شـريـط الاهـداءات | |
القـسـم الإسـلامـى الـعـام [ قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم يهتم بثقافتنا الإسلامية فقط ] [ نرجوا عدم التطرق للأمور التي تضر الدين وعدم الافتاء بشي غير موثوق وعدم المساس بأى دين أخر ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-08-2019, 05:04 AM | #1 | ||||||||||||
|
فضل الصبر و العفّة " وَ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعفّه اللَّهُ ، وَ مَنْ يَسْتَغْنِ يُغنه اللَّهُ ، وَ مَنْ يَتَصَبَّر يُصّبِّره اللَّهُ ، وَ مَا أعطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا و أوسع من الصبر " متفق عليه . هذا الحديث اشتمل على أربع جمل جامعة نافعة : إحداها قوله : " و من يستعفف يعفه الله " و الثانية قوله : " و من يستغن يغنه الله " و هاتان الجملتان متلازمتان ، فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبة و رهبة و تعلقاً به دون المخلوقين ، فعليه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ، و يعمل كل سبب يوصله إلى ذلك، حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق المخلوقين . و ذلك بأن يجاهد نفسه عن أمرين : انصرافها عن التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما في أيديهم . فلا يطلبه بمقاله و لا بلسان حاله . و لهذا قال صلّى الله عليه و سلم لعمر : " ما أتاك من هذا المال و أنت غير مشرف و لا سائل فخذه ، و ما لا فلا تتبعه نفسَك " [ رواه البخاري ] فقطع الإشراف في القلب و السؤال باللسان ، تعففاً و ترفعاً عن مِنن الخلق ، و عن تعلق القلب بهم ، سبب قوي لحصول العفة . و تمام ذلك أن يجاهد نفسه على الأمر الثاني : و هو الاستغناء بالله ، و الثقة بكفايته ، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه . و هذا هو المقصود .و الأول وسيلة إلى هذا . فإن من استعف عما في أيدي الناس و عما يناله منهم أوجب له ذلك أن يقوى تعلقه بالله ، و رجاؤه و طمعه في فضل الله و إحسانه ، و يحسن ظنه و ثقته بربه . و الله تعالى عند حسن ظن عبده به إن ظن خيراً فله ، و إن ظن غيره فله . و كل واحد من الأمرين يمد الآخر فيقويه . فكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقه بالمخلوقين و بالعكس . و من دعاء النبي صلّى الله عليه و سلم : " اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَ التُّقَى وَ الْعَفَافَ وَ الْغِنَى " [ رواه مسلم ] فجمع الخير كله في هذا الدعاء . فالهدى : هو العلم النافع . و التقى : العمل الصالح ، و ترك المحرمات كلها . و هذا صلاح الدين . و تمام ذلك بصلاح القلب ، و طمأنينته بالعفاف عن الخلق ، و الغنى بالله . و من كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ، و إن قلت حواصله . فليس الغنى عن كثرة العَرَض ، إنما الغنى غنى القلب . و بالعفاف و الغنى يتم للعبد الحياة الطيبة ، و النعيم الدنيوي ، و القناعة بما آتاه الله . و الثالثة قوله : " و من يتصبر يصبره الله " . ثم ذكر في الجملة الرابعة : أن الصبر إذا أعطاه الله العبد فهو أفضل العطاء و أوسعه و أعظمه ، إعانة على الأمور . قال تعالى : { وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاَةِ } [البقرة:45] أي : على أموركم كلها . و الصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس و تمرينها . فلهذا قال : " و من يتصبر " أي : يجاهد نفسه على الصبر " يصبره الله " و يعينه و إنما كان الصبر أعظم العطايا ، لأنه يتعلق بجميع أمور العبد و كمالاته و كل حالة من أحواله تحتاج إلى صبر . فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم بها و يؤديها . و إلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله و إلى صبر على أقدار الله المؤلمة ، فلا يتسخطها . بل إلى صبر على نعم الله و محبوبات النفس ، فلا يدع النفس تمرح و تفرح الفرح المذموم ، بل يشتغل بشكر الله ، فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر . و بالصبر ينال الفلاح . و لهذا ذكر الله أهل الجنة فقال : { وَ المَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [الرعد:23-24] ، وكذلك قوله : { أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا } [الفرقان:75] ، فهم نالوا الجنة بنعيمها ، و أدركوا المنازل العالية بالصبر . و لكن العبد يسأل الله العافية من الابتلاء الذي لا يدري ما عاقبته ، ثم إذا ورد عليه فوظيفته الصبر . فالعافية هي المطلوبة بالأصالة في أمور الابتلاء و الامتحان. و الصبر يؤمر به عند وجود أسبابه متعلقاته . و الله هو المعين . وقد وعد الله الصابرين في كتابه و على لسان رسوله أموراً عالية جليلة . وعدهم بالإعانة في كل أمورهم ، و أنه معهم بالعناية و التوفيق و التسديد ، و أنه يحبهم و يثبت قلوبهم و أقدامهم ، و يلقي عليهم السكينة و الطمأنينة ، و يسهل لهم الطاعات ، و يحفظهم من المخالفات ، و يتفضل عليهم بالصلوات و الرحمة و الهداية عند المصيبات . و الله يرفعهم إلى أعلى المقامات في الدنيا و الآخرة . وعدهم النصر و أن ييسرهم لليسرى و يجنبهم العُسرى . و وعدهم بالسعادة و الفلاح و النجاح ، و أن يوفيهم أجرهم بغير حساب ، و أن يخلف عليهم في الدنيا أكثر مما أخذ منهم من محبوباتهم و أحسن ، يعوضهم عن وقوع المكروهات عوضاً عاجلاً يقابل أضعاف أضعاف ما وقع عليهم من كريهة و مصيبة . و هو في ابتدائه صعب شديد . و في انتهائه سهل حميد العواقب كما قيل : و الصبر مثل اسمه مُرٌّ مذاقته … لكن عواقبه أحلى من العسل |
||||||||||||
|
18-08-2019, 02:33 AM | #2 | ||||||||||||
Silkroad4Arab
|
جزاك الله خير
|
||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Mostafa Mosaad ; 18-08-2019 الساعة 03:46 AM
|
18-08-2019, 03:14 AM | #3 | ||||||||||||
|
شكرا لدعمكم المستمر
|
||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Mostafa Mosaad ; 18-08-2019 الساعة 03:46 AM
|
09-03-2024, 01:35 AM | #4 | ||||||||||||
|
جزاك الله خير
|
||||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|