معلقة أبي جهل

[STRQUEEN]

ألا هبي بقصر الأرذلينا ... ولا تبقي جموع الغاصبينا
وقولي للعصابة بئس قوما ... من اتخذوا النفاق هناك دينا
وقولي للفراعنة استعدوا ... ليوم ترجعون به السجونا
فكم من ساحر خلناه موسى ... نراه الآن فرعونا لعينا
إذا أخطأت يوما قوموني ... ويحنث بعدما حلف اليمينا
وكم صبَّ اللعان على الأعادي ... ولحظة أن تولى باع سينا
وينحل بالضرائب لحم قومي ... فما يدرون ماذا يدفعونا
ويجهد في الوعود وفي الأماني ... وقومي يشربون الماء طينا
كأيِّنْ من قرارات أتاها ... وألغاها وأنتم تشهدونا
ونهضته كلامٌ في كلامٍ ... وخُطبته حديثُ الواعظينا
ونحسبه على خير ولكن ... جماعته أناس يمكرونا
أَتَوْنا فانتخبناهم وقلنا ... ملائكةٌ ورب العالمينا
وقالوا لن يضيع الحق فينا ... وقالوا" اشهد بأنا مسلمونا"
فلما أن تولوا واستقلوا ... رأيناهم أقل الناس دينا
خُدعنا بالمظاهر يومَ كانت ... بضاعتهم "تسر الناظرينا"
"فما ربحت تجارتهم" ولكن ... "يبينها لقوم يعلمونا"
حسبناهم "هدى للمتقينا" ... فكانوا المفترينا الماكرينا
ونعلم أن منهم مؤمنينا ... وأكثرهم وربي الفاسقونا
يقيمون الصلاة ويكذبونا ... ويتلون الكتاب منافقينا
ويدعون اليهود إلى قريش ... تعالوا وادخلوها آمنينا
لهم سم الأفاعي في ابتسام ... ولؤم الخائنين الخانعينا
ودستورٍ معيبٍ أخرجوه ... بليل في ثياب السارقينا
وإعلامٍ لخدمة حاكميهم ... بقانون "افعلوا ما تؤمرونا"
محاكمنا محاصرة بعنف ... وتكفير وجهل الجاهلينا
مصائرنا معلقة بريح ... كعصفور بأيدي لاعبينا
ولكن "لن يضروا الله شيئا" ... فإن الله مولى المؤمنينا
"ويهدي من يشاء إلى صراطٍ" ... فلا خوف ولا هم يحزنونا
أبا جهل ألسنا قد بلينا ... بقوم لم يراعوا الله فينا
بأحقادٍ و"ألسنة حدادٍ" ... وأصفادٍ نراهم يحكمونا
يرون الخلق أجمع كافرينا ... وهم فقط التقاة المؤمنونا
كأن الله لم يخلق سواهم ... ليومِ "على الأرائك ينظرونا"
أفيهم قال رب العرش" طبتم" ... وفينا قال: ويل للذينا"
إذا في الحق لُمناهم زُجرنا ... وصُنِّفنا فلولا خائنينا
فنحن الغافلون الجاهلونا ... وهم أهل الكمال الراشدونا
ونحن الخارجونا الحالقونا ... وهم أهل الصلاح الملتحونا
ونحن الكاذبون إذا حلفنا ... وهم إخوان بر صادقونا
ونحن المخلفون إذا وعدنا ... وهم أهل الوفاء المخلصونا
ونحن الفاجرون إذا اختصمنا ... وهم أهل العفاف الحافظونا
ونحن الغاصبون لما أردنا ... بحقد يُظهر الداء الدفينا
ونحن الناخبون الخائبونا ... ونحن الحاقدونا المفلسونا
ونحن العابثون الكاذبونا ... ونحن الفاسقون المارقونا
أبا جهل فلا تعجل علينا ... وأمهلْنا نُخبِّرك اليقينا
فنحن الثائرون الصادقونا ... وأنتم في الضلالة غارقونا
خطفتم ثورة الثوار خطفا ... وربي لا يحب المعتدينا
وصنَّفتم وقسَّمتم قريشا ... وكانت قبلكم بلدا أمينا
فإن كنتم نسِيتم ما وعدتم ... فلا تنسوا "مصير الأولينا"
وعند الله موعدنا وحتما ... هناك "ستغلبون وتحشرونا"
د/سعيـد حسـن