بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-09-2008, 09:24 PM | #1 | ||||||||||
|
/|\ معاوية بن ابي سفيان : الصحابي ، الملك ، المجاهد ، الإنسان /|\مجموعة (Seal Of Sun)/|\ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد، وأرضى اللهم عن ابي بكر ٍ الصديق مصدق الرسول وقت الشدة وصاحبه في وقت الضيق ، وارضى عن عمر بن الخطاب الذي حفظ الأمة وكان في وجه الفتن السد والباب ، وأرضى كذلك عن عثمان بن عفان الحيي التقي شهيد القرأن ، وارضى عن علي ٍ بن أبي طالب والد السبطين والصهر وابن العم ِ والصاحب ، وبعد : يزخر تاريخنا الاسلامي الطويل بالكثير من الأحداث والمراحل التي تعاقبت فيها الأمة حيناً بين فتوحات وانتصار وبين هزائم وانكسار في حين ٍ أخر وانهيار ، ولكن لا يختلف اثنان في انه كان تاريخاً حافلاً زاخراً بالاحداث التي اثرت في مصير هذه الأمة بل والعالم بأسره ... وإن من اكثر مراحل هذه الأمة حساسيةً هي مرحلة ما بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وما تبعها من استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه والخلاف الذي حصل بين كل ٍ من علي بن ابي طالب وبين معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما وأرضاهما ، وما حصل من جراء ذلك من معارك وخلافات وحوادث واغتيالات للعديد من صحابة رسول الله رضوان الله عليهم اجمعين .. وللأسف ، فلقد حوت كتب ومصادر التاريخ الكثير من الإفتراءات والدجل والاكاذيب والخرافات حين تناولت هذه المرحلة في بطونها ، وقد احتوت على ظلم كبير وقع في حق الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم ومنهم معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه وبنو امية عموماً ، وبعضٌ ممن كان معه من أمثال عمرو بن العاص رضي الله عنه .. ولهذا ، ووبفضلٍ من الله وتوفيق ٍ ومنّه ، فلقد خلصتُ الى جمع هذا التاريخ من مصادر موثوقة بعد بحثٍ وجهدٍ وعناء من مصادر موثوقة صحيحة السند مثبتة القوه ، حيث تتبعت كتب العلماء الموثوقين والضالعين في علم الجرح والتعديل الذي يمحّص رواة السير والقصص والأحاديث ويبين من منهم الصحيح الصادق ومن هو ذلك المدلس الكاذب المنافق .. وستكون هذه سلسلة كاملة شاملة حاوية لتلك الحقبة التاريخية من تاريخ امتنا الاسلامية بالتفصيل والدقة والأمانه ، مبرئاً بذلك ذمة صحابي من افضل واتقى وانقى صحابة رسول الله عليهم الصلاة والسلام ومن اكثر من تعرضوا للظلم والقدح والذم واللإفتراء ، وكذلك لواحد من أكثر من أحبهم وأجلّهم من صحابة رسول الله وأقتدي بهم ، هذا ولله الحمد من بعد ذلك والمنّه ، والله ولي التوفيق ... اولاً : الأسرة الأمويه لا يسعنا الحديث عن معاوية من دون الحديث عن الأمويين عموماً فهو منهم وينتمي اليهم ، وكذلك كان عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه ... ينتسب الأمويون الى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف حيث يلتقي ينو أمية وبنو هاشم عند عبد مناف في النسب ، وكان بنو عبد مناف يتمتعون بمركز الزعامة في قريش لا ينازعهم في ذلك من القبائل احد ، وكانت قريشٌ بأكملها تقر لهم بذلك وتسلم لها الرياسه .. كانت السلطة في مكة عبارة ً عن مراكز نفوذ تقررها الأهمية الإقتصاديه ، دون ان يكون لأسرة ما أو زعيم السيادة الكاملة على غرار ما كان لقصي زعيم قريش ٍ الأول ، وكذلك اشترك بنو عبد مناف معاً في جهودهم لتنظيم التجارة بين مكة َ وما حولها ، وهكذا كانوا يداً واحدة ً تتحرك معاً في غاية الإنسجام والتألف ، ولما ماتوا رثاهم الشعراء معاً دونما أي تفريق ٍ بينهم كما كانوا يمتدحونهم بلا اي فصلٍ كذلك ... هنالك روايات تقول بان خلافاً مستحكماً كان قائما ً بين بني هاشم وبني عبد شمس وأميه ، فهي تروي بأن هاشماً وعبد شمس ولدا ملتصقين او بما يدعى في زماننا هذا ( بالتوأم السيامي ) وأنه قد فصل بينهما بالسيف ، ولذا كان الدم بين ابنائهما لأجل ذلك ، وفي هذه الرواية خرافة واكذوبة واضحة لا تخفى على ذي لبٌ وعقل ، فلطالما سمعنا عن العمليات الجراحية المعقدة التي تجري من اجل فصل التوائم السيامية في زماننا الحاضر والتي غالباً ما تبوء بالفشل برغم التقدم في كافة المجالات الطبية والتكنولوجيه الموجود حالياً وذلك بسبب اشتراك التوائم في عدة أعضاء داخلية ٍ وخارجية ٍ على حدٍ سواء ، ولا أعتقد أن مجرد ضربة سيف ستحل هذه المعضلة بأي حال ٍ من الأحوال... ولكن هذا لا يعني انه لم يكن هنالك نوع ٌُ من التنافس بين الجانبين قبل الإسلام ، فذلك طبيعي في ضوء النظام القبلي في مكة أيام الجاهلية ، ولكنه لا يعدو كونه تنافساً كالذي يحصل بين الاخوة الأشقاء حتى ولم يصل ابداً الى مرحلة الكره والحقد والتربص ، بل وحتى انه وعلى الرغم من ذلك التنافس فلقد كانت العلاقات بين اشراف القبيلتين قوية ً وطيبه ، فقد كان عبد المطلب بن هاشم – زعيم الهاشميين في عصره – صديقاً لحرب بن أميه ، كما كان العباس بن عبد المطلب ابن هاشم صديقاً حميماً لابي سفيان كما برز ذلك جلياً في قصة اسلام أبي سفيان التي سنتناولها لاحقاً باذن الله تعالى ... موقف بني امية من الدعوة الإسلاميه : كان حال بني أمية من الدعوة في البداية كحال قبائل قريش ٍ بأسرها ، فقد انقسم الجميع ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ ومصدق ٍ ومكذب ومسلم ٍ وكافر ، وكما كان هنالك معارضون ومناوؤن للرسول عليه السلام من بني أمية فقد كان كذلك من بني هاشم وأشهر مثال ٍ على ذلك كان أبو لهب عم النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان اول من جهر بعداوة الاسلام حين جهر النبي عليه الصلاة والسلام بدعوته ، وكذلك كان ابو سفيان بن الحارث بن أبي طالب وهو ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام واخوه في الرضاعة حيث أرضعته حليمة السعدية أياماً ، فلقد عادى الرسول عداوة ً ما عاداه احد مثله قط ولم يدخل الشعب مع بني هاشم أثناء المقاطعة وهجا رسول الله وأصحابه وكان من المجاهرين بالظلم له ولكل من آمن به قبل الهجرة .. ومن ناحية اخرى فلقد كان في بني أمية سباقون الى الإسلام ممن كان لهم باع ٌ طويل ٌ في شان الأمة لاحقاً وأفضل مثال ٍ على ذلك اطلاقاً هو عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث عليه رضوان الله ، وكذلك كان اسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أميه في مرحلة الدعوة السريه ، وهنالك أيضا ً أبو حذيفه عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وغيرهم الكثيرون ... المصاهرات بين بني هاشم وبني اميه لم يكن بين بني هاشم وبنو اميه العداوة والبغضاء التي تظهرها كتب التاريخ الفاسدة ، بل ان الحقائق التاريخية تثبت بأن العلاقة بينهم كانت علاقة ابناء العمومة والإخوان والخلان والأصهار كذلك ، يتبادلون الحب والتقدير والإحترام ويتقاسمون الهموم والألام والأحزان ، فهم في نهاية الامر أبناء أب ٍ واحد واحفاد ُ جد ٍ واحد ، وأغصان شجرة واحدة قبل الاسلام وبعده ، وقد كانت بينهم العديد من المصاهرات قبل الاسلام وكان على رأس تلك المصاهرات مصاهرتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام حيث زوج ثلاثة من بناته لأربعة ٍ منهم ، ومن هذه المصاهرات : #عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميه ، فقد تزوج رقية بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن ثم بعد وفاتها تزوج بأختها ام كلثوم ، ولقب لذلك بذي النورين ... # ابو العاص بن الربيع بن اميه ، فقد تزوج زينب بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام وولدت له زينب ابنته أمامه ، وتزوجها من بعد ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه من بعد وفاة فاطمة الزهراء ... # رملة بنت علي بن أبي طالب ، وقد تزوجها معاوية بن مروان بن الحكم ... # زينب بنت الحسن المثنى بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حيث تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان ... # فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، تزوجها عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم اجمعين وأرضاهم ... ثانياً : معاوية بن ابي سفيان وأسرته الكريمة رضي الله عنهم وأرضاهم اجمعين نبدأ اولاً بذكر نسب معاوية بن أبي سفيان هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب .. هو أبو عبد الرحمن أمير المؤمنين وملك الإسلام القرشي الأموي المكي ، ولد قبل البعثة بخمس سنين وقيل بسبع وقيل بثلاثة عشره والأول أشهر ، كان رجلاً طويلاً أبيض مهاباً مهيباً جميل الطلعة حسن الهيئة ، كريماً عزيزاً شهماً اصيلا ، توسم فيه والداه الخير منذ طفولته دوناً عن كل اولادهم ، فقد قال ابو سفيان مرة وهو ينظر اليه وهو يحبو : ( ان ابني هذا عظيم الرأس ، وإنه لخليقٌ بأن يسود قومه ) فقالت هند بنت عتبة رضي الله عنها وارضاها : ( قومه فقط !! ثكلته ان لم يسد العرب قاطبة ) .. وعن إبان بن عثمان أنه قد قال : كان معاوية يمشي مع امه هند فعثر ، فقالت : قم لا رفعك الله ، واعرابي ينظر ، فقال : لما تقولين ذلك له ؟ فوالله اني لأظنه سيسود قومه . فقالت : لا رفعه الله ان لم يسد الا قومه ... وقد كان . # اسلام أبيه ابي سفيان رضي الله عنه : كان أبو سفيان من عتاة الجاهلية ومن اشد الناس عداءً للدعوة الاسلامية الى ما قبل الفتح ، الا أن الله اراد له الاسلام والهداية فأسلم قبل فتح مكة بقليل ، وقد اكرمه الرسول عليه الصلاة والسلام يوم الفتح حين جعل د*** بيته مأمناً للداخل ، وقد كان في ذلك تثبيتاً لقلب أبي سفيان وتكريماً له حيث ان رسول الله عليه السلام كان يحترم كبار القوم حتى وان لم يكونوا مسلمين كما دل على ذلك حديثه الشريف ارحموا عزيز قوم ٍ ذل ... وقد حسن اسلام ابي سفيان بعد ذلك وشهد المواقع وقدم للإسلام خدمات ٍ جليله ، فلقد شهد حنيناً مع رسول الله عليه السلام وشارك في حصار الطائف وفقد احدى عينيه أثناء ذلك ، كما وشارك في معركة اليرموك وفقد فيها عينه الثانية ، وبعد ثقيف أرسله رسول الله عليه الصلاة والسلام مع المغيرة بن شعبة لهدم اللات صنم ثقيف ، وقد كانت اللات معظمةً عند قريش ويحلفون بها ، ولذلك فان المشاركة في هدمها يدل على تغلغل الايمان في قلب أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه ... لم ينس أبو سفيان ما فعله قبل الاسلام ، لذا سعى جاهداً لتعويض ما فاته والتكفير عن ذنوبه في الجاهليه ، وقد قال عنه ابن كثير في كتابه الشهير البداية والنهايه : كان من سادات قريش ٍ في الجاهليه ، وتفرد فيهم بالسؤدد بعد يوم بدر ، ثم لما اسلم حسن اسلامه ، وكانت له مواقفُ شريفه ، وآثارٌ محمودة في اليرموك وما قبله وما بعده .. روى عن سعيد بن المسيب عن أبيه انه قد قال : فقدت الأصوات يوم اليرموك الا صوت رجل ٍ واحد يقول : يا نصر الله اقترب ، والمسلمون يقتتلون هم والروم ، فذهبت لأنظر اليه فاذا هو ابو سفيان تحت راية ابنه يزيد .. وروي بانه كان يقف يوم اليرموك على الكراديس فيقول للناس : الله الله ، انكم ذادة العرب وأنصار الإسلام ، وإنهم ذادة الروم وانصار الشرك ، اللهم هذا يوم ٌ من أيامك ، أللهم أنزل نصرك على عبادك ... وقيل مات سنة احدى او اثنتين او ثلاث أو أربع وثلاثين للهجره ، وقد قيل بان ابنه معاية صلى عليه وقيل هو عثمان بن عفان ، وله ثلاث ٌ وثمانون سنه وقيل بضعٌ وتسعون ، رحمه الله وأرضاه وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه في جنات الخلد والنعيم المقيم ... # أمه هند بنت عتبة بن ربيعه رضي الله عنها وأرضاها : هي ام معاويه ، أسلمت يوم الفتح بعد إسلام زوجها ابي سفيان وأقاما بالتالي على نكاحهما ، ولما فرغ رسول الله عليه الصلاة والسلام من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة رضي الله عنها وأرضاها ، وكانت هندُ حينها متنكرة ً خوفاً وخجلاً من رسول الله علي الصلاة والسلام ان يعرفها ، وذلك لما صنعت بعمه حمزة في غزوة احد ، ولقد بايعهن رسول الله عليه الصلاة والسلام على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ، ولا ياتين ببهتانٍ يفترينه من بين ايديهن وأرجلهن ، ولا يعصين في معروف . ولما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ولا يسرقن ) قالت هند : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجلٌ شحيح ٌ لا يعطيني ما يكفيني ويكفي ابني ، فهل على من حرج ٍ اذا اخذت من ماله من غير علمه ؟! فقال لها عليه الصلاة والسلام : ( خذي من ماله ما يكفيك ويكفي ابنك بالمعروف ) .. ولما قال عليه الصلاة والسلام ( ولا يزنين ) ، قالت هند : وهل تزني الحره ؟! فقال حينها عليه الصلاة والسلام وقد عرفها : ( وإنكِ لهند بنت عتبه ؟ ) فقالت : ( نعم ، فأعف عما سلف عفا الله عنك ) فعفا رسول الله عنها لأن الاسلام يجّبُ ما قبله . روى ابن سعدٍ بسنده عن عبدالله بن الزبير بن العوام أنه لما بايعت هند تكلمت فقالت : يا رسول الله ، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي إختاره لنفسه ، لتنفعني رحمك يا محمد ، فإنني امرأةٌ مؤمنة بالله مصدقةٌ برسوله ، ثم كشفت عن نقابها وقالت : أنا هند بنت عتبه ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( مرحباً بك) ، فقالت : ( والله ما كان على وجه الأرض اهل خباءٍ احب إلي من ان يذلوا من أهل خبائك ، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض من اهل خباءٍ أحب الي ان يعزوا من اهل خبائك )، قال : وأيضاً والذي نفسي بيده . ولما أسلمت هند وبايعت عادت الى بيتها فجعلت تكسر صنماً كان عندها حتى فلذته فلذة ً وهي تقول : كنت منك في غرور ، ولما رأت المسلمين ببيت الله الحرام قالت : والله ما رأيت الله عبد حق عبادته في هذا المسجد قبل الليله ، والله إن باتوا الا مصلين قياماً وركوعاً وسجودا... كان لهند في الجاهلية موقف مع زينب بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فقد كانت بمكة مع زوجها أبي العاص بن أبي الربيع وأرسل النبي عليه الصلاة والسلام إليها لتاتي الى المدينه ، وكان ذلك بعد بدرٍ ولم تكن دماء قريش قد جفت بعد ، وكانت هند قد اصيبت كما هو معروف بأبيها واخيها وعمها في تلك الغزوه ، وكانت تطوف على مجالس قريش ٍ وانديتها تذكي نار الثأر والحرب ، وفي الطريق التقت بزينب بنت رسول الله رضي الله عنها وأرضاها ، وكان قد تسرب خبر استعدادها للخروج لأبيها فقالت هند :أي بنت محمد ، بلغني انك تريدين اللحاق بأبيك ِ !! اي إبنة عمي ، أن كان لك ِ حاجة بمتاع ٍ مما يعينك في سفرك ، او بمال تبلغين به الى أبيك ِ ، فعندي حاجتك فلا تستحي مني ، فإنه لا يدخل بين النساء ما يكون بين الرجال ، تروي زينب رضي الله عنها ذلك وتقول : ووالله ما أراها قالت إلا لتفعل .. ويوم خرجت زينب رضي الله عنها وأرضاها ، تعرض لها رجال قريش يريدون ارجاعها ، فسقطت عن ناقتها وكانت حاملاً ، وسال منها الدم ، وسمعت هند رضي الله عنها بذلك فخرجت مسرعة ورفعت عقيرتها في وجه قومها قائلة ً : معركة ٌ مع انثى عزلاء ؟!! أين كانت شجاعتكم يوم بدر ؟! وحالت بينهم وبين بنت رسول الله وضمتها اليها تمسح عنها ما ألم بها ، وتصلح من شأنها ، حتى استأنفت الخروج الى أبيها في أمنٍ وأمان ، ولقد كانت هند امرأةً حازمةً شاعرة ً ذات عزةٍ وأنفه ... يروى في كتاب التبيين في انساب القرشيين ، بأن هند بنت عتبة كانت قبل أبي سفيان عند الفاكه بن المغيره ، وكان له مجلس يأتيه ندماؤه فيدخلون عليه من غير استئذان ، فدخلته هندٌ يوماً ولم يكن فيه أحدٌ فنامت فيه ، وجاء احد ندماء الفاكه فدخل المجلس ورأى هنداً نائمةً فخرج ، فلقيه الفاكه خارجاً ثم دخل فوجد هنداً نائمةً فقذفها بالرجل ( اي اتهمها بالزنا معه ) فشاع الأمر وانتشر الى ان اتفقوا على ان يتحاكموا الى كاهنٍ في بعض النواحي ، فحملها أبوها عتبة وخرج معهم الفاكه حتى اذا دنوا من الكاهن رآها أبوها متغيرةً مصفراً لونها ، فخلا بها وقال لها : يا بنيه ، مالي أراك ِ قد إصفرَ لونك وتغير جسمك ، فإن كنت ِ قد ألممت ِ بذنبٍ فأخبريني حتى أفلّ هذا الأمر قبل ان نفتضح على رؤوس الخلائق ، فقالت : يا أبتي إني لبريئه ، ولكني اعلم أننا نأتي بشراً يخطيء ويصيب ، فأخشى أن يخطيء فيّ بقولٍ يكون عاراً علينا الى آخر الدهر ، فقال عتبة أبوها : فإنني اذن لمختبره ، فخبأ له حبة برٌ في إحليل مهر ، ثم ربط عليها ، فلما اتى الكاهن قال : قد خبأت لك خبيئاً فما هو ؟! قال الكاهن : ثمرةٌ في كمره ، قال عتبة : بيّن ، فقال الكاهن : حبة بُرٌ في إحليل مهر ، فأجلسوا هنداً بين نساءٍ ثم سأل الكاهن ، فقام وضرب بيده بين كتفي هندٍ وقال : قومي حصاناً غير زانيه ، ولتلدنّ ملكاً يقال له معاويه ، فوثب الفاكه وقال : امرأتي ، فنزعت يدها من يده وقالت : والله لأحرصن على ان يكون من غيرك ، فتزوجها أبو سفيان وولدت له معاويه ، هذا وقد توفيت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، رحم الله هنداً بنت عتبة رضي الله عنها وأسكنها فسيح جنانه ، وجمعنا وإياها في جنات الخلد والنعيم ، اللهم أمين ... # من إخوان وأخوات معاوية رضي لله عنه وأرضاه يزيد بن ابي سفيان 1- وكان يقال له يزيد الخير ، وهو افضل بني سفيان ، أسلم يوم الفتح وشهد حنيناً ، وأعطاه النبي من غنائمها مائة بعيرٍ وأربعين اوقية كمعاويه ، واستعمله ابو بكرٍ على اول الجيوش التي أرسلها الى الشام وكانت مهمته الوصول الى دمشقٍ وفتحها ومساعدة الجيوش الاسلامية الاخرى عند الضروره ، وكان جيش يزيد ٍ أول الأمر ثلاثة ألاف رجل ، وقبل رحيل جيش يزيد أوصاه الخليفة أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه وأرضاه وصية بليغة ً عالية المستوى اشتملت على حكم باهرة ٍ في السلم والحرب ، وكان قد شيعه الى مشارف مكة ثم قال : إني قد وليتك لأبلوك وأجرّبك وأخرّجك ، فإن أحسنت رددتك الى عملك وزدتك ، وإن اسأت عزلتك ، فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك ، وإن أولى الناس بالله أشدهم تولياً له ، وأقرب الناس إلى الله أشدهم تقرباً بعمله ، وقد وليتك عمل خالد ( يعني خالد بن سعيد بن العاص وكان قد استعفى أبا بكرٍ فأعفاه ) فإياك وعبّية الجاهليه ( اي التعصب لما كان عليه أهل الجاهليه ) فإن الله يبغضها ويبغض أهلها ، وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالخير وعدهم إياه ، وإذا وعظتهم فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضاً ، وأصلح نفسك يصلح لك الناس ، وصل ّ الصلوات لأوقاتها بإتمام ركوعها وسجودها ، والخشوع ِ فيها ، وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم وأقلل لبثهم حتى يخرجوا من معسكرك وهم جاهلون به ، ولا ترينّهم فيروا خَلَك ( اي لا تطلعهم على دخيلة امرك فيكشفوا نقاط ضعفك ) ويعلموا علمك ، وانزلهم في ثروة عسكرك ( ليروا قوة المسلمين ويهابوا ) ، وأمنع من قبلك عن محادثتهم وكن انت المتولي لكلامهم ، ولا تجعل سرك لأعلانيتك فيخلط امرك ، وإذا استشرت فاصدق الحديث تُصدق المشوره ، ولا تخزُ عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك ، وأسمر في الليل بأصحابك تأتك الأخبار وتنكشف عنك الأستار واكثر حرسك وبددهم في عسكرك ، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم ٍ منهم بك ، فمن وجدته غفل عن محرسه فأحسن ادبه ، وعاقبه في غير إفراط ، واعقب بينهم الليل ، وأجعل النوبة الأولى اطول من الأخيره ، فإنها أسرهما لقربها من النهار ، ولا تَخَف من عقوبة المستحق ولا تلجّنّ فيها ، ولا تسرع إليها ، ولا تتخذ لها مدفعا ، ولا تغفل عن اهل عسكرك فتفسده ، ولا تكشف الناس عن أسرارهم ، واكتف ِ بعلانيتهم ولا تجالس العابثين ، وجالس اهل الصدق والوفاء وأصدق اللقاء ولا تجبن فيجبن الناس ، وأجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر ، ويدفع النصر ، وستجدون أقواماً حبسوا أنفسهم في صوامع فدعهم وما حبسوا انفسهم له ... رحمك الله يا أبا بكرٍ الصديق ما أبلغها وما أحسنها من خطبه ، ولقد قال عنها ابن الأثير رحمه الله : وهذه من احسن الوصايا واحسنها نفعاً لولاة الأمر ... ولقد إستفاد يزيد بن ابي سفيان من الوصية غاية الإستفاده ، ولما فتح الشام في عهد عمر ، ولى الفاروق يزيداً فلسطين وناحيتها ، ثم لما مات أبو عبيده إستخلف معاذ بن جبل ، ولما مات معاذ بن جبل إستخلف يزيد بن ابي سفيان ، ثم مات يزيد فاستخلف أخاه معاويه ، وكان موت هؤلاء كلهم في طاعون عمواس المعروف سنة ثمان عشرة للهجره ، وقيل مات يزيد سنة تسعة عشره بعد فتح قيساريه ، وقيل : بل مات قبل فتح قيساريه وإنما افتتحها معاوية رضي الله عنه ، وقد قال أبو اسماعيل محمد بن عبدالله البصري : جزع عمر على يزيد ٍ جزعاً شديداً ، وكتب الى معاوية بولايته على بلاد الشام ... عتبة بن أبي سفيان 2- يكنى بأبي الوليد ، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الطائف وصدقاتها ، ثم ولاه معاوية على مصر حين مات عمرو بن العاص ، وقد كان خطيباً فصيحاً حتى بأنه يقال أنه لم يكن في بني أمية أخطبُ منه ، وأقام بمصر والياً ثم توفي بها ، ودفن في مقبرتها سنة أربعٍ وأربعين للهجره ، وقيل سنة ثلاثة ٍ وأربعين ... عنبسة بن ابي سفيان 3- يكنى أبا عثمان ، روي عن أبي أمامة انه قد قال : لما حضر عنبسة الموت اشتد جزعه وجاءه الناس يعودونه فجعل عنبسة يبكي ويجزع ، فقال له القوم : يا أبا عثمان ما يبكيك وما يحزنك وقد كنت على سمت ٍ من الإسلام حسن وطريقة ٍ إن شاء الله حسنة ؟! فازداد حزناً وشدة بكاءٍ وقال : ما يمنعني ألا أبكي وان لا يشتد حزني من هول المطلع ، وما يدريني ما أشرف عليه غداً ، وما قدمت من كبير عمل تثقُ به ِ نفسي ... ام حبيبة رملة بنت ابي سفيان رضي الله عنها : 4- هي رملة بنت ابي سفيان زوج النبي عليه الصلاة والسلام وتكنى بأم حبيبه وهي بها أشهر من إسمها ، وأمها صفية بنت ابي العاص بن أميه ، ولدت رضي الله عنها قبل البعثة بسبع عشرة سنه وكانت قبل النبي عند عبيدالله بن جحش ٍ بن رباب بن يعمر الأسدي من بني أسد بن خزيمه ، أسلمت هي وزوجها وهاجرا الى الحبشة فولدت حبيبة وبها كانت تكنى ، وقد ارتد زوجها عبيدالله بن جحش عن الاسلام واعتنق النصرانية ومات وهو معاقر للخمر على تلك الحاله ، ولكنها تمسكت بدينها فاتم الله عليها هجرتها وابدلها بخير الخلق بدلاً من زوجها سيدنا محمد عليه صلوات الله وتسليمه ، وهي أقرب نساء الرسول اليه نسباً واكثرهن صداقاً ، يقول الذهبي عنها: وهي من بنات عم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس في ازواجه من هي اكرم نسباً اليه منها ولا في نسائه من هي اكثر صداقاً منها ولا من تزوج بها وهي نائية الدار ابعد منها ، عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحبشة وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار ، وجهزها بأشياء .. ومن بعض مناقبها رضوان الله عليها : - أنها كانت ممن هاجر في الله الهجرة الثانية الى الحبشه - انها أكرمت فراش النبي عليه الصلاة والسلام من ان يجلس عليه أبوها وهو مشرك ومن مناقبها كذلك ما روى ابن سعد ٍ والحاكم عن عوف بن الحارث انه قال: سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة زوج النبي عليه السلام عند موتها فقالت : قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر فغفر الله لي ولك ِ ما كان من ذلك ، فقالت عائشة رضي الله عنها : غفر الله لك ذلك وتجاوز وحللك من ذلك ، فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت الى ام سلمة فقالت لها المثل ، ولقد توفيت سنة أربع وأربعين للهجرة في خلافة أخيها معاوية رضي الله عنهما وأرضاهم أجمعين ... أم الحكم بنت أبي سفيان رضي الله عنهما : 5 – هي ام عبد الرحمن بن ام الحكم ، كانت عند نزول قوله تعالى { ولا تمسكوا بعصم الكوافر} ( الممتحنه 10 ) تحت عياض بن غنم الفهري ، ففارقها حينئذٍ فتزوجت عبدالله بن عثمان الثقفي .. عزة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما : 6- عرضت ام حبيبة على الرسول أن ينكحها ، وبين لها رسول الله عليه الصلاة والسلام انه لا يجوز الجمع بين الاختين في الاسلام حينئذ ٍ ، وقد توفيت سنة اربعة وأربعين للهجره ... أميمة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما : 7- ولدت ابا سفيان بن حويطب بن عبد العزى وجويرية ، وقد ذكرها ابن قدامة في التبيين في أنساب القرشيين باقتضاب ... # زوجات معاوية بن ابي سفيان : ميسون بنت مجدل ال***ي : 1 – ولدت له يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكذلك امة رب المشارق التي ماتت صغيره ، وكان معاوية يجل ميسون ويحترمها الا انها كانت تحن الى مرتع الطفولة في الباديه ، وتكثر ذكر اهلها وحياتهم البسيطه وصوف عيشتهم ، وبعدهم عما يكدرهم ، وزهدت حياة القصور والجواري ، ذكرت مرة مسقط رأسها فتنهدت وبكت فقالت لها بعض حظاياها : ما يبكيكِ وانت ِ في ملك ٍ يضاهي ملك بلقيس ؟ فأنشدت قائلة : لبيت ٌ تخفق الأرواح فيه .... أحب إلي من قصرٍ منيف ِ وبكرٌ يتبع الأظعان سبقاً ... أحب إلي من بغل ٍ زفوف ِ و***ٌ ينبح الطراق عني ... أحب إلي من قط ٍ أليف ِ ولبس عباءة ٍ وتقر عيني ... أحب إلي من لبس الشفوفِ وأكل كسيرة ٍ في كِسرِ بيتي ... أحب إلي من أكل الرغيف ِ وأصوات ُ الرياح ِ بكلٍ فج ٍ ... أحب إلي من نقرِ الدفوف ِ وخِرقٍ من بني عمي نحيف ٍ ... أحب إلي من علج ٍ كليفِ خشونة عيشي في البدو أشهى ... إلى نفسي من العيش ِ الطريف ِ فما أبغي سوى وطني بديلاً ... فحسبي ذاك من وطن ٍ شريف ِ وقد سمعها معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنها وهي تنشد فرق لحالها وطلقها وأرسلها الى اهلها بعد ان حملها كل ما في قصره ، وقد أرسل معها إبنها يزيداً فنشأ في البادية فصيحاً طليق اللسان ... 2 – فاختة إبنة قرظة بنت عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف، وقد ولدت له عبد الله وعبد الرحمن ، وكان عبدالله يكنى بأبي الخير ، أما عبد الرحمن فقد مات صغيرا ... 3 – كنود بنت قرظة وهي اخت فاخته، تزوجها منفردةً بعد وفاة ِ أختها ، وهي التي كانت معه يوم افتتح قبرص .. 4- نائلة بنت عمارة ال***يه ، انجبت له إبنته رملة والتي تزوجها عمرو بن عثمان بن عفان ، وهند بنت معاوية التي تزوجها عبدالله بن عامر ، وكذلك عائشة وعاتكة وصفيه ، وقد طلقها معاوية ولم تبقى في عصمته .. # اسلام معاوية بن أبي سفيان وبعض ٌ من فضائله اسلم معاوية مع أبيه واخيه يزيد رضي الله عنهم يوم الفتح وهذا على المشهور ، ولكن يروى عنه بأنه قال : أسلمت يوم القضية _ أي عمرة القضاء في العام السابع للهجره_ ولكن كتمت إسلامي عن أبي ، ثم علم بذلك ، فقال لي : هذا اخوك يزيد وهو خيرٌ منك على دين قومه ، فقلت له : لم آل نفسي جهد ، ولقد دخل الرسول عليه الصلاة والسلام مكة في عمرة القضاء وإني لمصدقٌ به ، ثم لما دخل عام الفتح أعلنت اسلامي وأظهرته ، فجئت رسول الله عليه الصلاة والسلام فرحب بي وكتبت بين يديه ، وشهد معاوية مع رسول الله حنيناً وأعطاه مئة ً من الإبل وأربعين اوقية ً من الذهب ، وله رضي الله عنه الكثير من الفضائل نذكر منها : من القرأن الكريم 1- - إشترك معاوية في غزوة حنين والتي قال فيها الله تعالى{ ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذك جزاء الكافرين } ( التوبة 26 ) ، ولقد كان معاوية رضي الله عنه ممن شهدوا غزوة حنين وكان من المؤمنين الذي أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم .. - كان كذلك ممن وعدهم الله تعالى بالحسنى ، قال تعالى { لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة ً من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير } ( الحديد 10 ) ، ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله تعالى بالحسنى فلقد أنفق في حنين ٍ والطائف وقاتل فيهما ... من السنة النبوية الشريفه 2- قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم اجـعله هادياً مهدياً واهد به ) ، سنن الترمذي كتاب المناقب، باب مناقب معاوية، حديث رقم (3842)، وانظر صحيح الترمذي حديث رقم (3018 ) ... وروى مسلم في صحيحه (رقم 2501) من حديث ابن عباس: أن أبا سفيان قال: يا نبيَّ الله، ثلاثٌ أَعطِنيهنّ. قال: نعم. قال: عندي أحسنُ العربِ وأجملُه "أمُّ حَبيبة بنت أبي سفيان"؛ أُزوّجُكها. قال: نعم. قال: ومعاوية تجعلُه كاتبا بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمّرني حتى أقاتل الكفار كما كنتُ أقاتلُ المسلمين؟ قال: نعم. وهنا تحذير يلزم ذكره ، فإن معاوية رضي الله عنه كان من كتاب الوحي الذي يكتبون ما ينزل الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من القرأن ، وإن قذفه وشتمه والتشكيك في دينه وإتهامه بالفواحش لهو ذنبٌ وإفك ٌ كبير ، فلو كان معاوية سيغدو كذلك لكان الله تعالى سيعلم بلا شك بذلك وهو الذي يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، ولكان نهى رسول الله عن ان يجعل معاوية كاتب وحيه حفظاً للكتاب من يديه لو كان كذلك وهو الذي تعهد بحفظ كتابه الى أبد الدهر كما هو معروف ، فالتشكيك إذن في معاوية بن أبي سفيان هو تشكيك مبطن في صحة القرأن الكريم ، نعوذ بالله من الوقوع في ذلك ابدا ... - عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّ عُمَيْر بْنَ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّه أَتَى عُبَادَة بْنَ الصَّامِتِ ، وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحَةِ حِمْصَ ، وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ ، قَالَ عُمَيْرٌ : فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا ، قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ ، قَالَ : أَنْتِ فِيهِمْ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ ، فَقُلْتُ : أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : لَا . رواه البخاري (2924). قال الحافظ ابن حجر في " الفتح: (6/120) قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ .. - و أخرج الإمام أحمد ، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول : اللهم علّم معاوية الكتاب و قه العذاب . فضائل الصحابة (2/913) إسناده حسن. من أقوال الصحابة والسلف الصالح 3- - عَنْ هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ، سَمِعْت ابْن عَبَّاسٍ يَقُوْل : مَا رَأَيْت رَجُلا كَانَ أَخْلَق لِلمُلْكِ مِنْ مُعَاوِيَةَ ، كَانَ النَّاسُ يَرِدُوْنَ مِنْهُ عَلَى أَرْجَاءِ وَادٍ رَحْبٍ ، لَمْ يَكُنْ بِالضَّيِّقِ ، الحَصِرِ ، العُصْعُص ، المُتَغَضِّب . رواه عبد الرزاق في " المصنف " (20985) . إسناده صحيح . - سئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان ، أم عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا ؟ أخرجه ابن خلكان في " وفيات الأعيان " (3 /33) ، و بلفظ قريب منه عند الآجري في " الشريعة " (5/2466). - عن الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عز وجل. أخرجه الآجري في " الشريعة " (5/2466) ، واللالكائي في " شرح السنة " (2785) وسنده صحيح. - عن أبي أسامة ، قيل له : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد. أخرجه الآجري في " الشريعة " (5/2465) ، والخلال في " السنة (666) بسند صحيح. - قال عبد الله بن المبارك رحمه الله : معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ، يعني الصحابة . أخرجه ابن كثير في " البداية والنهاية " (8/139) - سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس . أخرجه الخلال في " السنة " (2/434) بسند صحيح . - قال الربيع بن نافع الحلبي : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه . أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية " (8/139). - عن مهنا قال : سألت أحمد عن معاوية بن أبي سفيان فقال : له صحبة . قلت : من أين هو ؟ قال : مكي قطن الشام . أخرجه الخلال في " السنة " (653) . قال المحقق : إسناده صحيح . - عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال : قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبي صلى الله عليه : " كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي ؟ قال : بلى ، قلت : وهذه لمعاوية ؟ قال : نعم ؛ له صهر ونسب ، قال : وسمعت ابن حنبل يقول ما لهم ولمعاوية ... نسأل الله العافية. أخرجه الخلال في " السنة " (654) . قال المحقق : إسناده صحيح . - عن أبي طالب أنه سأل أبا عبد الله : أقول معاوية خال المؤمنين ؟ وابن عمر خال المؤمنين ؟ قال : نعم ؛ معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما ، وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما ، قلت : أقول: معاوية خال المؤمنين ؟ قال : نعم . أخرجه الخلال في " السنة " (657) . قال المحقق: إسناده صحيح. - عن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبا عبد الله وسئل : من أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ قال : من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني " . أخرجه الخلال في " السنة " (661) قال المحقق : إسناده صحيح. - عن أبي إسحاق قال : ما رأيت بعده مثله يعني معاوية. أخرجه الخلال في " السنة " (670) . قال المحقق : إسناده صحيح. - عن أبي طالب قال : سألت أبا عبد الله يُكتبُ عن الرجل إذا قال: معاوية مات على غير الإسلام أو كافر ؟ قال : لا ، ثم قال : لا يُكَفّر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن فضائله رضي الله عنه: اتفاق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وهما من الصحابة ، ولهما المكان الأعلى والأمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأى ، وحسن الفكر ، وتمام النظر على تأمير معاوية رضي الله عنه على الشام . حتى قال ابن عباس في الحديث الذي ذكرناه سابقاً : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على ارجاء واد رحب ، لم يكن بالضيق الحصر والعصعص المتغضب– رواه عبدالرزاق في ( المصنف )( 20985 ) : عن معمر ، عن همام بن منبه ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : ....فذكره . وسنده صحيح . قال محب الدين الخطيب رحمه الله : سألني مرة أحد شباب المسلمين ممن يحسن الظن برأيي في الرجال ما تقول في معاوية ؟ فقلت له : و من أنا حتى اسأل عن عظيم من عظماء هذه الأمة ، و صاحب من خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه مصباح من مصابيح الإسلام ، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره. حاشية محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم ( ص95) . لا تنسونا من صالح دعائكم و الرجاء الدعاء لمحمد حسام Love_Allah رحمه الله و القادم اجمل ........فقط مع مجموعة Seal Of Sun |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة DiaBlo ; 07-09-2008 الساعة 04:34 AM
|
06-09-2008, 01:34 AM | #2 | ||||||||||
|
الف شكر على الموضوع الجميل والاكثر من رائع مشكور جدا تحياآآآآآتي |
||||||||||
|
07-09-2008, 04:36 AM | #3 | ||||||||||
|
up up علشان حرام مجهود زي ده يضيع علي الفاضي |
||||||||||
|
07-09-2008, 04:38 AM | #4 | ||||||||||
|
شكراً يا باشا موضوع جميل تسلم ايدك .. |
||||||||||
|
07-09-2008, 07:00 AM | #5 | |||||||||||
|
اقتباس:
العفو يا باشا ^^ |
|||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
ماذا سيحدث لنا إذا عرفنا ربنا الملك مالك الملك | SŦorm | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 2 | 20-06-2015 04:58 AM |
كيف تكتشف أو تكتشفين كاميرات التصوير في غرفة قياس الملابس( حكم الملك فى لعبة الملك ) | Un_Wanted | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 26 | 23-12-2009 07:53 PM |