حفظ بياناتي ؟

1/01/2023

22/05/2024_hema

22/05/2024_hema

END_shaher_01/01/2025

Ahmed_k_nayel_01_01_2025

END_02/12/2024

END 29/01/2025

END 06/12/2024

END 28/12/2024

END 30/02/2025_Belal

END 06/01/2025

END 12/01/2025

END _14/01/2025_Karuoke

END _14/01/2025_Karuoke

END 18/01/2025

END 18/01/2025

END 20/01/2025_coinY

END 20/01/2025_1418

END 30/01/2025

END 30/01/2025

25/01/2022

QueenSro_01_10_2024

Ahmed_k_nayel_01_01_2025

ibrahim_END 07/1212024

END 29/01/2025

END 12/01/2025

END _14/01/2025_Karuoke

END 18/01/2025

END 18/01/2025

END 20/01/2025_coinY

END 30/01/2025

END 30/01/2025

 الـجـروب الـرسـمى لـلـمـنـتـدى FaceBook | Official Group 



بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ]

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-2009, 10:17 AM   #1

moog





• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18820
• المشـــاركـات » 329
• الـدولـة » iM Already Dead
• الـهـوايـة » Desieng
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
moog صـاعـد

moog غير متواجد حالياً



افتراضي الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــياد



حدث أحد الأصدقاء : بينما أنا فى منزلى صبيحة يوم اذ دخل على رجل صياد يحمل فى شبكة فوق عاتقه سمكة كبيرة ، فعرضها على ، فلم أساومه فيها بل نقدته الثمن الذى أراد ، فأخذه شاكرا متهللا و قال : هذه هى المرة الأولى التى أخذت فيها الثمن الذى اقترحته ، أحسن الله اليك كما أحسنت الى ، و جعلك سعيدا فى نفسك ، كما جعلك سعيدا فى مالك ، فسررت بهذه الدعوة كثيرا ، و طمعت فى أن تتفتح له أبواب السماء المنغلقة .

و عجبت أن يهتدى شيخ عامى الى معرفة حقيقة لا يعرفها الا القليل الخاصه ، و هى أن للسعادة النفسية شأنا غير سعادة المال ، فابتسم ابتسامه هادئة مؤثره و قال : لو كانت السعادة سعادة المال لكنت أشقى الناس ، لأننى أفقر الناس ، فقلت : و هل تعد نفسك سعيدا ؟ قال : نعم ، لأننى قانع برزقى فرح بعيشى ، لا أحزن على فائت من العيش ولا تذهب نفسى حسرة وراء المطامع ، فمن أى باب يصل الشقاء الى قلبى ؟ قلت : أيها الرجل أين توجه ؟ ما أرى الا أنك شيخ قد فقد عقله . كيف تعد نفسك سعيدا ، و أنت حاف غير منتعل ، و عار الا قليلا من الأسمال الباليه و الأطمار السحيقه ؟ قال : ان كانت السعادة لذة النفس و راحتها و كان الشقاء ألمها و عناءها ، فأنا سعيد ، لأنى لا أجد فى رثاثة ملبسى ولا فى خشونة عيشى ما يولد لى ألما ، أو يسبب لى هما ، و ان كانت السعادة عندكم أمرا وراء ذلك ، فأنا لا أفهمها الا كذلك.

قلت : ألا يحزنك النظر الى الأغنياء فى أثاثهم و رياشهم ، و قصورهم و مراكبهم ، و مطعمهم و مشربهم ، ألا يحزنك هذا الفرق العظيم بين حالتك و حالتهم ؟ قال : انما يصغر جميع هذه المناظر فى عينى و يهونها عندى أنى لا أجد أصحابها قد نالوا من السعادة بوجودها أكثر مما نلته بفقدانها .
هذه المطاعم التى تذكرها ان كان الغرض منها الامتلاء فأنا لا أذكر أنى بت ليلة فى حياتى جائعا ، و ان كان الغرض منها قضاء شهوة النفس فأنا لا آكل الا اذا جعت ، فأجد لكل ما يدخل جوفى لذة لا أحسب أن فى شهوات الطعام ما يفضلها ، أما القصور ، فان لدى كوخا صغيرا لا أشعر أنه يضيق بى و بزوجتى و ولدى فأندم على أن لم يكن قصرا كبيرا .

و ان كان لابد من امتاع النظر بالمناظر الجميله فحسبى أن أحمل شبكتى على عاتقى كل مطلع فجر و أذهب بها الى شاطئ النهر ، فأرى منظر السماء و الماء ، و الأشعة البيضاء ، و المروج الخضراء ، فما هى الا لفتة العنق أن يطلع من ناحية الشرق قرص الشمس كأنه وشاح من ذهب أو قطعة من لهب ، فلا يبعد عن خط الأفق ميلا أو ميلين حتى ينثر فوق سطح النهر حليه المتكسر ، أو دره المتحدر ، فاذا تجلى هذا المنظر أمام عينى يتخلله سكون الطبيعه و هدوءها ، ملك هذا على شعورى و وجدانى فأستغرق فيه استغراق النائم فى الأحلام اللذيذه .

ولا أزال هكذا هائما فى أحلامى ، حتى أشعر بجذبه قوية فى يدى فأنتبه فاذا السمك يضطرب ، وما اضطرابه الا أنه فارق الفضاء الذى كان يهيم فيه مطلق السراح ، و بات فى المحبس الذى لا يجد فيه مراحا ولا مضطربا ، فلا أجد له شبيها فى حالتيه الا الفقراء و الأغنياء ، يمشى الفقير كما يشتهى و ينتقل حيث يريد ، كأنما هو الطائر الذى لا يقع الا حيث يطيب له الغناء و التنقير ، أما الغنى فلا يتحرك ولا يسكن الا و عليه من الأحداق نطاق ، و من الأرصاد أغلال و أطواق .

فاذا أخذت من السمك كفاف يومى عدت به و بعته فى الأسواق ، فاذا أدبر النهار عدت الى منزلى يعتنقنى ولدى و تبش فى وجهى زوجتى ، فاذا قضيت بالسعى حق عيالى ، و بالصلاة حق ربى ، نمت فى فراشى نومة هادئة مطمئنة لا أحتاج معها الى ديباج و حرير أو مهد وثير ، فهل أعد نفسى شقيا ، و أنا أروح الناس بالا ، و ان كنت أقلهم مالا ؟
لا علاقة بينى و بين أحد فى هذا العالم الا تلك العلاقة التى بينى و بين ربى ، فأنا أعبده حق عبادته و أخلص فى توحيده فلا أعتقد ربوبية أحد سواه .
و لقد كان هذا اليقين أكبر سبب فى عزائى و راحة نفسى من الهموم و الأحزان ، فما نزلت بى ضائقة ، ولا هبت على عاصفة من عواصف هذا الكون ، الا انتزعتنى من بين مخالبها و هونها على حتى لاأكاد أشعر بوقوعها .

ما العالم الا بحر زاخر ، وما الناس الا أسماكه المائجة فيه ، وما ريب المنون الا صياد يحمل شبكته كل يوم و يلقيها فى ذلك البحر فتمسك ما تمسك ، و تترك ما تترك ، وما ينجو من شبكته اليوم لا ينجو منها غدا ، فكيف أغتبط بما لا أملك ، أو أعتمد على غير معتمد ، اذن أنا أضل الناس عقلا و أضعفهم ايمانا .

قال المتحدث : فأكبرت الرجل فى نفسى كل الاكبار ، و أعجبت بصفاء ذهنه و ذكاء قلبه ، و حسدته على قناعته بسعادة نفسه ، و قلت له : يا شيخ ، ان الناس جميعا يبكون على السعادة و يفتشون عنها فلا يجدونها فاستقر رأيهم على أن الشقاء لازم الحياة لا ينفك عنها ، فكيف تعد العالم سعيدا وما هو الا فى شقاء ؟
قال : لا يا سيدى ، ان الانسان سعيد بفطرته ، و انما هو يجلب الى نفسه الشقاء بشدة طمعه فى المال فيتعذر عليه مطمعه فيطول بكاؤه و عناؤه ، ان كثيرا مما يصيب الناس من شقوة انما يأتى من طريق الأخلاق الباطنة ، لا من طريق الوقائع الظاهرة ، الحاسد يتألم كلما وقع نظره على محسود ، و الحاقد يتألم كلما تذكر أنه عاجز عن الانتقام من عدوه ، و الطماع يتألم كلما خاب أمله فى مطمع ، و الظالم يتألم كلما سمع ابتهال مظلوم بالدعاء عليه ، أو حاقت به عاقبة ظلمه ، من أراد السعادة فليطلبها بين جوانب النفس الفاضلة و الا فهو أشقى العالمين ، و ان أحرز ذخائر الأرض و خزائن السماء .

قال الصديق : فما وصل الصياد من حديثه الى هذا الحد حتى نهض قائما و تناول عصاه ، و قال : أستودعك الله يا سيدى و أدعو لك الدعوة التى أحببتها لنفسك و أحببتها لك ، و هى أن يجعلك الله سعيدا فى نفسك ، كما جعلك سعيدا فى مالك ، و السلام عليكم و رحمة الله




رد مع اقتباس
إعلانات google

 


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 PM.