ماذا لو اشرقت شمسك من مغربها

[®» SilVa «®]

ماذا لو اشرقت شمس حياتك من مغربها

ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" بلغوا عني ولو آية "
أخبرنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أنه من علامات الساعة الكبري طلوع الشمس من مغربها بمعنى أنه في ذلك اليوم تنتظر الناس طلوع الشمس مثل باقي الأيام فلن تطلع الشمس من جهة الشرق كما تعودنا وكما نعلم ولا في وقتها فهل يطول الانتظار ؟ فإذا طلعت الشمس تكون في المغرب ومن المغرب
يا إلهي
فماذا يحدث إذا رآها الناس ؟
قال صلى الله عليه وسلم:
لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا رآها الناس آمن من عليها ، فذاك حين : { لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل } الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4635
وفي رواية أخرى :
1161 - لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها . فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون . { فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا } . [ 6 / الأنعام / الآية 158 ] .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 157 1177 -
يا الله
فالمؤمن وقتها هو الذي آمن من قبل أما الذي لم يؤمن بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فلن ينفعه شيء ولن يعود الزمن ولا ينفعه إيمانه في هذا الحين
والسؤال
هل يدركنا هذا اليوم وهل ندركه نحن ؟
فنحن والحمد لله نؤمن بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
وندعوا الله قائلين " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على الإيمان "
ونعيش بين الخوف والرجاء
ولكن
ماذا لو أشرقت شمسنا من مغربها ؟
وأقصد بذلك ماذا لو فوجئت أنا بسكرات الموت إن السكرات لها موعد لا نعلمه بل يعلمه الله لا تعطينا إشارة قبلها ولا إنذار بأنها اليوم أو غداً أو بعد شهر أو في صحة أو أبعد مرض0000 حتى نستعد لها
وهذا فضل من الله ولحكمة منه ربي جل في علاه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" تقبل توبة العبد ما لم يبلغ الغرغرة "
خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 11/360
وحقيقة ربطت بين الحديث الشريف والأحاديث السابقة
فالغرغرة بالنسبة للعبد لا توبة بعدها مثل شروق الشمس من مغربها
فماذا ننتظر أخياتي للتوبة فالحمد لله أننا حتى هذه اللحظة مازالت أرواحنا بأجسادنا وما زالت بفضل الله تعالى أمامنا الفرصة للتوبة فلنتب إلى الله ونعجل إليه بالعمل الصالح وتجديد نوايانا وتجديد توبتنا بين الحين والآخر0
ويكون منهجنا كتاب ربنا وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم
وندعوا الله تعالى متوسلين " اللهم تب علينا لنتوب "
وسمعت الشيخ الشعراوي رحمه الله يقول أن العبد تقوم قيامته بمجرد موته ( لأنه لن يشعر بمرور الزمن )
فبمجرد الموت حبيبتي وتغلق علينا أبواب القبر ويحكم إغلاقها وينصرف الأهل الأحباب والأولاد والمال ويبقى العمل ، العمل وحده أخيتي
فما أسعده من اتبع هدى الله
"فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } " طه من الآية 123 ،124
وما أتعسه من أعرض عن ذكر الله فإذا أحس بالموت يقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً
قال تعالى :
{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99} لَعََلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ{101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ{103}}المؤمنون

أخيتي
يوم القيامة
لا أنساب بيننا ولن نسأل عنها كما هو الحال في الدنيا
ولكن
هناك موازين ثقيلة أو خفيفة
فلنجاهد معاً لنثقل موازيننا لنكون من المفلحين وندعوا الله قائلين
اللهم عاملنا بفضلك لا بعدلك
اللهم أدخلنا الجنة برحمتك لا بميزانك
فلنشارك معاً ونذكر بعضنا البعض بأعمال نثقل بها موازيننا

" وعجلت إليك ربِ لترضى "