|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-09-2009, 06:54 AM | #1 | ||||||||||
|
جردوه من ملابسه بل من كل شي ثم حملوه إلى مكان مظلم شدوا وثاقه .. وحرموه حواسه... وشعر بأنه موضوع على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته ... سمع صوت اهله وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذه... صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابه البيضاء .. ورغم أنه لا يرى الا أنها تخيل الجو من حوله ضبابيا ... وتخيل الأرض التي هو فيها الآن أرضا خواء مقفرة .. أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحس بأنه يوضع على الأرض .. وسمع الى جواره حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حمل ثانية .. وشاع السكون من حوله ... وأحس بالظلام ينخر عظامه .. ومن بين الدموع يتحدث اباه اليه قائلا : تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع له يا بني ... هيا بنا .. غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون .. كان هذا آخر ما سمعه منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة .. صوت الخطوات تبتعد ... الى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة نظر حوله فاذا هو يرى ....... يرى أي شيء يستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتاده ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم .. فينعكس على الأشياء والأشخاص .. أما هنا فانه لا يكاد يرى يده... بل انه يشعر بأنه مغمض العينين تماما .. تذكر أحبته وسمع الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصاله ونهض يبغي اللحاق بهم ... كيف يتركوه وهم يعلمون أنه يهاب الظلام والوحدة لكن يدا ثقيلة أجلسته بعنف .. حدق فيما خلفه برعب هائل ... فرأ ما لم يره من قبل ... رأى الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف يراه رغم الحلكة قال بصوت مرتعش : من أنت فسمع صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ... التف .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول .. صمت في عجز ... تمنى أن تبتلعه الأرض ولا يرى هؤلاء القوم .. لكنه تذكر أن الأرض قد ابتلعته فعلا .. تمنى الموت ليهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحار لأمانيه التي لم تعد صالحة ... فهو ميت أصلا .. - من ربك - هاه .. - من ربك - ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي .. - ما دينك - ديني الاسلام .. - من نبيك - نبيي ....... اعتصرت ذاكرته ... ما باله نسي اسمه ألم يكن يردده على لسانه دائما ألم يكن يصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا بصوت غاضب عاد الصوت يسأل : - من نبيك - لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر .. ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسه.. فصرخ ... وتشنجت أعضاؤه ... وفجأة أضاء اسمه في عقله فصرخ بأعلى صوته : - نبيي محمد ... محمد ... ثم أغمضت عيناه بقوة ... لكن .. لم يحدث شيء .. سكون قاتل .. فتح عينيه مستغرب فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) سرت قشعريرة في بدنه .. أرادت أن يبتسم فرحة ... لكنها لم يستطع ... ليس هذا موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية .. بعد قليل قال له منكر : أنت كنت تؤخر صلاة الفجر ..... اتسعت عيناه ... عرف أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أراد أن يبكي فلم يجد للدموع طريقا ... سار أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصل الى مكان أشبه بالمعتقلات ... شعر بغثيان ... وتمنى لو يغشى عليه... لكن لم يحدث .. فاستمر في التفرج على المكان الرهيب ... في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء .. دفعه المكان من خلفه فسار وهو يحس بأن قدميه تعجزان عن حمله ... واذا به يقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيه ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخ .. بكى .. ثم ذهل ذهولا ألجم لسانه.. وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ... هنا .. قيل له : - هيا .. استلق الى جوار هذا الرجل .. - ماذا - هيا .. دفع في عنف .. فراح يقاوم .. ويقاوم .. ويقاوم .. لا فائدة .. ان مصيره لمظلم .. مظلم حقا .. استلق والرعب يكاد يقطع أمعاءه.. استغاث بربه فرأى أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليته دعا في رخائه.. ياليته دعا في دنياه .. ليته تعود ليصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع له .. نظر الى الأعلى فرأى ملكا منتصبا فوقه .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول له هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنام عن فرضك ... ولما استبد اليأس به... رأى شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعه.. ساوره شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله .. وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ... فقال له : - ما جاء بك - أرسلت له... لاحميه وأمنعك - أهذا أمر من الله عز وجل - نعم .. لم يصدق عيناه ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هو في حلم مد الشاب له يده فنهض .. وسأله بامتنان : - من أنت - أنا دعاء احباءك الصالحين - منذ أن مت وهم لا ينفكون يدعوا لك - حتى صور الله دعاءهم في أحسن صورة - وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا .. أحس بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان : انظر.. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة .. مش بالدمع ولا بالصراخ ولا بالعويل هنثبت اننا بنحب نادر ,بل بالدعاء صليت النهارده ودعيت ربنا يدخلك ويدخله الجنه؟دعيت ربنا يرحمنا ويرحمه ؟ لو بتحبه ادعيله بكده بس تثبت حبك ليه سجل حضورك اليومى بذكر الله والدعاء لاخونا نادر ولكل اموات المسلمين بالرحمه والجنه ان شاء الله بينا نكون ايجابيين ونطمن نفسنا عليه ونبعت له كل يوم دعوات تروح له على اطباق من نور اكيد كده هنساعده ان شاء الله وتذكر قول الله تعالى ( أينما تكونوا يُدرِكـُّكمُ الموتُ ولو كـُنتم في بُروج ٍ مُشيـَّدَةٍ {78}) النساء و الحديثِ الشريفِ عن رسول ِاللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنـَّهُ قال : ( إذا حَضَرَتِ ابنَ آدمَ الوفاة ُجاءَهُ المَلكُ المُوَكـَّلُ في طعامِهِ فيقولُ لهُ : يا ابنَ آدمَ لقد طفتُ لكَ مشارقَ الأرض ِومغارِبَهَا,علِّي أجدُ لكَ لقمَة ًتقتاتُ بها فلم أجد,ثم يأتيهِ المَلكُ المُوَكـَّلُ في شرابهِ فيقولُ لهُ: يا ابنَ آدمَ لقد طفتُ لكَ مشارقَ الأرض ِومغارِبَهَا،علِّي أجدُ لكَ شَـربَة َمـَاءٍ تشرَبُهـَا فلم أجد , ثـمَّ يأتيهِ مـَلكُ الموت ِفيـقولُ لهُ: يا ابنَ آدمَ لقد طفتُ لكَ مشارقَ الأرض ِومغارِبَهَا علِّي أجدُ لكَ نفساً تتنفـَّسْهُ فلم أجد, فإنْ كانَ في شهيقِهِ لمْ يَزفرْ, أو كانَ في زفيرِهِ لمْ يَشهَق) وقد أوردَ الإمامُ الغزاليُّ في كتابهِ( إحياءُ علوم ِالدين ِ) عن ِالأعمش ِعن خيثمَة َ قالَ : دَخلَ ملكُ الموتِ على سليمانَ بن ِداوودَ عليهما السلام ،فجعلَ ينظرُ إلى رجل ٍمن جُلسائِهِ يُديمُ النـَّظرَ إليهِ, فلمَّا خرجَ , قالَ الرجلُ لسليمانَ عليه السلام مَنْ هذا ؟ قال : هذا ملكُ الموتِ , قال لقد رأيتـُهُ ينظرُ إليَّ كأنـَّهُ يُريدُني ! قال : فماذا تريد ؟ قالَ : أريدُ أن تخلِّصَني منه, فتأمُرَالريحَ حتى تحمِلـَنِي إلى أقصى الهندِ ، وكانَ سليمانُ ببيتِ المقدِس ِففعَلتِ الريحُ ذلكَ , ثمَّ قالَ سليمانُ لملِكِ الموتِ بعدما أتاهُ ثانياً, رأيتكَ تديمُ النـَّظرَ إلى واحدٍ من جلسائي؟ قال : نعم , كنتُ أتعجَّبُ منهُ ! لأنـِّي كنتُ قدْ أمرتُ أن أقبـِضَهُ بأقصى الهندِ في ساعةٍ قريبه, وكانَ عندَكَ فعَجبتُ من ذلكَ , فلمَّا ذهبتُ إلى الهندِ وجدتُ الرَّجلَ هناكَ ينتظرُ أجَلـَهُ . |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة eng_sasa ; 05-09-2009 الساعة 07:06 AM
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
ارجوا الدعاء لوالدى بالرحمه و المغفره | Protect | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 43 | 14-05-2012 08:08 PM |
ادعوا لها بالرحمه | الفارس | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 21 | 27-08-2009 05:56 PM |
أبو آيه خلاص دورك جه معانا + ميلانو شد حيلك معانا يا مان عازينك | king_of_Silkroad | Ceres | 4 | 09-10-2008 07:43 PM |