|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-04-2012, 08:23 PM | #1 | ||||||||||
|
(20) قصة من قصص الظالمين من كلام الحافظ بن كثير المقدمة الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ وبعد : قال تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَإِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } [إبراهيم :42 ] . وهذه مجموعة من قصص الظالمين نذكرها لما فيها من العبر والمواعظ ، قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [ يوسف :111 ] . ونسأل الله الكريم أن ينفعنا بها والمسلمين وأن يجعلنا من الصالحين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . إبليس اللعين لماأراد الله خلق آدم ليكون في الأرض وذريته من بعده ، وصور جثته ،جعل إبليسوهو رئيس الجان وأكثرهم عبادة إذ ذاك وكان اسمه عزازيل يطيف به ، فلما رآهأجوف عرف أنه خلق لا يتمالك . وقال أما لئن سلطت عليه لأهلكنك ولئن سلطتعلي لأعصينك فلما أن نفخ الله في آدم من روحه وأمر الملائكة بالسجود لهدخل إبليس منه حسد عظيم وامتنع عن السجود له . وقالأنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من ظين ، فخالف الأمر واعترض على الربجل وعلا وأخطأ في قوله وابتعد من رحمه ربه وأنزل من مرتبته التي كان قدنالها بعبادته ، وكان قد تشبه بالملائكة ، ولم يكن من جنسهم لأنه مخلوق مننار وهم من نور ، فخانه طبعه في أحوج ما كان إليه ورجع إلى أصله الناري { فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ـ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } .الآية30 /31 من سورة الحجر فأهبطإبليس من الملأ الأعلى ، وحرم عليه قدرًا أن يسكنه فنزل إلى الأرض حقيرًاذليلاً مذمومًا مدحورًا متوعدًا بالنار هو ومن اتبعه من الجن والإنس ، إلاأنه مع ذلك جاهد كل الجهد على إضلال بني آدم بكل طريق وبكل مرصد كما قال :{ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِإِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَجَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَمِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَوَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَايَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَعَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا } [ الإسراء 62 :65 ] . قابيل أول من سن القتل لما تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل من قابيل لما يعلمالله من سوء نيته ، دفعه الحقد إلى قتل أخيه فقتله فلم يدر كيف يفعل فيجثة أخية . فقد كانت هذه أول جريمة من نوعها تقع على الأرض ، فلما بعث الله الغراب ،تعلم منه وفعل كفعله ثم ندم على ما كان منه حيث لا ينفع الندم ، فخاب وخسركما قال الله تعالى : { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِين} . الآية 30 من سورة المائدة بل إنه يشارك كل قاتل في وزره إلى يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ؛ لأنه أول من سن القتل " [ البخاري (6867) ، مسلم (1677) ] |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة ™Tea®s. king™ ; 14-04-2012 الساعة 12:31 PM
|
13-04-2012, 08:30 PM | #2 | ||||||||||
|
النمرود قال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَإِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُالْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُقَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَيَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِفَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الآية 258 من سورة البقرة يذكر تعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسهالربوبية فأبطل الخليل عليه السلام دليله وبين كثرة جهله وقلة عقله وألجمهالحجة وأوضح له طريق المحجة . ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادةالله وحده لا شريك له ، حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الصانعفحاج إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية . فلما قال الخليل : { رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ } الآية 258 من سورة البقرة . يعني أنه إذا أتى بالرجلين قد تحتم قتلهما فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر فكأنه قد أحيا هذا وأمات الأخر ، وهذا ليس بشيء. ولما كان انقطاع مناظرة هذا الملك قد تخفى على كثيرمن الناس ممن حضره وغسرهم ، ذكر دليلاً أخر بين وجود الصانع وبطلان ماادعاه النمرود وانقطاعه جهرة فقال : { فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ }الآية 258 من سورة البقرة فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه، ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت ولهذا قال : { فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } .الآية 258 من سورة البقرة وأرسل الله عليه وعلى جنوده ذبابًا منالبعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهموتركتهم عظامًا بالية ، ودخلت واحدة منها في منخر الملك فمكثت في منخرهأربعمائة سنة عذبه الله بها ، فكان يضرب رأسه بالمزارب في هذه المدة كلهاحتى أهلكه الله عز وجل بها . يُتبع إن شاء الله |
||||||||||
|
13-04-2012, 08:50 PM | #3 | ||||||||||
|
قارون كانقارون من قوم موسى – عليه السلام – وكان له من الأموال ما لا يحد ولا يوصف، ولكنه لم يقابل تلك النعمة بالشكر لمنعمها بل بغى وتكبر وسعى في الأرضفسادًا ، ولما نصحه العقلاء من قومه ووعظوه بألا يفخر على غيره ، وليكنهمه الأخرة ، مع ما أحله الله له في الدنيا من الحلال الطيب ، ما كانجوابه إلا أن قال : { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } الآية 78 من سورة القصص أي : أن الله آتني هذا النعيم لأنني استحقه ، فلما خرج على قومه في زينتهتمنى ضعاف الإيمان لو أن لهم مثل ما له ، أما المؤمنون فبينوا لهم أنالخير في ثواب الله في الأخرة ، فخسف الله به وبداره الأرض وهو قول اللهتعالى : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ }الآية 81 من سورة القصص فلما رأى الذين تمنوا مكانه ما حلّ بقارون ندموا وقالوا : { لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } الآية 82 من سورة القصص السامري قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْرَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِيالْمُفْتَرِينَ }الآية 152 من سورة الأعراف لما ذهب موسى – عليه السلام – لميقات ربه ، عمدرجل من قومه يقال له : السامري . فجمع ما كان مع قوه من الحلي صنع بهاعجلاً قال لهم : هذا إلهكم . فعبدوه ، ولما رجع موسى إليهم غضبان ؛ أقبل على السامري يسأله عما كان منأمره فقال له أنه لما صنع العجل ألقى قبضة من التربة كان قد أخذها من أثرجبريل فخار العجل كأنه حي ، فدعا عليه موسى بأن لا يمسه أحد جزاء لسه مالم يكن له مسه فضلاً عما ينتظره في الآخرة . أما الذين اتبعوه في عبادة العجل فأمر الله موسى أن يأمرهم أن يقتلوا أنفسهم . أبو لهب كان أبو لهب وامرأته أم جميل من أشد الناس إيذاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولما أنزل الله : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الآية 214 من سورة الشعراء أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى : "يا صباحاه " ! فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه وبين رجل يبعث رسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بني عبد المطلب ، يابني فهر ، يا بني كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ قالوا : نعم ! قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب - لعنه الله - تبًا لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا ؟ وأنزل الله عز وجلّ : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } .الآية 1 من سورة المسد وقال رجل يُقال له : ربيعة بن عباد - وكان جاهليًا فأسلم - قال : رأيترسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : " يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا "والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنهصابيء كاذب ، يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب . ولما علم بهزيمة المشركين في بدر - وكان قد أرسل رجلاً مكانه - أصابه الذلوما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته ، ولقد تركه ابناه بعدموته ثلاثًا فما دفناه حتى أنتن ثم حملوه إلى أعلى مكة فأسندوه إلى جدار ،ثم رضموا عليه بالأحجار . موت فرعون الطاغية و كيف ننسا الطاغية الكبير الفرعون الذي ذكره الله في كتابه في عدة مواضع , قال سبحانه : (وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) [ النازعات : 23 - 26 ] و قال تعالى:( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) [ الشعراء : 29 ] . و قال تعالى : ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) [ الشعراء : 29 ] . هذا نموذج واضح لظلم الإنسان لنفسه و لغيره. و الحمد لله رب العالمين. يُتبع |
||||||||||
|
13-04-2012, 09:24 PM | #4 | ||||||||||
|
أبو جهل فرعون هذه الأمة كانأبو جهل من أشد الكفار إيذاءً للمسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم ، فحلفيومًا لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة ليطأن عنقه برجله، فلما أصبح أبو جهل – لعنه الله – أخذ حجرًا ثم جلس لرسول الله صلى اللهعليه وسلم ينتظره ، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو ،وجعل الكعبة بينه وبين الشام . فقاميصلي وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ، فلما سجدرسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر ، ثم أقبل نحوه حتى إذادنا منه رجع منبهتًا ممتقعًا لونه مرعوبًا قد يبست يداه على حجره ، حتىقذف الحجر من يده ، وقام إليه رجال من قريش . فقالوا له : ما بك يا أباالحكم ؟ فقال : قمت إليه لأفعل ما قلت لكمالبارحة ، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل والله ما رأيت مثلهامته ، ولا قصرته ، ولا أنيابه لفحل قط فهمَّ أن يأكلني . وهو ممن دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فكانت نهايته يوم بدر على يد معاذ ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن مسعود . قال ابن مسعود : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقلت : قد قتلت أبا جهل فقال : " الله الذي لا إله إلا هو ؟ " فقلت : الله الذي لا إله إلا هو مرتين – أو ثلاثًا – قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده " . ثم قال : " انطلق فأرنيه " . فانطلقت فأريته فقال : " هذا فرعون هذه الأمة " . عقبة بن أبي معيط ورءوس الكفر قال عروة بن الزبير : سألت ابنالعاص فقلت : أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله ؟ قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة ، إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقًا شديدًا ، فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " . وقال عبد الله : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على قريش غير يوم واحد ، فإنه كان يصليورهط من قريش جلوس ،وسلا جزور قريب منه ، فقالوا : من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره؟ فقال عقبة بن أبي معيط : أنا . فأخذه فألقاه على ظهره ،فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة فأخذته عن ظهره . فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : " اللهم عليك بهذا الملأ من قريش ،اللهم عليك بعتبة بن ربيعة ، اللهم عليك بشيبة بن ربيعة ، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام ، اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط ، اللهم عليك بأبي بن خلف –أو أمية بن خلف " شك من الراوي ، قال عبد الله : فقد رأيتهم قتلوايوم بدر جميعًا ، ثم سحبوا إلى القليب غير أبي – أو أمية بن خلف – فإنه كان رجلاً ضخمًا فتقطع . الوليد بن المغيرة اجتمعالوليد بن المغيرة ونفر من قريش وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم فقال :إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فإجمعوا فيهرأيًا واحدًا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضًا ، فقيل : يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأيًا نقوم به فقال : بل أنتم فقولوا وأنا أسمع . فقالوا : نقول كاهن ؟ فقال : ما هو بكاهن رأيت الكهان . فما هو بزمزمة الكهان . فقالوا : نقول مجنون ؟ فقال : ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . فقالوا : نقول شاعر ؟ فقال : ما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر . قالوا : فنقول ساحر ؟ قال : ما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا بعقده . قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : واللهإن لقوله لحلاوة وإن أصله لمغدق ، وإن فرعه لجنى فما أنتم بقائلين من هذاشيئًا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا هذا ساحر ، فتقولواهو ساحر يفرق بين المرء ودينه وبين المرء وأبيه ، وبين المرء وزوجته ،وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك . فجعلوا يجلسون للناس حتى قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره وأنزل الله في الوليد : " ذَرْنِيوَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا وَبَنِينَشُهُودًا وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّاإِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا " سورة المدثر. وفي أولئك النفر " الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " سورة الحجر عبد الله بن أبي بن سلول كانرأس المنافقين ورئيس الخزرج والأوس أيضًا ، وكانوا قد اجتمعوا على أنيملكوه عليهم في الجاهلية ، فلما هداهم الله للإسلام قَبل ذلك ، شرقاللعين بريقه وغاظه ذلك جدًا ، وهو الذي قال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقيل : أن ابنه عبد الله رضي الله عنه وقف لأبيه عبد الله ابن أبي بن سلول عند مضيق المدينة ، فقال : قف فوالله لا تدخلها حتى يأذن رسول الله في ذلك ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنه في ذلك ، فأذن له ، فأرسله حتى دخل المدينة . وقدنزلت فيه آيات كثيرة جدًا ، ولما كان يوم أحد خرج النبي صلى الله عليهوسلم في ألف من المسلمين فرجع عنه عبد الله بن أبي بن سلول في ثلاثمائةفبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة . ولماتوفى جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله أن يعطيه قميصهليكفنه فيه فأعطاه ، ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليهوسلم يصلي عليه ، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإخذ بثوبه فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تصلي عليه وقد نهاك الله عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ربي خيرني فقال : " اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ" (1) وسأزيد عن السبعين ". الآية 80 من سورة التوبة فقال : إنه منافق أتصلي عليه ؟ فأنزل الله عز وجل : " وَلَاتُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِإِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ " الآية 84 من سورة التوبة مسيلمة الكذاب قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده اتبعته ،وقدم في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهثابت بن قيس شماس ، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد حتىوقف على مسليمة في أصحابه . فقال له : "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ، ولن تعدو أمر الله فيك ، ولئن أدبرتليعقرنك الله ، وإني لأراك الذي رأيت فيه ما أريت ، وهذا ثابت يجيبك عني " ثم انصرف عنه . قالابن عباس : فسألت عن ثول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك الذي رأيت فيهما رأيت ، فأخبرني أبو هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "بينماأنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما ، فأوحي إلي في المنامأن أنفخهما ، فنخفتهما فطارا ، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي ، أحدهماالأسود والعنسي والآخر مسيلمة " . ولماتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتد ناس كثير فحاربهم الصديق رضي الله عنه، يقول وحشي : فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجتمعهم ، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة ، فلما التقى الناس رأيت مسيلمةقائمًا وبيده السيف ، وما أعرفه فتهيأت له وتهيأ له رجل من الأنصار منالناحية الأخرى ، كلانا يريده فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليهفوقعت فيه ، وشد عليه الأنصاري بالسيف فربك أعلم أيانا قتله ، فإن كنتقتلته فقد قتل . الأسود العنسي المتنبئ الكذاب خرج من بلد يُقال لها : كهف حنان – في سبعمائة مقاتل ، وكتب إلى عمال النبي صلى الله عليه وسلم : "أيها المتمردون علينا ، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ،ووفروا ما جمعتم ، فنحن أولى به ، وأنتم على ما أنتم عليه" . واستوثقت اليمن بكاملها للأسود العنسي ، وجعل أمره يستطير استطارة الشرارة واشتد ملكه ، واستغلظ أمره وارتد خلق من أهل اليمن . تزوجبامرأة شهر بن باذام وهي ابنه عم فيروز الديلمي اسمها زاذ ، وكانت حسناءجميلة ، وهي مع ذلك مؤمنة بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنالصالحات . وبعثرسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب ، حين بلغه خبر الأسود العنسي يأمرالمسلمين الذين هناك بمقاتلته ومصاولته ، وقام معاذ بن جبل بهذا الكتابأتم القيام . فلما جاءهم كتاب رسول الله صلىالله عليه وسلم يحثهم على مصاولة الأسود العنسي ، كتبوا إلى المسلمينبالبلد أن لا يحدثوا شيئًا حتى نبرم الأمر ، فاجتمع رأيهم على أن اتفقوامع امرأته على قتله فلما كان الليل نقبوا عليه البيت فدخلوا فيه فتقدمإليه فيروز الديلمي والأسود نائم على فراش من حرير ، قد غرق رأسه في جسدهوهو سكران يغط ، والمرأة جالسة عنده ، فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل فأخذرأسه فدق عنقه ووضع ركبتيه في ظهره حتى قتله فاحتز الآخر رقبته ، فخاركأشد خوار ثور سُمع قط ، فابتدر الحرس إلى المقصورة ، فقالوا : ما هذا ماهذا ؟ فقالتالمرأة : النبي يوحى إليه ، فرجعوا ، فلما كان الصباح قام أحدهم ، فنادىبالأذان : أشهد أن محمدًا رسول الله ، وأن عبهلة كذاب ، وألقى إليهم رأسهفانهزم أصحابه وتبعهم الناس يأخذونهم ويرصدونهم في كل طريق يأسرونهم وظهرالإسلام وأهله ، ولله الحمد. كعب بن الأشرف قال موسى بن عقبة:وكان كعب بن الأشرف أحد بني النضير أو فيهم، قد أذى رسول الله بالهجاءوركب إلى قريش فاستغواهم، وقال له أبو سفيان وهو بمكة: أناشدك أديننا أحبإلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ وأينا أهدى في رأيك وأقرب إلى الحق؟ إنانطعم الجزور الكوماء، ونسقي اللبن على الماء، ونطعم ما هبت الشمال. فقال له كعب بن الأشرف: أنتم أهدى منهم سبيلا. قال: فأنزل الله على رسوله : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبا مِنَ الْكِتَابِيُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواهَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا * أُولَئِكَ الَّذِينَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرا " {النساء: 51-52} وما بعدها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله ؟ " . فقام محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله أتحب أن أقتله قال : "نعم " . قال : فأذن لي أن أقول شيئًا ، قال : "قل " .فأتاه محمد بن مسلمة فقال : إن هذا الرجل قد سألنا صدقة ، وأنه قد عنَّانا، وإني قد أتيتك أستسلفك . قال : وأيضًا والله لتملنه . قال : إنا قد اتبعناه ، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه ، وقد أردنا أن تسلفنا قال : نعم ، ارهنوني ، قلت : أي شيء تريد قال : ارهنوني نساءكم فقالوا : كيف نرهنك نساءنا ؟ وأنت أجمل العرب ؟ قال : فارهنوني أبناءكم قال : كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهنبوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكن نرهنك اللأمة – يعني السلاح – فواعده أنيأتيه ليلاً فجاءه ليلاً ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة ، فدعاهمإلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته : أين تخرج هذه الساعة ؟ وقالت : أسمع صوتًا كأنه يقطر منه الدم . قال : إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة . إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب قال : ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين فقال : إذا ما جاء فإني مائل بشعره فأشمه ، فإذارأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه ، فنزل إليه متوشحًا ، وهو ينفحمنه ريح الطيب ، فقال ما رايت كاليوم ريحًا أي الطيب . قال عندي أعطر نساءالعرب وأجمل العرب ، فقال : أتأذن لي أن أشم رأسك ؟ قال : نعم فشمه ثم أشم أصحابه ، ثم قال : أتأذنلي ؟ قال : نعم ،فلما تمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم أتوا النبي صلى اللهعليه وسلم فأخبروه . أبو لؤلؤة المجوسي كانعمر بن الخطاب يقول : اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ، وموتًا في بلدرسولك ، فاستجاب له الله هذا الدعاء وجمع له بين هذين الأمرين الشهادة فيالمدينة النبوية وهذا عزيز جدًا ، ولكن الله لطيف بما يشاء تبارك وتعالى . فاتفق له أنضربه أبو لؤلؤة فيروز المجوسي الأصل الرومي الداء وهو قائم يصلي فيالمحراب صلاة الصبح بخنجر ذي طرفين ،فضربه ثلاث ضربات وقيل ست ضرباتإحداهن تحت سرته قطعت السفاق فخر من قامته ، واستخلف عبد الرحمن بن عوفورجع العلج بخنجره لا يمر بأحد إلا ضربه حتى ضرب ثلاثة عشر رجلاً مات منهمستة ، فألقى عليه عبد الرحمن بن عوف برنسًا فانتحر نفسه لعنه الله . فلما حمل عمر إلى منزله سأل عن قتله من هو ؟ فقالوا له : هو أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة . فقال : الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الإيمان ولم يسجد لله سجدة . يُتبع إن شاء الله |
||||||||||
|
13-04-2012, 09:34 PM | #5 | ||||||||||
|
عبد الله بن سبأ قال علي رضي الله عنه لعبد الله بن سبأ : ويلك ما أفضى إلي بشيء كتمتهأحدًا من الناس ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا وإنك لأحدهم " . وكان سبب تألب الأحزاب على عثمان رضي الله عنه أن رجلاً يُقال له عبد الله بن سبأ كان يهوديًا فأظهر الإسلام وصار إلى مصر ، فأوحى إلى طائفة من الناس كلامًا اخترعه من عند نفسه ، مضمونه أنه يقول للرجل : أليس قد ثبت أن عيسى ابن مريم سيعود إلى الدنيا ؟ فيقول الرجل : نعم ! فيقول له : فرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه فما تنكر أن يعود إلى هذه الدنيا ، وهو أشرف من عيسى - عليه السلام - ، ثم يقول : وقد كان أوصى إلي علي بن أبي طالب ، فمحمد خاتم الأنبياء وعليِّ خاتم الأوصياء ، ثم يقول : فهو أحق بالإمرة من عثمان وعثمان معتد في ولايته ما ليس له . فأنكروا عليه وأظهروا الأمبر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فافتتنبه بشر كثير من أهل مصر ، وكتبوا إلى جماعات من عوام أهل الكوفة والبصرة ،فتمالئوا على ذلك وتكاتبوا فيه ، وتواعدوا أن يجتمعوا في الإنكار علىعثمان ، وأرسلوا إليه من يناظره ويذكر له ما ينقمون عليه من توليته أقرباءه وذوي رحمه وعزله كبار الصحابة . فدخل هذا في قلوب كثير من الناس ، ثم آل بهم الحال إلى أن قتلوا عثمان رضي الله عنه ظلمًا ولعن قتلته . ابن ملجم وهو أشقى الناس مع عاقر الناقة فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا بأن قاتله هو أشقى الناس . ولماتولى علي الخلافة ووقعت الفتنة ، اجتمع ابن ملجم وبعض أصحابه على قتل عليّومعاوية وعمرو بن العاص وتعاهدوا وتواثقوا أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبهحتى يقتله أو يموت دونه ، فبينما هو جالس في قوم من من بني تيم الرباب إذأقبلت امرأة منهم يُقال لها قطام ، وكانت فائقة الجمال مشهورة به ، فلمارآها ابن ملجم سلبت عقله ونسي حاجته التي جاء لها ، وخطبها إلى نفسهافاشترطت عليه أن يقتل لها علي بن أبي طالب ،فأجابها ما اشترطت . فلما خرج عليُّ إلى صلاة الغداة من يوم الجمعة جعل ينهض الناس من النومإلى الصلاة ويقول : الصلاة الصلاة عباد الله فثار إليه شبيب بالسيف فضربهفوقع في الطاق ، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمع على لحيته رضيالله عنه ، ولما ضربه ابن ملجم نادى عليّ: عليكم به . وهربوردان فأدركه رجل من حضر موت فقتله ، وذهب شبيب فنجا بنفسه وفات الناس ،ومُسِكَ ابن ملجم وقدم على جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس صلاةالفجر ، وحمل عليّ إلى منزله وحمل إليه عبد الرحمن بن ملجم فأوقف بين يديهوهو مكتوف –قبحه الله- فقال له : أي عدو الله ألم أحسن إليك ؟ قال : بلى قال : فما حملك على هذا ؟ قال : شحذته أربعين صباحًا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه فقال له علي رضي الله عنه : لا أراد إلا مقتولاً به ولا أراك إلا من شر خلق الله ، ثم قال :إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع . أبو مسلم الخراساني كان أبو مسلم فاتكًا ذا رأي وعقل وتدبير وحزم ، فسار إلى خراسان وهو ابن سبع عشرة سنة راكبًا على حمار بإكاف ، وأعطاه إبراهيم بن محمد نفقة من عنده ، فدخل خراسان وهو كذلك ثم آل به الحال حتى صارت له خراسان بأزمتها وحذافيرها ، وذكر أنه في ذهابه إليها عدا رجل من بعض الحانات فقطع ذنب حماره ، فلما تمكن أبو مسلم جعل ذلك المكان دكًا فكان بعد ذلك خرابًا . وسئل عبد الله بن المبارك عن أبي مسلم أهو خير أم الحجاج ؟ فقال : لا أقول إن أبا مسلم كان خيرًا من أحد ، ولكن كان الحجاج شرًا منه ، قد اتهمه بعضهم على الإسلام ورموه بالزندقة ، ولم أر فيما ذكروه عن أبي مسلم ما يدل على ذلك ، بل على أنه كان ممن يخاف الله من ذنوبه وقد ادعى التوبة فيما كان منه من سفك الدماء في إقامة الدولة العباسية والله أعلم بأمره. وقد كان حريصًا على طاعة أبي مسلم للسفاح واعتناءه بأمره وامتثال مراسيمه فلما صار الأمر إلى المنصور استخف به واحتقره ، ومع هذا بعثه المنصور إلى عمه عبد الله إلى الشام فكسره واستنقذ منه الشام وردها إلى حكم المنصور . ثم شمخت نفسه على المنصور وهم بقتله ففطن لذلك المنصور مع ما كان مبطنًا له من البغضة فلما تولى المنصور ما زال يماكره ويخادعه حتى قدم عليه فقتله . الوليد بن يزيد بن عبد الملك كان هذا الرجل مجاهرًا بالفواحش مصرًا عليها ، منتهكًا محارم الله عز وجل ، لا يتحاشى من معصية وربما اتهمه بعضهم بالزندقة والانحلال من الدين ، فالله أعلم ، لكن الذي يظهر أنه كان عاصيًا شاعرًا ماجنًا متعاطيًا للمعاصي ، لا يتحاشاها من أحد ، ولا يستحي من أحد قبل أن يلي الخلافة وبعد أن وليها . وقد روي أن أخاه سليمان كان من جملة من سعى في قتله ، قال : أشهد أنه كان شروبًا للخمر ماجنًا فاسقًا ولقد أرادني على نفسي الفاسق . قالوا : واصطنع الوليد قبة على قدر الكعبة ومن عزمه أن ينصب تلك القبة فوق سطح الكعبة ويجلس هو وأصحابه هنالك ، واستصحب معه الخمور وآلات الملاهي وغير ذلك من المنكرات ، فلما وصل إلى مكة هاب أن يفعل ما كان قد عزم عليه من الجلوس فوق ظهر الكعبة خوفًا من إنكار الناس عليه ، فثقل ذلك على الأمراء والرعية والجند ، وكرهوه كراهة شديدة ، واجتمعوا على حربه ، فلما رأى الناس واجتماعهم فروا من الوليد إليهم وبقي الوليد في ذل وقل من الناس ، فلجأ إلى الحصن فجاءوا إليه وأحاطوا به من كل جانب يحاصرونه فاستسلم وتسور عليه عشرة أمراء الحائط فاقبلوا عليه يضربونه على رأسه ووجهه بالسيوف حتى قتلوه ثم جروه برجله ليخرجوه ، فصاحت النسوة فتركوه واحتزوا رأسه وقد قيل : إن رأسه لم يزل معلقًا بحائط جامع دمشق الشرقي مما يلي الصحن حتى انقضت دولة بني أمية الحاكم العبيدي لما فُقد الحاكم بن المعز الفاطمي صاحب مصر ، استبشر المؤمنون والمسلمون بذلك ، وذلك لأنه كان جبارًا عنيدًا وشيطانًا مريدًا أخزاه الله . وكان كثير التلون في أفعاله وأحكامه وأقواله جائرًا ،قد كان يروم أن يدعي الألوهية كما ادعاها فرعون . كان قد أمر الرعية إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفًا إعظامًا لذكره واحترامًا لاسمه ، فعل ذلك في سائر ممالكه حتى في الحرمين الشريفين . وألزم الناس بغلق الأسواق نهارًا وفتحها ليلاً ، ثم أعاد الناس إلى أمرهم الأول وكل هذا تغيير للرسوم واختبار لطاعة العامة له ليرقى في ذلك إلى ما هو شر وأعظم منه . وقد كان يدور بنفسه في الأسواق على حمار له ،فمن وجد قد غش في معيشه أمر عبدًا أسود معه يقال له مسعود ، أن يفعل الفاحشة العظمى وهذا أمر منكر ملعون لم يسبق إليه . وكانت العامة تبغضه كثيرًا ويكتبون له الأوراق بالشتيمة البالغة له ولأسلافه في صورة قصص فأمر بحرق مصر ونهب ما فيها من الأموال والمتاع والحريم ، حتى احترق من مصر نحو ثلثها ، ونهب قريب من نصفها وسبيت نساء وبنات كثيرة وفعل معهن الفواحش والمنكرات حتى أن منهن من قتلت نفسها خوفًا من العار والفضيحة واشترى الرجال منهم من سبى لهم من النساء والحريم . فلما تعدى شره إلى الناس كلهم حتى إلى أخته ، وكان يتهمها بالفاحشة وأسمعها أغلظ الكلام فتبرمت منه وعملت على قتله بالاتفاق مع أكبر الأمراء فقتلوه على جبل المقطم وهو ينظر في النجوم – لعنه الله . تم بحمد لله |
||||||||||
|
15-04-2012, 12:50 PM | #6 | ||||||||||
|
يتشعلق فوق يومين نظراً لمجهودك واسف على التأخير ثم يُنقل للمكتبه الإسلاميه |
||||||||||
|
15-04-2012, 02:09 PM | #7 | |||||||||||
|
اقتباس:
تسلم على التثبيت |
|||||||||||
|
11-07-2012, 08:03 PM | #8 | ||||||||||
|
بـــا ـ رك الله فـيـ ـ كــ |
||||||||||
|
11-07-2012, 09:10 PM | #9 | ||||||||||
|
بارك الله فيك |
||||||||||
|
15-07-2012, 02:53 PM | #10 | ||||||||||
|
شكرا |
||||||||||
|
12-09-2012, 09:57 PM | #11 | ||||||||||
|
جزاك الله خيرا |
||||||||||
|
14-09-2012, 10:36 PM | #12 | ||||||||||
|
اللهم احسن خواتمنا يا رب العالمين جزاك الله خيراً |
||||||||||
|
16-09-2012, 11:50 AM | #13 | ||||||||||
|
الهم اضرب الظالمين بالظالمين و اخرجنا منهم سالمين |
||||||||||
|
26-10-2012, 09:20 AM | #14 | ||||||||||
|
الف الف شكر يا باشا :) |
||||||||||
|
28-11-2012, 05:29 AM | #15 | ||||||||||
|
الف الف شكر يا باشا و ربنا يبارك فيك |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
أنـت مـطـرووود ! - قـصـه عـن الـفـشـل | | - CreSpO - | | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 20 | 23-04-2013 12:53 AM |
[قـصـه] رومـانـسـيـه ! | Kemo Eagle | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 6 | 07-04-2013 12:53 AM |
قـصـه قـصـيـره أعـجـبـتـنـى | | - CreSpO - | | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 18 | 15-03-2013 03:39 AM |
| | > قـصـه حـيـاة Tom & Jerry < | | | | - CreSpO - | | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 17 | 21-02-2013 12:20 AM |
تــحــت الـتـرابـ .. واقــع أمـ حـلـمـ . { قـصـه } !! | Senior007 | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 14 | 23-01-2013 04:59 PM |