احب ان اشارك بهذا الموضوع في مسابقة المنتدي التي يقيمها الاخ الكريم ليون
حكمة الثعبان وحيوانات اخري !
من يعرف الحيوان يعرف الانسان . ومن يفهم الانسان
يفهم الله .. ومن السهل ان نعرف الحيوان ومن الصعب
ان نفهم الانسان , ومن الاصعب ان ندرك الله .. اليست
كل العلوم الا محاولات من اجل ان نعرف شيئا عن اشياء
كثيرة في الارض او تحت الارض في نفوسنا او خارجها ..
الحيوان هو (( الطبيعة الصادقة )) .. او هو ((الفطرة )) .. دون ان يتدخل فيها
الانسان ليغيرها او يجعلها شيئا اخر .. وهذا هو الفارق بين حيوان الغابة
او حيوان السيرك .. او حيوان الاقفاص في الحديقة .. فالحيوان في الغابة
يعيش علي قدراته .. علي غرائزه . يستخدمها في الدفاع عن نفسه
وفي الحصول علي طعامه .. اما حيوان الحديقة او حيوان السيرك فهو
الحيوان الذي (( اذله )) الانسان بلقمة العيش .
انه حيوان (( موظف )) او (( مستخدم )) او ((سجين )) .. ونحن نعطيه الطعام
بشرط ان يبقي مكانه .. بشرط ان يهدأ .. او بشرط ان يقوم ببعض الحركات
ليتفرج عليها الناس .. فهو حيوان قد دربناه علي الا يكون حيوانا .. وانما علي ان
يكون خادما للانسان .. هذا الحيوان قد ضاعت منه فطرته .. ابتعدت عنه غريزته ..
وانما اصبح غريبا في عالم الانسان الغريب .. فلا هو في حاجة الي انفه لكي
يشم المخاطر القادمة ولا في حاجة الي عينيه ليري الفريسه ..
ولكننا اعطينا لغرائزه اجازة .. او عطلناها .. وقمنا بتشغيل عدد من الموظفين
والحراس يقدمون الطعام والشراب والعلاج ويتولون الحراسة والدفاع عنه..
ولذلك فحيوان الغابة هو الحيوان الذي يتصرف (( بوحي )) او (( بدافع ))
او (( بتوجيه )) من غرائزه .. وهذا الحيوان لا يعرف من اين جاءت هذه الغرائز
ولا كيف اكتسبها .. ولا كيف قام بتوريثها لصغاره سنة بعد سنة .. ثم ان الحيوان
لا يستطيع ان ينمي هذه الغرائز ولا ان يطورها .
مثلا : ثعابين البحر .. هذا الصغير جدا الذي ينتقل من اوربا و امريكا الي جزر
في منتصف المحيط .. يهاجر اليها كل سنة .. ليتوالد .. وبعد ان يتوالد يظل الصغار
في هذه الجزيرة وبعد سنتين تهاجر الصغار الي اماكن مختلفة من اوربا وامريكا.
ولكن هذه الهجرة لها قاعدة .. فالثعبان الذي له 115 فقرة في ظهره يهاجر الي اوربا..
والذي في ظهره 107 فقرات يهاجر الي امريكا .. اما الثعابين الكبار , من الامهات والاباء,
فتبقي في جزر الازوريس حتي تموت !
فالحكمة كلها في هذا الثعبان ..
والسلحفاة الخضراء .. انها تهاجر من البرازيل الي جزر (( المعراج )) علي مدي
1400 ميل في قلب المحيط الاطلنطي .. رحلة منتظمة لا تخطئ دقيقة واحدة ذهابا و ايابا .
وهناك فار ديموج الذي لا يزيد عن عقلة الاصبع .. اذا امسكته بعيدا عن وكره بميل واحد ,
فانه يظل يتدحرج ويجري ويتواري حتي يصل الي هذا الوكر .
والطيور تهاجر معتمدة علي نجوم السماء ..
واسماك السالمون تعتمد في هجرتها مئات الاميال علي طريق الرائحة ..
وقد اجري العلماء تجربة في المعمل علي احد القطط , وضعوه في غرفة ةخشبية
لها 24 فتحة , وخرج القط من الفتحة التي هي في اتجاه البيت الذي جاء منه .
ما معني هذا كله ؟
معناه ان هذه القدرات التي تراها خارقة كانت من اهم خصائص الانسان يوما ما ..
كان يعتمد علي عينيه في الرؤية .. وكان يعتمد علي انفه في الشم , وعلي اذنيه ..
فقد كان الانسان محاطا بحيوانات مفترسه شرسه , فاذا لم ينتبه لها تلاشي وانقرض
ولكن بقاء الانسان دليل علي انه استطاع ان يواجه البيئة المعادية و الحيوانات المتربصة .
ان الفيلسوف الالماني (( كنت )) يقول انه قد اتي علي الانسان حين من الزمن
لم يكن يبكي فيه وهو طفل ..لان الطفل لو بكي فان الحيوانات المفترسة تتجه الي
مصدر الصوت وتقضي عليه .. ولكن بعد ان اصبح للانسان بيت وباب ومفتاح لم يعد
يخاف الطفل ولا ابوه ولا امه ان يبكي .. فلا وحوش تنتظر هذا الصوت لتاكل صاحبه !
ولابد ان هذه الغريزة عند الانسان ايام كان في الغابة , قد ضعفت او تلاشت
عندما انتقل من الغابة الي الحقل ومن الحقل الي المدينة .. ان (( غريزة الغابة ))
هذه لم نعد نجدها الا عند بعض الصيادين .. فكثير من الصيادين يشعرون الوحوش
تلقائيا وتفادونها او يتصيدونها .. والصيادون يسمون ذلك : الحاسة السادسة ..
اي الاحساس المباشر الواضح برؤية الوحوش او سماعها عن بعد .. او الاحساس
بوقوع الحوادث في الغابة قبل ان تقع بوقت طويل .. ان هذه الغريزة كانت مركبة في
راس او قلب كل انسان عندما كان ف الغابة.. ولكنها (( انخلعت )) منه او (( انغرزت ))
قي لحمه حتي تلاشت ..
وقصص الصيادين لا عدد لها .. ولكن الصياد الشهير (( جيم كوبت )) يروي في كتابه
(( حدث ولم يحدث في الغابة )) كيف انه غير طريقه اكثر من مرة لمجرد ان لديه
احساسا بوجود نمر او اسد .. وهو لا يعرف كيف حدث ذلك .. هل هي رائحة الاسد ..
هل هو الصمت في الغابة .. هل هو ابتعاد الزواحف والقرده .. انه لا يعرف .. ولا يمكن
ان يقال انه تدرب علي هذه الاشياء بوعيه , وبعد ذلك اصبح الاحتراس والحذر بلا وعي ..
اي هل يمكن ان يقال انه كصياد اكتسب عددا من التجارب اصبحت لها قوة الغريزة ..
فلم يعد يفكر كثيرا في الاحتراس من الوحوش وانما يتصرف تلقائيا .
ان هذا ينطبق علي كثير من العادات في حياتنا .. كل عادة بدات بان تدربنا عليها بوعي
وتفكير .. وبعد ذلك اصبحت لا شعورية .. فالذي يقود سيارة .. او حتي يمشي كان
يحبو وهو طفل .. ثم تساند علي الاشياء .. ثم راح يمشي , وكان المشي مجهودا
فرديا عائليا . ثم اصبح لا شعوريا .. هذ يمكن ان يقال علي بعض الناس . ولكن لا يمكن
ان يقال علي الحيوانات , فهي تذهب الي اماكن لم تعرفها مطلقا وهي مدفوعة بقوة
خفية خارج الانسان والحيوان .
بل اننا نري بين الناس من يحس بوجود الماء تحت الارض بمجرد ان يمشي فوق الارض
وقد ذكرت حوادث كثيرة في هذا المكان في الاسابيع الماضية .. ولابد ان غريزة البحث
عن الماء والاهتداء اليه كانت احدي غرائز الانسان من الوف او ملايين السنين.. ولكن هذه
الغرائز او حتي هذه المواهب .. او هذه القدرات الخارقة موجودة عند (( بعض )) الناس ..
ووجودها دليل علي انها كانت عند الكثيرين ولكنها بالوقت واساليب الحياة المختلفة قد
توارت فلم تعد حيوية بالنسبة لاحد .
وكان الفيلسوف (( سقراط )) يقول : اننا عندما نعلم الطفل , نحن لا نضيف اليه شيئا جديدا
انما نحن نذكره بما كان يعرفه من قبل !
ولكن ما الذي جري للانسان في ملايين السنين !
لابد ان احد اجدادنا من ملايين السنين قد استطاع ان يصلب عوده .. ان يشد ظهره .. بعد ذلك
راح يمشي عليها .. وفي استطاعته ان يمسك الاشياء بيديه .. ان يمسك حجرا او شجرة
ومادام المشي اصبح اسلوبه , فالاشجار لم تعد تهمه .. ولذلك اتجه الي الارض .. وما دام
راسه مرفوعا , فان انفه اصبح اوسع .. وما دامت عيناه في وجهه , والي الامام , وليست علي
الجانبين كبقية الحيوانات الاخري , فان نظرته اصبحت امامه , واصبحت ضيقة .. مركزة .. ومنذ ذلك
الوقت واجدادنا يمشون علي ساقين وينظرون الي الامام بتركيز .. وربما كان التركيز هو الذي ادي
الي تطور هذا الحيوان اكثر من غيره من الحيوانات الاخري .. والتركيز هو الاهتمام بكل شئ
او بالاشياء واحدا واحدا .. وهذا الاعتماد علي الوعي هو الذي جعل الانسان لا يستد
الي غرائزه (( الفطرية )) او الي (( طبيعته الصادقة )) في الحياة والكفاح من اجل الحياة
ولذلك فالانسان قد ابتعد تماما عن غرائزه الاولي , وهذه الغرائز الموجودة عند الحيوان
وعند بعض الناس فقط الشاعر والساحر والراهب !
فهؤلاء الناس عندهم هذه الغرائز او هذه القدرات الغريبة التي يعتمدون عليها .. ولعلهم يشعرون
بقوي اخري خفيه خافية علينا .. منهم الذين يدركون الجمال واليقين في الكون .. ويرون ويسمعون
الموسيقي وينبهرون في للحقيقة الكبري في الكون ويرون ان الانغماس في الحياة اليومية
معناه : نفي لهم من رحاب الكون .. او تبديد لقدرتهم .. او تشتيت لملكاتهم .. ولذلك فان الشاعر
والساحر والراهب يشغلقون عيونهم واذانهم ووجدانهم عن (( الحياة العادية )) ويتجهون الي الحياة
غير العادية .. الي الكون كله .. يرون ما لا نري , ويسمعون ما لا نسمع ويعانقون الله سبحانه وتعالي
والفيلسوف الوجودي (( مارتن هيدجر )) عندما قال : انني ذاهب الي الحقيقة .. لا اسالها او اناقشها
وانما احني راسي لها .. وانتظر ماذا تامر به سيدتي !
ان هذه اللحظة الساحرة : هي الاستسلام التام لقوي خارج الانسان .. انها لحظة طاعة مطلقة
لحظة يتحول فيها الانسان الي حيوان غريزي .. يطيع ما لا يعرف ومن لا يعرف وما يريد ان يعرف !
ولكن الانسان في سعيه لان يعرف يريد ان يهرب من الضيق والتركيز وكلاهما ييبعث علي
التعب الذي يؤدي الي الملل .. ولكي يهرب الانسان من الملل , فانه يفتش عن الجديد
ويضع كل ما هو جديد في قانون .. ومن مجموعة القوانين يكون لنفسه صورة جديدة
من ابداعه او من اكتشافه .. هذه هي الحضارة الانسانية !
ورغم هذا لابداع الهائل للانسان في كل شئ , فانه بطبيعته ضيق الافق او لابد ان يركز
اهتمامه في مجال محدود .. هذا التحديد هو الذي يخنقه .
تماما كما نتفرج علي راقصة .. اننا ننظر الي لحمها وليس الي ثوبها ..
وكما نتفرج علي عارضة ازياء .. فاننا ننظر الي ثوبها وليس الي لحمها .
ولما ادركت بيوت الازياء العالمية ان عارضات الازياء يحاولن ان يكن راقصات
فينشغل الناس بالثوب وصاحبة الثوب , اختارت دور الازياء فتيات نحيفات
يابسات , اي ليست لهم اجسام .. وبذلك لا ينظر الناس الا الي الثوب فقط !
هذا التضيق .. هذا التركيز .. هذا التحديد .. هذا الخنق والاختناق هو الذي
يجعل الانسان مستغرقا في شئ واحد . هو مستغرق في شئ ونحن نجعله
يتعود علي ذلك .. كما ينشغل الحلاق بالشعر , والجزمجي بالجزمه , وكما ينشغل
مفتش الجمرك بالنظر الي الناس علي انهم اخفو شيئا . وانه لابد ان يعرفه
والذي ينظر الي احد رجال الشرطه وهو يعانق احد المتهمين فمن الواجب الا يري
في ذلك حبا وهياما .. وانما هو فقط يريد ان يعرف ان كان المتهم يحمل سلاحا في جيوبه ..
كل واحد ينظر الي شئ معين .. وتدور دنياه كلها حول ذلك .. وينشغل عن اي شئ اخر
في داخله او في خارجه ..
الا بعض الناس الذين لديهم هذه القدرات الخارقة , التي كانت موزعة بالعدل بين الناس
وختفت في النور .. اي كلما زاد النور , وارتفعت المصابيح وتطورت صناعتها وتعددت المهن
والمجالات . ضاعت هذه المواهب .. وماتت كما تموت الاسماك عندما تخرج في الهواء
او كما يموت الانسان اذا وضع تحت الماء .. او رائد الفضاء اذا خرج من السفينة بلا خوذة !
وما تزال هذه القدرات موجودة بشكل ما .. وفي استطاعتك ان تتذكر ولو مرة في حياتك
انك تحدثت عن فلان فوجدته امامك .. وا رفعت سماعة التليفون تطلب فلانا فوجدته علي الخط
او نهضت من النوم فزعا لانك رايت فلا قد داسته سيارة فوقع له الحادث في نفس الوقت الذي
صحوت فيه .. او سمعت صوت احد نادك وعرفت بعد ذلك ان صاحب الصوت كان في محنة , في
نفس الوقت الذي سمعت فيه هذا الصوت ..
وكثير من الامهات يعرفن جيدا اذا فكرت ف طفلتها التي تنام في غرفة اخري فان هذه الطفلة تصحو
او اذا ذهبت الي سريرها ووجدتها نائمة ثم نظرت اليها فان الطفلة تصحو .
اذكر انا شخصيا , انني عندما ركبت القطار من الاسكندرية الي القاهرة اغفيت
ربما دقيقة او دقيقتين .. وعندما فتحت عيني .. استغرق ذلك بضع ثوان , رايت
فيها يشبه الضباب ان جرسون القطار قد وقف وفي يده لوح زجاجي اخضر
وفجاة وجدت اللوح قطعتين .. واندهشت من سرعة ما حدت : ان انام واحلم .
وقلت لنفسي : ربما كان سبب ذلك انني مشغول بدراسة النفس الانسانية و اعماقها
ولكن حدث بعد ساعة , وهذا ما ادهشني , انه في نفس المكان الذي رايت فيه الجرسون
اصطدم به واحد من الركاب فسقطت الصينية من يده وتهشمت كل الاكواب !
ولابد ان اشياء من ذلك قد حدثت للكثيرين .. او لكل الناس .. ولكننا ننسي .. او لكننا
مشغولين بما هو (( عادي )) في حياتنا .. بما هو (( ضيق )) بما هو (( خانق )) لفكرنا ووجداننا .
ولكن الانسان في العصر الحديث بدا يضيق بهذا الضيق بدا يحطم قيود (( العادة ))
اوقيود (( الحياة العادية )) .. يريد ان يعرف .. يريد ان يفهم اعماقه هو .. يريد ان يسترد
القدرات الخارقة التي كانت عنده .. والتي نراها في صورها الواضحة الصادقة عند
حيوانات الغابة .. وعند عدد كبير من الشعراء والمتصوفين والرهبان والسحرة .
انني اذكر مقدمة كتاب بعنوان : (( صورة جديدة للكون )) .. ومؤلف هذ الكتاب
الصحفي الروسي (( اوسبنسكي )) .. يقول في المقدمة :
(( ان العالم كله مشغول الان بمؤتمر لاهاي .. نحن في سنة 1906 .
كل الصحف التي تلقيتها اليوم .. كل الرسائل .. ولابد من اكتب شيئا .. ان اقول رايا .. هذا طبيعي
ولكن ماذا الذي يمكن ان يقال ؟ هل اضيف كذبا الي الكذب .. اضيف سطرا الي الوف السطور
اضيف غموضا الي بقية الطلاسم .. لغزا الي بقية الالغاز .. لا يهم ابدا .. سوف يقال الكثير .. ولن يتغير
الا القليل .. سوف يبقي الملل بحرا بغير شواطئ .. ليلا بغير نجوم .. معني بغير محاولة لفهمه
شيئا بلا وزن ولا طول ولا عرض ولا ضرورة .. لقد مددت يدي الي درج مكتبي وسحبت الدرج فوجدت
هذه الكتب التي شغلتني هذه السنوات لانها شيء جديد .. ولانها تستحق كل الاهتمام
عظيم الاهتمام .. وهذه الكتب عناوينها : العالم الخفي .. الحياة بعد الموت .. قارة اطلانطس الغارقة
في المحيط .. السحر الاسود .. عصر الشيطان .. من الذي يعيش فوق .. هناك عقلاء في اماكن اخري
من السماء .. والانسانية لن تخسر شيئا اذا لم تكتب هذا المقال .. ولكنني اخسر الكثير جدا اذا لم
انحن علي هذه الكتب لانها طريقي الي نفسي .. الي اعماقي .. واعماق الناس .. ))
ان الذي احسه (( اوسبنسكي )) من ستين عاما هو بالظبط ما يجرف الفكر والوجدان في
العالم اليوم : يجب ان يعرف الانسان مالذي داخل الانسان .. ففي داخله الكثير فاليه والي
اعماقه يجب ان تتجه كل قدراته !
ولاول مرة في تاريخ الانسان نجد العلماء ابتدعو عقاقير كيميائية مهمتها ان يهرب الانسان
من هذا الواقع الي عالم اخر .. فاساس هذه العقاقير هو : كيف نهرب من واقعنا .. كيف نرفض
الواقع المؤلم ونعيش في خيال بعيد .. كيف نصنع لانفسنا جنات زائفة .. وفي هذه الجنات الزائقة
تنفيس عن الحقيقة الاليمة .
ولكن العلم الحديث خطا الي ابعد من ذلك .. فالعقاقير لم تكتف بهرب الناس
وانما اختارت (( تهريب )) الناس .. اي تهريبهم عن الوعي .. اي تهريبهم لكي
ياتوا لنا بمعلومات جديدة .. ان الكاتب الكبير (( الدوس هكسلي )) هو اول
من ارتاد هذا المجال فقد نشر في كتاب له بعنوان : (( ابواب الادراك ))
تجربته عندما تعاطي مادة المسكالين وراح ينقل الي جهاز تسجيل كل ما
يشعر به بينما راحت زوجته تصف ملامح وجهه .. انه كالذي قرر ان يغوص في
الاعماق وان يبعث الي الشاطئ بمعلومات عن الحياة في الاعماق .. او مثل
رواد الفضاء الذين يذيعون كل شئ يرونه او يشعرون به اولا باول .. حتي اذا
اصابهم شيء , لم تخسر الانسانية سوي افراد , ولكنها اكتسبت علما
فهم ذهبوا الي فوق ليصفوا لنا مالذي هناك ..
ان هذه العقاقير عي محاولات لرفع الانقاض عن القدرات الحقيقة للانسان
هي جلاء للمراة .. هي ازالة للصدا .
ولكن لماذا هذا الصدا ؟
نعود الي قصة القط والفار .. فقد اجري بعض العلماء التجارب عليهما , منها تجربة
تقليدية علي قط في معمل .. ربطوا سلكا يصل بين اذنه ومخه .. وكانوا اذا اطلقوا
صوتا فان المؤشرات ترتفع بشدة .. ولكن عندما اتوا له بمجموعة من الفئران واطلقوا
صوتا لاحظوا ان المؤشرات لا ترتفع .. لماذا ؟ لان القط قد تركز كل مخه علي الفئران
لدرجة انه لم يسمع الاصوات المدوية الي جوار اذنيه ..
وكذلك فقد يشغلنا شيء عن كل شيء .. تشغلنا حياتنا السطحية اليومية
العادية عن اعماقنا واكتشافها .. ولكن العلم الحديث يتجه الي معرفة السر
والسحر والقوي الخفية الخافية في كل نفس .
وبعد كل هذه المعلومات لازلنا لا نعرف شيئا سبحان الله والحمد لله علي كل شيء
اتمني ان ينال الموضوع اعجابكم ان شاء الله
وفي النهاية ان كنت اصبت في اي شيء فهو من عند الله وان كنت مخطئ فهو من نفسي