بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-12-2010, 08:47 PM | #1 | ||||||||||
|
مقدمة لابد منها اصدقائى الاعزاء كثرت الابحاث والكتب التى صدرت عن الشخصية المصرية , وكذلك كثرت الابحاث التى تعزز التقارب فى السمات فى المناطق الجغرافية , فسكان البحر المتوسط يتشابهون فى كثير من السمات , وسكان الشمال البارد يتماثلون فى بعض السمات , وسأحاول ان اسرد فى هذا الموضوع بعض السمات بغض النظر عن ايجابيتها وسلبياتها مثلما ذكرت فى موضوع سابق لى ولكن اولا دعونا نتعرف على مفهوم الشخصية فى علم النفس ما هى الشخصية ؟ الشخصية هى الصورة المنظمة المتكاملة لسلوك الفرد التى تميزه عن غيره , اى انها عاداته وافكاره واهتماماته واسلوبه فى الحياة وعندما نحاول وصف اى شخصية فأننا نفسرها على اساس السمات التى تتجلى على صاحبها .. مثل البشاشة , التجهم , السخاء , البخل , الصدق , حب السيطرة , الرياء , الاتزان العاطفى , الانطوائية ... الخ وليست الشخصية مجرد مجموعة من هذه السمات , بل انها فى الحقيقة حصيلة تفاعل هذه السمات بعضها مع بعض , واهم ما يميز الشخصية الناضجة وجود تناسق فى السمات مع تحمل المسئولية وتقبل التضحيات المختلفة دون مقابل . والنضوج الفكرى لا علاقة له بالنضوج البدنى او عامل السن , فقد تجد احيانا فتاة عمرها ثمانية عشر عاما وتتمتع بنضج فى شخصيتها , كما نلاحظ رجلا فى الخمسين يعانى عدم النضج ..! ابعاد الشخصية اتفق علماء الطب النفسى على وجود ثلاثة ابعاد للشخصية الا وهى : 1. الصورة الذاتية وهى ما يعتقده الفرد عن نفسه , خاصة عندما يخلو لذاته وينقلب فى دخائله . 2. الصورة الاجتماعية هى ادراك المجتمع والناس لهذه الشخصية , وكيف ينظرون لصاحبها وقيمون صفاته , ويحتمل ان تكون مختلفة تماما عن الصورة الذاتية , وهى تشمل ما لا يقل عن 70 او 80 % من حياتنا . 3. الصورة المثالية هى ما يصبو اليه الفرد لتحقيقه من تطلعات وامال الشخصية المصرية تتميز الشخصية المصرية بالانبساطية وحب الاختلاط والدفء العاطفى مع الاحساس بالمسئولية الاسرية , ومع ذلك توجد صفات تحتاج الى ايضاح وتفسير وتعديل , فالكثيرون من المصريين يتميزون بما يسمى بالشخصية السلبية العدوانية الاعتمادية , وينعكس ذلك على سبيل المثال فى النكتة السياسية وهى سمة سلبية وعدوانية فى نفس الوقت , كما يتميزون بعدم التواصل والمثابرة والتغير المستمر والعجز عن الابتكار والتصور الخاطئ للدين واهمال الواقع المادى والانغماس فى القرارات الانفعالية والعاطفية واخيرا فوضى اللغة ..! وهيا بنا نرى هذه السمات بالشرح ووصف تجلياتها فى الشخصية المصرية الشخصية الاعتمادية , السلبية , العدوانية و الاستهوائية يتميز قطاع كبير من المصريين بسمات الشخصية الاعتمادية والسلبية والعدوانية والاستهوائية تتميز الشخصية الاعتمادية بأعتماد شامل على الاخرين او السماح لهم بتولى مسئولية جوانب مهمة فى حياة الشخص , مع احساس بعدم الراحة فى الوحدة والاحساس بالكارثة والضياع عند انتهاء علاقة حميمة ومثال لهذا الزوج السلبى الذى يتكل على زوجته ويعتمد عليها فى كل القرارات المهمة كما تتميز هذه الشخصية بالتعامل مع المحن من خلال القاء المسئولية على الاخرين , كذلك نلاحظ فى سلوك المصريين تناقض القول مع الفعل , بأن يقوم الشخص بنقد سلوك شخص اخر مع كثير من السخرية على الرغم من انه يقوم بالسلوك نفسه !! اما الشخصية العدوانية خير مثال لها النكت السياسية والاقتصادية التى تعبر عن عدوانية شديدة للسلطة ولكن بطريقة سلبية , قالشخصية المصرية تقوم نادرا الا فى اوقات المحن بأحتجاجات ايجابية او مظاهرات سلمية تطالب بتغيير اوضاع معينة كما يحدث فى البلاد الاخرى , بل انها تفضل الاستسلام للامر الواقع وكأنه قدر الله وتطلب الستر !! وتتميز الشخصية الاستهوائية بتفخيم الذات واداء مسرحى وتعبير مبالغ فيه عن المشاعر وقابلية للايحاء والتاثر السهل بالاخرين ومشاعر سطحية وهشة وانغماس فى الذات وعدم وضع الاخرين موضع الاعتبار واشتياق دائم للتقدير وتنتشر هذه الشخصية بين الشعب , والشخصية الاستهوائية ليست مرضا ولكنها تقلب فى العاطفة وتغير سريع فى الوجدان لاتفه الاسباب مع سطحية الانفعال كذلك نجد الشخصية المصرية سريعة التأثر بالاحداث اليومية والاخبار المثيرة وبما قيل وما يقال ..! ومن صفات هذه الشخصية الاستهوائية انها معجبة بذاتها مع رغبة فى الظهور واستجلاب الاهتمام وحب الاستعراض والمبالغة فى الكلام والملبس , مع العمل على لفت الانظار اليها عن طريق القيام بالمواقف المسرحية مع تأويل الكثير من الظواهر العادية بطريقة جنسية .. اى تجنيس ما هو غير جنسى ..! وهذه الشخصية تناسبها المهن التى تتطلب الظهور المستمر والمهن التى لها علاقة مباشرة بالجماهير , مثل مهن التمثيل والمسرح والصحافة والتليفزيون والعلاقات العامة ... وما اكثر هذه المهن فى بلدنا ! [IMG]http://www.williamsburgisdead***com/photos/uncategorized/2008/09/03/0710126clown.jpg[/IMG] التمركز حول الذات و عدم المثابرة الصحة النفسية هى القدرة على التمركز حول الاخرين والاهتمام بهم وبالمشكلات العامة وعلى عكس ذلك , يكمن الاضطراب النفسى فى التمركز حول الذات والتقوقع حول النفس والاسرة بغض النظر عن المبادئ والقيم والعادات , وهناك علاقة واضحة بين الازدحام والصحة النفسية فلكى يتمتع الانسان بالقدرة على الابداع والابتكار يجب ان يعيش فى مساحة جغرافية مقبولة , وهذا لا نجده مثلا فى سكان القاهرة حيث انها تعتبر من اكثر مدن العالم ازدحاما , وهذا يعنى ان الانسان فى القاهرة لا يستطيع الاهتمام الا بشئونه الخاصة ولا يأمل فى اكثر من الامان لاسرته بغض النظر عن الوطن او الهدف العام ومن ثم يفقد الانتماء الوطنى , فالجملة المشهورة ( هو انا هاصلح البلد لوحدى ؟ ) اصبحت الشعار السائد ومن اهم معالم هذا التقوقع فى الشخصية المصرية نشوء الطفل المصرى فى متاهة ان العمل الجاد والاخلاص والصدق والامانة ليست هى الاسس فى بناء الحياة , وانما الالتفاف والرياء والمعيار المزدوج فى تقييم الاخلاقيات . ان الشخصية المصرية فى حالة دائمة من غسيل المخ بواسطة بعض وسائل الاعلام بحيث تكتسب سمات تجعلها تتقوقع وتبتعد عن المساهمة الفعالة فى تنمية البلاد . ان تواكب السمات الاتكالية مع التمركز حول الذات يؤدى دائما الى العمل بناء على استراتيجية قصيرة المدى وهذا يتضح جليا فى العديد من المشاريع الحكومية , فما ان يبدأ وزير فى مشروع ما ويخطو فيه خطوات واسعة نحو تحقيقه حتى يأتى من يخلفه ويقوم بالغاء كل ما قام به سلفه ويبدأ من جديد ..! هذا ما يجب تغييره فى سمات الشخصية المصرية , احترام العمل الناجح واتخاذ القدوة ممن سبقونا والتحلى بالمثابرة ومواصلة الجهد , حتى يواكب شعبنا التغيرات العالمية . التصور الخاطئ للدين يقول جيمس برستد فى كتابه الشهير ( فجر الضمير ) : ان المصريين هم الذين اوجدوا الضمير الانسانى لأنهم اول من عرفوا الله وامنوا بالعالم الاخر ولم يتمكن احد قبلهم من ادراك هذا الواقع . ويبدوا ان الايمان بالله واليوم الاخر يتوارث من خلال جينات الوراثة فى المصريين , فقد امن المصريون بالله قبل الاديان السماوية , ثم امنوا باليهودية ثم المسيحية ثم الاسلام . اذن لا مفر من الاعتراف بأن الشعب المصرى من اكثر شعوب العالم ايمانا بالله وهذا ما اكدته اخر الاحصائيات الصادرة من معهد جالوب الشهير , ولكن مع الاسف فأن غالبية المصريين لهم تصور خاطئ عن الدين , فالدين معاملة ونية واحساس داخلى عميق بالايمان وليس مجرد القيام بالطقوس بغض النظر عن محتواها والمقصود منها , فنحن نعلم اطفالنا الخوف والعذاب وجهنم وننسى الحب والطمأنينة والسلام والجنة , عندما يكذب الطفل نقول له مصيرك النار وعندما يقول الصدق لا نحاول تعزيزه بالثواب !! فينشأ الطفل على الخوف من عذاب النار بدلا من حب الجنة , ان المعايير المزدوجة المتمثلة فى اهتمام الناس بأداء العمرة عشرات المرات والحج كل سنة تتناقض مع السلوك اليومى ( راجع سلوكيات الفنانين والراقصات الذين يحجون ويعتمرون كل عام ) الذى يتواكب مع الكذب والرياء والمعاملة السيئة والجشع والطمع ونجد هذه الظاهرة منعكسة فى كثير من سمات الشخصية المصرية , كذلك نرصد توازيا مقلقا بين الخرافات والدين فالكثيرون يعتقدون فى اعمال الجن والاحجبة والزار والذكر وهى كلها امور بعيدة عن مفهوم الدين الصحيح ان الشفاعة من خلال الاضرحة والمقابر لا علاقة لها بالدين , فالخرافات تنشأ مع التخلف الفكرى فى فهم الدين وللاسف اجهزة الاعلام والدعاة لا يهتمون بأزالة هذا المفهوم الا من رحم ربى . واخيرا هناك محاولة من البعض لابقاء الافكار السلفية التى بنيت على اجتهاد وليست فروضا , فنرى فتاوى من نوعية ( ارضاع الكبير ) و ( التدخين فى نهار رمضان حلال ) ان الحفاظ على حيوية الدين مرتبطة بمواكبته لتغيرات العصر , والاجتهاد الدينى فى تفسير المتغيرات هو التحدى الحقيقى لأى دين , ولا اقصد هنا تغيير الفروض المذكورة فى الكتب والشرائع الدينية , ولكن كيفية تفسيرها بشكل يدعم نمو الانسان وسعيه للخير والمحبة اللذين هما اساس كل الاديان ان عصر التنوير والنهضة فى الاسلام هو العصر الذى قام به علماء الدين بأجتهادات ذاتية ادت الى ازدهار الاسلام اهمال الواقع المادى والانغماس فى القرارات الانفعالية عادة ما تتميز الشخصية الاعتمادية السلبية القابلة للايحاء بالقرارات الحماسية والانفعالية لأنها فى الغالب تكون رد فعل غير محسوب ان ذلك له علاقة وثيقة بأننا كثيرا ما نغفل الواقع المادى والمنطق فى كثير من قرارتنا الاستراتيجية طويلة المدى , ولا نتخذ قرارات مصيرية مدروسة بل دائما قرارتنا رد فعل لما يحدث , فعندما يرتفع منسوب المياه نبدأ فى التفكير فى عمل بالوعات وعندما تندلع الحرائق نبدأ فى انشاء شبكات الاطفاء ( راجع حريقى مسرح بنى سويف ومجلس الشورى ) وعندما يأخذ دكتور زويل جائزة نوبل ننشئ جامعة للتكنولوجيا !! ان ذلك الاسلوب فى التعامل مع الواقع هو اسلوب متخلف يستجيب للحاجة الملحة لكنه لا يؤتى بنتائج طويلة المدى تتميز بالاستقرار والنضوج والثبات . وينطبق هذا الامر على العديد من المشروعات , حيث ان صانعى القرار من الشخصيات التى تتحمس وتنفعل وتثير كبرياء الوطن , دون ان تمر هذه المشروعات بالعمليات التحليلة المنطقية اللازمة ( راجع مشروع توشكى العظيم ) لتنتهى هذه المشروعات بالخسارة والفشل وخيبة الامل , وكم من المليارات اهدرت بسبب سمات هذه الشخصية . ان اهمال الواقع المادى المنطقى والانغماس فى القرارات الانفعالية الحماسية لهو دليل على عدم النضوج العاطفى والشخصية الاتكالية . الشخصية المصرية وفوضى اللغة من يتذكر اللغة العربية وما كانت تتمتع به من مكانة رفيعة فى مصر فى النصف الاول من القرن العشرين , سيشعر بالاسى الان من حالها , فى ذلك العصر الذهبى للغة كان المرء يفخر بأنه يكتب لغة عربية صحيحة وكان الخطأ فى النحو والاعراب كتابة او القاء من مدعاة الخجل ! كان مجمع اللغة العربية يضم ائمة الادب والعلم والفكر فى مصر , كان يرأسه احمد لطفى السيد حتى وفاته , ثم طه حسين حتى وفاته ايضا , وكان الحصول على عضوية هذا المجمع شرف لا يدانيه شرف , وتتويجا لحياة الاديب و العالم و المفكر ولا يطمع بعده فى اى مجد فاللغة تعد احد الاسس التى تبلور شخصية الوطن , ان فوضى اللغة التى نعيشها فى مصر الان جعلت الشخصية المصرية تتأثر تأثيرا سلبيا فى التعبير عن الفكر , فاللغة لها تأثيرها على سمات الشخصية , ويتضح ذلك فى مشاهد اللغة فى الفيلم الامريكى والتى تختلف تماما عن اللغة فى الفيلم البريطانى فكثير من الشخصيات المصرية تستعمل لغة يتضح منها الاستهتار والتسيب الاجتماعى والانفلات النفسى وعدم تحمل المسئولية والسخرية من القدوة والرمز والقيم ان ثبات وصدق اللغة هما بعض من الاسس المهمة للثقافة الحية والتقدم العلمى , فلا يمكن ان يكون للمنزل لغة وللشارع لغة اخرى وللاغانى لغة ثالثة ثم للجرائد لغة رابعة وللقرأن لغة خامسة , هذه الفوضى تسبب تشتتا فى الفكر وضحالة فى الثقافة وانهيارا فى التذوق الادبى والجمالى . اذا لاحظنا ماحدث فى مصر فى العشرين سنة الاخيرة من الفوضى فى لغتنا العريبة , لوجدنا ان الطبقات الميسرة تزج بابنائها فى المدارس الامريكية والفرنسية والبريطانية والالمانية , فيتكلمون هذه اللغات افضل من العربية ! ويصبح الطفل فى تشتت فكرى يجعله ينجح فى الامتحانات لكنه غير قادر على الابتكار , حتى فى المدارس المصرية , نجد ان مستوى تدريس اللغة العربية تدنى بشكل ملحوظ , حتى ان خريج الثانوية العامة غير قادر على استخدام لغة عربية صحيحة !! لقد انقلب الامر رأسا على عقب يا اصدقائى .. لم يعد التزام الكلام والكتابة بلغة عربية صحيحة مجال للفخر , ولكن العكس هو الصحيح .. لقد اصبحت المذيعة التليفزيونية مثلا تبدو وانها تفخر بأنها لا تستطيع ان تنطق الكلمات بما يجب وذلك اما بسبب انوثتها الطاغية او انغماسها فى الثقافة الاجنبية حتى اذنيها ( راجع مذيعات قناة ميلودى تريكس الغراء ) والمتحاورون فى برنامج تليفزيونى او اذاعى اصبحوا يسمحون للكلمات الاجنبية بالدخول فى كلامهم من حين لاخر ! ويتظاهرون بأن ذلك يحدث لا شعوريا او بالرغم منهم , اذ انهم للاسف لا يجدون المقابل العربى لهذه الكلمات الاجنبية الصعبة ! وهم فى الحقيقة يريدون التفاخر بمعرفتهم ببعض الكلمات الاجنبية والكاتب فى الجريدة او المجلة شأنه شأن الاستاذ الجامعى اليوم , ينتهز اى فرصة ليضع المقابل الاجنبى للمصطلح العربى بمناسبة وبغير مناسبة , حتى ولو كان المقابل العربى كافيا تماما واذا نظرنا للافلام والاغانى التى يعشقها الكثيرون , فسوف نجد بها اسفافا شديدا فى اللغة , ونحن نعلم ان الشباب والشابات عادة ما يتوحدون مع ابطال الاعلام من سينما وتليفزيون او نجوم الادب والفن , فما المثال الذى يجدونه للتوحد معه ؟ ( راجع اغانى من نوعية خليها تاكلك والحمار والحنطور ) ولا نجد فى الجامعات استثناء من ذلك , وسأعطى مثلا بدراسة الطب والتى تتم حتى الان باللغة الانجليزية ينص ميثاق ممارسة مهنة الطب على ضرورة ان يفهم المريض اللغة التى يتكلم بها الطبيب , فالطبيب والمريض الالمانى يتكلمان الالمانية والطبيب والمريض الاسبانى يتكلمان الاسبانية , ولكننا فى مصر والبلدان العربية نجد ان المريض يتكلم لغة والطبيب يتكلم لغة اخرى لا يفهمها المريض , وهو الامر الذى يمكن عده امرا لا اخلاقيا , حيث انه يتجاوز حق المريض فى الفهم الدقيق لحالته وما يقرر بشأن صحته ! اضف الى ذلك ان اللغة الانجليزية التى يستخدمها الطبيب عادة ما تكون لغة ركيكة علميا ومن ثم فأنه يصبح فاقدا لكل من اللغة العربية والانجليزية والسبب فى ذلك انه مع بدايات تدريس علم الطب فى مصر فى القرن التاسع عشر اصر الفرنسيون على ان يكون التعليم الطبى باللغة العربية واستمر الحال كذلك حتى جاء الاستعمار البريطانى واستغنى عن الاساتذة المصريين واستبدل بهم الاساتذة الانجليز , واستمر التدريس باللغة الانجليزية من وقتها وحتى اليوم . ان نهضة الامة المصرية تعتمد الى حد كبير على الاهتمام بقدرتنا على التواصل بلغة موحدة ومحاربة فوضى اللغة وتمكين فئات الشعب من التذوق الثقافى والجمالى وتجنب انغماسهم فى طرب وتسلية لا طائل من ورائها سوى نسيان معاناتهم اليومية بدلا من العمل على مواجهتها . الشخصية المستهينة بالمجتمع احيانا تسمى بالشخصية المعادية للمجتمع او السيكوباتية او المعتلة اجتماعيا وهو اضطراب فى الشخصية يجذب الانتباه عادة نتيجة للهوة الكبيرة التى يخلقها سلوك صاحب هذه الشخصية ويتميز بالاتى : 1. عدم اهتمام واستهتار بمشاعر الاخرين ( راجع سلوكيات سائقى الميكروباص والكارو فى مصرنا المحروسة ) 2. موقف واضح ومستديم من عدم المسئولية وتجاهل التقاليد الدينية والاعراف الاجتماعية . 3. عدم القدرة على الاحتفاظ بعلاقات ثابتة وطيدة . 4. عدم القدرة على تحمل الاحباط والسهولة الشديدة فى تفريغ العدوان . 5. فقد القدرة على معاناة الشعور بالذنب .. اى يقترف اى جريمة ولا يوجد لديه اى احساس بالندم والذنب . 6. القدرة المستمرة على تقديم تسويغات مقبولة ظاهريا للسلوك الذى يضع الشخص فى صراع مع المجتمع . ( راجع انتشار ظاهرة التحرش الجنسى وقضية سفاح المعادى ) وتنتشر هذه الشخصية بين نزلا ءالسجون والعاطلين والمجرمين , نظرا لأنها تتميز بالاندفاع الى العدوان وعجز صاحبها عن مقاومة اى اغراء مادى كالرشوة مثلا , او اقامة علاقة جنسية محرمة او اى انحراف عن تقاليد المجتمع . وقد تنجح هذه الشخصية احيانا فى القيام بأدوار قيادية نظرا لانانيتها المفرطة وطموحها المحطم للقيم , ونجد فى تاريخ هذه الشخصية بعض السمات التى تشير الى هذا السلوك مثل الكذب والسرقة والاغتصاب والشذوذ الجنسى والادمان والهروب من المدرسة او الجامعة , وخطورة صاحب هذه الشخصية انه يبدو عليه الصدق والامانة والحرارة والحماسة حين يتكلم فيخدع اى شخص امامه . ( راجع انتشار جرائم النصب فى المجتمع ) ويقسم البعض هذه الشخصيات الى : 1. السيكوباتى العاجز هو دائما فى عمل متغير ولا يثبت فى عمل اكثر من شهور , يتخلل ذلك مشاجرات ونزاع مع صاحب العمل , كما ينعكس ذلك على حياته الشخصية .. فهو يعانى من عدم تحمل مسئولية الزواج والاطفال وينتشر اصحاب هذه الشخصية بين المدمنين ومقترفى الجرائم البسيطة , وهو ما يفسر لنا انتشار حالات الطلاق ودعاوى الخلع فى المجتمع المصرى بسبب هذه النوعية من البشر . 2. السيكوباتى العدوانى الغير متزن عاطفيا هذا اكثر ضررا على المجتمع , فيندفع نحو الجريمة والقتل والاعتداء على الغير . 3. السيكوباتى الخلاق هذا اكثرهم خطورة على المجتمع عادة ما يصل الى مناصب قيادية , وهو قادر على خداع شعب بأكمله , حيث يظهر بصورة الملاك الطاهر الطيب الذى يحنو على الاطفال ويقيم الصلاة ويعمل الخير , كل هذا مع حب السلطة والقيادة , ولا مانع من التضحية بكل صداقة ومبادئ واحيانا ما يصل هؤلاء الى الحكم او مناصب قيادية وبالطبع تكون النتيجة خرابا !! هذه نبذة عن الشخصية المستهينة بالمجتمع والتى احيانا ما تتناوب من المجرم فى السجن الى حاكم الشعوب وفى كل الحالات فأن هدفه الثالوث الخالد ( القوة , السلطة والمال ) ماذا يعنى الثالوث ؟ ان هدف السيكوباتى الخلاق هو تحقيق الثلاثة معا لقد ثبت تاريخيا ان معظم ان لم تكن كل الحروب الدموية التى قامت فى العالم , قام بها زعماء يعانون الاضطرابات الشخصية , والامثلة على امتداد التاريخ كثيرة , ابتداء من الاسكندر وقيصر حتى ميلوسوفيتش وصدام حسين وغالبا ما تصل هذه الفئة من الحكام الى السلطة فجأة او بالصدفة او عن طريق انقلاب عابر ان من هؤلاء من يتمتع بكاريزما تجعل الالاف يلتفون حوله كالمسعورين مع انه ليس اكثر من مجرد افاق !! من الممكن خداع شعب , وعمل غسيل مخ له عن طريق اغراقه بمعلومات تثير فيه النعرات الكاذبة ومثال على ذلك شعب غاية فى التحضر وهو الشعب الالمانى الذى ساقه هتلر الى المذبحة كالقطيع بفضل بوقه الاعلامى ( جوبلز ) والمهم انه طالما ان اجهزة الاعلام فى يد الحاكم وانه يسخرها من اجل تأكيد صورته , فسيظل عنصر السيطرة للطاغية قائما والشخص من هذا النوع اسمه العلمى Ruthless وهو الانسان الذى يفعل اى شئ وكل شئ من اجل نفسه فقط انه يريد اللذة .. لذة القوة , لذة السيطرة , لذة المال او لذة الجنس ويختلف الزعماء من واحد الى اخر فى الحصول على هذه اللذات كلها عبدالناصر مثلا لم تحركه لذة المال او الجنس , بل كانت تسيطر عليه لذة السلطة , حيث يحرك العالم العربى بأطراف اصابعه اما صدام حسين فتحركه لذة القوة لأنه كان يريد ان يصبح العراق سيد العرب وصدام هو حاكم العرب وزعيمهم الوحيد !! ماذا يعنى كل هذا ؟ يعنى هذا كله ان ثمة جريمة ترتكب فى حق ابرياء لا ذنب لهم , اذ ماذا يمكن ان يدفع الالاف الشباب من اجل الموت تحقيقا لمجد حاكم مضطرب نفسيا ( راجع حرب اليمن , الحرب العراقية الايرانية , غزو الكويت ) هذا هو الحاكم الدموى , الطاغية المستبد الذى لا يحمل اى مشاعر الا البقاء قويا وعلى قمة السلطة , وهو يفعل هذا لانه شخصية مستهينة ليس بالمجتمع فقط , بل مستهينة بالمشاعر والاعراف والتقاليد وهذه الحالة تسمى فى علم النفس بحالة ( التبلد الوجدانى السيكوباتى ) . ازدواجية المجتمع كل ما سبق يا اصدقائى ادى الى ازدواجية اجتماعية شديدة ادى الى عاصمة مزدحمة بسكانها تسير فى شوارعها سيارات المرسيدس الفاخرة بجوار عربات الكارو ! الى فتاة ترتدى احدث موديلات الازياء الغربية وهى تحاول عبور بركة من المجارى الطافحة ! الى احدث اساليب تكنولوجيا الاعلام وهى تستخدم لبث اسخف البرامج التليفزيونية ! نحن نعانى من انفصام اليم فى الشخصية , وقد تجسد هذا الانفصام فى رائعة وحيد حامد وعادل امام وشريف عرفة ... فيلم ( المنسى ) الفيلم يعالج هذه الازدواجية الرهيبة التى تعصف بحياتنا الاجتماعية والثقافية , هذان المجتمعان اللذان تنقسم اليهما الامة ويشكل كل منهما عالما بأسره , ولا يكاد يكون بينهما اى شبه .. لا يفصل بينهما فى الفيلم اكثر من خط سكة حديد , عادل امام وعالمه المتقوقع به فى كشك السكة الحديد حيث يعمل عامل تحويلة فى دورية ليلية , ويسرا وعالمها المتمدن او الحديث فى فيلا فاخرة فى الجانب الاخر من خط السكة الحديد , حيث دعا رجل الاعمال الذى يلعب بملايين الدولارات ( كرم مطاوع ) اثرياء المصريين والاجانب الى حفلة عيد ميلاده , ويحاول ان يجمع بين مديرة مكتبه ( يسرا ) والثرى الكبير فى علاقة غير مشروعة طمعا فى صفقة تقدر بمئات الملايين من الدولارات وتؤدى الصدفة الى اتصال العالمين اتصالا مؤقتا , عالم يسرا ( الحديث ) وعالم عادل امام ( المتخلف ) , ويؤدى بنا هذا الاتصال العابر الى ان نكتشف اشياء صارخة عن هذا العالم وذاك , وعن طبيعة العلاقة بينهما وينتهى الفيلم وقد عاد كل من عادل امام ويسرا الى عالمه , وهى عودة حتمية , اذ ليس هناك اى ود حقيقى بين العالمين , ولا يمكن ان يقوم اى ود حقيقى بينهما ... بل الارجح كما يوحى الفيلم فى النهاية .. ان الصدام بينهما حتمى , وان المسألة فقط مسالة وقت ! وفى النهاية اتمنى ان يكون الموضوع مفيدا للجميع وان اكون قد قدمت رؤية شاملة لواقع ملموس فى شخصياتنا كمصريين لعل وعسى ان نقوم باصلاح هذه العيوب وان نقدم ما فيه الخير والصلاح لوطننا الغالى مصر ودمتم حقوق الطبع محفوظةلمنتدي الديفدي و العضو buffa show المصادر كتاب ( افاق الابداع الفنى ) للدكتور احمد عكاشة كتاب ( ماذا حدث للمصريين ) للدكتور جلال امين |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
๑۩۞۩๑ ๑۩۞۩๑ ๑۩۞۩๑ طريقة تسجيل رفع و فيديو على اليوتوب+ بالصو ๑۩۞۩๑ ๑۩۞۩๑ ๑۩۞ | x_man_800 | قسم المواضيع المكررة و المخالفة | 13 | 23-01-2011 09:25 PM |
๑۩۞۩๑ ترتيب الفرق و قائمة الهدافين بالدوري الانجليزى والدورى الاسبانى 2010/2011 ๑۩۞۩๑ | Deceiver | قـسـم الـريـاضـة الـعـامـة | 0 | 15-08-2010 02:41 AM |
๑ஐ๑۩۞۩๑ஐ๑ _ أدخل علمي ولا أدبي ؟ ده السؤال اللى محير الجميع ادخل و اختار!_ ๑ஐ๑۩۞۩๑ஐ๑ | L0RD_Slaiver | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 28 | 27-04-2010 08:47 PM |