أنا و ال*** و الرجل العجوز !! قصة واقعية

[xlegendx]

رأيت مشهدا عجيبا أثار في نفسي الكثير من التأملات و الحقائق لم أملك نفسي إلا و أنا أردد أمامها ( ألا سبحانك ربي ما أعظمك ) !!
رأيت ***ين يتعاركان في الحديقة المقابلة لنا ، أحدهما *** مسعور و الآخر *** ضال جاء يتعدى على ملكيته ، و يضايق زوجة ذاك ال*** المسعور ، فما كان من الأخير إلا أن أنشب أظفاره و أسنانه في عنق الأول و جسمه ، حتى رحمته و أشفقت عليه أن يهلك ، و ما زال ال*** المسعور يعارك الضال حتى أجلاه في النهاية عن أرضه .
و لم يلبث قليلا حتى دخل الحديقة شيخ مسن ، أزعجه عواء تلك الكلاب المسعورة ، فما هو إن رأيته حتى قلت ليوشكن ال*** المسعور أن ينقض عليه ، فما عجبت إلا للكلاب جميعها ولت هاربة في غمضة عين ، بما فيهم ذلك ال*** المسعور ، ولى و هو يعوي عواء استرحام ، و قد كان منذ قليل ينبح ال*** الآخر في غطرسة و تجبر .

فتأملت في حال الإنسان كيف كرمه الله ووضع له الهيبة في قلوب بقية المخلوقات ، حتى و إن بلغ من العمر أرذله ... و لكن اكثر الناس لا يشكرون

ثم تأملت كيف أنه هو هو ذلك الإنسان قد يقف عاجرا أمام بقة أو عثة ، يجوس خلال الفراش بحثا عنها فلا يفلح ، و كيف أن قرصة بعوضة صغيرة قد تلزمه الفراش أو يتورم منها جسده و هو يتأوه ألما ... ۞ذلك تقدير العزيز العليم۞

ثم تأملت كيف أن الكثير قد يتقمص – أعزكم الله – دور ذلك ال*** المسعور ، فتراه ينبح الضعفاء و ينشب في المستضعفين أظفاره القذرة ، ثم هو أمام أولى الأمر منافق مداهن يمرغ أنفه بتراب الزلفى إليهم ، فيعوي في استعطاف ، و يهان فلا يملك إلا أن يدير ظهره و يلوذ
بالفرار .




و رأيت كيف أن من البشر من يقبل أن يعيش كال*** الضال ، يضرب على خد فيدير الآخر في ذلة و انكسار ، يقبل المهانة و الذل ، يرضى أن يمد إليهم الآخرون أيديهم ليقبلها في خنوع ، و حضرني قول محمد إقبال " لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفا لما أقدم على الظلم " ، و قوله كذلك لأبناء الهند إبان الاحتلال الإنجليزي : " إنكم ملايين عديدة من البشر و لو كنتم ملايين الذباب لأوشك طنينكم أن يصم آذان الإنجليز "

و كذلك عجبت لأمر أنثى ال*** إذ كانت أول من لاذ بالفرار لما أبصرت الشيخ ، و تعجبت لعظيم حكمة الله و اعزازه للإنسان ، إذ لم يكرمه بالعقل فحسب ، بل و حتى في الغرائز الطبيعية التي يتشارك فيها مع غيره من المخلوقات ، و منها هنا غريزة الأمومة ، فلا نرى أما تؤثر نفسها بالسلامة على أولادها ، أو تطيب نفسها إذ تفر من الخطر دون حتى أن تنظر من ورائها ، و قس على ذلك غرائز أخرى كثيرة كإشباع الجوع و حتى الذهاب إلى الخلاء ... ۞ و قليل من عبادي الشكور ۞

ألا سبحانك ربي ما أعظمك
سبحان ربي الأعلى الوهاب
ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك

منقول للأفادة