|დ| موضوع شامل عن السلوك الاجتماعى |დ|

[™~BlackSpeeR~™]

الحمد لله رآفع الدرجآت لمن أنخفض لجلاله ،
وفآتح البركات لمن انتصب لشكر أفضآله ،
والصلاة علي من مدت عليه الفصآحة روآقهآ ،
وشدت به البلاغة نطآقهآ ،
المبعوث بالآيآت البآهرة والحجج ،
المنزل عليه قرآن عربي غير ذي عوج ،
وعلي آله الهآدين ،
وأصحآبه الذين شآدوا الدين ،
وشــرف وكـرم و بعد :

ندخل فى الموضوع

/\

/\

/\

المجـتمع الانسـآني مســرح حـآفل بألـوآن شتي من الأخـلاق ، وأنـمآط متبـآينه من السـلوك ،

ففــريق من النــآس تتجـآوب أهـوآؤهـم ، وتتقـآرب ميـولهـم ، ويـلائـمون بيـن مطـآلبهم وأوضـآع المجتمع

يسـبحون في تيـآر ، ويتخـذون من نهجـه إمـآمـاً ، وهـم جـمهـرته ، والعـآملون فيه نمـوه وبقـآئـه .

وفـريق منهـم يرون أدوآء المجـتمع ، ويلمـسون مـوآطن الضعـف فيه ، فيـألمـون له ، ويشـفقون عـليه ، ويطبون له فـهم الهـدآة وحـملة المشـآعل ،ينيـرون له السبيل ، ويرسـمون المثّـل ، ويتخـذون بيـده في مـدآرك الرُقـيّ ، وهـم المصـلحون .

وفـريق قد أهـمتهـم أنفسهـم ، فهـم حـرآص عـلي إرضـآئهـآ ، وإروآء رغبتهـآ ، لا يبـآلون بالمجتمـع ولا يحـفلون به ، بل ينقـمون عـليه ، ويحـآربونه سـراً وجهـراً ، فيشـقي بهم ، ويشـقون به .

وإنمـآ اخـتلف سـلوك النـآس في المجـتمع بإخـتلاف عـآملين عـظيمين ، يـؤثـرآن في أنفسهـم هـمآ :

الورآثـه والبيئـه

فالنـآس جـميعـاً يرثـون أستعـدآداً فطـرياً للســلوك لا يكـآد يخـتلف فيهـم إلا قليلا ،

إنهـآ الغـرآئز يـزود بهـآ كل إمـرئ عـلي وجه البسيـطه ،

لـكن هـذه الطـآقه الحـيويه المورثـه ، قـد تتجـه إلي الخـير ، وقـد تتجـه إلي الشـر

هـذه الغـرآئز في حـآلتهـآ الفطـريه عند الإنسـآن تشبه الغـرآئز في الحـيوآن ، ولولا تربية الإنسآن وتجـآربه ، لكـآن كالحـيوآن في تصـرفه ،

ولكـآن أُسـلوبه فطـرياً كأسـلوب الحـيوآن في اسـتجـآبته لدوآفع الغـرآئز ،

لـكن الإسـلوب الفطـري لإشبآع الغـرآئز قد يلقي في المجـتمع مقـآومه ومعـآرضه ، فيضطـر إلي تعـديل أسـلوبه الغـريزي شـيئاً فشيـئاً

فيعـلو به حينـآ ، ويستبـدل به أحيـآناً ، وكلـمآ نـمآ تقـدم في سبيـل التعديل حتي يصير سـلوكه إجتمـآعياً

ويحـدث ذلك أطـوآراً يـلي بعضـهآ بعضـاً ، فـلا يصـل طفـرة إلي السلوك المقبول في المجتمع ،،

وهـو مـآ نسميه سـلوكاً إجنمآعـياً ،

بل يمـر بمرآحل مخـتبفه من السلوك ، تمثل حيـآة الجنس البشـري في تـآريخه الطويل ، ومـرآحل نمـوه من الحيآة الفطـريه البـدآئيه في الغـآبة إلي حيآة متحضـره في المديـنه .

وهـو يسـلك في مبدأ حيآته مسـلكاً تحكمه اللذه والألـم ، فمـآ شعـر فيه بسـرور أتـآه ، ومـآ أحس فيه ألـماً تجـنبه ،

إن له في هـذآ الطـور من حـوآسه هـآدياً ودليـلاً فيتجـنب النـآر لأنهـآ تؤلمه ، ويخـطف الحـلوي لأنهـآ تمتعه .

ثـم يعـلو درجـه في سـلم النمو ،

فيـدرك الثـوآب والعقآب ، ويفهم الأمـر ويعـرف النهـيّ ، ويصـدع بمآ يؤمـر به ممـآ ينبغي ،

وينتهـي عـمآ لا ينبغي في رأي الآبـآء والمـربين ،

فهـو في هـذآ الطـور خـآضع في سـلوكه لسـلطآن المشـرفين عـليه ويتطـور معني الثـوآب والعقآب في نفسه ،

فيـري الثوآب في الثنـآء والمدح ، ويري العقـآب في الذم واللـوم

يـؤثر المتعه الكبيره الآجله عـلي اللذه الصغيـره العـآجله ، ويخشي سخـط المجـتمع ، ويحـرص عـلي رضـآه ، فيـستوحي أوضـآعه ومثله المرسـوم

وهـكذا تكون الأخـلاق ، فأسـآس السـلوك الخـلقي الغـرآئز المعـدله ، والعآدآت الصـآلحه ، والعـوآطف التي تتجـه بالحب إلي الخـير والحق ، وبالبغض إلي الشـر والبآطـل ،

وتتحـد هـذه العـوآطف متعـآونه في تكـوين سيـدة العـوآطـف ،وهـي عـآطفة إعـتبآر الذآت ، وقـوآمهآ إحترآم النفس ، فإذا قـويت هـذه العـآطفه

وأستقـرت ، وجهـت السـلوك توجيهـاً مُطّـردّاً يكن في حـقيقته مـرآه مصـوره لمكـنون
النفس من مثل وأهـدآف

،

وقـد تسـمي الذآت المُثـلي او الضـمير .وهـي علي كـل حـآل تنمـو في ظـل المجـتمع ومستوآه الخـلقي العـآم ،

تـأثُـراً بسـلطآنه ومشـآركة له في وجـدآنه ،غـير أن الخضـوع لسلطـآن المجـتمع لا يصـل بالمرء دآئـماً إلي كمـآل الأخـلاق

،

فــرب مجـتمع ليس في مـوضوع مـرضي من ميـزآن الخلق السـآمي ، فـلا يكون من كـمآل المـرء أن يـترضـآه أو يترسـم خـطآه .

وهـي علي كـل حـآل تنمـو في ظـل المجـتمع ومستوآه الخـلقي العـآم ،

تـأثُـراً بسـلطآنه ومشـآركة له في وجـدآنه ،

غـير أن الخضـوع لسلطـآن المجـتمع لا يصـل بالمرء دآئـماً إلي كمـآل الأخـلاق ،

فــرب مجـتمع ليس في مـوضوع مـرضي من ميـزآن الخلق السـآمي ، فـلا يكون من كـمآل المـرء أن يـترضـآه أو يترسـم خـطآه .أمثـله لطـوآئف من النآس في المجـتمع الإنسـآني

وهـنآ يبدو طـرآزً من الخـلق أرقي من المسـتوي الذي يتحـكم فيه سخـط المجتمع ورضـآه ،

وهـو طـرآز الأنبيـآء والقـآدة الوطـنيين والهـدآة المصـلحين ، أؤلئك الذيـن يصـآرحون المجـتمع بعيـوبه أو أمـرآضه ولا يجـآرونه ولا يدآرونـه ،

ويجـذبونه إلي سـمآئهـم ، ولا ينـزلون إلي أرضـه ، وقـد يكونون هـدفاً لسهـآمه ، لكنهم يمضـون قـدماً إلي غـآيتهم ممـآ اصـآبهم من عـنت وأضطهـآد .

بيـد أن طـآئـفه من النـآس تنحـرف عن المجـتمع ، فـلا تذهـب مـذهبه كـآلطـآئفه الأولـي ولا ترتفـع به كآلطـآئفه الأخـري ،

أولئـك الذيـن ضـل سعـيهم في الحيآة ، وضـربوآ في بيـدآئهـآ بلا دليلاً سـوي غـرآئزهم ، ولا يبغـون عنـهآ حـولا ،

ولا يـريدون بهـآ بدلاً ،

أولئـك هـم الأشقيـآء البـآئسون ، إن كـآنوآ في رأي المـربين مـرضي نفوس ، وفي رأي عـلمآء المجتمع والتشـريع آثـمين .

إنهـم ضحـآيآ بيئـتهم التي ينشـئوآ فيهـآ صغـآراً ، ولا يملكون لأنفسهـم نفعـاً ولا يدفعـون عنـهآ ضـرا ،

فمهـمآ قيل في أثـر الورآثـه في السـلوك ، فإن للتـربيه القـدره عـلي التعـديل والتوجيه ، حـتي أؤلئـك الذين ورثـوآ صفـآت جميله تـؤثر في أمزجتهـم ، أو منـوآ بنقص يـؤدي إلي النقـمه عـلي المجـتمع

حـتي أؤلئـك يمـكن للتـربيه أن تذهـب بهـم مـذآهب صـآلحه ،

فتهـذب سـلوكـهم وتوجـههم توجـيهاً سليـماً

وقد يـكون من الحق أن يقـآل : أن الذكـآء ورآثي وله خـطره وقيمته في السلوك السليم

وقد يكون من الحق أن يقـآل : إن الميول الفطـريه قوه دآفعـه وللذكـآء قوه مرشـده

ومن الحق أن يقـآل أيضـاَ : إن للتـربيه عـصآ سحـريه تصلح مـآ جـآءت به الورآثـه من بذور الشـر وأسس الفسـآد .

ونهـآية أسأل الله أن أكون قد وفقتُ في طرح الموضوع


تحياتى :: BlackSpeeR

[| - CreSpO - |]

فــعــلا مــظــبــوط الــكــلام

شــكــراً لــيــك

[™~So_Bad~™]

موضوع رائع
تسلم

[™~BlackSpeeR~™]

شكرا ع الردود الجميلة دى :)