حفظ بياناتي ؟

1/01/2023

22/05/2024_hema

22/05/2024_hema

END_shaher_01/12/2024

Ahmed_k_nayel_01_12_2024

END_02/12/2024

END 30/12/2024

END 06/12/2024

END 28/12/2024

END 30/12/2024_waiting

END 30/02/2025_Belal

END 06/01/2025

END 12/01/2025

END _14/01/2025_Karuoke

END _14/01/2025_Karuoke

25/01/2022

QueenSro_01_10_2024

Ahmed_k_nayel_01_12_2024

ibrahim_END 07/1212024

END 30/12/2024

END 12/01/2025

END _14/01/2025_Karuoke

 الـجـروب الـرسـمى لـلـمـنـتـدى FaceBook | Official Group 



قـسـم شـهـر رمـضـان الـمـبـارك 2020 هذا القسم مخصص طوال شهر الصيام المبارك للتعرف على جميع مايهم قيامة فى الشهر الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-2010, 09:01 PM   #1

AbuiYad
عضو جديد





• الانـتـسـاب » Aug 2010
• رقـم العـضـويـة » 73046
• المشـــاركـات » 28
• الـدولـة » مدينة الملوك
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
AbuiYad صـاعـد

AbuiYad غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى AbuiYad

افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




سوف اكتب 5 موضيع علي أدعية وأذكار رقق قلبك

ان شاء الله ويارب اكون عند حسنا ظنكم في

وانا هتختصر ال5 موضيع في موضوع واحد ان شاء الله

نبداء

للذكر شأن عظيم، ومنزلة عالية في الدين، فهو سبب لمحبة الله - عز وجل - للعبد، وبسببه يحصل العبد على شرف ذكر الله - تبارك وتعالى - له كما حكى الله - سبحانه وتعالى - في كتابه قائلاً: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}1، وهو سبب لمغفرة الذنوب والآثام قال الله - عز وجل -: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}2، وهو جلاء القلوب ودواؤها قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: إن لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله - عز وجل -3، وكيف لا يكون جلاء للقلوب وقد قال الله - تبارك وتعالى - مقرراً لهذه الحقيقة: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}4، وكيف لا تطمئن القلوب الذاكرة وهي السابقة لغيرها فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سيروا هذا جمدان، سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات))5، وذكر الله - عز وجل - يتنوع ويتعدد، فمنه ما هو في اليوم والليلة، ومنه ما هو للباس، ومنه ما هو للنوم، ومنه ما هو للأكل والشرب و... إلخ.

وسنبقى مع أذكار الصباح والمساء، وهي من الأذكار التي غفل عنها الكثير من الناس - إلا من رحم الله عز وجل -:

1. قراءة آية الكرسي، والمعوذتين، وسورة الإخلاص ثلاث مرات.

2. "أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم، وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم، وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر، وعند المساء يقول: أمسينا، وأمسى الملك لله".

3. "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور".

4. "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي؛ فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".

5. "اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك" (أربع مرات).

6. "اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر".

7. "اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت" (ثلاث مرات).

8. "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم" (سبع مرات).

9. "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".

10. "اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً، أو أجره إلى مسلم".

11. "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" (ثلاث مرات).

12. "رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً" (ثلاث مرات).

13. "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث؛ أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

14. "أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم: فتحه، ونصره، ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشره ما بعده".

15. "أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى ملة أبينا إبراهيم، حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".

16. "سبحان الله وبحمده" (مائة مرة).

17. "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" (عشر مرات).

18. "سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته" (ثلاث مرات إذا أصبح).

19. "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً" (إذا أصبح).

20. "أستغفر الله، وأتوب إليه" (مائة مرة في اليوم).

21. "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" (ثلاث مرات إذا أمسى).

22. "اللهم صل وسلم على نبينا محمد" (عشر مرات).

هذه جملة الأذكار التي تقال كل صباح ومساء، والتي هي ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فينبغي على العبد المؤمن المحافظة عليها، وتعليمها لمن يعولهم، ومن لا يعرفها من المسلمين.

نسأل الله - عز وجل - أن يهدينا سبلنا، وأن يوفقنا إلى كل خير، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأصلي وأسلم على خير البرية، وأزكى البشرية محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن أجمل الكلمات، وأحسن العبارات، وأفضل اللهجات، وأصدق الهتافات، حين يرفع الرجل يديه إلى السماء فيقول: يارب أسأت، أخطأت، قصرت، زللت، أذنبت، فحاشاه إلا أن يكون الجواب منه - سبحانه وتعالى -: عبدي قد غفرت، وسامحت وسترت، وصفحت

إن الملوك إذا شابت عبيـدهمُ في رقهم عتقـــوهم عتق أبرارِ

وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقني من النار

فما أحوج المرء إلى أن يكثر من رفع يديه إلى السماء مخبتاً مستغيثاً، مستنجداً متوكلاً على ربه؛ قد انطرح بين يديه، وناداه بلسان الذل والافتقار، ورجاه بحال الخوف الاضطرار، ممتثلاً قول الله - عز وجل -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}1، وقول الله: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}2.

ومن تأمل نصوص الشريعة رأى بوضوح أنها قد دلتنا على تخصيص بعض الساعات بنوع إجابة للدعوات كوقت السحر، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات، وعند نزول المطر، وعند التحام الصفوف، وغيرها من الأوقات التي جاءت في النصوص.

وهناك أوصاف وحالات يستجاب فيها الدعاء كدعوة الوالد على ولده، والمظلوم على ظالمه، ودعوة المسافر؛ لما ثتب في الصحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر))3، وقد يجتمع للمرء أكثر من موطن للدعاء؛ لاسيما المسافر في شهر رمضان؛ فإن له دعوة مستجابة في سفره، وموطن آخر هو كونه صائم، وثالث قبل فطره؛ فيكون قد اجتمع له ثلاثة مواطن للدعاء فيها، وكلها مستجابة.

ومن المسلمين من يكثر السفر في رمضان إما لطبيعة عمله، أو لظروف خاصة؛ فمثل هذا حري به أن يكثر من الدعاء في سفره؛ لاسيما وهو في شهر الخير والعتق من النار، والعطاء من العزيز الغفار، فقد كان السلف يستغلون أوقات سفرهم بالدعاء والإخبات لاسيما في شهر رمضان، فالله الله أخي الصائم المسافر في استغلال هذه الفرصة التي قد لا تعوض، استغلها بالدعاء لنفسك، ولوالديك، ولإخوانك المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، ولسائر المسلمين في كل مكان حتى يكتب لك الأجر والمثوبة، والمضاعفة المصحوبة بفضيلة الزمان والمكان، ويؤمن المَلَكُ على دعائك فيقول: "ولك مثله".

نسأل الله - تعالى - أن يوفقنا لذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد فرض الله الصلاة على عباده، وجعلها ركناً من أركان الإسلام، ودعامة من دعائمه العظام، يقول الله آمراً بها: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}1، ويقول: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}2 ومعنى أقاموا الصلاة أي أدُّوها كاملة من غير نقصان، بل كاملة بشروطها وأركانها، وواجباتها وسننها، وهكذا ينبغي أن تؤدى الصلاة؛ حتى تكون نافعة لصاحبها، منجية له من عذاب الله.

فإذا انتهى المسلم من أدائها؛ فإنه يستحب له أن يتبعها بالاستغفار، وقراءة الأذكار الشرعية التي وردت بها السنة، وهذه الأذكار لها أجر كبير، ومن هذه الأذكار ما يلي:

- أن يقول المسلم بعد سلامه من صلاته: "أستغفر الله" ثلاث مرات، ثم يدعو ويقول: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام"3.

ثم يذكر الله فيقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد"4، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"5.

ثم تقول: "سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين مرة)، الحمد لله (ثلاثاً وثلاثين مرة)، الله أكبر (ثلاثاً وثلاثين مرة)، فهذه تسع وتسعون، ثم تقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"6.

وتقرأ كذلك سور: "الإخلاص، والفلق، والناس" ثلاث مرات بعد صلاتي الفجر والمغرب، ومرة بعد الصلوات الأخرى7.

ثم تقرأ: آية الكرسي؛ وهي بعد بسم الله الرحمن الرحيم: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}8 مرة واحدة عقب كل صلاة مكتوبة9.

ثم تدعو: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً" بعد السلام من صلاة الفجر10.

وتقول: "اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبادَتِكَ"11.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، ونسأله الجنة ونعوذ به من النار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

· رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

· رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

· رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

· رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

· رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّار

· رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء

· ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

· رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ

· رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد

· رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

· رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء

· رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب

· رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا

· لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين

· رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

· رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ

· رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ

· رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ

· ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

· ربنا هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

· اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني

· ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ، إنها ساءت مستقرا ومقاما

· اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال

· اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم

· اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال

· اللهم آت نفسي تقواها , وزكّها, أنت خير من زكّاها , أنت وليّها ومولاها

· اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع, وقلب لا يخشع , ونفس لا تشبع , ودعوة لا يستجاب لها

· اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت , ومن شر ما لم أعمل

· اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك , وتحول عافيتك , وفجاءة نقمتك , وجميع سخطك

· اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

· اللهم اهدني وسددني ، اللهم إني أسألك الهدى والسداد

· اللهم إني أسألك العافية

لقد منَّ الله على عباده المؤمنين من هذه الأمة المباركة بمنن كثيرة، فكان منها ما هو عام لهم ولمن سبقهم من الأمم، وكان منها ما اختصهم به من خصائص وفضائل، ومن هذه الخصائص العظيم: شهر رمضان المبارك؛ الذي جاء في فضله نصوص كثيرة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ومن هذه الفضائل أن الله - سبحانه - جعل فيه للصائم دعوة مستجابة عند فطره فقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: ((الصائم لا ترد دعوته))1، وروي في الأثر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين))2، وفي هذين الحديثين يخبرنا الصادق المصدوق - عليه الصلاة والسلام - بأن للصائم دعوة مستجابة عند فطره، وذلك في كل يوم من أيام صيامه فرضاً كان أو نفلاً.

ولعل من الحكم في أن دعوة الصائم مستجابة أن الصائم يكون منكسر القلب، ضعيف النفس، قد ذل جموحه، وانكسر طموحه، واقترب من ربه، وأطاع مولاه، وترك الطعام والشراب خيفة منه، وكف عن الشهوات طاعة له - سبحانه -، فمن دعا الله وهو بهذه الحال، وألح عليه بالسؤال؛ فإن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه؛ كما أخبرنا - عز وجل - في كتابه أثناء الحديث عن آيات الصيام حيث يقول - سبحانه -: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}3 يقول ابن سعدي - رحمه الله -: هذا جواب سؤال سُئله النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}؛ لأنه - تعالى - الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو قريب أيضاً من داعيه؛ بالإجابة، ولهذا قال: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}"4.

وتأمل معي - أيها المبارك - قوله - جل جلاله -: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، ولم يقل بعد قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} فقل لهم، أو فقل، بل حذف ذلك؛ مما يدل على سرعة إجابته لدعاء عبده المؤمن؛ بخلاف الآيات التي فيها سؤال للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة أو من غيرهم كسؤالهم عن الأهلة؛ فقد قال الله - تعالى -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}5 فأتى بقل، وهكذا في كل آية فيها سؤال للنبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي في الجواب: {قل}، بخلاف آية الدعاء فهي الوحيدة في القرآن التي لم يأت فيها {قل} وفي ذلك أسرار لعلنا قد ذكرنا بعضها- والله أعلم بمراده -.

والمؤمن إذا دعا الله من قلب صادق، وتوفر في دعاءه شروط إجابة الدعاء، وانتفت الموانع من ذلك؛ استجاب الله الدعاء؛ لأن الله - سبحانه - قد وعد بأن يجيب الدعاء، ووعده صدق وحق لا مرية فيه {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}6، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا}7؛ يقول الله - سبحانه -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}8؛ وهذا المؤمن الصادق في إيمانه، الخليفة الثاني عمر - رضي الله عنه - يقول: "إني لا أحمل هَمَّ الإجابة، ولكن أحملُ هَمَّ الدعاء، فإذا وُفِّقْتُ للدعاء جاءت الإجابة"9؛ وهي ثقة أكيدة، وتعبير صادق؛ بأن الله سيجيب دعاء من دعاه، لكن الهمَّ الذي يحمله هو همُّ التوفيق للدعاء.

فعلى المؤمن اللبيب أن يستغل ذلك الوقت الفاضل في الدعاء، فإنه كثيراً ما ينشغل الناس عن استغلاله بتجهيز الإفطار، والاستعداد للصلاة، وما أشبه ذلك، فناج ربك، واسأل مولاك من بيده خزائن الأرض والسموات، اسأل ربك وأنت في تلك الحال قد ضمرت أحشاؤك، وخوت أمعاؤك، وجفت شفتاك، وخشع قلبك، وانكسرت نفسك، فيجيبك ربك، ويعطيك سؤلك، ويحقق مرادك.

يا رب عفوك ليس غيرك يقصد يا من له كل الخلائـق تصمد

أبواب كل مملك قد أوصـدت ورأيت بابك واسعاً لا يوصد

ما أحوجنا - أخي الصائم - في هذا الزمان إلى أن نمد أيدينا إلى الله داعين لأنفسنا ولآبائنا، وأمهاتنا وأبنائنا، وأهلينا، ولجميع المسلمين في كل مكان.

نسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يتوب علينا وعلى جميع المسلمين؛ إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يفرح العبد المؤمن، ويدخله السرور والأنس؛ حين يقف بين يدي ربه - تبارك وتعالى - مناجياً، مستشعراً لذة المناجاة، وبركة القيام، وأنس الطاعة.

ولعل أطيب وأفضل أوقات مناجاة الله - عز وجل - هو وقت السحر كما حدده النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبر أنه من أسباب دخول الجنة فقد جاء عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ انجفل الناس عليه، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يقول: ((أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام))1، ووقت السحر هو الوقت الذي امتدح الله - عز وجل - عبادة المؤمنين فيه ووصفهم به فقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}2، ونعت المستغلين لهذا الوقت بأنهم: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}3.

وقد خُصَّ هذا الوقت بالذات لأن العبد إذا قام فيه فقد خالف عادة الناس في السكون والنوم والراحة، فيكون قد آثر طاعة ربه على راحة بدنه، وقدّم حق ربه على حق نفسه، فإن المنيب إلى ربه - عز وجل - يترك هذا كله، ويؤثر قرب ربه - تبارك وتعالى - مطمئناً بذلك، مستحضراً عظمة الخالق - عز وجل -.

وقد وردت الآيات الكثيرة، والأحاديث الصريحة المتواترة في فضل هذه الساعات، وتزكية تلك الأوقات، وندب الصالحين من العبَّاد إلى اغتنامها لينالوا منها ثواب الطاعات، وحَرَصَ السلفُ الصالح على هذا الوقت الفضيل ألا يفوتهم فيه الفضل العظيم؛ فتراهم فيه تائبين عابدين، حامدين ذاكرين، راكعين ساجدين، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، ويزدادون يقيناً وإيماناً، ويسألون الله عفواً ومغفرة ورضواناً، إذ هو أكرم مسؤول، وأفضل مأمول، وكيف لا يستغل المؤمن بالله - عز وجل - هذا الوقت وفيه نزول المولى - تبارك وتعالى - إلى السماء الدنيا - نزولاً يليق بجلاله من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تعطيل ولا تأويل - كما صرَّحت بهذا النصوص الصحيحة الثابتة عن من لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم - فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له))4.

فهذا باب إلى الله فُتح ويفتح كل ليلة، يكون فيه العبد أقرب ما يكون من ربه، وهو وقت الذكر، وفتح أبواب السماء، واستجابة الدعاء، وقت الشوق والحنين، ورفع حوائج المسلمين، لمالك يوم الدين، وهو وقت نزول الرحمة، وحضور الملائكة، ووقت النزول الإلهي، فأين هم المدلجون الخائفون؟ وما أخبار المسابقين؟

نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أمر بالدعاء، ووعد عليه الإجابة، وحث على أفعال الخير كلها، وجعل جزاءها القبول والإثابة، الحمد لله مجيب الدعوات وكاشف الكربات، فسبحانه من كريم جواد، رؤوف بالعباد، يأمر عباده بالتقرب إليه بالدعاء، ويخبرهم أن خزائنه ليس لها نفاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند ولا مضاد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الرسل وخلاصة العباد، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه العلماء العبّاد، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم التناد، أما بعد:

فإن شأن الدعاء عظيم، ونفعه عميم، ومكانته عالية في الدين، فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين. وإن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

أيها الناس: لعل هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول ربنا-عز وجل-:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

وإليكم -معشر الصائمين- هذه الوقفات اليسيرة مع مفهوم الدعاء، وفضله.

الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله -عز وجل- وإضافةِ الجود والكرم إليه.1

إن للدعاء فضائل عظيمة وقد أمر الله تعالى عباده بالتوجه إليه، ودعائه والتضرع إليه، وجعل من لم تستقم نفسه إلى التوجه إلى الله والتضرع إليه من المستكبرين عن هذه العبادة العظيمة، كما قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}2. وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}3، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الدعاء هو العبادة قال ربكم : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)4، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن ربكم -تبارك وتعالى- حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا)5، عن عبادة بن الصامت قال: قال عليه الصلاة والسلام: (ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)، فقال رجل من القوم: إذا نكثر؟ قال: (الله أكثر)6.

وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل). قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: (يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أرَ يستجاب لي! فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)7 وقال صلى الله عليه وسلم: (القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله -أيها الناس- فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل)8.

أيها الصائمون: إن في ذكره تعالى هذه الآية الكريمة الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر.

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول: بعزتي لأنصرنكِ ولو بعد حين).9

أيها الناس: إن للدعاء أهمية عظيمة، إذ أنه مخ العبادة، وقمة الإيمان، وسرّ المناجاة بين العبد وربه، والدعاء سهم من سهام الله، ودعاء السَّحَر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها، راغبة فيما عنده، لم يكن لها دون عرش الله مكان.

جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية، والنظر في مصالح المسلمين، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني، ووهنت قوتي، وفشت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون، واكتب لي الشهادة في سبيلك، والموت في بلد رسولك".10

انظروا إلى هذا الدعاء، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء، إنها الهمم العالية، والنفوس الكبيرة، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب، ويخطب وده الجميع، حتى قال فيه القائل:

يا من يرى عمرًا تكسوه بردته





والزيت أدم له والكوخ مأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقًا





من بأسه وملوك الروم تخشاه

ماذا يرجو عمر من الله في دعائه؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته، وثقل الواجبات والأعباء، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن، والتقصير في حق الأمة، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله، والموت في بلد رسوله، فما أجمل هذه الغاية، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكون مثواه بجواره.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وأتوب إليه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده والصلاة، والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

يقول معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا، فات نصيبك من الآخرة، وأنت من الدنيا على خطر".

وأخيرًا..أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه، وصدق الله العظيم إذ يقول:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} 11.12

فيا أيها المؤمنون: ادعوا الله واسألوه واحرصوا على الأخذ بآداب الدعاء التي تزيد في أجره، وتغلب إجابته، فإن للدعاء آداباً واجبة ومستحبة، لها أثر بالغ في تحصيل المطلوب والأمن من المرهوب.

فمن آداب الدعاء الواجبة: أن يخلص العبد في دعائه لله -تعالى- فلا يدعو معه أحداً بل يدعوه وحده لا شريك له كما أمر الله بذلك: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}13 . فدعاء غير الله وسؤاله كدعاء الأموات مثلاً أو الأحياء، شرك تحبط به الأعمال ويجنى به غضب الله الواحد القهار، فاتقوا الله -عباد الله- ووحدوه بالسؤال والدعاء والطلب: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ}14 .

أيها المؤمنون: من آداب الدعاء دعاء الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا والثناء عليه وحمده كما قال -تعالى-: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.15 ثم بعد ذلك الصلاة على خاتم الرسل -صلى الله عليه وسلم- فإن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: كل دعاء موقوف بين السماء والأرض حتى يصلى فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ومن آداب الدعاء أيها الصائمون: الدعاء بالخير والبعد عن الإثم وقطيعة الرحم والاستعجال، ففي صحيح مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي)16 ويقول: (قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)17.

ومن آداب الدعاء أيها المؤمنون: حسن الظن بالله -تعالى- فإن الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه قال -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)18 قال عمر -رضي الله عنه-: أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فمن ألهم الدعاء فإن الإجابة معه.

عباد الله: إن من الأسباب المهمة التي تحصل بها إجابة الدعاء إطابة المأكل والمشرب والملبس فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً،ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك)19.

ومن الأسباب أيضاً: تحري أوقات إجابة الدعاء، وذلك نحو الدعاء في شهر رمضان عامة وفي ليلة القدر خاصة، وجوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وساعة من كل ليلة، وعند النداء للصلوات المكتوبة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من يوم الجمعة، وأرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعة من ساعات العصر يوم الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة، وعند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة، وفي السجود، وعند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور في ذلك، وإذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا، و عند الدعاء بـ"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، ودعاء الناس عقب وفاة الميت، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في التشهد الأخير، وعند دعاء الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ودعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعا يوم عرفة في عرفة، وعند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر، وعند الدعاء في المصيبة بـ إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"، والدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص، ودعاء المظلوم على من ظلمه، ودعاء الوالد لولده وعلى ولده، ودعاء المسافر، ودعاء الصائم حتى يفطر، ودعاء الصائم عند فطره، ودعاء المضطر، ودعاء الإمام العادل، ودعاء الولد البار بوالديه، والدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك، وغير ذلك من الأوقات. والمؤمن يدعو ربه دائما أينما كان{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}ولكن هذه الأوقات والأحوال، والأماكن تخص بمزيد عناية.20

اللهم اجعل هذا الشهر شاهداً علينا بالحسنات لا شاهداً علينا بالسيئات، اللهم ما من دعوة دعوناك إليها إلا استجبتها برحمتك يا أرحم الرحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين.

اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان.

اللهم صلي وسلم على أشرف خلقك محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

والحمد لله رب العالمين.

شأن الدعاء عظيم، ونفعه عميم، ومكانته عالية في الدين، فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين.

فإلى صاحب الحاجة .. إلى الذي أصابته اللأواء، وأضرت به الأدواء، ويئس من الشفاء بعد أن تعاطى ما يعلم من دواء، وإلى من ركبته الديون، ولاحقته من أهلها العيون، فلم تهدأ له جفون، وأصبح في كل حين ينتظر المنون، ويراه خير ما يكون مما يلجأ إليه صاحب الديون، وإلى من أغلقت في وجهه الأبواب، وتجمعت في طريقه الصعاب، وسدت عليه الطرق فلا ذهاب ولا إياب، وتركه الأصحاب والأحباب، وبات في همٍٍّ واكتئاب، وقلقٍ واضطراب، لا يعرف سوى عبارة "متى أرتاح تحت التراب".

إلى الذي يئن من المعاصي والذنوب، وكل يوم يقول: أريد أن أتوب، قد تضجر من التخبط في الدروب.

إلى الذي يرجو جنة عرضها الأرض والسماوات، ويتمنى عفو رب البريات، ويهفو إلى ما أعد الله لأهل الطاعات.

إلى هؤلاء جميعاً ومن سواهم من أهل الحاجات نزفُّ إليهم قول الله - عز وجل -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ}1، بل وأعظم من ذلك نذكرهم بمكانة الدعاء في شهر الرحمة والمغفرة، فإن شهرَ رمضانَ فرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة؛ يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة؛ تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

ولعل هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء حيث يقول ربنا - عز وجل -: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}2، فما أجمل أن يستغل هذه الفرصة من كانت لدية حاجة عند ربه - تعالى -، ولم تقض بعد.

ولكي يحسن استغلال هذه الغنيمة سنقف بعض الوقفات اليسيرة مع مفهوم الدعاء، وفضله، وشيئاً مما يتعلق به:

"فالدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه ويكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله - عز وجل -، وإضافةِ الجود والكرم إليه"3.

والدعاء هو العبادة كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ))، وهو مما يقوي جانب العبودية للعبد تجاه ربه قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله، ورحمته، لقضاء حاجته، ودفع ضرورته؛ قويت عبوديتُه له، وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديتَه له؛ فَيأْسُهُ منه يوجب غنى قلبه عنه"4، وهو أيضاً سبب لدفع غضب الله قال - صلى الله عليه وسلم -: 5.

لا تسألـن بني آدم حاجـةً وسل الذي أبوابه لا تحجبب

الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب

والدعاء في رمضان له أحوال ينبغي أن يحرص عليها من أدرك رمضان منها:

1- دعاء القنوت: فشهر رمضان شهر تتجه فيه القلوب إلى باريها، وتلح فيه بالدعاء، وتعج المساجد بالقنوت في الوتر ترفع حاجاتها إلى الله.

2- في السجود: ففي رمضان يكثر السجود لكثرة الصلوات، فإن فيه مع الفرائض والرواتب صلاة التراويح، و6..

3- عند إحياء الليل: ويكثر في رمضان إحياء الليل، وهو من مظان الإجابة فعن عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر؛ فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن))7، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له))8.

4- الدعاء عند ليلة القدر: فقد سألت عائشة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟ قال: ((تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني))9.

5- دعاء الصائم والدعاء وقت الإفطار: فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))10.

هذه بعض الأوقات التي يستحب للمسلم فيها أن يدعو الله - تعالى - ويسأله، وأن يحرص على الأخذ بآداب الدعاء التي تزيد في أجره، وتغلب إجابته، ومن ذلك:

1- أن يخلص العبد في دعائه لله - تعالى - فلا يدعو معه أحداً، بل يدعوه وحده لا شريك له كما أمر الله بذلك: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}11، فدعاء غير الله وسؤاله كدعاء الأموات مثلاً أو الأحياء؛ شرك تحبط به الأعمال، ويجنى به غضب الله الواحد القهار.

2- الدعاء بالخير والبعد عن الإثم وقطيعة الرحم والاستعجال.

3- ومنها حسن الظن بالله - تعالى - فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة))12.

4- ومن الأسباب المهمة التي تحصل بها إجابة الدعاء إطابة المأكل والمشرب والملبس كما في الحديث: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك))13.

5- من الأسباب أيضاً: تحري الأماكن والأوقات الفاضلة في إجابة الدعاء، وذلك نحو: الدعاء في شهر رمضان عامة، وفي ليلة القدر خاصة، وفي جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وساعة من كل ليلة، وعند النداء للصلوات المكتوبة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من يوم الجمعة (وأرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعة من ساعات العصر يوم الجمعة، وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة)، وعند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة، وفي السجود، والدعاء حالة إقبال القلب على الله، واشتداد الإخلاص، والمؤمن يدعو ربه دائماً أينما كان لكن هذه الأوقات والأحوال، والأماكن تخص بمزيد عناية14.

تقبل الله منا صلاتنا وصيامنا ودعاءنا، وأصلح أحوالنا، وغفر ذنبنا، وستر عيوبنا، وجعلنا في هذا الشهر من الفائزين، واعتقنا فيه من نار الجحيم، وأسكننا برحمته جنات النعيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

لم يأمر الله - تعالى - نبيه - عليه الصلاة والسلام - بالاستزادة من شيء سوى العلم فقال: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}1، ولم يأمر بالإكثار من شيء مثل أمره بالذكر فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}2.

وقد أنعم الله علينا بإدارك شهر الذِكْرِ (رمضان)؛ وهذه فرصة ربانية من حرم خيرها فقد حرم الخير كله، إلا أن كثيراً من الناس يغفلون عن أوقاته المباركة، وساعات الإجابة فيه، وإن من أهم هذه الأوقات:

· أول ساعة من النهار بعد صلاة الفجر: والسبب في غفلة الناس عن ذكر الله فيها - لاسيما في شهر رمضان - هو سهرهم المفرط طوال ليلهم، فإذا ما جاء الفجر قاموا إلى فرشهم لينقلب النهار ليلاً، والليل نهاراً؛ وحينها لا يذكرون الله في هذه الساعة إلا قليلاً، وما علموا أنها من أفضل الأوقات التي تجاب فيها الدعوات؛ لذا يقول الإمام النووي - رحمه الله -: "اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح"، وأخرج الإمام الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة))3، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء، ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله - تعالى - حتى تطلع الشمس، وفي الحديث: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها))4، لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح؛ لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق فلا ينبغي النوم فيها بل إحياؤها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في شهر رمضان الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب.

· آخر ساعة من النهار قبيل الغروب: وهذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار، والتهيؤ له، ولا ينبغي تفويتها لمن حرص على تحصيل الأجر، فهي لحظات ثمينة، ودقائق غالية، وهي من أفضل الأوقات للدعاء، وسؤال الله - تعالى -، والانطراح بين يديه، لذا قال الله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}5؛ والصائم له دعوة مستجابة عند فطره لا ترد كما جاء في الحديث: ((ثلاث مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر))6، وكان السلف الصالح لآخر النهار أشد تعظيماً من أوله؛ لأنه خاتمة اليوم، والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في الدعاء، والتضرع، والابتهال.

· الساعة الذهبية في الثلث الأخير من الليل: فتلك ساعة يغفل عنها كثير من الناس بسبب السهر على المسلسلات الهابطة، والقنوات الفضائية الماجنة، وكثير من الألعاب المحرمة؛ لاسيما في ثنايا شهر الدعاء والبر، والصلاة والصدقة.

نعم إنها الساعة التي ينزل فيها الرب - جل جلاله - إلى السماء الدنيا فيقول: ((هل من سائل فأعطيه، هل من داع فأجيبه، هل من مستغفر فأغفر له؟))7، فاللهم وفقنا لذكرك وشكرك، وحسن عبادتك.

والحمد لله رب العالمين.

شهر رمضان هو شهر كريم، يغدق فيه على أهل الإيمان بالفضائل والمكرمات، ليتنافس فيه أهل الطاعات والقربات، ويعزمون فيه على فعل كل رشيد، فترى الكثير من المسلمين ممن يصوم نهار رمضان يجتهد فيه بالطاعات، فحيناً تالياً للقرآن، وحيناً ذاكراً لله - عز وجل - يدعوه ويستغفره، وحيناً ثالثة في بر وفعل للخير، والسعي لتفطير الصائمين إذا اقترب موعد الإفطار، وكل هذا من توفيق الله - تعالى - لهذا العبد، وهو علامة على إيمانه وصلاحه، لكن العجب كل العجب أن مثل هذه المظاهر من الأعمال الصالحة تتلاشى كلما اشتدت الظلمة، وأرخى الليل سدوله، فتجد الحريص هو من يصلي بعد العشاء التراويح، ثم ماذا؟ هذا هو السؤال الذي نريد أن نقف معه قليلاً في هذا المقام.

ماذا يفعل الكثير في الساعات المتأخرة من ليل رمضان؟ ماذا يفعل كبار السن؟ والشباب؟ وماذا تفعل النساء والفتيات؟

هذه تساؤلات لابد أن نصارح أنفسنا ونحن نجيب عليها، أين نحن في الثلث الأخير من الليل في شهر رمضان؟

لعلك تبادر بجواب تتكلم فيه عن حالة أو حالتين، لكن نريد أن نعرف حال الأكثر من أهل الإسلام، نريد أن نعرف حال الكثير ممن ضيعوا فرصاً عظيمة في شهر الرحمات، و العتق من النار.

من المسلمين من يقطعون ليالي رمضان بالسهر القاتل الذي كثر فيه الكلام عن الدنيا، والحديث عن العادات والتقاليد، وذكر فلان وعلان، والله يقول: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}1.

وآخرون يقطعون الليل أمام الشاشات، فرمضان عندهم موسم للفوازير والمسابقات، والجديد من الأفلام والمسلسلات، وما دخل في مضمار التنافس على الجنات والله - تعالى - يقول: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}2.

وتجد من رجال ونساء المسلمين من لا يعرف رمضان إلا بالأسواق، فتراه إليها سباق، وهو إليها مشتاق، وينسى هنالك أنه عن وقته مسؤول، وأنه بالنظر الحرام قد فعل ما يتلف العقول، وخالف وعصى أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

إن الساعات المتأخرة من الليل هي ساعات مخصوصة بفضائل عظيمة في كل وقت من العام، فكيف إذا كانت في رمضان، فهي ساعات النزول الإلهي كما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له))3.

أنها ساعات استجابة الدعاء، ساعات الأعطيات، والمغفرة من رب البريات، إنها ساعات الأسحار.

الساعات التي علمها المتقون فبادروا إليها {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}4.

فأين أصحاب الحاجات؟ وأين أصحاب الأمراض والأسقام؟ أين التائبون؟ وأصحاب الديون؟ ألا يستيقظون، ألا لمثل هذه الساعات يتنبهون!

لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا وقمت أشكو إلى مولاي مـا أجـد

وقلت يا عُدتي فـي كـل نائبــة ومـن عليـه لكشف الضـر أعتمد

أشكو إليك أمـوراً أنـت تعلمهـا مــالي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ

وقد مددت يـدي بالـذل مبتهـلاً إليك يا خير من مُـدتْ إليـه يـد

فـلا تردَّنَّهـا يـا رب خائـبـةً فبحر جودك يروي كل مـا يـردُ

جاء عن جابر - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة))5.

ألم يقل الله - جل شأنه - في كتابه الكريم بين آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}6.

فإلى كل من أدرك رمضان .. الله الله في دعاء الأسحار، احذر أنه تسرقه منك القنوات، إياك أن تخطفه من بين يديك الأسواق، لا يذهبن ليلك إلا وقد ناجيت ملك الملوك الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، الذي بيده خزائن السماوات والأرض، الذي يقول في الحديث القدسي: ((... يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً؛ فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم؛ كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم؛ كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم؛ قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر))7.

ألست تريد الهداية؟ ألست تريد أن يتوب الله عليك؟ ألست تتمنى أن يصلح الله دنياك وآخرتك؟ ألا ترجو أن يغفر الله ذنبك؟ ألست تسعى لأن يقضى دينك؟ أولست تفكر في الفردوس الأعلى؟ إذاً عليك بالأسحار.

اللهم يا مجيب الدعاء استجب دعاءنا، وتقبل أعمالنا، وبارك لنا في أعمارنا، ووفقنا لدعوة مستجابة تغفر بها ذنوبنا، وتصلح بها قلوبنا، وتقضي بها ديوننا .. اللهم آمين.

قال الله - تعالى - عن فضل ليلة القدر {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}1، وجدير بنا أن نتفكر في قدر هذا الفضل الكبير الذي منحه الله - تعالى - لعباده في هذه الليلة المباركة، وأن نستجلي ما فيه من جوانب الرحمة والإنعام حتى نستقبله بما يليق به من السعي في تحصيله، والشكر على تقديره.

ولكل عبادة مميزات تخصها، وميزة الدعاء أنه من أعظم العبادات حتى جاء في الحديث: ((الدعاء هو العبادة))2 أي: من أعظم العبادة؛ لأن الدعاء يستلزم أن يوطن العبد نفسه فيه على معاني العبادة من الذل والخضوع والمسكنة، قال مطرف بن عبد الله: "تذاكرت: ما جماع الخير؟ فإذا الخير كثير الصيام والصلاة، وإذا هو في يد الله - تعالى -، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير الدعاء".

وشرف الدعاء متعلق بشرف الزمان والمكان لذا حرصت عائشة - رضي الله عنها - على سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن دعاء ليلة القدر فكان الجواب: ((قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني))3، قال بعض العلماء:"والله لقد نظرت في هذا الأثر فإذا به جمع خيري الدنيا والآخرة"؛ لأن من عوفي في بدنه، ومن عوفي في دينه، ومن عوفي في كل أحواله في الدنيا، وعوفي يوم القيامة من الحساب؛ لم يبق بعد ذلك شيء يطلبه"4.

والسبب أن دعاء ليلة القدر ينبغي أن تتوفر فيه مواصفات مخصوصة تجمع للمرء حاجاته الدينية والدنيوية كلها، وقد ورد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن هم الدعاء؛ فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه"؛ إشارة منه - رضي الله عنه - إلى أهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة، ومن ذلك الثناء على الله، والتوسل إليه بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى؛ المناسبين لمعنى الدعاء، قال ابن القيم: "قاعدة قد أشرنا إليها مراراً، وهي أن من دعا الله - تعالى - بأسمائه الحسنى؛ أن يسأل في كل مطلوب، ويتوسل إليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله".

وكذلك اختيار الدعاء الجامع للمعاني، المناسب لحال الداعي كما جاء من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الجوامع من الدعاء، ويدع ما بين ذلك"، والمعنى المقصود من الدعاء الذي علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - هو الجمع بين صفة الثناء على الله في قوله: ((عفو كريم تحب العفو)) وكونه جامعاً في قوله: ((فاعف عني))، وكذلك مناسبته لحال الداعي في إظهار العجز والتقصير، وأنه لا حول لي ولا قوة ولا نجاة إلا أن تعفو عن ذنبي وتقصيري، وتفريطي وعجزي.

ولذا لمَّا عرف العارفون بجلاله خضعوا، ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا، ما ثمَّ إلا عفو الله أو النار، ولولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة، ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه.

كان بعض المتقدمين يقول في دعائه: "اللهم إن ذنوبي قد عظمت فجلَّت عن الصفة، وإنها صغيرة في جنب عفوك، فاعف عني، وقال آخر منهم: "جرمي عظيم، وعفوك كثير؛ فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم".

يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر أكبر الأوزار في جنب عفو الله يصغر

اللهم إنا نسألك التوفيق لليلة القدر، وقيامها إيماناً واحتساباً، والحمد لله أولاً وآخراً.

إليك أيها الصائم أهمس بهذه الهمسات، هي نابعة من صميم الفؤاد، ومن أعماق الأحشاء، نبعثها إليك عبر بريد المحبة، وعلى هاتف الشوق:

إليك أبعثها من خـــافقٍ قلقٍ يخشى على الدين ظلم الحاقد الطلق

إليك أبعثها من مهجة عشقـت أخـــوة الدين هذا مبدئي العبق

إني أحبك في الرحمـن فادع لمن يرجو بحبـــك ظلاً ساعة العرق

فأما أول هذه الهمسات:

فأخلص في صومك، واحذر عليه من شائبة الرياء فإنه الداهية الدهياء، والطامة الصلعاء، التي تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، بل هو الشرك الأصغر كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله - عز وجل - لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟))1.

وأما ثاني الهمسات:

فليصم ظاهرك وباطنك، وسرك وعلانيتك وذلك بالصوم عن المفطرات الحسية والمعنوية، وهذا صوم العامة والخاصة، فإن البعض يصومون عن المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع، ويفطرون على ما سواها، وحظهم من صيامهم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر))2، وأما الخاصة: فإنهم يصومون عن المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع، والمفطرات المعنوية كالكذب والغيبة، والنميمة و البذاء، والفحشاء والكلمة الشنيعة، والمفردات الخليعة واستماع الغناء، والإنصات للخنا، وأذية العباد، ومزاولة الفساد، والمشي إلى الحرام ... وغيرها من المفطرات التي لا يتنبه لها إلا الخاصة من الصوام لله رب العالمين.

وإذا أردت الأخذ بالعزيمة فعليك بصوم خاصة الخاصة: وهو صوم القلب عن الأفعال الدنيئة، والأفكار الدنيوية، وكفِّه عما سوى الله - سبحانه - بالكلية، وقد وصف الغزالي صاحب هذه الرتبة بأنه مقبل بكامل الهمة على الله، منصرف عما سواه، متمثل في كل ذلك - قوله تعالى -: {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}3، وهذه هي رتبة الأنبياء والصديقين، والمقربين من عباد الله المخلَصين.

تقبل الله صيامنا وقيامنا، وسائر أعمالنا، وجعلنا في كل الأزمان له عابدين، وفي كل الأحوال به موصولين، وفي كل مكان عليه متوكلين، ونسأله أن يجعلنا من المرحومين بصيام رمضان، ومن عتقائه من النار، وأن يختم لنا شهر رمضان بالغفران ...آمين، والحمد لله رب العالمين.

كدة وبقي خلاصنا خلاص انتو بتعدو ولا لا

شكلكلم بتعدو طبعا واحد هيسائل هو أ/ابو اياد قال 5 موضيع ودول 12 موضوع نسيت معليشيا اكتب 12 قولت اسبهم اشوفهم مركزين ولا
ههههههه



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



التعديل الأخير تم بواسطة Dead heart ; 29-08-2010 الساعة 05:44 AM

رد مع اقتباس
إعلانات google

قديم 28-08-2010, 03:07 PM   #2

Kids
عضو سوبر



الصورة الرمزية Kids


• الانـتـسـاب » Feb 2010
• رقـم العـضـويـة » 68234
• المشـــاركـات » 2,904
• الـدولـة » [ Alexandria [ Bianky
• الـهـوايـة » Amr Diab <3
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 10
Kids صـاعـد

Kids غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Kids

افتراضي



ty


توقيع Kids :


.. Coming Soon





رد مع اقتباس
قديم 30-08-2010, 08:42 AM   #3

mohamed88
عضو مجتهد



الصورة الرمزية mohamed88


• الانـتـسـاب » Dec 2009
• رقـم العـضـويـة » 67207
• المشـــاركـات » 152
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
mohamed88 صـاعـد

mohamed88 غير متواجد حالياً



افتراضي



جزاك الله خيراً


توقيع mohamed88 :


رد مع اقتباس
قديم 30-08-2010, 06:19 PM   #4

SoOHisokaOoS
عضو متألق



الصورة الرمزية SoOHisokaOoS


• الانـتـسـاب » Mar 2009
• رقـم العـضـويـة » 56411
• المشـــاركـات » 1,920
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 11
SoOHisokaOoS صـاعـد

SoOHisokaOoS غير متواجد حالياً



افتراضي



جزاك الله كل خير


توقيع SoOHisokaOoS :
Thats Bad To Be Sad
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


رد مع اقتباس
قديم 02-09-2010, 01:04 AM   #5

U Are Mine
عضو سوبر



الصورة الرمزية U Are Mine


• الانـتـسـاب » Sep 2008
• رقـم العـضـويـة » 34175
• المشـــاركـات » 2,868
• الـدولـة » قـسم بـعـيداً ..
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 47
U Are Mine صـاعـد

U Are Mine غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى U Are Mine

افتراضي



شـــكـــرا عــلــــى التـــوبـــيـــك !

بس يا ريت تظبط الموضوع الوان وكدة


توقيع U Are Mine :



خلـيك صفر ع اليمين مش ع الشمال


رد مع اقتباس
قديم 03-09-2010, 09:09 AM   #6

xTHE_Draagon
عضو ذهبى



الصورة الرمزية xTHE_Draagon


• الانـتـسـاب » Mar 2009
• رقـم العـضـويـة » 53903
• المشـــاركـات » 4,574
• الـدولـة » ╝◄ Pyramids Area►╚
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
xTHE_Draagon صـاعـد

xTHE_Draagon غير متواجد حالياً



افتراضي



جزاك الله كل خير
شكرا...


توقيع xTHE_Draagon :



Disappeared..!
But Still Best Rappers In Egypt


----------------------------



----------------------------

(( لا اله الا انت سبحانك..اني كنت من الظالمين ))

(( سبحان الله و الحمد لله..ولا اله الا الله والله اكبر ))

(( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ))

كلمات خفيفة على اللسان..ثقيلة في الميزان..!
ضعها في توقيعك ولا تحرم نفسك الاجر..!


رد مع اقتباس
قديم 21-07-2011, 06:50 AM   #7

ahmedmazin
عضو مميز



الصورة الرمزية ahmedmazin


• الانـتـسـاب » Sep 2008
• رقـم العـضـويـة » 34437
• المشـــاركـات » 941
• الـدولـة » ™فـي حـب رسـول لله ™
• الـهـوايـة » مــيـن بـقي
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 10
ahmedmazin صـاعـد

ahmedmazin غير متواجد حالياً



افتراضي



جَزَاكَ اللهُ خَيْرَاً


توقيع ahmedmazin :



㋡ (•̮̮̃•̃) (×̯×) ωєℓ¢σмє (×̯×) (•̮̮̃•̃) ㋡

اذا قــمــت بمــهــاجـمـتـى سـأرفـع قـبعـتـى احتـرامـا لشجـاعتـكـ ولاكــن تاكـد بأنـى لن انزلـهـا الا على
قبركـ



رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
أدعية السفر .Gamer. القـسـم الإسـلامـى الـعـام 1 29-03-2018 10:25 AM
أدعية الصباح والمساء ، ☜ ĂиTaKą ☞ القـسـم الإسـلامـى الـعـام 2 30-03-2014 09:00 AM
أدعية من القرآن الكريم $Divo الــمكتبة القرانية 1 05-11-2013 03:05 PM
أدعية مأثورة ☜ ĂиTaKą ☞ القـسـم الإسـلامـى الـعـام 4 23-04-2013 07:42 AM
أدعية من القرآن الكريم White Angel القـسـم الإسـلامـى الـعـام 14 04-08-2010 07:33 PM


الساعة الآن 05:00 AM.