بـرج الحـمـام والفـئـران .. قصه جامده ..

[وائل شكرى]

.

كان برج الحمام في " القرية الخضراء " يموج بالحركة والنشاط .

حمام يطير ، وحمام يحط فوق البرج ، وحمام يحتضن البيض ، وحمام يطعم أفـراخه الصغيرة ، وحمام في حالة استرخاء .

وكانت بعض ذكور الحمام ترقص وتغني لبعض إناثها . كانت أصوات الحمام في مجموعها تبـدو وكأنها فرقة كورال يختلط فيها هديل كبار الحمام مع صوصوة أفراخها الصغيرة ، مع أصوات بعض العصافير الوافدة .

وكان منظر برج الحمام وهو تطل من عيونه بعض أفراده أو تحوم حوله جماعات منه بألوانها الزاهية المختلفة ، يبدو كانه لوحة فنية جميلة متـناغمة الألوان .

وكان السلام يملأ المكان .

***

كان كل ذكر من الحمام له أنثاه كزوجة وحيدة له ، ولا يفكر أبدا في أن يضايق أو يعتدي على أنثي ذكر آخر غيره ، ولا يقوم ذكر آخر غيره بالاعتداء على زوجته .


وفي بعض الأحيان كانت بعض العصافير تأتي إلى برج الحمام وتبنى لها أعشاشا صغيرة في ركن من أركان البرج .

لم يكن الحمام يعترض على ذلك لأن العصافير لم تكن تؤذي صغار الحمام وأفراخها ، وكانت تعيش معهم في سلام . و كان كل من يقيمون في البرج يعيشون في حب وانسجام .


ومع بذوغ فجر كل يوم كانت أسراب الحمام تغادر البرج بحثا عن الطعام لها ولأفراخها الصغيرة .وكانت في العادة تذهب إلى شوارع القرية وميادينها حيث كان أهل القرية يقدمون لها الطعام .

كان الناس يستمتعون بمنظر الحمام بألوان ريشها الجميلة ، وكانوا يقدمون لها الحبوب . ويلتقطون الصور التذكارية لها وهي تحط على أيديهم أو على أكتافهم .



وحينما تملأ الحمامة حوصلتها من الحبوب ، تسرع عائدة إلى البرج لتطعم أفراخها الجائعة وتعود مرة أخرى إلى الشوارع تبحث عن طعام جديد .

ومع المساء تعود كل أسراب الحمام إلى البرج ، لتنام حتى فجر اليوم التالي لتبدأ يوما جديدا .


***

وفي أحد الأيام هطل المطر غزيرا . وكان الجو شديد البرودة خارج البرج . ولكن الحمام لا يستطيع التوقف عن البحث عن الطعام وإلا ماتوا هم وأفراخهم الصغيرة من الجوع .

وفي أثناء عودة إحدى الحمامات إلى البرج رأت فأرة انتفخت بطنها بالأجنة الصغيرة , وكانت ترتعش من البرد ، وهي على مسافة قريبة من البرج .

تحركت مشاعر الأمومة في قلب الحمامة الطيبة ، وروت قصتها لبقية الحمام ، واقترحت أن يقوم بعض أفراد الحمام بحملها إلى داخل البرج لإنقاذها من الموت.

وافق الحمام على هذا الرأي وأرسلوا أربعة ذكور حمام أقوياء حملوها الى داخل البرج ، ثم قدموا لها الطعام والدفء حتى أصبحت قادرة على استعادة نشاطها

وكان المفروض أن تغادر الفأرة البرج إلى الحقول ولكنها فضلت البقاء في البرج .


وبعد أيام قليلة ولدت الفأرة عشرة فئران صغيرة ، وفضلت أن تحتفظ بهم في أمان داخل البرج بعيدا عن أعين البوم والثعابين والقطط الذين اعتادوا على أكل الفئران .


وكانت الفأرة الأم تذهب إلى الحقول لتحضر لهم الطعام وتعـود إلى البرج لتطعمهم .

وبالإضافة إلى ذلك فكرت الأم أن تذهب لتدعـو زوجها ليعيش معهم في البرج !

وحضر زوج الفأرة إلى البرج . ورأي كيف كان المكان جميلا وآمنا .

لا أحد يعتدي على أحد أو يضايقه.

لا قـطـط .. لا بـوم .. لا ثعابـين ، ولا شئ آخر غير الحب والغـناء والسلام .

وقام زوج الفأرة بشيء آخر . عاد الى الحقل وأحضر زوجاته الأخريات وأقاربه وأصدقاءه ليعيشوا معهم في برج الحمام !!!

وكبرت صغار الفئران . وولدت زوجات الفأر الأخريات العديد من الفئران الصغيرة , كما فعل ذلك أيضا أقارب وأصدقاء الزوج .

ولم يمض وقت طويل حتى امتلأ البرج بمئات الفئران . وتضاعف عددهم مرة ومرتين وثلاثة ومئة ،وشكلوا أغلبية في البرج بالنسبة للحمام .


فذكر الحمام يتزوج أنثي واحدة . وتبيض أنثي الحمام بيضتين فقط تفقسان له فرخين فقط من الحمام في كل مرة .

أما زوجات الفأر الواحد فتعـطي الواحدة منهن ما بين ست وعشر فئران في المرة الواحدة .

***

وفي أحد الأيام حدث شئ خطير في البرج .

كان موقفا سيئا للغاية بالنسبة للحمام .

الفئران الجديدة الوافدة احتلت معظم مساحة البرج ، ودفعت بالحمام إلى ركن صغير فيه !!!

أكثر من ذلك بدأت الفئران تهاجم أفراخ الحمام الصغيرة وتأكلها . وتأكل أيضا بيض الحمام !!!

العصافير لم تفعل ذلك أبدا من قبل !

وبالإضافة إلى ذلك ، كان ذكر الحمام الأبيض هو الذي يتولى قيادة الحمام وينظم حياتهم داخل البرج .

الآن بدأ الفأر الرمادي الضخم يقوم بهذا الدور !

وأصبح هو الذي يصدر الأوامر لكل من الفئران والحمام !

ولاحظ أهل القرية أن أعداد الحمام سواء في الشوارع أو في الميادين بدأت تتناقص يوما بعد يوم .

دهش أهل القرية لذلك ، ولكنهم لم يعرفوا السبب في هذا التناقص . وبدءوا يفكرون في هذه الظاهرة .

كانت الخطوة الأولي هى أنهم قاموا بزيارة البرج . وكانت هناك مفاجأة سيئة للغاية فى انتظارهم !!!

اكتشف أهل القرية هذا العـدد الهائل من الفئران داخل البرج . ولاحظوا أيضا عدم وجـود أفراخ حمام صغيرة ولا بيض حمام !

وأن هناك كثير من ريش الحمام وعظامها متناثرة هنا وهناك !

وكان من السهل أن يستنتجوا ما الذي كان يحدث داخل البرج . واستنتجوا أيضا أن الحمام لم يعد قادرا عن الدفاع عن نفسه ضد الفئران !

وكان من الضروري لأهل القرية أن يجدوا حلا لهذه المشكلة ، وأن يضعوا نهاية لهذا الوضع .

***

وفي اليوم التالي جمع أهل القرية أعدادا كبيرة من القطط ، وأخـذوها إلى برج الحمام الذي احتلت الفئران معظم مساحته .

وما أن لمحت القطط الفئران حتى هجمت عليها وقتلت وأكلت معظمها . ومن استطاع الهرب لم يتوانى في ذلك . وأخيرا عاد الحمام يمارس حياته السابقة مرة أخرى ، دون شعور بالخطر الذي دمر هدوءه وسعادته، وحرمه من أفراخه الصغيرة ، ومن بيضه .

وعاد الحمام أيضا يملأ سماء القرية بأسرابه العديدة , تحوم في حلقات دائرية ، وتقـوم باستعراضات حركية جميلة . أو تحـط في شوارع وميادين القرية بين سكانها الآمنين المسالمين.


ومرة أخرى بدأ أهل القرية يستمتعون بمناظر الحمام الجميلة ، ويلتقطون الصور التذكارية معها .

كما عاد أهل القرية أيضا يرددون أغنية قديمة من فلكلورهم الشعبي تقول كلماتها :


عندما تفكر في نفسك ، فكر أيضا في الآخرين

وما تتمـنــاه لنفسك ، تمنـاه أيضا للآخــــريـن

وما ترى أنه يضـرك ، لا تفعــله بالآخــريــن

وتذكر في كل الأوقات لن ينعم أحد بحيـاة

من غير الآخــــريـــن .

.

[Zembawi]

:onlinelong::onlinelong::onlinelong:

[Step_By_Step]

thanks you:mo13::mo13::mo13::mo13:

[iWannaDie]

قصه حلوه

[وائل شكرى]

يا ريت يا جماعه حد فيكم يفكر كده القصه دى بتفكرنا بأيه ؟؟؟

[MoST_WanTeD]

شكرا

[!_Secotrr_!]

شكــرا

[وائل شكرى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة !_secotrr_! عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

شكــرا

العفو يا برنس و انا كنت فاكر هتقولى مكرر كالعاده ههههههههههههههههههه

[omar007]

شكراااااااا
بس يا عمنا لو مكرررر هيقولك مكرررررر
هو مش بيقولك عند ولا رخامه ولا حاجه من دى

[™_King_Redsea_™]

:oao5:

[™LosTinPaRaDiSe™]

:wrd:

[L0RD_Slaiver]

:oao5::oao5::oao5:

[_KiTo_]

:ANSmile30::ANSmile30:

[Genar]

شكرا :oao5:

[Wise Knight]

جميله اوي مش فاكر بتفكرنا بايه ^^