قصة " معركة الحياة " يا رب تعجبكم

[! FiRe !]

يا جماعة القصة دى من تأليفى انا ، وبعد التشجيع الجميل من Amr Mando و WOLF 757 انا قررت اعرض الفصل الاول واشوف النتيجة ولو كده اعرض التانى ، ولو وحشة انا مش عارف هاودى وشى فين ، اتفضلوا وقولوا رأيكم :
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول: البداية :
لا ادرى من اين ابدأ و لكن سأقص عليكم ما حدث من الالف الى الياء :-
اولاَ انا واسرتى مصريين الاصل ، سافرنا الى انجلترا عندما كان عمرى ثلاث سنوات نحن وعائلة عمى خالد ، وقد كنا مستمتعين بالحياة والعمل هناك جدا ،َ ولكن جاء يوم تشاجر فيه ابى وعمى على السكن ، حيث كان عمى كسولاَ بعض الشئ ، لذا لم يكن يتقاضى اجراَ جيداَ يكفيه لايجار سكن طيب ، فجاء وقال لأبى انه عليه " بصفته اخاه الصغير " ان يترك له المسكن ، ويبحث لنا عن مسكن اخر ، فرفض ابى بشدة ، وقال له انه قد استأجر هذا المسكن من كدِه وعمله ، ولا يستحق احد البقاء به والسكن فيه سواه هو وعائلته ، عندها غضب عمى جداَ ، وذهب الى صاحب العمل ، واخبره ان ابى يستغل العمل معه حتى يتم صفقات مشبوهة ، ويبيع جزءاَ من المحصول الذى يزرعه له فى ارضه خلسة بدون علمه ، فأمر الرجل بمكافأة لعمى ، وطرد ابى من العمل ، ونشر عمى الخبر فى المدن والقرى المجاورة ، حتى لا يجد ابى عملاَ ليوفر به نفقاتنا ، وبالفعل نفد ما لدينا من مال ، وطردنا من مسكننا ، واستأجره عمى وأصبحنا بلا مأوى .
ولكن فى يوم ، جاء بعض الرجال الذين كانوا يعملون مع ابى ، واخبروه انهم لا يصدقون ما قيل عنه مما عرفوا من امانته ، فاحضر بعضهم مالا ليساعدوا ابى ، واحضر البعض طعاما ، ثم شكرهم ابى بشدة ورحلوا ، الا واحدا ،َ قال لأبى انه قد يوفر له عملاَ فى البرازيل عند احد اقاربه ، حيث كان يطلب عمالا ، هنا اعتدل ابى فى الجلوس وسأل الرجل عن طبيعة العمل ، حيث ان ابى لا يعرف سوى الزراعة ، فطمأنه الرجل بأنه عمل زراعى ، فوافق ابى بسرعة ، واخبره الرجل انه سيرسل لقريبه ليعلمه بأمر ابى ، واعطى ابى العنوان هناك ، وبالفعل حجز لنا ابى على اول سفينة متجهة الى البرازيل وكان عمرى حينها اثنتا عشر عاما.
كانت الرحلة ستستغرق شهرين فى البحر لذا كان علينا الانتظار حتى الصباح ليتم تعبئة السفينة بالمؤن والذخيرة ، ولكن قبال الغروب بقليل جاء رجل الى ابى يقول له ان موعد انطلاق السفينة قد تقدم لعاصفة ستهب غداَ قد تستمر لأسبوع لذا كان علينا احضار كل حاجياتنا الى السفينة فوراَ لأنها ستنطلق بعد ساعة واحدة ، وعندما ذهبنا للسفينة ونحن نصعد للسطح سمعت الربان يسأل احد البحارة عن المؤن فرد البحار ان المؤن كلها موجودة ولكن لم يحمَل من الذخيرة سوى القليل فرد الربان قائلاَ: هذا يكفى اغلقوا المخازن وافتحوا الاشرعة واستعدوا للانطلاق ، كان ذلك عام 1826 وكانت اسرتى تتكون من سبعة افراد وهم : احمد وهو الاخ الاكبر لى ، حسين وهو الذى يليه ثم انا ثم منى ثم علياء التى تبلغ من العمر سبع سنوات واخيرا ابى وامى ، على السفينة " لؤلؤة المحيط".
ولمدة ثلاثة ايام من الابحار الهادئ لم تصادفنا اية عواصف او امواج عاتية كما يحكى عن الاطلنطى ، ولكن فى اليوم الرابع صباحاَ باكراَ لمحنا من بعيد سفينة تحمل علم اسبانيا كانت على مرمى البصر بالمنظار، و بعد ثوان رأينا السفينة قد استدارت بزاوية تسعين درجة ، ومن ثم سمعنا صوت اطلاق مدافع السفينة ، واختفت السفينة عن انظارنا للحظات ، و من ثم ، ظهرت مجدداَ ، ولكن..... ليست هى .
عندما استدارت السفينة وعادت لم تكن تلك السفينة الاسبانية ، وانما هى سفينة سوداء ، ضخمة ، بها الكثير من المدافع المنتشرة على سطحها ، وعليها ما يقرب من المائة رجل ، مسلحين بسيوف قوية لامعة ، ولوهلة كان رجال السفينة السوداء والتى هى بالتأكيد سفينة قراصنة مشغولون برفع المؤن من السفينة الاسبانية ، ورأيناهم ينقلون بعض الرجال الذين هم بالتأكيد اسرى ومعهم بعض النساء والاطفال ، ولكن بعد لحظات رأينا بعض الرجال يصوبون نحونا المناظير ومن ثم رأينا ملامح الغضب على وجوههم ، وظهر انه يسب شيئاَ ما او يلعن احدهم ، وفى نفس اللحظة عاد كل الرجال الى السفينة السوداء ، وفتحوا الأشرعة كلها ، واتجهوا نحونا بسرعة عجيبة ، ولم نكن سوى ستاَ وثلاثين رجلاَ واربع وعشرون امرأة وستة عشر صبياَ وطفلتان بالطاقم ، ولايوجد سوى اربعين سيفاَ فى السفينة ، وما لدينا من ذخيرة المدافع والبارود لا يكفى لمناورة من بعيد ، هنا قال الربان بصوت خافت كئيب : ليتنا تزودنا... ولو قليلاَ..... .
وفهمت حينها انه يتحدث عن الذخيرة ، فتسلح كل رجل بسيف واعطوا باقى السيوف لأقوى الصبية اما باقى الصبية وضعوهم فى القبو مع النساء ،وبالطبع كان اخويّا وابى مع الرجال وكنت انا بالاسفل مع باقى الصبية والنساء فى قبو السفينة .
وامر الربان بفتح الاشرعة كلها لزيادة السرعة كى يعطى اطول فترة من الوقت للاستعداد قبل الالتحام ، وبعد نصف ساعة ادركنا القراصنة ،وضربوا اول قذائفهم نحونا ولكن الربان تفاداها ، ومن ثم ، امر الربان بانزال المرساة اليسرى للسفينة ، مما ادى لدوران السفينة بميل مخيف نحو اليسار ، جعلنى اظن اننا نبحر والسفينة مستلقية على جانبها ، وقبل اكتمال الدورة امر الربان باطلاق كل المدافع ، فأصاب سفينة القراصنة اربع قذائف من اصل عشرة ، احداهم اصابت الصارى فسقط على الصارى الفرعى الخلفى لنا ، وفى ثوان اطلق القراصنة الحبال وقفزوا الى سفينتنا و بدأ القتال ، وخلال ذلك الوقت ذهبت لاحضر بعض الطعام لامى واخوتى وباقى النساء والاطفال ، واختلست النظر الى المعركة الدائرة ، فوجدت رجالنا ينقضون على القراصنة كأنهم هم المهاجمون ، وبعد قليل ، بدأ صوت الصراخ والصليل يقل تدريجياَ ، وعندما نظرت ، وجدت ان المعركة قد انتهت بمقتل جميع رجالنا ، ورأيت ابى و أخويَا ملقين على الارض ، ابى تنزف بطنه واخويَا مقطوعى الرأس ، واصبت بفزع من المنظر ، حيث كانت الدماء تغطى المكان والاشلاء متناثرة فى ارجاء سطح السفينة ، فى تلك اللحظة تملكنى خوف شديد ، شديد جداَ ، و علمت لحظتها بأن القراصنة سيقتلوننى لا محالة لو اصدرت صوتاَ ، لذا اختبأت فى احد الاركان ، واخذت فى البكاء من فرط الخوف والحزن ، وبعد قليل ضرب القراصنة قذيفة فى مخزن البارود فانفجرت السفينة وطرت انا الى الماء.

ها رأيكم ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟