قـسـم شـهـر رمـضـان الـمـبـارك 2020 هذا القسم مخصص طوال شهر الصيام المبارك للتعرف على جميع مايهم قيامة فى الشهر الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-08-2010, 06:01 PM | #1 | ||||||||||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سوف اكتب 5 موضيع علي صيام المريض من صيام وصحة ان شاء الله ويارب اكون عند حسنا ظنكم في وانا هتختصر ال5 موضيع في موضوع واحد ان شاء الله نبداء المرض عارضٌ يُتعب البدن، ويُرهق النفس، وربما تعذَّر معه الصيام إما لشدته، وإما لاضطرار المريض أن يداوم على تناول الدواء، ودِيْنُ الله يُسرٌ، وشَرعُ الله منوط بمصلحة الإنسان، والتكليف الإلهي مرتَبِط بوُسْعه قال - تعالى -: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}1، وليس من حكمة الصوم التعسير على الناس، أو العنَت بهم، وهذا المعنى واضح في آيات الصيام من سورة البقرة وضوحاً جليّاً إذ يقول - تعالى -: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}2. وانطلاقاً من يسر الملة، وسهولة الشريعة؛ فقد أجاز الشارع للمريض أن يفطر في شهر رمضان فقال - سبحانه وتعالى -: {وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}3. ونورد هنا جملة من الأحكام الخاصة بصيام المريض نلخصها في الآتي: * المرض من الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان، فالمريض الذي يخاف تفاقم علته بالصوم، أو إبطاء الشفاء، أو فساد عضو؛ فإنه يجوز له أن يفطر بل يسنّ له الفطر، ويٌكره أن يحمل نفسه على الصيام، فليس من البر الصوم في المرض؛ لأن في صومه ضرراً، والقاعدة تقول: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وأما المرض الذي لا يتأثر بالصوم ونحوه من العلل الخفيفة فيجوز للصحيح أن يفطر إذا غلب على ظنِّه أنه سيمرض بسبب الصيام. * من أصبح صائماً ثم طرأ عليه المرض جاز له أن يفطر، ولو كان صحيحاً فأرهقه الجوع والعطش حتى خاف على نفسه الهلاك أو المرض جاز له أن يفطر، ثم يقضي ما أفطره من أيام. * من أفطر في رمضان لعذر المرض؛ فعليه بعد أن يشفى قضاء الأيام التي أفطرها لقوله - تعالى -: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}4، فإن كان المرض لا يُرجى برؤه فلا قضاء عليه، وإنما عليه الفدية - إطعام مسكين عن كل يوم من غالب قوت البلد -. * إذا لم يتمكن المريض ومن في حكمه من القضاء حتى مات فلا شيء عليه؛ لأنه فرض لم يتمكن منه إلى الموت فسقط حكمه، ولا يصام عنه، ولا كفارة فيه، أما إن زال المرض أو العذر وتمكن من القضاء لكنه لم يقضِ حتى مات فالجمهور على أنه لا يُصام عنه؛ لأن الصوم كالصلاة واجب بأصل الشرع لا يقضى عنه، ولا تدخله النيابة في الحياة ولا بعد الممات، وذهب بعضهم إلى جواز أن يصوم عنه وليه لحديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه))5. * المريض الذي يضطر لإجراء عملية جراحية؛ إن كانت العملية بتخدير موضعي لا يفقد خلالها وعيه فإنها غير مفطرة، أما العمليات الجراحية التي تجري بتخدير عام يّفقد المريض وعيه فإنها مفطرة، وحكمها حكم الإغماء، والأولى تأجيل العمليات الجراحية الاختيارية أي غير المستعجلة إلى ما بعد رمضان. * ما يُعطى للمريض الصائم من حقن جلدية أو وريدية لا يفطِّر، والأولَى للمريض الذي يحتاج إلى محاليل مغذية أن يفطر ثم يقضي ما أفطره؛ لأنَّ الفطر يساعد جسمه على مقاومة المرض. * إذا كان الصوم يسبب للمريض إغماءً فيجب عليه الفطر ثم يقضي6، وإذا أُغمي عليه أثناء النهار ثم أفاق قبل الغروب أو بعده فصيامه صحيح ما دام أصبح صائماً، وإذا طرأ عليه الإغماء من الفجر إلى المغرب فالجمهور على عدم صحة صومه، أما قضاء المغمى عليه فهو واجب عند جمهور العلماء مهما طالت مدة الإغماء7. هذه بعض أحكام صيام المريض مما يجب التنبه لها ومعرفتها، نسأل الله - تعالى - أن يرزقنا وإياكم العافية والسلامة، وصلى الله على محمد وآله وصحبه. الحمد لله رب العالمين، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، والصلاة والسلام على من ابتلي بالضراء فصبر، وابتلي بالسراء فشكر، محمد وعلى آله الصابرين، وصحابته المحتسبين، أما بعد: أيها الأخ المبتلى: نسأل الله - تعالى - أن يُعجِّل بشفائك، وأن يبلغك شهر رمضان المبارك صحيحاً معافى. أيها الأخ الحبيب: يا من زاره المرض، وسكن ببدنه البلاء، يا من يعاني الألم، ويقاسي الشدة؛ اعلم أن المرض هو سبيل كل بني آدم من ذكر وأنثى، لا يفر منه غني بغناه، ولا يدفعه قوي بقوته وجاهه، كيف لا وقد مرض الأنبياء، وعانى من المشقة الأولياء، وتعب الحكماء، وقاسى الألم الشعراء، والأغنياء والفقراء، والأذكياء والأغبياء. هذا سيد الأولياء، وخير الأنبياء، أجلُّ الرسل، وأكرم الخلق؛ يقول عنه عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه -: "دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً؟ قال: ((أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم)) قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: ((أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكةٌ فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيآته كما تحط الشجرة ورقها))1. فإذا كان أجلُّ الخلق يوعك هكذا فكل مرض يهون بعد مرضه - صلى الله عليه وسلم -، وكل مصيبة بعده تهون، بل إن قوة المرض يدل على قوة إيمان صاحبه - إن كان مسلماً مستقيماً - كما جاء عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو موعوك عليه قطيفة، فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة، فقال أبو سعيد: ما أشد حماك يا رسول الله، قال: ((إنا كذلك، يشتد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر)) فقال: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: ((الأنبياء ثم الصالحون، وقد كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يجوبُها - يقطعها - فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحاً بالبلاء مِن أحدكم بالعطاء))2. فالنية النية أيها الأخ المبتلى، إنه ليس بينك وبين هذا الشهر الفضيل إلا أيام معدودات، وقد لا تدركه، نعم قد لا تدركه فهل فكرت في هذا؟ هل فكرت بأن الأجل قد يداهمك، وأن أيام عمرك قد تنتهي قبل حلوله؟ لكنك أخي المريض تستطيع أن تدركه بشيء واحد وإن لم تدركه بعمرك!! إنها النية أيها الأخ المبتلى، نعم بنيتك الصادقة التي يدل عليها الشوق لهذا الشهر، والفرح القلبي بقدومه، ودعاء الله أن يبلغك إياه. بهذه الأمور قد يبلِّغك الله أجر عبادة هذا الشهر العظيم من باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه))3 قال المناوي - رحمه الله -: "لأن كلاً منهما نوى خيراً، وفعل مقدوره، فاستويا في أصل الأجر"4، وقال صاحب المفهم: "هذا يدلُّ على صحة ما أصَّلناه في الباب الذي قبل هذا، وهو: أنَّه مَن نوى شيئًا من أعمال البرِّ، ولم يتفق له عملُه لعذرٍ؛ كان بمنزلة مَن باشر ذلك العملَ، وعَمِلَه"5. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: إن الله تعالى خلق هذا الإنسان وأوجده في هذه الحياة ليبتليه قال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (2) سورة الملك.والابتلاء تارة يكون بالخير وتارة يكون بالشر قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}(35) سورة الأنبياء. ومن ذلك الابتلاء بالمرض. إن كثيراً ممن ابتلاهم الله تعالى بالمرض لجهلهم بفوائد المرض يتسخطون ويشكون ولا يصبرون على ذلك المرض؛ بل إن بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان؛بلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يقنطه من روح الله، مع أن المريض لا خوف عليه مادام موحداً ومحافظاً على الصلاة، حتى ولو لم يصل إلا لما مرض، فإن من تاب توبة صادقة قبل الغرغرة تاب الله عليه، ولو وقع في كبائر الذنوب، فإنه يرجى لكل من مات من الموحدين ولم يمت على الكفر، ففي الحديث قال-صلى الله عليه وسلم-: (من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة)، فقال أبو ذر: وإن زنى وإن سرق، قال: (وإن زنى وإن سرق) أخرجه البخاري برقم1180، ومسلم برقم94، ويقول-صلى الله عليه وسلم- : (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل) رواه مسلم برقم2877، ويقول-صلى الله عليه وسلم-فيما يرويه عن ربه عز وجل: (أنا عند ظن عبدي، وأنا معه إذا ذكرني)أخرجه البخاري برقم6970. فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، يقول أنس: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على شاب وهو في الموت، فقال:(كيف تجدك؟ قال: أرجو رحمة الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال: (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمَّنه مما يخاف)أخرجه الترمذي برقم983 وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح برقم1612، فلا يسيء أحدنا العمل ونحن أصحاء بحجة هذا الحديث، فلعل الموت يأتيك بغتة. وعلى المؤمن أن يصبر ويرضى بقضاء الله، فإن عاش لم يحرم الأجر، وإن مات فإلى رحمة الله إن شاء الله تعالى. فإذا تقرر هذا كله فلنرى ما هي فوائد المرض العظيمة وما يترتب عليه من مصالح ومنافع قلبية وبدنية. من فوائد المرض ما يأتي: 1-أنه تهذيب للنفس، وتصفية لها من الشر الذي فيها: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}الشورى:30، فإذا أصيب العبد فلا يقل: من أين هذا، ولا من أين أتيت؟ فما أصيب إلا بذنب، وفي هذا تبشير وتحذير إذا علمنا أن مصائب الدنيا عقوبات لذنوبنا، أخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته)أخرجه مسلم برقم2573، وقال-صلى الله عليه وسلم- : (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة) أخرجه الترمذي برقم2399،وصحح الألباني في الصحيحة برقم2280، فإذا كان للعبد ذنوب ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن أو المرض، وفي هذا بشارة فإن مرارة ساعة وهي الدنيا أفضل من احتمال مرارة الأبد، يقول بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس1. 2- ومن فوائد المرض: أن ما يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه أبو هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) أخرجه مسلم برقم2956، وأخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً: (يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء) أخرجه الترمذي برقم2402 وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم5484. 3- ومن فوائد المرض: قرب الله من المريض، وهذا قرب خاص، يقول الله: (ابن آدم، عبدي فلان مرض فلم تعده، أما لو عدته لوجدتني عنده) رواه مسلم برقم 2569. 4- ومن فوائد المرض: أنه يعرف به صبر العبد، فكما قيل: لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر،فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به، فإما أن يخرج ذهباً أو خبثاً، والمقصود: أن حظه من المرض ما يحدث من الخير والشر، فعن أنس مرفوعاً: (إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، وفي رواية: (ومن جزع فله الجزع) رواه الترمذي برقم 2396 وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم2110،قال الفضيل -رحمه الله-: فإذا أحب الله عبداً أكثر غمه، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه2. وخصوصاً إذا ضيع دينه، فإذا صبر العبد إيماناً وثباتاً كتب في ديوان الصابرين، وإن أحدث له الرضا كتب في ديوان الراضين، وإن أحدث له الحمد والشكر كان جميع ما يقضي الله له من القضاء خيراً له، أخرج مسلم من حديث صهيب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير) أخرجه مسلم برقم2999. 4- ومن فوائد المرض: انتظار المريض للفرج، وأفضل العبادات انتظار الفرج، الأمر الذي يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده، وهذا ملموس وملاحظ على أهل المرض أو المصائب، وخصوصاً إذا يئس المريض من الشفاء من جهة المخلوقين وحصل له الإياس منهم وتعلق قلبه بالله وحده، وقد ذكر أن رجلاً أخبره الأطباء بأن علاجه أصبح مستحيلاً، وأنه لا يوجد له علاج، وكان مريضاً بالسرطان، فألهمه الله الدعاء في الأسحار، فشفاه الله بعد حين، وهذا من لطائف أسرار اقتران الفرج بالشدة إذا تناهت وحصل الإياس من الخلق، عند ذلك يأتي الفرج، فإن العبد إذا يئس من الخلق وتعلق بالله جاءه الفرج، وهذه عبودية لا يمكن أن تحصل إلا بمثل هذه الشدة {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا} يوسف:110. 5- ومن فوائد المرض: أنه علامة على إرادة الله بصاحبه الخير، فعن أبي هريرة مرفوعاً:(من يرد الله به خيراً يصب منه) رواه البخاري برقم5321، ومفهوم الحديث أن من لم يرد الله به خيراً لا يصيب منه، حتى يوافي ربه يوم القيامة، 6- ومن فوائد المرض: أن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة والتعرف على الله في الرخاء، فإنه يحفظ له عمله الصالح إذا حبسه المرض، وهذا كرم من الله وتفضل، هذا فوق تكفير السيئات، حتى ولو كان مغمى عليه، أو فاقداً لعقله، ففي مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي-صلى الله عليه وسلم-:(ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه، فقال: اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي) أخرجه أحمد في مسنده برقم6482، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم800. 7-ومن فوائد المرض: أن يعرف العبد مقدار نعمة معافاته وصحته، فإنه إذا تربى في العافية لا يعلم ما يقاسيه المبتلى فلا يعرف مقدار النعمة، فلولا المرض لما عرف قدر الصحة، ولولا الليل لما عرف قدر النهار، ولولا هذه الأضداد لما عرفت كثير من النعم، {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}البقرة:216. ومن ذاق ألم الأمراض عرف بعد ذلك قيمة الصحة، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الأمراض التي لا يكاد ينجو منها أحد، ولا يسلم منها بشر، تختلف من شخص لآخر ومن مرض لمرض، وقد جعل الله لها علاجاً عرفه من عرف وجهل من جهل، فما على المسلم إلا أن يصبر على ما أصابه ويطلب علاجها من وسائلها المشروعة. المرض يكفر الله به الخطايا: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"1، وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك فقلت يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً، قال: "أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم"، قلت: ذلك أن لك أجرين، قال: "أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"2. الصبر عند المرض: على المسلم أن يصبر على ما يصيبه من مرض، ويحتسب الأجر عند الله سبحانه، وما أعطي العبد عطاء خيراً وأوسع له من الصبر. عن صهيب بن سنان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"3. وعن أنس -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله تعالى قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوَّضتُه منهما الجنة" يريد عينيه4. عيادة المريض: من أدب الإسلام أن يعود المسلم المريض ويتفقد حاله، فعن أبي موسى -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني"5، ومن حق أخيك المسلم عليك إذا مرض أن تعده فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "حق المسلم على المسلم ست" قيل: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: "إذا لقيتَه فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه"6. فضل عيادة المريض: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من عاد مريضاً نادى مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزل7. وعن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع"، قيل يا رسول الله: ما خرفة الجنة؟ قال: جَنَاه8. وعن علي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة"9. آداب العيادة: يستحب في العيادة أن يدعو العائد للمريض، ويدخل السرور على قلبه، ويقول له: "لا بأس عليك طهور إن شاء الله"10، ولا يطيل الجلوس عنده إلا إذا كان المريض يرغب ذلك، ويرقيه بالقرآن، لا سيما سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين11. التَّداوي: التَّداوي بالأدوية المباحة لا بأس به، بل ذهب بعض العلماء إلى تأكد ذلك حتى قارب به الواجب؛ فقد جاءت الأحاديث بإثبات الأسباب والمسببات، والأمر بالتداوي، فعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله"12. وعن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال:"نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، أو قال: دواء، إلا داء واحد" قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: الهرم13. ولا بأس بالتداوي بالأدوية المباحة على أيدي الأطباء العارفين بتشخيص الأمراض وعلاجها في المستشفيات وغيره14. حرمة التداوي بالحرام: لا يجوز التداوي بمحرم؛ لما في الصحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم15، وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام"16، وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الخمر: "إنه ليس بداوء ولكنه داء". وكذلك يحرم التداوي بما يمس العقيدة؛ من تعليق التمائم المشتملة على ألفاظ شركية أو أسماء مجهولة أو طلاسم أو خرز أو خيوط أو قلائد أو حلق تلبس على العضد أو الذراع أو غيره، يعتقد فيها الشفاء ودفع العين والبلاء؛ لما فيها من تعلق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر، وذلك كله من الشرك أو من وسائله الموصلة إليه، ومن ذلك أيضاً التداوي عند المشعوذين من الكهان والمنجمين والسحرة والمستخدمين للجن؛ فعقيدة المسلم أهم عنده من صحته، وقد جعل الله الشفاء في المباحات النافعة للبدن والعقل والدين، وعلى رأس ذلك القرآن الكريم والرقية به والأدعية المشروعة17. قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء والتضرع إلى الله والتوبة، والتداوي بالقرآن الكريم، وتأثيره أعظم من الأدوية، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها" انتهى18. نسأل الله أن يعافينا في أجسامنا ويمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحيانا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. 1. إذا أصيب الإنسان بمرض؛ فعليه أن يصبر ويحتسب ولا يجزع ويسخط لقضاء الله وقدره، ولا بأس أن يخبر الناس بعلته ونوع مرضه، مع الرضى بقضاء الله، والشكوى إلى الله - تعالى-، وطلب الشفاء منه لا ينافي الصبر، بل ذلك مطلوب شرعًا ومستحب؛ فأيوب - عليه السلام - نادى وقال: {إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}. 2. لا يجوز التداوي بمحرم؛ لما في الصحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ((إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم)) وكذلك يحرم التداوي بما هو شرك؛ من تعلق التمائم المشتملة على ألفاظ شركية، أو أسماء مجهولة، أو طلاسم، أو خرز، أو خيط، أو قلائد، أو حلق تلبس على العضد أو الذراع أو غيره، يعتقد فيها الشفاء ودفع العين والبلاء لما فيها من تعلق القلب على غير الله في جلب نفع أو دفع ضر، وكذلك أيضاً التداوي عند المشعوذين من الكهان والمنجمين والسحرة والمستخدمين للجن؛ فعقيدة المسلم أهم عنده من صحته، وقد جعل الله الشفاء في المباحات النافعة للبدن والعقل والدين، وعلى رأس ذلك القرآن الكريم، والرقية به وبالأدعية المشروعة. ولا بأس بالتداوي بالأدوية المباحة على أيدي الأطباء العارفين بتشخيص الأمراض وعلاجها في المستشفيات وغيرها. والتداوي ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: ما علم، أو غلب على الظن نفعه، مع احتمال الهلاك بتركه فيجب. الثاني: ما علم، أو غلب على الظن نفعه، وليس هناك هلاك محقق بتركه، فهو أفضل. الثالث: أن يتساوى الأمران، احتمال النفع وعدمه، فالأفضل ترك التداوي. 3. عيادة المريض فرض كفاية؛ لما في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قال: ((حق المسلم على المسلم خمس)) وذكر منها: ((عيادة المريض)) فإذا زاره سأل عن حاله؛ فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم -يدنو من المريض، ويسأله عن حاله، وتكون الزيارة فترة بعد أخرى، مالم يكن المريض يرغب الزيارة كل يوم، ولا يطيل الجلوس عنده؛ إلا إذا كان المريض يرغب ذلك، ويقول للمريض: (لابأس عليك، طهور إن شاء الله) ويدخل عليه السرور، ويدعو له بالشفاء، ويرقيه بالقرآن، لاسيما سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين، وبالأدعية الواردة عن النبي. 4. يشرع للمريض أن يوصي بشيء من ماله في أعمال الخير، ويجب أن يوصي بماله وما عليه من الديون وما عنده من الودائع والأمانات، إذا لم تكن موثقة وهذا مطلوب حتى من الإنسان الصحيح؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم -في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: ((ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبه عنده)) متفق عليه، وذكر الليلتين تأكيدًا لا تحديدًا؛ فلا ينبغي أن يمضي عليه زمان وإن كان قليلاً، إلا ووصيته مكتوبة عنده؛ لأنه لا يدري متى يدركه الموت. وإن ترك خيراً كثيراً، وجب عليه أن يوصي بشيء من ماله، لأقاربه غير الوارثين. 5. يحسن المريض ظنه بالله؛ فإن الله - عز وجل - يقول: ((أنا عند ظن عبدي بي)) ويتأكد ذلك عند إحساسه بلقاء الله. ويسن لمن يحضره تطميعه في رحمة الله، ويغلب في هذه الحالة جانب الرجاء على جانب الخوف، وأما في حال الصحة فيكون خوفه ورجاؤه متساويين؛ لأن من غلب عليه الخوف أوقعه في نوع من اليأس، ومن غلب عليه الرجاء أوقعه في نوع من الأمن من مكر الله. ويكره الأنين، ما لم يغلبه. ويكره تمني الموت، إلا لخوف فتنة، أو رجاء شهادة. |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Dead heart ; 29-08-2010 الساعة 05:40 AM
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
دعاء المريض | ولاء داوود | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 2 | 17-03-2019 10:18 PM |
[فتوى] فضل عيادة المريض و ثوابها | Neoon | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 0 | 02-09-2017 05:50 AM |
قصه صدام حسين | belalabdo | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 6 | 14-12-2010 01:11 AM |
ارجو الدعاء لي اخونا المريض mr.mosafer | __ZeRoO__ | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 12 | 29-08-2009 08:37 PM |