يوميات طالب

[KENZY]

وصلنا لنهاية اليوم الدراسى الأول فى مدرستنا الحبيبة ( وحياة امى ما أنت نافع الابتدائية المشتركة) وطبعا كلنا مرح وسعادة وسرور لما نتلقاه من مواد علمية شيقة جعلتنا نغنى والدحرج واجرى يا رمان ... وتعالى هربنى يا رمان ... دة انا جالى الضغط يارمان ... وكمان السكر يا رمان ...

الحصة السابعة بتاعة الأستاذ ( الباز أفندى ) بقالها كدة بتاع 53 دقيقة - طبعا انتم عارفين ان انا قد ايه دقيق شوية فى الارقام – الملل يقتل زملائى ... والوجوة يعلوها النعاس ... والذباب وجد طريقه لوليمة شهية على افواة التلاميذ ... كم كان منظرنا يهيئ لمن يلقى بنظره الينا اننا من مجاعة الصومال ...

أهمس فى ضيق قاتل لصديقى الجالس الى جوارى :

( هو الجرس الرذل دة اتاخر كدة ليه ؟؟؟ ولا هما تاهو عنه ومش لقيينه ؟؟؟ اقولك تلاقى عم زنكلونى قدم استقالته واخد الجرس معاه )
يحبس حماده زعزع ضحكته بصعوبة ويحاول أن ينظر الى الناحية الأخرى حتى لا يضحك ..
اما الاستاذ ( الباز افندى) ذو النبرة الغليظة الممطوطة فقد ركز بصره ناحيتنا وتوقف عن الكلام لحظة .... حينها حبسنا انفاسنا انا والواد حمادة زعزع وكان ورانا الزميلة المبجلة ( نهى عضمة ) حتى عاود الكلام ثانية عن عصر الملك أمنمحات ورجع حديثه البطئ الممطوط يملأ الهواء حولنا برائحة النوم !!
أخذت أسرح كعادتى فى أآ شئ وانا اطيح بقلمى تارة يمينا وتارة يسارا وبين الحين والاخر ادسه فى فمى واخرجه .. ولا ادرى ماذا اسوى .... تخيلت لو أنى كنت أعيش فى عصر الملك أمنمحات هذا .... بالتأكيد لم أكن ساجد صعوبة فى حفظ أسماء هؤلاء الذين يملأون صفحات كتاب الدراسات المقدس ... ثم تخيلت ماذا يا ترى كان يكون اسمى هناك : هل سيكون اسمى رع ؟ !! لا لا ... اكيد رع هذا كان ينتشر فى الصعيد مثلا …..
بتاح ؟!! .. بتاح ايه ده بس .... مش مهم الاسم .... لكن ترى لو كنت اعيش هناك كيف كنت ساقضى الليل بطوله ؟! لا تليفزيون ولا نت ولا موبيل ولا غيره وإذا مت كانوا سيضعون هرما بأكلمه فوق صدرى .... يا نهار ازرق ... لا ياعم الحمد لله أن انا هنا .. دة الواحد بيقعد فى البيت بالفانلة حمالات ويقولك انا شايل تلاتة كيلو الا ربع هدوم على جسمى ... لا لا لا !!
المهم دخل بى خيالى المشاغب بمناسبة ذكر الموت فى اتجاه آخرتماما ... قلت فى نفسى :

أيه اللى هيحصل بجد لو عم زنكلونى مات ... هذا البواب الداهية ... الذى لا يجرؤ أحد أن يمس الجرس فى وجوده او فى غيابه ... يا ليلة غبرة هل هنفضل ندرس ونتعذب إلى الأبد .... ارتعبت من الفكرة فدعوت الله ان يحفظ لنا عم زنكلونى بالرغم من غلاسته و سماجته اللى بتتوزن بالكيلو .. ..

يستمر الباز أفندى فى تقطيعه لفروة الملك امنمحات والملكة حشكيتسوس أو فى رواية أخرى (حشرب عرق سوس ) ... بس بصحيح فروة ايه ... دول كانوا طول النهار ستربيت مفيش على جسمهم غير بتاع تلات حبال .. وقصرية زرع على دماغهم والموضوع كان سليطى مليطى خالص ...
ربنا يقطعك يا أمنمحات انت وامنحتب فى يوم واحد .. هنخلص امتى من الهم دة ؟

قالتها البت منى حوادث ( حاكم البت دى كل يوم تيجى المدرسة بعشر غرز فى وشها ... بشلة تحت حاجبها ... مطوة فى جنبها ... حد يجبطها نص كدة يبلعها لسانها بالاذن الوسطى ... وهكذا ... )

وفجأة صاحت بصوت بصوت ضعيف هامس : عم زنكلونى رجع بعد الغربة الطويلة ....
التفت بتلقائية ناحية النافذة لكن زاوية الرؤية لم تسمح لى سوى برؤية جزء بسيط من فناء المدرسة لم يكن به شئ وقتها !! وفجأة ظهر عم زنكلونى على الساحة يسير كعادته متأنيا متمهلا كأنه طاووس وهو يتجه ناحية الجرس القديم البالى ..
رفع حمادة زعزع يده للسماء قائلاً : ( ربنا يديك طولة العمر يا زنكلونى لغاية ما تضرب الجرس !! .. )

ردت نهى عطمة ومنى حوادث فى نفس واحد : آاااامين يااارب !! ... ياللا بقى يا زنكلونى شد حيلك وخلصنا بقى .. انقذنا ما يحوجك ربنا ...
كان الصف الذى بجوار النافذة كله يتابع حركات محرر الطلبة عم زنكلونى العظيم .. بينما يتابع الطلاب الذين لا يجاورون النافذة فى قلق وترقب ردود الفعل على وجوههنا ليعلموا كيف تسير الأمور بالخارج ..
يوووووه قالها الواد (على كاوتشة ) ... يا أخوانا حد يشوف الراجل دة .. انا أعصابى ادمرت .. انا جالى تبول لا ارادى من كتر القعدة .. انا قربت الزق فى التختة ...

قلت له مسرعاُ : اصبر يا كاوتشة ان الله مع الصابرين .. وان مع العسر يسرا .. واكيد بعد الضيق فرج .. المهم بس انت ادعى لزنكلونى ربنا يقويه ويبلغه الجرس ويقدره على رن مخلصنا من الهم والغم والضيق .... قولوا امين ...

عدت بنظرى ثانية ولكن لم تساعدنى زاوية الرؤية على رؤية محرر الطلبة زنكلونى العظيم ففى تلك اللحظة .. سألت الواد معتز قنزحة : ولا يا قنزحة هى ابو الزناكل راح فين ؟؟؟

لكنى لم اسمع صوت قنزحة فقد هالنى منظر الباز افندى وهو يضع يديه المخشبتين على كتفى ويتشبث فى ملابسى ثم يرفعنى الى اعلى حتى كادت راسى تصل لسقف الفصل فصحت بصوت عالى اسمع كل زملائى : يا اما ....... يا لهوى الباز افندى .. قصدى الاستاذ -------

رد عليا بصوت غليظ سبب لى التهاب مزمن فى الاذن الداخلية : ايوة الاستاذ ------ يا فاشل يا بن ال ( شتيمة ) زى الراجل بتاع ميلودى افلام .

ثم هبدنى فى الارض باقصى ما اوتى من قوة .. فاتزنت ووقفت مستقيما واذا بى ارى فناء المدرسة كاملاً وريت القائد الباسل زنكلونى يقف مع حضرة الناظر ...وسرحت ثانية فى عالم الاحلام ... لحظة الحكم علينا بالبراءة من هذا السجن الممل .. وتخيلت اصحابى الفشلة ..زملائى فى قهوة سيد عفانة وهم ينتظرونى خارج بوابة المدرسة بالزينات والاعلام ... اتخيل كم سيكون المشهد رائعا لحظة نطق القاضى وهو الجرس ببرائتى من تهمة انى طالب سبق الاصرار والترصد ... سوف اخرج ملوحا بيدى للجماهير المحتشدة اما بوابة المدرسة ... صائحا باعلى صوتى ... يا اخوانا انا اتظلمت ... بس الحمد لله ربنا رجع لى حقى ... ظللت احلم واحلم .. عسى ان يصبح حلم الجرس حقيقة ... ولكن كانت الفاجعة الكبرى فقد عدت من عالم الخيال والاحلام الى الواقع المؤلم عودة مريرة على سوال الباز افندى لى :

- أنت ما جاوبتش على سوالى ليه ؟؟؟

- نعم يا أستاذ ........ .

- اتفضل جاوب على سوالى .

- سوال ايه يا استاذ .. وبعدين حضرتك سالته امتى .. ثم قلت فى نفسى ( ربنا ياخدك يا زنكلونى انت وحضرة الناظر فى يوم واحد .... انتم السبب فى الورطة اللى انا فيها دلوقتى ... انا اتسبت من الباز افندى القزعة السبر ونص دة .. اضرب الجرس تتضرب فى معاميعك ... وبعدين ارجع كمل كلامك مع الناظر زى ما انت عاوز )



استدركت نفسى بسرعة وقلت للباز افندى : انا اسف يا استاذ ممكن تعيد السوال تانى من فضلك ؟

رد عليا الباز افندى قائلاً : ( وسيادتك كنت فين وانا بأسألك السو..............)

ولكنى لم اسمع باقى كلامه اذ وقعت عيناى على زنكلونى ولمحته يتجه ثانية ناحية الجرس ..

أخيرا يا زنكلونى هاتحررنا ... بس طيب انا هاعمل ايه فى المارد القصير اللى واقف قدامى دة .. ..

كان الحل الوحيد انى اتبع طريقة المنتخب المصرى الشهيرة فى اضاعة هذه اللحظات سأمرر الكرة إليه ثانية على طريقة بشير التابعى وعبد الظاهر السقا.. واقوله باسيلى يا كينج وانا اشوط ...

فقلت : ايوة يا أستاذ انا حضرتك سمعت السؤال بس مش فاهم المقصود به تحديدا ... ( حلو كدة .. اهو دلوقتى الكرة فى ملعب الباز أفندى تانى )

رد الباز افندى فى انفعال وغضب شديدين : ما هى اسباب هزيمة المصريين فى حروبهم ضد الهكسوس ؟ مما ادى لاحتلال الهكسوس لمصر ؟

قلت فى نفسى الله يحرق الهكسوس بجاز ... طيب انا مالى ومال حروبهم مع المصريين .. هو انا كنت عضو فى مجلس الأمن .. ولا رئيس منظمة دول اللى كل واحد ملهوش دعوة بالتانى .. انا خايف الباز افندى يقولى ( واين كنت موجود يا بيدو يا فاشل اثناء اندلاع حرب التحرير التى قادها احمس ضد الهكسوس ؟؟؟

نظرت الى زنكلونى وهو يمشى مشيته المملة التى تنم عن غباء قاتل الى طوق النجاة

( يا بختك يا زنكلونى مش شايل هم امنمحات ولا سنوسرت ولا هم اى حاجة فى العالم ... أعطنى حريتى يا زنكلونى اطلق يدى .. الله يستر عرضك يا شيخ اضرب الجرس بقى !!

زنكلونى يمسك بالجرس لكنه لا يضربه .. يتركه ثانية ثم يرفع يده لينظر فى ساعته فى برود !!
بالتأكيد هو يعلم أن العيون والقلوب معلقة به الآن فليتفنن هو الآخر فى تعذيبنا على طريقته !!
- نعم يا أستاذ كنت أقصد .... اقصد ان ال.... ال ....

وفجأة يدوى صوت الجرس فانطلقت الآهات من الحناجر بل إننى سمعت بعض الفصول المجاورة تكبر بشكل هستيرى ..الله اكبر فوق كيد المعتدى .... وهتافات اخرى : أحلف بسماها وبترابها ... حينها شعرت اننا قد انتصرنا بالفعل .....جمع الباز افندى متعلقاته واختفيت انا وسط الزحام لاخرج مستقبلا اصحابى الذين جاءوا من كل حدب وصوب ليحتفلوا معى بصدور قرار العفو المدرسى عنى ... وفى وسط تلك الافكارلا أكاد أصدق اننى نجوت وأن أول أيام الدراسة قد مضى أخيرا على خير !!...

شكرا ... مع تحيات

[SAYTARA]

جامد فحت كول دة حصل فى اويل يوم رنة يعينك وى تكمل
ههههههههههههههههههه