الجنسية ورقة....أم إنتماء؟؟؟؟

[MR_AkeRa]

السؤال واضح...
الجنسية ورقة..أم انتماء؟؟؟


في بدايات القرن الماضي كان هناك شاعراً تونسياً عُرف في مصر باسم بيرم التونسي
هذا الشاعر كان يعشق تراب مصر ولا يعرف وطناً سواها
وفي يوم كرمته الحكومة بالجنسية المصرية
وجاء الاصدقاء يهنئونه بهذا التكريم
لكنه لم يكن بالسعادة التي توقعونها
ليس لأنه لا يريد الجنسية المصرية
وإنما لأن التكريم لا معنى له بالنسبة إليه
فكيف يمنحوني جنسيتي ويقولون عنها تكريم؟؟؟؟



أرأيتم؟؟؟
بالنسبة إليه هو مصري بالأساس
إنتماؤه لها حتى وإن كان جواز سفره تونسياً
لهذا لا تهمه تلك الورقة ولا الأحبار عليها
لأنه بالفعل مصري



عودة الى القرن الجديد
وقضية لم أتخيل وجودها من قبل في العالم أجمع...ناهيك عن دولة عربية شقيقة
ليست لي صلاحية انتقاد السياسات العليا لأي دولة ذات سيادة
لكنني لا أستطيع أن أمنع مشاعر الحسرة


الحسرة لفئة تنتمي قلباً وقالباً لهذه الدولة
بل وضحى رجال تلك الفئة بارواحهم ولا يزالون من أجل ترابها
ورغم ذلك تضن عليهم بأبسط حق من حقوقهم
الجنسية


هل أبدو متناقض بين الموقفين الاول والثاني؟؟
بالعكس
بيرم التونسي كانت لديه جنسية تونسية بالفعل وأظنه كان فخوراً بها
لكنه عشق مصر وانتمى لها بكيانه كله، ولم يكن بحاجة الى ورقة تثبت حقه فيها


أما تلك الفئة المهضوم حقها
فلا جنسية لها من الاساس، وبالتالي لا حقوق لها
في زمن يعتمد على الاوراق في كل معاملة، تقف تلك الفئة
بدون شهادة ميلاد ولا هوية ولا جواز سفر ولا وثيقة زواج ولا حتى شهادة وفاة
فئة غير معترف بها بالمرة
ورغم ذلك لدى بعضهم إنتماء قوي لدولتهم التي لفظتهم، ولا يزالون يناضلون من أجل الإعتراف بحقهم

دولة هذه التي تتنصل من أبناء قدموا حياتهم فداء لها؟؟
أي دولة تفرق بين أبناء الأسرة الواحدة فتمنح أحدهم الجنسية والآخرين لا؟
أي دولة لا تلحظ اهتمام هؤلاء بشؤونها ربما أكثر ممن يحملون الجنسية؟
بل اي دولة لا يشعر مواطنوها بإخوان لهم، ويظلون يتغنون "لاشفت الظلم في كل ديرة اسجد لربي اللي خلقني...."


ومن ثم أعود إلى سؤالي....
الجنسية ورقة أم انتماء؟؟؟

المعنى المقصود هو أن هناك من يملكون ورقة الجنسية، لكنهم لا ينتمون للدولة
وهناك من ينتمون للدولة ولكن لا يحملون ورقة الجنسية
فمن أحق بالورقة في نظركم الكريم إذا كانت هي معيار الإنتماء؟؟




رحم الله القائد الراحل الذي كان سيمنحهم حقوقهم لكن الأجل كان أسرع
وكلي أمل في أن أرى ابتسامتهم بعد أن يتحقق الحلم


بالمناسبة: حديثي ليس عن فلسطين



منقوووول