.•°« العالم الثالث »°•.

[°•.♥ Black_Knight ♥.•°]

العالم الثالث


العالم الثالث ..بين الوهم والحقيقة

"العالم الثالث" مصطلح شاع فى الستينات من القرن العشرين ليصف مجموعة من البلدان المتخلفة من العالم . ولا شك أن للعالم الغربي وأمريكا دخلا كبيرا فى إطلاق تلك التسمية ، إذ يأتي بعدها فى الترتيب دول الكتلة الشرقية سابقا . والسمة المشتركة بين دول العالم الأول و العالم الثاني أنها دول متقدمة صناعيا و تكنولوجيا .
فى حين أن السمة المشتركة بين دول العالم الثالث هي الفقر و التخلف التكنولوجي ، وإن كانت تمتلك موارد ضخمة من المعادن و الطاقة و الثروة البشرية و الحيوانية . ولكنها تفتقر إلى التجانس .

العالم الثالث يمثل 60 % من مساحة الأرض و 70 % من سكان العالم ..أى أنه العالم الاكبر من حيث المساحة وعدد السكان ، فهو أكبر من العالمين الاول والتانى مجتمعين !!.
وهذه النسبة المئوية الهائلة يقابلها اختلاف مروع في توزيع الثروة بين هذا العالم و العالم الرأسمالي .
ومن المعروف أن الجوع و الحرمان والأمية و التبعية : آفات تستشري في جسد العالم الثالث الذي أنهكه الاستعمار الاوربى ردحا طويلا من الزمان ، والى هذا الاستعمار يرجع الشطر الأكبر من المشكلات التي يعانيها العالم الثالث ، كما ترجع إلى الاستعمار أيضا ..السياسة التي وضعها لاستمرار تلك المشكلات وبقائها تنخر فى ذلك الجسد الذي تركه عليلا مستنزف الموارد و منهك القوى .
وحقيقة الأمر ..أن تخلف دول العالم الثالث لا ينفصل عن تقدم الدول الرأسمالية ، و بينهما علاقة تضايف كما يقال .
ولا يخدعنك ما تقدمه دول الغرب وأمريكا من مساعدات للعالم الثالث ، فهي مرتبطة أولا و أخيرا .. بمصالح تلك الدول المانحة سياسيا و تجاريا واقتصاديا ، وهى تهدف فى نهاية المطاف إلى المحافظة على ذلك البون الشاسع بينها وبين الدول الفقيرة !
وهذا تقرير أصدره البنك الدولي فى سنة 1972 يؤكد فيه : " أن عبء الفقر فى العالم فى تزايد مستمر وليس فى تناقص " .

داخل العالم الثالث

إذا دخلنا إلى العالم الثالث نفسه ، بعد كل المقارنات المذكورة بينه و بين العالم المتقدم ، وجدنا تفاوتا هائلا ، فثمة بلدان وطبقات اجتماعية تعيش فى تلك البلدان مثل منطقة الخليج أبعد من أن توصف بالفقر ، بل أنها تتمتع بالثراء الفاحش الذي يفوق ثراء بعض الدول المتقدمة ، ومع هذا فإن هذه الدول تحسب فى عداد دول العالم الثالث . أيضا هناك غالبية فى بعض دول العالم الثالث تعيش فى فقر مدقع ..
وهنا تكمن المفارقة ، أعنى فى تعريف الفقر الذي توصف به هذه البلدان و إن تكن غنية من حيث الدخل للفرد ، ومن حيث الدخل العام .
و الفقر بمعناه غياب شيء ما .. الأرض البور مثلا تفتقر إلى الخصوبة .. الخ .
و الفقر بهذا المعنى يحدث تلقائيا فى الطبيعة ،
أما الثراء فلا يحدث تلقائيا فى الطبيعة وإنما يحتاج لتفسير ، خاصة أن معظم الدول الغنية حاليا ، كانت أمما فقيرة فى الماضي القريب .
فالسؤال الذي ينبغي أن يطرح هو :
ما هي الظروف التي توافرت لتحدث تلك الأحوال السعيدة ، وذلك المستوى من الرفاهية الذي يتمتع به شطر ضئيل من البشر فى الوقت الحاضر ؟
والى اى مدى يمكن تحليل هذه الظروف التاريخية والطبيعية وإعادة تركيبها فى مجتمعات أخرى ، أو تطعيم تلك المجتمعات بشيء من هذه الظروف لكي تنهض من عثرتها ، وتتحرر من تبعيتها ؟

أولا : المشجب العتيق .. "الزيادة السكانية"

الشمّاعة القديمة التي تعلق عليها الحكومات فى بلدان العالم الثالث معظم مشاكلها ، ألا وهى زيادة السكان .
وكان "مالتوس" المفكر الانجليزى هو أول من استخدم نظرية إرجاع فقر الأمم إلى زيادة السكان التي تتم على أساس متوالية هندسية .. فى حين أن زيادة المواد الغذائية على أساس متوالية حسابية ( والفرق فى الزيادة شديد الضخامة )
ومن ثم ..فقد تنبأ بحدوث مجاعة هائلة فى المستقبل ، تجتاح العالم إذا لم يضع حدا لهذا النمو السكاني المخيف من جهة ، ولم يعمل على تنمية موارده الغذائية من جهة أخرى .

ولكي تكون لدى القارىء فكرة مجسدة عن مدى ازدحام السكان على الأرض فى واقع الأمر ، فليتصور أن أهل الأرض جميعا أسكنوا فى ولاية تكساس الأمريكية مثلا ..
ويبلغ مساحة الولاية 678.6ألف كيلومتر مربعا ، على حين أن تعداد السكان فى العالم سنة 1984هو 4.4 مليار نسمة .
فى هذه الحالة سيكون نصيب الفرد الواحد من الأرض حوالي 157 مترا مربعا تقريبا ، ونصيب الأسرة المؤلفة من أربعة أفراد 628 مترا مربعا .
هذا معناه ..أن كل فرد فى العالم سيتمكن من السكن مع عائلته فى منزل رحب تحيط به حديقة واسعة ..فى ولاية تكساس وحدها !!!

إذن الشعور بالازدحام يأتي من تكدس الناس بالمدن ، على حين أن معظم بلدان العالم ـ خاصة العالم الثالث ـ تضم مساحات واسعة جدا من الاراضى الغير مستغلة و بالطبع خالية من السكان .
فالمشكلة ليست فى جوهرها مشكلة ازدياد عدد السكان فى البلدان الفقيرة ..بقدر ما هي مشكلة سوء توزيع هؤلاء السكان فى الاراضى المتاحة .

ولا علاقة حتمية إذن بين الفقر و بين الكثافة السكانية ، فثمة بلدان "مرتفعة" الدخل ، و "متوسطة" الدخل و " منخفضة" الدخل ..تدخل فى عداد البلدان ذات الكثافة السكانية المرتفعة ..

إثيوبيا مثلا : ذات كثافة سكانية تعادل الولايات المتحدة ، بيد أن متوسط دخل الفرد السنوي فيها لا يكاد يزيد عن 100 دولار .
وسنغافورة تعانى من كثافة سكانية هائلة (3900 نسمة / كيلومتر مربع) ، غير أن دخل الفرد فيها يزيد عن 3000 دولار أي ثلاثين ضعفا عن دخل الفرد فى إثيوبيا .
ويتمتع الفرد فى اليابان بدخل يزيد على دخل الفرد فى كثير من البلدان الأوروبية ، وإن كانت الكثافة السكانية فى اليابان أعلى منها فى الهند .

ثانيا : الصحارى المخصبة


يمكن أن تساق الحجة القائلة بأن الأساس و المعول عليه ..هي الاراضى الصالحة للزراعة .
وأن الصحارى و الجبال و الاراضى البور لا يمكن أن تدخل فى الحسبان .

وهذه الحجة وإن بدت مقنعة لأول وهلة ، إلا أنها تتعرض للشك عندما نتذكر أن صحارى الكويت و العربية السعودية ـ على سبيل المثال ـ تضم آبار النفط التي جعلتهما من أغنى دول العالم .

وحتى إذا استخدم المرء الاراضى الصالحة للزراعة معيارا للحكم ، فلن يغير ذلك من النتيجة شيئا ، إذ تملك الهند من تلك الاراضى أكثر مما تمتلكه اليابان من الاراضى عموما ،
وبالمثل : تمتلك إثيوبيا منها أضعاف ما تمتلكه بريطانيا .. ولا سبيل إلى المقارنة من حيث مستوى المعيشة بين الهند و إثيوبيا من جهة ، وبين اليابان وبريطانيا من جهة أخرى .

ولا يحفظ لنا التاريخ أمثلة على ارتفاع معدل النمو السكاني الذي أدى إلى نتائج اقتصادية خطيرة ، بخلاف ما تذهب إليه الآراء النظرية الخاطئة .
ولعل أبرز مثال على ذلك : ما حدث فى العالم الغربي ، فمنذ القرن 18 حتى الآن ، تضاعف عدد السكان إلى أربعة أضعاف ..على حين أن دخل الفرد ازداد إلى خمسة أضعافه ، وقد حدث هذا الارتفاع فى مستوى المعيشة فى وقت كان عدد السكان ينمو فى العالم الغربي بمعدل يفوق فى سرعته المعدل الذي ينمو به سكان العالم الثالث فى الوقت الحاضر .

وتشكل الموارد الطبيعية ذريعة أخرى تلجأ إليها معظم حكومات العالم الثالث ..لتبرير تخلف شعوبها .
والواقع أن هذا التبرير قد يكون مضللا وخادعا فى كثير من الأحيان .

وبتعريف المورد الطبيعي : أنه شيء موجود فى الطبيعة ونعرف كيف نستخدمه لتحقيق أغراضنا ..ففي هذا التعريف لا تنفصل "المعرفة" عن مفهوم المورد الطبيعي .
فمثلا ..منذ قرنين من الزمان لم يتضمن حصر الموارد الطبيعية اليورانيوم أو توليد الطاقة الكهربائية من مساقط المياه ، لأنهما لم يكونا معروفين أو صالحين للاستخدام فى ذلك الزمان . فإذا وقر فى أذهاننا هذا المفهوم للموارد الطبيعية ، لم نستطع أن نقول : أن هذه الموارد تنضب أو تتناقص بمرور الأعوام ..إذ تتجدد المعرفة دائما ، وبتجددها يتحقق لنا الكشف عن موارد جديدة أو يتهيأ لنا أن نحسن استخدام الموارد الموجودة فعلا .
وقد يحدث أن يصبح بعض الموارد "عتيقة" حتى قبل أن تنضب ، وذلك نتيجة للكشف عن بدائل جديدة .

فالتفاوت فى الثروة بين الأمم لا يمت كثيرا بصلة إلى اختلاف فى الموارد الطبيعية .
فاليابان ـ مثلا ـ لا تملك شيئا من النفط .. كما أنها تستورد معظم الموارد الطبيعية من الخارج لإنتاج صناعاتها الضخمة ، ومع ذلك ، فإن دخل الفرد فيها .. يفوق دخل الفرد فى المكسيك التي تملك معادن وفيرة وبترول ، وتربة خصبة ، وأنهار كافية لتوليد طاقة هائلة .

وأكبر مثال على ذلك أيضا قارة أفريقيا .. التي تنتج المواد الخام والمعادن ، وتقوم أوروبا باستيراده ، ومعروف الفارق الشاسع فى مستوى دخل الفرد بأوروبا عن أفريقيا .

فالتفاوت فى الثروة بين الأمم يرجع إلى حسن أو سوء "استغلال " الموارد الطبيعية لا إلى وجود هذه الموارد نفسها .
مثال أخر : الأرجنتين ـ التي تعد من اكبر الدول المصدرة للقمح ـ كانت مستوردة للقمح حتى هاجر إليها أناس من نوعية مختلفة ومن ثقافات مختلفة وذوى مهارات مختلفة ..فاستحالت إلى دولة من أكبر الدول المصدرة للقمح .

ثالثا : تصنيع الجوع


" وأنت تقرأ هذه الكلمات ، يموت ثلاثة أطفال جوعا ، ويولد 24 طفلا آخرون " .
هذه العبارة نُشرت على غلاف كتاب ذاع صيته تحت عنوان : " القنبلة السكانية " . فهل هناك علاقة حقيقية بين هلاك الأطفال جوعا .. وبين ولادتهم بهذه الكثرة ؟
الواقع ..أن المجاعات تحدث فى العالم ـ رغم ـ وجود فائض غذائي فيه ، بل قد تحدث مجاعة فى بلد يكون فيه هذا الفائض .
وحقيقة الأمر أيضا ـ كما تثبت ذلك الإحصاءات المتاحة ـ أن المواد الغذائية تزداد فى العالم بأسرع مما يزداد عدد السكان . ومقدار الطعام الذي يخص الفرد الواحد أرتفع اليوم عامة ، عما كان عليه منذ قرن مضى .
وما تعانيه بعض مناطق العالم من مجاعات يكون معظمه من النظم السياسية أكثر مما يأتي من حجم السكان .
وكثيرا من دول العالم الثالث تمنع استخدام الميكنة الزراعية بحجة أنها تقلل من فرص العمل !!

دفن الرؤوس فى الرمال ..
وجريا على سياسة النعام ، يُلقى كثير من مفكري العالم الثالث مسئولية التخلف على كاهل "الاستعمار الجديد" ، بعد أن تخلصت من " الاستعمار القديم " .
صحيح أن الدول الكبرى تسعى إلى الإبقاء على حالة التخلف و التبعية التي كانت عليها دول العالم الثالث ما وجدت لذلك سبيلا .. وليس معنى ذلك أنه كتب علينا أن نعانى من الفقر و التبعية إلى الأبد . كلا ..
يجب أن ننظر إلى الأمور نظرة واقعية ، وأن نضع حلول مبتكرة لمشاكلنا تتناسب مع البيئة و الظروف المحيطة .
فكثير من دول العالم الثالث التي نالت استقلالها بشق الأنفس ، أضاعت تلك الحرية ، لا لشيء إلا لأنها لم تحسن استغلال مواردها ، ولم تحقق كل إمكانياتها ، وضل سعيها وهى تحسب أنها تحسن صنعا !
وكانت النتيجة أنها انتكست على أيدي حكامها الطامعين المتطلعين إلى تحقيق الأمجاد الشخصية .

رابعا : حماقات اقتصادية

دراسة الجدوى .. ويقودنا هذا الخاطر إلى الحديث عن آفة مشتركة تعانى منها معظم دول العالم الثالث ، ألا وهى إنشاء المشاريع الضخمة التي تبهر السمع و البصر بقرار سياسي يفتقر إلى دراسة الجدوى الاقتصادية ،
وقد تبدو هذه المشروعات فى بداية الأمر على أنها ضرورة قومية تحتمها أوضاع التحرر و الاستقلال ، وأنها قاعدة صناعية للمستقبل لا غنى عنها ، ولكنها تؤدى فى النهاية إلى خسائر مادية فادحة . آخرها خسارة المساهمين فى البورصة السعودية العام الماضي أكثر من 400 مليار دولار ..نتيجة غياب المعرفة .
أيضا مظاهر الإسراف و الترف الرئاسي و الحكومي التي تكبد ميزانيات تلك الدول نفقات باهظة هي فى أمس الحاجة إليها لتحسين مرافقها وإصلاح بنيتها الأساسية ..
ولا نشير إلى المغامرات العسكرية التي تتورط فيها تلك الدول ، فهي ليست فى حاجة لبيان وعندنا العراق المحتل أحدى نتائجه .
وأخيرا سمعنا عن صفقة سلاح للعربية السعودية من بريطانيا وأمريكا بحوالي 60 مليار دولار ..لمن تحارب ؟!

هجرة العقول .. ومن آفات العالم الثالث أن كثيرا من حكامه وحكوماته يدفعون أبناء شعوبهم خصوصا الذين يرجى منهم إصلاح الأوضاع فى الداخل ، أو ما يطلق عليه اسم " رأس المال البشرى " على الهجرة ( هجرة تلك العقول ) ، وبذلك يهدرون موردا هاما من موارد بلادهم ، كان يمكن أن يساعد فى تنمية تلك البلاد ، وفى تحسين أحوالها .
ولا يعد هذا عملا لا أخلاقيا ولا إنسانيا فحسب ..وإنما هو حماقة اقتصادية فى المقام الأول .
حماقة لا سبيل إلى تبريرها إلا من وجهة نظر السياسية لهؤلاء الحكام الذين يبتغون التربع على دست الحكم أطول فترة ممكنة .

البيروقراطية .. وتتفرع عن هذه الآفة آفة أخرى لا تقل خطرا ..ألا وهى تفشى "البيروقراطية" فى بلدان العالم الثالث وترجع هذه الآفة إلى نظامين : نظام الحكم .. ونظام التعليم .
إذ يسعى الحكام إلى توطيد مراكزهم وتشديد قبضتهم على الشعوب المحكومة بفرض نظم إدارية تكفل لهم التغلغل و التوصل و السيطرة على مقدرات الحياة الفردية ، وتشكيل المواطنين وفقا لقوالب وأنماط سهلة التوجيه ، قابلة للخضوع والإذعان .
وتتوسل نظم الحكم للوصول إلى هذه الغاية بما تضعه من نظم تعليمية وتربوية ، وتكون النتيجة الحتمية لهذا كله ان تصبح هذه البيروقراطية نفسها عوائق كئودا فى سبيل التنمية بما تفرضه من قيود ، وتتخذه من إجراءات .
وهذا الروتين الحكومي يؤدى فى النهاية إلى : ازدياد الفساد الحكومي ، وظهور البطالة المقنعة ، وفقدان الخبرة .

خامسا : معونات لغير أغراضها



وتتمثل تبعية العالم الثالث فى "المعونات الخارجية" التي تتلقاها من الدول الكبرى ، وهى معونات تلجأ إليها حكومات العالم الثالث بحجة مساعدتها على تنفيذ خطط التنمية .. فهل فعلا تساعد هذه المعونات حقا فى التنمية أم تعوقها ؟! ..
ذلك أن كثير من هذه المعونات تستخدم فى غير الأغراض التي طلبت من أجلها ، وإليك بعض الأغراض التي تستخدم فيه هذه المعونات :
1- الحصول على الأسلحة التي تلجأ إليها الأنظمة الحاكمة لضرب الحركات المناهضة لها فى الداخل ، وقمع الشعب .
2- اضطهاد الأقليات العنصرية والعرقية .
3- عمل دراسات جدوى نظرية وصرف الباقي مكافآت لكبار الموظفين
ومهما يكن من صنوف الفشل التي تصيب الدول الممنوحة ، فإن الديون الخارجية تظل سيفا مصلتا على الرقاب يأكل أي فائض قومي ..إن كان هناك فائض !!.


المخرج الصعب


الاختيار الذي تواجهه شعوب العالم الثالث اختيار صعب بحق .. فهي إما أن ترضى بالتبعية والانسياق وراء نموذج من النماذج التي تفرضها الدول العظمى ، وفى هذا فقدان لشخصيتها ، وانطماس لهويتها ، وسقوط فى هاوية لا منجاة منها .
وللأسف فإن كثير من الأنظمة العربية سقطت فى هذا المستنقع الامريكى فأصبحت تولى شطرها تجاه البيت الأبيض ..وعلى المقيمين خارجه مراعاة فروق التوقيت ؟!

الحل الآخر : أن تبحث فى صدق عن هويتها ، وتلتمس طريقها الخاص . وتهتدي إلى الحلول الخلاقة التي تمكنها من الخروج من أزمتها الحالية .. فإن لم تستطع ، فيكفيها فخرا أنها حاولت وأقدمت وسعت ما أمكنتها القدرة ، وأسعفتها الموارد و الإمكانيات ، وسط نظام عالمي شديد التعقيد ، مسرف فى الأنانية ، مُغرض فى نواياه ، حريص كل الحرص على أن يزداد العالم الثالث تخلفا وانحلالا ، وأن تشتد تبعيته وعبوديته والأغلال الملتفة حول عنقه ، بعد تجريده من كل أسلحته ، وإجهاض كل قواه ، وإهدار طاقاته جميعا .
فالمسلم عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح ،
ذلك النجاح الذي وعد الله به عباده المتقين ، ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ، إنهم لهم المنصورون ، وإن جندنا لهم الغالبون ، وقال تعالى فى محكم تنزيله :
" وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" (القصص:5) وقال جل شأنه :
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (النور:55)

والاختيار الأخير يتطلب عدة محددات :
1- تحديد الهوية القومية : وهذا يستلزم تحديد موقف كل بلد من تراثه ، ومن الفكر العالمي المتقدم ، ومن احتياجات الأغلبية فيه .
2- تحديد القوى الحقيقية : التي ينبغي أن تتحمل عبء التنمية ، والتي ينبغي أن تشارك دون استثناء فى صنع المستقبل ، وتحديد أغراض التنمية وطبيعتها .
3- تحديد طبيعة العلاقة بالنظام العالمي : ومحاولة خلق توازن فى هذه العلاقة فلا جنوح إلى الانغلاق المفرط أو الانفتاح العشوائي ، والأمثلة : على مثل هذا التوازن واضحة فى موقف اليابان الناجح ، وكذلك فى علاقة الصين بذلك النظام .
4- تحديد دور الفرد العادي فى الدولة : والاهتمام ببناء الإنسان بناءا قويما سويا ، بحيث لا يشعر بالقهر والغربة فى وطنه ! .. وإنما يشارك بحرية فى تنمية ذاته ووطنه على السواء .
5- تحديد دور الصفوة : فى تشييد المجتمعات الجديدة ، فعلى كاهل الصفوة يقع عبء القيادة و القدوة ، وهو عبء ليس هينا أو يسيرا .

[SŦorm]

موضوع شامل كل المعلومات عن العالم التالت

شكرا على الموضوع الجميل دا
واحلى 5 نجوم ^^

[™_Power_™]

شكرا بس المفرود تريح ايدك شهر على اللى انت كتبتة ده ...ده لو انت كتبه بأيدك
و ابقى طمنى عليك
تســـلــم...

[™~So_Bad~™]

تسلم يا برنس .

[wesaleroi]

امريكا دى حاشرة نفسها فى كل حاجة مش عارف انا ايه عالم تالت واحلى حاجة تبع مزاجهم يعنى تلاقى دول غنية زى دول الخليج معاهم فلوس وتلاقى دولة زى مصر علمائها مغرقين امريكا وارووبا ويقولك دول عالم تالت تلاقى بلاد عندها موارد طبيعية ويقولك عالم تالت انتم اساسا بقالكم 500 سنة يعنى لسة بتوع امبارح احنا عندنا علم التحنيط بقالو 7 الاف سنة وانتم بكل علمكم مش عارفين تكتشفو سره وبتقولو فى افلامكم ان الحاجات دى كلها اللى بناها كائنات فضائية والله قمة فى التخلف عايزين كل حاجة تبقى على كيفكو بس ان شاء الله هيجلنا يوم وهنمسحكم من على وش الارض
واسف على التطويل وشكرا على المجهود

[ALEX_MOON]

شكرا على مجهودك

[Maikoo]

تسلم

[D3MoN]

يا رب احنا بنتصلح بس يا ريت اشوفنا احسن ناس قبل ما اموت

[™_MoameN_™]

موضوع رائع .. شكــرا

[ღ♥_HarM_♥ღ]

تسلم

[mizo82]

شكرا على الموضوع الجميل دا
واحلى 5 نجوم ^^

[™_Beso_™]

شكرا ع المجهود

[xTHE_Draagon]

شكراً

[Mysterious]

جميل جدا:)
شكرا ليك

[hoba]

أحلى شعب والله
جامدة أوي
تسلم :)