بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-04-2012, 07:09 PM | #1 | ||||||||||
|
اعضاء منتدى سيلكرود فورعرب اقدم لكم بعض المواضيع من كتاب الشيطان يحكم للدكتور الراحل رحمه الله عليه مصطفى محمود هذا الكتاب يتناول بعض القضايه فى حياتنا ولكن بأسلوب مختلف وبنظره اخرى عن النظره الطبيعيه للموضوع سوف اقدم لكم كل يوم ان شاء الله موضوع مختلف لبعض القضايه فى حياه البشر من الكتاب الموضوع الآول : من أين تنبع السعادة منذ ألف سنة كان السفر إلى اليمن على الأقدام يحتاج إلى أعوام. يحمل المسافر خيمته و زاده و زواده و زكائب التمر و البلح و الخبز المكسر و يتوكل على الله. و بين الفيافي و الجبال و الوهاد و الأحراش يطل عليه الموت من أنياب ذئب جوعان، أو قاطع طريق متربص، أو حر لافح يقصم الظهر، أو برد قارص يثلج العظام.. فإذا وصل سالما فهو قد ولد من جديد، و هي الفرحة التي لا تدانيها فرحة. و المليونير على أيامها لم يكن يمتاز على الصعلوك إلا في الخيول المطهمة. كان الفرس هو السيارة التي تختصر الأعوام في شهور، و كانت هذه هي سرعة البرق زمان. و عرفنا السفن الشراعية لننتقل من أهوال البر إلى أهوال البحر. يقلع المسافر فيمسك بأنفاسه و قد أدرك أنه أسلم نفسه إلى غول لا يعرف الرحمة. فإذا وصل إلى بر الأمان دقت له الطبول و المزامير، و استقبلته الأحضان، و سجد لله شكرا من فرحة الوصول. أما اليوم فنحن نقطع المسافة بين القاهرة و أسوان في ساعات بالقطار، و نشعر طول الوقت بالملل و الضجر و البطء، و ننظر إلى ساعاتنا، حتى إذا وصلنا سالمين بدأنا نسب و نلعن لأننا تأخرنا نصف ساعة. و نركب الطائرة النفاثة لنصل إلى بيروت في دقائق، و نشكو مر الشكوى لأن الضباب و العواصف أخرت وصولنا عشر دقائق. و حينما نسافر غدا بالصواريخ إلى المريخ سوف نكون أكثر مللا و تعجلا و سنقول: ما هذه الصواريخ اللكع؟ ألا يعرفون في مصلحة الصواريخ قيمة الوقت؟ و سوف تتضاعف قيمة الوقت بالفعل. ستكون الساعة كافية للدوران حول العالم، و سيكون الشهر مهلة عظيمة لجولة في المجموعة الشمسية. و سوف تزداد الإمكانيات، و لكن سوف تتضاءل السعادة. و كلما ازدادت الإمكانيات ازداد الطمع. و كلما ازدادت السرعة ازدادت العجلة. و كلما ازداد الترف ازدادت الشكوى. تماما مثل حكاية الغني الذي يزداد طمعا كلما ازداد ثراء. و هذا شأن المكاسب المادية، كلما ازدادت ازداد الافتقار إليها و إلى المزيد منها، و بالتالي ازدادت التعاسة. لأن السعادة موطنها القلب و ليس الجيب، و لا عبرة فيها بازدياد الإمكانيات المادية. السعادة تنبع من الضمير. و من علاقة الإنسان بنفسه و علاقته بالله و هي في أصلها شعور ديني و ليست شعورا ماديا. و هي تنبع من إحساس الإنسان بأنه ليس وحده و أن الله معه، و أن العناية تحوطه و الإلهام الخير يسعفه، و أنه يقوم بكل واجباته. و لهذا يمكن أن ينتحر مليونير يملك باخرة و طائرة و عدة ملايين من الدولارات في حين تجد الراهب الذي يعيش على الكفاف يضيء وجهه بسكينة داخلية لا حد لها، و يسارع إلى نجدة الآخرين في محبة و سعادة، لأنه يؤمن بأن للحياة معنى و حكمة، و أنها لم تخلق عبثا، و إنما خلقها العادل الرحيم. |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة lion heart ; 01-04-2012 الساعة 11:25 PM
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
الموضوع الثالث من كتاب (الشيطان يحكم) | lion heart | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 0 | 03-04-2012 07:10 PM |
مقتطفات من كتاب ( الشيطان يحكم ) الموضوع الثانى | lion heart | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 5 | 03-04-2012 06:21 PM |
مقتطفات من كتاب ((الشيطان يحكم)) للدكتور مصطفى محمود | mahmoudzone | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 1 | 26-12-2011 03:37 PM |
من هو ابليس ( منقول من كتاب مكائد الشيطان ) | jackel240 | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 30 | 19-10-2009 04:17 AM |