي بدعوة أساتذتهم من الرهبان في المناطق المختلفة، وشيئًا فشيئًا تحول الاهتمام والهواية إلى مهمة وطريق واضح للدعوة بدأه الشيخ واستمر فيه، فكان له من الجولات والنجاحات الكثير، واستمر في ذلك طيلة ثلاثة عقود قدّم خلالها المئات من المحاضرات والمناظرات مع القساوسة، كما وضع عددًا من الكتب يزيد على عشرين كتابا من بينها الاختيار The Choiceوهو مجلد متعدد الأجزاء، هل الإنجيل كلمة الله؟، القرآن معجزة المعجزات، المسيح في الإسلام، العرب وإسرائيل صراع أم وفاق؟، مسألة صلب المسيح…الخطوة الأولى نحو القمة 2002/11/24 كيب تاون - داليا يوسف ** ومع حماسه الكبير استمر ديدات في العديد من الأنشطة فعقد دورات متخصصة في دراسة الإنجيل، وانطلق لينشئ مؤسسة السلام لتدريب الدعاة، واستطاع أحمد ديدات وأسرته أن يقيموا منشآت المؤسسة التي ضمت المسجد الذي يُعَدّ علامة إلى اليوم. أما المركز العالمي للدعوة الإسلامية فهو العضو المؤسس له، وقد ترأسه لسنوات عديدة -فاز أثناءها بجائزة الملك فيصل لعام 1986- وعن طريقه نشر الشيخ كتبه وأنتج شرائطه، ويوزع المركز ملايين النسخ المجانية، وخاصة من الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم الذي حرص على توزيعها على المسلمين وغيرهم في أنحاء العالم، كما يقوم المركز بعدد من الأنشطة من بينها إعداد دورات للدعاة، ودعوة غير المسلمين عن طريق السياحة والجولات بين المساجد والتعريف بالإسلام، كما يحرص المركز على ترجمة معاني القرآن والكتب الإسلامية باللغات المحلية في جنوب أفريقيا مثل الزولو Zulu وغيرها، والمركز يستعد الآن لإنشاء متحف وأرشيف خاص بالشيخ ديدات في الطابق الذي كان يحتله مكتبه، وهو يعلن عن ذلك للجميع حتى يمكن جمع محاضرات ولقاءات وكتب الشيخ ديدات، والمركز عادة ما يلجأ للإعلان بشكل جذَّاب ولافت عما يقوم به، وهي طريقة ربما لا نعهدها في بلانا العربية، ولكنها مبررة في مجتمع متغرب westernized يمثل المسلمون فيه أقلية تحاول التأثير، فعلى سبيل المثال قد تقرأ وأنت تمر بالسيارة في وسط المدينة إعلانًا مثل: القرآن يتكلم، اقرءوا القرآن - العهد الأخير …، وتأتي قصة كتاب ديدات "العرب وإسرائيل.. صراع أم وفاق؟" لتلقي بعض الضوء على طبيعة التحديات في مجتمع جنوب أفريقيا ووعي ديدات بذلك، فيقول إقبال جازتIqbal Jassat في مقاله (أغسطس 1999) عن الشيخ: كان نشره لكتاب "العرب وإسرائيل.. صراع أم وفاق؟" موضوعًا لنقاش بينه وبين مسؤول كبير بالسفارة الإسرائيلية في وقت زادت فيه الوحشية الإسرائيلية باجتياح لبنان عام 1982، وكانت تتعلق بصورة لأم فلسطينية تحاول انتزاع ابنها من أيدي القوات الإسرائيلية، كان الشيخ قد أعلن عن مسابقة بدعوة القراء لكتابة تعليق على الصورة، وكان يحاول أن ينشر إعلانات عن تلك المسابقة في كل الجرائد الرسمية بالبلاد، وقد رفضت أغلب الجرائد وقتها إعلانه مدفوع الأجر بازدراء، وقد علَّق ديدات وقتها بأسلوبه المميز عن حرية الصحافة والإعلام، ووصفها بأنها جوفاء وانتقائية. أب حتى آخر العمر الشيخ لم يبرح دأبه ورغبته في الدعوة حتى الآن، فحين دخلنا عليه غرفته وبعد استقبال ابنه يوسف لنا -وهو ملازمه ومترجم تعليقاته وردوده لزواره عبر قراءة عينيه- أشار لنا يوسف أنه ربما يكون جسد الشيخ لا يتحرك، ولا يستطيع التفوه بكلمة، لكن عقله وذهنه حاضران، وعن طريق لغته الخاصة طلب منا الشيخ أن نجلس وأن نفتح الإنجيل على صفحة حددها ونقل لنا يوسف رسالته: إن هذه السطور إنما هي وصف لحالة زنى المحارم، وأن في الإنجيل وصفا لعشر حالات تتعلق بهذا الأمر، يوسف أكد لنا أن كثيرًا من المبشرين والمنصرين يزورون الشيخ، وكان من بينهم، سيدة جاءت لتقول له إن ما أصابه كان بسبب تطاوله على الإنجيل، وإنها تدعوه لأن يؤمن به ليبرأ، ولكنه طلب إليها الجلوس وقام (وهو في حالته) بمناظرتها حول ما يحمله الإنجيل من مغالطات وما يجعله يقر بأنه ليس كلمة الله. كان نهم الشيخ وحبه للقراءة والمقارنة التحليلية بمضاهاة النصوص وتقديم الأدلة من داخل بنية النص (نسخ الإنجيل) نفسها هو ما يميزه، فلم يقتصر على مقارنة ذلك بالقرآن وما جاء به الإسلام، بل حاول أن يثبت أن الارتباك والخطأ من داخل النص المحرف نفسه، وهو في ذلك يجتهد ويقرأ ويستعين بحفظ عدد كبير من نصوص الإنجيل بلغات شتى، وعن ذلك يقول: "عن نفسي فإنني أحفظ مختارات عديدة من الإنجيل بلغات مختلفة منها العربية والعبرية، ليس للاستعراض، ولكن لأن الفواتح إنما تأتي من هذه القصاصات التي تخلق القدرة على الدعوة لديننا وسط مختلف الجماعات، فاللغة هي مفتاح قلوب البشر". كان ذلك ضمن ما مكّنه من أن يتواصل ويعرف في دول عديدة في وقت سبق عصر ثورة المعلومات والاتصالات الهائلة التي ننعم بها الآن، وقد استطاع عبر دأبه في دراسة النصوص الدينية أن يحوز على المعرفة التي افتقدها في البداية، وشيئًا فشيئًا خرج إلى الدوائر العامة في مناظراته ومناقشاته. لماذا الشدة في الجدال؟ أما أداء الشيخ ديدات الذي وجد فيه البعض شدة ***رية وإغراقه في التفاصيل العقائدية التي ربما يجهلها العديد من المسيحيين أنفسهم ولا يعلمها إلا قساوستهم، ومنطقه الأشبه بالإفحام الذي ربما يظهر ضعف الطرف الثاني دون أن يقنعه تمامًا، وإنما يؤثر عليه بإثارة حفيظته دون إقناعه.. هذه السمات جميعها كانت مصدر انتقاد له، ولم يكن ذلك بعيدًا عن محيطه القريب للشيخ، فابنه يوسف أشار أنه كان يختلف مع أبيه، ولم يكن يحضر مناظراته في شبابه، وعن ذلك يقول الشيخ: إنه يرى في قوله تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ" دعوة صريحة لأن نتوجه إلى أهل الكتاب وأن ندعوهم ألا يقولوا على الله الكذب، وألا يؤمنوا بالتثليث كعقيدة، وهو يرى أنه ليكن في ذلك الشدة والوضوح، وهو يرى أن كلاًّ عليه أن يقوم بدور بحسب علمه وقدراته، وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية" دليل على ما يوصي به، إلا أن كثيرين يرون في طباع البشر التي تختلف من شخص لآخر والظروف التي أحاطت بالشيخ في بداية حياته من استهزاء البعض بدينه مبررات لطريقة أداء الشيخ. وبرغم ما اشتُهر وكتب عن رؤى الشيخ ومناظراته ومناقشاته حول الجوانب العقائدية في الإسلام والمسيحية، وجعلها قاعدة انطلاق لتحليلاته ومقارناته، فإننا يمكننا أن نلمس وبوضوح فطنته للمنظومة الأخلاقية والاجتماعية التي تميز بها الإسلام، فلا نجده في أي من كتبه أو مناظراته إلا ويتحدث عن ثمرة هذه المنظومة من مجتمع يحرم ما يسبب الانفلات القيمي كالزنا أو الشذوذ أو إدمان الكحوليات وغيرها….، وهو في ذلك يخاطب مشاكل حقيقية في المجتمعات الغربية ومجتمعا متعددا ومتغربا إلى حد كبير -بحكم ظروف عدة- مثل مجتمع جنوب أفريقيا، وتجده لذلك يتحدث عن الصون والعفاف ويشدّد على الشباب بشأن الزواج المبكر، وعن ذلك يقول محمد خان -مسئول العلاقات العامة بمركز IPCI : كنت أهاب الشيخ وقد سألني عن عدم زواجي وساعدني ماليًّا حتى تم زواجي، وفي حديث له مع صحفي نيجيري شاب -شاهدته على شريط فيديو- جاء يجري معه حوارًا للإذاعة، تابعت الحوار وما إن انتهى حتى سأل ديدات الصحفي هل أنت متزوج؟ وحينما أجابه بالنفي عنفه الشيخ. مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "النكاح سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني"، وعلَّق الشيخ قائلاً: لقد تأملت الكلام طويلاً ووجدته شديدًا.. لم يقل رسول الله السواك أو اللحية أو… وإنما الزواج، وأضاف موجهًا كلامه للشاب: ألم تقرأ قوله تعالى: "هُنّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ".. بدونها أنت عارٍ وبدونك هي كذلك. أحمد ديدات.. شيخ المناظرين وعلى ذكر الزواج نأتي للمجهولة المشهورة في حياة ديدات، السيدة/ حواء حسين -81 عاما الآن-، ويمكننا أن نتخيل قدر الرعاية والدور الذي تلعبه هذه المرأة البسيطة في حياة الشيخ إذا ما نظرنا إلى آخر التقارير الطبية للشيخ ديدات التي تقول: "إن الشيخ لم يصب بأي من قرح الفراش رغم رقاده الطويل نظرا لعناية زوجته الفائقة به".آدم يعثر على حواء 2002/11/24 كيب تاون - داليا يوسف ** ولنبدأ بجانب طريف من قصة زواجهما: فقد جعل يوسف ديدات يسألنا أمام الشيخ: خمنوا كم من المرات تقدم فيها الشيخ للزواج ولم يفلح في مسعاه؟ وبعد أن أخذنا نخمن وجاءت تقديراتنا خاطئة ذكر الرقم: 33 مرة!!! وعلق يوسف على ذلك: قد يعللها البعض بظروف الشيخ المادية وقتها، ولكن أجد ذلك لحكمة الله ليكفل له هذه الزوجة التي أسميها "أم الأمهات"mother of the mothers ، الغريب أن الشيخ لدى رؤيته للسيدة حواء في البداية لم يقتنع بالزواج منها فقد كانت نحيفة وكان يرغب وقتها في مواصفات مختلفة!! ولكنه وبالإنصات للنصيحة تزوج منها… حاولت أن أجري حوارا مع العجوز البسيطة التي تملك روح الجدات -وكان يوسف يقوم بتبسيط الأسئلة قدر الإمكان ويتطوع بالإجابة على تفاصيل أغلبها- وكانت إجابتها شديدة البراءة. فحينما سألتها عما تفعله الآن وماذا تقدم للشيخ؟ أجابت: أفتح الستائر صباحا، أعدل من وضع الوسائد للشيخ، وأقلبه حتى لا يصاب بأذى، أغسل وأنظف المناشف.. أعتني بنظافته، أصنع له طعام البرياني الذي يحبه كثيرا (الشيخ ديدات ما زال يشعر ويتذوق، ولكنه يتناول أكلاته بعد تجهيزها لتصل إلى معدته عبر أنبوب). وعن دورها وتشجيعها له تقول: نعم، كنت أجلس هنا بينما يسافر ويجري مناظراته، إنني أحب ما يفعل.. هنا يتدخل يوسف ديدات في الحوار ليقول: كان أبي حينما يجري مناظرة يأتي على العشاء ليسأل أمي عما كانت عليه مناظرته، فتجيب: كانت رائعة، فيسألها عما فهمت منها، فتلتفت لتوبخ أحد الصغار لتصرف نظره عن السؤال. وابتسم قائلا: رغم أن ديدات عالم ومحلل وهي سيدة بسيطة لا تعي أغلب ما يقول فإنني لا أذكر أي مشاحنات بينهما، إنهما كانا مختلفين تماما، ولكنهما كانا متوافقين إلى أقصى حد.. لقد استقرت وتفرغت لأمر الأبناء.. وللشيخ 3 أبناء: إبراهيم الابن الأكبر وهو مقيم حاليا بالولايات المتحدة، والابنة رقية التي توفيت منذ عدة سنوات وتكفل الشيخ في نفس عام وفاتها بابنتها سمية التي تزوجت وتعيش في السعودية، ويوسف الابن الأصغر المقيم والمرافق لوالده. ويضيف يوسف: إن والدي يعتبر كل يوم تظل فيه أمي على قيد الحياة يوم ميلاد وعيدا لنا جميعا. أما الشيخ نفسه فحينما سألته عما تمثله بالنسبة له فأجاب عبر حركة عينيه التي ترجمها يوسف: هي سندي My Back Bone منذ أن بدأت أمر الدعوة والمناظرات.. وقال: إنه لم يفكر رغم بساطتها من الزواج بغيرها. وحينما طلبت من كل من الشيخ ديدات والسيدة حواء أن يرسل كل منهما رسالة للآخر كانت رسالة السيدة حواء هي: "سامحني إذا كان قد بدر مني أي شيء"، كانت كلمات قليلة ومؤثرة أبكت الشيخ وابنه. أما رسالة الشيخ إليها فكانت: "خذي الأمر ببساطة.. هوني عليك". وقتها علق لنا يوسف بأن الشيخ عادة لا يقول كلمة إلا ويعنيها ويحمل بها عددا من الرسائل وضرب مثالا على ذلك برده على صحفيين أمريكيين أتوا إلى زيارته بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليحاوروه، وكان من بين أسئلتهم: ماذا كنت تفعل بعدما حدث لو كنت رئيساً لولايات المتحدة الأمريكية؟ فأجاب الشيخ (الراقد): كنت سأعمل على أن تؤدي ربيبتي "إسرائيل" العدل تجاه الفلسطينيين.. أوقفوا ما يحدث وكونوا عدولا. أنهينا حوارنا.. وقد أصرت السيدة حواء ألا تتركنا نرحل (زميلتي ورفيقة رحلتي أروى وأنا) -رغم تأخرنا على موعد الطائرة- دون أن تقدم لنا تحية الضيف، صلينا الظهر بمنزل الشيخ وفي مكتبته، وحينما هممت بالانصراف، آثرت أن أعود لغرفته لأحييه فوجدته يتابع شريط فيديو وصله من الولايات المتحدة عن القضية الفلسطينية وما وصلت إليه، ابتسمت سرًّا وخرجت أردد: اللهم ارزقنا -مثل من ضرب مثلا عبر حياته لقدرة البسطاء على العمل لما يعتنقون ويؤمنون به- قلبًا شاكرًا وعقلاً واعيًا ولسانًا ذاكرًا وجسدًا على البلاء صابرًا.. آمين. أحمد ديدات.. شيخ المناظرين وفي زيارة وفد "إسلام أون لاين.نت" لمدينة ديربان كانت لنا لقاءات مع القائمين على "المركز العالمي للدعوة الإسلامية IPCI) ( Islamic propagation center" والذي يُعَدّ ديدات مؤسسًا له.. وبدا اللقاء الذي استبعدته ممكنًا؛ إذ نظم لنا المركز زيارة إلى الشيخ بمنزله.كيف يتحدث ديدات بلسانه المشلول؟ 2002/11/24 كيب تاون - داليا يوسف ** قطعت بنا السيارة مسافة خارج ديربان في طريق امتدت على جانبيه مزارع قصب السكر الذي أتى آباء ذوي الأصول الهندية في جنوب أفريقيا لزراعته، وصلنا إلى منطقة فرولام verulum، حيث يقبع منزل الشيخ بين المساحات الخضراء. المنزل لا يحاط بالأسلاك وعوامل الأمان التي تحيط بكل منزل في جنوب أفريقيا، حيث تزداد معدلات انتشار الجريمة في البلاد، نزلنا درجات إلى الباب.. رائحة المسك تملأ المكان.. خطوات قليلة في الممر الضيق، وأصبحنا في غرفة الشيخ وأمام سريره.. جسد يرقد في هدوء بلا حراك، ورأس يستند على وسادة رُفعت ليستقبل زائريه.. وعينان لا تتوقفان عن الحركة والإشارة والتعبير، وعبرهما يتحاور الشيخ ويتواصل وهو الذي برع دائمًا في فنون الاتصال. "هل هي معجزة؟! لا، ولكنها إرادة الله سبحانه وتعالى التي مكنتنا أن نتحاور مع الشيخ ديدات عبر عينيه". هذه هي الكلمات التي حملها الملصق المعلق فوق سرير الشيخ وفوقه الرسم الذي حمل الجدول التالي: 1- A B C D E F 2- G H I J K L 3- M N O P Q R 4- S T U V W Y 5- X Z إن الشيخ ديدات يستطيع أن يتواصل عبر لغة خاصة، وصفها الأطباء بأنها تشبه لغة النظام الحاسوبي computer system، فهو يحرك جفونه سريعًا وفقًا لجدول أبجدي يختار منه الحروف، ويكون بها الكلمات، ومن ثَم يكون الجمل. ويبدو أن للشيخ قصته مع مفهوم اللغة والتواصل التي تتضح لنا إذا ما أمعنا النظر في تفاصيل حياته، فلو عدنا للوراء أعواما طويلة لوصلنا إلى عام 1927.. وقت أن وصل الطفل أحمد ديدات ذو الأعوام التسعة إلى جنوب أفريقيا بعد أن ودّع والدته في اللقاء الأخير بينهما؛ إذ توفيت بعد ذلك بشهور قليلة، سافر ليجتمع بوالده الذي يعمل ترزيًّا، وكان قد هاجر من الهند عقب ولادة "أحمد" مباشرة الذي وُلِد في مدينة سرت بالهند. وفي بلد غريب ودون تعليم نظامي وبلا معرفة باللغة الإنجليزية.. لم يستطع الصبي الصغير -باجتهاده وحبه الشديد للقراءة- أن يجتاز حاجز اللغة فقط، بل يتفوق في مدرسته، وقد وصل لما يعادل الصف الثاني الإعدادي، ونظرًا لأوضاعه المالية فقد تأثرت حياته الدراسية وتوقف عن التعليم. وعمل -منذ سن الـ16 عامًا- في أعمال مختلفة في محال البقالة، كان أبرزها عام 1936، حيث عمل في دكان يمتلكه أحد المسلمين، ويقع في منطقة نائية في ساحل جنوب إقليم ناتال بجانب إرسالية مسيحية، كان طلبة الإرسالية يأتون إلى الدكان الذي يعمل به ديدات وكان جميع العاملين به من المسلمين، مضى هؤلاء الطلاب يكيلون الإهانات لديدات وصحبه عبر الإساءة للدين الإسلامي، وعن هذا يقول الشيخ ديدات: كانوا يأتون إلينا ليقولوا: هل تعلمون شيئًا عن عدد زوجات محمد؟ ألا تدرون أنه نسخ القرآن وأخذه من كتب اليهود والنصارى؟ هل تعلمون أنه ليس نبيًّا؟ ويستمر الشيخ قائلاً: لم أكن أعلم شيئًا عما يقولون، كل ما كنت أعلمه أنني مسلم.. اسمي أحمد.. أصلي كما رأيت أبي يصلي.. وأصوم كما كان يفعل، ولا آكل لحم الخنزير أو أشرب الخمور، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. ويضيف ديدات.. "كانت الشهادة بالنسبة لي مثل الجملة السحرية التي أعلم أنني إن نطقت بها نجوت، ولم أكن أدرك غير ذلك، ولكن نهمي الطبيعي وحبي للقراءة وضع يدي على بداية الطريق، فلم أكن أكتفي بالجرائد التي كنت أقرؤها بالكامل، وأظل أفتش في الأكوام بحثًا عن المزيد مثل المجلات أو الدوريات، وذات مرة وأثناء هذا البحث عثرت على كتاب كان عنوانه بحروف اللاتينية izharulhaq (إظهار الحق)، وقلبته لأجد العنوان بالإنجليزية Truth Revealed، جلست على الأرض لأقرأ فوجدته كتب خصيصًا للرد على اتهامات وافتراءات المنصِّرين في الهند، وكان الاحتلال هناك قد وجد في المسلمين خطورة، فكان من بين الحلول محاولات تنصيرهم لتستقر في أذهانهم عقيدة "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر"، فلا يواجه بمقاومة أكبر من المسلمين، وبذلك تعرض المسلمون هناك لحملات منظمة للتنصير، وكان الكتاب يشرح تكنيك وأساليب وخبرات توضح طريقة البداية، وطرح السؤال، وأساليب الإجابة لدى نقاش هؤلاء المنصرين، بما جعل المسلمين في الهند ينجحون في قلب الطاولة ضدهم، وبالأخص عن طريق فكرة عقد المناظرات. |
||||||||||
|
17-11-2013, 10:41 AM | #5 | ||||||||||
|
وفاة أحمد ديدات.. المناظر ضد التيار الشيخ ديداتدربان- فاطمة أسمال- إسلام أون لاين.نت/8-8-2005 يتوقع أن تشارك حشود غفيرة في تشييع جنازة الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات الذي وافته المنية اليوم الإثنين 8-8-2005. وقد لاقى الشيخ ديدات ربه عن عمر يناهز 87 عاما بمنزله في منطقة فيرولام بإقليم كوازولو ناتال بجنوب أفريقيا بعد صراع طويل مع المرض. وقال نجله يوسف لمراسلة إسلام أون لاين.نت إن والده توفي بالسكتة القلبية، وأكد أن أسرته لم تشعر بالصدمة "لأننا كمسلمين نؤمن أن كل نفس ذائقة الموت"، موضحا أن آخر لحظات في حياة والده كانت هادئة، وتزامنت مع بداية تلاوة سورة "يس" على إحدى محطات الإذاعة الإٍسلامية، حيث "قدمت الإذاعة للسورة وشرعت في التلاوة، وبدأت بعدها سكرات الموت". وقد تقرر تشييع جثمان الداعية الراحل عقب صلاة المغرب اليوم الإثنين، ويتوقع أن يشارك في الجنازة المئات من الأشخاص من مختلف أنحاء البلاد. زوجة مخلصة وقال يوسف نجل الداعية الراحل إن السيدة حواء ديدات التي عكفت الأعوام التسعة الأخيرة على رعاية زوجها، كانت بجانبه وقت وفاته، وإنها بخير مؤكدا "أنها زوجة مجاهد". وأشار يوسف إلى أن أسرته تلقت مكالمات هاتفية من أشخاص من مختلف أنحاء العالم منها الهند والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أعربوا خلالها عن تعازيهم في وفاة الشيخ. وقد أعرب العديد من رجال الدين والشخصيات السياسة عن حزنهم لدى سماعهم بخبر وفاة الداعية البارز فقد لفت أحمد جمال، رئيس مؤسسة الأنصار في دربان، الذي أعد رسالة علمية حول أفكار الشيخ الراحل أن العالمين الإسلامي والمسيحي في حاجة لمواصلة المناظرات الدينية والحوار ". وتابع "لا أعتقد أن مسلما كتب للبابا يدعوه إلى الإسلام، ولكن الشيخ ديدات فعلها... إنها المسئولية الواقعة على عاتقنا في نشر رسالته". حياة ديدات ولد الشيخ أحمد ديدات في الأول من يوليو 1918 في مقاطعة سورات الهندية، وانتقل إلى جنوب أفريقيا في عام 1927، ورغم أنه لم يكن يعرف اللغة الإنجليزية، إلا أنه تعلمها في ستة أشهر وتفوق في دراسته وأنهاها متفوقا على زملائه، إلا أن والده اضطر إلى إخراجه من المدرسة في بداية المرحلة الثانوية بسبب الظروف المادية السيئة. وذهب الشيخ ديدات بعد ترك المدرسة للعمل في محل بإحدى المناطق الريفية حيث بدأت رحلته في الدعوة... وكان يتردد عليه في المحل طلاب مدرسة تبشيرية ليعرضوا عليه تعاليم المسيحية، ولأنه كان لا يكاد يعرف من الإسلام سوى الشهادة، وجد صعوبة في الدفاع عن عقيدته. وبعدها وجد كتابا يحتوي على حوار بين إمام مسلم وقس مسيحي كان أول كتاب بين عدة كتب قرأها فيما بعد حول هذا الموضوع. أول محاضرة كانت أول محاضرة للشيخ ديدات بعنوان "محمد صلى الله عليه وسلم رسول السلام" في عام 1940 ألقاها أمام 14 شخصا بإحدى دور السينما بالإقليم الذي عاش فيه. وبعد فترة وجيزة، زاد العدد، وكان محبو الاستماع له يعبرون التقسيمات العنصرية التي كانت سائدة آنذاك إبان فترة التمييز العنصري بجنوب أفريقيا، للاستماع له والمشاركة في جلسات الأسئلة والأجوبة التي كانت تعقد عقب محاضراته. ونجحت قوة حجته في إعادة مرتدين كانوا قد تخلوا عن عقيدتهم إلى الإسلام. وهكذا بدأت شؤون وشجون الدعوة تهيمن على كل جوانب حياته حتى بلغ عدد الحضور في محاضراته 40 ألفا. وفي عام 1957، أسس الشيخ ديدات المركز العالمي للدعوة الإسلامية بمساعدة اثنين من أصدقائه، وقد تولى المركز طبع مجموعة متنوعة من الكتب ونظم العديد من الدروس الدينية للمسلمين الجدد. مناظرات وألقى الشيخ ديدات محاضرات في كل أنحاء العالم، ونجح في مواجهة مسيحيين إنجيليين في مناظرات عامة.. ومن أشهر مناظراته مناظرة "هل صُلب المسيح؟" التي ناظر فيها بنجاح الأسقف جوسيه ماكدويل في ديربان عام 1981. ومن أهم الكتب التي أثرى بها العلامة ديدات المكتبة الإسلامية "الاختيار بين الإسلام والمسيحية" و"هل الكتاب المقدس كلام الله؟" و"القرآن معجزة المعجزات" و"ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد؟" و"مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء". السباحة ضد التيار وذكر موقع الشيخ أحمد ديدات على الإنترنت أن الشيخ ديدات الذي لم يكمل دراسته الرسمية، علَّم نفسه وتزود بخبرة واسعة وساعده على ذلك ولعه بالقراءة والمجادلة والمناقشة، وحسه العميق وإلزامه لنفسه بأهداف محددة. ووصفه الموقع بأنه كان شديد التركيز، ولم يكن يترك أي عمل قبل أن ينجزه، وكان واسع الإدراك وصريحًا ومتحمسًا وجريئًا في تحديه لمن يناظرهم، خاصة من ساووه في حماسته الدعوية وجراءته. وأضاف الموقع لم يؤثر عدم استكماله دراسته الرسمية على شجاعته الإبداعية وتماسكه وطموحه ونشاطه وجرأته المتناهية في "السباحة ضد التيار". واشتهر الداعية الراحل في الولايات المتحدة بمناظرته مع القس جيمي سواجارت التي حضرها 8000 شخص حول موضوع "هل الكتاب المقدس كلام الله؟". الموت يغيب الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات عن عمر87 عاما الرياض: هدى الصالحغيب الموت أول أمس الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا، عن عمر يناهز السابعة والثمانين. وجاءت وفاة الشيخ ديدات عقب تدهور في حالته الصحية وبشكل مفاجئ منذ نحو شهر ونصف، حيث طلب من صهره في رسالة الساعدة في العودة إلى جنوب أفريقيا، إحساسا منه بمغادرة الحياة، قبل وصوله في شهر أغسطس (آب) الحالي. وكان الشيخ ديدات قد أصيب في عام 1996 بشلل دماغي أبقاه طريح الفراش، حتى أمر ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بإرسال طائرة إخلاء طبي نقلته إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. وعمد الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة له لوضع أنبوب تغذية يتم إيصاله بالمعدة، واحتفظ رغم عنائه ومرضه الشديد بذاكرة سليمة حتى وفاته. كما قدم له الأطباء نظاما خاصا للتخاطب بدأ من خلاله ممازحة ومحادثة الممرضين والممرضات غير المسلمين، وعقب 10 أشهر من استقرار حالته قرر الشيخ ديدات العودة إلى جنوب أفريقيا ومتابعة عمله الدعوي، ليقضي فيها آخر أيام حياته. وعرف الراحل بمناظراته مع المسيحيين، معتمدا في حواراته على وسيلة الدفاع عن الإسلام والرد على الشبهات التي تثار من بعض رجال الدين المسيحيين. ولد الشيخ أحمد حسين ديدات عام 1918، في بلدة تادكيشنار في ولاية سوارات الهندية، وهاجر منها إلى جنوب أفريقيا عام 1927 ليلحق بوالده، وليبدأ دراسته في سن العاشرة حتى أكمل الصف السادس، إلا أن الظروف المادية الصعبة أعاقت إكماله لدراسته. وفي عام 1934، عمل بائعا في دكان لبيع المواد الغذائية، ثم سائقا في مصنع أثاث، ليشغل بعد ذلك وظيفة كاتب في المصنع ذاته، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديرا للمصنع بعد ذلك. وفي آواخر الأربعينات التحق الشيخ أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى، وما أن تمكن من توفير قدر من المال حتى رحل إلى باكستان في عام 1949، ومكث هناك فترة من الزمن منكبا على تنظيم معمل للنسيج. وهناك تزوج وأنجب ولدين وفتاة واحدة، غير أنه اضطر للعودة إلى جنوب أفريقيا عقب ثلاثة أعوام للحيلولة دون فقدان جنسيته، حيث أنه ليس من مواليد جنوب أفريقيا. وفور وصوله إلى جنوب أفريقيا تسلم منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقا. وفي مطلع الخمسينات أصدر كتيبه الأول تحت عنوان «ماذا يقول الكتاب المقدس عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام»، لينشر بعد ذلك أحد أبرز كتيباته «هل الكتاب المقدس كلام الله؟». وفي عام 1959 توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته في ما بعد، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، حيث اشتهر في مناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال كلارك، وجيمي سواجارت، وأنيس شروش. أسس بعد ذلك معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة ديربان بجنوب أفريقيا. وللشيخ أحمد ديدات ما يزيد على عشرين كتابا، طبع منها بالملايين لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبعها وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم. وفي عام 1986، منح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، تكريما له على إنجازاته وجهوده الحثيثة لخدمة الإسلام والمسلمين. وفي اتصال هاتفي أبلغ «الشرق الأوسط» عصام مدير، صهر الشيخ ديدات، أن وصية الراحل الأخيرة التي وجهها للأمة الإسلامية كانت أن يتقوا الله في رسولهم ونبيهم محمد عليه الصلاة والسلام، مؤكدا أنه بالرغم من مناظراته ومحاضراته، إلا أن عددا من المسيحيين واليهود بكى رحيله، عقب قدومهم لتقديم العزاء لأسرته في منزله. مشيرا إلى أن حاخامات وقساوسة صرحوا أنهم لطالما عزوا أنفسهم بوجود شخص مثل الشيخ ديدات يتحاور عوضا عن أن يقاتل، ويرد على الاستفزازات بالبرهان |
||||||||||
|
17-11-2013, 11:53 AM | #6 | ||||||||||
|
ممتاز جدا تسلم موضوع رائع |
||||||||||
|
17-11-2013, 11:57 AM | #7 | ||||||||||
|
منور |
||||||||||
|
17-11-2013, 10:58 PM | #8 | ||||||||||
|
نسيت تنسيقك ؟ |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
السيرة الذاتية للشيخ الألباني | Neoon | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 2 | 19-06-2015 12:12 PM |
السيرة الذاتية للشيخ [ عمر عبد الكافي ] | Action | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 9 | 31-05-2014 11:06 PM |
السيرة الذاتية للشيخ عبد الحميد كشك | Halim | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 13 | 24-03-2012 04:09 PM |
السيرة الذاتية لعثمان بن عفان(رضي الله عنه) | omarhamad | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 9 | 08-02-2011 10:21 PM |