بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-05-2011, 02:43 AM | #1 | ||||||||||
|
أراها دائماً امامى تلك العِــمارة شامخة الأدوار .. تقف بجبروت غريب .. وكأنها اقتنعت أن من بداخلها لن يتخلوا عنها أبــداً! أراها بطوابقها المتعددة ونوافذها المغلقة .. المعتمة! .. أراها وكأنها انبعثت من العدم .. انبعثت من كل نقطة سوداء فى القلوب! .. وحيث أنى أستطيع التخفى والمرور من بينكم وداخلكم – ولا تسألونى كيف ومتى - قررت التعرف على ساكنيها .. من يكونون؟ .. بما يفكرون؟ .. ماذا يصنعون؟ .. ها قد دلفت من بابها الضخم .. ها قد دلفت لأنتهى إلى ساحة يتوسطها مصعد كهربائى ... تزّين بلافتة كبيرة تحمل كلمة تُثقل صدر من يراها "مُعطـّــل " ..! وعندما رأيتها علمت أن تلك الدرجات السُلَّمية ستكون الصديق صعوداً وهبوطاً .. إن شاء القدر بالهبوط ! .. وبدأت ... بدأت صعوداً غير مرئى .. وما زال السؤال يداعب عقلى .. من يكونون؟! الـــدور الأول .. ها قد وصلت دورنا الأول وبابٌ قد أُغلق على من بداخله .. دلــفت كالإشعاع من بابه المغلق .. لأجد ساكننا الأول جالساً أمام شاشة حاسوبه .. وقد تركّز بصره على ما حرم ربّه .. يحدق بعينيه تارة ويغلقها تارة .. اقتربت أكثر من رأسه اقرأ ما يدور بعقله الغائب .. وما وجدت سوى كلمات مبعثرة تذروها هش الرياح .. سيأتى يوماً لأتوب وأعود لربى! .. سيأتى يوماً لأتزوج وأنسى كل هذا! .. ما زلت صغيراً وموتى ليس بالقريب! وبعد عامٍ كررت زيارتى لساكننا .. آملاً أنه وجد يوم توبته المنتظر .. ولكن ما وجدت ساكننا .. بعد أن وجده يومٌ آخر .. غير مُنتظــر! الــدور الثاني .. استكملت صعودى على سلم ملأتهالأتربة والصدأ لأجد دورنا الثانى وبابٌ تلَّون بألوان الورود .. نسيت غلق بابها .. وجلست فوق سريرها الوردى .. لتقرأ كلماته والتي طالما داعبت قلبها .. " أٌحبك أكثر من نفسى " .. " أنتى ملاكٌ يحلق فى سماء قلبى " .. " سأنتظرك فى عِشُّـنا الصغير صباحاً " .. " لا تتأخرى يا رائعة عمري " .. وعندها احتضنت ورقتها الصغيرة إلى صدرها .. وأغمضت عينيها قليلاً ثم نهضت .. وبدأت تفكر .. ما ستقول لأمها غدا لتتعلل به عند الخروج .. صباحاً! وعندما كررت زيارتي فى العام الذى يليه .. وجدت ساكنتنا .. وعلى نفس سريرها الوردي .. ممسكة بنفس الورقة .. بكلمات اختلفت عن سابقتها .. " تحتّم علىّ السفر .. وربّما .. ربّما أعود! .. " الــدور الثالث .. استكملت صعودي نحو الدور الثالث وقد ظهرت الشقوق فى الحوائط .. وتعجبت من ساكني تلك العمارة كيف لا يرون سوء عمارتهم من داخلها؟! .. أم أن بريقها من خارجها أعماهم عن باطنها!! ها قد وصلت إلى بابنا الثالث .. وكالعادة .. مررت من خلاله ... جلست فوق الأريكة وقد خط الشيب فى راسها ... تحادث صديقتها من جوالها الحديث .. " ما شاء الله عليه .. ولدي لا يفوته فرضٌ من الفروض " .. " ولدي مثال للأدب والأخلاق " .. " ما فى أحنُّ علىّ من ولدي" .. وقليلٌ .. وبعد أن أغلقت هاتفَها رددت على مسامعها بصوت منكسر " ما زال صغيراً وغداً سيكون ولدي الأفضل " .. وقليلٌ أخرى ودخل الصغير الكبير .. وقد أحاط كفه بعلبة سجائره .. وأحاطت سلاسل الدنيا برقبته .. " أمي .. أريد مالاً للخروج مع أصدقائي الليلة " ... ولم تفكر ساكنتنا كثيراً لتخرج ما اراد وأكثر .. ناصحة له نصيحتها المعتادة ... " لا تخبـــر .. أباك .. !" وعامٌ مضى وكررت الزيارة .. لأجد ساكنتنا .. وفوق نفس الأريكة .. وإلى نفس الصديقة تتحدث .. " ولدي مظلوم " .. " ولدي لا يعرف المخدرات " .. " ولدي ... " .. وأكملت حديثُها ... بكاءاً! الــدور الرابع .. استمررت فى الصعود وكدت أسقط فوق احد الدرجات المتهدّمة .. حتى وصلت إلى دورنا الرابع للتعرف على ساكنآخر .. من سكان عِمارتنا .. عِمارة الأوهام ... وقف أمام فراشه يرتّب فى حقيبة سفره .. وقد أمسك ببرواز يحمل بين طياته صورة زوجته الحبيبة وأبناءه الثلاثة .. تأملهم كثيراً ثم احتضن بروازه ووضعه فى هدوء فوق ملابسه داخل الحقيبة .. ودخلت زوجته وعلى ملامحها حزن الفراق .. " أنتي الآن مسؤولة عن ابي وأمي وأولادنا .. لقد اشتريت لكم تلك الشقة بما تبقى من مال الأرض والمنزل بقريتنا .. والباقي دفعته للرجل الذى سهّل لنا السفر إلى إيطاليا على تلك العبّارة .. حلم حياتنا على وشك أن يتحقق .. وسأرسل لكِ المال بمجرد وصولي وحصولي على عمل يحقق لنا ما نتمناه .. " ومر العام وكررت الزيارة .. ولم أجد ساكننا .. ولا أهله وذويه .. وعند السؤال .. قالوا ..... " بلعته مياه البحر .. " :: .. عِمارة الأوهام .. :: الــدور الخامس .. ها قد وصلت إلى الدور الخامس بعد تخبط فى الظلام فى تلك العمارة رديئة الباطن ... جلس يحتسي كوباً من الشاي مع صديقه المقرّب.. يحدثه بحماسٍ قوى .. " كيف تبدأ بمثل تلك الوظيفة البسيطة يا رجل؟ ! " .. " هل نسيت ما نحمله من شهادات جامعية؟! " .. " يجب أن نبدأ على قدر شهاداتنا " .. " لا يمكن أن أفعل مثلك أبداً .. وأبدأ بعمل بسيط كهذا!" .. " أشرَفٌ لى أن أجلس بمنزلنا ولا أعمل بعيداً عن تخصصي .. أو فى عمل لا يليق بشهادتي الجامعية! .. ". وبعد عامٍ كررت الزيارة .. وقد أمسك بسماعة الهاتف يحادث نفس الصديق بصوت فقد حماسته .. " مبارك عليك الترقية صديقى والنقلة المميزة فى عملك .. " .. " نعم فأنت تعلم .. ما زلت أبحث عن وظيفة جيدة تليق بشهادتي الجامعية .. " ثم وضع الهاتف جانباً .. وبدأ فى إكمال .. نفس كوب الشاي ..! الــدور السادس .. سلمٌ مرهق بالفعل .. تحملته بأتربته الخانقة حتى وصلت إلى الدور التالى .. وبابٌ فُتح على مصراعيه ... تعجبت كثيراً وأنا أنظر إليها وقد وقفت أمام مرآتها تضبط حجابها وعلى شفتيها ابتسامة راحة - بعد اقتناع تام- أن الحجاب فرضٌ عليها لا اختيار .. وعندما انتهت من ضبطه مدت يديها لضبط " البادي الأحمر " و " البنطلون الجينز الأزرق " ... لينتهى الأمر بنثر عطرها النفاذ والذى ملأ جنبات غرفتها ..! ومر عامٌ وكررت زيارتي .. وقد جلست ساكنتنا على سريرها أمام صديقتها تتحدث إليها قائلة .. طبعاً مقتنعة إنه فرض عليَّا .. بس تعبت بجد .. كل لما اظبط " الأوصَّة " الحجاب يغطيها .... لكن إن شاء الله أنا نويت "والنية لله" إنى بليل هصلي صلاة استخارة وأشوف هكمل لبس الحجاب على طول " ولا فى رمضان كفاية ؟!! " ... |
||||||||||
|
01-05-2011, 04:36 AM | #2 | ||||||||||
|
مكرر يا سعد وانا كنت عامله مره يغلق # |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|