ط§ظ„ط¨ظ‚ط§ط، ظ…ط³ط¬ظ„ ط¯ط§ط¦ظ…ط¢
ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ†ط§طھ
قديم 26-07-2011, 01:57 PM   #16

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



الجذور التاريخية للحروب الصليبية





أولاً: البيزنطيون:


ترجع بدايات التحرك البيزنطي المضاد للإسلام إلى عصر الرسالة نفسه، فمنذ العام الخامس للهجرة وعبر معارك دومة الجندل، وذات السلاسل، ومؤتة، وتبوك، وانتهاء بحملة أسامة بن زيد رضي الله عن الصحابة أجمعين
كان المعسكر البيزنطي يتحسس الخطر الإسلامي الجديد القادم من الجنوب لاسيما بعدما تمكنت الدولة الناشئة من فك ارتباط العديد من القبائل العربية شمالي الجزيرة من سادتهم القدماء الروم، وسواء كان البيزنطيون يتحركون ضد القوات الإسلامية بفعلهم ابتداء أو كرد فعل لتحرك إسلامي، فإن المحصلة الأخيرة هي أن هذا المعسكر بدأ يدرك أكثر فأكثر حجم التحدي الجديد ويعد العدة لوقفه

صحيح أن هذه العدة لم تكن – أحياناً – بالحجم المطلوب، ربما بسبب عدم دقة المعلومات التي كانت القيادة البيزنطية تبني عليها مواقفها إلا أن النتيجة هي أن النار اشتعلت عبر هذا المحور وازدادت اشتعالاً بُعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتدفق القوات الإسلامية في البلاد التي يسيطر عليها البيزنطيون ، وبعد إخراج البيزنطيين من ممتلكاتهم في آسيا وأجزاء من إفريقيا على يدي القيادة الراشدة، التي شهدت المراحل التالية من العصر الراشدي، محاولات التفاف، ردود أفعال عديدة وهجمات مضادة نفذها هذا المعسكر في البّر والبحر، ولكنها آلت في معظمها إلى الخسران، تم مالبث البيزنطيون أن انحسروا عبر العقود التالية، وبفضل الملاحقة الدؤوبة التي قام بها الأمويون - ابتداء من معاوية رضي الله عنه مؤسس الدولـة الأمـوية وعهد عبد الملك بن مروان وبنيه خصوصاً الوليد وسليمان – وقد تم شرح ذلك وتفصيله في كتابي الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الإنهيار – واستمرت الملاحقة النشطة للبيزنطيين بعد الأمويين في الشام ومصر وشمال إفريقيا، وانحسروا بالكلية عن الشمال الإفريقي ومساحات واسعة من البحر المتوسط، وانزووا هناك في شبة جزيرة الأناضول، فضلاً عن ممتلكاتهم في أوروبا نفسها، وهكذا وبمرور الوقت، أصبح خطر هجماتهم المضادة محدوداً لأنها تركزت عند خط الثغور في الأناضول والجزيرة الفراتية دون أن تتعداه إلى العمق إلا نادراً بسبب يقظة القيادات الإسلامية، وتحصينها خط الحدود من جهة، وقيامها بهجمات مستمرة ضد الدولة البيزنطية، وتوغلها بعمق باتجاه القسطنطينية نفسها من جهة أخرى، الأمر الذي لم يدع الإمبراطور البيزنطي – في معظم الأحيان – أن يأخذ زمام المبادرة وأن يوسع نطاق هجومه المضاد اللهم إلا عند مطلع القرن الرابع الهجري حيث كانت الدولة العباسية قد ضعفت إلا أن ظهور السلاجقة أعطى دفعة قوية لحركة الجهاد الإسلامي، وقد استطاعوا في عهد السلطان السلجوقي ألب أرسلان أن يحققوا نجاحاً ساحقاً ضد العمود الفقري للقوات البيزنطية في معركة ملاذكرد عام 463ﻫ وكان هذا الانتصار بمثابة نهاية لتحديات الدولة البيزنطية وهجومها المضاد، واستمر على تلك الحال حتى سقوطها بعد عدة قرون على يد العثمانيين .



ثانياً : الأسبان :


شهدت الساحة الأندلسية، منذ بدايات مبكرة هجمات مضادة متواصلة قادمة من الشمال حيث يتحصن الأسبان في المناطق الأشد وعورة، ولقد تمخضت هذه الهجمات عن صراع مرير قدرت القيادة الأموية عبره أن تجابه الهجوم المضاد لمدى ما يقرب من القرون الثلاثة، وأن تحتويه وترغمه على الانحسار في الجيوب الشمالية لشبه الجزيرة الإيبرية، ثم جاءت دفقة الحيوية الإسلامية الجديدة مرتين إحداهما على يد المرابطين القادمين من المغرب ، الذين سجلوا لنا في صفحات المجد انتصارهم العظيم في معركة الزلاقة على النصارى الإسبان في عام 479ﻫ، والأخرى على أيدي الموحدين الذين جاءوا من بعدهم الذين حققوا انتصاراً ساحقاً على النصارى في معركة الأرَك عام 591ﻫ التي سجلت على صفحات الزمان بماء الذهب الصافي ، وبذلك تمكن الإسلام في الأندلس من الصمود بمواجهة التحدي ومقارعة الهجوم الإسباني المضاد سلاح شبه متكافئ لمدى يقرب من القرون الأربعة. لكن المسلمين هناك ما لبثوا أخيراً أن استنزفوا، وزادهم ضعفاً إنقسامهم على أنفسهم وصراعهم الدموي الطاحن فيما بينهم، الأمر الذي حول ميزان القوى لصالح القيادة النصرانية التي تمكنت في نهاية المطاق من إسقاط آخر كيان إسلامي هناك، مملكة غرناطـة 897ﻫ لكـي ما تلبث - تحت زعامة فرديناند وايزابيلا - أن تنفذ أبشع مجزرة رهيبة في التاريخ البشري، اشتركت فيها السلطة والكنيسة ومحاكم التفتيش واستطاعت بأساليبها التي تجاوزت القيم الإنسانية فضلاً عن الدينية على تدمير الوجود الإسلامي في الأندلس وإزالته من الخارطة الإسبانية، ودمج الجماعات الإسلامية قسراً بالمجتمع النصراني دينا وثقافة وسلوكاً .




ثالثاً : الحركة الصليبية :

إن الحركة الصليبية هي رد الفعل المسيحي تجاه الإسلام، تمتد جذورها إلى بداية ظهوره، وخروج المسلمين من جزيرتهم العربية واصطدامهم بالدولة البيزنطية، وأن هذه الحركة تطورت كالكائن الحي على مدى القرون ما تكاد تخرج من طور إلا لتدخل في طور جديد وما كانت الفترة الزمنية الممتدة بين سنتي (488ﻫ - 690ﻫ/1095م – 1291م)، فالغزو الصليبي ليس أمراً جديداً ولا ظاهرة غريبة أو استثنائية وإنما هو القاعدة وغيره الاستثناء ، وعلى مدى قرنين من الزمن لم يتخلوا عن المقاومة ولم يستكينوا أو يضعوا السلاح، كانوا على استعداد في كل لحظة لركوب خيولهم والإنطلاق سراعاً إلى الأهداف، والجهاد لا تضعه النظريات والأماني، والمجاهد لا يتحرك في الفراغ، ولكنها التحديات التاريخية الكبيرة هي التي تضع الجهاد وتبعث المجاهدين، وتنفخ في المقاتل المسلم روح البطولة والتضحية والاستشهاد .
وقد تصالح المؤرخون على إطلاق الحروب الصليبية على الحركة الاستعمارية الصليبية التي ولدت في غرب أوروبا واتخذت شكل هجوم مسلح على بلاد المسلمين في الشام والعراق والأناضول، ومصر وتونس لاستئصال شأفة الإسلام والمسلمين والقضاء عليهم واسترجاع بيت المقدس وجذور هذه الحركة نابع من الأوضاع الدينية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية التي سرت في غرب أوروبا في القرن الحادي عشر، واتخذت من الدين وقوداً لتحقيق أهدافها


رابعاً : حركة التفاف الصليبيين:


مالبثت أوروبا بعد سحق الوجود الإسلامي في إسبانيا أن بدأت بقيادة إسبانيا والبرتغال، ومن بعدهما بريطانيا وهولندا وفرنسا، عملية الالتفاف التاريخية المعروفة على عالم الإسلام عبر خطوطه الخلفية في إفريقيا وآسيا، والتي كانت بمثابة حركة الاستعمار القديم التي ابتلي بها العالم الإسلامي فيما بعد، والتي استمرت حتى العقود التي أعقبت سقوط الخلافة العثمانية، كان المماليك في مصر والشام قد بلغوا مرحلة الإعياء، وكان اكتشاف الطريق البحري الجديد حول رأس الرجاء الصالح قد وجّه لتجارتهم - التي هي بمثابة العمود الفقري لمقدرتهم المادية – ضربة قاصمة، أما العثمانيون فكان جهدهم منصباً على اختراق أوروبا من الشرق، ولم تكن لديهم الجسور الجغرافية التي تمكنهم من وقف محاولة الالتفاف تلك في بداياتها الأولى، ولكنهم ما لبثوا بعد عدة عقود أن تحركوا لمجابهة الموقف، الموقفن ومع ذلك فقد دافعت الشعوب والقيادات الإسلامية المحلية في المناطق التي ابتليت بالغزو دفاعاً مستميتاً، وضربت مثلاً صلباً في مقاومتها المتطاولة للعدوان، وألحقت بالغزاة خسائر فادحة على طول الجهات والمواقع الساحلية التي سعى هؤلاء إلى أن يجدوا فيها موطئ قدم ، وقد استطاع العثمانيون إنقاذ العالم الإسلامي من الغزو البرتغالي الإسباني الذي استهدف خنق التجارة الإسلامية، وحين حاولوا السيطرة على ساحل المغرب الإسلامي للإغارة عليه وضربهن سارع العثمانيون بالسيطرة على المغرب كله ماعدا مراكش واستطاعوا مواجهة الإسبان في حوض المتوسط وجزائره وسواحله، وأدالوا منهم، وبذلك استطاعت القوة البحرية العثمانية أن تحفظ شاطئ البحر المتوسط للإسلام والمسلمين، واستطاع العثمانيون أن يسيطروا على ساحل شرق إفريقيا وشمال المحيط الهندي في مطلع القرن الثامن عشر فأرهب ذلك الأوربيين، واستطاع أحمد بن سعيد 1740م أن يقف في وجههم في عمان حيث فقد البرتغاليون الأمل في استرداد هذه المنطقة، وقد كانت عمان بعد سقوط الأندلس أكبر قوة عربية ودامت نهضتها من عام 1000ﻫ إلى 1250ﻫ وقد استولت على ثغور البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج، فإفريقيا الشرقية إلى رأس الرجاء الصالح، وفي بضعة أجيال صار أهل عمان سادة هذه البحار العظمى الثلاثة وصار لهم أسطول ضخم هاجم الأسطول البرتغالي وأجلاه عن جميع الثغور الهندية والفارسية والإفريقية .. ولم يصبر الإنجليز على هذه الدولة البحرية التي كانت تهددهم في أملاكهم في آسيا وإفريقيا، فعملوا على مدى ثمانين عاماً على إضعافها والقضاء عليها وضرب الأسطول البريطاني مدنها بالقنابل .



يتبع




رد مع اقتباس
إعلانات google

قديم 26-07-2011, 01:57 PM   #17

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



خلع السلطان عبد الحميد .. السقوط الحقيقي





الزمان/ السبت 21صفر ـ 1327هـ.

المكان/ إستانبول ـ عاصمة الخلافة العثمانية.

الموضوع/ العلمانيون والماسون يتآمرون على السلطان عبد الحميد ويخلعونه


الأحداث/ مقدمة
مفكرة الإسلام : إن من أكبر المشاكل التي تواجه الأمة الإسلامية خاصة في عصرنا الحاضر هي مشكلة غياب القيادة الربانية, فلقد غابت القدوة وفقدالمثل, فأصبحت الأمة جسدًا بلا رأس أو سفينة بلا ربان, وكلما كانت القيادةربانية كلما كانت الأمة أقرب للتمكين والنصر والسيادة, ولقد فطن أعداءالإسلام لتلك الأهمية فحرصوا كل الحرص على منع وصول أمثال هؤلاء القادةالربانيين لسدة الحكم بالبلاد المسلمة وعملوا على إفساد أنظمة الحكم في البلاد المسلمة حتى تنفصل القاعدة عن القمة, وإذا فشلت القوى المعادية فيمنع وصول القادة الربانيين لسدة الحكم فإنها تشن حربًا لا هوادة فيها وبكل الوسائل الشريرة من أجل التخلص من هذه القيادة الربانية.

الأحوال العثمانية
مرت الخلافة العثمانية بعدة أطوار متعاقبة منذ نشأتها سنة 699هـ على يد مؤسسها عثمان الأول وتأرجحت بين قوة وضعف ووحدة وتفرق وتوسع وانحصار, ولكن اللافت للنظر أن طور الضعف والانحدار قد استمر لفترة طويلة 'قرابة الثلاثةقرون' تعاقب خلالها على قيادة الدولة العثمانية ثمانية وعشرون خليفة كانبعضهم ذو همة وعزيمة قوية حاول أن يستعيد قوة الدولة وهيبتها السابقة, وهؤلاء أخروا سقوط الدولة العثمانية إلى وقتها المقدور, وكان السلطان عبدالحميد أقوى هؤلاء الخلفاء.

السلطان عبد الحميد الثاني
السلطان عبد الحميد هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولةالعثمانية, تولى عرش الدولة وهو في الرابعة والثلاثين من عمره, وقد نشأيتيم الأم, وتولت رعايته زوجة أبيه وكانت امرأة صالحة ذات دين وعفاف فأثرت على نفسية وشخصية عبد الحميد, فنشأ في بيئة صالحة وتربى على أن يكون منالقادة والزعماء الكبار, فتعلم الفروسية والعلوم الشرعية والعلمية, وقدظهرت بجانبه منذ الصغر خصوصًا فيما يتعلق بالسياسة ومتابعة الأحوالالخارجية.
استفاد عبد الحميد كثيرًا من عمه السلطان عبد العزيز الذي كان المثل والقدوة لعبد الحميد, ولقد قتل عبد العزيز على يد بعض المتآمرين والحاقدين على الخلافة العثمانية قبل تولي عبد الحميد لمقاليد الأمور, وكانت رحلةعبد الحميد إلى أوروبا برفقة عمه السلطان عبد العزيز ذات أثر بالغ في تكوين الرؤية الواقعية لمستقبل الحكم العثماني في عهد عبد الحميد.
استلم السلطان عبد الحميد الحكم في 11 شعبان 1293هـ / 31 أغسطس 1876م في وقت عصيب وحاسم من حياة الأمة الإسلامية عامة والدولة العثمانية خاصة فقدأحدقت بها الأخطار من الداخل والخارج، واجتمعت عليها عوامل الهدم وكانت الدولة العثمانية أشبه ما يكون بسفينة قديمة بالية تبحر في عرض بحر هائج متلاطم الأمواج تعبث بها العواصف من هنا وهناك, ولكن عبد الحميد كان رجل الساعة وفارس الميدان جابه الجميع بكل شجاعة.

الأخطار الداخلية

لقد كانت الجبهة الداخلية والأخطار الداخلية في حقيقة الأمر أكبر وأشدضررًا من الأخطار الخارجية, وقد تمثلت الأخطار الداخلية في عدة محاور كمايلي:
1]
انتشار الفكر الغربي في الطبقة المثقفة وطبقة رجال الحكم وعلية القوم وافتتان كثير من هؤلاء بماعند أوروبا من تقدم حضاري وفنون وآداب حتى أصبحت لندن وباريس وفيينا قبلةهؤلاء المفتونين وما استتبع ذلك من اندفاعهم في هوة التقليد الأعمى لكل ماهو غربي على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
2]
ظهور الجمعيات الماسونيةذات الأهداف الخبيثة والتي عملت على نشر الأفكار القومية الطورانية والتيتتعارض مع عقيدة الولاء والبراء في الإسلام, وكانت هذه الجمعيات تحملأسماء أدبية وعلمية للتمويه والتضليل, وكان النصارى هم نواة هذه الجمعيات عند ظهورها وكانت الإرساليات التنصيرية الداعم الأول لهذه الجمعيات, وكانت جمعية 'تركيا الفتاة' هي أشهر هذه الجمعيات وقد تأسست في الأصل بباريس, كانت جمعية تقوم في الأساس على القومية التركية أو الطورانية, تحت شعارالجمهورية وقد أسس هذه الجمعية بعض الإعلاميين المفتونين بالغرب أمثال 'علي سعاوي', 'نامق كمال', 'محمد ضياء', وقد تكونت لتلك الجمعية الشابةفروع بلسانيك وبرلين واستانبول , وما لبث أن انضم لهذه الجمعية بعض الضباط خاصة من منطقة سلانيك وقرروا تأسيس جناح عسكري للجمعية عرف باسم 'الاتحادوالترقي' والجدير بالذكر أن جمعية 'تركيا الفتاة' وجناحها العسكري 'الاتحاد والترقي' قد تم تنظيمهما وتكوينهما على غرار جمعية 'إيطالياالفتاة' والتي أسسها الزعيم الإيطالي 'ماتزين' سنة 1831م بل هي مستنسخة منها.
3]
أما أشد هذه الأخطار على الجبهة الداخلية فكانوااليهود المعروفين بيهود 'الدونمة' ومعنى كلمة 'الدونمة' الرجوع والعودة وهم اليهود الذين استوطنوا الدولةالعثمانية أيام السلطان سليمان القانوني وكان أصل هؤلاء اليهود من إسبانياوكانوا قد تعرضوا للاضطهاد بعد سقوط الأندلس, وقد سمح لهم السلطان سليمان بذلك تحت تأثير من زوجته 'روكسلان' الأفعى اليهودية, وفي ظل حكم الدولةالعثمانية تمتع اليهود بالأمن والرفاهية ونالوا كافة حقوقهم بل انتظم بعضهم في سلك رجال الدولة ولكنهم كعادتهم قابلوا هذا الجميل والعرفانبالجحود والنكران, وتآمروا مع الجمعيات السرية الماسونية وروجوا للفكرالقومي الطوراني, ويعتبر اليهودي 'موئيز كوهين' هو مؤسس الفكر القومي وكتابه 'الروح التركية' هو الكتاب المقدس للسياسة الطورانية.

الأخطار الخارجية

في هذه الفترة الحرجة من حياة الدولة العثمانية كانت الأخطار الخارجيةمتمثلة في دول أوروبا بجناحيها الشرقي والغربي, ويقود الجميع وقتها روسياوإنجلترا, وكانت ألمانيا وقتها قوة جديدة تتطلع لدور على الساحة الدولية, ولقد عملت روسيا على إثارة الفتن الداخلية بالولايات العثمانية بأوروباالشرقية, فأشعلت روسيا ثورات عنيفة في بلاد البلقان والبوسنة والهرسكوالصرب والجبل الأسود, وعندما لم تفلح هذه الثورات في تحقيق الهدف منهاأعلنت روسيا الحرب صراحة على الدولة العثمانية بسبب رومانيا وأجبرت الدولةالعثمانية لتوقيع معاهدة 'سان استيفانوس' المجحفة بحق العثمانيين بعد أنفقدت الدولة أجزاء منها في هذه الحرب.
لم تكن الدول الأوربية المشهورة بعدائها الشديد للإسلام والمسلمين مثلإنجلترا وفرنسا والنمسا لتقف مكتوفة الأيدي وروسيا تلتهم أجزاء كبيرة من الدولة العثمانية التي أصبحت فريسة سهلة لذئاب الأرض من أعداء الإسلام, فأجبرت هذه الدول مجتمعة الدولة العثمانية على التوقيع على معاهدة برلينسنة 1305هـ, وكان ظاهر هذه المعاهدة الحد من النفوذ الروسي بالمنطقة ولكن باطنها المزيد من تقطيع أوصال الدولة العثمانية وتوزيع أملاكها علىالمعتدين والطامعين.
الفرنسي من أشد الناس محاربة لهذه الفكرة.


السلطان عبد الحميد والقدس واليهود

نحن لسنا في حاجة لبيان عداوة اليهود للمسلمين في كل مكان وزمان فهذا أمرعقائدي مستقر بالكتاب والسنة والتاريخ, ولكن عداوة اليهود للسلطان عبدالحميد كانت خاصة ومركزة؛ فلقد حاول اليهود استغلال الأوضاع الداخليةوالخارجية التي تحيط بالسلطان عبد الحميد وطلب اليهود من السلطان عبدالحميد على لسان زعيم الصهاينة 'هرتزل' أن يعطيهم فلسطين لتكون وطنًا قوميًا ليهود العالم, وقد استطاع 'هرتزل' أن يتحصل على تأييد أوروبيلفكرته, وأصبحت قوة ضغط على الدولة العثمانية التي كانت تعاني وقتها منضائقة مالية شديدة, وهذا ما حاول اليهود استغلاله فعرضوا على السلطان عبدالحميد في اللقاء الذي تم بينه وبين 'هرتزل' مبلغ عشرين مليون ليرة ذهبية لسداد ديون الدولة مقابل التنازل عن فلسطين.
فجاء رد السلطان عبد الحميد فخرًا وعزًا لكل مسلم ووسامًا على صدورنا نفخر به في زمن العملاء والخونة والمأجورين حيث قال: 'لاأستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة لأنها ليست ملكي بل هيملك شعبي وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض ورووها بدمائهم، فليحتفظ اليهود بملايينهم، إذا فرقت دولتي من الممكن الحصول على فلسطين بدون مقابل ولكن لزم أن يبدأ التمزيق أولاً في جثتي قبل الحصول على فلسطين'.
بعد أن تأكد اليهود من عزم السلطان عبد الحميد على منعهم من التمكن من فلسطين وفشلت كل إغراءاتهم المالية من أجل ذلك أخذوا في التآمر مع كل القوى المعادية للمسلمين والتنسيق مع كل الاتجاهات من أجل إزاحة السلطانعبد الحميد من طريق أطماعهم بفلسطين, بل قام اليهود بتوحيد صفوف المعارضةوكانت من قبل دون نظام ولا تنسيق, وتولى المحفل الماسوني الإيطالي المعروف باسم 'المشرق الأعظم' هذه المهمة.


المؤامرة العالمية

كانت أطراف هذه المؤامرة الشريرة تشمل كلاً من العلمانيين والماسونيين وكلاهما ممثل في جمعية 'الاتحاد والترقي' والدول الأوروبية ممثلة في إنجلترا وفرنسا وروسيا والقوميين الطورانيين أي الأتراك ممثل في حزب 'تركيا الفتاة' ومن خلف الجميع اليهود يقودون زمام المؤامرة ويوجهونه الخدمة أغراضهم الخبيثة, وجاء مسلسل خلع السلطان عبد الحميد على الترتيب الآتي:

1]استغلال لعبة الدستور: وذلكأن السلطان عبد الحميد عندما تولى الحكم وتحت ضغط الحركات الداخلية اضطرلإعلان الدستور وتشكيل مجلس عموم, ولكنه استغل خطأ مدحت باشا كبيرالعلمانيين المنادين بالدستور وعزله من منصبه وألغى الدستور وأعاد العملب الشريعة وذلك سنة 1296هـ, وظل الدستور معطلاً حتى زادت قوة جمعية الاتحادوالترقي وضعفت الدولة العثمانية من كثرة الفتن الداخلية والخارجية فقامت هذه الجمعية بإشعال المظاهرات المطالبة بتطبيق الدستور وذلك سنة 1326هـ, وكانت المظاهرات عارمة فاضطر السلطان عبد الحميد لإعلان الدستور مرة أخرى.
2]حادثة 30 أبريل: فوت السلطان عبد الحميد الفرصة على المتآمرين عندما وافق على إعلان الدستور إذ كان من المقرر أن يخلعوا عبد الحميد بمجرد رفضه لإعلانالدستور, لذلك عمد هؤلاء المتآمرين لاختلاق حادثة 30 أبريل, وهي حادثة وقعت في استانبول وقتل فيها عدد من عسكر جمعية 'الاتحاد والترقي' وعلى إثرهذه الحادثة تحركت قوات الاتحاد والترقي من 'سلانيك' وتوجهوا إلى استانبول, ودخلوا قصر الخلافة وقتلوا كثيرًا من أهله بلا سبب, وقالوا: إنالسلطان يدبر لإلغاء الدستور وإحياء الشريعة وقتل رجال الاتحاد والترقي وأُعلنت الأحكام العرفية, وشكل ما يعرف بالمجلس الملكي الذي وجه عدة تهملعبد الحميد كلها كذب وزور, بل مضحكة أيضًا منها اتهامه بتدبير حادثة 30أبريل, والإسراف والظلم وسفك الدماء وإحراق المصاحف! والعجيب في لغة خطاب المنشورات التي كانت توزع ضد عبد الحميد حيث استخدموا الدين لخدمة أغراضهم رغم كونهم من أعدائهم ولم يفتهم أيضًا أن ينتزعوا فتوى من مفتي الدولة وقتها 'محمد ضياء الدين' وتم خلع عبد الحميد في 21 صفر سنة 1327هـ, وذهبوفد مكون من أربعة أشخاص 'آرام' الأرمني, 'أسعد طوبطاني' ألباني, 'عارف حكمت' تركي, 'عمانويل قراصو' يهودي لإبلاغ عبد الحميد خبر خلعه, فوافق بهدوء ولكنه أبى إلا عزًا من أوله إلى آخره؛ حيث أشار إلى 'قراصو' وقال: 'وما هو عمل هذا اليهودي في مقام الخلافة؟ وبأي قصد جئتم بهذا الرجل أمامي', وإنما جاءوا به ليعرف ويعرف العالم كله أن اليهود هم الذين كانواوراء مؤامرة خلع السلطان عبد الحميد بسبب رفضه إعطائهم فلسطين,
وبخلع السلطان عبد الحميد نستطيع أن نقول أن الدولة العثمانية قد سقطت.

يتبع





رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 01:58 PM   #18

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



فتح مصر




كانت مصر قبيل الفتح إحدى الولايات التابعة للدولة الرومانية ، استولى عليها الروم سنة 40 قبل الميلاد ، فجعلوها تمدهم بما يحتاجون إليه من الغلال ، وأغلقت أمام سكانمصر الأصليين أبواب المناصب العالية ، وزادت عليهم الضرائب زيادة كبيرة شملت كل إنسان في مصر حتى وصل الظلم إلى إلزام الشعب بأن يقوم بغذاءالجنود الروم المارين والمستقرين بمصر كلهم ، حتى تمنى المصريون الخلاص من الروم .

ولما وصل عمربن الخطاب إلى الجابية قرب دمشق سنة 18هـ قال له عمرو بن العاص : ائذن لي في المسير إلى مصر ؛ إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعوناً لهم . وتردد عمر في الأمر خوفاً على المسلمين أن يصيبهم الإرهاق من كثرة الحروب المتواصلة وقد فرغوا قريباً من فتوحات الشام ، وخشية من التوسع في الفتح دون أن ترسخ أقدام المسلمين وينشروا دينهم في البلادالمفتوحة ، لكن عَمراً هون الأمر على الخليفة ، فقال له عمر حينذ : إني مرسل إليك كتاباً وأمرتك فيه بالانصراف عن مصر ، فإن أدركك قبل أن تدخلهاأو شيئاً من أرضها فانصرف ، وإن دخلتها قبل أن يأتيك كتابي فامض لوجهك ،واستعن بالله واستنصره .

وسار عمرو إلى مصر عابراً فلسطين من شمالها إلى جنوبها ، وفي رفح وصله كتاب أمير المؤمنين ، فلم يتسلمه من حامله ، حتى شارف العريش ، فأخذالكتاب ، وقرأه على أصحابه ، فإذا عمر يأمره فيه بالانصراف إن لم يكن قددخل أرض مصر ، ولكن عَمْراً الآن في أرض مصر ، فأمر الجيش بالمسير على بركة الله .

اخترق الجيش سيناء سنة : 18هـ ، ففتح العريش من غير مقاومة تذكر ؛ لأن حصونها لم تكن من المتانة لتصمد في وجه المسلمين المجاهدين زمناً طويلاً،ولعدم وجود حامية رومية بها . ثم غادر عمرو العريش ، سالكاً الطريق الذي سلكه في تجارته الى مصر .

ولم يشتبك عمرو مع جند الروم في قتال حتى وصل إلى مدينة الفرما ذات الحصون القوية ، فحاصرها المسلمون أكثر من شهر ، وتم الفتح في أول شهر المحرم 19للهجرة ، وسار عمرو بعد ذلك حتى وصل بلبيس فوجدها محصنة ، وفيها أرطبون الروم ، وقد فرّ من فلسطين قبيل تسليم بيت المقدس ، وخلال شهر من الحصاروالاشتباكات فتحت المدينة ، وكان بها ابنة المقوقس أرمانوسة ، فأرسلهاعمرو إلى أبيها معززة مكرمة .

وطلب عمرو المدد من أمير المؤمنين ، فأرسل أربعة آلآف مجاهد ، وعلى رأسهم : الزبير بن العوام ، والمقداد بن عمرو ، وعبادة بن الصامت ، ومسلمة بنمخلد ، وكتب إليه : ( إني قد أمددتك بأربعة آلآف ، على كل ألف رجل منهم مقام الألف .. ) .

وصل هذا المدد بقيادة الزبير إلى عين شمس فسار عمرو لاستقباله ، ولكن تيودور قائد الروم تقدم في عشرين ألفاً ليضرب المسلمين ضربة قاصمة قبلوصول المدد ، ولكن عمراً تنبه للأمر فوضع كميناً في الجبل الأحمر وآخر علىالنيل ، ولاقاه ببقية الجيش ، ولما نشب القتال بين الفريقين خرج الكمين الذي كان في الجبل الأحمر وانقض على الروم ، فاختل نظامهم ، واضطرب تيودورفتراجع لينظم قواته ، فقابله الكمين الذي كان بقرب النيل ، فأصبح تيودوروجيشه بين جيوش المسلمين من ثلاث جهات ، فحلت به الهزيمة ، فركب بعضهم في النيل وفر إلى حيث لايرى ، وفر قسم كبير منهم إلى حصن بابليون فقويت الحامية في هذا الحصن .

لم يبق أمام عمرو إلا حصن بابليون ،فإن فتح فتحت مصركلها ، ولكن الحصارطال وتأخر الفتح سنتين ، وما ذاك إلا بسبب : قلة عدد المسلمين (8004 رجل ) ، ومتانة أسوار حصن بابليون ، وتجمع الآلآف من جند الروم به ، وقلة معدات الحصار مع الجند المسلمين ، مع فيضان النيل .

وطلب المقوقس من عمرو رجالاً يتحادث معهم من المسلمين فأرسل إليه وفداً بقيادة عبادة بن الصامت ، وأبقى عمرو رسل المقوقس عنده يومين وليلتين حتى يطلعوا على أحوال جند المسلمين فيخبروا بذلك من وراءهم ، ثم ردهم عارضاًعليهم الإسلام أو الجزية أو القتال .

أما الزبير بن العوام فقال للمسلمين : إني أهب نفسي لله تعالى ، وأرجو أنيفتح الله بذلك للمسلمين . فوضع سلما ً إلى جانب الحصن ثم صعد ، وأمرهمإذا سمعوا تكبيرة يجيبونه جميعاً ، فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ، ومعه السيف ، وقد عصب رأسه بعمامة صفراء علامة حب الموت أوالنصر .

وقفز الزبير داخل الحصن ، وتحامل الناس على السلم حتى نهاهم عمرو خوفاً أن ينكسر السلم ، ومن داخل الحصن كبر الزبير تكبيرة ، وأجابه المسلمون بالتكبير بصوت واحد ، فارتبك أهل الحصن وظنوا أن المسلمين قد دخلوا ،واستطاع الزبير أن يفتح الباب ، واقتحم المسلمون الحصن ، وامتلكوا بذلك مفتاح مصر .

ولما خاف المقوقس على نفسه ومن معه سأل عمرو بن العاص الصلح ودعاه إليه ، فأجابه عمرو إلى ذلك .
وكان فتح مصر يوم الجمعة مستهل المحرم سنة عشرين من الهجرة ؛ والذي بسببه انتشر الإسلام في شمال إفريقيا .



يتبع




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:00 PM   #19

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.

المـوقـع

تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن دمشق 290 كم.

التأسيـس

إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سميت بـ "يبوس" وقد عرف "مليك صادق" بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه "ملك السلام"، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو "أور شالم" بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا "صهيون" نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله.

التوسـعة والإعمـار

1- في عهد النبي سليمان عليه السلام اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور وأصبحت عاصمة للدولة، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري ضخم، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.

2- قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة إصلاحات فيها.

3- سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحول إليها أفواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير إلى القدس.

4- سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بني أول مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.

5- سنة 651 هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي.

6- سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً.


المعـالـم

كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج منتظم ولهذا السور سبعة أبواب وهي:

1- باب الخليل
2- باب الجديد
3- باب العامود
4- باب الساهرة
5- باب المغاربة
6- باب الأسباط
7- باب النبي داود عليه السلام


الأوديـة التي تحيط بالقـدس

1- وادي جهنم: واسمه القديم "قدرون" ويسميه العرب "وادي سلوان".
2- وادي الربابة: واسمه القديم "هنوم".
3- الوادي أو"الواد": وقد يسمى "تيروبيون" معناه "صانعوا الجبن".


الجبـال المطلّـة على القـدس

1- جبل المكبر: يقع في جنوب القدس وتعلو قمته 795 م عن سطح البحر، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي.

2- جبل الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة، وهو يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء.

3- جبل المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا "جبل المشهد" وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى قائد روماني.

4- جبل النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح البحر.

5- تل العاصور: تحريف "بعل حاصور" بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن سطح البحر، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين.

ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله :

"مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار".

الأماكـن المحكمة البنـاء في القـدس

أسـواقها

سوق القطـانين: المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.
الأسواق الثلاثة: المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.

الحارات المشهورة في القدس هي


حارة المغاربة، وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية.

القـلعـة

وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود عليه السلام، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء القديم السليماني، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.

عيـن سـلوان

وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين ووصفها ومكانتها، وهي إحدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز:

{فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} (الرحمن/50).

آبـارهـا

بئر أيوب، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب عليه السلام، ويقال إن الله تعالى قال لنبيه أيوب عليه السلام:

{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص/42).

مسـاجدهـا

1- المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة الشريفة.

2- جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.

3- جامع النبي داود عليه السلام.

مقـابرهـا

1- قبر النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس.

2- مدفن النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة "بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.

3- قبر مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الأسباط.

4- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون.

5- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.

6-مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.

مـكتـباتـها

هنالك 34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها:

1- مكتبة القديس المخلص: تأسست عام 1558 م.

2- مكتبة الخليلي: تأسست عام 1725 م.

3- مكتبة البطريركية الأورثوذو**ية: تأسست عام 1865 م.

4- مكتبة الجامعة العربية.

5- المكتبة الخالدية: تأسست عام 1900 م.

6- مكتبات خاصة تعود لبعض الأسر القديمة منها: المكتبة الفخرية ومكتبة آل البديري، مكتبة آل قطينة، ومكتبة آل الموقت.

متـاحـفها

1- المتحف الحكومي للآثار: أنشئ عام 1927 م.

2- المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1341 هـ / 1923 م.

قبـابـها

قبة الصخرة، قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج.

مـن ذاكـرة التـاريخ

ـ سنة 3000 ق.م هاجر العموريون العرب إلى فلسطين.

ـ سنة 1900 ق. م هاجر إبراهيم الخليل عليه السلام من أور إلى فلسطين.

ـ سنة 1785 ق.م هجرة اله**وس وفي هذه الفترة، هاجر آل يعقوب إلى مصر نحو سنة 1740 ق. م.

ـ سنة 1290 ق.م خروج موسى عليه السلام وجماعته من مصر إلى فلسطين.

ـ سنة 1003 ق.م اتخذ داود عليه السلام أور شليم عاصمة له وخلفه ابنه سليمان عليه السلام.

ـ سنة 722 ق.م سقوط إسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري.

ـ سنة 586 ق.م سقوط يهودا على يد نبوخذ نصر البابلي.

ـ سنة 536 ق.م احتل كورش الاخميني بابل وسماحه لليهود بالنزوح إلى فلسطين.

ـ سنة 538 ق.م احتل الاخمينيون فلسطين، وقام كورش بتجديد هيكل سليمان وبناء المدينة.

ـ سنة 332 ق.م احتل الاسكندر المقدوني فلسطين، وحلت الفوضى البلاد بعد وفاته عام 322 ق.م.

ـ سنة 62 ق.م احتل الرومان فلسطين.

ـ سنة 37 ق.م نصب الرومان هيرو دوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس، وظل يحكمها حتى سنة 4 م وفي زمانه ولد النبي عيسى عليه السلام في بيت لحم.

ـ سنة 70 م حدث شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني وأحدث في المدينة النهب والحرق والقتل وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس.

ـ سنة 135 م
أثار اليهود الشغب مرة أخرى إلا أن أل إمبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحرث موقعها وحول القدس إلى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين أن يقيموا فيها على أن يكونوا من أصل اليهود وسمى المدينة "الياكا بيتو لينا" مشتقة من أسرة هدريان المدعوة إليا.

ـ سنة 324 م أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي.

ـ سنة 614 م أحتل **رى ابرويز فلسطين.

ـ في ليلة 27 من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

ـ في شعبان سنة 2 هـ صلّى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول صلاته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ.

ـ سنة 7 هـ / 628 م استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يطرد الفرس من القدس.

ـ سنة 8 هـ / 629 م وقعت معركة مؤتة.

ـ سنة 9 هـ / 630 م وقعت معركة تبوك.

ـ سنة 13 هـ / 634 م وقعت معركة أجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم.

ـ سنة 15 هـ / 636 م
وقعت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها.

ـ سنة 17 هـ / 638 م دخل عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها.

ـ سنة 40 هـ / 661 م أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة في القدس، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته.

ـ سنة 65 هـ / 684 م وقعت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير.

ـ سنة 72 هـ / 691 م أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس، وبنى في الرملة قصراً له.

ـ في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي.

ـ سنة 264 هـ ضم أحمد بن طولون فلسطين إلى دولته في مصر.

ـ سنة 385 هـ / 968 م سيطر الفاطميون على فلسطين.

ـ سنة 417 هـ وقعت معركة عسقلان وانتصار حلف الأمراء العرب على الفاطميين.

ـ سنة 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي على القدس.

ـ سنة 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى ورفعوا الصليب على الصخرة المقدسة.

ـ سنة 583 هـ / 1187 م استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي في أعقاب معركة حطين.

ـ سنة 586 هـ / 1190 م وقعت حملة ريشارد قلب الأسد ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة) واستيلائه على فلسطين في معركة "أرسوف".

ـ سنة 637 هـ / 1239 م استولى الأيوبيون على القدس.

ـ سنة 651 هـ / 1253 م استولى المماليك على فلسطين.

ـ سنة 659 هـ / 1260 م وقعت معركة "عين جالوت" واندحار المغول.

ـ سنة 690 هـ / 1291 م أنهى السلطان "الأشرف بن قلاوون" مملكة بيت المقدس الصليبية.

ـ سنة 922 هـ / استولى السلطان "سليم العثماني" على القدس.

ـ سنة 1831 م سقطت القدس بأيدي "إبراهيم باشا العثماني".

ـ سنة 1854 م أقيم أول حي يهودي يدعى "حي مونتفيوري" في القدس نسبة إلى رجل يهودي استطاع شراء أرض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني.

ـ سنة 1920 م وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل إنشاء دولة اليهود فيها.

ـ سنة 1948 م اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها.

ـ سنة 1967 م استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد ن**ة حزيران، وعادوا يطلقون عليها اسم "أورشليم".

ـ سنة 1980 م تم إعلان ضم القدس سياسياً إلى دولة الاحتلال البريطاني تحت شعار توحيد القدس.

يتبع




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:01 PM   #20

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



الفتوحات الإسلامية في بلاد الروم فى العصر الاموى





الحصار الأول للقسطنطينية


في عام 50هـ جهَّز معاوية حملة كبيرة من البر والبحر لتغزو القسطنطينية، وأعطى قيادة جيش البر لسفيان بن عوف الأزدي، وجعل ابنه يزيد في قيادة الحملة إلا أن يزيد لم يخرج مع الحملة، أما الأسطول فقد قاده بسر بن أرطأة وحوصرت عاصمة الروم، وجرت اشتباكات بين الطرفين خسر فيها المسلمون خسائر كبيرة، فعمل معاوية على إرسال نجدة كبيرة كانت بقيادة ابنه يزيد ومعه عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] وعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] بن الخطاب، وعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] بن العوام، وعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] بن عبد المطلب وبوصول النجدة ارتفعت معنويات المجاهدين فاشتد الحصار وأصاب المسلمون من الروم، وإن لم يستطيعوا فتح القسطنطينية، وقد استشهد في هذا القتال أبو أيوب الأنصاري وخالد بن يزيد، وعبد العزيز بن زرارة الكلابي، وقد كانا على رأس الذين يثيرون حماسة المقاتلين.
ثم رجع يزيد والجيش إلى الشام، دون أن تنال هذه الحملة من القسطنطينية لمناعتها، وأغلب الظن أن معاوية كان يعلم صعوبة الاستيلاء على هذه المدينة الحصينة التي يزيد من صعوبة الوصول إليها -فوق مناعتها الطبيعية- قسوة المناخ حولها شديد البرودة بالنسبة للعرب، ثم شدة التيارات المائية القادمة من الشمال من البحر الأسود، والتي كانت تعوق حركة سير السفن وتردها على أعقابها.
فالمسلمون يعرفون كل ذلك، ولكنهم لم يتهيبوا، ولم تمنعهم الصعوبات من المحاولة بل أقدموا واقتحموا وأثبتوا للبيزنطيين أن عاصمتهم رغم مناعتها وقوة تحصينها فهي ليست بعيدة المنال وأنهم على استعداد للصبر والمصابرة، وبذل الأرواح في سبيل إنهاك أعداء الإسلام، ومع أن الحملة لم تنجح عسكريًا إلا أنها تعتبر ناجحة من الوجهة السياسية حيث جعلت شغل الأباطرة الشاغل هو الدفاع عن عاصمتهم.






الحصار الثاني للقسطنطينية


لم يُثْنِ فشل الحملة السابقة في الاستيلاء على القسطنطينية معاوية عن المضي قدمًا في محاولاته الاستيلاء عليها، وقد استولى بعد عودة الجيش على عدة جزر منها رودس وأرواد، وقد كان لجزيرة أرواد أهمية خاصة لقربها من القسطنطينية حيث اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصاره الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع من سنة 53هـ- 60هـ، قاعدة لعملياته الحربية، وذلك أن معاوية أعدَّ أسطولاً ضخمًا وأرسله لحصار القسطنطينية، وظل مرابطًا أمام أسوارها من سنة 53- 60هـ، فكانت الأساطيل تنقل الجنود من هذه الجزيرة إلى البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية.
ورغم جَلَدِ المسلمين وتحملهم مشقة الحصار إلا أن المدينة صمدت أمامهم لا بفضل مناعتها الطبيعية فحسب بل إن الإمبراطور قسطنطين الرابع كان قد تنبه منذ الحصار الأول للخطر المحدق بالمدينة، فقضى الفترة فيما بين الحصارين في إصلاح أسوارها وتقوية دفاعاتها، فضلاً عن حشدها بالمؤن والعتاد لتقاوم الحصار إذا ما فكر المسلمون في معاودة المحاولة، وفوق هذا فقد ساعد المدينة على الصمود ذلك السلاح الرهيب الذي اخترعه الإغريق في ذلك الوقت، والذي تسمِّيه المصادر النار الإغريقية.
فعلى الرغم من صبر الجنود المسلمين وبسالتهم وتحملهم المشاق إلا أنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها، فقد دعت الظروف الداخلية في كل من الدولتين إلى إنهاء الحصار؛ فدخلوا في مفاوضات انتهت بعقد صلح بينهما عاد بمقتضاه الجيش الإسلامي والأسطول إلى
الشام.





الحصار الثالث والأخير للقسطنطينية في العصر الأموي


بعد عودة الجيش الذي كان يحاصر القسطنطينية في آخر حياة معاوية سنة 60هـ لم يلبث معاوية t أن توفي، فدخلت عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] في دوامة من الفتن وواجهت العديد من الثورات، وقد استمر هذا الوضع إلى أواخر خلافة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] الذي إليه يرجع الفضل في إعادة الوحدة إلى الأمة الإسلامية حيث ترك لابنه وخليفته الوليد 86- 96هـ دولة قوية مهابة، فشهد عهده حركة فتوحات كبرى على عدة جبهات، وكان الاستيلاء على القسطنطينية من الأهداف الرئيسية للوليد.

وفي الحقيقة هو هدف رئيسي للسياسة الأموية عامة؛ فقد تابع الوليد بن عبد الملك هذه السياسة واستمر في الضغط على الإمبراطورية البيزنطية، فواصل الاستيلاء على أهم المعاقل والحصون على الطرق التي ستسلكها الجيوش الإسلامية البرية في زحفها القادم على القسطنطينية، من ذلك أنه أرسل أخاه مسلمة بن عبد الملك وابنه العباس بن الوليد فاستوليا على حصن مهم هو حصن طوانة الذي يعتبر مفتاح الطريق بين الشام ومضيق البسفور، ورغم استماتة البيزنطيين في الدفاع عنه إلا أن القوات الإسلامية قد استولت عليه، ولم تكد تمر سنة من سنوات خلافة الوليد دون أن يستولي جيشه على معقل أو حصن أو مدينة من مدن الحدود مع البيزنطيين.

وبينما يمضي الخليفة الوليد بن عبد الملك في استعداداته للزحف على عاصمة البيزنطيين إذ وافته المنية سنة 96هـ، فخلفه أخوه سليمان بن عبد الملك 96- 99هـ، ليواصل جهوده في هذا الميدان؛ فأرسل سليمان الحملات لفتح القسطنطينية، واتخذ من دابق في شمال الشام مركز قيادة أقام فيه ليكون على مقربة من مسرح العمليات الحربية، وليشد وجوده هناك من أزر الجند ويرفع من روحهم المعنوية، وأعطى الله عهدًا ألاَّ ينصرف حتى يدخل الجيش الذي وجهه إلى أرض الروم القسطنطينية، وكان هذا الجيش بقيادة مسلمة بن عبد الملك، وعلى الأسطول أمير البحر سليمان. وعلى الرغم من ضخامة الجيش حوالي ثمانين ألفًا، والأسطول أكثر من ألف وثمانمائة سفينة، وإحكام الحصار على المدينة إلا أن الحملة لم تنجح في الاستيلاء عليها لعدة أمور منها:

- خدعة (إليون الإيسوري) لمسلمة بن عبد الملك؛ فقد تظاهر هذا الرجل بعرض خدماته وتسهيل الطريق لوصول المسلمين إلى القسطنطينية، ولكن إليون كان يبيت في نفسه أمرًا خطيرًا وهو استغلال المسلمين في الوصول إلى عرش بيزنطة، ثم ردهم عن القسطنطينية عندما يتمكن من ذلك، وحقق إليون هدفه ووصل إلى عرش بيزنطة وكان أول شيء فعله هو التصدي للمسلمين وردهم عن العاصمة، وكان قد مكر بالمسلمين ليضعف مركزهم، ويضعهم في موقف حرج حيث أشار عليهم بحرق ما معهم من طعام، فقال لمسلمة: إن الروم قد علموا أنك لا تصدقهم القتال، وأنك تطاولهم ما دام الطعام عندك، فلو أحرقته أعطوا الطاعة بأيديهم؛ فأُمِرَ به فأُحْرِقَ فقوي أمر الروم، وضاق المسلمون حتى كادوا يهلكون.
- التقلبات الفجائية في المنطقة حيث غيرت الرياح التي كانت قد ساعدت المسلمين في إغلاق المدخل الشمالي للبسفور اتجاهها فجأة وانحدرت إلى الجنوب بقوة، فأدت إلى تدمير عدد كبير من سفن الأسطول الإسلامي.
- استخدام البيزنطيين للنار الإغريقية في إحراق ما تبقى من سفن المسلمين.
- دخول فصل الشتاء، وهو قارص البرودة ويعتبر من العوامل الطبيعية المهمة التي تعتمد عليها القسطنطينية في الدفاع عن نفسها، وإطالة مدة مقاومتها..

وأثناء حصار القسطنطينية توفي الخليفة سليمان بن عبد الملك سنة 99هـ، وتولى الخلافة بعدهعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] 99- 101هـ فأدرك الصعوبات التي تواجه المسلمين الذين استمر حصارهم للمدينة عامًا كاملاً 98- 99هـ، فرأى من موقع مسئوليته عن سلامة المسلمين أن ينهي هذه العملية، فكتب إلى مسلمة بن عبد الملك وأمره بالرجوع بالجيش فرجع.
ولكن على الرغم من فشل الحملة فإن ذلك لا يقلل من جهود الأمويين في إعلاء شأن الإسلام، والتصدي بكل حزم وعزم لأعدائه، غير مبالين بالصعوبات مهما كانت شاقة، فقد صبروا وصابروا ولم يقصروا، ويكفي أنهم أذلوا دولة كبرى عتيدة، وجعلوا قصارى جهدها أن تدافع عن عاصمتها، وجعلوا الاستيلاء على هذه العاصمة أملاً ظل حيًّا في نفوس المسلمين أكثر من سبعة قرون ونصف، حتى تحقق في النهاية على يد شعب مسلم آخر قادم من أقصى الشرق، وهم الأتراك العثمانيون، حيث فتح السلطان العثماني عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المدينة واستولى عليها سنة 857هـ/ 1453م، وأنهى الدولة البيزنطية من الوجود.




فتوحات أخرى


وفي عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله أغار الترك على أذربيجان فقتلوا جماعة من المسلمين ونالوا منهم، فوجه إليهم عمر بن عبد العزيز حاتم بن النعمان الباهلي فقتل الترك، ولم يفلت منهم إلا اليسير، وجاء على الخليفة وهو بخناصرة بخمسين أسيرًا منهم.
وغزا الوليد بن هشام المعيطي وعمرو بن قيس الكندي بأهل حمص بلاد الروم على رأس صائفة.
وقد غزاعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] فرنسا فاخترق جبال البرانس، وزحف على مقاطعتي سبتمانيا وبروفانس، ثم أغار على أكتيانيا وحاصر طلوشة (طولوز) فخرج له دوق أكتيانيا بجيش كبير، ونشبت معركة عظيمة بين الطرفين استُشْهِد فيها السمحُ بن مالك الخولاني عام 102هـ، وتولى إمرة جند المسلمين عبد الرحمن الغافقي، فانسحب بفلول الجيش إلى ناربونة (قاعدة سبتمانيا).
ولم تطل مدة خلافته إذ توفي ولم يتجاوز الأربعين من العمر، ولربما لو طالت لكثرت الفتوحات، ولانتشر الإسلام على نطاق واسع إذ لم تكن هناك أحداث داخلية تشغل الناس عن الجهاد، ولم يكن هناك عوز يجعلهم بحاجة إلى التفكير في تأمين حاجات أهليهم، والعمل لسد الضرورات في الحياة.
وفي عهدعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] غزا العباس بن الوليد بلاد الروم عام 103هـ على رأس صائفة، كما غزاها سعيد بن عبد الملك، وفي عام 105هـ غزا مسلمة بن سعيد الترك.
أما في عهدعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] فلم يكن هناك فتوحات واسعة كالتي حدثت أيام الوليد بن عبد الملك، وإنما كانت غزوات يحدث فيها تقدم قليل ثم يعود المسلمون إثرها إلى ثغورهم، أو تفتح رقعة صغيرة من الأرض أو بعض الحصون، أو يحدث قتال بسبب نقض العهد من قبل أعداء المسلمين الأمر الذي يضطر فيه المسلمون إلى معاودة قتالهم، وإجبارهم على طلب الصلح ثانية ودفع الجزية.

ففي بلاد الروم استمرت الغزوات في أرض الروم طيلة أيام هشام بن عبد الملك فكانت تندفع الصوائف والشواتي مجاهدة في البر والبحر، ولكن لم تحدث معها تغيرات في الحدود وإنما توغُّل في أرض الروم، ثم عودة إلى الحصون الكائنة على مرتفعات جبال طوروس.
وفي عام 108هـ فتح مسلمة بن عبد الملك مدينة قيصرية ثم رجع عنها إلى الثغور، ووصل سعيد بن هشام عام 111هـ إلى مدينة قيصرية أثناء توغله في أرض الروم، وهزم عبد الله البطال قسطنطين وجيشه وأسره، ووصل سليمان بن هشام مدينة قيصرية ثانية، ورابط معاوية بن هشام عام 113هـ في ناحية مرعش، وكان قد فتح حصن خرشنة.
كل هذه الفتوحات المتوالية وغيرها تُدلل على الجهاد الحقيقي الذي تمتعت بهعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، فأضحى ذلك من سماتها العامة، ولقد رأينا خلفاء وأمراء بني أمية يقودون الجيوش بأنفسهم بُغية نشر عقيدة الإسلام، كل هذا يرسم لنا صورة صادقة عن حقيقة الخلافة الأموية.



يتبع




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:02 PM   #21

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



دولة المماليك







من هم المماليك ؟!

المماليك في اللغة العربية هم الذين سُبُوا ولم يُسْبَ آباؤهم ولا أمهاتهم ومع أن لفظ المماليك بهذا التعريف يعتبر عامًّا على معظم الرقيق، إلا أنه اتخذ مدلولًا اصطلاحيًّا خاصًّا في التاريخ الإسلامي، وذلك منذ أيام الخليفة العباسي الشهير "المأمون" والذي حكم من سنة198هـ إلى 218هـ، وأخيه "المعتصم" الذي حكم من سنة218هـ إلى 227هـ.. ففي فترة حكم هذين الخليفتين استجلبا أعدادًا ضخمة من الرقيق عن طريق الشراء، واستخدموهم كفرق عسكرية بهدف الاعتماد عليهم في تدعيم نفوذهما.

وبذلك -ومع مرور الوقت- أصبح المماليك هم الأداة العسكرية الرئيسية -وأحيانًا الوحيدة- في كثير من البلاد الإسلامية.. وعندما قامت الدولة الأيوبية كان أمراؤها يعتمدون على المماليك الذين يمتلكونهم في تدعيم قوتهم، ويستخدمونهم في حروبهم، لكن كانت أعدادهم محدودة إلى حدٍّ ما، إلى أن جاء الملك الصالح أيوب، وحدثت فتنة خروج الخوارزمية من جيشه، فاضطُرَّ -رحمه الله- إلى الإكثار من المماليك حتى يقوي جيشه ويعتمد عليهم، وبذلك تزايدت أعداد المماليك، وخاصة في مصر

تاريخ المماليك

كان الملك الصالح يستعين بالجنود الخوارزمية الذين كانوا قد فرُّوا من قبلُ من منطقة خوارزم بعد الاجتياح التتري لها، وكان هؤلاء الجنود الخوارزمية جنودًا مرتزقة بمعنى الكلمة.. بمعنى أنهم يتعاونون مع من يدفع أكثر، ويعرضون خدماتهم العسكرية في مقابل المال، فاستعان بهم الملك الصالح أيوب بالأجرة، ودارت موقعة كبيرة بين جيش الملك الصالح أيوب وبين قوى التحالف الأيوبية الصليبية، وعُرِفَت هذه الموقعة باسم موقعة غزة، وكانت في سنة642هـ، وكانت هذه الموقعة قد وقعت بالقرب من مدينة غزة الفلسطينية، وانتصر فيها الملك الصالح انتصارًا باهرًا، حرَّر بيت المقدس نهائيًّا، ثم أكمل طريقه في اتجاه الشمال، ودخل دمشق، ووحّد مصر والشام من جديد، بل اتجه إلى تحرير بعض المدن الإسلامية الواقعة تحت السيطرة الصليبية، فحرر بالفعل طبرية وعسقلان وغيرهما.

غير أنه حدث تطور خطير جدًّا في جيش الصالح أيوب رحمه الله، حيث انشقت عن جيشه فرقة الخوارزمية المأجورة..! وذلك بعد أن استمالها أحد الأمراء الأيوبيين بالشام مقابل دفع مال أكثر من المال الذي يدفعه لهم الصالح أيوب، ولم تكتفِ هذه الفرقة بالخروج، بل حاربت الصالح أيوب نفسه، ولم يثبت معه في هذه الحرب إلا جيشه الأساسي الذي أتى به من مصر، وعلى رأسه قائده المحنَّك ركن الدين بيبرس.

وخرج الصالح أيوب من هذه الحرب المؤسفة وقد أدرك أنه لا بد أن يعتمد على الجيش الذي يدين له بالولاء لشخصه لا لماله.. فبدأ في الاعتماد على طائفة جديدة من الجنود بدلاً من الخوارزمية، وكانت هذه الطائفة هي: "المماليك"

من أين جاءوا؟

كان المصدر الرئيسي للمماليك إمّا بالأسر في الحروب، أو الشراء من أسواق النخاسة.. ومن أكثر المناطق التي كان يُجلَب منها المماليك بلاد ما وراء النهر (النهر المقصود هو نهر جيحون، وهو الذي يجري شمال تركمانستان وأفغانستان، ويفصل بينهما وبين أوزبكستان وطاجيكستان)، وكانت الأعراق التي تعيش خلف هذا النهر أعراقًا تركيةً في الأغلب؛ لذا كان الأصل التركي هو الغالب على المماليك، وإن كان لا يمتنع أن يكون هناك مماليك من أصول أرمينية، أو مغولية، أو أوربية، وكان هؤلاء الأوربيون يُعرَفون بالصقالبة، وكانوا يُستَقدَمون من شرق أوربا بوجه خاص .

المماليك في مصر

بدأ ظهور المماليك القوي على مسرح العالم الإسلامي في مصر في عصر الملك الصالح نجم الدين أيوب؛ ففي سنة ٦٤٧هـ/ ١٢٤٩م تواترت الأنباء عن قرب قدوم حملة جديدة تحت راية الصليب ضد مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا بهدف احتلال مصر. وبسرعة عاد الملك الصالح نجم الدين أيوب من الشام إلى مصر لكي ينظم وسائل الدفاع.

وفي العشرين من شهر صفر سنة٦٤٧هـ/ ٤ يونيو ١٢٤٩م نزل الصليبيون قبالة دمياط، وأمامهم لويس التاسع يخوض المياه الضحلة، وهو يرفع سيفه ودرعه فوق رأسه. وانسحب الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ قائد المدافعين عن المدينة بسرعة بعد أن ظن أن سلطانه المريض قد مات، وفي أعقابه فرَّ الجنود، وفي أعقاب الجنود والفرسان فرَّ السكان المذعورون، وهكذا سقطت دمياط دون قتال.

دور مهم للمماليك في معركة المنصورة

وفي ليلة النصف من شعبان سنة647هـ وفي خضم هذه الأحداث توفي السلطان الصالح نجم الدين أيوب في يوم الاثنين ١٤ من شعبان سنة ٦٤٧هـ/ ٢٠ نوفمبر ١٢٤٩م، وأخفت زوجته شجرة الدر نبأ وفاته لكي لا تتأثر معنويات الجيش، وأرسلت في استدعاء ابنه توران شاه من إمارته على حدود العراق.

واشتدت المقاومة المصرية ضد القوات الصليبية، وبعد عدة تطورات كانت القوات الصليبية تتقدم نحو مدينة المنصورة في سرعة، ولكن الأمير بيبرس البندقداري كان قد نظَّم الدفاع عن المدينة بشكل جيد، وانقشع غبار المعركة عن عدد كبير من قتلى الصليبيين بينهم عدد كبير من النبلاء، ولم ينجح في الهرب سوى عدد قليل من الفرسان هربوا على أقدامهم تجاه النيل ليلقوا حتفهم غرقًا في مياهه، أمّا الجيش الصليبي الرئيسي بقيادة لويس التاسع فكان لا يزال في الطريق دون أن يعلم بما جرى على الطليعة الصليبية التي اقتحمت المنصورة في ٤ من ذي القعدة ٦٤٧هـ/ فبراير ١٢٥٠م.

وفي المحرم من سنة٦٤٨هـ/ ١٢٥٠م دارت معركة رهيبة قرب فارسكور قضت على الجيش الصليبي، وتم أسر لويس التاسع نفسه في قرية منية عبد الله شمالي المنصورة، ثم نقل إلى دار ابن لقمان القاضي بالمنصورة؛ حيث بقي سجينًا فترة من الزمان حتى أُفرِجَ عنه لقاء فدية كبيرة، ومقابل الجلاء عن دمياط

وانتهاء حكم الأيوبيين في مصر

بعد عهد الصالح أيوب، تولَّى ابنه توران شاه الذي لم يكن على قدر المسئولية؛ فانشغل باللهو بعد انتصاره على الصليبيين، وأساء معاملة قادة الجيش من المماليك، وكذلك أساء إلى زوجة أبيه شجرة الدر؛ فتآمرت هذه مع فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس وقلاوون الصالحي وأيبك التركماني وهم من المماليك الصالحية البحرية على قتل "توران شاه"، وبالفعل تمت الجريمة في يوم 27 محرم سنة 648هـ، أي بعد سبعين يومًا فقط من قدومه من حصن كيفا واعتلائه عرش مصر..! وكأنه لم يقطع كل هذه المسافات لكي "يحكم" بل لكي "يُدفن"!

وهكذا بمقتل "توران شاه" انتهى حكم الأيوبيين تمامًا في مصر، وبذلك أغلقت صفحة مهمة من صفحات التاريخ الإسلامي

لقد حدث فراغ سياسي كبير بقتل توران شاه، فليس هناك أيوبي في مصر مؤهل لقيادة الدولة، ومن ناحية أخرى فإن الأيوبيين في الشام مازالوا يطمعون في مصر، وحتمًا سيجهزون أنفسهم للقدوم إليها لضمها إلى الشام.. ولا شك أيضًا أن المماليك كانوا يدركون أن الأيوبيين سيحرصون على الثأر منهم، كما أنهم كانوا يدركون أن قيمتهم في الجيش المصري كبيرة جدًّا، وأن القوة الفعلية في مصر ليست لأيوبي أو لغيره إنما هي لهم، وأنهم قد ظُلِموا بعد موقعة المنصورة وفارسكور، لأنهم كانوا السبب في الانتصار ومع ذلك هُمِّش دورهم .





من هو قطز؟

سيف الدين قطز هو واحد من أعظم الشخصيات في تاريخ المسلمين.. اسمه الأصلي محمود بن ممدود وهو من بيت مسلم ملكي.. وهو ابن أخت جلال الدين الخوارزمي.. ملك الخوارزميين المشهور، والذي قاوم التتار فترة وانتصر عليهم ثم هُزِمَ منهم، وفرَّ إلى الهند، وعند فراره إلى الهند أمسك التتار بأسرته فقتلوا بعضهم واسترَقّوا بعضهم.

وكان محمود بن ممدود أحد أولئك الذين استرقَّهم التتار، وأطلقوا عليه اسمًا مغوليًّا هو قطز، وهي كلمة تعني ال*** الشرس، ويبدو أنه كانت تبدو عليه من صغره علامات القوة والبأس، ثم باعه التتار في أسواق الرقيق في دمشق واشتراه أحد الأيوبيين، وجاء به إلى مصر، ثم انتقل من سيد إلى غيره حتى وصل في النهاية إلى الملك المعز عز الدين أيبك ليصبح أكبر قواده كما رأينا.

نشأة قطز

وقطز رحمه الله كبقية المماليك نشأ على التربية الدينية، والحمية الإسلامية، وتدرب منذ صغره على فنون الفروسية وأساليب القتال، وأنواع الإدارة، وطرق القيادة.. فنشأ شابًّا فتيًّا أبيًّا محبًّا للدين معظمًا له قويًا جلدًا صبورًا.. فإذا أضفت إلى ذلك كونه ولد في بيت ملكي، وكانت طفولته طفولة الأمراء وهذا أعطاه ثقة كبيرة بنفسه، فإذا أضفت إلى ذلك أن أسرته هلكت تحت أقدام التتار وهذا -بلا شك- جعله يفقه جيدًا مأساة التتار.

وليس من رأى كمن سمع.. كل هذه العوامل صنعت رجلاً ذا طراز خاص جدًا، يستهين بالشدائد، ولا يرهب أعداءه مهما كثرت أعدادهم أو تفوقت قوتهم.

التربية الإسلامية العسكرية، والتربية على الثقة بالله، والثقة بالدين، والثقة بالنفس كانت لها أثر كبير في حياة قطز رحمه الله.

قطز في الحكم

وجد قطز أن السلطان الطفل مشغول باللهو عن أمور الحكم، وأن بعض أمراء المماليك يستغلون ذلك في التدخل في أمور الحكم، وجاء ذلك مع قدوم رسل التتار يهددون مصر بالاجتياح؛ فقام بعزله بعد موافقة العلماء، وأعلن نفسه سلطانًا على مصر.

بدأ قطز حكمه بمواجهة معضلة خطيرة، وهي صد التتار المتوحشين القادمين لغزو مصر بعدما أسقطوا الخلافة الإسلامية، ودمَّروا بغداد، واجتاحوا الشام.

لم يكن قطز يستطيع صدَّ التتار بجيشٍ متشعب الولاءات بين الأمراء الذين يبحثون عن مصالحهم، ولا بشعب لاهٍ عن الجهاد وتبعاته؛ لذا بدأ بتنفيذ خطة محكمة سدَّد الله فيها خطاه؛ إذ بدأ بحشد جهود العلماء المخلصين من أجل بث روح الجهاد في نفوس الشعب، واضطلع سلطان العلماء العز بن عبد السلام بعِظم هذه المهمة، ومعه عدد من العلماء الأجِلاّء الذين تحفظ لهم الأمة مكانتهم.

ولم يكن للشعب أن يتبع خطوات العلماء ما لم يكن الحاكم نفسه يفعل ذلك، وقد كان قطز نِعْم الحاكم الذي يوقر العلماء، ويطيعهم؛ لذا لمّا أراد فرض ضريبة على الشعب لتجهيز الجيش، وأفتى العز بن عبد السلام بعدم الجواز إلا بعد أن يُخرِج الأمراء ما عندهم من أموالهم وأموال نسائهم وجواريهم؛ كان قطز أول مَن نفَّذ تلك الفتوى على نفسه، ثم طبقها على بقية الأمراء بالقوة.

ولكن.. لا بد للجيش من أمراء أكْفاء يقودون الجنود وهم مقتنعون بالهدف والغاية؛ لذا عمل قطز على تجميع الصفوف وتوحيدها، كما أخذ يُحمِّس الأمراء للجهاد في سبيل الله.

الثأر من التتار

تراصَّ الجميع خلف قطز: شعبًا وأمراءً وعلماءً؛ فبدأ التجهيز العسكري للمعركة، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 658هـ، وبشروق الشمس أضاءت الدنيا على فجرٍ جديد انبثق من سهل عين جالوت؛ إذ التقى الجيشان: المسلم والتتري، وقاتل قطز رحمه الله قتالاً عجيبًا.

وبعد توكلٍ على الله ، وخطة ذكية من قطز أثبت بها تفوقه على خصمه كتبغا قائد جيش التتار ونائب هولاكو كتب الله النصر للمسلمين، وبدأت الكفة -بفضل الله- تميل من جديد لصالح المسلمين، وارتد الضغط على جيش التتار، وأطبق المسلمون الدائرة تدريجيًّا على التتار، وكان يومًا على الكافرين عسيرًا.. وقُتِل كتبغا بيدي أحد قادة المسلمين.

ووصل التتار الفارُّون إلى بيسان (حوالي عشرين كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من عين جالوت)، ووجد التتار أن المسلمين جادّون في طلبهم، فلم يجدوا إلا أن يصطفوا من جديد، لتدور موقعة أخرى عند بيسان أجمع المؤرخون على أنها أصعب من الأولى، وقاتل التتار قتالاً رهيبًا، ودافعوا عن حياتهم بكل قوة، وبدءوا يضغطون على المسلمين، وكادوا أن يقلبوا الأمور لمصلحتهم، وابتلي المؤمنون، وزُلزلوا زلزالًا شديدًا، وكانت هذه اللحظات من أحرج اللحظات في حياة القوات الإسلامية، ورأى قطز -رحمه الله- كل ذلك.. فانطلق يحفز الناس، ويدعوهم للثبات، ثم أطلق صيحته الخالدة: واإسلاماه واإسلاماه واإسلاماه.

قالها ثلاث مرات، ثم قال في تضرع: "يا الله!! انصر عبدك قطز على التتار..!!".

ما إن انتهى من دعائه وطلبه -رحمه الله- إلا وخارت قوى التتار تمامًا..

وقضى المسلمون تمامًا على أسطورة الجيش الذي لا يقهر..



-------------------------------------------------------

يتبــع





رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:03 PM   #22

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



القضاء على الوجود الصليبي في الشام







اعتلى السلطان المنصور قلاوون عرش السلطنة في مصر سنة
٦٧٨هـ/ ١٢٧٩م، وبعد أن وطَّد دعائم حكمه بدأ في مواصلة جهاد الظاهر بيبرس ضد الصليبيين. وكانت بقايا الوجود الصليبي تتمثل في إمارة طرابلس، وبقايا مملكة بيت المقدس اللاتينية التي اتخذت من عكا عاصمة لها، كما كان حصن المرقب بأيدي الفرسان الإسبتارية، وطرطوس بأيدي فرسان الداوية.

وفي سنة ٦٨٤هـ/ ١٢٨٥م شنَّ الجيش المصري هجومًا ناجحًا على حصن المرقب، وانتزعه من فرسان الإسبتارية. وكانت كل الشواهد تدل على أن نهاية الوجود الصليبي في المنطقة العربية قد اقتربت. وفي سنة٦٨٦هـ/ ١٢٨٧م أرسل السلطان المنصور قلاوون جيشًا استولى على اللاذقية، آخر ما تبقى من إمارة أنطاكية الصليبية التي حررها بيبرس.


وبعد ذلك بسنتين خرج السلطان بنفسه على رأس جيش ضخم فرض حصارًا على طرابلس لمدة شهرين واستولى عليها في إبريل سنة ١٢٨٩م، ثم تلتها بيروت وجبلة، وانحصر الصليبيون في عكا وصيدا وعثليت


تصفية الصليبيين


كان لا بد من تصفية الوجود الصليبي في المشرق الإسلامي بعد أن استمرَّ ما يقرب من مائتي عامٍ، وبعد أن وهنت قوته بفعل المقاومة الإسلامية، وجهود الحكام المسلمين المجاهدين، وبالفعل تم تصفية الوجود الصليبي في بلاد الشام في عهد الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون (689- 693هـ/ 1290- 1293م)؛ حيث كانت بعض أملاك للصليبيين في الشام لا تزال قائمةً، منها على سبيل المثال: (عكا) التي اتجه إليها المنصور بن قلاوون وضرب عليها الحصار، واستطاع فتحها في السابع عشر من جُمادَى الأولى عام 690هـ/ شهر أيار عام 1291م، وكان هذا بمنزلة الضربة القاضية التي نزلت بالصليبيين في بلاد الشام، إذ لم تقم لهم بعد ذلك قائمة.


أرسل السلطان جيشًا إلى (صُور) بقيادة الأمير سنجر، الذي استطاع أن يدخلها في شهر رجب من سنة دخول (عكا)، ثم ظهر جيش مملوكي بقيادة الأمير الشجاعي أمام (صيدا) الذي استطاع أن يدخلها في 15من رجب، ثم بعد ذلك فتح (بيروت)، وما لبث السلطان أن فتح (حيفا)، ولم يبقَ إلا موضعان: أنطروس وعثليث، ولكن حامية كلٍّ منهما لم تكن قادرة على الصمود، فجاءت حامية أنطروس في (5 من شعبان - 3 آب)، ومن عثليث في (16 من شعبان- 14 من آب)، ولم يعد بحوزة الداوية سوى الحصن الواقع في جزيرة أرواد، فظلُّوا محافظين على موقعهم هذا طيلة اثني عشر عامًا، ولم يغادروا الجزيرة إلا في عام (703هـ/ 1303م).

وظلَّت الجيوش المملوكية بعد طرد الصليبيين، تجوب الساحل من أقصاه إلى أقصاه بضعة أشهر في خطوة وقائية، تدمر فيها كلَّ ما تعتبره صالحًا لنزول الصليبيين إلى البر مرة أخرى والتحصن فيه من جديد





عصرا الدولة المملوكية وحكم الظاهر بيبرس

عصر المماليك البحرية (648- 792هـ)


المماليك البحرية: هم مماليك السلطان الصالح نجم الدين أيوب الذين كثر عددهم، وزادت تعدياتهم فضج منهم السكان فبنى لهم قلعة في جزيرة الروضة عام 638هـ، فعُرِفُوا بالمماليك البحرية.


حكم هؤلاء المماليك البحرية مصر مدة أربع وأربعين ومائة سنة (648- 792هـ)، بدأت بحكم عز الدين أيبك. وقد تمثل هذا الحكم في أسرتين فقط، وهما أسرة الظاهر بيبرس البندقداري، وقد دام حكمها مدة عشرين سنة (658- 678هـ).


أمّا الأسرة الثانية فهي أسرة المنصور قلاوون، وقد استمر أمرها أربع عشرة ومائة سنة(678 - 792هـ) وحكم هو وأولاده وأحفاده، لم يتخللها سوى خمس سنوات خرج أمر مصر من أيديهم، إذ تسلم العادل كتبغا والمنصور لاجين والمظفر بيبرس الجاشنكير وقد قُتِلَ ثلاثتهم، حكم الأوليان منهم مدة أربع سنوات (694 - 698هـ) وحكم الثالث ما يقرب من سنة (708- 709هـ)


عصر المماليك الجراكسة أو البرجية (792- 923هـ)


موطن الجراكسة هو الأرض المشرفة على البحر الأسود من جهة الشمال الشرقي، وتشكل أرضهم الجزء الشمالي الغربي من بلاد القفقاس الممتدة بين بحري الأسود والخزر، والتي كانت تعرف يومذاك باسم بلاد القفجاق، وغدت تلك الجهات آنذاك مسرحًا للصراع بين مغول فارس أو الدولة الإيلخانية، ومغول القفجاق أو الأسرة الذهبية، وهذا الصراع جعل أعدادًا من أبناء الجراكسة تدخل سوق النخاسة، وتنتقل إلى مصر فاشترى السلطان المنصور قلاوون أعدادًا منهم ليتخلص من صراع المماليك البحرية، وليضمن الحفاظ على السلطنة له ولأبنائه من بعده، وقد أطلق على هؤلاء المماليك الجدد المماليك الجراكسة نسبة إلى أصولهم التي ينتمون إليها، كما أطلق عليهم اسم المماليك البرجية نسبة إلى القلعة التي وضعوا فيها


لقد حكم المماليك الجراكسة مصر والشام والحجاز مدة تزيد على إحدى وثلاثين ومائة سنة (792- 923هـ) وتعاقب في هذه المدة أكثر من سبعة وعشرين سلطانًا، لم تزد مدة الحكم على خمسة عشر عامًا، إلا لأربعة منهم وهم: الأشرف قايتباي، وقد حكم 29 سنة (872- 901هـ)، والأشرف قانصوه الغوري وقد حكم 17 سنة(906- 922هـ)، والأشرف برسباي وحكم 16 سنة (825- 841هـ)، والظاهر جقمق وحكم 15 سنة (842- 857هـ).


وهناك ست سلاطين حكموا عدة سنوات أو أكثر من سنة وهم: الظاهر برقوق وحكم تسع سنوات (792- 801هـ) وهي المرة الثانية بعد خلع المنصور حاجي، وابنه الناصر فرج وقد حكم مرتين في كل مرة سبع سنوات(801- 808هـ) (808 - 815هـ)، والمؤيد وحكم تسع سنوات (815- 824هـ)، والأشرف إينال وحكم سبع سنوات(857- 865هـ)، والظاهر خشقدم وحكم سبع سنوات أيضًا (865- 872هـ).


أما السلاطين الخمسة عشرة الباقون فكانت مدة حكم الواحد أقل من سنة بل إن بعضهم لم تزد مدة حكمه على الليلة الواحدة إذ أن خير بك قد تسلم السلطنة مساءً وخُلِعَ صباحًا وذلك عام 872هـ


وقد برز في العصر المملوكي كثير من سلاطين المماليك كان لهم دور كبير في تغيير كثير من صفحات التاريخ، كما تركوا بصمات واضحة في التاريخ الإسلامي نذكر منهم:


الظاهر بيبرس


اتصف بيبرس بالحزم ، والبأس الشديد، وعلو الهمة، وبعد النظر، وحسن التدبير، واجتمعت فيه صفات العدل والفروسية والإقدام، فلم يكد يستقر في الحكم حتى اتخذ عدة إجراءات تهدف إلى تثبيت أقدامه في الحكم منها: التقرب من الخاصة والعامة؛ بتخفيف الضرائب عن السكان، كما عفا عن السجناء السياسيين، وأفرج عنهم، كما عمل على الانفتاح على العالم الإسلامي لكسب ود زعمائه


وقام كذلك بالقضاء على الحركات المناهضة لحكمه، وأعاد الأمن والسكينة إلى البلاد . وإضافةً إلى ذلك، أعاد إحياء الخلافة العباسية.


وعندما توطدت دعائم سلطة المماليك، وقويت شوكتهم، نتيجة الإجراءات التي اتخذها "بيبرس"، رأى هذا السلطان ضرورة متابعة سياسة صلاح الدين الأيوبي وخلفائه في طرد الصليبيين، وإجلائهم عن البلاد الإسلامية، ولم يكن ذلك بالأمر السهل، فقد كان لزامًا عليه أن يجابه ما تبقى من الإمارات الصليبية وهي أنطاكية، وطرابلس، والجزء الباقي من مملكة بيت المقدس، وحتى يحقق هدفه اتبع إستراتيجية عسكرية قائمة على ضرب هذه الإمارات الواحدة تلو الأخرى، ولم تنقضِ سنة من السنوات العشر الواقعة بين عامي ( 659- 669هـ/ 1261- 1271م) دون أن يوجه إليهم حملة صغيرة أو كبيرة، وكان ينتصر عليهم في كل مرة .



تُتَّهم الدولة المملوكية كثيرًا بالضعف الحضاري، والهزال العلمي الفكري، ولكن التاريخ الصحيح يُكذِّب ذلك؛ فقد كان لفنون الحضارة مكان عزيز عند المماليك؛ فمن ذلك جهودهم التي قاموا بها في المجالات التالية:


تطوير الجهاز الإداري


حرص سلاطين المماليك على تطوير الجهازين الإداري والعسكري، فاستحدث الظاهر بيبرس بعض الوظائف الإدارية لأن الوظائف التي عرفها المماليك وأخذوها عن الأيوبيين أصبحت لا تفي بحاجة الدولة الآخذة في التطور والتوسع فأنشأ وظائف جديدة لم تكن معروفة في مصر من قبل يشغلها أمراء يعينهم السلطان من بين الأشخاص الذين يثق بهم.


تعديل نظام القضاء


كان يتولى منصب القضاء في عهد الأيوبيين في القاهرة وسائر أعمال الديار المصرية، قاض واحد على المذهب الشافعي وله حق تعيين نواب عنه في الأقاليم، وأحيانًا كان يعين قاض للقاهرة والوجه البحري. وظل الوضع على ذلك حتى عام(660هـ/ 1262م). وما زال السلطان يطور النظام القضائي حتى ثبته وجعله مبدأ رسميًّا في (شهر ذي الحجة عام 663هـ/ شهر تشرين الأول عام 1265م)، فعين أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة وسمح لهم أن يعينوا نوابًا عنهم في الديار المصرية. فكان القاضي ابن بنت الأعز يمثل المذهب الشافعي، والقاضي صدر الدين سليمان يمثل المذهب الحنفي، والقاضي شرف الدين عمر السبكي يمثل المذهب المالكي، والقاضي شمس الدين القدسي يمثل قضاء الحنابلة، وفعل مثل ذلك في دمشق.


وسن بيبرس عدة تشريعات لتهذيب أخلاق المصريين لعل أهمها الأمر الذي أصدره في عام (664هـ/ 1266م) ومنع بموجبه بيع الخمور، وأقفل الحانات في مصر وبلاد الشام، ونفى كثيرًا من المفسدين .


المنشآت العمرانية


من أهم منشآته العمرانية:


- جدد بناء الحرم النبوي.


- جدد بناء قبة الصخرة في القدس، بعد أن تداعت أركانها.


- أعاد الضياع الخاصة بوقف الخليل في فلسطين، بعد أن دخلت في الإقطاع، ووقف عليه قرية اسمها بإذنا.


- بنى المدرسة الظاهرية بين القصرين، وعين فيها كبار الأساتذة كان من بينهم مدرس الحنفية الصاحب مجد الدين بن العديم، ومدرس الشافعية الشيخ تقي الدين بن رزين، وولى الحافظ شرف الدين عبد المؤمن الدمياطي مشيخة الحديث، والشيخ كمال الدين الحلبي مشيخة القرَّاء.


- بنى مسجده المعروف باسمه في ميدان الأزهر في القاهرة.


- بنى مشهد النصر في عين جالوت تخليدًا لذكرى الانتصار على المغول.


- جدد أسوار الإسكندرية


- أعاد بناء القلاع التي هدمها المغول في بلاد الشام مثل قلعة دمشق، قلعة الصلت، قلعة عجلون وغيرها .



يتبع





رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:04 PM   #23

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



قصـة الـدول المستلقـة








الأدارسة في المغرب الأقصى

تُعَدّ دولة الأدارسة أول دولة علوية هاشمية تقوم في التاريخ الإسلامي. وتعود نسبتها إلى مؤسسها إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي هرب مع مولاه راشد إلى مصر ثم إلى المغرب الأقصى بعيدًا عن أيدي العباسيين؛ وذلك بعدما تمكّن العباسيون من القضاء على ثورة الحسين بن علي بن الحسن في معركة فخ .

وبعد أن استقر إدريس في وَلِيلَى المغربية، اتصل بإسحاق بن محمد بن عبد الحميد زعيم قبيلة "أوربة" البربرية. وقد خلع إسحاق بن عبد الحميد طاعة بني العباس حيث كان من ولاتهم، وتنازل لإدريس عن الحكم، وذلك بعد تعرُّفه على نسب إدريس وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه وعلمه.

استقرت الأمور لإدريس بن عبد الله، ودانت له معظم قبائل البربر، وبدأ يطمح إلى مدِّ نفوذه وسلطانه إلى القبائل التي تعترف بحكمه، ونشر الإسلام بين القبائل التي لا تزال على المجوسية أو اليهودية أو المسيحية، فدخل كثيرٌ من أهل هذه البلاد الإسلام.

وبعد وفاة إدريس بن عبد الله مسمومًا، تولى الحكم مولاه راشد وصيًّا على ابنه إدريس الثاني الذي كان جنينًا في بطن أمه، فلما قُتِلَ راشد كفل إدريسَ أبو خالد يزيد بن إلياس العبدي -أحد شيوخ البربر- حتى كَبُر إدريس، واستقل بالحكم بنفسه في سنة 192هـ/ 808م.

بنى إدريس بن إدريس عاصمة جديدة لدولته سميت (فاس)، وتوسع في فتوحاته، وضمالمغرب الأوسط (الجزائر)، وسعى للقضاء على نفوذ الخوارج، ووصلت الدولة إلى قمتها في عهده. وحكم بعده ثمانية من الأدارسة، كان أعظمهم قوة وأعلاهم قدرًايحيى الرابع بن إدريس بن عمر، الذي امتد ملكه إلى جميع بلاد المغربالأقصى .

أخذ الضعف يتسرب إلى هذه الدولة في عهد خلفاء إدريس الثاني؛ وذلك بسبب تشرذم الدولة وتقسيمها بين الأبناء من ناحية، وبسبب القتال بين أبناء إدريس والخوارج من ناحية أخرى ومن ثَمَّ عاشت دولة الأدارسة في فوضى واضطراب، وساءت الحالة الاقتصادية والاجتماعية للدولة؛ مما أدى إلى استعادة الخوارج لنفوذهم، وعملوا على تقويض الدولة.

وأخيرًا جاءت الضربة القاضية على يد الدولة العبيدية (الفاطمية) والدولة الأموية الأندلسية، لتغلق الستار على دولة الأدارسة التي استمرت نحو قرنين من الزمان.

وبالجملة فدولة الأدارسة ساعدت في تعريب المغرب، وقامت بنشر الإسلام في غرب إفريقيا، وتثبيت البربر على الإسلام، وحاربت الخوارج وأفكارهم .

دولة الأدارسة.. أول دولة علوية هاشمية

دولة الأدارسة سميت الدولة بالأدارسة نسبة إلى مؤسسها إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
قامت بالمغرب الأقصى، ومذهبها هو الزيدية أقرب مذاهب الشيعة إلى أهل السنة.
أما الدكتور/ حسين مؤنس فيرى أنها دولة سنية حيث يقول: "من الأخطاء الشائعة القول بأن دولة الأدارسة دولة شيعية؛ لأن مؤسسيها وأمراءها كانوا من آل البيت، والحقيقة أن الأدارسة رغم علويتهم لم يكونوا شيعيين، بل لم يكن أحد من رجال دولة الأدارسة أو أتباعهم شيعيًا فقد كانوا سنيين، لا يعرفون الآراء الشيعية التي شاعت على أيام الفاطميين، ولم يعرفوا في بلادهم غير الفقه السني المالكي، ومن البديهي أن آل البيت لا يمكن أن يكونوا شيعة لأحد، أما الشيعة فهم أنصارهم، والوصف الصحيح لهذه الدولة هو أنها كانت دولة علوية هاشمية، وهي أول تجربة نجح فيها أهل البيت في إقامة دولة لأنفسهم".

فلم تنقطع ثورات العلويين بعد تولي أبناء عمومتهم العباسيين الخلافة، وإعلانهم أنهم أحق بها منهم، وقابل العباسيون ثورات أبناء العمومة بكل شدة وقسوة، ونجح أبو جعفر المنصور في القضاء على ثورة "محمد النفس الزكية"، واستشهاده سنة (145هـ = 762م)، ولم تكن ثورة أخيه إبراهيم أفضل حالاً من ثورته، فلقي مصرعه في السنة نفسها، واطمأن أبو جعفر المنصور على سلطانه، واستتب له الأمر.

معركة فخ بالقرب من مكة

وبعد فشل هاتين الثورتين قامت حركات لبعض العلويين في اليمن وخراسان، لكنها لم تلقَ نجاحًا، وأصابها ما أصاب سالفاتها، وعاش من بقي من آل البيت العلوي في هدوء، وربما استخفوا حتى يتمكنوا من إعداد العُدَّة للخروج وهم مكتملو القوة والعدد، وظلت الأمور على هذا النحو من التربص والانتظار حتى حدث نزاع صغير بين والي المدينة المنورة وبعض رجال من آل البيت أساء التعامل معهم، وأهانهم وأغلظ القول لهم، فحرك ذلك مكامن الثورة في نفوسهم، وأشعل الحمية في قلوبهم، فثار العلويون في المدينة بقيادة الحسين بن علي بن الحسن، وانتقلت الثورة إلى مكة بعد أن أعلن الحسين البيعة لنفسه، وأقبل الناس عليه يبايعونه.

ولما انتهى خبر هذه الثورة إلى الخليفة العباسي موسى الهادي، أرسل جيشًا على وجه السرعة للقضاء على الثورة، قبل أن يمتد لهيبها إلى مناطق أخرى؛ فيعجز عن إيقافها، فتحرك الجيش العباسي إلى مكة، والتقى بالثائرين في (8 من ذي الحجة 169هـ =11 من يونيو 786م) في معركة عند مكان يسمى "فخ" يبعد عن مكة بثلاثة أميال، وانتهت المعركة بهزيمة جيش الحسين، ومقتله هو وجماعة من أصحابه.

نجاة إدريس بن عبد الله: أثار دولة الأدارسة

وكان ممن نجا من قادة الثائرين في هذه المعركة "إدريس بن عبد الله بن الحسن"، الذي اتجه إلى مصر ومعه خادمه راشد، وظل أمرهما مجهولاً حتى بلغا مصر مستخفيْن في موكب الحجيج، ولم يكن اختفاؤهما أمرًا سهلاً؛ فعيون الخلافة العباسية تتبعهما وتقتفي أثرهما، ولم تكن لتهدأ وتطمئن قبل أن تعثر على إدريس بن عبد الله حيًا أو ميتًا، لكنهما نجحا في التحرك والتخفي؛ لا لمهارتهما في ذلك، ولكن لحب الناس آل البيت، وتقديم يد العون والمساعدة لهما.

ومن مصر خرج إدريس وخادمه "راشد" إلى بلاد المغرب، ويقال: إن هذا الخادم كان بربريَّ الأصل، وساعدهما على الخروج من مصر عامل البريد بها؛ فقد كان متشيعًا لآل البيت، فلما علم بوجودهما في مصر قدم إليهما في الموضع الذي يستخفيان به، وحملهما على البريد المتجه إلى المغرب. وتذهب روايات تاريخية إلى أن الذي أعان إدريس على الفرار من مصر هو "علي بن سليمان الهاشمي" والي مصر، وأيًا ما كان الأمر فإن إدريس لقي دعمًا ومساعدة لتمكينه من الخروج من مصر، سواءً كان ذلك بعون من والي مصر أو من عامل البريد.

وبعد أن وصل إدريس بن عبد الله إلى برقة تخفى في زي خشن، يظهر فيه بمظهر غلام يخدم سيده "راشد"، ثم سلكا طريقًا بعيدًا عن طريق إفريقية إمعانًا في التخفِّي، وخوفًا من أن يلتقي بهما أحد من عيون الدولة العباسية التي اشتدت في طلبهما، حتى وصلا إلى تلمسان سنة (170هـ= 786م)، وأقاما بها عدة أيام طلبًا للراحة، ثم استأنفا سيرهما نحو الغرب، فعبرا "وادي ملوية"، ودخلا بلاد السوس الأدنى، حيث أقاما بعض الوقت في "طنجة" التي كانت يومئذ أعظم مدن المغرب الأقصى، ثم واصلا سيرهما إلى مدينة "وليلي"، وهي بالقرب من مدينة مكناس المغربية، واستقرا بها بعد رحلة شاقة استغرقت حوالي عامين.

وبعد أن استقر إدريس في وليلي (قصر فرعون حاليًا) اتصل بإسحاق بن محمد بن عبد الحميد زعيم قبيلة "أوربة" البربرية، صاحبة النفوذ والسيطرة في "وليلي"؛ فلمَّا اطمأنَّ إليه إدريس عرَّفه بنسبه، وأعلمه بفراره من موطنه؛ نجاةً بنفسه من بطش العباسيين، وقد رحَّب إسحاق بضيفه الكبير، وأنزله معه داره، وتولَّى خدمته والقيام بشأنه شهورًا عديدة، حتى إذا حلَّ شهر رمضان من السنة نفسها جمع إسحاق بن محمد إخوته وزعماء قبيلة أوربة، وعرَّفهم بنسب إدريس وبفضله وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه وعلمه؛ فرحبوا جميعًا به، وأعربوا عن تقديرهم له، وبايعوه بالخلافة في (14 من رمضان 172هـ=15 من فبراير 788م)، وبعد ذلك خلع "إسحاق بن عبد الحميد" طاعة بني العباس حيث كان من ولاتهم، وتنازل لإدريس عن الحكم.

وتبع ذلك الدعوة لإدريس بين القبائل المحيطة؛ فدخلت في دعوته قبائل: زناتة، وزواغة، وزوارة، ولماية، وسراته، وغياشة، ومكناسة، وغمارة، وبايعته على السمع والطاعة، واعترفت بسلطانه، وقصده الناس من كل مكان.

استقرت الأمور لإدريس بن عبد الله، ورَسُخَت أقدامه بانضمام كل هذه القبائل إلى دعوته، ودانت له معظم قبائل البربر، وبدأ يطمح إلى مدِّ نفوذه وسلطانه إلى القبائل التي تعترف بحكمه، ونشر الإسلام بين القبائل التي لا تزال على المجوسية أو اليهودية أو المسيحية، فأعدَّ جيشًا كبيرًا زحف به نحو مدينة "شالة" قبالة مدينة الرباط، ففتحها، ثم تحول إلى كل بلاد "تامسنا" فأخضعها، وأتبع ذلك بإخضاع إقليم "تاولا"، وفتح حصونه وقلاعه، ودخل كثيرٌ من أهل هذه البلاد الإسلام، ثم عاد إلى "وليلي" للراحة والاستجمام في (آخر ذي الحجة 172هـ= مايو 789م)، ثم عاود حملته الظافرة عازمًا على دعوة من بقي من قبائل البربر إلى الإسلام، ونجح في إخضاع قبائل: قندلاوة ومديونة وبهلولة وغيرها من القبائل البربرية التي كانت متحصنة بالجبال والحصون المنيعة، ثم رجع إلى وليلي في (15 من جمادى الآخرة 173هـ=10 من أكتوبر 789م).

فتح تلمسان.. وبناء مسجدها


أقام إدريس بن عبد الله شهرًا في وليلى، ثم عاود الفتح، واتجه ناحية الشرق هذه المرة، عازمًا على توسيع ملكه في المغرب الأوسط على حساب الدولة العباسية، فخرج في منتصف رجب 173هـ= نوفمبر 789م متجهًا نحو تلمسان، وفي أثناء زحفه استولى على مدينة "سبتة"، ولم يكد يصل إلى "تلمسان" حتى خرج إليه صاحبها "محمد بن خرز"، وأعلن خضوعه له دون قتال، وبايع إدريس بن عبد الله، وتبعته قبائل: مغراوة وبني يفرده.

ولما دخل الإمام إدريس تلمسان أقام بها مسجدًا جامعًا للمدينة، وصنع منبرًا جميلاً كان يحمل نقشًا يحدِّد تاريخ إنشائه، ونصه: بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا ما أمر به إدريس بن عبد الله ابن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وذلك في شهر صفر 174هـ، وهذا يعني أن إدريس أقام في تلمسان حتى هذا التاريخ، ثم كرَّ راجعًا إلى عاصمة ملكه.

نهاية الإمام إدريس

ولم تكد تصل هذه الفتوحات إلى عاصمة الخلافة العباسية حتى فزع الخليفة هارون الرشيد، وشعر بالقلق والذعر من النجاح الذي يحققه إدريس بن عبد الله، الذي نجح فيما فشل فيه غيره من أبناء البيت العلوي؛ فلأول مرة ينجحون في إقامة دولة لهم بعد إخفاقات عديدة ومآسٍ دامية، ثم اشتد خوف الخليفة العباسي حين جاءته الأخبار بعزم إدريس بن عبد الله على غزو إفريقية (تونس)، ففكَّر في إرسال جيش لمحاربة هذا العلوي المظفر، وبينما الرشيد على هذه الحال من القلق والاضطراب تدخَّلت الأقدار، وأراحته مما كان يفكر فيه، فتوفي إدريس بن عبد الله في (سنة 177هـ= 793م) على أرجح الروايات، بعد أن نجح في تحدي الصعوبات، وأقام دولة عُرفت باسمه "دولة الأدارسة" بعيدًا عن وطنه بين قبائل متطاحنة تعتز بعنصريتها، وتتخذ من قوتها وسيلة لفرض سيطرتها على من حولها، وهذه تُحسَب له، وتجعله واحدًا من كبار رجال التاريخ. ويضاف إليه أن المغرب مدين له بنشر الإسلام في أماكن لم يكن قد وصل إليها من قبل .

إدريس الثاني (177 – 213 هـ= 793 – 828م)

استمر إدريس الأول في حكمه حتى توفي عام 177هـ= 793 م؛ حيث مات مسمومًا فخلفه ابنه إدريس الثاني الذي كان جنينًا في بطن أمه عندما مات أبوه، وقام بشئون البربر مولى أبيه (راشد)، فلما قُتِلَ راشد كفل إدريسَ أبو خالد يزيد بن إلياس العبدي - أحد شيوخ البربر - حتى كَبُر إدريس فتولَّى الأمر بوصاية أبي خالد عام 188هـ= 804م .

وفي سنة 192هـ= 808م بدأ إدريس الثاني يحكم مستقلاً بنفسه.

وعقب ذلك مباشرة نجد كثيرين من مهاجرة العرب يفدون على إدريس من القيروان خاصة ويدخلون في خدمته، ويتجه نظره إلى الخروج من وليلي، ربما لأنه كان يريد التحلُّل من سلطان قبيلة أوربة، فدلَّه أتباعه على وادٍ يصلح لمدينة على أحد فروع نهر (سبو) بين جبلين، يُسَمَّى وادي فاس فأنشأ فيه بلدة صغيرة، سميت "عدوة ربض القرويين"، ثم وفدت جماعة من مهاجرة قرطبة وأنشأوا قرية مجاورة عرفت باسم "عدوة الأندلسيين"، ومن العدوتين تكونت مدينة فاس، وابتنى إدريس لنفسه دارًا في عدوة القرويين وشرع في إنشاء مسجد فاس الجامع، وانتقل إلى فاس وأصبحت عاصمة دولة الأدارسة من سنة 196هـ= 811م ، ودخلت دولة الأدارسة في الدور الحاسم من تاريخها.

وابتداءً من سنة 197هـ= 812م بدأ إدريس سلسلة حملات ثبَّتت سلطان الدولة من تلمسان إلى ساحل المحيط الأطلسي، ونشط لحرب الخوارج في جبال أطلس، ودارت حروب طويلة بينه وبين البرغواطيين، وفي هذا الدور من تاريخ الأدارسة حمل العبء رجال قبيلتي أوربة وغمارة بشكل خاص.

ثم توفي إدريس الثاني عام 213هـ= 828م بعد أن ثبَّت دعائم الدولة بعد حروب طويلة ومؤمرات خطيرة من جانب منافسيه من بني الأغلب خاصة.

وبعد وفاته نجد ابنه وخليفته محمد بن إدريس الثاني يتصرف تصرفًا غريبًا وغير معقول، فيقوم بناءً على نصيحة جدته (كنزة) بتقسيم الدولة بين إخوته الكثيرين، وكان المعقول أن يقيمهم عمالاً أو ممثلين للدولة، ولكنه أعطاهم نواحي الدولة إقطاعات ينفرد كل منهم بناحية منها؛ فكان هذا سببًا في ضعف الدولة وهي بعدُ لم يكتمل نموها، ومع أن محمد بن إدريس احتفظ لنفسه بالرياسة واعتبر إخوته أتباعًا له، إلا أن بعض الإخوة اتجه إلى الاستقلال بناحيته ناسيًا أن قوة الدولة الإدريسية تكمن في ترابط رؤسائها من أفراد البيت الإدريسي العلوي، الذي كان يتمتع في قلوب الناس بمكانة جليلة .

توفي محمد بن إدريس الثاني عام 221هـ= 836م فخلفه ابنه علي بن محمد، وكان عمره تسع سنوات عندما تولَّى الحكم، ولقب باسم حيدرة، وحيدرة لقب كان يطلق على الإمام علي بن أبي طالب ومعناه الأسد، واستمر في الحكم ثلاث عشرة سنة، ولم يحدث في أيامه ما يستحق الذكر، فقد حكم تحت وصاية أقاربه ورجال الدولة حتى توفي سنة 234هـ=848م

وبعد وفاة علي بن محمد خَلَفَه أخوه يحيى الأول، وفي عهد يحيى هذا بلغت فاس أوجها أيام الأدارسة، فقامت فيها المنشأت الكثيرة وامتدت على سفوح الجبال، وأُنشِئ جامع القرويين .

ولما مات خَلَفَه ابن أخيه يحيى الثاني بن علي بن محمد وكان سيء السيرة فثارت عليه العامة، فاختفى بعُدوة الأندلس ريثما تخمد الفتنة، ومات من ليلته، واستولى عبد الرحمن بن أبي سهل -الذي تزعم الثورة على يحيى بن علي- على مدينة فاس؛ فأرسلت زوجة يحيى إلى أبيها والي بلاد الريف علي بن عمر بن إدريس، وطلبت منه الحضور لإخماد هذه الثورة فجاء وأخمدها، وسيطر على البلاد .

وبذلك انقطع الملك من عقب علي بن محمد بن إدريس الثاني، وأصبح في عقب عمر بن إدريس صاحب الريف تارة، وفي عقب القاسم بن إدريس الزاهد تارة أخرى.

ولم يلبث أن دخل أهل فاس في طاعة علي بن عمر، وخُطِبَ له على منابر المغرب، واستقرت قدمه في هذه البلاد فترة من الزمن .

وكانت إمارة الأدارسة تعيش خلافات شديدة؛ إذ كانت تخضع تارةً لحكم صاحب الريف علي بن عمر بن إدريس، وتارة لحكم أولاد القاسم بن إدريس إضافة إلى ثورة عبد الرازق الفهري أحد زعماء الخوارج الصفرية الذي أجبر علي بن عمر بن إدريس على الفرار إلى قبيلة أوربة، ولكن أهل فاس استدعوا ابن أخيه وهو يحيى الثالث بن القاسم بن إدريس وبايعوه، وبقي طيلة وقته يقاتل الخوارج حتى قتله الربيع بن سليمان عام 292هـ= 905م .

وعاشت دولة الأدارسة في فوضى واضطراب بسبب القتال بين أبناء إدريس والخوارج الصفرية، وبسبب هذه الحروب ساءت الحالة الاقتصادية والاجتماعية للدولة .

وبعد أن اغتيل يحيى الثالث بن القاسم تولى أمر الأدارسة يحيى الرابع بن إدريس بن عمر بن إدريس وامتد سلطانه على بلاد المغرب الأقصى كلها، وكان عظيم القدر، عادلاً في رعيته، كثير الفضل، بطلاً شجاعًا، ذا بيان وفصاحة، حافظًا للحديث، فقيهًا، صاحب دين وورع .


حروب دولة الأدارسة

في عام 300هـ= 912م غزا دولة الأدارسة قائد العبيديين مصالة بن حبوس، والتقى به الأمير يحيى الرابع قرب مكناس فهُزم الأدارسة وحاصر العبيديون فاس، واضطر يحيى إلى الصلح على أن يدفع مبلغًا من المال، وأن يبايع لعبيد الله المهدي فتم ذلك عام 303هـ= 915م، وأصبح مصالة بن حبوس أمير فاس، وابن عمه موسى بن أبي العافية أمير بلاد المغرب الأقصى، ولما عاد مصالة بن حبوس عام 309هـ= 921م إلى فاس أوغر موسى بن أبي العافية صَدْرَه على يحيى بن إدريس فقبض عليه ونفاه إلى بلاد الريف، ثم سجنه موسى بن أبي العافية، ثم أطلق سراحه بعد عشرين سنة فقصد بلدة المهدية عاصمة العبيديين فمات بها عام 332هـ= 943م .

وعندما اعتقل يحيى بن إدريس ولى مصالة بن حبوس على فاس ريحان الكتامي، ولكن لم يلبث أن ثار عليه الحسن بن محمد بن القاسم عام 310هـ= 922م واستولى على فاس وقتل ريحان، وأخذ البيعة من الناس، وبدأ في قتال موسى بن أبي العافية غير أن الحسن قد مات عام 312هـ= 924م، فاستولى موسى على دولة الأدارسة الذين لجأ أكثرهم إلى بلاد الريف، وكانوا زعماء فيها، وتعد هذه الدولة قد انتهت .

إلى هنا انتهى الدور الأول من تاريخ الأدارسة، ثم تحولت بعد ذلك إلى بلاد الريف، ولم تتمتع هناك بالاستقلال الذي تمتعت به في فاس، وأصبحت تحت نظر المتغلب على بلاد المغرب إما من الشيعة أصحاب إفريقية، وإما من المروانيين أصحاب الأندلس.

وعندما طارد ميسور الخصي -القائد العبيدي- موسى بن أبي العافية إلى الصحراء انتقلت السلطة في بلاد المغرب إلى القاسم وإبراهيم أخوي الحسن بن محمد بن إدريس آخر أمراء الأدارسة بفاس، وبايع أهالي هذه البلاد القاسم بن الحسن، الذي ملك أكثر بلاد المغرب عدا فاس، واتخذ قلعة حجر النسر مقرًا لإمارته، وأخذ في نشر الدعوة الشيعية للعبيديين حتى توفي سنة 337هـ= 948م، وخلفه ابنه أحمد الملقب بأبي العيش يعمل للعبيديين، ثم لم يلبث أن دعا إلى الأمويين بالأندلس، وقطع دعوة الفاطميين، وانتشر نفوذه في بلاد المغرب الأقصى كافة إلى سجلماسة، ثم طمع عبد الرحمن الثالث الأموي في امتلاك طنجة من أبي العيش وضمها إلى سبتة، فاضطر إلى الإذعان بعد أن أرسل الخليفة الأموي جيشًا وأسطولاً حاصراه وضيقا عليه، وزاد نفوذ الأمويين ببلاد المغرب الأقصى حتى مات أبو العيش سنة 348هـ=959م، ثم قام أخوه محمد أبو القاسم فكان آخر أمراء الأدارسة في المغرب الأقصى التي زالت في عهده على أيدي العبيديين في عام 375هـ= 985م .

عندما حاول الحسين بن علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب الخروج في زمن خلافة موسى الهادي لم ينجح وذبح أكثر أتباعه في معركة فخ قرب مكة، ولم ينج منها من عشيرة الحسين إلا يحيى بن عبد الله وأخوه إدريس .

فر إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من الحجاز وقد نجا من معركة فخ عام 169هـ= 785م، واتجه نحو مصر ومنها إلى المغرب حيث استطاع أن يؤسس بمساعدة السكان دولة الأدارسة عام 172هـ= 788م، وبنى في المكان المعروف باسم جراوة مدينة فاس، واتخذها عاصمة له، واستمر في حكمه حتى توفي عام 177هـ= 793م حيث مات مسمومًا فخلفه ابنه إدريس الثاني الذي كان جنينًا في بطن أمه عندما مات أبوه، وقام بشئون البربر مولى أبيه وهو راشد، فلما قتل راشد كفل إدريس أبو خالد العبدي حتى كبر فتولى الأمر عام 188هـ= 804م وبنى مدينة العالية في المكان المعروف بدار القيطون، وهي مقابل مدينة فاس، يفصل بينهما واد صغير، وهو رافد من روافد نهر سبو، وقد سكن في هاتين المدينتين الذين فروا من الأندلس بعد معركة الربض عام 181هـ= 797م ، واستمر في الحكم حتى عام 213هـ= 828م حيث توفي بفاس .

يتبع




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:05 PM   #24

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



الدولة الحمدانية






الدولة الحمدانية هي دولة عربية شيعية قامت في الموصل وحلب، واستقلت عن عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] في عصور ضعفها. وينتسب الحمدانيون إلى "حمدان بن حمدون" من قبيلة تغلب العربية الأصل التي قامت بضواحي مدينة الموصل.
بدايةً ثار الحمدانيون على الدولة العباسية، ولكن عفت عنهم عندما انتصر الحسين بن حمدان على هارون الشاري الخارجي وأسره وجاء به إلى المعتضد. وقد كان الحمدانيون يمثلون القوة التي تلجأ إليها الخلافة إذا ضاقت بها الأحوال في بغداد؛ فقد لجأ إليهم الخليفة المتقي فارًّا من قوات البريدي التي زحفت على العراق، وعجز أمير الأمراء ابن رائق عن الصمود لها، فناصر الحمدانيون الخلافة، وقتلوا ابن رائق وطردوا البريديين، وأعادوا الخليفة إلى عاصمته؛ مما جعل الخليفة المتقي يلقِّب الحسن بن حمدان ناصرَ الدولة، ولقَّب أخاه عليًّا سيف الدولة، وذلك في شهر شعبان سنة 330هـ، وتولى إمرة الأمراء في بغداد ناصر الدولة أمير الموصل.

لم يستقر الحمدانيون كثيرًا ببغداد لاضطراب أمورها بسبب الحروب الأهلية، وحنق الخليفة على ناصر الدولة لزيادة الضرائب؛ مما دفع الخليفة إلى انتهاز فرصة خروج ناصر الدولة إلى الموصل، فاستنجد بتوزون القائد التركي، ومهَّد له السبيل لدخول بغداد سنة 331هـ. ولم يستطع زعماء الحمدانيين من العرب البقاء في بغداد أكثر من سنة، واضطروا إلى العودة إلى الموصل. ومع ذلك ظلت علاقة الحمدانيين حسنة بالخلافة على الرغم من محاولة البويهيين إزالتهم عن إمارتهم.

وفي حلب امتاز عهد سيف الدولة بكثرة حروبه مع البيزنطيين، وكان جهاد الحمدانيين ضد الروم من أبرز الأعمال التي خلدت ذكرى هذه الدولة. وكان ممن خلدوا ذكر الحمدانيين: أبو الطيب المتنبي، وأبو فراس الحمداني.

وعندما أراد سيف الدولة أن يوسّع ملكه بالشام ليتمكّن من تقوية جبهته أمام الروم، امتد بنفوذه إلى دمشق، الأمر الذي أدى إلى حرب مع الإخشيد، انتصر فيها الإخشيد، وتوصلا أخيرًا إلى صلح يدفع بموجبه الإخشيد جزية سنوية للحمدانيين مقابل احتفاظه بدمشق. ولعل الإخشيد كان يرمي من وراء إبرام الصلح على هذه الصورة، أن يُبقي الدولة الحمدانية حصنًا منيعًا يكفيه مئونة محاربة البيزنطيين. وعندما مات الإخشيد نقض سيف الدولة الصلح، فتصدى له كافور وهزمه، وتم الصلح على بنود الصلح الأول ما عدا دفع الجزية السنوية.

بدأت الدولة الحمدانية في التفكك بعد سيف الدولة، ووقعت في صراعات داخلية أسرية أدت إلى أن يستعين بعضهم على بعض بالروم والعبيديين (الفاطميين). ثم سقطت أخيرًا تحت الضغط العبيديّ المتعاظم في مصر، والنفوذ البويهيّ من جهة العراق، فورثها العبيديون في النهاية.







الدولة الحمدانية.. النسب والنشأة

الدولة الحمدانية الشيعية الدولة الحمدانية هي دولة عربية شيعية استقلَّت عن الدولة العباسية في عصور ضعفها، وكان لها جولات من الصراع مع العُبيديين، ومع الروم أيضًا، وقد برز منها حكَّام كسيف الدولة الحمداني صاحب الوقائع المشهورة مع الروم.

ينتسب الحمدانيون إلى حمدان بن حمدون من قبيلة تغلب العربية الأصل التي قامت بضواحي مدينة الموصل وبنو تغلب ينتمون إلى آل ربيعة، وكانوا نصارى قبل الإسلام، غير أنَّا نجدهم في أواخر القرن الثالث للهجرة مسلمين، وقد كانت الحالة المادية سيئة، واضطُرَّ قسم كبير من بني تغلب إلى الهجرة، فهاجروا إلى البحرين، وبقي جزء منهم في الجزيرة وبلاد العراق، هذا القسم هو الذي قاد لواء اليقظة الفكرية والسياسية في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، والذي ترأس هذه اليقظة هم بنو حمدان من تغلب.

كان حمدان بن حمدون عاملاً على الموصل للمعتضد بالله العباسي، ثم استقل الحمدانيون عن الدولة العباسية بقيادة ناصر الدولة الحسن في سوريا، وبقي ولاة الحمدانيين في الموصل موالين للخليفة في بغداد، وكان أشهر قادتهم سيف الدولة الحمداني، الذي ضم حلب وحمص إلى سلطانه عام 945م، وأمضى معظم فترة حكمه في غزوات ضد البيزنطيين الصليبيين في الشمال. وقد ازدهرت حلب وشمال الشام في عهد سيف الدولة؛ ففي بلاطه كتب المتنبي أشهر قصائده، وكذلك أبو فراس الحمداني ابن عم سيف الدولة، الذي أسره الروم خلال إحدى المعارك. وقد اشتدت الحرب مع البيزنطيين في عهد سعد الدولة (967- 971م)، وبدأت النزاعات مع الفاطميين في الجنوب في عام 1002م، وبدأ الحمدانيون يفقدون سيطرتهم على السلطة التي انتقلت فيما بعدُ إلى الفاطميين .


قام حمدون بدور مهم في الحوادث السياسية منذ سنة260هـ/873م؛ فقد تحالف مع هارون الشاري الخارجي في سنة 272هـ، واستولى على قلعة ماردين بعد ذلك بقليل؛ لذا حاربه الخليفة المعتضد في سنة 281هـ، فهرب حمدان تاركًا ابنه الحسين عليها، واستولى الخليفة على ماردين، وطارد حمدان وظفر به بعد قليل، فسجنه في بغداد، واستمر في سجنه حتى هزم ابنه الحسين هارون الخارجي حليف أبيه؛ فعفا الخليفة عن حمدون، ووزع الأعمال عليه وعلى أولاده







الحمدانيون في الموصل

قلَّد الخليفة المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل وما يليها في سنة 292هـ، وولَّى أخاه إبراهيم ديار ربيعة في سنة 307هـ، فظلَّ بها إلى أن خلفه عليها أخوه داود سنة 309هـ. كما ولَّى أخاه سعيدًا نهاوند في سنة312هـ، وقلَّد غيرهم من بني حمدان بعض مناصب الدولة، وأناب عبد الله بن حمدان ابنه ناصر الدولة الحسن عنه في الموصل 308هـ، واستطاع أن يحتفظ بنفوذه فيها إلى أن مات في سنة 358هـ، إلا فترة قصيرة لا تزيد على سنتين (317- 319هـ). كما استطاع أن يمد نفوذه على جميع أرجاء ديار بكر وديار ربيعة، ولقَّبه الخليفة المتقي في شهر شعبان سنة 330هـ ناصرَ الدولة، ولقَّب أخاه سيف الدولة

ناصر الدولة الحمداني (317-358هـ)

سطع نجم ناصر الدولة بن حمدان في أفق الدولة العباسية، ولكنَّه زاد في فرض الضرائب؛ مما أثار حنق الخليفة ***ط الناس عليه.

وقد اشتعلت الحرب الأهلية بين الحمدانيين والبريديين من ناحية، وبين هؤلاء والبويهيين من ناحية أخرى، وانتهز الخليفة فرصة خروج ناصر الدولة إلى الموصل، فاستنجد بتوزون، ومهَّد له السبيل لدخول بغداد سنة 331هـ، ولم يستطع زعماء الحمدانيين من العرب البقاء في بغداد أكثر من سنة، واضطروا إلى العودة إلى الموصل.

سرعان ما قام العداء بين توزون والخليفة العباسي الذي لجأ إلى ناصر الدولة بن حمدان، وقامت الحرب بين الفريقين في عُكْبرا (تبعد عن بغداد عشرة فراسخ)، وانهزم ابن حمدان والخليفة، وكان الخليفة المتقي يستعين على توزون بناصر الدولة بن حمدان تارةً، وببني بويه تارة أخرى، ولكن ذلك لم يغنِه شيئًا، فقد حبسه توزون وولَّى المستكفي الخلافة (صفر سنة 333هـ)، ثم مات توزون في (المحرم سنة 334هـ)

ولقد تعرَّض ناصر الدولة الحمداني في آخر حياته إلى عِدَّة حوادث أثَّرت في حالته النفسية؛ منها توغُّل البويهيين في البلاد، وموت أخيه سيف الدولة الذي كان شديد المحبة له سنة 356هـ، كل ذلك حزَّ في نفسه، حتى تغيرت أحواله، وساءت أخلاقه، وضعُف عقله، ولم يبقَ له حرمة عند أولاده الذين اختلفوا على أنفسهم؛ فقبض عليه ابنه أبو تغلب بمدينة الموصل وحبسه، وظل في حبسه إلى أن تُوُفِّي في شهر ربيع الأول سنة358هـ

أبو تغلب بن ناصر الدولة (358-369هـ)

بعد وفاة ناصر الدولة قام نزاع بين أولاده وانقسموا إلى فريقين: فريق يناصر حمدان بن ناصر الدولة، وفريق آخر يناصر أخاه أبا تغلب، وأصبح الحمدانيون جماعتين: جماعة بزعامة حمدان وإبراهيم يساعدهم بُخْتِيَار، وجماعة بزعامة أبي تغلب وأخيه الحسين.

استطاع أبو تغلب الانتصار على حمدان، واستولى على حرَّان، ولكنه عجز عن الوقوف في وجه الروم الذين أغاروا على الرُّها، ووصلوا إلى نصيبين وديار بكر.

واستطاع الحمدانيون استعادة الموصل وما يليها في سنة 379هـ على يد أبي طاهر إبراهيم بن ناصر الدولة، وأخيه عبد الله الحسين، ولكنهم لم يبقوا فيها أكثر من سنة؛ لأن الأكراد طمعوا في إزالة دولتهم، وانتصر أبو علي بن مروان الكردي على أبي عبد الله الحسين أخي أبي تغلب بن ناصر الدولة الحمداني، وبعث به إلى مصر بشفاعة الخليفة العبيديّ العزيز بالله، كما قتل أبو الزواد محمدُ بن المسيب أمير بني عقيل أبا طاهر بن ناصر الدولة الحمداني، واستولى على مدينتي نصيبين وبلد 379هـ، وضم إليهما الموصل في السنة التالية، ولكنه طُرِدَ منها على أيدي بني بويه، ثم استردها أخوه المقلد بن المسيب العقيلي الذي أقرَّه بهاء الدولة البويهي على هذه البلاد وما يليها في سنة386هـ/ 994م








الحمدانيون في حلب



سيف الدولة الحمداني (333-356هـ)

وُلِد الأمير سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدون التغلبي في (303هـ/ 915م) في مدينة مَيَّافارِقين -أشهر مدن ديار بكر- على إثر تولِّي أبيه إمارة الموصل.

وقد عُنِيَ أبوه بتعليمه وتنشئته على الفروسية منذ نعومة أظافره، وأظهر سيف الدولة استعدادًا كبيرًا ومهارة فائقة في القنص والرمي وركوب الخيل منذ صغره؛ فلم يكد يبلغ العشرين من عمره حتى صار فارسًا لا يُشَقُّ له غبار، وخاض العديد من المعارك الطاحنة ضد أعداء الدولة والمتمردين عليها؛ سواء في الداخل أو في الخارج.

واستطاع الأمير الشاب أن يحقِّق انتصارًا عظيمًا على البريديين الذين اقتحموا بغداد عام(330هـ/ 942م)، ودفعوا الخليفة العباسي المتقي لله إلى الخروج منها، واللجوء إلى الموصل للاستنجاد بالحمدانيين، فلما حقَّق الأمير الشاب علي بن أبي الهيجاء النصر على البريديين بعد أن تعقبهم إلى المدائن، أنعم عليه الخليفة بلقب (سيف الدولة)، وأمر أن تُضرَب باسمه الدنانير والدراهم

حروبه مع البيزنطيين

امتاز عهد سيف الدولة بكثرة حروبه مع البيزنطيين حتى قيل: إنه غزا بلادهم المجاورة لبلاده أربعين غزوة، انتصر في بعضها وحلَّت به الهزيمة في بعض آخر. وكان كثير من البلاد الإسلامية مسرحًا للحروب التي دارت بين الحمدانيين والروم في ذلك العصر؛ فقد أغار سيف الدولة على زبطرة وعرقة وملطية ونواحيها، فقتل وأحرق وسبى، وانثنى قافلاً إلى درب موزار، فوجد عليه قسطنطين بن فردس الدمستق فأوقع به، وقتل صناديد رجاله، ثم عبر إلى الفرات وأوغل في بلاد الروم والتقى بجيش فردس بمرعش وهزمه، وقتل رءوس البطارقة، وأسر قسطنطين بن الدمستق الذي أصابته ضربه في وجهه، وأكثر الشعراء في هذه الموقعة، فقال أبو فراس الحمداني:

وآب بقسطنطين وهـو مُكبَّـلٌ *** تحـفُّ بطـاريـق بـه وزَرَازِر
وولَّى على الرسم الدمستق هاربًا *** وفي وجهه عُذرٌ من السيف عاذِر

ثم سار سيف الدولة لبناء الحدث -وهي قلعة عظيمة الشأن- فاشتد ذلك على ملك الروم الذي أرسل جيشًا جرَّارًا يضم عظماء مملكته وعلى رأسهم فردس الدمستق، وأحاطوا بعسكر سيف الدولة الذي حمل على العدو، واخترق الصفوف طلبًا للدمستق فولى هاربًا، وأسر صهره وحفيده، وقتل خلقًا كثيرًا من الروم، وأكثر الشعراء في هذه الموقعة، فقال أبو الطيب المتنبي:

بناها فأعلى والقَنَا تقـرعُ القنـا *** وموج المنايا حـولها متلاطـم
وكان بها مثل الجنون فأصبحـت *** ومن جثث القتـلى عليها تمائم

وقد وصف الثعالبي سيف الدولة وما بلغته الدولة الحمدانية في عهده في هذه العبارة؛ قال: "وكان بنو حمدان ملوكًا وأمراء، أوجههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعقولهم للرجاحة، وسيف الدولة مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم، وكانت وقائعه في عصاة العرب تكُفُّ يأسها وتنزع لباسها، ويفل أنيابها وتذل صعابها، وتكفي الرعية سوء آدابها، وغزواته تدرك من طاغية الروم النار، وتحسم شرهم المثار، وتحسن في الإسلام الآثار، وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومحط الرجال، وموسم الأدباء وحلبة الشعراء، ويقال: إنه لم يجتمع قَطُّ بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء، ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر، وإنما السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها، وكان أديبًا شاعرًا محبًّا لجيد الشعر، شديد الاهتزاز لما يمدح به... وكان كلٌّ من أبي محمد بن عبد الله بن محمد القاضي الكاتب، وأبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت، كقول أبي الطيب المتنبي:

خليليَّ إني لا أرى غير شاعر *** فلي منهم الدعوى ومني القصـائد
فلا تعجبا إن السيوف كثيرة *** ولكن سيف الدولة اليوم واحـد

الصراع مع الإخشيديين

وقد أثارت انتصارات سيف الدولة على الروم البيزنطيين حفيظة الإخشيديين الذين وجدوا عليه تلك البطولات والأمجاد، وخشوا من تعاظم نفوذه وقوة شوكته؛ فتحرَّكوا لقتاله.

بلغ الخبر سيف الدولة، فسار إلى حلب فملكها سنة 333هـ، وهرب إلى مصر يانس الخصي، وكان واليَها من قِبَل الإخشيد، فأرسل الإخشيد جيشًا لمحاربة سيف الدولة بقيادة كافور ومعه يانس؛ فتقابلا مع الحمدانيين عند الرَّسْتن -الواقعة على نهر العاصي الذي يمر بالقرب من حماة- فحلَّت الهزيمة بالمصريين، وأُسِرَ منهم أربعة آلاف، عدا القتلى والغرقى.

ثم تقدم سيف الدولة يريد دمشق، فسار إليه الإخشيد الذي حلَّت به الهزيمة في قنسرين، ولكنه انتهز فرصة انشغال الحمدانيين بجمع الغنائم واقتسامها، فأطلق عشرة آلاف من صناديد جنده، بددوا شمل العدو، ودخل حلب حاضرة الحمدانيين، واستردّ دمشق إلا أنه -على الرغم من انتصاره- تصالح مع الحمدانيين على أن يترك حلب وما يليها من بلاد الشام شمالاً، كما تعهَّد بأن يدفع لهم جزية سنوية مقابل احتفاظه بدمشق

كان الإخشيد في حالة قوة وانتصار، ولكنه كان يرمي من وراء إبرام الصلح على هذه الصورة، أن يُبقِي الدولة الحمدانية حصنًا منيعًا يكفيه مئونة محاربة البيزنطيين، الذين لا يفتُرُون عن مهاجمة الولايات الإسلامية المتاخمة لبلادهم، والذين أغاروا سنة 331هـعلى أرزن وميافارقين ونصيبين، فقتلوا وسَبَوا كثيرًا من المسلمين، ثم دخلوا في السنة التالية 332هـ رأس العين في ثمانين ألفًا؛ فقتلوا وسبوا خلقًا عظيمًا من المسلمين.

ولكن هذا الصلح لم يَدُمْ طويلاً؛ فقد تُوُفِّي الإخشيد في سنة334هـ، وتولَّى كافور الوصاية على ابنه أبي الحسن علي.

انتهز سيف الدولة الفرصة؛ فنقض العهد واستولى على دمشق، ثم سار إلى الرملة لغزو مصر، فحاربه كافور بصحبة الحسن بن عبيد الله بن طغج وانتصر عليه في اللَّجُّون (تبعد عن طبرية بنحو عشرين ميلاً، وعن الرملة بنحو أربعين ميلاً) في بلاد الأردن، ثم انتصر عليه انتصارًا حاسمًا بالقرب من مرج عذرا بجوار دمشق، ودخل الجيش مدينة حلب، وعقدت بين الطرفين معاهدة الصلح بنفس الشروط التي عُقِدت بها أواخر أيام الإخشيد، ما عدا الجزية التي توقف دفعها








إنجازات الدولة الحمدانية

العمارة

بالرغم من الطابع العسكري والحربي لدولة الحمدانيين بصفة عامة، وإمارة سيف الدولة على نحو خاص؛ فإن ذلك لم يصرف الأمير سيف الدولة عن الاهتمام بالجوانب الحضارية والعمرانية.

فقد شيَّد سيف الدولة قصره الشهير بـ(قصر الحلبة) على سفح جبل الجوشن، والذي تميز بروعة بنائه وفخامته وجمال نقوشه وزخارفه، وكان آية من آيات الفن المعماري البديع، كما شيَّد العديد من المساجد، واهتم ببناء الحصون المنيعة والقلاع القوية

الحياة الاقتصادية

وشهدت الحياة الاقتصادية ازدهارًا ملحوظًا في العديد من المجالات؛ فمن ناحية الزراعة كَثُرَت المزروعات، وتنوَّعت المحاصيل من الحبوب والفاكهة والثمار والأزهار، فظهر البُرُّ والشعير والذرة والأرز والبسلة وغيرها، كما ظهرت أنواع عديدة من الفاكهة كالتين والعنب والرمان والبرقوق والمشمش والخوخ والتوت والتفاح والجوز والبندق والحِمضيات، ومن الرياحين والأزهار كالورد والآس والنرجس والبنفسج والياسمين، كما جادت زراعة الأقطان والزيتون والنخيل، وقامت صناعات عديدة على تلك المزروعات مثل زيت الزيتون، والزبيب. كما ظهرت صناعات أخرى كالحديد والرخام والصابون والكبريت والزجاج والسيوف والميناء.
وقد نشطت التجارة، وظهر العديد من المراكز التجارية المهمَّة في حلب والموصل والرَّقَّة وحرَّان وغيرها

الحياة الفكرية

شهدت الحياة الفكرية والثقافية نهضة كبيرة ونشاطًا ملحوظًا في ظلِّ الحمدانيين؛ فظهر الكثير من العلماء والأطباء والفقهاء والفلاسفة والأدباء والشعراء.

وقد أرسى سيف الدولة الحمداني دعائم دولته في حلب؛ فاستقطب بلاطه مشاهير العلماء والأدباء والشعراء أمثال المتنبي وأبي الفتح عثمان النحوي، وقد أجزل سيف الدولة العطاء للشعراء بسبب محبته للشعراء وإجادته نظمه، وبادله الشعراء شعرًا حسنًا، وفنًّا جيدًا.

كما اشتُهِر جماعة من أهل بيته في نظم الشعر كابن عمِّه أبي فراس الحمداني، وهو حينما وقع في أسر الروم في إحدى غزواته، كتب أحسن شعره طالبًا من سيف الدولة بحلب أن يفديه؛ لأنه نشأ في رعايته، ومن شعره في الأَسْر:

ولا تقعـدن عنِّي وقـد سيـم فديتي *** فلست عـن الفعل الكريم بمُقْعَـدِ
فكم لك عنـدي من أيـادٍ وأنعـمٍ *** رفعت بها قدري وأكثرتَ حُسَّدي

هذا وقد اجتمع في بلاط سيف الدولة أشهر اللغويين والنحويين في زمانه مثل أبي علي الفارسي، وابن خالويه، وعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، فضلاً عن الفيلسوف الكبير الفارابي الذي كتب في الطب والمنطق والسياسة والرياضة والكيمياء والموسيقى. أمَّا الطبيب عيسى بن الرقي، فقد قال عنه ابن أبي أصيبعة في كتابه (طبقات الأطباء): "إن سيف الدولة كان يعطي عطاء لكل عمل، وكان عيسى الرَّقِّي يأخذ أربعة أرزاق: رزقًا بسبب الطب، ورزقًا بسبب ترجمة الكتب من السرياني إلى العربي، ورزقين بسبب علمين آخرين".
ولم يلبث سيف الدولة أن عاجله المرض، ثم تُوفِّي في شهر صفر356هـ/ 967م.

سعد الدولة وعلاقته بالروم والفاطميين

أمَّا سعد الدولة فبعد أن استولى على الحكم، كان له قائد اسمه فرغويه، أخذ له البيعة في حلب، وقد استقرَّ فرغويه في حلب ولمع فيها، وأراد أن يكون صاحب الأمر، وما كاد يستطيع أن يقف في وجه سعد الدولة بمفرده؛ فأرسل إلى الروم وطلب عونهم، وصالحهم على جزية سنوية يؤدِّيها لهم؛ لذا لمَّا هجم سعد الدولة على حلب لاستخلاصها من بين يديه؛ أتاه الروم، ودفعوه عن حلب، ثم أعاد سعد الدولة الكَرَّة واستولى على حلب، فسار إليه الروم، ولكنه وجد أنه لا قِبَل له بهم، فصالحهم على الجزية نفسها التي كان يؤديها فرغويه.

ظهر في هذه الأثناء الفاطميون (العُبَيْدِيُّون) في مصر، وامتدت يدهم إلى سوريا، فوقعت الواقعة بينهم وبين الحمدانيين، ووجد الروم مصلحتهم إلى جانب الحمدانيين؛ ذلك أنه كان أسهل عليهم أن تقوم دويلات صغيرة متفرقة كالدولة الحمدانية من أن تأتي دولة كبرى كدولة العبيديين فتقف إلى جوارهم، ثم يضطرون إلى محاربتهم. وهكذا ساعد الروم الحمدانيين في حلب ضد العبيديين، وعقدوا معهم صلحًا، حتى إذا سار العبيديون إلى حلب، استنجد الحمدانيون بالروم، فسار إليهم باسيل الثاني بجيش قدره سبعة عشر ألف رجل، فأجلى العبيديين عن حلب، ولم يدخلها، وكان بإمكانه أن يستولي عليها، وكان ذلك بحسابٍ مقدَّر، فلو أنَّه قضى على دولة الحمدانيين، لواجه الفاطميين وجهًا لوجه، والروم كانوا مشغولين بحروب واضطرابات في بلادهم .


سعيد الدولة ونهاية الدولة الحمدانية

وأتى بعد سعد الدولة ابنه سعيد الدولة، وكان إلى جانبه قائد اسمه لؤلؤ، وهو والد زوجته، مدَّ لؤلؤ يده إلى الحُكم وسجن سعيد الدولة، فدانت له حلب، ثم تقدَّم نحو العبيديين فطلب حمايتهم، وبذلك انتهى حكم الحمدانيين في سوريا، ودخل العبيديون حلب.

حكم الحمدانيون حلب والموصل كدولة عربية شيعية، اعتمدت على قوة ساعدها، وبنت أمرها على الحرب والجهاد، وسارت سيرتها كالدول الشيعية الأخرى عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] والعبيدية، فاعتمدت على نوع من الدعوة، واعتمدت بصفة خاصة على تشجيع العلم والثقافة وعلى العناية بالعمران، وقد أخطأت في آخر عهدها؛ فتحالفت مع الروم لتنقذ نفسها من الهلاك، لكن وَحْدة مصر والشام كانت أقوى من أن توقفها المنافع المحلية، فدالت دولتها.

يتبع





رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:06 PM   #25

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



الدولة الرستمية







تُعَدّ الدولة الرستمية التي تعتنق الفكر الإباضيّ أحد فروع عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]. والخوارج فرقة من المسلمين خرجت على الإمام عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] t وصحبه بعد قصة التحكيم، ومن خروجهم أخذوا اسم الخوارج. وهذه الفرقة أشد عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
والإباضية هي إحدى فرق الخوارج، وتنسب إلى عبد الله بن إباض التميمي. ويدعي أصحابها أنهم ليسوا خوارج، وينفون عن أنفسهم هذه النسبة. وقد دخل مذهب الإباضية إلى إفريقية في النصف الأول من القرن الثاني، وانتشر بين البربر حتى أصبح مذهبهم الرسمي. وتتفق عقيدة الإباضية مع أهل السُّنَّة في الكثير، وتختلف معهم في القليل، ولعل أهم خلاف بينهم وبين أهل السُّنَّة قولهم بالتنزيه المطلق فلا يقولون بالتشبيه، وقولهم: إن الوعد والوعيد لا يتخلفان.
دفاعًا عن مذهبها، وأشدها تهورًا واندفاعًا، وحماسة لآرائها، مستمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها، واتخذوها دينًا لا يحيدون عنها. ويتصف الخوارج بحبِّ الفداء والرغبة في الموت، والاستهداف للمخاطر من غير دافع قوي يدفع إلى ذلك.
والدولة الرستمية هي دولة إباضية خارجية أسَّسها عبد الرحمن بن رستم من أصل فارسي، وكانت قاعدتها مدينة تاهرت بالمغرب الأوسط (الجزائر). ازدهرت مدينة تاهرت على عهد بني رستم حتى صارت ملتقى للتجَّار والعلماء والطلبة من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ وذلك لأنَّ عبد الرحمن بن رستم كان عادلاً مصلحًا، ساعيًا إلى ازدهار الحياة العامة في أنحاء دولته، وكان كثيرٌ من غير الإباضية يتجهون إلى تاهرت آمنين على أنفسهم وممتلكاتهم.

وقد قامت علاقات متينة بين الدولة الأموية في الأندلس والرستميين على أسس الصداقة المتبادلة، حيث إن مؤسِّس عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] بعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] - وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك - حين فرَّ من العباسيين لجأ إلى المغرب الأوسط، وأقام بين بني رستم الذين حافظوا عليه، وأجاروه من الأخطار التي كانت تواجهه. ومن هنا كان من الطبيعي أن يحدث التآلف بين أمراء بني أمية في قُرطبة وبين الأئمة الرستميين في تاهرت.

لقد تعرضت الدولة الرستمية لعددٍ من الفتن والثورات، ومنها ثورة (النُّكَّار) الذين أنكروا إمامة عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستميِّ. وكانت الفتنة الأخيرة التي أودت بالدولة الرستمية واقتلعتها من جذورها، فتنةً ليست بين صفوف الرعيَّة، وإنما اشتعلت نيرانها بين أسرة الإمامة نفسها؛ لأن الذين قاموا بها اثنان من أبناء أخي الإمام نفسه، إذ انقضَّ اثنان من أبناء أبي اليقظان -شقيق الإمام- على عمِّهما وقتلاه وولَّيا مكانه والدهما أبا اليقظان؛ مما قبَّح صورته أمام الناس، وكان هذا الغدر إيذانًا بغروب شمس دولة كانت عظيمة، إذ لم يكد يمضي على هذه الحادثة غير وقت قصير حتى قضت عليها الدولة العبيديّة.






الخوارج.. خلفيات تاريخية

ظهر الخوارج في جيش علي رضي الله عنه عندما اشتدَّ القتال بينه وبين سيدنا عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] في عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، وعندما عرضت فكرة التحكيم وأصر عليٌّ على القتال، خرجت عليه خارجة من جيشه تطلب إليه أن يقبل التحكيم، فقَبِله مضطرًّا لا مختارًا، وحث التحكيم الذي لم يسفر عن شيء. ومن الغريب أن هذه الخارجة التي حملت عليًّا على التحكيم جاءت بعد ذلك، واعتبرت التحكيم جريمة كبيرة، وطلبت إلى عليٍّ أن يتوب عمَّا ارتكب؛ لأنه كَفَر بتحكيمه كما كفروا هم وتابوا (كما يزعمون كذبًا وزُورًا)، وتبعهم غيرهم من أعراب البادية، وصار شعارهم (لا حكم إلا لله)، وأخذوا يقاتلون عليًّا بعد أن كانوا يجادلونه ويقطعون عليه القول

وهذه الفرقة أشد الفرق الإسلامية دفاعًا عن مذهبها، وحماسة لآرائها، وأشد الفرق تدينًا في جملتها، وأشدها تهورًا واندفاعًا، وهم في اندفاعهم وتهورهم مستمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها، وظنُّوا هذه الظواهر دينًا مقدسًا، لا يحيد عنها مؤمن، وقد اخترعت ألبابهم كلمة (لا حكم إلا لله)، فاتخذوها دِينًا ينادون به، فكانوا كلَّما رأوا عليًّا يتكلم قذفوه بهذه الكلمة.

وقد استهوتهم أيضًا فكرة البراءة من سيدنا عثمان، والإمام علي، والحكام الظالمين من بني أميَّة، حتى احتلَّت أفهامهم، واستولت على مداركهم استيلاءً تامًّا، وسدَّت عليهم كل طريق يتجه بهم للوصول إلى الحق.

وكان من صفات الخوارج أيضًا حبُّ الفداء والرغبة في الموت والاستهداف للمخاطر من غير دافع قوي يدفع إلى ذلك، وربما كان منشؤه هَوَسًا عند بعضهم، واضطرابًا في أعصابهم لا مجرَّد الشجاعة، وإنهم ليشبهون في ذلك النصارى الذين كانوا تحت حكم العرب بالأندلس، فقد أصاب فريقًا منهم هوسٌ جعلهم يُقبِلون على أسباب الموت وراء عصبيَّة جامحة، فأراد كل واحد منهم أن يذهب إلى مجلس القضاء ليسبَّ (محمدًا) ويموت، فتقاطروا في ذلك أفواجًا أفواجًا حتى تَعِب الحُجَّاب من ردِّهم، وكان القضاة يصمُّون آذانهم حتى لا يحكموا بالإعدام، والمسلمون مشفقون على هؤلاء المساكين، ويظنونهم من المجانين

وكان من الخوارج من يقاطع عليًّا في خطبته، بل من يقاطعه في صلاته، ومن يتحدَّى المسلمين بسبِّ عليٍّ وعثمان، ورَمْي أتباعهما بالشرك. ولقد قتلوا عبد الله بن خَبَّاب بن الأرَتِّ، وبقروا بطن جاريته، فقال لهم علي كرم الله وجهه: ادفعوا إلينا قتلته. فقالوا: كلُّنا قتلته. فقاتلهم عليٌّ حتى كاد يبيدهم، ولم يمنع ذلك بقيتهم من أن يسيروا سيرهم، وينهجوا مناهجهم، ويتبعهم مَن هم على شاكلتهم من أعراب البادية الذين اعتراهم مثل ذلك الهوس الفكري






الإباضية.. خلفيات تاريخية

كان الخوارج كثيري الانشقاق والخروج على بعضهم البعض، وتكفير بعضهم بعضًا لأقلِّ الأسباب؛ ولذا نجد أن فرقهم قد تعددت، وتنوَّعت، ما بين الصفرية والأزارقة والعجاردة والميمونية والنجدات والإباضية، وغيرهم كثير..

أمَّا بالنسبة للإباضية فهم أشهر الفرق التي تُنسَب إلى الخوارج؛ ذلك أنهم لا يزالون حتى يومنا هذا يسكنون في عُمَان وزنجبار وشمال إفريقيَّة. والإباضية هم أصحاب عبد الله بن إباض، وكانت لهم صولة في الجزيرة العربية، وعلى الأخصِّ في حضرموت وصنعاء ومكة والمدينة.
ولكنهم يغضبون كثيرًا حين يسمعون أحدًا ينسبهم إلى الخوارج، ويبرءون من تسميتهم بالخوارج ويقولون: نحن إباضية، كالشافعية والحنفية والمالكية، ويقولون: إنهم رُمُوا بهذا اللقب لأنهم رفضوا القرشيَّة، أي التزام كون الإمام من القرشيين.

وقد دخل مذهب الإباضية إلى إفريقية في النصف الأول من القرن الثاني، وانتشر بين البربر حتى أصبح مذهبهم الرسمي. وقد حكم الإباضيون في شمال إفريقيَّة حكمًا متصلاً مستقلاًّ استمر زهاء مائة وثلاثين سنة حتى أزالهم الفاطميون. وإذا كان الإباضيون أصحاب أمجاد في الماضي فإنهم ما يزالون كذلك في عصرنا الحاضر، فهم الذين يخوضون الحرب الباسلة في عُمَان ضد الإنجليز، وجماعة منهم يسكنون تونس والجزائر






عقيدة الإباضية

تتفق عقيدة الإباضية مع أهل السُّنَّة في الكثير، وتختلف معهم في القليل، فهم يعترفون بالقرآن والحديث كمصدر للعلوم الدينية، ولكنهم يقولون (بالرأي) ويأخذون بالإجماع.

ولعل أهم خلاف بينهم وبين السُّنَّة قولهم بالتنزيه المطلق، فلا يقولون بالتشبيه؛ ولذلك فإنهم يقولون: إن رؤية الله منفية في الدنيا والآخرة. ويقولون أيضًا: إن الوعد والوعيد لا يتخلفان. بمعنى أن وعيد الله لا يتخلف، فمن دخل النار فهو خالد فيها، والمذنب تطهِّره التوبة، ولا يدخل السعيدُ النار. وواجب عندهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ولقد انقسم الإباضيُّون إلى عدة أحزاب هي: الحفصية والحارثية واليزيدية، وهذه الأخيرة قد ادَّعى رئيسها يزيد بن أُنَيْسَة أن الله سيبعث رسولاً من العجم، ويُنزِل عليه كتابًا قد كُتب في السماء، يُنزِله عليه جملة واحدة ويكون على مِلَّة الصابئة

ورغم انحراف يزيد بن أنيسة فإن مذهب الإباضية تتوفر فيه كثير من جوانب الاعتدال في عقيدتهم، وهم وإن نسبوا إلى الخوارج إلا أنهم يرون أنهم وحدهم الذين حافظوا على تعاليم الإسلام الحقَّة، ويرون أن القدوة الحسنة كانت بعد النبيِّ في أبي بكر وعمر، ولا يحبون عثمان ويسمونه صاحب (بدع)، ولا يلعنون عليًّا بل أنكروا قبوله التحكيم، ويعتبرون بيعته باطلة بعد قبوله التحكيم .






قصة الدولة الرستمية

الدولة الرستمية هي دولة إباضية خارجية أسَّسها عبد الرحمن بن رستم من أصل فارسي، وكانت قاعدتها مدينة تاهرت قرب مدينة تياريت الحديثة في مقاطعة وهران غرب الجزائر (المغرب الأوسط سابقًا).

ازدهرت مدينة تاهرت على عهد بني رستم حتى صارت ملتقى للتجَّار والعلماء والطلبة من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ مما أكسبها شهرة عالمية لدرجة أنها سمِّيت بالعراق الصغير تشبيهًا لها ببلاد العراق التي تضجُّ بمختلف الأجناس والملل والنحل آنذاك.

تحالف عبد الرحمن بن رستم مع دولة بني واسول أو المدرارية الخارجية في سجلماسة (جنوب المغرب) لتقوية دولته، ونتج عن هذا التحالف مصاهرة تمت بزواج أَرْوَى بنت عبد الرحمن بن رستم من المنتصر بن اليسع بن مدرار ملك جنوب المغرب، وقد أنجب المنتصر من أروى ولدًا ذكرًا سمَّاه ميمونًا حكم بعده.

وبعد وفاة عبد الرحمن بن رستم سنة168هـ= 784م ترك الأمر شورى في سبعة أشخاص من بينهم ابنه عبد الوهاب الذي مالت الأغلبية إلى مبايعته وسلَّمت عليه بالخلافة، في الوقت الذي بقي فيه المعارضون لخلافته على موقفهم فسمُّوا بالنُّكَّار أو النَّكَريَّة.

بقيت الدولة الرستميَّة قائمة في المغرب الأوسط وعلى علاقة طيبة مع الأمويين في الأندلس إلى أن قضى عليها الفاطميون سنة296هـ= 909م، إلا أن مذهب الخوارج الإباضية بقي معتنقوه يؤلِّفون قوة معارضة للدولة الفاطمية، حتى إن الخوارج الإباضية لعبت دورًا أساسيًّا ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر .


مؤسس الدولة الرستمية

مؤسِّس هذه الدولة هو عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام، وبهرام هو مولى سيدنا عثمان بن عفان وقد قَدِم رستم إلى مكة يصحبه زوجته وابنه عبد الرحمن لأداء فريضة الحج فمات، فتزوجت أرملته برجلٍ من أهل القيروان، حملها وابنها عبد الرحمن معه عند عودته إلى بلده، وتربَّى عبد الرحمن بن رستم في القيروان، وأخذ العلم عن فقهائها، ومال إلى تعليم الخوارج الإباضية. كما يقول ابن خلدون: "وأخذ عبد الرحمن بن رستم بدين الخارجيَّة والإباضية منهم وكان ذلك بتأثير من سلمة بن سعيد داعية الإباضية الذي كان يجتهد آنذاك في نشر المذهب الإباضي في ربوع المغرب"، ثم خرج إلى المغرب الأوسط، واتخذ من مدينة تاهرت مركزًا لنشر دعوته

وكانت مبايعة عبد الرحمن بن رستم تشكِّل النمط الإسلامي السليم في مبايعة الحاكم المسلم؛ ذلك لأن الإمام يُختار طبقًا لشروط بعينها ينبغي توفرها فيه، وهو ما حدث عند اختيار الإمام الرستمي. وقد قدَّم عبد الرحمن بدوره شروطًا يقول فيها: "إن أعطيتموني عهد الله وميثاقه لتستطيبوا إليَّ، ولتطيعوني فيما وافق الحق وطابقه قَبِلتُ ذلك منكم". وهو يعني إن لم يعطوه عهدًا بالطاعة فيما وافق الحق رفض البيعة، وتلك ظاهرة فريدة في الحكم لا يمكن أن تتوفر إلا في نظام الحكم الإسلامي.

وبالفعل كان عبد الرحمن بن رستم عادلاً مصلحًا، ساعيًا إلى ازدهار الحياة العامة في أنحاء دولته، وكان كثيرٌ من غير الإباضية يتجهون إلى تاهرت آمنين على أنفسهم وممتلكاتهم .

الرستميون والدولة الأموية في الأندلس

قامت العلاقات بين الدولة الأموية في الأندلس والرستميين على أسس التحالف المتين والصداقة المتبادلة، وقد بدأت العلاقات بين الطرفين في وقت مبكر؛ حيث إن مؤسِّس الدولة الأموية بالأندلس - وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك - حين فرَّ من العباسيين لجأ إلى المغرب الأوسط، وأقام بين بني رستم الذين حافظوا عليه، وأجاروه من الأخطار التي كانت تواجهه.

كان من الطبيعي إذن أن يحدث التآلف بين أمراء بني أمية في قُرطبة وبين الأئمة الرستميين في تاهرت، وتقوم العلاقات بين الدولتين على أساس من الصداقة والتحالف والمودة؛ إذ كان الأمويون في الأندلس محطَّ عداء العباسيين ومكائدهم، كما كان العباسيون أيضًا أعداء للإباضيَّة في تاهرت؛ لأنهم كانوا يعتبرون بلاد المغرب كلها ميراثًا شرعيًّا تركه الأمويون لهم، وعلى هذا الأساس نظروا إلى الدولة المستقلة عنهم نظرة عداءٍ باعتبار مؤسِّسيها قاموا باقتطاع أجزاء من ممتلكات العباسيين.‏

ومما دفع أمراء بني أمية إلى توطيد علاقتهم بالرستميين أنه لم يعد أمامهم من منفذ إلى بلاد المغرب سوى المغرب الأوسط؛ لأنَّ المغرب الأدنى (إفريقيَّة) قامت فيه دولة الأغالبة الموالية للعباسيين، والمغرب الأقصى فيه دولة الأدارسة الشيعيَّة التي كانت علاقتها بالأمويين في الأندلس تتسم بالعداء، وبقيام هاتين الدولتين أوصدت جميع المنافذ والسبل في وجه الإمارة الأموية الفتيَّة، وبذلك أصبحت الدولة الرستمية هي الشريان الحيوي الوحيد الذي بإمكانه تغذية تلك الإمارة بالحياة، والتعاون معها سياسيًّا واقتصاديًّا وحضاريًّا.

ظلت الدولتان تسعى كل منهما إلى كسب صداقة الأخرى، وقد قامت بينهما علاقة سياسية متينة، خاصةً منذ بداية عهد الإمام عبد الوهاب(171- 211هـ= 787- 826م) .







الفتن والثورات


ثورة النكار

لقد تعرضت الدولة الرستمية لعددٍ من الفتن والثورات، حيث لم تسلم الدولة منها؛ فمثلما يعمُّ الخير والاستقرار تنتشر الفتن والثورات، ومنها الثورة التي تعرف بثورة النكَّار التي هزت أركان الدولة في عهد الإمام عبد الوهاب ابن الإمام عبد الرحمن الرستميِّ. والنُّكَّار الذين أشعلوا تلك الفتنة وقاموا بتلك الثورة، قومٌ أنكروا إمامة عبد الوهاب، وطالبوا بتكوين مجلس للشورى يكون أعضاؤه أشخاصًا معروفين.

ومن المواقف الغريبة أن عالمًا مصريًّا من الإباضِيَّة اسمه شعيب المصري طمع في الإمامة، وقد عُرف عنه أنه من العلماء المصريين الأفاضل، يرجع الناس إليه في أمور دينهم.

لقد دبَّر فريق النكَّار مؤامرة لعزل الإمام عبد الوهاب أو قتله، فقد انتهزوا مناسبة كان الإمام قد غادر فيها عاصمة الدولة لبعض الأمور فأعلنوا الثورة، وانقضوا على تاهرت، فواجههم أهل المدينة، ودافعوا عن أنفسهم ببسالة، ووقع كثير من القتلى من الفريقين. فلما رجع الإمام وجد على باب العاصمة جثثًا مُلقاة ودماء مُراقة، وأخبره الناس بما وقع فأمر بالقتلى فجمعوا، وصلَّى على الجميع اقتداءً بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في واقعة الجَمَل، ثم أمر بدفن الجميع .

الثورة التي أودت بالدولة الرستمية

وكانت الفتنة الأخيرة التي أودت بالدولة الرستمية واقتلعتها من جذورها، فتنةً ليست بين صفوف الرعيَّة، وإنما اشتعلت نيرانها بين أسرة الإمامة نفسها؛ لأن الذين قاموا بها اثنان من أبناء أخي الإمام نفسه، إذ انقضَّ اثنان من أبناء أبي اليقظان - شقيق الإمام - على عمِّهما وقتلاه وولَّيا مكانه والدهما أبا اليقظان. وعلى الرغم من أن أبا اليقظان كان شخصية متميزة فإن جريمة قتل ولديه لشقيقه الإمام قبَّحت صورته أمام الناس، وكان هذا الغدر إيذانًا بغروب شمس دولة كانت عظيمة؛ فقد أعرض الناس عنهم، وانفضوا من حولهم، واستنكروا فعلتهم، ولم يكد يمضي على هذه الحادثة غير وقت قصير حتى قَدِم عليهم أبو عبد الله الحجاني - مولى الإمام العبيديّ وقائد جيشه - فقتل الوالد والولدين وبقيَّة أفراد الأسرة الرستمية، باستثناء أبي يوسف يعقوب بن أفلح الذي استطاع النجاة، وبذلك انتهت الدولة الرستمية الإباضية، وصارت جزءًا من مسيرة الدولة الإباضية يرويها التاريخ .


يتبع




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:07 PM   #26

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



غزوات النبي – صلى الله عليه السلام-




أذن الله للمسلمين بالقتال والدفاع عن أنفسهم بعد أن تعرضوا للظلم والتعذيب والتشريد ، واضطروا إلى ترك مكة وهاجروا إلى "المدينة""أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (40)" (الحج 39-40)وقد قاد النبي – - بنفسه سبعًا وعشرين غزوة ، قاتل في تسع منها ، هي "بدر" ، و"الخندق" ، و"بنو قريظة" ، و"بنو المصطلق" ، و"خيبر"، و"فتح مكة" ، و"حنين" ، و"الطائف".وأناب – - بعض أصحابه في قيادة سبع وأربعين حملة عسكرية . والتزم المسلمون بقيادة النبي - - في غزواتهم بآداب الحرب ، وكانت أوامر النبي – - واضحة وصريحة في إبعاد من لا مشاركة له في الحربعن الحرب وأخطارها . فمنع قتل الأطفال والنساء والشيوخ لأن الإسلام جاء ليبنى الحياة ويعمرها، لا ليدمرها ويهدمها . وسنتعرض لأهم الغزوات التي خاضها النبي – - وهى :



غزوة "بدر" الكبرى
وقعت هذه الغزوة في (17) من رمضان من السنة الثانية للهجرة عند بئر "بدر" الذي يقع بين "مكة" و"المدينة" ، وسبب هذه الغزوة أن النبي – - علم أن "أبا سفيان بن حرب" زعيم "قريش" عائد من "الشام" إلى "مكة" على رأس قافلة تجارية ، فقرر التعرض لها والاستيلاء عليها ، تعويضًا للمسلمين عن أموالهم التي استولت عليها "قريش" في "مكة" ، وهذا حق وعدل ، ولم يكن للنبي – - أن يترك "قريشًا" حرة طليقة، تجوب الطرق، وتتاجر وتربح، وتدبر المكايد للمسلمين ، وكان لابد من التضييق على "قريش" وتهديدها في تجارتها ، التي هي رزقها ومصدر قوتها؛ لتراجع نفسها وتتخلى عن عدائها للمسلمين.

ولما علم "أبو سفيان" بأنباء تحرك المسلمين ، أرسل إلى "قريش" يستنجد بها ، فبعثت بجيش يضم خير شبابها وفرسانها، وعلى رأسهم "أبوجهل" ، لكن القافلة التجارية نجحت في الهروب من قبضة المسلمين الذين وصلوا إلى بئر "بدر" ، وعلى الرغم من نجاة القافلة فإن "أبا جهل" أصر على قتال المسلمين، ورفض الرجوع إلى "مكة" ، وكان كثيرون من زعماء "مكة" يودون عدم القتال .
وإزاء إصرار المشركين على القتال لم يجد النبي – – مفرًّا من دخول المعركة بعد أن استشار كبار صحابته الذين كانوا معه .
وكان عدد المسلمين فى هذه الغزوة (314) رجلاً من المهاجرين والأنصار، في حين كان جيش "قريش" يقترب من الألف، ويضم كبار رجالات "مكة" وأبطالها، وبدأت المعركة في صباح يوم السابع عشر من شهر رمضان بالمبارزة ،حيث خرج ثلاثة من أبطال المشركين يطلبون المبارزة ، فأمر النبي – - عمه "حمزة عبد المطلب" ، وابنى عمه "على بن أبى طالب" ، و"عبيدة بن الحارث" بالخروج إليهم ، فنجحوا في القضاء على فرسان المشركين وقتلهم .
ثم انطلق المشركون بعدها في الهجوم الكاسح ، لكن المسلمين تحملوا هذا الهجوم وتصدوا له بالإيمان والثبات في المعركة ، ثم بادلوهم الهجوم ، ونزل النبي – - ساحة القتال ، وبعد قتال عنيف تصدع جيش المشركين ، وقتل "أبو جهل" ومعه كثير من قادة "قريش" ، وحلت الهزيمة بالمشركين، وأحرز المسلمون نصرًا عظيمًا وامتلأت أيديهم بالغنائم ، وقد استشهد من المسلمين في هذه الغزوة (14) شهيدًا، في حين قتل من المشركين سبعون رجلاً .





غزوة "أحد"

وقعت أحداث هذه الغزوة في شهر شوال من العام الثالث للهجرة عند جبل "أحد" الواقع شمالي "المدينة" ، وكانت "قريش" قد جندت ثلاثة آلاف من رجالها وحلفائها للانتقام من المسلمين، والثأر لهزيمتها الساحقة في "بدر"، وعندما وصلت أخبار هذا الاستعداد للنبي – - أعد جيشه لمواجهة هذا التحدي، وخرج من "المدينة"؛ نزولا على رغبة الأغلبية من أصحابه الذين رأوا الخروج ومواجهة المشركين خارج "المدينة" ، وكان النبي – - يميل إلى التحصن بالمدينة ومحاربة "قريش" حين يأتون إليها ، لكنه التزم برأي الأغلبية وخرج بجيشه إلى ساحة "أحد"، وجعل ظهر جيشه إلى الجبل والأعداء أمامه ، وأمر خمسين رجلاً ممن يحسنون الرمي بالنبل بالصعود إلى قمة عالية خلف ظهر جيش المسلمين، وأوصاهم بألا يتركوا مواقعهم، سواء انتصر المسلمون أو انهزموا .
ودارت المعركة وحقق المسلمون النصر في البداية وظنوا أن المعركة قد انتهت فانشغلوا بجمع الغنائم التي خلفها المشركون المنهزمون ، وفى الوقت نفسه خالف الرماة الذين فوق الجبل أمر النبي-صلى الله عليه و سلم- فتركوا مواقعهم ونزلوا؛ ليكون لهم نصيب في جمع الغنائم .
ولما رأى المشركون ذلك تقدم "خالد بن الوليد"– قبل إسلامه- وجاء من الخلف، وانقض على المسلمين مستغلاً ترك الرماة مواقعهم ، وارتبك المسلمون من هول المفاجأة ، واضطربت صفوفهم ، وجرح الرسول في المعركة، وانتهى الأمر بهزيمة المسلمين، وسقوط واحد وسبعين شهيدًا ، وأخذ المسلمون درسًا غاليًا لمخالفتهم أوامر الرسول – .





غزوة "الخندق" (الأحزاب)

وقعت أحداث هذه الغزوة في العام الخامس للهجرة؛ حيث تحالف المشركون من "قريش" وقبائل "غطفان" و"بنى أسد" لمحاربة المسلمين ، وتجمع لهم جيش من عشرة آلاف مقاتل، وتقدموا إلى "المدينة" للقضاء على المسلمين .
ولما علم المسلمون بهذه الأخبار تحصنوا داخل "المدينة"، وحفروا خندقًا من الجهة الشمالية الغربية من "المدينة" لمنع اقتحام جيوش الأحزاب؛ لأن بقية جهات "المدينة" كانت محصنة بغابات من النخيل يصعب على خيول المشركين اقتحامها .
وصاحب فكرة حفر الخندق هو الصحابي الجليل "سلمان الفارسي" ، وقد اشترك النبي – – في حفر الخندق مع المسلمين وكان عمره آنذاك سبعًا وخمسين سنة.
ولما جاءت جيوش الأحزاب فوجئت بالخندق، وعجزت عن اقتحامه؛ لأنهم لم يتعودوا على مثل هذه الأساليب الجديدة في القتال ، وطال حصار المشركين للمدينة ، واشتد الكرب بالمسلمين نتيجة لهذا الحصار ، وكان يهود "بنى قريظة" الذين يعيشون في "المدينة" قد نقضوا عهدهم مع الرسول – - واتفقوا مع الأحزاب على الانضمام إليهم عندما يهاجمون "المدينة" .
وفى هذا الظرف العصيب نجح "نعيم بن مسعود"- وكان قد أسلم- وقدم مع الأحزاب دون أن يعلموا- في التفريق بين الأحزاب ويهود "بنى قريظة" ، وزرع الشكوك في قلوبهما، ثم أرسل الله ريحًا شديدة قلعت خيام المشركين وكفأت قدورهم ، وانقلب الموقف كله بفضل الله تعالى ، وأدرك "أبو سفيان بن حرب" قائد الأحزاب أنه لا فائدة من البقاء ، فأمر الأحزاب بالرحيل ، والعودة من حيث جاءوا، وبعد رحيل الأحزاب قال النبي – - : "الآن نغزوهم ولا يغزونا أي أن "قريشًا" لن تستطيع مهاجمة "المدينة" مرة أخرى .





غزوة "بنى قريظة"

وبعد انتهاء غزوة الخندق تقدم النبي – – وحاصر بجيشه يهود "بنى قريظة" لخيانتهم للعهد واتفاقهم مع المشركين ، وبعد أكثر من عشرين يومًا طلبوا أن يحكم فيهم "سعد بن معاذ" وكان حليفهم ، فحكم بقتل الرجال جزاء غدرهم وخيانتهم وحين قضى "سعد" بهذا الحكم قال له الرسول – - : "لقد حكمت فيهم بحكم الله " .
وكان المسلمون قد تعرضوا من قبل لغدر اليهود وخيانتهم فأجلاهم الرسول – – عن "المدينة" وأخرج يهود بنى قينقاع بعد غزوة "بدر" ويهود "بنى النضير" بعد غزوة "أحد" .






فتح "مكة"

نقضت "قريش" المعاهدة التي أبرمتها مع النبي – - في "صلح الحديبية" واعتدت على قبيلة "خزاعة" حليفة رسول الله – ، فقرر النبي -صلى الله عليه و سلم- فتح "مكة" ، فخرج على رأس جيش قوامه عشرة آلاف مجاهد لفتح "مكة" ، وذلك في بداية الأسبوع الثاني من شهر رمضان من العام الثامن للهجرة .
ولما اقترب المسلمون من "مكة" نصبوا خيامهم وأوقدوا نارًا شديدة أضاءت الوادي، فخرج "أبو سفيان" يستطلع الأخبار فوقع في الأسر ، وأتى به إلى رسول الله – – فأعلن إسلامه ، وإكراما له أمره أن يبلغ أهل مكة بأن "من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه باب داره فهو أمن ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن" .
وحرص النبي – - أن يدخل "مكة" البلد الحرام دون قتال ، وأوصى قادة جيوشه بألا يقاتلوا إلا في حالة الضرورة القصوى وفى أضيق الحدود.
ودخل النبي – – "مكة" فاتحًا منتصرًا وهو الذي خرج منها متخفيًا من ثماني سنوات مضت، بعد أن تآمرت عليه "قريش" لتقتله ، فلما انتهى من الطواف حول الكعبة جمع أهل "مكة"، وقال لهم : ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال لهم : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
وبهذا ضرب النبي – - أروع الأمثلة في السماحة والعفو عند المقدرة، وكان في استطاعته أن يثأر ممن ظلمه وأساء إليه وإلى أصحابه، وساموهم سوء العذاب ، لكنه لم يفعل !





غزوة "حنين"

بعد فتح "مكة" غزا النبي – - "هوازن" و"ثقيف" بعد معركة شديدة ثبت فيها النبي – – بعد أن فر أصحابه ، لكن النبي – – ظل في ساحة القتال ينادي : "إلى أين أيها الناس؟ إلى أيها الناس ، أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" ، وأمام ثبات النبي وشجاعته أقبل الفارون من الصحابة ، وتمكنوا من هزيمة ثقيف وهوازن وغنموا غنائم كثيرة .





غزوة "تبوك"

هي آخر غزوة غزاها النبي – – بعد أن استقر الإسلام في شبه الجزيرة العربية ، وكانت الأنباء قد وصلت النبي – – أن الروم يستعدون للهجوم عليه ، فأعد لذلك جيشًا كبيرًا بلغ ثلاثين ألفًا ، وهو أكبر جيش قاده النبي – - وسمى جيش العسرة ، لأن المسافة كانت بعيدة والجو شديد الحرارة، والناس يحبون المقام في مزارعهم وبساتينهم لجنى الثمار والاستمتاع بالظل الوارف ، لكن الدولة يتهددها الخطر، ولابد من التضحية ، وقد ضحى الصحابة بكل ما يملكون وأسهموا في نفقات الجيش وإعداده وتسليحه ، وقد جهز "عثمان بن عفان" بمفرده ثلث الجيش من ماله الخاص .
وقد سار النبي – – حتى بلغ "تبوك" فلم يجد شيئًا ، وعلم أن جيش الروم- أقوى جيش في العالم آنذاك- قد فر مذعورًا إلى داخل "الشام"، فعسكر النبي – - هناك ثلاثة أسابيع ، مكن فيها للمسلمين، ورتب أوضاع المنطقة، وعقد معاهدات مع الإمارات الصغيرة القائمة هناك ، ثم رجع إلى "المدينة" لاستقبال وفود القبائل العربية، التي جاءت من كل مكان تعلن إسلامها وخضوعها لله ولرسوله .

يتبع




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:08 PM   #27

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



بداية الدعوة العباسية


كان الوليد بن عبد الملك الخليفة يومئذ قد أقطع الحُميمة (بلدة في الأردن) لعلي بن عبد الله بن عباس فأقام واستقر بها.

بعد زيارة قام بها عبد الله بن محمد (أبو هاشم) إلى الخليفة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، الذي رحب به وأكرمه، شعر أبو هاشم بالمرض وأحس بدنو أجله، وأشاع الناس أن سليمان قد سمّه فعرج أبو هاشم على (الحميمة) ونقل ذلك إلى ابن عمه عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، وطلب منه أن يقتص من بني أمية وذلك عام 99هـ.


لقي كلام أبو هاشم لابن عمه محمد موقعًا من نفسه، وكان رجلاً طموحًا وكان له أكثر من عشرين أخًا يدعمونه بالإضافة إلى أبنائه، فحمل محمد بن على الفكرة وهى: إزالة ملك بني أمية، وبدأ يعمل على تنفيذها.



اختيار المكان


اختار عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] وعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] نقطتي انطلاق للدعوة وهو اختيار دقيق لأسباب منها:



1- أكثر الناقمين على بني أمية من الكوفة.

2- أن خراسان تقع في مشرق الدولة وإذا اضطرت الظروف يمكن أن يفر إلى بلاد الترك المجاورة.

3 - وفي خراسان صراعات عصبية بين العرب (القيسية واليمانية) يمكن الاستفادة من هذا الصراع لصالحه.

4 – وخراسان دولة حديثة عهد بالإسلام، فيمكن التأثير في نفوس أهلها من منطلق العاطفة والحب لآل البيت.

5 – اختار الكوفة مركزًا للدعوة ويقيم فيها ما يسمى (بكبير الدعاة أو داعي الدعاة)، وتكون خراسان هي مجال انتشار الدعوة.


تنظيم أمور الدعوة


عمد كذلك إلى السرية التامة وكان حريصًا عليها، تنتقل المعلومات من خراسان إلى الكوفة إلى الحميمة، ويتحرك الدعاة على شكل تجار أو حجاج.

أول كبير للدعاة في خراسان هو أبو عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) الذي اختار اثني عشر نقيبًا كلهم من قبائل عربية، وهذا يرد على الادعاء بأن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس. فكان كبير الدعاة يختار اثني عشر نقيبًا يأتمرون بأمره ولا يعرفون الإمام، ولكل نقيب سبعون عاملاً.

بدأت الدعوة تؤتي ثمارها في خراسان، وبدأ يظهر رجالها، مما جعل والي خراسان يومئذ وهو عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] يقبض على أبي عكرمة السراج، وعدد من أصحابه فيقتلهم سنة 107هـ.

وحتى سنة 118هـ استطاع أسد بن عبد الله (كان قد عزل ثم أعيد) بخبرته أن يكشف بعض قادة التنظيم العباسي واشتد عليهم فلجأت الدعوة العباسية إلى السرية التامة من جديد.

ولأن رجال الدعوة قد عرفوا هناك كان لابد من تغيير، فتم اختيار عمار بن يزيد (خداش) داعية جديدًا في خراسان، ولكن لم يكن اختيارًا موفقًا إذ أظهر بعد ذلك الكفر وانكشف أمره، وقتل على يد أسد بن عبد الله أيضًا سنة 118هـ.

شوهت أفعال خداش صورة الدعوة العباسية في أذهان الناس، ولم يثقوا في الداعية الجديد، إضافةً إلى شدة أسد بن عبد الله عليهم.

وحتى سنة 122هـ كانت الدعوة تسير ببطء فلقد ظهر عائق جديد وهو ثورة زيد بن على بن زين العابدين بالكوفة.. وكان لا بُدَّ أثناءها وبعدها من الهدوء ليعود الجو إلى حالته الطبيعية.

وفي سنة 125هـ توفي محمد بن علي وأوصى من بعده لابنه إبراهيم؛ ليقوم بمتابعة أمور الدعوة.

وجاء الفرج في سنة 125هـ بعد وفاة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] وانشغال عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] بصراعاتها الداخلية.. بالإضافة إلى أن الدعوة العباسية بتوجيه من إمامها قررت استغلال الصراع القبلي القائم بخراسان؛ وذلك لأن والي خراسان يومئذ كان (نصر بن سيار) مضريًّا وأكثرية العرب هناك من اليمانية فكرهوه، فاتجهت الدعوة العباسية إلى اليمانية. وأثّر هذا الصراع القبلي على أحوال الناس ومصالحهم بكافة فصائلهم (اليمانيون، المضريون، أهل العلم، الفرس، الترك)، كل هذه الأحداث ساعدت الدعوة العباسية على الانتشاط من جديد.


ظهور أبي مسلم الخراساني



وفي سنة 128هـ ظهرت شخصية قوية هو عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] (فارسي الأصل) أحد دعاة بني العباس منذ سنوات، لمح فيه إبراهيم بن محمد الذكاء والكفاءة، فقرر أن يرسله إلى خراسان حيث أمر الدعوة في نمو مطرد.

وفي سنة 129هـ جاءت إلى أبي مسلم رسالة من الإمام تأمره بالظهور بالدعوة، ففعل، ووالي خراسان يومها مشغول بصراعات الدولة الداخلية، ولما كان يوم عيد الفطر صلى أبو مسلم بالناس.


مرحلة الاشتباك المسلح


وقع أول اشتباك بين قوة بني أمية وقوة بني العباس في خراسان، وانتصر فيها أبو مسلم على قوات نصر بن سيار، وكثر أتباع أبي مسلم فقد احتال حيلاً لطيفة في السيطرة على الأمر فكان يرسل إلى اليمانية يستميلهم، ويكتب إلى المضرية يستميلهم بقوله: (إن الإمام أوصاني بك خيرًا، ولست أعدو رأيه فيك).

توترت الأحداث، وبعث مروان بن محمد في طلب إبراهيم بن محمد الإمام المقيم بالحميمة، فقيدوه وأرسلوه إلى الخليفة بدمشق فسجن.

وفي سنة 131هـ ازداد تمكن أبي مسلم من الأمر، وفر نصر بن سيار وتوفي، فدانت خراسان كلها لأبي مسلم.
وفي سنة 132هـ انتصرت قوات أبي مسلم على قوات العراق ثم توجه إلى الكوفة والتي كان قد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري داعيًا لبني العباس.
وفي سنة 132هـ مات إبراهيم بن محمد في سجن مروان بن محمد، وأوصى بالخلافة بعده لأخيه عبد الله بن محمد (السفاح)، وبالفعل اختير السفاح أول خليفة لبني العباس في ربيع الآخر سنة 132هـ.


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:09 PM   #28

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



الحملة الصليبية الثانية




بعد سقوط إمارة الرّها وتحريرها على يد عماد الدين زنكي ذهب وفد من فرنج الشرق إلى البابا إيجينيوس الثالث، بعد أن اعتلى العرش البابويّ بوقت قصير، كما ذهب وفد آخر من الأرمن الكاثوليك يستنهض همم البابوية وملوك الغرب لمحاولة استرداد الرها التي ضاعت منهم.

ونتيجة لتلك المساعي تجمَّع جيش فرنسي كبير قوامه سبعون ألفًا على رأسه لويس السابع ملك فرنسا، وتجمع جيش ألماني قوامه سبعون ألفًا أيضًا على رأسه إمبراطور ألمانيا كونراد الثالث، وشنَّ الجيشان الحملة الصليبية الثانية سنة 542هـ/ 1147م.


اتخذ الجيشان طريقين مختلفين للوصول إلى المشرق الإسلامي؛ فالجيش الألماني اتخذ طريق البحر، ورست سفنه على شواطئ آسيا الصغرى ثم عبر البسفور، فشعر به السلاجقة، وهزموه شر هزيمة. أمّا الجيش الفرنسي فسار بطريق البر حتى وصل إلى القسطنطينية ثم نقل جنوده على دفعات لعدم وجود سفن كافية




فشل كونراد ولويس التاسع

وصل كل من لويس بقواته، وكونراد وشراذم جيشه إلى القدس عام 543هـ/ 1148م، وهناك اتفق قواد الحملة الصليبية الثانية على الاتجاه لمحاصرة مدينة دمشق، التي كانت بالغة القوة والتحصين، وفي نفس الوقت سارعت قوات إسلامية كثيرة لإنقاذ دمشق وفك الحصار المضروب حولها؛ مما اضطر الجيوش الصليبية إلى التقهقر والانسحاب ليتفادوا معركة دموية كبرى لم تكن في حسبانهم.

وهكذا فشلت الحملة الصليبية الثانية التي كان هدفها استرداد إمارة الرها، وانسحبت جيوش الصليبيين إلى أوربا وهي تشعر بمرارة الخزي والهزيمة

نور الدين محمود دمشق سنة ٥٤٩هـ/ ١١٥٤م برغبة أهلها الذين سَئِموا ظلم حاكمهم.، ولكنها أسدت خدمةً عظيمةً للمسلمين؛ إذ إنها تسبَّبَتْ في إقامة تحالف بين دمشق وحاكمها الضعيف وبين البطل المجاهد نور الدين محمود. وقد أسفر ذلك عن دخول





الوَحْدة بين مصر والشام

كان نور محمود يؤمن أنه لا سبيل للانتصار على الصليبيين إلا بالوحدة بين مصر والشام؛ ولمَّا كانت مصر في ذلك الوقت واقعةً تحت سيطرة الدولة العبيدية الخائنة، كان لا بد من عودتها إلى حظيرة أهل السُّنة والجماعة، وتوحيدها مع الشام، لتتكامل القوة الضاربة لمواجهة الصليبيين؛ لذا أرسل نور الدين قائده أسد الدين شيركوه، برفقة ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي؛ لمعاونة الوزير المصري شاور الذي طلب معاونة نور الدين ضد غريمه ضرغام الذي استعان بالصليبيين، واستطاع شيركوه الانتصار على ضرغام، ثم تولى الوزارة في مصر بعد خيانة شاور له، واستعانته بالصليبيين.

صلاح الدين وزيرًا لمصر

توفِّي أسد الدين شيركوه فجأة إثر وقوعه من فوق فرسه، وتولى الوزارة من بعده ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي بعد منافسة العديد من القادة العبيديين.

وصلاح الدين هو يوسف بن أيوب بن شادي، ولُقِّب بالملك الناصر، ولد سنة 532هـ في تكريت إحدى قرى الأكراد بشمال العراق، وانتقل مع أبيه وعمِّه إلى بعلبك، وهناك حفظ القرآن الكريم، وتعلم القراءة والكتابة، والحديث والفقه، واللغة العربية، والطب وأنساب العرب.

لم يكن صلاح الدين شابًا غِرًّا، بل كان فارسًا مغوارًا، وقائدًا حكيمًا رغم صغر سنِّه؛ فقد تربى على أيدي نور الدين محمود نفسه، الذي كان يُعِدُّه منذ صغره لتولي معالي الأمور، وكان يشرف على تعليمه وتربيته؛ فنشَّأه على الفروسية وحب الجهاد.


أسند إليه نور الدين محمود رئاسة الشرطة في دمشق، ثم أرسله مع عمه أسد الدين شيركوه إلى مصر، فاستطاع أن يصبح وزيرًا عليها بعد وفاة عمه.

وفي هذه الأثناء كانت راية نور الدين محمود ترفرف على دولة متسعة الأرجاء فيها خمس عواصم هي: دمشق، والرُّها، وحلب، والموصل، ثم القاهرة. وأخذ نور الدين يُلِحُّ على رجله في مصر صلاح الدين الأيوبي -الذي كان يتولَّى الوزارة فيها للفاطميين- لاتخاذ الخطوات الحاسمة لإعلان نهاية الخلافة الفاطمية، وإعادة مصر إلى الخلافة العباسية. وانتظر صلاح الدين حتى واتته الفرصة في أول يوم جمعة من سنة ٥٦٧هـ/ ١٠ من سبتمبر ١١٧١م فأحلَّ اسم الخليفة العباسي محل اسم الخليفة الفاطمي في الخطبة التي أُلقِيت في مسجد عمرو بن العاص. وكان الخليفة الفاطمي العاضد طريح الفراش، ثم مات بعد أسبوع واحد دون أن يدري أن دولة آبائه قد دالت، وأنه آخر الفاطميين.


فُجِع العالم الإسلامي بوفاة البطل المجاهد نور الدين محمود في دمشق، إِثْر إصابته بالحمى، وذلك في (11 من شوال 569هـ/ 15 من مايو 1174م)، وكانت صدمةً كبيرة للمسلمين، أثارت خوفهم على حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، التي نذر نور الدين حياته لها ولفكرة تحرير بيت المقدس، حتى إنه قد جنَّد العديد من أبرع المهندسين لبناء منبر يضعه في المسجد الأقصى بعد تحريره، ولكنَّ أجله كان أسرع إليه من تحقيق تلك الأمنية.



صلاح الدين وحطين


بعد وفاة نور الدين محمود، واختلاف أمراء البيت الزنكي، وصراعهم فيما بينهم، عمل صلاح الدين على تحقيق الوحدة بين مصر والشام؛ لكي يستطيع الانتصار على الصليبيين، وبعد عدة تطورات سياسية أعلن صلاح الدين الأيوبي نفسه ملكًا على مصر والشام بمباركة الخليفة العباسي سنة ٥٧٠هـ/ ١١٧٥م.

وقد اهتم صلاح الدين بالإصلاحات في مصر، فنشطت الحركة العلمية في عصره، وأخرج المخطوطات من الخزائن، وأقام سوقًا في القصر لبيع الكتب، وأنشأ المستشفيات، وبنى القلعة فوق جبل المقطم لتكون حصنًا لمصر.

وكان -على بطولته- رقيقَ النفس والقلب، رجل سياسة وحرب بعيد النظر، وترك مصر إلى سوريا وأقام بها تسعَ عشرةَ سنة بنى فيها المدارس والمستشفيات

وقضى صلاح الدين في مصر حوالي ست سنوات من (٥٧٢- ٥٧٧هـ/ ١١٧٦- ١١٨١م) لترتيب الأوضاع الداخلية في مصر والشام استعدادًا للمواجهة مع الصليبيين.

وفي تلك الأثناء قام الصليبيون بعدة غارات عبر شبه جزيرة سيناء، بل إن قواتهم وصلت حتى بحيرات منطقة السويس (البردويل حاليًا)، كما شنوا غارات أخرى على تيماء شبه الجزيرة العربية. وحاول رينالد دي شاتيون أمير الكرك (أرناط) أن يقتحم البحر الأحمر، ويغزو مكة والمدينة، وأن يتحكم في حركة التجارة الدولية المارة بهذا البحر، وهاجم بعض موانئ مصر والحجاز، ولكن الأسطول المصري سحق أسطوله تمامًا.


وبعد مطاولات كثيرة بينه وبين الصليبيين تمكَّن صلاح الدين بجيوشه من إنزال هزيمة ساحقة بقوات الصليبيين في معركة حطين يوم ٢٤ من ربيع الثاني 583هـ/ ٤ من يوليو ١١٨٧م، وفي هذه المعركة فقدت مملكة بيت المقدس قواتها العسكرية الرئيسية. ولم تكن حطين مجرد هزيمة عسكرية ثقيلة كالتي حدثت قبل ذلك للصليبيين، وقُتِل فيها بعض أمرائهم، ووقع بعضهم في الأسر، ولكن ما حدث في حطين كان أخطر من ذلك بكثير، فقد تمَّ تدمير أكبر جيش صليبي أمكن جمعه منذ قيام الكيان الصليبي، كما وقع ملك بيت المقدس جاي لوزينان في الأسر.




حطين ودخول بيت المقدس

وبعد حطين تمكنت جيوش صلاح الدين من استرداد عكا، ويافا، وبيروت، وجُبَيْل، ثم عسقلان، وغَزَّة. وفي أواخر جُمادى الآخرة سنة ٥٨٣هـ/ سبتمبر ١١٨٧م اتجه صلاح الدين صوب القدس.

وبعد حصار قصير دخل صلاح الدين وقواته المدينة المقدسة في ٢٧ من رجب ٥٨٣هـ/ ٢ من أكتوبر ١١٨٧م بصورة إنسانية تناقض وحشية الصليبيين حين غزوها قبل بضع وثمانين سنة، وأقيمت خطبة الجمعة في المدينة المحرَّرة بعد أن ظلت ممنوعة طويلاً.

لم يصدق الصليبيون أنفسهم وهم يرون سماحة القائد صلاح الدين والمسلمين معه؛ ذلك أنه أبى إلا أن يُكرِم أسرى الصليبيين في كل بلد استولى عليه، فحرَّم على جنوده الاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، وسمح لهم بالخروج آمنين سالمين إلى حيث شاءوا من المدن الصليبية الأخرى القريبة. فإذا فرض أموالاً على الأسرى مقابل إطلاق سراحهم، فإنه كان يحرص على إعفاء فقراء الصليبيين من ذلك المال؛ وبذلك استطاع صلاح الدين أن يلقِّن البرابرة الغربيين درسًا في الأخلاق كانوا في أشد الحاجة إليه.

وقد كان صلاح الدين في قمة التسامح مع الأسرى وغيرهم، وكان يعطي الأمان لمن يريده، ويسيِّر رجاله من الشرطة في الشوارع لمنع أي اعتداء على النصارى، وكان من رحمته بأعدائه أن أمر رجاله بالبحث عن ابن امرأة صليبية زعمت أن الجنود خطفوه فأحضروه لها.

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]




رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:10 PM   #29

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



خلافة بني امية


امية هو جدهم الاول...وهو سبب تسميتهم ببني امية ..وقامت الدولة حين سلم سيدنا الحسن رضي الله عنه الخلافة الى سيدنا معاوية عام الجماعة في سنة 661م

بقي سيدنا معاوية عشرون سنة تقريبا في الخلافة الى ان توفي بدمشق وتولى بعده ابنه يزيد ثم معاوية بن يزيد . ولكن معاوية الاخير هذا لم يشا ان يستمر بالحكم فتنحا عنه

من هنا استلم االخلافة مروان بن الحكم سنة683م فتحولت الخلافة من الفرع السفياني ( اي اولاد ابي سفيان ) الى الفرع المرواني(اولاد مروان )

في سنة 685م استلم الخلافة عبد الملك بن مروان وهو ابو الخلفاء لان اولاده استلمو الخلافة بعده . واستمر قرابة عشرين سنة وحد البلاد كلها في زمنه فصارت الشام والحجاز والعراق ومصر بلدا واحدا يحكمه خليفة واحدا

استلم بعده ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705م .. فقامت اقوى فترة للمسلمين عرفها التاريخ في زمنه :::

فتح ما تبقى من المغرب العربي
فتح الاندلس وما ادراك ما الاندلس
فتح بلاد الروم ( تركية وما وراءها الى حدود روسيا )
فتح ما بعد فارس الى حدود الصين ودخل حدود الهند

ازدهرت دولة الاسلام في زمنه وعلت . ولا ننس ان ذلك بفضل الله ثم بفضل تقوى وايمان الوليد وكان الوليد يجبر اولاد بني امية على حفظ القران وعلى الجهاد
وكان يحترم العلماء
بنى المسجد الاموي في دمشق الذي يعتبر اعجوبة في بناءه وخاصة المئذنة الشرقية ( مئذنة عيسى ) وقد اوصل الماء الى كل بيت في دمشق ؟؟؟ ولم يكن في ذلك الوقت مواسير ولا مضخات فكيف وصلت ؟؟؟
توفي رحمه الله بدمشق

واستلم بعده اخاه سليمان بن عبد الملك سنة715م
واستلم بعده عمر بن عبد العزيز (خامس الخلفاء الراشدين ) سنة717م
استمر بالحكم حوالي اربع سنين اعاد فيها صورة جده الفاروق عمر بن الخطاب
حيث حكم بلا جند وبلا قصر وبلا جواري ولا عبيد ولا حتى دابة

واستلم بعده يزيدبن عبد الملك سنة 720م

واستلم بعده هشام بن عبد الملك سنة724م واستمر عشرين سنة تقريباحيث قام ببعض الاصلاحات التي مدت بعمر الخلافة قليلا . وكان يامر اهله بالصلاة حتى ان بعض الايام لم يجد ابنه في الصلاة فعاقبه بحرمانه من الدابة اياما واجبره على اتيان المسجد ماشيا .. يا له من خليفة رحمه الله

استلم بعده الوليد بن يزيدسنة743م

استلم بعده يزيد بن الوليد بن عبد الملك سنة 744م
ثم انتهت الخلافة على يد الخلفاء العباسيين سنة 750م وكان وقتها الخليفة الاموي مروان بن محمد ... حيث قتله العباسيون واستلمو الخلافة من اقصى الارض الى اقصاها الا بلاد الاندلس لم يستطيعوا اخذها من( صقر قريش )عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

يتبع





رد مع اقتباس
قديم 26-07-2011, 02:11 PM   #30

rrokyman





• الانـتـسـاب » Mar 2011
• رقـم العـضـويـة » 84371
• المشـــاركـات » 423
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
rrokyman صـاعـد

rrokyman غير متواجد حالياً



افتراضي



بلاط الشهداء وتوقف المد الاسلامى لأوروبا





رمضان 114هـ ـ 21 أكتوبر 732م



إنها واحدة من أعظم الحوادث وأبعدها أثراً في تاريخ الإسلام والنصرانية، بل كانت كلمة الفصل الحاسمة في طريق الإسلام والنصرانية في العالم القديم، وهي معركة بلاط الشهداء، أو ما تعرف عند المؤرخين الأوروبيين بمعركة «بواتييه» أو «تور»، والتي أبقت النصرانية كدين وأمة في أوروبا حتى الآن .



فتح المسلمون الأندلس سنة 92هـ، وأخذوا في دفع فتوحاتهم حتى إلى ما وراء جبال البرنيه «البرانس» الآن، ففتحوا ولايات فرنسا الجنوبية، وبسطوا نفوذهم على سهل نهر الرون، ولكن الخلافات العصبية القبلية أدت لهزيمة المسلمين في موقعة تولوز سنة 102هـ، وقتل أمير الأندلس فيها «السمح بن مالك» ومعه زهرة جند الأندلس، فارتد المسلمون إلى حدود فرنسا استعداداً لجولة أخرى، ولكن الفوضى الكبيرة التي اجتاحت الأندلس بسبب الصراع القبلي والعنصري بين البربر والعرب من جهة، والعرب فيما بينهم «قيسية ويمانية» من جهة أخرى؛ أعاقت حركة الفتح زهاء عشرة أعوام، حتى تم تعيين القائد العظيم «عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي» والياً على الأندلس سنة 113هـ.



كان «عبد الرحمن الغافقي» جندياً عظيماً، وقائداً محنكاً، وسياسياً ماهراً، ومؤمناً ورعاً، شديد الحب للجهاد في سبيل الله، وتضطرم نفسه برغبة عارمة للانتقام لمصاب المسلمين في تولوز، لذلك أخذ في إعداد العدة لغزو بلاد فرنسا مرة أخرى، وقام بإصلاحات إدارية وتنظيمية بالأندلس أدت لتهدئة الأوضاع، واستقرار الداخل الأندلسي، وفي هذه الفترة المضطربة حاول أحد زعماء البربر الطموحين والطامعين في الحكم واسمه «منوسة» أن ينتهز الفرصة، ويستقل بحكم الولايات الشمالية، ومن أجل هذا الغرض الجامح دخل في حلف مع الكونت «أودو» حاكم إقليم «أكوتين» في جنوب فرنسا.



شعر عبد الرحمن الغافقي بخطورة الأمر فقرر المبادرة بالتحرك قبل استفحال الفتنة، وبالفعل أرسل جيشاً لتأديب «منوسة»، واستطاع هذا الجيش أن يقضي على جيش «منوسة» ويقتله، فشعر حليفه الفرنسي الكونت «أودو» بالخطر القادم نحوه، فتأهب للدفاع عن مملكته، وعندها توجه «عبد الرحمن الغافقي» بكل جيوشه المسلمة من عرب وبربر في أعظم جيش شهدته إسبانيا وفرنسا وذلك في محرم سنة 114هـ، واخترق شمال الأندلس كالإعصار العاتي انقض المسلمون على إقليم «أكوتين» كالسيل الجارف، وحاول «أودو» إيقافهم ولكنه هزم هزيمة فادحة، وتمزق جيشه تماماً، وفر هو ناحية الشمال، وواصل المسلمون فتحهم للجنوب الفرنسي، حتى وصلوا إلى مدينة «صانص» على بعد مئة ميل من العاصمة باريس، أي افتتح المسلمون نصف فرنسا الجنوبي كله من الشرق إلى الغرب في بضعة أشهر فقط.



كان ملك الفرنج أو فرنسا وقتها هو «تيودو ريك الرابع»، ولكن ملوك الفرنج كانوا في ذلك العصر أشباحاً قائمة فقط، وكان محافظ القصر الفرنجي واسمه «كارل مارتل» هو الملك الحقيقي المتأثر بكل سلطة، فاجتمع قادة الفرنج معه، وتشاوروا في كيفية التصدي لهذا الاكتساح الإسلامي لبلادهم، وكان «كارل مارتل» من أدهى رجال الفرنج، وأكثرهم حنكة، وكان على عداوة كبيرة مع الكونت «أودو» لذلك تركه فريسة سهلة للمسلمين ولم ينجده، فأشار «كارل مارتل» على قادة الفرنج أن ينتظروا حتى يقدم عليهم المسلمون، وقال لهم بالحرف الواحد: «الرأي عندي ألا تعترضوهم في خرجتهم هذه، فإنه كالسيل يحمل من يصادره، وهم في إقبال أمرهم، ولكن أمهلوهم حتى تمتلئ أيديهم بالغنائم، ويتخذوا المساكن، ويتنافسوا على الرياسة، ويستعين بعضهم ببعض، فحينئذ تتمكنون منهم بأيسر أمر».



حشد كارل مارتل جيشاً ضخماً من الفرنسيين والعشائر الجرمانية البربرية الوثنية، والعصابات المرتزقة من كل حدب وصوب، حتى أصبح هذا الجيش أضعاف جيش المسلمين على الرغم من ضخامة جيش المسلمين، وعسكر الفرنج عند سهل «تور» بين فرعي نهر «اللوار»، وواصل المسلمون زحفهم حتى اقتربوا من معسكر الفرنج، فأرسل «عبد الرحمن الغافقي» دورية استطلاعية لاستكشاف استعدادات العدو ولكن هذه الدورية أخطأت في تقدير ضخامة الجيش الفرنجي، فاقتحم عبد الرحمن ومن معه نهر اللوار لملاقاة الأعداء، ففوجئ بضخامة الجيوش الفرنجية، فارتد من ضفاف النهر ثانية إلى السهل الواقع بين تور وبواتييه، وكان وضع الجيش الإسلامي غير مطمئن بسبب رغبة قبائل البربر في الانسحاب بالغنائم المهولة التي غنموها خلال اجتياح الجنوب الفرنسي، والإرهاق الذي أصابهم من كثرة القتال.




بدأ القتال بين الجيشين في أواخر شعبان على شكل مطاردات جانبـية، ومبارزات فردية حتى يوم 2 رمضان 114هـ - 21 أكتوبر 732م، حيث اندلعت المعركة العامة الشاملة واستمرت دون تقدم فريق على الآخر، حتى بدأ التعب على الفرنج، ولاح النصر في جانب المسلمين، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ استطاع الفرنج أن يفتحوا ثغرة إلى معسكر الغنائم، فارتدت أعداد كبيرة من الفرسان من قلب المعركة إلى الخلف لحماية الغنائم، ودب الخلل في صفوف المسلمين، وعبثاً حاول القائد «عبد الرحمن الغافقي» تنظيم الصفوف، وحث الجنود على الثبات والبقاء، وأثناء ذلك يصاب «عبد الرحمن» بسهم قاتل يخر معه شهيداً في أرض المعركة، ويعم الاضطراب والفوضى في الجيش الإسلامي، وانتهز الفرنج الأمر وشددوا الهجوم على المسلمين، وكثر القتل بينهم، ولكنهم صمدوا حتى جن الليل، وافترق الجيشان دون فصل، وهنا اضطرم الجدل والنزاع بين قادة الجيش الإسلامي، ودب اليأس من النصر بينهم، فقرروا الانسحاب نحو أقصى الجنوب الفرنسي، فلما طلع الفجر لم يجد الفرنج المسلمين في معسكراتهم، فلم يتابعوهم خوفاً من الكمين أو الخداع، وعاد كارل مارت والفرنج إلى الشمال.



بعرف الحروب لم يهزم المسلمون في معركة «بلاط الشهداء»، بل ارتدوا دون أن يحققوا النصر، ولكن هذه المعركة أصبحت أسطورة عند المؤرخين النصارى، وأفاضوا عليها هالات من التقديس والبطولة الزائفة، ويجعلون من «كارل مارتل» منقذ النصرانية والأوروبيين من الإسلام والمسلمين، بل اتفق المؤرخون الأوروبيون القدامى والمعاصرون على أنها أهم حدث في تاريخ أوروبا والنصرانية كافة، ونحن نقول: إنه لولا طمع البعض في الغنائم وحرصهم على الدنيا لانتصر المسلمون، وأصبحت أوروبا الآن كلها إسلامية مثل دول الشمال الإفريقي .

يتبع





رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 PM.