بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-09-2008, 05:57 AM | #1 | ||||||||||
|
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] بسم الله الرحمن الرحيم : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً صدق الله العلىّ العظيم أسامة بن زيد - الحبّ بن الحبّ جلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقسّم أموال بيت المال على المسلمين.. وجاء دور عبدالله بن عمر، فأعطاه عمر نصيبه. ثم جاء دور أسامة بن زيد، فأعطاه عمر ضعف ما أعطى ولده عبدالله.. وذا كان عمر يعطي الناس وفق فضلهم، وبلائهم في الاسلام، فقد خشي عبدالله بن عمر أن يكون مكانه في الاسلام آخرا، وهو الذي يرجو بطاعته، وبجهاده، وبزهده، وبورعه،أن يكون عند الله من السابقين.. هنالك سأل أباه قائلا:" لقد فضّلت عليّ أسامة، وقد شهدت مع رسول الله ما لم يشهد"..؟ فأجابه عمر: " ان أسامة كان أحبّ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك.. وأبوه كان أحب الى رسول الله من أبيك"..! فمن هذا الذي بلغ هو وأبوه من قلب الرسول وحبه ما لم يبلغه ابن عمر، وما لم يبلغه عمر بذاته..؟؟ انه أسامة بن زيد. كان لقبه بين الصحابة: الحبّ بن الحبّ.. أبوه زيد بن حارثة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آثر الرسول على أبيه وأمه وأهله، والذي وقف به النبي على جموع أصحابه يقول: " أشهدكم أن زيدا هذا ابني، يرثني وأرثه".. وظل اسمه بين المسلمين زيد بن محمد حتى أبطل القرآن الكريم عادة التبنّي.. أسامة هذا ابنه.. وأمه هي أم أيمن، مولاة رسول الله وحاضنته، لم يكن شكله الخارجي يؤهله لشيء.. أي شيء.. فهو كما يصفه الرواة والمؤرخون: أسود، أفطس.. أجل.. بهاتين الكلمتين، لا أكثر يلخص التاريخ حديثه عن شكل أسامة..!! ولكن، متى كان الاسلام يعبأ بالأشكال الظاهرة للناس..؟ متى.. ورسوله هو الذي يقول: " ألا ربّ أشعث، أعبر، ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه".. فلندع الشكل الخارجي لأسامة اذن.. لندع بشرته السوداء، وأنفه الأفطس، فما هذا كله في ميزان الاسلام مكان.. ولننظر ماذا كان في ولائه..؟ ماذا كان في افتدائه..؟ في عظمة نفسه، وامتلاء حياته..؟! لقد بلغ من ذلك كله المدى الذي هيأه لهذا الفيض من حب رسول الله عليه الصلاة والسلام وتقديره: " ان أسامة بن زيد لمن أحبّ الناس اليّ، واني لأرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرا". ** كان أسامة رضي الله عنه مالكا لكل الصفات العظيمة التي تجعله قريبا من قلب الرسول.. وكبيرا في عينيه.. فهو ابن مسلمين كريمين من أوائل المسلمين سبقا الى الاسلام، ومن أكثرهم ولاء للرسول وقربا منه. وهو من أبناء الاسلام الحنفاء الذين ولدوا فيه، وتلقوا رضعاتهم الأولى من فطرته النقية، دون أن يدركهم من غبار الجاهلية المظلمة شيء.. وهو رضي الله عنه على حداثة سنه، مؤمن، صلب، ومسلم قوي، يحمل كل تبعات ايمانه ودينه، في ولاء مكين، وعزيمة قاهرة.. وهو مفرط في ذكائه، مفرط في تواضعه، ليس لتفانيه في سبيل الله ورسوله حدود.. ثم هو بعد هذا، يمثل في الدين الجديد، ضحايا الألوان الذين جاء الاسلام ليضع عنهم أوزار التفرقة وأوضارها.. فهذا الأسود الأفطس يأخذ في قلب النبي، وفي صفوف المسلمين مكانا عليّا، لأن الدين الذي ارتضاه الله لعباده قد صحح معايير الآدمية والأفضلية بين الناس فقال: ( ان أكرمكم عند الله أتقاكم).. وهكذا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل مكة يوم الفتح العظيم ورديفه هذا الأسود الأفطس أسامة بن زيد.. ثم رأيناه يدخل الكعبة في أكثر ساعات الاسلام روعة، وفوزا، وعن يمينه ويساره بلال، وأسامة.. رجلان تكسوهما البشرة السوداء الداكنة، ولكن كلمة الله التي يحملانها في قلبيهما الكبيرين قد أسبغت عليهما كل الشرف وكل الرفعة.. ** وفي سن مبكرة، لم تجاوز العشرين، أمر رسول الله أسامة بن زيد على جيش، بين أفراده وجنوده أبو بكر وعمر..!! وسرت همهمة بين نفر من المسلمين تعاظمهم الأمر، واستكثروا على الفتى الشاب، أسامة بن زيد، امارة جيش فيه شيوخ الأنصار وكبار المهاجرين.. وبلغ همسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " ان بعض الناس يطعنون في امارة أسامة بن زيد.. ولقد طعنوا في امارة أبيه من قبل.. وان كان أبوه لخليقا للامارة.. وان أسامة لخليق لها.. وانه لمن أحبّ الناس اليّ بعد أبيه.. واني لأرجو أن يكون من صالحيكم.. فاستوصوا به خيرا".. وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحرّك الجيش الى غايته ولكنه كان قد ترك وصيته الحكيمة لأصحابه: " أنفذوا بعث أسامة.. أنفذوا بعث أسامة.." وهكذا قدّس الخليفة أبو بكر هذه الوصاة، وعلى الرغم من الظروف الجديدة التي خلفتها وفاة الرسول، فان الصدّيق أصرّ على انجاز وصيته وأمره، فتحرّك جيش أسامة الى غايته، بعد أن استأذنه الخليفة في أن يدع عمر ليبقى الى جواره في المدينة. وبينما كان امبراطور الروم هرقل، يتلقى خبر وفاة الرسول، تلقى في نفس الوقت خبر الجيش الذي يغير على تخوم الشام بقيادة أسامة بن زيد، فحيّره أن يكون المسلمون من القوة بحيث لا يؤثر موت رسولهم في خططهم ومقدرتهم. وهكذا انكمش الروم، ولم يعودوا يتخذون من حدود الشام نقط وثوب على مهد الاسلام في الجزيرة العربية. وعاد الجيش بلا ضحايا.. وقال عنه المسلمون يومئذ: " ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة"..!! ** وذات يوم تلقى أسامة من رسول الله درس حياته.. درسا بليغا، عاشه أسامة، وعاشته حياته كلها منذ غادرهم الرسول الى الرفيق الأعلى الى أن لقي أسامة ربه في أواخر خلافة معاوية. قبل وفاة الرسول بعامين بعثه عليه السلام أميرا على سريّة خرجت للقاء بعض المشركين الذين يناوئون الاسلام والمسلمين. وكانت تلك أول امارة يتولاها أسامة.. ولقد أحرز في مهمته النجاح والفوز، وسبقته أنباء فوزه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرح بها وسر. ولنستمع الى أسامة يروي لنا بقية النبأ: ".. فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اتاه البشير بالفتح، فاذا هو متهلل وجهه.. فأدناني منه ثم قال: حدّثني.. فجعلت أحدّثه.. وذكرت أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت اليه بالرمح، فقال لا اله الا الله فطعنته وقتلته. فتغيّر وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ويحك يا أسامة..! فكيف لك بلا اله الا الله..؟ ويحك يا أسامة.. فكيف لك بلا اله الا الله..؟ فلم يزل يرددها عليّ حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته. واستقبلت الاسلام يومئذ من جديد. فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا اله الا الله بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم". ** هذا هو الدرس العظيم الذي وجّه جياة أسامة الحبيب بن الحبيب منذ سمعه من رسول الله الى أن رحل عن الدينا راضيا مرضيّا. وانه لدرس بليغ. درس يكشف عن انسانية الرسول، وعدله، وسموّ مبادئه، وعظمة دينه وخلقه.. فهذا الرجل الذي أسف النبي لمقتله، وأنكر على أسامة قتله، كان مشركا ومحاربا.. وهو حين قال: لا اله الا الله.. قالها والسيف في يمينه، تتعلق به مزغ اللحم التي نهشها من أجساد المسلمين.. قالها لينجو بها من ضربة قاتلة، أو ليهيء لنفسه فرصة يغير فيها اتجاهه ثم يعاود القتال من جديد.. ومع هذا، فلأنه قالها، وتحرّك بها لسانه، يصير دمه حراما وحياته آمنة، في نفس اللحظة، ولنفس السبب..! ووعى أسامة الدرس الى منتهاه.. فاذا كان هذا الرجل، في هذا الموقف، ينهى الرسول عن قتله لمجرّد أنه قل: لا اله الا الله.. فكيف بالذين هم مؤمنون حقا، ومسلمون حقا..؟ وهكذا رأيناه عندما نشبت الفتنة الكبرى بين الامام علي وأنصاره من جانب، ومعاوية وأنصاره من جانب آخر، يلتزم حيادا مطلقا. كان يحبّ عليّا أكثر الحب، وكان يبصر الحق الى جانبه.. ولكن كيف يقتل بسيفه مسلما يؤمن بالله وبرسله، وهو لذي لامه الرسول لقتله مشركا محاربا قال في لحظة انكساره وهروبه: لا اله الا الله..؟؟!! هنالك أرسل الى الامام علي رسالة قال فيها: " انك لو كنت في شدق الأسد، لأحببت أن أدخل معك فيه. ولكن هذا أمر لم أره"..!! ولزم داره طوال هذا النزاع وتلك الحروب.. وحين حاءه بعض أصحابه يناقشونه في موقفه قال لهم: " لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا الله أبدا". قال أحدهم له: ألم بقل الله: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)..؟؟ فأجابهم أسامة قائلا: " أولئك هم المشركون، ولقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وكان الدين كله لله".. وفي العام الرابع والخمسين من الهجرة.. اشتاق أسامة للقاء الله، وتلملمت روحه بين جوانحه، تريد أن ترجع الى وطنها الأول.. وتفتحت أبواب الجنان، لتستقبل واحدا من الأبرار المتقين. يتبع..... عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة USERNAMO ; 06-09-2008 الساعة 06:10 AM
|
06-09-2008, 06:05 AM | #2 | ||||||||||
|
ابو عبيده بن الجراح: نسبه أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الجَرَّاحِ بنِ هِلاَلِ بنِ أُهَيْبِ بنِ ضَبَّةَ بنِ الحَارِثِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكِ القُرَشِيُّ، الفِهْرِيُّ، المَكِّيُّ. يَجْتَمِعُ فِي النَّسَبِ هُوَ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي فِهْرٍ. شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالجَنَّةِ، وَسَمَّاهُ: أَمِيْنَ الأُمَّةِ. اسلامه كان من أول من أسلم عَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ، قَالَ: انْطَلَقَ ابْنُ مَظْعُوْنٍ، وَعُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ حَتَّى أَتَوْا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ، وَأَنْبَأَهُمْ بِشَرَائِعِهِ، فَأَسْلَمُوا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ دُخُوْلِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الأَرْقَمِ. غزوة بدر و أحد وَقَدْ شَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بَدْراً، فَقَتَلَ يَوْمَئِذٍ أَبَاهُ، وَأَبْلَى يَوْمَ أُحُدٍ بَلاَءً حَسَناً، وَنَزَعَ يَوْمَئِذٍ الحَلْقَتَيْنِ اللَّتَيْنِ دَخَلَتَا مِنَ المِغْفَرِ فِي وَجْنَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ضَرْبَةٍ أَصَابَتْهُ، فَانْقَلَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ، فَحَسُنَ ثَغْرُهُ بِذَهَابِهِمَا، حَتَّى قِيْلَ: مَا رُؤِيَ هَتْمٌ قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ هَتْمِ أَبِي عُبَيْدَةَ. غزوة ذات السلاسل قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ فِي (مَغَازِيْهِ): كان عَمْرِو بنِ العَاصِ فى غزوة هِيَ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، مِنْ مَشَارِفِ الشَّامِ، ، فطلب المدد من رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْتَدَبَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ومجموعة مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وجعلَ نَبِيُّ اللهِ أَبَا عُبَيْدَةَ.أميراُ عليهم فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، قَالَ: أَنَا أَمِيْرُكُم. فَقَالَ المُهَاجِرُوْنَ: بَلْ أَنْتَ أَمِيْرُ أَصْحَابِكَ، وَأَمِيْرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ. فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّمَا أَنْتُم مَدَدٌ أُمْدِدْتُ بِكُم. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، وَكَانَ رَجُلاً حَسَنَ الخُلُقِ، لَيِّنَ الشِّيْمَةِ، مُتَّبِعاً لأَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَهْدِهِ، فَسَلَّمَ الإِمَارَةَ لِعَمْرٍو. أمين الأمة عَنْ أَنَسٍ:أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ). عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُسْقُفَا نَجْرَانَ: العَاقِبُ وَالسَّيِّدُ، فَقَالاَ: ابْعَثْ مَعَنَا أَمِيْناً حَقَّ أَمِيْنٍ. فَقَالَ: (لأَبْعَثَنَّ مَعَكُم رَجُلاً أَمِيْناً حَقَّ أَمِيْنٍ). فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَقَالَ: (قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ). فَأَرْسَلَهُ مَعَهُم. لَمَّا وصل عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلى " سَرْغ "َ، قالوا له أَنَّ بِالشَّامِ وَبَاءً شَدِيْداً، فَقَالَ: إِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَأَبُو عُبَيْدَةَ حَيٌّ، اسْتَخْلَفْتُهُ، فَإِنْ سَأَلَنِي اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ). قَالَ: فَأَنْكَرَ القَوْمُ ذَلِكَ، وَقَالُوا: مَا بَالُ عَلْيَاءِ قُرَيْشٍ؟ ثُمَّ قَالَ: وَإِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، أَسْتَخْلِفْ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُوْلُ: (إِنَّهُ يُحْشَرُ يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ). عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَيُّ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ. عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الجَيْشِ الَّذِيْنَ مَعَ خَالِدٍ، الَّذِيْنَ أَمَدَّ بِهِم أَبَا عُبَيْدَةَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ دِمَشْقَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِم قَالَ لِخَالِدٍ: تَقَدَّمْ، فَصَلِّ، فَأَنْتَ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ؛ لأَنَّكَ جِئْتَ تَمُدُّنِي. فَقَالَ خَالِدٌ: مَا كُنْتُ لأَتَقَدَّمَ رَجُلاً سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ). حسن خلقه عَنِ الحَسَنِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ لأَخَذْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ خُلُقِهِ، إِلاَّ أَبَا عُبَيْدَةَ). وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَوْصُوْفاً بِحُسْنِ الخُلُقِ، وَبِالحِلْمِ الزَائِدِ، وَالتَّوَاضُعِ. قَالَ عُمَرُ لِجُلَسَائِهِ: تَمَنُّوْا. فَتَمَنَّوْا، فَقَالَ عُمَرُ: لَكِنِّي أَتَمَنَّى بَيْتاً مُمْتَلِئاً رِجَالاً مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ. قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا مِنْ أَصْحَابِي أَحَدٌ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ أَخَذْتُ عَليْهِ، إِلاَّ أَبَا عُبَيْدَةَ). قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: أَخِلاَّئِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ. زهده و ورعه دَخَلَ رجل على أبى عبيدة فَوَجَدَهُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ قَالَ: يُبْكِيْنِي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ يَوْماً مَا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ، فَقَالَ: (إِنْ نَسَأَ اللهُ فِي أَجَلِكَ، فَحَسْبُكَ مِنَ الخَدَمِ ثَلاَثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدُمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ، وَخَادِمٌ يَخْدمُ أَهْلَكَ، وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاَثَةٌ: دَابَّةٌ لِرَحْلِكَ، وَدَابَّةٌ لِثِقَلِكَ، وَدَابَّةٌ لِغُلاَمِكَ). ثُمَّ هَا أَنَذَا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلأَ رَقِيْقاً، وَإِلَى مَرْبَطِي قَدِ امْتَلأَ خَيْلاً، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَهَا؟ وَقَدْ أَوْصَانَا: (إِنَّ أَحَبَّكُم إِلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي، مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكُمْ عَلَيْهَا). قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ، فَتَلَقَّاهُ الأُمَرَاءُ وَالعُظَمَاءُ. فَقَالَ: أَيْنَ أَخِي أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالُوا: يَأْتِيْكَ الآنَ. قَالَ: فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُوْمَةٍ بِحَبْلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْصَرِفُوا عَنَّا. فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَرَحْلَهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعاً، أَو شَيْئاً. فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّ هَذَا سَيُبَلِّغُنَا المَقِيْلَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ حِيْنَ قَدِمَ الشَّامَ، قَالَ لأَبِي عُبَيْدَةَ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى مَنْزِلِكَ. قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ عِنْدِي؟ مَا تُرِيْدُ إِلاَّ أَنْ تُعَصِّرَ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ. قَالَ: فَدَخَلَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئاً، قَالَ: أَيْنَ مَتَاعُكَ؟ لاَ أَرَى إِلاَّ لِبْداً وَصَحْفَةً وَشَنّاً، وَأَنْتَ أَمِيْرٌ، أَعِنْدَكَ طَعَامٌ؟ فَقَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى جَوْنَةٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا كُسَيْرَاتٍ، فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: قَدْ قُلْتُ لَكَ: إِنَّكَ سَتَعْصِرُ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، يَكْفِيْكَ مَا يُبَلِّغُكَ المَقِيْل. قَالَ عُمَرُ: غَيَّرَتْنَا الدُّنْيَا كُلَّنَا، غَيْرَكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ. و روى أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ، أَوْ بِأَرْبَعِ مَائَةِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: انْظُرْ مَا يَصْنَعُ بِهَا. قَالَ: فَقَسَّمَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مُعَاذٍ بِمِثْلِهَا. قَالَ: فَقَسَّمَهَا، إِلاَّ شَيْئاً قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ الرَّسُوْلُ عُمَرَ، قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الإِسْلاَمِ مَنْ يَصْنَعُ هَذَا. و روى أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَانَ يَسِيْرُ فِي العَسْكَرِ، فَيَقُوْلُ: أَلاَ رُبَّ مُبَيِّضٍ لِثِيَابِهِ، مُدَنِّسٍ لِدِيْنِهِ! أَلاَ رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُهِيْنٌ! بَادِرُوا السَّيِّئَاتِ القَدِيْمَاتِ بِالحَسَنَاتِ الحَدِيْثَاتِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَا مِنْكُم مِنْ أَحْمَرَ وَلاَ أَسْوَدَ يَفْضُلُنِي بِتَقْوَى، إِلاَّ وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلاَخِهِ و معنى وددت أنى فى مسلاخه : أى أكون مثله أبو عبيدة فى الشام كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بَيْتَ المَالِ. ثُمَّ وَجَّهَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الشَّامِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وفي أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ، وتولى الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد وصل الخطاب الى أبىعبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد : يرحمك الله أباعبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟ فأجاب أبوعبيدة : اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة وأصبح أبوعبيدة أمير الأمراء بالشام0 بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ حُصِرَ بِالشَّامِ، وَنَالَ مِنْهُ العَدُوُّ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ شِدَّةٌ، إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَعْدَهَا فَرَجاً، وَإِنَّهُ لاَ يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}، الآيَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ يَقُوْلُ: {أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}، إِلَى قَوْلِهِ: {مَتَاعُ الغُرُوْرِ} فَخَرَجَ عُمَرُ بِكِتَابِهِ، فَقَرَأَهُ عَلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ! إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِكُم أَبُو عُبَيْدَةَ أَوْ بِي، ارْغَبُوا فِي الجِهَادِ. وفاته فى طاعون عمواس روى أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فِي الطَّاعُوْنِ: إِنَّهُ قَدْ عَرَضَتْ لِي حَاجَةٌ، وَلاَ غِنَى بِي عَنْكَ فِيْهَا، فَعَجِّلْ إِلَيَّ. فَلَمَّا قَرَأَ الكِتَابَ، قَالَ: عَرَفْتُ حَاجَةَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، إِنَّهُ يُرِيْدُ أَنْ يَسْتَبْقِيَ مَنْ لَيْسَ بِبَاقٍ. فَكَتَبَ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ حَاجَتَكَ، فَحَلِّلْنِي مِنْ عَزِيْمَتك، فَإِنِّي فِي جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ المُسْلِمِيْنَ، لاَ أَرْغَبُ بِنَفْسِي عَنْهُم. فَلَمَّا قَرَأَ عُمَرُ الكِتَابَ، بَكَى، فَقِيْلَ لَهُ: مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالَ: لاَ، وَكَأَنْ قَدْ. قَالَ: فَتُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَانْكَشَفَ الطَّاعُوْنُ. عَنْ عِيَاضِ بنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ فِي مَرَضِهِ، وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ جَالِسَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُوَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى الجِدَارِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالَتْ: بَاتَ بِأَجْرٍ. فَقَالَ: إِنِّي -وَاللهِ- مَا بِتُّ بِأَجْرٍ! فَكَأَنَّ القَوْمَ سَاءهُمْ، فَقَالَ: أَلاَ تَسْأَلُوْنِي عَمَّا قُلْتُ؟ قَالُوا: إِنَّا لَمْ يُعْجِبْنَا مَا قُلْتَ، فَكَيْفَ نَسْأَلُكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَبِسَبْعِ مَائَةٍ، وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيْضاً، أَوْ مَاز أَذَىً، فَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ، فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ). وَعَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ وَجَعَ عَمَوَاسَ كَانَ مُعَافَىً مِنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَهْلُهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ نَصِيْبَكَ فِي آلِ أَبِي عُبَيْدَةَ! قَالَ: فَخَرَجْتُ بِأَبِي عُبَيْدَةَ، فِي خَنْصَرِهِ بَثْرَةٌ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِشَيْءٍ. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يُبَارِكَ اللهُ فِيْهَا، فَإِنَّهُ إِذَا بَارَكَ فِي القَلِيْلِ، كَانَ كَثِيْراً. انْطَلَقَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنَ الجَابِيَةِ إِلَى بَيْتَ المَقْدِسِ لِلصَّلاَةِ، فَاسْتَخْلَفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ. فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ بِفِحْلٍ، فَتُوُفِّيَ بِهَا بِقُرْبِ بَيْسَانَ. طَاعُوْنُ عَمَوَاسَ: مَنْسُوْبٌ إِلَى قَرْيَةِ عَمَوَاسَ، وَهِيَ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ. |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة USERNAMO ; 06-09-2008 الساعة 06:41 AM
|
06-09-2008, 06:34 AM | #3 | ||||||||||
|
المعز لدين الله الفاطمى : المعز يدخل القاهرة ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 69 من 167 ) : " وسار المعز بعساكره من المغرب حتى نزل بالجيزة فعقد له جوهر جسرًا جديدًا عند المختار بالجزيرة فسار عليه وقد زينت له مدينة الفسطاط فلم يشقها ودخل إلى القاهرة بجميع أولاده وإخوته وسائر أولاد عبيد الله المهدي وبتوابيت آبائه وذلك لسبع خلون من رمضان سنة أثنتين وستين وثلثمائة فعندما دخل القصر صلى ركعتين فاقتدى بهمن حضر وبات به ثم أصبح فجلس للهناء وأمر فكتب في سائر مدينة مصر: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأثتب اسم المعز لدين الله واسم أبيه المصلى فسبح في كل ركعة وفي كل سجدة ثلاثين تسبيحة ثم خطب بعد الصلاة وركب لفتح خليج مصر يوم الوفاء وعمل عيد غدير خم ومات بعض بني عمه فصلى عليه وكبر سبعًا وكبر على ميت آخر خمسًا وقدمت القرامطة إلى مصر فسير إليهم الجلوس وهزموهم وما زال إلى أن توفي من علة اعتلها بعد د***ه إلى القاهرة بسنتين وسبعة أشهر وعشرة أيام وعمره خمس وأربعون سنة وستة أشهر تقريبًا فإن مولده بالمهدية في حادي عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وثلثمائة ووفاته بالقاهرة لأربع عشرة خلت من ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلثمائة وكانت مدة خلافته بالمغرب وديار مصر ثلاثًا وعشرون سنة وعشرة أيام وهو أول الخلفاء الفاطميين بمصر وإليه تنسب القاهرة المعزية لأن عبده جوهر القائد بناها حسب ما رسم له كما ذكر في خبر بنائها. " أنتهى ************************************************** ***** هفتكيــــــــــن ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 69 من 167 ) : " حارة الديلم عرفت بذلك لنزول الديلم الواصلين مع هفتكين الشرابي حين قدم ومعه أولاد مولاه معزّ الدولة البويهي وجماعة من الدَّيْلَم والأتراك في سنة ثمان وستّين وثلثمائة فمكنوا بها فعرفت بهم. وهفتكين هذا يقال له الفتكين أبو منصور التركيّ الشرابيّ غلام معزّ الدولة وكان فيه شجاعة وثبات في الحراب. فلمّا سارت الأتراك من بغداد لحرب الديلم جرى بينهم قتال عظيم اشتهر فيه هفتكين إلاّ أن أصحابه انهزموا عنه وصار في ظائفة قليلة فولّى بمن معه من الأتراك وهم نحو الأربعمائة فسار إلى الرحبة وأخذ منها على البرّ إلى أن قرب من حوشبة إحدى قرى الشام وقد وقع في قلوب العربان منه مهابة فخرج إليه ظالم بن مرهوب العقيلي من بعلبك وبعث إلى أبي محمود إبراهيم بن جعفر أمير دمشق من قبل الخليفة المعزّ لدين الله يُعلمه بقدومه هفتكين من بغداد الإقامة الخطبة العباسيّة وخوّفه منه فأنفذ إليه عسكرًا وسار إلى ناحية حوشبة يريد هفتكين وسار بشارة الخادم من قبل أبي المعالي بن حمدان عونًا لهفتكين فَرُدَّ ظالم إلى بعلبك من غير حرب وسار بشارة بهفتكين إلى حمص فحمل إليه أبو المعالي وتلقّاه وأكرمه. وكان قد ثار بدمشق جماعة من أهل الدّعارة والفساد وحاربوا عمّال السلطان واشتدّ أمرهم وكان كبيرهم يُعرف بابن الماورد فلمّا بلغهم خبب هفتكين بعثوا إليه من دمشق إلى حمص يستدعونه ووعدوه بالقيام معه على عساكر المعزّ وإخراجهم من دمشق لِيليَ عليهم فوقع ذلكمنه بالموافقة وسار حتّى نزل بثنية العقاب لأيام بقيت من شعبان سنة أربع وستّين وثلثمائة فبلغ عسكر المعزّ خبر الفرنج وأنّهم قد قصدوا طرابلس فساروا بأجمعهمإلى لقاء العدوّ ونظل هفتكين على دمشق من غير حرب فأقام أيامًا ثم سار يريد محاربة ظالم ففرّ منه ودخل هفتكين بعلبكّ فطرقه العدوّ من الروم والفرنج وانتهبوا بعلبك وأحرقوا وذلك في شهر رمضان وانتشروا في أعمال بعلبك والبقاع يقتلون ويأْسرون ويحرقون وقصدوا دمشق وقد التحق بها هفتكين فخرج إليهم أهل دمشق وسألوهم الكفّ عن البلد والتزموا بمال فخرج إليهم هفتكين وأهدى إليهم وتكلّم معهم في أنه لا يستطيع جباية المال لقوّة ابن الماورد وأصحابه وأمر ملك الروم به فقبض عليه وقيّده وعاد فجبى المال من دمشق بالعنف وحمل إلى ملك الروم ثلاثين ألف دينار ورحل إلى بيروت ثمّ إلى طرابلس فتمكن هفتكين من دمشق وأقام بها الدعوة لأبي بكر عبد الكريم الطائع بن المطيع العباسيّ وسيّر إلى العرب السرايا فظفرت وعادت إليه بعده بمن أسَرته من رجال العرب فقتلهم صبرًا. وكان قد تخوّف من المعزّ فكاتب القرامطة يستدعيهم من الأحْسَاء للقدوم عليه لمحاربة عساكر المعزّ وما زال بهم حتّة وافوا دمشق في سنة خمس وستّين ونزلوا على ظاهرها ومعهم كثير من أصحاب هفتكين الذين كانوا قد تشتتوا في البلاد فقوي بهم ولقي القرمطة وحمل إليهم وسرّ بهم فأقاموا على دمشق إيامًا ثمّ رحلوا نحو الرّمْلة وبها أبو محمود فلحق بيافا ونزل القرامطة الرملة ونصبوا القتال على يافا حتّة كّلّ الفريقان وسئموا جميعًا من طول الحرب وسار هفتكين على الساحل ونزل صيدا وبها ظالم بن مروب العقيليّ وابن الشيخ من قبل المعزّ وفقاتلهم قتالًا شديدًا انهزم منه ظالم إلى صور وقتل بين الفريقين نحو أربعة آلاف رجل فقطع أيدي القتلى من عسكر المعزّ وسيّرها إلى دمشق فطيف بها ثمّ سار عن صيدا يريد عكّا وبها عسكر المعزّ وكان قد مات المعزّ في ربيع الآخر سنة 365 ه وقام من بعده ابنه العزيز بالله وسيّر جوهرًا القائد في عسكر عظيم إلى قتال هفتكين والقرامطة فبلغ ذلك القرامطة وهم على الرملة ووصل الخبر بمسيره إلى هفتكين وهو على عكّا فخاف القرامطة وفرّوا عنها فنزلها جوهر وسار من القرامطة إلى الأحساء التي هي بلادهم جماعة وتأخّر عدّة وسار هفتكين من عكّا إلى طبريّة وقد علم بمسير القرامطة وتأخّر بعضهم فاجتمع بهم في طبرية واستعدّ للقاء جوهر وجمع الأقوات من بلاد حوران والثنية وأدخلها إلى دمشق وسار إليها فتحصن بها ونزل جوهر على ظاهر دمشق لثمان بقين من ذي القعدة فبنى على معسكره سورًا وحفر خندقًا عظيمًا وجعل له أبوابًا وجمع هفتكين الناس للقتال. وكان قد بقي عبد ابن الماورد ردل يعرف بقسّام التراب وصار في عدّة وافرة من الدعّار فأعانه هفتكين وقوّاه وامدّه بالسلاح وغيره ووقعت بينهم وبين جوهر حروب عظيمة طويلة إلى يوم الحادي عشر من ربيع الأوّل سنة ستّ وستين وثلاثمائة فاختلّ أمر هفتكين وهمّ بالفرار ثمّ إنه استظهر ووردت الأخبار بقدوم الحسن بن أحمد القرمطيّ إلى دمشق فطلب جوهر الصلح على أن يرحل عن دمشق من غير أن يتبعه أحد وذلك أنه رأى أواله قد قلّت وهلك كثير ممّا كان في عسكره حتّى صار أكثر عسكره رجّالة وأعوزهم العلف وخشي قدوم القرامطة فأجابه هفتكين وقد عظم فرحه واشتدّ سروره فرحل في ثالث جمادي الأول وجدّ في المسير وقد قرب القرامطة فأناخ بطبريّة فبلغ ذلك القرمطي فقصده وقد سار عنها إلى الرملة فبعض غليه بسرية كانت لها مع جوهر وقعة قتل فيها جماعة من العرب وأدركه القرمطي وسار في أثره هفتكين فمات الحسن بن أحمد القرمطي بالرملة وقام من بعده بأمر القرامطة ابن عمّه جعفر ففسد ما بينه وبين هفتكين ورجع عن الرملة إلى الأحساء وناصب هفتكين القتال وألح فيه على جوهر حتّى انهزم عنه وسار إلى عسقلان وقد غنم هتفكين ممّا كان معه شيئًا يجلذ عن الوصف ونزل على البلد محاصرًا لها. وبلغ ذلك العزيز فاستعدّ للمسير إلى بلاد الشام فلما طال الأمر على جهور راسل هفتكين حتّى يقرّر الصلح على مال يحمله إليه وأن يخرج من تحت سيف هفتكين فعلق سيفه على باب عسقلان وخرج جوهر ومن معه من تحته وساروا إلى القاهرة فوجد العزيز قد برز يريد المسير فسار معه وكان مدّة قتال هفتكين لجوهر على ظاهر الرملة وفي عسقلان سبعة عشر شهرًا. وسار العزيز بالله حتّى نزل الرملة وكان هفتكين بطبرّية فسار إلى لقاء العزيز ومعه أبو إسحاق وأبو ظاهر أخو عز الدولة ابن بختيار بن أحمد بن نويه وأبو اللحاد مرزبان عز الدولة ابن بختيار بن عز الدولة ابن بويه فحاربوه فلم يكن غير ساعة حتّى هزمتْ عساكرُ العزيز عساكر هفتكين وملكوه في يوم الخميس لسبع بقين من المحرّم سنة ثمان وستّين وثلثمائة واستأمن أبو إسحاق ومرزبان بن بختيار وقُتل أبو طاهر أخو عز الدولة ابن بختيار وأخذ أكثر أصحابه أسرى وطُلب هفتكين في وكان قد فرّ وقت الهزيمة على فرس بمفرده فأخذه بعض العرب أسيرًا فقد به على مفرّج بن دعقل بن الجراح الطائيّ وعمامته في عنقه فبعض به إلى العزيز فأمر به فشهر في العسكر وطيف به على جمل فأخذ الناس يلطمونه ويهزَّون لحيته حتى رأى في نفسه العبر ثم سار العزيز بهفتكين والأسرى إلى القاهرة فاصطنعه ومن معه وأحسن إليه غاية الإحسان وأنزله في دار وواصله بالعطاء والخلع حتّى قال: لقد احتشمت من ركوبي مع مولانا العزيز بالله وتطوّفي إليه بما غموني من فضله وإحسانه. فلما بلغ ذلك العزيز قال لعمه حيدرة: يا عمّ والله إني أحبّ أن أرى النعم عند الناس ظاهرة وارى عليهم الذهب والفضة والجهور ولهم الخيل واللباس والضياع والعقار وأن يكون ذلك كلّه من عندي. وبلغ العزيز أنّ الناسَ من العامّة يقولون: ما هذا التركيّ فأمر به فشهّر في أجمل حال ولمّا رجع من تطوّفه وهب له مالًا جزيلًا وخلع عليه وأمر سائر الأولياء بأن يدعوه إلى دورهم فما منهم إلا من عمل له دعوة وقدم غليه وقاد بين يديه الخيول: ثمّ إن العزيز قال له بعد ذلك: كيف رأيت دعوات أصحابنا فقال: يما مولانا حسنة في الغاية وما فيهم إلا من أنعم وأكرم. فصار يركب للصيد والتفرّج وجمع إليه العزيز بالله أصحابه من الأتراك والديلم واستحبجه واختصّ به ومازال على ذلك إلى أن توفّي في سنة اثنين وسبعين وثلثمائة فاتّهم العزيزُ وزيرَه يعقوبض بن حارة الأتراك هذه الحارة تجاه الجامع الأزهر وترعف اليوم بدرب الأتراك وكان نافذًا إلى حارة الديلم والورّاقون القدماء تارة يفردونها من حالة الديلم وتارة يضيفونها إليها ويجعلونها من حقوقها فيقولون تارة: حارة الديلم والأتراك وتراة يقولون: حارتي الديلم والأتراك وقيل لها حارة الأتراك لأنّ هفتكين لما غلب ببغداد سار معه من جنسه أربعمائة من الأتراك وتلاحق به عند ورود القرامطة عليه بدشمق عدة من أصحابه فلما دمع لحرب العزيز بالله كان أصحابه ما بين ترك وديلم فلما قبض عليه العزيز ودخل به إلى القاهرة في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وستّين وثلثمائة كما تقدّم نزل الديلم مع أصحابهم في موضع حارة الديلم ونزل هفتكين بأتراكه في هذا المكان فصار يعرف بحارة الأتراك. وكانت مختلطة بحارة الديلم لأنهما أهل دعوة واحدة إلا أنّ كلّ جنس على حدة لتخالفهما في الجنسيّة ثم قيل بعد ذلك درب الأتراك. ***************************************** بداية الكتامة الذين حاربوا مع المعز ونهايتهم قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثالث ( 98 من 167 ) : " حارة كتامة هذه الحارة مجاورة لحارة الباطليّة وقد صارت الآن من جملتها. كانت منازل كاتمة بها عندما قدموا من المغرب مع القائد جوهر ثمّ مع العزيز وموضع هذه الحارة اليوم حمام كواي وما جاورها مما وراء مدرسة ابن الغنام حيث الموضع المعروف بدرب ابن الأعسر إلى رأس الباطلية وكانت كتامة هي أصل دولة الخلفاء الفاطميين. أبي عبد الله الشيعي هو الحسن بن أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي من أهل صنعاء اليمن ولي الحِسبة في بعض أعمال بغداد ثمّ سار إلى ابن حوشب باليمن وصار من كبار أصحابه وكان له علم وفهم وعنده دهاء ومكر فورد على ابن حوشب موت الحلوانيّ داعي المغرب ورفيقه فقال لأبي عبد الله الشيعي: إنّ أرض كُتامة من بلاد المغلاب قد خَربها الحلوانيّ وأبو سفيان وقد ماتا وليس لها غيرك فبادر فإنّها موطّأة ممهّدة لك. فخرج من اليمن إلى مكّة وقد زوّده ابن حوشب بمال فسأل عن حجّاج كُتامة فأُرشد إليهم واجتمع بم وأخفى عنهم قصد وذلك أنه جلس قريباص منهم فسمعهم يتحدّثون بفضائل آل البيت فحدّثهم في ذلك وأطال ثمّ نهض ليقوم فسألوه أن يأذن لهم في زيارته فأذن لهم فصاروا يتردّدون إليه لما رأوا من علمه وعقله ثمّ إنهم سألوه أينّ يقصد فقال: أُريد مصر فسرّوا بصحبته ورحلوا من مكّة وهو لا يخبرهم شيئًا من خبره وما هو عليه من القصد. وشاهدوامنه عبادة وورعًا وتحرّجًا وزهادة فقويت رغبتهم فيه واشتملوا على محبّته واجتمعوا على اعتقاده وساروا بأسرهم خدمًا له. وهو في أثناء ذلك يستخبرهم عن بلادهم ويَعلم أحوالهم ويفحص عن قبائلم وكيف طاعتهم للسلطان بإفريقية فقالوا له: ليس له علينا طاعة وبيننا وبينه عشرة أيان قال: أفتحملون السلاح قالوا: هو شغلنا. وما برح حتّى عرف جميع ما هم عليه. فلمّا وصلوا إلى مصر أخذ يودّعهم فشقّ عليهم فراقه وسألوه عن حاجته بمصر فقال: ما لي بها من حاجة إلا أنّي أطلب التعليم بها. قالوا: فأمّا إذا كنتَ تقصد هذا فإنّ بلادنا أنفع لك وأطوع لأمرك ونحن أعرف بحقّك ومازالوا به حتّى أجابهم إلى المسير معهم فساروا به إلى أن قاربوا بلادهم وخرج لى لقائهم أصحابهم وكان عندهم حسّ كبير من التشيّع واعتقاد عظيم في محبّة أهل البيت كما قرّره الحلوانيّ فعرّفهم القوم خبر أبي عبد الله فقاموا بحقّ تعظيمه وإجلاله ورغبوا في نزوله عندهم واقترعوا فيمن يضيفه ثمّ ارتحلوا إلى أرض كُتامة فوصلوا إليها منتصف الربيع الأوّل سنة ثمان وثمانين ومائتين فما منهم إلا منْ سأله أن يكون منزله عنده فلم يوافق أحدًا منهم وقال: أين يكون فجّ الأخيار فعجبوا من ذلك ولم يكونوا قطّ ذكروه له منذ صحبوه فدلّوه عليه فقصده وقال: إذا حللنا به صرنا نأتي كلّ قوم منكم في ديارهم ونزورهم في بيوتهم فرضوا جميعًا بذلك. وسار إلى جيل يلحان وفيه فج الأخيار فقال هذا فج الأخيار وما سمّي إلا بكم ولقد جاء في الآثار للمهديّ هجرة ينبو بها عن الأوطان ينصره فيها الأخيار من أهل ذلك الزمان قوم اسمهم مشتقّ من الكتمان ولخروجكم في هذا الفجّ سمّي فجّ الأخير فتسامعت به القبائل وأتته البربر من كلّ مكان وعظم أمره حتى أنّ كتامة اقتتلت عليه مع قبائل البربر وهو لا يذكر اسم المهدي ولا يعرّج عليه فبلغ خبره إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية فقال أبو عبد الله لكتامة: أنا صاحب النذر الذي قال لكم أبو سفيان والحلوانيّ فازداد محبّتهم له وعظم أمره فيهم وأتته القبائل من كلّ مكان وسار إلى مدينة تاصروق ومع الخيل وصيّر أمرها للحسن بن هارون كبير كتامة وخرج للحرب فظفر وغنم وعمل على تاصروق خندقًا فرجعت إليه قبائل من البربر وحاربوه فظفر بهم وصارت إليه أموالهم ووالى الغزو فيهم حتّى استقام له أمرهم فسار وأخذ مدائن عدّة فبعض إليه ابن الأغلب بعساكر كانت له معهم حروب عظيمة وخطوب عديدة وأنباء كثيرة آلت إلى غلب أبي عبد الله وانتشار أصحابه من كتامة في البلاد فصارو يقول: المهديّ يخرج في هذا الأيام ويملك الأرض فيا طوبى لمن هاجر إليَّ وأطاعني. وأخذ يغري الناس بابن الأغلب ويذكر كرامات المهدي وما يفتح الله له ويعدهم بأنّهم يملكون الأرض كلّها. وسير إلى عبيد الله بن محمد رجالًا من كتامة ليخبروه بما فتح الله له وأنه ينتظره فوافوا عبيد الله بسليمة من أرض حمص وكان قد اشتهر بها وطلبه الخليفة المكتفي ففرّ منه بابنه أبي القاسم وسار إلى مصر وكان لهما قصص مع النوشزي عامل مصر حتّى خلصا منه ولحاق ببلاد المغرب. وبلغ ابنَ الأغلب زيادة الله خبرُه مسير عبيد الله فأزكى له العيون وأقام له الأعوان حتّى قبض عليه بسلجماسة وكان عليها اليسع بن مدرار وحبس بها هو وابنه أبو القاسم. وبلغ ذلك أبا عبد الله وقد عظم أمره فسار وضايق زيادة الله بن الأغلب وأخذ مدائنه شيئًا بعد شيء وصار فيما ينيف على مائتي ألف وألحّ على القيروان حتّى فرّ زيادة الله إلى مصر وملكها أبو عبد الله ثم سار إلى رفادة فدخلها أوّل رجب سنة ست وتسعين ومائتين وفرّق الدُور على كتامة وبعث العمال إلى البلاد وجمع الموال ولم يخطب باسم أحد. فملا دخل شهر رمضان سار من رفّادة فاهتزّ لرحيله المغرب بأسره وخافته زَناتة وغيرها وبعثوا إليه بطاعتهم وسار إلى سَلجماسة ففرّ منه اليسع بن مدرار واليها ودخل البلد فأخرج عبيد الله وابنه من السجن وقال: هذا المهديّ الذي كنت أدعوكم إليه. وأركبه هو وابنه ومشى بسائر رؤساء القبائل بين أيديهما وهو يقول: هذا مولاكم ويبكي من شدّة الفرح حتة وصل إلى فسطاط ضُرب له فأنزل فيه وبعض في طلب اليسع فأدركه وحمل إليه فضربه بالسياط وقتله ثمّ سار المهدي إلى رفادة فصار بها في آخر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين. ولما تمكّن قتل أبا عبد الله وأخاه في يوم الاثنين للنصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين فكان هذا ابتداء أمر الخلفاء الفاطميين وما زالت كتامة هي أهل الدولة مدّة خلافة المهدي عبيد الله وخلافة ابنه القاسم القائم بأمر الله وخلافة المنصور بنصر الله إسماعيل بن القاسم وخلافة معدّ المعز لدين الله ابن المنصور وبهم أخذ ديار مصر لما سيّرهم إليها مع القائد جوهر في سنة ثمان وخمسين وثلثمائة وهم أيضًا كانوا أكابر من قدم معه من الغرب في سنة اثنين وستّين وثلثمائة. فلما كان في أيّام ولده العزيز بالله نزار اصطنع الدّيلم والأتراك وقدّمهم وجعلهم خاصّته فتناسوا وصار بينهم وبين كتامة تحاسد إلى أن مات العزيز بالله وقام من بعده أبو عليّ المنصور الملقّب بالحاكم بأمر الله فقدّم ابن عمار الكتامي وولاّه الوساطة وهي في معنى رتبة الوزارة فاستبدّ بأمور الدولة وقدّم كتامة وأعطاهم وحطّ من الغلمان الأتراك والديلم الذين اصطنعهم العزيز فاجتمعوا إلى برجوان وكان صقلبيًا وقد تاقت نفسه إلى الولاية فأغرى المصطنعة بابن عمّار حتّى وضعوا منه واعتزل عن الأمر وتقلّد برجوان الوساطة فاستخدم الغلمان المصطنعين في القصر وزاد في عطاياهم وقوّاهم ثمّ قتل الحاكم ابن عمّار وكثيرًا من رجال دولة أبيه وجدّه فضعفت كتامة وقويت الغلمان. فلما مات الحاكم وقام من بعده ابنه الظاهر لإعزاز دين الله علي أكثر من اللهو ومال إلى الأتراك والمشارقة فانحطّ جانب كتامة ومازال ينقص قدرهم ويتلاشى أمرهم حتّى ملك المستنصر بعد أبيه فاستكثرت أمّه من العبيد حتّى يقال إنهم بلغوا نحوًا من خمسين ألف أسود واستكثر هو من الأتراك وتنافس كلّ منهما مع الآخر فكانت الحرب التي آلت إلى خراب مصر وزوال بهجتها إلى أن قدم أمير الجيوش بدر الجمالي من عكّا وقتل رجال الدولة وأقام له جندًا وعسكرًا من الأرمن فصار من حينئذٍ معظم الجيش الأرمن وذهبت كتامة وصاروا من جملة الرعيّة بعدما كانوا وجوه الدولة وأكابر أهلها. يتبع ....... عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] |
||||||||||
|
06-09-2008, 06:38 AM | #4 | ||||||||||
|
طلحة بن عبيد الله طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَمْرٍو التَّيْمِيُّ أَحَدُ العَشَرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. كَانَ مِمَّنْ سَبَقَ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأُوْذِيَ فِي اللهِ، ثُمَّ هَاجَرَ، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ غَابَ عَنْ وَقْعَة بَدْرٍ فِي تِجَارَةٍ لَهُ بِالشَّامِ، وَتَأَلَّمَ لِغَيْبَتِهِ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَهْمِهِ، وَأَجره. كَانَتْ يَدُهُ شَلاَّءَ مِمَّا وَقَى بِهَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ. يوم أحد قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ شَلاَّءَ. عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَوَلَّى النَّاسُ، كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَاحِيَةٍ، فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، مِنْهُم طَلْحَةُ، فَأَدْرَكَهُمُ المُشْرِكُوْنَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ لِلْقَوْمِ؟). قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: (كَمَا أَنْتَ). فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: (أَنْتَ). فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِذَا المُشْرِكُوْنَ. فَقَالَ: (مَنْ لَهُمْ؟). قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: (كَمَا أَنْتَ). فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا. قَالَ: (أَنْتَ). فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَقِيَ مَعَ نَبِيِّ اللهِ طَلْحَةُ. فَقَالَ: (مَنْ لِلْقَوْمِ؟). قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الأَحَد عَشَر، حَتَّى قُطِعَتْ أَصَابِعُهُ. فَقَالَ: حَسِّ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَوْ قُلْتَ: بِاسْمِ اللهِ، لَرَفَعَتْكَ المَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُوْنَ). ثُمَّ رَدَّ اللهُ المُشْرِكِيْنَ. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَقَدْ رَأَيْتَنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَمَا قُرْبِي أَحَدٌ غَيْرَ جِبْرِيْلَ عَنْ يَمِيْنِي، وَطَلْحَةَ عَنْ يَسَارِي). عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ إِسْحَاقَ بِنْتَيْ طَلْحَةَ، قَالَتَا: جُرِحَ أَبُوْنَا يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعاً وَعِشْرِيْنَ جِرَاحَةً، وَقَعَ مِنْهَا فِي رَأْسِهِ شَجَّةٌ مُرَبَّعَةٌ، وَقُطِعَ نِسَاهُ -يَعْنِي العِرْقَ- وَشُلَّتْ أُصْبُعُهُ، وَكَانَ سَائِرُ الجِرَاحِ فِي جَسَدِهِ، وَغَلَبَهُ الغَشْيُ، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكْسُوْرَة رَبَاعِيَتُهُ، مَشْجُوْجٌ فِي وَجْهِهِ، قَدْ عَلاَهُ الغَشْيُ، وَطَلْحَةُ مُحْتَمِلُهُ يَرْجعُ بِهِ القَهْقَرَى، كُلَّمَا أَدْرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ، قَاتَلَ دُوْنَهُ، حَتَّى أَسْنَدَهُ إِلَى الشِّعْبِ. شهيد يمشى على قدمين عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيْدٍ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ). عَنْ مُوْسَى وَعِيْسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِمَا: أَنَّ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالُوا لأَعْرَابِيٍّ جَاءَ يَسْأَلُهُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ: مَنْ هُوَ؟ وَكَانُوا لاَ يَجْتَرِؤُوْنَ عَلَى مَسْأَلَتِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوَقِّرُوْنَهُ، وَيَهَابُوْنَهُ. فَسَأَلَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ بَابِ المَسْجِدِ -وَعَلَيَّ ثِيَابٌ خُضْرٌ-. فَلَمَّا رَآنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَيْنَ السَّائِلُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ؟). قَالَ الأَعْرَابِيُّ: أَنَا. قَالَ: (هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ). عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ، قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ). عن على رضى الله عنه سَمِعْتُ مِنْ فِيِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ). طلحة الخير ابْتَاعَ طَلْحَةُ بِئْراً بِنَاحِيَةِ الجَبَلِ، وَنَحَرَ جزُوْراً، فَأَطْعَمَ النَّاسَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَنْتَ طَلْحَةُ الفَيَّاضُ). عَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ سَمَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: طَلْحَةَ الخَيْرَ، وَفِي غَزْوَةِ ذِي العَشِيْرَةِ: طَلْحَةَ الفَيَّاضَ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ: طَلْحَةَ الجُوْدَ. عَنْ مُوْسَى، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ سَبْعُ مَائَةِ أَلْفٍ، فَبَاتَ لَيْلَتَهُ يَتَمَلْمَلُ. فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: تَفَكَّرْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، فَقُلْتُ: مَا ظَنُّ رَجُلٍ بِرَبِّهِ يَبِيْتُ وَهَذَا المَالُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ بَعْضِ أَخِلاَّئِكَ؟ فَإِذَا أَصْبَحْتَ، فَادْعُ بِجِفَانٍ وَقِصَاعٍ، فَقَسِّمْهُ. فَقَالَ لَهَا: رَحِمَكِ اللهُ، إِنَّكِ مُوَفَّقَةٌ بِنْتُ مُوَفَّقٍ، وَهِيَ أُمُّ كُلْثُوْم بِنْتُ الصِّدِّيْقِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ، دَعَا بِجِفَانٍ، فَقَسَّمَهَا بَيْنَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ، فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ مِنْهَا بِجَفْنَةٍ. فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: أَبَا مُحَمَّدٍ! أَمَا كَانَ لَنَا فِي هَذَا المَالِ مِنْ نَصِيْبٍ؟ قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتِ مُنْذُ اليَوْم؟ فَشَأْنُكِ بِمَا بَقِيَ. قَالَتْ: فَكَانَتْ صُرَّةً فِيْهَا نَحْوُ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وجَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى طَلْحَةَ يَسْأَلُهُ، فَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ. فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَرَحِمٌ مَا سَأَلَنِي بِهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، إِنَّ لِي أَرْضاً قَدْ أَعْطَانِي بِهَا عُثْمَانُ ثَلاَثَ مَائَةِ أَلْفٍ، فَاقْبَضْهَا، وَإِنْ شِئْتَ بِعْتُهَا مِنْ عُثْمَانَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْكَ الثَّمَنَ. فَقَالَ: الثَّمَن. فَأَعْطَاهُ. عَنْ طَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سُعْدَى بِنْتُ عَوْفٍ المُرِّيَّةُ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى طَلْحَةَ يَوْماً وَهُوَ خَاثِرٌ. فَقُلْتُ: مَا لَكَ، لَعَلَّ رَابَكَ مِنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لاَ وَاللهِ، وَنِعْمَ حَلِيْلَةُ المُسْلِمِ أَنْتِ، وَلَكِنْ مَالٌ عِنْدِي قَدْ غَمَّنِي. فَقُلْتُ: مَا يَغُمُّكَ؟ عَلَيْكَ بِقَوْمِكَ. قَالَ: يَا غُلاَمُ! ادْعُ لِي قَوْمِي، فَقَسَّمَهُ فِيْهِم. فَسَأَلْتُ الخَازِنَ: كَمْ أَعْطَى؟ قَالَ: أَرْبَعَ مَائَةِ أَلْفٍ. موقعة الجمل لَمَّا خَرَجَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَائِشَةُ لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ، عَرَّجُوا عَنْ مُنْصَرَفِهِمْ بِذَاتِ عِرْقٍ، فَاسْتَصْغَرُوا عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَرَدُّوْهُمَا. قَالَ: وَرَأَيْتُ طَلْحَةَ، وَأَحَبُّ المجَالِسِ إِلَيْهِ أَخْلاَهَا، وَهُوَ ضَارِبٌ بِلِحْيَتِهِ عَلَى زَوْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنِّي أَرَاكَ وَأَحَبُّ المجَالِسِ إِلَيْكَ أَخْلاَهَا، إِنْ كُنْتَ تَكْرَهُ هَذَا الأَمْرَ فَدَعْهُ. فَقَالَ: يَا عَلْقَمَةَ! لاَ تَلُمْنِي، كُنَّا أَمْسِ يَداً وَاحِدَةً عَلَى مَنْ سِوَانَا، فَأَصْبَحْنَا اليَوْمَ جَبَلَيْنِ مِنْ حَدِيْدٍ، يَزْحَفُ أَحَدُنَا إِلَى صَاحِبِهِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ مِنِّي شَيْءٌ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ مِمَّا لاَ أَرَى كَفَّارَتَهُ إِلاَّ سَفْكَ دَمِي، وَطَلَبَ دَمِهِ. والَّذِي كَانَ مِنْهُ فِي حَقِّ عُثْمَانَ تَمَغْفُلٌ وَتَأْليبٌ، فَعَلَهُ بِاجْتِهَادٍ، ثُمَّ تَغَيَّرَ عِنْدَمَا شَاهَدَ مَصْرَعَ عُثْمَانَ، فَنَدِمَ عَلَى تَرْكِ نُصْرَتِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَكَانَ طَلْحَةُ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ عَلِيّاً، أَرْهَقَهُ قَتَلَةُ عُثْمَانَ، وَأَحْضَرُوهُ حَتَّى بَايَعَ. استشهاده التَقَى القَوْمُ يَوْمَ الجَمَلِ، فَقَامَ كَعْبُ بنُ سُورٍ مَعَهُ المُصْحَفُ، فَنَشَرَهُ بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ، وَنَاشَدَهُمُ اللهَ وَالإِسْلاَمَ فِي دِمَائِهِمْ، فَمَا زَالَ حَتَّى قُتِلَ. وَكَانَ طَلْحَةُ مِنْ أَوَّلِ قَتِيْلٍ. وَذَهَبَ الزُّبَيْرُ لِيَلْحَقَ بِبَنِيْهِ، فَقُتِلَ. عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءَ، قَالَ: رَأَيْتُ طَلْحَةَ عَلَى دَابَّتِهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَيُّهَا النَّاسُ أَنْصِتُوا، فَجَعَلُوا يَرْكَبُوْنَهُ وَلاَ يُنْصِتُونَ. فَقَالَ: أُفٍّ! فَرَاشُ النَّارِ، وَذُبابُ طَمَعٍ. عَنْ حَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ: إِنَّا دَاهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ، فَلاَ نَجِدُ اليَوْمَ أَمْثَلَ مِنْ أَنْ نَبْذُلَ دِمَاءنَا فِيْهِ، اللَّهُمَّ خُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي اليَوْمَ حَتَّى تَرْضَى. عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ بنَ الحَكَمِ حِيْنَ رَمَى طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ، فَوَقَعَ فِي رُكْبَتِهِ، فَمَا زَالَ يَنْسَحُّ حَتَّى مَاتَ. رَأَى عَلِيٌّ طَلْحَةَ فِي وَادٍ مُلْقَى، فَنَزَلَ، فَمَسَحَ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: عَزِيْزٌ عَلَيَّ أَبَا مُحَمَّدٍ بِأَنْ أَرَاكَ مُجَدَّلاً فِي الأَوْدِيَةِ تَحْتَ نُجُومِ السَّمَاءِ، إِلَى اللهِ أَشْكُو عُجَرِي وَبُجَرِي. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: مَعْنَاهُ: سَرَائِرِي وَأَحْزَانِي الَّتِي تَمُوجُ فِي جَوْفِي. و فعلاً من عدّ و حصى رجال المؤنين سوف يتعب و لن يصل الى رقمهم فصدق قول الله عليهم فهم رجال المحن ....... و اشداء الغزوات.......و احباء الله و رسوله اتنمى ان ينال موضوعى استحسانكم عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة USERNAMO ; 06-09-2008 الساعة 06:42 AM
|
06-09-2008, 06:39 AM | #5 | ||||||||||
|
مراجعى : المصحف الكريم كتاب رجال فى حياة الرسول موقع طريق الاسلام مسلسل بابا !!! من المؤمنين رجال قصة الدين للصف الثانى الاعدادى (اسامه بن زيد) مع تحياتى : امجد محمد |
||||||||||
|
07-09-2008, 03:37 AM | #6 | ||||||||||
|
انا رديت عشان ارجع الموضوع و عشان الناس تشوف المجهود اللى راح على الفاضى |
||||||||||
|
07-09-2008, 03:40 AM | #7 | ||||||||||
|
بجد موضوع جامد أوى يا عمدة وخلاص اللى حصل حصل الموضوع انتهى |
||||||||||
|
07-09-2008, 04:57 AM | #8 | ||||||||||
|
الف الف شكر على الموضوع الكثر من رائع ومجهودك مرحش على الفاضي ولا حاجة لسة الموضوع في الحفظ والصون ومنور المنتدى اهو بجد تسلم ايدك على مجهودك الاكثر من رائع وجزاكم الله كل خير |
||||||||||
|
07-09-2008, 05:16 AM | #9 | ||||||||||
|
ربنا يباركلك |
||||||||||
|
07-09-2008, 07:07 PM | #10 | ||||||||||
|
شكراً لمروركم اللى شرفنى و الله ده |
||||||||||
|
07-09-2008, 07:10 PM | #11 | ||||||||||
|
مشكوررررررررررررر يا موجه |
||||||||||
|
07-09-2008, 07:33 PM | #12 | ||||||||||
|
شكرا يا أمجد على الموضوع الجميل و مش انت لوحدك اللى مجهوده ضاع على الفاضى كلنا والله |
||||||||||
|
07-09-2008, 07:41 PM | #13 | ||||||||||
|
تسلم ايدك فعلا علي الموضوع الرائع يا امجد الموضوع طويييل طويييل وشديد شديد هههههههه فعلا موضوع هايل وربنا يبارك فيك |
||||||||||
|
07-09-2008, 07:44 PM | #14 | ||||||||||
|
الله عليك يا باشا والله انتا مكلف المضوع ومظبته ربنا يباركلك |
||||||||||
|
07-09-2008, 07:46 PM | #15 | ||||||||||
|
شكرا على الموضووع بس برضو انا موضوعى احسن :p:d |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
ديسكو [رجال ولا غيرو من الرجالة ].. لول << مش اصدي انه رجال بجد .. خش وافهم :) | Mr.KeeF | قسم المواضيع المكررة و المخالفة | 7 | 10-09-2010 10:59 PM |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .رجاء الدخول من كل اخ وحبيب في الاسلام | هيثوم | قسم المواضيع المكررة و المخالفة | 21 | 10-05-2009 12:36 PM |
رجاء المساعده فى 2سؤال رجاء دخول المشرفون والمحترفون | ahmedlovlepop | الـقـسـم الـتـعـلـيـمـى | 2 | 08-07-2008 11:49 PM |
رجاء هام من المشرفين والمسؤلين^_^رجاء د*** Amr Mando | vendetta_v25 | أخـبـار سـيـلك رود أون لايـن | 2 | 10-05-2008 07:39 PM |
رجاء الأنتبااااااه رجاء مهم جدا | _MeMe_ | Ceres | 6 | 20-04-2008 01:56 AM |