♥ فلسفـَة صـَباحـَاتي المـُعـتـَادة ♥

[LordSword]

يستيقظُ صباحي مُتثائبًا مُتثاقلاً كعادته، يجرّ فكره جرًا لكأنه تعب من كل شيء، أو أنه يجزع من هذا الاستيقاظ الذي يُنجب له كل يومٍ علامة استفهام تدعى: سلمى.

ينظرُ إليّ نظرة غيضٍ، ليس لأنه يكره صباحي، ولا لأنه يتذمَّر من وجودي إلى جانبه، ولكن لأنّه لا يُريد حِسًا، يُريد سكونًا.. لا يُريد شكوى، يُريد بلعًا فصمتًا.. لا يُريد مصباحًا يُنير بعض طرقاته، بل يحب الاكتفاء بالشمس ونورها فحسب.. هكذا هو صباحي أنانيّ كأغلب من أعرف، لا يهوى غير معاكسة الجديد، ووأد الولادات الجديدة التي قد تحمل له ما لا يسرّ.. فهو يريد لكل صباح أن يكون كمثل سابقه، ولاحقه، وأي جديد سيغيّر نواميسَ مجبولٌ عليها منذ الأزل، سيُبدّد مُهمته، وسيجعلُ منه صباحًا ذا شكل غير الشكل التقليدي المعروف والمبصوم عليه من ملايين البشر التافهـــين..!

تستيقظُ مع صباحي علامات استفهامات كثيرة، تتبعها علامات تعجب، فنقاط تريث، ففواصل تدبـّر، كلها تنتظر مني ترتيبًا وتنظيمًا، ليتشكل الصباح الذي سيأخذ بيدي ليوميَ الجديد..



أرسم أوّل ما أرسم لوحةَ شوقٍ كبيرةٍ .. لا حصر لها ولا شكل لها ولا عدد محدد لها، فقط هي بحجم وجودي، وبحجم رغباتي، وبحجم حنيني.. أشتاقُ لوجودٍ يُشبه وجودي، وقلبٍ يشبه قلبي، وروحٍ وُلدت من روحي.. فقط وحده ذاك الاشتياق يجعلني آخذ أول نفس نقي!.. وأحتسي رشفة قهوةٍ لذيذة الطعم.. تتدافع بعدها بعض المُتع تحاول أن تُصبّح عليّ، لأنها رأت في عيناي، وقلبي، ونفسي، وروحي نورًا بهيًا.. لستُ جاحدة.. فأنا أقاسمُ نوري معها، ولا فرق عندي حتى إن أهديته لها كله! فحين نتربع على عرشٍ ناذرٍ فإنه لن يهمّ بعدها لو تركناه، إذ يكفي أننا ذقنا حلاوته، وغرَبت عنَّا تفاصيل العالم التقليدي البسيط.. ويكفي أيضًا أننا عرفنا وحفظنا طريقه..

ويفتح لي الصباح ذراعين أغلب الظن أنهما خائبتين.. فقد أصبحت بعض الملامح جاحدةً لدرجة لم يعد شيئًا يستمر دون أن نبذل نحن من أجل استمراره شيئًا.. ولم يعد يقبع بفكري أدنى توقع ولو بسيط أن يهبني الصباح كل ما عنده، أهز كتفاي غير مبالية، فقد اعتدتُ على البذل ولم يعد يعنيني المنع كيفما كان ومن أي وجهة جاء..

أستقبله اليوم.. وملامحُ عينايَ تغزوهما حيرة، وشيءٌ من الرّيبة، وكثيرٌ من التوقعات، وبعضٌ من الارتيابات.. أحاول أن ألبس الحذر، وأكتسي التوقع، وأتزين بالتريث، وأحاول جادةً أن أكبح جماح عفويتي..! هذه البريئةُ المسكينة التي أضحت شيئًا محضورًا في عالم الإنـس الرهيب!.. عالمٌ لم يعد فيه كل شيء مضمونًا، ولا مسموحًا، ولا متناوَلاً سهلاً.. كله مستتبٌ تحت مغلفات، ومتخفٍ تحت توقعاتٍ، ونائمٌ تحت براكين قد تجلب لي توجعات..

بعد كل ذلك أتطلع لأروع ما يطرأ على صباحاتي المعتادة.. إنه حنيني الذي يرافقني، وشوقي الذي يعانقني، وتلك النطة العجيبة التي تقفز داخلي، والتي تجعل لكل لا طـعـم، طعمًا جديدًا.. وحدها من تفصِلني عن عالمٍ جاحدٍ لعالمٍ معطاءٍ، وعن عالمٍ مخيفٍ لعالمٍ رؤوفٍ، ومن عالمٍ مؤذي لعالمٍ حانٍ.. تظل تقفز وتقفز وتقفز داخلي، ترسم على ذاكرتي ابتسامةً عريضة، وعلى قلبي ضحكةً ممتعةً، وتكتبُ على رُوحي صباح الخيـر من القـلب.

[Private]

هايل

[!_Secotrr_!]

مشكــور يا جميــل...

[Ahmed Tamim]

مشكور يا برنس

[Iam_Muslam]

موضوع جميل جدا

[michilvxv]

جميل ..جميل
شكرا