القـسـم الإسـلامـى الـعـام [ قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم يهتم بثقافتنا الإسلامية فقط ] [ نرجوا عدم التطرق للأمور التي تضر الدين وعدم الافتاء بشي غير موثوق وعدم المساس بأى دين أخر ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-03-2011, 11:20 AM | #1 | ||||||||||
|
سر الفتوحات الاسلامية غالبا ما ينسب الفتح إلى قائد الجيش الإسلامي إذا كتب الله للمسلمين الظفر في تاريخ الجهاد الإسلامي المبارك، أوإلى السلطان الذي تم ذلك في عهده. إلا أن هناك حقيقة مخبوءة بين ثنايا التاريخ لابد من إبرازها، لأن قادة الجيوش الإسلامية حاشا الصحابة ليسوا كلهم في مستوى الإعتداد ونسب الفتوحات إليهم، كما أن السلاطين والملوك ما كانوا كلهم على دين وخلق ومنهاج يرفعهم إلى شرف نعتهم بالفاتحين. الحقيقة المخبوءة أنّ هناك سرّاً في كل فتح إسلامي، وهوسر واحد لا يتعدد بتعدد الفتوحات، ولكن يكمن فيها كمون الروح في الجسد. فإذا كان بين الحق الإسلامي الخالص والباطل الجاهلي فَيْصَلاً تاريخيا مشهودا هوالعهد النبوي والخلافة الراشدة المهدية، فإن ما بعد ذلك كان فتنة انقلبت فيها الخلافة بعَدْلِها وشُوراها وإحسانها إلى مُلك عضُوض ظالم ومستبد ومنافق. والفتنة كما وصفها سيدنا حذيفة رضي الله عنه: "إختلاط الحق بالباطل"، فكما أنه إبان الحق الإسلامي الخالص ـ عهدَيْ النبوة والخلافة على منهاج النبوة ـ كانت فتوحات، فكذلك إبان العهدالفتنوي ـ عهد الملك العاض ـ فتح المسلمون وظفروا، غير أن الفتح في هذا العهدالفتنوي اختلط فيه الحق بالباطل، وامتزجت فيه روح الإسلام بكدورات الجاهلية. فكيف كان ذلك؟ وكيف نميز بين الحق والباطل في هذا الأمر؟ إذا بحثنا في هاتين النقطتين سنعثر على سر الفتوحات الإسلامية المظفرة، ذلك السر الذي بدونه لا يكون فتح ولا نصر ولا تمكن في الأرض. فتوح بعد الإنكسار التاريخي ما ميز العهدين النبوي والراشدي ـ في هذا الجانب ـ أن القادة الفاتحين تشرفوا بنور الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفازوا بالتزكيتين القرآنية والنبوية، أمثال سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح والقعقاع بن عمرووغيرهم من الأبطال الحقيقيين. لذلك كانت أخلاقهم وبطولاتهم الجهادية على مستوى واحد من العلووالسمو، وغالبا ما توِّجت مسيرتهم بالاستشهاد، ولم يمت على فراش المرض منهم إلا القليل. لكن بعد الإنكسار التاريخي ـ وهوإنتقال الخلافة إلى مُلك ـ ظهر قادة جدد وفاتحون وراءهم ملوك صنعوهم لدولهم، يخدمون المُلْك ولا يخدمون النبوة والخلافة، يساندون الدولة ولايسندون الدعوة، أمثال زياد بن أبيه ويزيد بن المهلب والحجاج بن يوسف وأبي مسلم الخولاني إن ملوك بني أمية وبني العباس نزعوا الحكم بالسيف والقتل، فكان سيفهم أولا على الأمة، وما يميزهم عن الملك الجبري الذي يمثله حكام المسلمين في زمن الضياع الذي نعيشه، هوأنهم رفعوا السيف في وجه الفرس والروم والصين وغيرها من أمم الشرك أيضا، فيما كان حكام الجبر يد الجاهلية الغربية على المسلمين وحسب. فقد فتحت في عهدهم بلدان وبلدان، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية حتى عُدَّ ذلك في مناقبهم، واستحق عليه قادتهم من أمثال الحجاج المبير الشكر والتقدير، وتناسى المقدرون الشاكرون أن هؤلاء قد جبيت إليهم من تلك الفتوح ثمرات كل شيء، واستأثروا بالمال العام لأنفسهم، وملأوا بلاطاتهم بجواري الروم والفرس، وجنوا من الجهاد جنى طبيعيا في اتباع الشهوات وتقوية سلطان الدولة على الدعوة. يقتل أمثال قتيبة بن مسلم إذا شمت منه رائحة الولاء للدعوة ويستراح منهم، ويستبدلون بمُخلصي الدولة من القادة الميدانيين ويسجن موسى بن نصير فاتح إفريقية والأندلس على يد سليمان بن عبد الملك للسبب نفسه ولكونه لم يبعث له بكل مغانم الفتح العظيم، ويصادر ماله ويقتل ولده ويعرض به ويشرد، وهكذا تمت تصفية جهاز الدولة العسكري من ذوي الأيمان والمروءة، وجيئ بحراس الدولة الذين يسبحون بحمد "الخليفة"، ويبذلون الجهد في تقوية سلطانه. هذه سيرتهم في مغانم الفتوح والله أعلم بنواياهم وبواعثهم، ولكن الأجدر أن نذكر أن الباعث الملوكي إمتزج بأهداف تقوية الأمة ونشر الإسلام، لأن جمهور الأمة ـ وهوالذي يشكل الجيش الإسلامي الفاتح ـ كانوا متحركين بباعث النصر أوالشهادة لإعلاء كلمة الله، وهو الباعث نفسه في عهدي النبوة والخلافة الراشدة.وما ركز ه في روح الجيش الإسلامي هوالحضور القوي للعلماء العاملين والصوفية المجاهدين، الذين كانوا يمثلون الدعوة المتغلغلة في الأمة عن طريق التربية والتعليم في المسجد والزاوية والرباط. أنظر كيف اختلط الحق بالباطل حتى رأى المستشرقون في فتوحات ما بعد الإنكسار التاريخي توسعا إمبراطوريا لدول تعاقبت على حكم المسلمين، حتى عدوا النبوة حُكما هاشميا في سياق الحكم الأموي والعباسي والسلجوقي والعثماني ... في الأمر حق وباطل، حق مثلته الدعوة السارية في الجيش الإسلامي الفاتح، يغنم فوق حظ من المغنم وجود المآذن في البلدان المفتوحة، وفيه باطل "قائد" و"حاكم"، شوش باعثه على الباعث العام، وكدر سمته الخاص على السمت العام، فأخذ المستشرقون الخاص ـ بسوء نية ـ وعمموه على القوة الإسلامية في عهد الملك العاض. يستطيع المستشرقون وغيرهم أن يقرأوا في التاريخ المكتوب بأيدينا أنه كان في دار الرشيد من الجواري والحظايا وخدمهن وخدم زوجته وأخواته أربعة آلاف جارية ويستطيعون أن يقرأوا كيف كان عبد الملك بن مروان يرسل إلى مبيره الحجاج أن ينتقي له أحسن الجواري ويبعث بهم إلى قصره بدمشق وعدادهن ثلاثون جارية. وروى بن كثير: "وذكر ابن عساكر في تاريخه: أن عمر بن عبد العزيز كان يعجبه جارية من جواري زوجته فاطمة بنت عبد الملك، فكان سألها إياها إما بيعا أو هبة، فكانت تأبى عليه ذلك، فلما ولي الخلافة ألبستها وطيبتها وأهدتها إليه ووهبتها منه، فلما أخلتها به أعرض عنها، فتعرضت له فصدف عنها، فقالت له: يا سيدي فأين ما كان يظهر لي من محبتك إياي؟ فقال: والله إن محبتك لباقية كما هي، ولكن لا حاجة لي في النساء، فقد جاءني أمر شغلني عنك وعن غيرك، ثم سألها عن أصلها ومن أين جلبوها، فقالت: يا أمير المؤمنين إن أبي أصاب جناية ببلاد المغرب فصادره موسى بن نصير فأخذت في الجناية، وبعث بي إلى الوليد فوهبني الوليد إلى أخته فاطمة زوجتك، فأهدتني إليك. فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون، كدنا والله نفتضح ونهلك، ثم أمر بردها مكرمة إلى بلادها وأهلها". كان عمر بن عبد العزيز يقيم منهاج النبوة في حكمه، وكانت مدة حكمه نشازا في الحكم العضوض الذي ينحى الخط الكسروي والقيصري، لذا تراه عامل الجارية تلك المعاملة وشنع على من سبقه ذلك الصنيع الفظيع، أين هذا من رسالة عمه عبد الملك إلى الحجاج يأمره أن يبعث إليه بثلاثين جارية: عشراً من النجائب، وعشراً من قعد النكاح، وعشراً من ذوات الأحلام؟ سلوك عمر سلوك راشدي يعود بنا إلى صفحة رائعة من صفحات جهاد الصحابة المجيدة، وهو ما رواه صاحب فتوح الشام أن الصحابة لما فتحوا ديار بكر عرضت عليهم الغنائم فبينما هم كذلك إلى أن عرضت عليهم جارية رومية تخجل الشمس منها وعليها زي الملوك فأطرق المسلمون إلى الأرض يستعملون الأدب مع الله في قوله: ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم﴾ . ذلك لنعلم أن تاريخ الملك العضوض تاريخ فتنوي يحتاج إلى فرز ما هوحق عما هو باطل، وهو موضوع محض يحتاج إلى تخصيصه بالبحث، وما يهم في هذه المقالة أن ظفر المسلمين في فتوحاتهم لم يكن نتيجة عزم الملوك ولا حنكة قادة الجيوش، وإنما يعود إلى الروح الإيمانية التي لا تقاومها النفوس الحريصة على الحياة الدنيا، روح رجال الله في عهدي النبوة والخلافة الراشدة، وكان بطل الإسلام خالد يدرك هذه الحقيقة فيكتب إلى قائد الفرس هرمز: "أما بعد فأسلم تسلم أو أعقد لنفسك وقومك الذمة وأقرر بالجزية وإلا فلا تلومن إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة" . فرق كبير بين هذه الروح وروح أحد قادة الأمويين، أعني يزيد بن المهلب القائل: والله للحياة أحب من الموت، ولثناء حسن أحب إلي من الحياة، ولو أنني أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن يكون لي أذن أسمع بها غداً ما يقال في إذا أنا مت كريماً. أبمثل هذا فتحت جرجان وطبرستان؟ والعجب أن يزيد هذا نصب راية العداء ضد بني أمية في الأخير، مدعيا الدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرة العدل العمرية، فقال الحسن البصري للناس: كلما نعر *** أو ديك تبعتموه. قال ابن كثير ينبه على سر فتوح بني أمية: "فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك، قد علت كلمة الاسلام في مشارق الارض ومغاربها، وبرها وبحرها، وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلات قلوب المشركين من المسلمين رعبا، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الاقطار إلا أخذوه، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين، في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه" |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
الفتوحات الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة | الملك احمد | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 2 | 10-03-2011 11:38 AM |
الفتوحات الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة | الملك احمد | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 1 | 09-03-2011 05:48 PM |
الفلسفة الاسلامية | zezo_elooo_pop | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 6 | 29-07-2008 07:45 PM |
الفتوحات الاسلاميه فى عهد الخافاء الراشدين | Spy_Alex | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 3 | 29-07-2008 04:20 PM |