هام .... لا تفتِ وإن زُيِن لك الأمر

[poiu]

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،

فقد عقد الإمام النووي في مقدمة كتابه المجموع شرح المهذب بابا سماه (آداب الفتوى والمفتى والمستفتي)
يوضح فيه خطر الفتوى وعظمها
ومما قال
" اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر كبير الموقع كثير الفضل لأن المفتى وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقائم بفرض الكفاية لكنه معرض للخطأ ولهذا قالوا المفتى موقع عن الله تعالى: وروينا عن ابن المنكدر قال العالم بين الله تعالى وخلقه فينظر كيف يدخل بينهم"

وقد نقل عن الأئمة الكبار تورعهم في الفتوى
ومما نقله

-عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسئل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الاول.

- وعن الشعبى والحسن وأبى حصين - بفتح الحاء - التابعين قالوا إن أحدكم ليفتى في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضى الله عنه لجمع لها أن أهل بدر

- وعن سفيان بن عيينة وسحنون أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما.

- وعن الهيثم بن جميل قال شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في ثنتين وثلاثين منها لا أدرى.


- وقال الشافعي ما رأيت أحدا
جمع الله تعالى فيه من آلة الفتيا ما جمع في ابن عيينة أسكت منه عن الفتيا - معنى كلام الإمام الشافعي أن الإمام سفيان بن عيينة كانت تتوفر فيه كل شروط الإفتاء ومع ذلك كان أقل الناس إفتاء لما يعلم من عظم الفتوى -

وأختم بهذا النقل عن الإمام مالك أنه سُئِلَ عن مسألة فقال لا أدرى
فقيل هي مسألة خفيفة سهلة فغضب وقال ليس في العلم شئ خفيف
وهذه الأخير هدية مني لمن يستهين بمسائل الفتوى ويظن أن فيها شيء سهل هين


بعد هذه النقولات من مقدمة المجموع أقول مستعينا بالله

لقد رأيت هنا في المنتدى سواء في المنتديات الإسلامية أو بعض الأقسام خارج الإسلامي من يفتي في مسائل ويستهين بهذا الأمر ولا يتورع
ويتكلم بلسانه ويقرر ويرجح ويؤصل ويفند

وهذا أمر خطير شديد الخطر
لأن الذي يرى نفسه أهلا للإفتاء وهو ليس أهلا لذلك يصيبه العجب وقد يضل وهو لا يدري
ولا يتجرأ على الفتيا إلا الأغمار

وأود أن أنبه على أنه لو سأل إنسان سؤالا
فبحث شخص فوجد سؤالا مشابها لهذا السؤال وقد أجاب عليه أهل العلم والفضل يسارع ليأتي به ويقول أتيت بجواب لمسألتك من كلام أهل العلم
وهذا خطأ كبير

لأن لكل فتوى ظروفها
وما يتنزل على سؤال قد لا يتنزل على آخر ولو تشابهت المسألة في نظر الناظر

ومما يدل على ذلك ما ذكره
ابن أبي شيبة رحمه الله بسنده في مصنفه قال
جاء رجل إلى ابن عباس فقال" : لمن قتل مؤمنا توبة ؟ قال : لا إلا النار ، فلما ذهب قال له جلساؤه : ما هكذا كنت تفتينا ، كنت تفتينا أن لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة ، فما بال اليوم ؟ قال : إني أحسبه رجل مغضب يريد أن يقتل مؤمنا ، قال : فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك".

فانظر رعاك الله
فتوى ابن عباس كما يعلمها عنه أصحابه بأن للقاتل توبة
لكنه لما علم من حال هذا الرجل أنه يريد أن يقتل قال لا إلا النار
ليزجره عن القتل

وكثيرا ما تجد مثل هذه الأمور في فتاوى أهل العلم
فمراعاة حال المخاطب من الأصول الثابتة والمقررة
ولعلك سمعت قبل ما يسمى بالفتوى العامة و الفتوى الخاصة

لذلك بارك الله فيكم لا يفتي أحد أحدا ولا ينقل له فتوى على مسألة خاصة
أما إن كان سؤال عام عن حكم مسألة محررة عند أهل العلم كحرمة الموسيقي وما شابه فلا بأس بذلك

وأكرر ما قلته في أكثر من موضوع سابق
هذا المنتدي ليس جهة إختصاص للإفتاء


فبارك الله فيكم لا يضع أحدكم موضوعا يطلب فيه فتوى

ولا يجب أحد إن وجد موضوع مثل هذا ولا ينقل جوابا إلا إذا كان حكم عام
كمن يسأل عن حكم الربا مثلا أو حكم الرشوة وغير ذلك


وهذه آخر هدية مني لكم
يقول الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله

وقد الْتَمَستُ مِن بعض مشايخنا السَّلامَة مِن مَغَـبَّـة الفَتْوى ، واسْتَأذَنْـتُهم في الانْكِفاف عنها ؛ فما أذِنُوا لي !بل قال لي بعض مشايخي : مَن للـنَّاس إذا تُرِكُوا ؟


فإذا كان من زكاه أهل العلم للفتوى يريد أن يهرب منها فكيف بنا نحن؟??!!!!!

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]