بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-06-2013, 09:28 PM | #1 | ||||||||||
|
مدينة (كا - Caen) ،, شمال فرنسا ،, 1944 ،, النقيب ميلر ، يسند ظهره إلى الحائط أخيرا ، بعد معركته المميتة مع غريمه الساقط أرضا ينزف الدماء ، ينظر إليه ، ويمر شريط آخر الأحداث امام عينه ، الإنزال فى شاطئ اوماها ، عملية فاشلة بكل المقاييس ، يذكر كيف حشروهم فى قوارب الانزال كالحيوانات ، وانطلقوا من مكان رسو السفن فى المسافة الآمنة من مدفعية الشواطئ ، يواجهون هم وحدهم دانات تلك المدافع ، بلا أى قدرة على الرد ، فقط ينتظرون اختيار القدر ، من سيحيا ، ومن سيموت . . . يصل القارب أخيرا للشاطئ ، بعدما افرغ كل من عليه ما فى بطونهم رعبا ، فقد شاهدوا قوارب تنفجر لأمتار فى السماء ثم تسقط بجانبهم ، وشاهدوا الأشلاء تتساقط عليهم ، لقد كانت هذه الأشلاء لبشر يمشون بجانبهم فقط منذ ساعات على نفس السفينة . . . يأمر السائق بالاستعداد لفتح الباب الأمامى ، يفتح الباب ، ليواجه الشباب الذين تترواح اعمارهم بين السابعة عشرة و الثالثة والعشرين نيران الأسلحة الآلية الألمانية بلا رحمة ، يتساقط جنود الصفوف الأمامية ، وتملأ الجثث القارب ، ويصرخ السائق بسرعة النزول ليعود ويحمل المزيد من الجثث للمذبحة ، يصرخ النقيب ميلر فيمن تبقى من جنوده للنزول والاحتماء بالأنقاض التى وضعها الألمان على الشاطئ لإيقاف تقدم المدرعات ، ولكن أين هى المدرعات ؟ فقط مشاة تعساء . . . ينزل الجنود المذعورون تحت نيران الألمان ، ليختبئوا وراء أى شئ ، منهم من اختبأ خلف الأنقاض ، ومنهم من انتابته صدمة فجلس يبكى وينوح هيستيريا ، ومنهم من احتمى خلف جثث اصدقاءه ، الكل الآن يبحث عن ملجأ ، او لا يبحث على الإطلاق ! . . . فجأة ، يتوقف الضرب ، الألمان يغيرون خزناتهم ، يرى النقيب ميلر الفرصة ، فيأمر مجموعته - او ما تبقى منها بالأحرى - بالتحرك داخل الشاطئ ، صاروا ينتقلون من حاجز لآخر ، ومن بقعة لأخرى ، ولكن لن يهنأوا حتى بهذه الدقائق القليلة ، لقد وصلت المدفعية ! . . . أطاحت دانات المدافع بالبشر عن الأرض لأمتار فى السماء ، وتناثرت انقاض الشباب ومعداتهم فى كل المكان ، ووسط الصراخ والانفجارات ، يعود الرصاص ليخترق الأجواء ، يرى ميلر جنديا مصابا لا يبعد عنه سوى خطوتين ، يصرخ الفتى طالبا المساعدة ، بكل جرأة يتحرك ميلر من مخبأه ليحاول انقاذه ، ويبدأ يجره للأمان ، ولكن تنفجر بجانبهم دانة اخرى ، بعدها يدرك ميلر انه لم يتبق من الفتى سوى كتفيه . . . يعود ميلر ليقود مجموعته ، ينتظرون الفواصل بين دفعات النيران ، او ان يتحول خط النار عنهم لمكان آخر حتى يبدأوا بالتحرك ، وأخيرا ، يصلون الى أقصى الشاطئ ، فى نقطة عمياء لا تطالها نيران الاسلحة الآلية ، ولكنها لم تسلم من دانات المدافع ، على الأقل ، هنا فرص النجاة أعلى . . . يستديرون ليروا زملائهم اللاحقين بهم ، يتساقطون الواحد تلو الآخر ، لا يصل للأمان الا جندى من كل عشرة جنود ، بل من كل عشرين ، ينتهى اليوم باقتحام الدفاعات الألمانية ، والسيطرة على الشاطئ ، والنتيجة ، ذاك الشاطئ يحمل الآن 5000 جثة ، فيه اختلط ماء البحر بلون الدم ، وتلونت الرمال بلون احمر زهرى من عروق المساكين . . . ثم يتذكر ميلر التحرك للعمق الألمانى فى الأراضى الفرنسية ، الانتقال من تبة ألى تبة ، ومن طريق ألى طريق ، إلى أن وصلوا لموقفهم هذا ، محاصرين فى مدينة كا ، عدو يفوقهم عددا وعدة ، وأخيرا الفتى الملقى أمامه . . . يفكر ميلر ،. لم يكن احساس هذا الفتى بالواجب أقل من احساسه هو شخصيا به ، ترى هل ترك أهلا فى دياره؟ ، هل هناك من ينتظره؟ ، أب؟ أم؟ اخوة؟ ، زوجة حتى؟ أطفال؟ ، يفكر كيف سيتذكرون لحظاتهم معه ، المرح ، والألم ، الفرح ، والحزن ، يا ترى ماذا كان يعمل؟ طباخا؟ حلاقا؟ مزارعا؟ عاملا فى مصنع؟ ، الحرب تجمع الجميع ، لا فرق الآن ، فقد نزف حتى الموت ، بعدما فرغت رصاصاتهما وتعاركا بالسونكى حتى تمكن منه ميلر . . . عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عاود ميلر التفكير ، ترى هل تم شحنه فى سيارات كالحيوانات ، مثلما تم شحنهم فى قوارب انزال كالحيوانات؟ ، هل تم الدفع به للخطوط الأمامية لأنه من النخبة؟ ، وترى من هم النخبة فعلا؟ هم أكثر الجنود تكبيدا للخسائر للعدو ، ولكن حقا بعد كل هذه الأحداث ، النخبة . . ثلة من تعيسى الحظ ، يستنزفون من فرقهم ومجموعاتهم القديمة ، فقط لأنهم الناجون منها ، يطرحون فى الصفوف الأمامية ليلاقوا مصيرهم ، بينما الأغبياء ، يعودون للديار للأعمال المكتبية ، او للدفن . . . عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] دار كل هذا فى خلد ميلر ، والمعركة لا تزال دائرة فى المنزل المحاصر ، وتوصل هذا الأخير ، الى اكتشاف اضاء عيونه وجعلها تجحظ للخارج ، هذا الاكتشاف هو . . ان كل رصاصة . . تخرج منه لتصيب عدوا فى مقتل . . تبعده أكثر عن وطنه وزوجته . . وأن هذه الحرب . . وإن لم تنته فعليا . . فهى انتهت بالنسبة اليه . . . عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] تحياتى . . . |
||||||||||
|
24-06-2013, 08:08 AM | #2 | ||||||||||
|
مش لاقى حاجة أقولهــا برنــــس الحرب عمر ما كان ليهـا مقياس ابدا |
||||||||||
|
24-06-2013, 10:40 PM | #3 | ||||||||||
|
تميز بالتوفيق :) |
||||||||||
|
25-06-2013, 02:29 PM | #4 | ||||||||||
|
جميــــل جـــــداً |
||||||||||
|
25-06-2013, 05:42 PM | #5 | ||||||||||
|
فيرى فيرى جميل هع |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
أكتـب اكتـر موقف محـرج حصلك و أخـرج من الملل شوية :D | Mr.Android | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 31 | 27-06-2015 10:28 PM |
مجـرد موضوع ! | رئيس جمهورية نفسى | قسم المواضيع المكررة و المخالفة | 14 | 17-11-2010 09:45 AM |
((( بـدأت أخـرج مع امـرأة غـيـر زوجـتـي ))) | _iMuslim_ | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 9 | 28-01-2009 03:41 PM |