بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-12-2010, 07:44 AM | #1 | ||||||||||
|
من يستطيع أن يثبت ما فعله الحرس مع مشعل الحربي في غوانتانامو، السجناء السابقين يتحدثون عن تعذيب غير محتمل وسوء معاملة وحراّس السجن يتحدثون عن محاولة انتحار. الفحص الطبي الذي أجراه أربعة أطباء سويسريين على جثمان يمني تدعي نفس الإدارة بأنه انتحر لم يبين معالم انتحار. وقد رفض الأطباء الأمريكيين أي تعاون مع الفريق الطبي السويسري المستقل. ولكن هل ينتظر من دول تسكت عن معاملة مواطنيها بهذا الشكل اللا إنساني والمشين أن تقيم دعوى قضائية على إدارة سجن غوانتانامو مثلا؟ أو هل طرح مسئول عربي واحد في اجتماعاته مع الإدارة الأمريكية مسألة التعويضات لمواطنين من بلده سجنوا دون محاسبة أو جرم أو محاكمة. من مِن المسئولين يطالب بالإفراج عن عبد الله عيضة المطرفي رئيس جمعية وفا الخيرية وأكثر من ثلاثمائة معتقل عربي في غوانتانامو؟ غوانتانامو وصمة عار في جبين كل الصامتين عنها، وما جرى فيها يتكشف يوما بعد يوم. واعتباطية الوضع تظهر جلية مع قرار الإفراج عن العامل في الحقل الإنساني عادل حمد والتأخر في تطبيق القرار. والبعد الحاقد يظهر جليا في التعامل مع قضية مصور الجزيرة سامي الحاج. فيما يلي صورة عن هذه المأساة من تحقيق أجراه سالم الشطي للرأي الكويتية من قدماء هذا المعتقل الطريق إلى غوانتانامو تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات. هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء. تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل. وإليكم التفاصيل: هذه قصة نقلنا من كراتشي إلى باغرام عبر قندهار فمعسكر جزيرة كوبا الذي أنسانا العذاب بآخر أشد لم نسمع به أو نتصوره السلطات الباكستانية هي من قبضت عليكم أنتم الثلاثة، كيف كان التعامل معكم فترة سجنكم قبل نقلكم إلى غوانتانامو؟ والطعام والشراب ونقلكم من سجن إلى آخر في باكستان أو أفغانستان؟ - الزامل: لم يكن للباكستانيين أي دخل في التحقيق نهائيا، ولم يسألونا حتى عن أسمائنا، فسجننا كان تحت قيادة القوات الأميركية، فالتحقيق كان كله مع الأميركيين الذين كانوا يحققون معنا في باكستان بشدة وغلظة مع ضربنا، وحتى عند انتقالنا عند المطار كانوا يلقون بنا بقوة إلى الأرض ويلبسوننا «خيشة» سوداء تغطي الرأس، ويربطون أيدينا بـ «***شات» خلف الظهر مع بطوننا وأرجلنا، والنقل بالطائرات من باكستان إلى قندهار كان سيئا للغاية، فكانوا يضعوننا في طائرة نقل البضائع، وكانوا يشدون على أرجلنا من تحت بثلاثة أحبال، وعلى الوسط - بين اليدين والصدر والبطن - يشدون بأحبال البضائع، الذي يبدأ يضغط ويضغط حتى نشعر بأننا نتقطع ونحن جلوس، ولا يرد علينا أحد لو كنا نشعر بألم أو لا، حتى المصابين والمرضى لم يرحموهم، وكلمة «سيئة» قليلة على معاملة الأميركان لنا بالطائرة، وكانت الموسيقا صاخبة ومرتفعة جدا، نسمعها على الرغم من وضعهم سماعات الأذن على آذاننا حتى لا نسمع شيئا!! كانوا يرفسوننا بأقدامهم، وعندما ينزلوننا يرموننا بقوة من السيارات أو من الطائرة، والمعاملة اللطيفة الإنسانية أبعد ما تكون عنهم، وادعاؤهم لحقوق الإنسان باطل وكذب، وهو غير موجود عند الأميركان، وعاملوا المساجين أسوأ من معاملة الحيوانات. كما قال النبي - صـلى الله عليه وسلم -: «ليس المعاينة كالخبر»، ومهما أصف لك لن أصل بك إلى الصورة الحقيقية التي عشناها هناك، فالذي يحترق ليس كالذي يتفرج، فكانت المعاملة سيئة جدا، وعندما نقلونا إلى باغرام – وكانت باردة ومثلجة ودرجة حرارتها تحت الصفر– وضعونا في سجن بارد، وطعامنا في اليوم كسرة خبز يابسة بحجم كف اليد مع برتقالة صغيرة نصفها متعفن، وبعضنا يحصل زيادة على ما سبق «بسكوتة» واحدة يرمونها عليه من فوق الشبك، وننام بالعراء في هذا البرد من دون بطانيات، وكشافات قوية جدا مثل تلك الخاصة بالأفراح مسلطة بقوة على وجوهنا ورؤوسنا، وأصلا النوم ممنوع، فنقف على أرجلنا بالساعات من دون نوم. وقد تم توقيفي على رجلي في باغرام وفي قندهار من المغرب إلى صباح اليوم التالي من دون نوم، وعلى رأسي الرشاش، وكلما تعبت وحاولت النوم أو الجلوس على الأقل قال لي الجندي الأميركي: hey.. gear up، وكان النقل من باغرام إلى قندهار بنفس الطريقة السيئة، ومن قندهار إلى غوانتانامو كانوا يحملوننا مثل الغنم، ويحذفوننا حذفا إلى الشاحنة على بعضنا البعض على الرغم من أننا مقيدي الأرجل والأيدي، فيرموننا على وجوههنا، وأي واحد منا إذا تحرك أي حركة يضرب على رأسه وكتفه وظهره بأخمس البندقية، ويرفسوه بأقدامهم حتى يتوقف عن الحركة. ولو كانت بسيطة. • هل حاول المسجونون المقاومة؟ - الزامل: المقاومة مستحيلة، لأن السجين مقيد اليدين مع البطن مع الرجلين، إذا أراد الوقوف فإنه يقف شبه منحني كحالة الركوع في الصلاة، بالإضافة إلى ربطهم لنا بالسلاسل لمدة شهر كامل دون فتحها حتى لو أردت الذهاب إلى الخلاء أو الرجوع منه تكون بالسلاسل ولا تنفك عنك أبدا، وحتى لو ذهبنا إلى الخلاء فإنهم يمنعوننا من ستر أنفسنا فإما أن يقضي أحدنا حاجته أمام الناس أو يتحمل مسؤوليته، وهذه صورة من المعاملة السيئة. - العازمي: ادعاء الأميركان بأنهم حاملو راية العدالة والحرية وحقوق الإنسان وتسليط الإعلام الضوء على أنها قائدة حقوق الإنسان في العالم، كله ادعاء كاذب، وغر هذا الإعلام وخدع كثير من السذج وسفهاء الناس الذين يصدقونه. فعلى العكس من ذلك وجدنا الأميركان يحملون من الحقد والمكر وهتك حقوق الإنسان ما الله به عليم، ورأيناهم بأم أعيننا، فلم يترك الأميركان شيئا لم يفعلوه من التعذيب والتنكيل، وإهانة القرآن الكريم، وهم يزعمون أنهم يحترمون حرية الأديان وان قانونهم ينص على ذلك، ولكن هذا كله كذب، فكانوا يمنعوننا من الصلاة أحيانا كثيرة، ويهينون القرآن أمامنا ودنسوه ورموه في القاذورات، وهذا حصل في باغرام وقندهار وغوانتانامو. لا يصدق الأميركان أو يمدحهم بعد الذي رأيناه منهم إلا رجل مغفل أحمق، وأكبر دليل الشعب الأميركي الذي تجره حكومته إلى المجزرة في العراق، فأرسلوا جنودا إضافية حتى يسفكوا دماء بعض في العراق. • سعد كيف تم نقلك والتعامل معك في السجون قبل نقلك إلى غوانتانامو؟ - العازمي: من كراتشي جاءت الطائرة الأميركية المخصصة للبضائع، فحملوا مجموعة من العرب، وقدر الله أن أكون أنا مع عادل الزامل في نفس الطائرة، ونقلونا إلى قندهار، وكان النقل كما وصفه عادل مقيدين من كل مكان، والقيود الحديدية محكمة الإغلاق على أيدينا حتى حبست الدم وانتفخت الأيدي، وكنا من غير ملابس، نتعرض للضرب، وكانوا وهم يضربوننا يصوروننا وهم يضحكون ويرموننا بكلمات وقحة وقذرة يعف اللسان عن ذكرها، ونقلونا إلى قندهار، حيث استقبلونا هناك بالضرب والتعذيب والضرب بالأسلاك والعصي والكلاب، أجلكم الله، في نهش بعض الأجساد ومسك الأرجل، ومن قندهار نقلونا إلى باغرام، ومن باغرام بدأت التحقيقات المكثفة جدا، والتعذيب أكثر في جو مثلج، ثم أرجعونا مرة أخرى إلى قندهار، ومنها إلى غوانتانامو التي أنستنا ما حدث لنا في قندهار وباغرام من تعذيب وإهانة القرآن وغيرها لأنها كانت أشد. • دعنا من غوانتانامو، سنعود لها لاحقا، ولكن في هذه اللحظة وأنتم بين سجون باكستان وأفغانستان هل تعلمون ماذا يجري في الخارج؟ - العازمي: إطلاقا، فكان يحيطنا تكتم إعلامي لا نعرف ماذا يدور حولنا بتاتا، حتى لما خرجنا بعد أربع سنوات، رأينا كل الدنيا متغيرة من حولنا. • وماذا عنك يا عبدالله؟ • العجمي: عندما قبضت علي المخابرات الباكستانية عليهم من الله ما يستحقون، وضعوني في السجون يطلقون علينا السجون السياسية تحت الأرض، وكنت مقيدا ومغمى العين ولا أرى شيئا تقريبا، فكانوا يدخلون علينا يضربوننا، ورأينا من الباكستانيين من السفالة والنذالة أنهم كانوا يسبوننا، ونسوا جميل الكويت عليهم ببناء المساجد والمدارس وحفر الآبار في باكستان. • ضربك الباكستانيون؟ - العجمي: ضربنا الجيش الباكستاني ضربا شديدا ويسبوننا، بوجود الأميركان، وكانوا يضربون بعض الأخوة بالقرب مني وأسمعهم يقولون لهم اقرأ على المكان الذي فيه الألم حتى يطيب، ما يدل على أن من الباكستانيين الذين كانوا يضربوننا ضباطا وجنودا متدينين مع الأسف، ورأينا منهم الويل، ولكن الحمد لله الذي ثبتنا. وكلها أوامر من الجيش الأميركي، ومكثت شهرا أو شهرين لا أذكر جيدا، مع الضرب والأكل القليل والمعاملة السيئة، وكانوا يأخذوننا للتحقيق ويحقق معي ضابط أميركي، وآخر مدني من المخابرات الأميركية مع مترجمين عرب لهجة بعضهم مصرية وبعضهم لبنانية ومعهم من يتحدث باللهجة الخليجية. وأحدهم كأنه من الاستخبارات الإماراتية والله أعلم. فعذبونا مدة شهر كامل تقريبا، وأنا مغمى العين، يأخذوننا الخلاء لمدة ثلاث ثوان ثم يسحبنا سواء انتهينا أم لم ننته، وكان بعض المسجونين يقضون حاجتهم على أنفسهم. ثم أخذونا في طائرة شحن، بطريقة أشد من طريقة عادل وسعد، وكانوا يضربوننا بالأخمس على رؤوسنا، ويسبون الله ورسوله صـلى الله عليه وسلم، ومن كلامهم والعياذ بالله: نفعل الفاحشة بإلهكم، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، بالإضافة إلى الحركات الساقطة، وكلها أسمعها بأذني ورأيتها بعيني، ثم أخذونا بالطائرة وأنزلونا في قندهار التي عانينا فيها معاملة سيئة جدا، فحتى وقت الصلاة لا يدعونا نكمل صلاتنا فيقطعونها علينا ويضربوننا ونحن نصلي، وكانوا ينادوننا بالأرقام ومن لا يستجب يدخلون عليه الكلاب البوليسية ويضربونه وإن كان في صلاة. فإما أن يقطع صلاته أو يضربونه ويضعونه على الأرض ويحملونه حملا إلى التحقيق. ومرة من المرات أخذوا مصحفا من أحد الإخوة ورموه في الخلاء أمام أعين الشباب في قندهار، وقتلوا أفغانيا عاميا – لا دخل له على الإطلاق – في معتقل معسكر قندهار عندما أراد الهروب ثم علقوه وهو ميت ثلاثة أيام حتى يكون عبرة، وكلما مر عليه أحدهم لكمه بيده، ثم زعموا أن سكتة قلبية أصابته. فالمعاملة كانت سيئة حتى في قندهار، وهذا بأيدي الأميركان، الذين كانوا يحققون معنا ويعذبوننا حتى بالكهرباء، وهتكوا أعراض إخوة عرب اعترفوا لنا بأنفسهم، فعلوا فيهم الفاحشة. قالوا انها حرب صليبية ثم نفوا، ولكننا رأينا بأم أعيننا أنها حرب صليبية رغم نفي رئيسهم بوش، فكانوا يستهزئون بالصلاة وأركان العبادة الظاهرة، يعتدون على الله ورسوله، وسب للمسلمين، فلو اكتفوا بتعذيبنا وتقطيع جلودنا ويأخذون من دمنا لكان أهون بكثير، أما أن ما فعلوه فلا يمكن لنا احتماله. حسبنا الله ونعم الوكيل. ولكن المسلمين سيسألون أمام الله عز وجل، فالنبي صـلى الله عليه وسلم يقول «من فك العاني فأنا ذلك العاني» وفي حديث آخر يقول «فكّوا العاني» فسنسأل يوم القيامة عن الإخوة الذين مازالوا موجودين في غوانتانامو، بعضهم يغتصب وتنتهك أعراضهم. • أبوزامل، كانت لك مشاركة مع أفراد المقاومة الكويتية أيام الغزو العراقي الغاشم على الكويت، ورأيت وسمعت ماذا فعل العراقيون بالأسرى الكويتيين، نريد منك مقارنة بين هذا مع ما فعله الأميركان بأسرى غوانتانامو؟ - الزامل: لا أرى فرقا كبيرا بين تعذيب العراقيين والأميركان، وإن كان تعذيب العراقيين كبيرا جدا وشيئا مهولا، فتعذيب الأميركان نفس المستوى، بل أكثر من العراقيين، ولعل البعض يظن كلامي مبالغة، ولكن لو رأيتم إهانة الأميركان لشعائر الدين، واستهزاءهم بالقرآن ويرمونه على الأرض، وفي الانترنت الآن صورة لعسكري أميركي يتبول على المصحف الشريف، وآخر يضع فوقه الصليب، وثالث يمزقه ويرميه بالمسدس، ويقول هذا قرآنكم فأين ربكم والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وإذا كان القراء لم يشاهدوا صور التعذيب في غوانتانامو فأغلبهم شاهد صور تعذيب الأميركان للمسلمين في سجن أبوغريب، يعرّون المسلمين ويضعونهم فوق بعضهم البعض، وهتك الأعراض، وربط الرجال من (..) ويجرونه من وراء ظهرهم، وهذا كله منشور في الانترنت، وكيف يهدمون المساجد بالدبابات، وهذه بعض الفضائح التي خرجت، وهي أقل مما يخرج من انتهاكات الأميركان والبريطانيين الذين أعدهم جنسا واحدا لأنهم متعاونون. وقصة الجندي الأميركي الذي يدعى «لي» أكبر شاهد على انتهاكاتهم ضد المسلمين، عندما كان يخاطب والدته عن الظلم الذي يرتكبه الجيش الأميركي وانتهاكاتهم لأعراض النساء واغتصابهم، وأن المقاتلين لهم حق في الدفاع عن أنفسهم في مقابل ما نفعله نحن لهم من قتل وظلم وغيره. وكذلك FBI عندما خرجوا من غوانتانامو وكان بعضهم شرفاء فتكلم عبر وسائل الإعلام عن انتهاكات لحقوق الإنسان وظلم ووحشية. فكانت معاملتهم وحشية جدا وبعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان. الطريق إلى غوانتانامو 3 تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات. هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء. تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل. وإليكم التفاصيل: عذبونا بكل شيء من فرشاة الأسنان وحتى الطعام... كان (بايت) ومعفن وفيه ديدان والبدلة من البوليستر القاسي الذي كان يتسبب في تشقق الجلد • هل تم ترحيل جميع الذين تم القبض عليهم في باكستان وأفغانستان إلى غوانتانامو أم احتفظوا بالبعض؟ - الزامل: الذي أعرفه أن جميع المعتقلين تم ترحيلهم إلى غوانتانامو، إلا بعضهم يتأخر فترة لأسباب التحقيق أو أسباب أخرى، والذين قبضوا عليهم معي كلهم أتوا إلى غوانتانامو، وبين فترة وأخرى يأتينا المزيد، حتى وصل العدد أيام وجودنا هناك أتوقع ألف شخص. - العجمي: أرجو ألا يظن أحد أن السجن فقط في غوانتانامو، فهناك سجون تتبع أميركا في أكثر من بلد في أنحاء العالم، فبعض الأخوة تم ترحيلهم إلى سجن الأردن الذي يعد أشد من غوانتانامو وهو أكبر سجن مخابرات، بالإضافة إلى سجون ألمانيا ومصر وغيرها، أحد الأخوة اليمنيين جاء إلى غوانتانامو من الأردن فقال ان التعذيب هناك أشد والمعاملة أشد سوءا، وكان الأميركان يهددون من لا يتعاون معهم بنقله إلى سجن الأردن، فإذا عذبوا الأخ تعذيبا شديدا قالوا سنذهب بك إلى الأردن حتى ترى التعذيب على حقيقته!! - الزامل: أخونا جمال محمد مرعي يمني، من منطقة ذمار في اليمن، أُخِذ من باكستان وكان يعمل معي في منظمة وفاء للأعمال الإنسانية، تم أخذه من مدينة كلكتل في كراتشي، بعد أحداث 11 سبتمبر بيوم واحد ألقي القبض عليه، ثم حولوه إلى الأردن مباشرة، حيث مكث في سجون الأردن 4 أشهر كانت تحقق معه هناك السلطات الأردنية، فما وجدوا عليه أو على المنظمة أي تهمة، حتى أنه ما أوذي أبدا ولم يضرب بالأردن، ثم أرجعوه مرة أخرى إلى باكستان، ومن باكستان تم تحويله إلى غوانتانامو. • أثناء وجودكم في معتقلات باكستان أو أفغانستان أو غوانتانامو، هل لاحظتم وجود جواسيس بينكم أو مدسوسين ينقلون لهم الأخبار وهم مسجونون معكم؟ أو أجهزة تنصت بالسجون؟ - الزامل: لدينا في غوانتانامو انتشرت مسألة الجواسيس، فكانت بين أوساط الشباب أناس وضعتهم السلطات الأميركية مختصين بالتجسس على المعتقلين ومحاولة لقط الأخبار منهم، ناهيك عن أجهزة التنصت الكثيرة جدا في المعتقل، بل حتى الكراسي التي نجلس عليها كان تحتها أجهزة تنصت، وفي الأماكن الأخرى تجد السماعة وهي في حقيقتها جهاز تنصت لاقط، وبثوا بين أوساط الشباب عدة جواسيس أغلبهم يحملون الجنسيات العربية، حتى أن الأسير أصابه الرعب وأصبح يشك في الجميع، ويخاف أن يتحدث مع أخيه الذي من نفس بلده، وهذا من التعذيب النفسي الذي كنا نعاني منه هناك. • كيف تعرفتم عليهم؟ - الزامل: الجواسيس الذين كانوا معنا في غوانتانامو كانوا معروفين لأنهم أصلا في السابق كانوا جواسيس في أفغانستان، وألقي القبض عليهم من قبل تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، وسجنوا في أفغانستان، بعضهم خمس سنوات وبعضهم أربع سنوات وبعضهم سنتين، بحسب ما سمعت والله أعلم، وعند دخول القوات الأميركية لأفغانستان، أخذوهم معنا إلى غوانتانامو، وهم أناس معروفون. • ما جنسيات هؤلاء الجواسيس؟ - الزامل: أعرف خمسة عراقيين، وواحدا سوريا، وواحدا إيرانيا.. وهم بأنفسهم يعترفون أنهم كانوا جواسيس للأميركان في السابق داخل أفغانستان، لكشف تنظيم القاعدة وإدارته. • يقال ان ثمة مشاجرات حصلت بين الأسرى وبين الجواسيس أدت إلى قتل أحدهم؟ - الزامل: لم يحصل قتل في غوانتانامو أبدا، أما المشاجرة بين معتقل مع جاسوس ربما يكون ذلك وقد سمعت شيئا من ذلك، ولكن لا أعلم في أي معتقل بالضبط، فالمعتقلات في غوانتانامو كبيرة جدا أكثر من 2 كيلو. • قبل ترحيلكم إلى غوانتانامو كنتم معتقلين في أفغانستان، فكيف علمتم بترحيلكم إلى كوبا؟ وما الذي جرى تحديدا؟ - الزامل: كنا نعرف أننا سننتقل من سجن إلى سجن ولكن أين بالضبط لم نكن نعلم، فكانوا يغطون أعيننا بنظارات سوداء ويغطون آذاننا ويلبسوننا قطعة على الرأس، و«ي***شون» اليد مع البطن والرجل، ويقولون لك: move ولا نعلم إلى أين نتحرك، وعندما صعدنا الطائرة أعطونا بعض الحقن وبعض الحبوب المنومة التي لم أشعر شخصيا بشيء إلا وأنا في غوانتانامو، حتى لما وصلنا هناك لم نكن نعرف أين نحن تحديدا، فكل واحد منا كان يتوقع أننا في بلد ما، ولم نعرف إلا بعد فترة من الزمن عندما أخبرونا المحققين علمنا أننا في غوانتانامو. - العجمي: في قندهار كانوا يأخذوننا على دفعات كل دفعة عددها 25 أخا، فأخذونا وأدخلونا في غرفة وكان الأسرى عراة، فكانوا يحلقون اللحى، وتأتي عاهرة تفعل بعض الإغراءات الجنسية لبعض الأخوة دون الزنى من أجل إغاظتهم أسأل الله أن يرفع عنهم ويستر عليهم في الدنيا والآخرة، والأخ مقيد ومغطى على عينه ولكنه عار ليس عليه شيء، لأنهم يعلمون أن هذه الأمور تغيظ المسلم، وكانت الكلاب البوليسية على استعداد للانقضاض متى ما تحرك الأخ، بل بعضهم كان يترك ال*** يهجم على رأس الأخ، ويمسكونه متى ما أحسوا أنه سيقضي على رأسه، فكان بعض الأسرى يصيحون ويغمى عليهم، فقيدونا ووضعونا إلى الأرض، ثم أدخلونا إلى طائرة صغيرة نفاثة سريعة مثل الطائرات الخاصة، أذكرها جيدا، لأنني كنت أرى بعين واحدة لم تكن مغطاة جيدا لوجود ثقب في الغطاء، وقبل إدخالنا الطائرة كانوا يفتشوننا تفتيشا خبيثا بعد أن ألبسونا وأخذوا بصماتنا. ثم حملونا إلى الطائرة النفاثة وكنا على الأرض، فطاروا بنا إلى مكان قريب لمدة ساعتين أو ثلاثة ساعات، وكانت المعاملة سيئة إذا تحرك الأخ أي حركة يضربونه قوات المارينز. ثم مشوا بنا إلى مكان معين لمسافة تقريبا 50 مترا ثم أخذونا إلى طائرة كبيرة لها أربع مراوح، وأظنها قاعدة معينة، والكلاب كانت تحيط بنا وهي على استعداد للانقضاض، وكنا 25 واحدا أنا كنت آخر واحد فيهم. - العازمي: قبل دخولنا الطائرة، كنا كما وصفوا لك الاخوة، وكانوا يحلقون شعورنا ولحانا، وتأتي امرأة تحاول إغراء بعضنا جنسيا وتلمس أجزاء من جسده لتفسد عليه دينه، وسط ضحكات الأميركان الذين يعدون هذه الأمور عادية لأنهم ساقطون وكالبهائم أجلكم الله، ويستهزئون بنا فيسألوننا هل تعلمون إلى أين ستذهبون؟ سنأخذكم إلى جهنم، لا لا سنأخذكم إلى الجنة، لا سنأخذكم إلى القطب الشمالي، ثم نقلونا في الطائرة من قندهار إلى غوانتانامو في رحلة تعيسة جدا وسط الأصفاد والقيود بلا طعام ولا شراب. • كيف كانت طريقة وضعكم داخل الطائرة؟ - الزامل: كنا م***شيا اليد مع البطن مع الرجل التي كانت مثبتة إلى الأرض، ومغطيا الأعين والآذان والرأس تماما، ويعطوننا حبوبا بين فترة وأخرى أظن أنها كانت منومة، ويطعموننا بايديهم تفاحة، لأن الرحلة كانت طويلة جدا، وعن نفسي لم آكل شيئا، لأنني لم أكن أشعر بنفسي أصلا حتى وصلت. - العجمي: لما صعدنا الطائرة الكبيرة العسكرية طارت بنا، وكان بعض الأخوة يصيح من الألم، وكانوا يعطوننا أبراً وحبوبا، وأنا أعطوني حبوبا بالقوة لأنني كنت أصيح عليهم أن يدي تؤلمني لأنها كادت تنخلع من مكانها بسبب قوة الرباط، فكلما نتحرك كلما اشتد القيد علينا، فطاروا بنا وكنت أرى فوقنا جنديا معه عصا سوداء مثل العصا الكهربائية، لأن الخوف والرعب يملؤهم مع أننا مقيدون، وطاروا بنا أكثر من 24 ساعة تقريبا. - العازمي: كان يستهزئون بنا طوال الطريق مع التعذيب، فمن يريد ماء يسكبونه على رأسه وهم يضحكون. ومن يتأوى من الألم يضربونه، ومن يرونه صاحيا يطعمونه حبوبا مخدرة رغما عنه، حتى وصلنا إلى غوانتانامو. • هل استطعتم النوم في الطائرة؟ - العجمي: غفونا غفوة التعب، ومن أثر الحبوب، ولم يكن نوم الراحة، فكنا نصحو وننام، وبعض الأخوة أعطوهم إبراً عن يميني وعن شمالي وكنت أراهم، فكان عن يميني بالطائرة الأخ جمعة الدوسري البحريني، وعن شمالي عبدالهادي الشارخ من السعودية، وأسمع صوتهم وهم يتألمون وكانوا معي في نفس العنبر في قندهار وفي الطائرة كذلك. • أفهم أن طريقة التعذيب فيها أخف من طريقة نقلكم من باكستان إلى أفغانستان؟ - الزامل: نعم أخف، لأنهم لو وضعونا في هذه الطائرة كما وضعونا في الطائرة التي أقلتنا من باكستان لمتنا ولا أظن أحدا منا سيعيش، فبذاك النقل لا يتحمل الإنسان أكثر من ساعتين. - العازمي: الوضع كان أخف ولكنه ليس خفيفا ففيها آلام وشدة، وكانت الدماء تسيل من أيدينا وأرجلنا بسبب القيود التي كانت محكمة علينا. • هل كانوا يعطونكم طعاما؟ - العجمي: نعم، ولكن مع الاستهزاء بالأخ فيعاملوننا كالحيوانات، وكنتم أراهم بعيني، فإذا احتاج الأخ إلى طعام يقدمونه له، وإذا بدأ في الأكل يسحبونه منه وهم يضحكون، وسط معاملة سيئة جدا، وكانوا ما يعطوننا من الماء إلا القليل. • وكيف تمكنتم من الصبر بلا طعام لأكثر من 24 ساعة؟ - العازمي: الإنسان يمكنه التحمل لأكثر من يوم بلا شراب ولا طعام، فالأميركان كانوا يجوعوننا على أيام، وفي هذه الطائرة كان يتعمد الأميركان عدم تقديم الطعام أو الشراب لنا. • وكيف يقضي المعتقل حاجته؟ - العجمي: إذا أراد أحدنا قضاء حاجته، فكان بجانبه أكياس خاصة، وبعض الأخوة إذا ألح بطلب دورة المياة فإنه يحملونه باستهزاء ويضعونه في الحمام وعليه أربعة من العسكر وهم الذين يخلعون ملابسه عنه، ورأيت ذلك بعيني، فيعدون إلى الثلاثة ثم يسحبونه مرة أخرى. • ما صحة أن بعض الأسرى تم تكديسهم في حاويات وقت النقل؟ - الزامل: نعم هذا صحيح، فبعضنا تم وضعه في الحاويات كما تحدث بذلك بعض الأخوة. • واضح من خلال حديثكم أن بعضكم كان يسمع كلام الأميركان في الطائرة، فما فائدة تغطية آذانكم؟ - العازمي: الأميركان إذا أرادوا مضايقة شخص أو إعطاءه طعاما فإنهم يرفعون إحدى السماعات، ثم يعيدونها إلى مكانها. • كيف كان استقبالكم في أول وصولكم إلى سجن غوانتانامو؟ - الزامل: كان استقبالنا سيئا للغاية فكانوا ينزلوننا من الطائرة وهم يرفسوننا، ونحن مقيدو اليدين والقدمين والبطن، ومغطون الأعين والآذان، وأمسكوني جنديان وأنا مقيد ركضوا بي بقوة ثم رموني حتى أن رجليّ نزفت الدم، ثم رمونا في شاحنة بالحذف، ثم ركبت هذه الشاحنة في سفينة سارت لمدة 30 إلى 45 دقيقة في البحر حتى وصلنا إلى غوانتانامو، ورمونا من الشاحنة إلى الأرض لما وصلنا بمعاملة لا تليق أصلا بالحيوان، فبعضنا سقط على رأسه وبعضنا على يده وهكذا، وبمجرد سقوطنا يأخذوننا إلى العيادة مباشرة، فيضعوننا في مكان يمكننا من الاستحمام ثم يعالجون أيدينا وأرجلنا وأعيننا من آثار القيود والأغطية، حتى أن جميع الأسرى كان فيهم أثر الدم بسبب الفترة الطويلة التي استمرت لأكثر من 24 ساعة، فبدأوا العلاج. العجمي: استقبلونا بصورة سيئة جدا، فعندما أنزلونا من الطائرة كنت أرى - كما أخبرتك سابقا - فاستقبلنا جيش المارينز (وأسميهم المايونيز) الأميركي وكانوا يلبسون لباس الشغب، فاستقبلونا بالضرب، وكنت عنيفا معهم قليلا لأنني أحب أن أمشي أو أجلس بالطريقة التي أرتاح لها فكانوا يضربونني لأي حركة أعملها، وأدخلوني في باص الأتوبيس الأصفر، من دون كراسي، وحشروا 25 أخا في زاوية واحدة، وأي واحد يتحرك يضربونه، إلى أن وصلنا المعسكر، ومعهم مترجم كلما صاح الجندي الأميركي ترجم له حديثه، ونزلنا إلى المعسكر فوضعونا على الأرض لساعات عديدة، حتى أن بعض الأخوة كان يصيح من شدة الألم والتعب، وكان بعض الأخوة يسقط فيجلسونه الأميركان، وكانوا يضغطون على رأس الأخ وظهره حتى يكاد ينكسر، وكنت أرى هذا الأمر، تخيل أنك مقيد أكثر من 24 ساعة، وطبيعة هذا القيد أنك كلما تحركت كان أحكم في الإغلاق. تركونا على الأرض لثلاث ساعات ثم أخذوني بعد أن كان شبه مغمى علي، لم أكن أعلم إن كنت في علم أو في حلم، ووضعوني داخل ممر في مخيم عاريا، وأعطونا أوراقا لنبصم عليها بالقوة فيها إقرار باسمي وأنني أسمح لهم في حال تحركي أو محاولة فراري أن يقتلوني، وعندما رفضنا التوقيع عليها وأن هذا مخالف للقانون قال لنا المــــــــترجم أن القانون في البحر ولا قانون هنا!! فالقوي يأكل الضعيف، فأدخلوني الزنزانة ووضعوني هناك لمدة أسبوعين كاملين، منعنا فيها من الحديث مع أي أحد كان، فقط يأتوننا بالطعام ونأكل، وأي واحد يتحدث أو يتحرك يدخلون عليه قوات الشغب ويضربونه ضربا مبرحا يسيلون الدم منه ثم يضعون عليه الضماد ويتركونه. - العازمي: وصلنا غوانتانامو تقريبا في وقت المغرب، وبدأ التحقيق مباشرة فور وصولي، وأنا أتحدث عن نفسي لا أعلم عن الباقين، يصاحبه الضرب، وتم تجريدي من الملابس بتقطيعها، وضربوني وغيروا القيود، زادوا القيود، فبعد أن كنت مقيدا بالحديد والبلاستيك، أزالوها عني ووضعوا بدلا عنها قيدا أكبر منه، عبارة عن سلسلة تربط اليدين وتمسك البطن حتى تثبت اليدين على البطن ويصعب تحريكها، وممدودة سلسلة ثالثة إلى الأرجل لتربطهما فأصبحت كلها قطعة واحدة، وبعد تقييدنا مشوا بنا على أرجلنا مسافات طويلة، من أول يوم، إلى مقر التحقيق ثم يرجعك تمشي وهكذا مع الضرب، حتى دخلت واستقررت بالزنزانة الساعة 2 فجرا، ونحن على جوع وعطش شديدين، وكنا من دون أي غطاء حتى الساعة الرابعة فجرا أتوني ببطانية واحدة، واستمرت التحقيقات من التاسعة من صباح اليوم التالي، ولم نتمكن من النوم طوال الليل. • وهل سلموكم عهدة، مثل اللبس أو لحاف أو غيره؟ - الزامل: أعطونا اللبس البرتقالي، وهو لباس من الجنز حار جدا، وغوانتانامو بطبيعتها حارة أغلب العام، ومكتوب عليه أنه مصنوع من مادة البوليستر مئة في المئة، وإذا أردت تحريك نفسك كأن تلعب رياضة أو أي شي فلا بد أن يتشقق جلدك، بسبب الحر الشديد والبوليستر، وأعطونا الفانيلا والسروال الطويل والشورت، وفرشاة الأسنان الصغيرة التي توضع بالأصبع، وهذه لوحدها عذاب نفسي لصغرها وكثرة سقوطها، ولم يعطونا أي شي آخر. وعذابهم معنا في كل شيء حتى الطعام الذي يعطوننا إياه بايت ومعفن وبه ديدان، وحتى لو أخبرتهم بذلك لغض الطرف عنه. • طبيعة السجن انفرادي أم الجميع مع بعضهم البعض؟ - العجمي: أول سجن هو سجن «اكس ري»، استمررنا به لمدة أسبوعين، وهو عبارة عن شباك متقاربة، انفرادي ولكن يمكن للأسير رؤية إخوانه الأسرى المجاورين له، كالأقفاص، وهو مكشوف لا يمنع المطر، بل مليء بالعناكب السامة التي قرصت أكثر من أخ ما اضطر الأميركان أن يقطعوا من لحمه، لأنها سامة جدا وكبيرة، إذا قرصت الإنسان تأكل من جسمه كله، وأي واحد يتكلم أو يرفع صوته يضربونه، وكان الأسرى يتبولون ويتغوطون في السطول فلا توجد حمامات، ويمنع أن تغطي رأسك بالبطانية، هذا إضافة إلى أننا مقيدون أصلا. وأذكر مرة أحد الإخوة السعوديين تكلم مع الضباط بخصوص قفصه الذي كان تحت الشمس مباشرة طوال الوقت، فرد عليه الضابط: اسكت وإلا أتيتك بقوة الشغب، أنا من الجيش الأميركي، ويشير إلى شارته، يريد التباهي بانتمائه. وأتوا فعلا بالشغب وضربوا السعودي ضربا حتى سال الدم منه، ولم نتمالك أنفسنا فبكينا عندما رأينا هذا الموقف، ولكن لا حول ولا قوة لنا إلا بالله، وكان الحال هكذا لمدة أسبوعين حتى فرج الله عنا وسمحوا لنا بالكلام. • في الأسبوعين الأولين كانت أيديكم مغلولة وأعينكم مغطاة؟ - العجمي: الأيدي كانت مغلولة ولكن الأعين منزوعة الغطاء، والتحقيق كان مستمرا 24 ساعة، وممنوعين من الحديث مع الإخوة، لظن الأميركان أن الأسرى سيتحدثون مع بعضهم البعض ويتفقون على أمر معين، فكانوا يخافون من ذلك، وشعارهم دائما « فرّق تسُد»، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من التفريق بين الأخوة. • كيف كان الطعام والشراب؟ - العازمي: كان طعاما سيئا للغاية، ولك وقت محدد للأكل والشرب، فمثلا يعطوننا الطعام ثم يقولون لنا ابدأوا الآن، ويعدون لنا ثم يسحبونه منا، كأننا في مسابقة، ولم نكن نعلم الوقت أو التاريخ، والطعام أصلا كان قليلا تأكله في ثوان معدودة. ولكنهم يفعلون ذلك لمجرد اللعب في نفسية المساجين. ولو كان السجين مريضا يريد الانتظار على الطعام قليلا فإنه يعاقب ويسحب منه الطعام، ويدخلون عليه فرقة الشغب فيضربوه، ويرشون عليه مادة معيّنة، والمواد الموجودة في غوانتانامو وكان يستخدمها الأميركان معنا مواد كثيرة، منها مادة مسيلة للدموع، وأخرى تخنق السجين، والثالثة الأخطر منها وقد جربتها أكثر من مرة، وجربها أخونا عبدالله العجمي كذلك رأيتهم يرشونها عليه أمامي، وهي مادة تحرق الجسم من دون ظهور آثار الحرق على الجلد، ولكنه نفس ألم الحرق تماما يستمر يلهب في جسدنا لمدة يومين تقريبا كأنه نار يحترق بها، وهذه المادة يرشونها إذا لم أسلم لهم الطعام في المدة المحددة. • هذه العقوبات تستمر معكم وأنتم في سجون انفرادية، وأياديكم وأرجلكم مغلولة؟ - العازمي: استمرت معنا الأغلال لفترة معينة ثم نزعوها عنا وجعلوا ثمة عقوبات لكل من لا ينصاع للأوامر بالمعسكر، فبمجرد أن يسأل عن الرقم ولا يجيبه المسجون، أو يغطي المسجون وجهه بالبطانية يحمي نفسه من البرد وهو نائم، فيأتونه فوراً بالكلاب البوليسية، ويرشونه بالمواد التي ذكرتها لك مع العصي والقوات الخاصة، كأنه جيش يريد الهجوم على دولة ما!! ويتحدثون معك بالمايكرفون ويصورون بالكاميرا ويصيحون: سلم بطانيتك وانزع ملابسك أنت الآن أمام القوات الأميركية وإلا سنداهمك، كأنه فيلم، وهذا يدل على شدة تأثرهم بالأفلام. ثم يداهمون السجن ويعرون السجين تماما، لمدة شهر يبقى عريانا «رب كما خلقتني»!! وطريقة زنازين التعذيب عبارة عن كونتينر مقسم على ثماني زنازين وكل واحد في زنزانة، وقد يبقى أحدنا مدة أربع سنوات في هذا الكونتينر بحسب العنبر. وعندما يرمون السجين عاريا يقاسي في وقت البرد من البرودة القارصة وفي وقت الحر من الحرارة اللاهبة، بعض الشباب نفذ عقوبة شهرين متواصلين عريانا وهو عبدالله العجمي بسبب موضوع ديني عندما رفض استهزاءهم بالقرآن الكريم، فدخلوا عليه العسكر وضربوه أمام عيني وجردوه من جميع ملابسه، وجلس شهرين!! فأين حقوق الإنسان عن زاعمي حقوق الإنسان. • كيف تم توزيع المسجونين على العنابر والسجون المختلفة؟ على أساس الدولة؟ أو الخطورة ؟ أو العمر؟ أو ماذا؟ - الزامـل: لم يكـن التوزيع علـــى حسب البلـدان، فكان بيننا أفغـان، وسعوديون ومن جميع الدول، فقد كنا من 48 دولة، وبين فترة وأخرى ينقلون السجين من مكـان إلىآخر، فكانت هناك عنابر كثيرة، مثل المعسكر الأول والثاني والثالث والرابع، كمثال، وكل معسكر كانوا يرتبون المساجين فيه بحسب الأحرف الأبجدية، والمكان الواحد فيه تقريبا 48 زنزانة انفرادية، 24 على اليمين و24 على العكس منهم، وبداية كان مكتبا على الباب حرف A يعني ألفا، وبجانبه F يعني فوكتور، وH يعني هوتيل، G يعني غولف، فكانوا يسمونهم بالأسماء الأبجدية بتوزيع خاص بهم لا نعلم ماهيته، ولا يشترط أن يكون هنا أناس خطرون وهناك أقل خطورة. وكانت السجون بمستوى واحد لا سجن أفضل من سجن، وبعد عامين من فترة السجن بغوانتانامو بنوا سجنا رابعا، يزعمون أنه أفضل من السجون الأول والثاني والثالث، وربما يكون هكذا عالميا كشكل، ولكن من الداخل بالتأثير على نفسية السجين والله إنه أقبح من الثلاثة الأخرى، فهذا مغلق يضعون فيه كل عشر مساجين على حدة في غرفة واحدة، والجميع يعرف لهيب غوانتانامو بلا تكييف أو تهوية، بينما غرف التحقيق كلها مكيفة بوحدات التكييف وبعضها نظام السنترال، بينما السجون الأخرى مفتوحة يأتيها الهواء من كل مكان بعض المساجين عندما يأتون غرفة التحقيق يتمنون عدم الخروج لفرحتهم بالهواء البارد، فكانت حربا نفسية، تجعل السجين بنفسه يتمنى المكوث أكثر في غرفة التحقيق. |
||||||||||
|
01-12-2010, 08:03 AM | #2 | ||||||||||
|
Thx :elvis: |
||||||||||
|
01-12-2010, 02:04 PM | #3 | ||||||||||
|
الف شكر ^.^ |
||||||||||
|
01-12-2010, 02:27 PM | #4 | ||||||||||
|
هو الموضوع دا خبــر .. |
||||||||||
|
01-12-2010, 07:38 PM | #5 | ||||||||||
|
شكرا |
||||||||||
|
01-12-2010, 10:27 PM | #6 | ||||||||||
|
كل دا ربنا يحرقهم بجاز |
||||||||||
|
02-12-2010, 12:54 AM | #7 | ||||||||||
|
يااااااااااه كل ده كلام وده انا اقراه ازاي |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
جرائم البشر فى حق انفسهم | .a7la-smile. | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 4 | 18-04-2014 04:00 PM |
أسوأ 10 جرائم في العالم | MiDo-Xp | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 4 | 12-12-2013 11:48 PM |
اهم جرائم اليوم ....26-2 | lil romeo | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 11 | 27-02-2011 06:25 PM |
اهم جرائم اليوم ...25-2 | lil romeo | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 11 | 26-02-2011 05:10 PM |