|
![]() |
#1 | ||||||||||
![]() ![]()
|
و أعلى درجات الجنة هي الفردوس و من الفردوس تتفجر منابع الأنهار و العيون التي ذكرت أعلاه فتجري من تحت مساكن أهل الجنة فيشربون منها. و أعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كتب الله له مرافقته. و يلي الفردوس غرف عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر. يقول الله تعالى "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ" و إختلف المفسرون في عليين فمنهم من قال أنه كتاب جامع لأعمال الخير من الملائكة و الثقلين و مكانه السماء السابعة و منهم من قال أن عليين هي سدرة المنتهى ينتهي إليها كل شيء من أمر الله! أما الضحاك و مجاهد فيقولان إن عليين هو السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين و أما قتادة فقال أن عليين هو ساق العرش اليمنى. و يلي غرف عليين غرف أخرى من دونها أخرى و هكذا تتفاوت الغرف بإختلاف العمل و الجزاء "فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهو في الغرفات آمنون"، و يرى أهل الغرف أهل الغرف في درجات الجنة الأخرى كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا! و أدنى منازل الجنة هي منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال اغنى ملوك الدنيا، روى عن النبي - صلى الله عليه و سلم - أنه قال أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم و إثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و **رجد و ياقوت كما بين الجابية و صنعاء" و أعلاها منزلة هي منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله . و الغرف - في قول إبن كثير - هي القصور الشاهقة ومن فوقها غرف مبنية طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات و هنّ مخلوقات من الجواهر الشفافة و" يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها" "فإذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خلفها وإذا كان خلفها لم يخف عليه ما فيها" كما جاء في الحديث. و قال الأعمش "حدثنا مالك بن الحارث، عن مغيث بن سمي قال: إن في الجنة قصورا من ذهب وقصورا من فضة وقصورا من لؤلؤ، وقصورا من ياقوت وقصورا من **رجد". في هذه القصور خياماً عجبية، كل خيمة منها عبارة عن لؤلؤة مجوفة، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالالخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا، في كل ميل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون" و قال أبي الأحوص أن الخيمة "درة مجوفة فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب و فى كل قصر من هذه القصور أيضاً سبعون دارا من ياقوت أحمر فى كل دارسبعون بيتا من زمرد أخضر فى كل بيت سرير من ياقوت أحمر و له جن***ن من زمرد أخضر و على كل سرير سبعون فراشا حشوها النور و ظواهرها السندس و بطائنها من استبرق وعليها سبعون سترة من نور. وعلى كل سرير زوجة من الحور العين فذلك قوله تعالى "هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ". أما مجالس هذه القصور و أماكن الجلوس في حدائقها و بساتينها فأُعدت بألوان من الفرش المعدة للجلوس و الإتكاء و فيها من النمارق المصفوفة (المخاد و الوسائد) و الزرابي المبثوثة (البسط). و إتكاء أهل الجنة على تلك الأرائك على هذا النحو من النعيم الذي يتمتعون به حين يجتمعون فيتحدثون دون أحقاد أو غيرة أو أحزان"وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين" في رياض الجنة "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ". __________________ و في الجنة شجرٌ ساقه من ذهب و أوراقه من الزمرد الأخضر و الجوهر و ثمره كأمثال القلال ألين من ال**د و أحلى من العسل. و يزيد من جمال هذا الشجر أنه كلما صفقته الرياح صدر منه صوت عذب يستفز بالطرب من يسمعه، و إن تشابهت أسماء بعض ثمار الجنة مع الفواكه المعروفة في الدنيا كالتين و العنب و الرمان و الموز و البلح و السدر و غيره مما خلق لنا الله تعالى في هذه الدنيا من ثمار، إلا أن هذه الثمار لاتشبه شجار الدنيا إلا في أسمائها و أما حقيقة شكلها و طعمها فلا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً" من شجر الجنة التي أخبرنا عنه التالي: شجرة طوبى التي "غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت الحلي، والثمار متهدلة على أفواهها" و هذه الشجرة بالغة العظم في حجمها و تتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة و في كل ثمرة من ثمارها سبعين ثوباً بلون السندس (الحريرالرقيق ) والأستبرق ( الحرير السميك ). سدرة المنتهى "وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهارويغشاها نور الله والعديد من الملائكه وهى مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام ومعه اطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى". و هذا الشجر ليس بحاجة إلى الشمس أو ظلمة الليل كي ينمو - وليس في الجنة ليل أو نهار و لكن نور يظهر من قبل العرش فتعرف منه البكرة و العشية، سبحان الله! و يمر فوق ذلك الشجر و النهر و المروج سحاب، مطره ليس كمطر الدنيا بل طيبٌ طيّبٌ ليس لمثل ريحه شيئا قط و إن أهل الجنة ليسألون السحاب أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين . و الحور العين هن نساء مخلوقات لأهل الجنة قد أعطاهن الله شبابا خالداً و جمالاً لم تره عين من قبل، بياضهن كاللؤلؤ المكنون و لهن نور حتى أن الواحدة منهن لو اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في وصفهنأن المؤمن لينظر ال مخ ساقها كما ينظر أحدكم الى السلك من الفضه فى الياقوت على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير نضر الله الوجوه وأضاءها بالنور ويجر ثوب احداهن اذا خطرت فى الجنة الف من الغلمان نزع الله ما فى قلوبهن من الغل فلا يعرفن الحسد ولا يكتوين بالغيرة" و قال الترمذي الحكيم أبو عبداالله في ذلك "بَلَغَنَا فِي الرِّوَايَة أَنَّ سَحَابَة أَمْطَرَتْ مِنْ الْعَرْش فَخُلِقَتْ الْحُور مِنْ قَطَرَات الرَّحْمَة , ثُمَّ ضُرِبَ عَلَى كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ خَيْمَة عَلَى شَاطِئ الْأَنْهَار سَعَتهَا أَرْبَعُونَ مِيلًا وَلَيْسَ لَهَا بَاب , حَتَّى إِذَا دَخَلَ وَلِيّ اللَّه الْجَنَّة اِنْصَدَعَتْ الْخَيْمَة عَنْ بَاب لِيَعْلَم وَلِيّ اللَّه أَنَّ أَبْصَار الْمَخْلُوقِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة وَالْخَدَم لَمْ تَأْخُذهَا , فَهِيَ مَقْصُورَة قَدْ قُصِرَ بِهَا عَنْ أَبْصَار الْمَخْلُوقِينَ". أما الغلمان الذي ورد ذكرهم في الحديث فهم من خلق الجنة المسخر لخدمة أهل الجنة و قضاء حوائجهم، يطوفون عليهم بسبعين آنية من الذهب و الفضة و في كل آنية لون من الطعام ليس في الأخرى مثله. و الغلمان على حالة من صغر السن مخلدون عليها فلا تزيد أعمارهم "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا " وهم من تمام نعيم الجنة والنظر إليهم و هم منتشرون في قضاء حوائج السادة يبعث في النفس السرور لصباحة وجوههم و حسن الوانهم و ثيابهم و حليهم. و بينما ينتشر الغلمان في قضاء حاجة السادة تنتشر طيور الجنة فوق شجرها، و إن الطير ليقع على الشجر فيأكل من ثمره و يشرب من أنهار الجنة و عيونها، و في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إِنَّ فِي الْجَنَّة طَيْرًا مِثْل أَعْنَاق الْبُخْت تَصْطَفّ عَلَى يَد وَلِيّ اللَّه فَيَقُول أَحَدهَا يَا وَلِيّ اللَّه رَعَيْت فِي مُرُوج تَحْت الْعَرْش وَشَرِبْت مِنْ عُيُون التَّسْنِيم فَكُلْ مِنِّي فَلَا يَزَلْنَ يَفْتَخِرْنَ بَيْن يَدَيْهِ حَتَّى يَخْطِر عَلَى قَلْبه أَكْل أَحَدهَا فَتَخِرّ بَيْن يَدَيْهِ عَلَى أَلْوَان مُخْتَلِفَة فَيَأْكُل مِنْهَا مَا أَرَادَ فَإِذَا شَبِعَ تَجَمَّعَ عِظَام الطَّائِر فَطَارَ يَرْعَى فِي الْجَنَّة حَيْثُ شَاءَ و هذه الطيور رائعة الجمال لها سبعون ألف ريشة، تطير ثم تقع على صحفة الرجل من أهل الجنة ثم تنتفض فيخرج من كل ريشة لون طعام أبيض من الثلج و أبرد و ألين من ال**د و أعذب من الشهد، ليس فيه لون يشبه الآخر فيأكل منه ما أراد ثم يعود الطير و يتزود من مروج الجنة و شجرها و ثمرها، و إذا ماطار الطير فوقعت عليه عين الرجل تشتهيه فإنه يخر في الحال بين يديه مشوياً : ) و في الجنة من الطيور و الدوابٌ الأخرى مالا يعلمه إلا الله تعالى، ذُكِر في الحديث منها الفرس و الجمل. أما الفرس فهو من ياقوت أحمر لحديث الرجل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان في الجنة خيل، فأجابه الرسول "قال إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك فى الجنة حيث شئت وقال له رجل إن الإبل تعجبنى فهل فى الجنة من إبل فقال يا عبد الله إن أدخلت الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عيناك" و أما الجمل فهي مخطومة في الجنة لحديث إبن مسعود عن الرجل الذي جاء بناقة مخطومة فجعلها في سبيل الله فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم "لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة" . ذُكِر من أيضاً في دواب الجنة "النجائب" و هي خيلٌ و دواب الجنة المخلوقة من ذهب و فضة و لؤلؤ يركبون عليها فتأخذهم إلى سوق الجنة أو إلى حيث يشاؤون. و في الحديث أن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل و من أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در و ياقوت لا تروث و لا تبولا لها أجنحة خطوها مد بصرها فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين اسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة قال فيقال لهم كانوا يصلون في الليل و كنتم تنامون و كانوا يصومون و كنتم تأكلون و كانوا ينفقون و كنتم تبخلون و كانوا يقاتلون و كنتم تجبنون". |
||||||||||
![]() |
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
فك المس و السحر مجانا بالقران الكريم | ابراهيم .على | قسم المواضيع المكررة و المخالفة | 0 | 08-11-2018 05:07 PM |
فك المس و السحر مجانا بالقران الكريم | ابراهيم .على | قسم المواضيع المكررة و المخالفة | 0 | 08-11-2018 05:13 AM |
يوم الحساب الصور و الجنه والنار | babyface | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 25 | 12-01-2013 04:22 PM |
نقاش فى علامات الساعه هل هى كنايات او معانى ؟ | MAXx__warrioR | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 1 | 02-10-2012 11:11 AM |