بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-07-2009, 04:14 PM | #1 | ||||||||||
|
***نبذه عن المتنبى*** المتنبي خلاصة الثقافة العربية الإسلامية في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة. هذه الفترة كانت فترة نضج حضاري في العصر العباسي ، وهي في الوقت نفسه كانت فترة تصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العالم العربي . فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء، وقادة الجيش ومعظمهم من الأعاجم، ثم ظهور الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام ، ثم تعرض الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية ثم الحركات الدموية في داخل العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة. لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ثم هم وسائل صلة بين الحكام والمجتمع بما تثبته وتشيعه من مميزات هذا الأمير وذلك الحاكم ، فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف على ذاك. والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلا يرتحل إلى غيره فإذا كان شاعرا معروفا استقبله المقصود الجديد، وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته. في هذا العالم المضطرب المتناقض الغارق في صراعه الاجتماعي والمذهبي كانت نشأة المتنبي وقد وعي بذكائه ألوان هذا الصراع وقد شارك فيه وهو صغير، وانغرست في نفسه مطامح البيئة فبدأ يأخذ عدته في أخذه بأسباب الثقافة والشغف في القراءة والحفظ. وقد رويت عن أشياء لها دلالاتها في هذه الطاقة المتفتحة التي سيكون لها شأن في مستقبل الأيام والتي ستكون عبقرية الشعر العربي. روي أنه تعلم في كتاب كان يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعرا ولغة وإعرابا. وروي أنه اتصل في صغره بأبي الفضل بالكوفة، وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله. وروي أنه كان سريع الحفظ، وأنه حفظ كتابا نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه، وغير ذلك مما يروى عن حياة العظماء من مبالغات . . . ولم يستقر في موطنه الأول الكوفة وإنما خرج برحلته إلى الحياة خارج الكوفة وكأنه أراد أن يواجه الحياة بنفسه ليعمق تجربته فيها بل ليشارك في صراعاتها الاجتماعية التي قد تصل إلى أن يصطبغ لونها بما يسيل من الدماء كما اصطبغ شعره وهو صبي . . هذا الصوت الناشئ الذي كان مؤهلا بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أدرك أن مواجهة الحياة في آفاق أوسع من آفاق الكوفة تزيد من تجاربه ومعارفه فخرج إلى بغداد يحاول أن يبدأ بصراع الزمن والحياة قبل أن يتصلب عوده، ثم خرج إلى بادية الشام يلقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم ويمدحهم فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص. كان في هذه الفترة يبحث عن فردوسه المفقود، ويهيئ لقضية جادة في ذهنه تلح عليه، ولثورة حاول أن يجمع لها الأنصار، وأعلن عنها في شعره تلميحا وتصريحا حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره، حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في اللاذقية، فلم يستمع له وإنما أجابه مصرا : أبـا عبـد الإلـه معاذ أني خفي عنك في الهيجا مقامي ذكرت جسيـم ما طلبي وأنا تخاطر فيـه بالمهج الجسام أمثلـي تـأخذ النكبات منـه ويجزع من ملاقاة الحمام ؟ ولو برز الزمان إلى شخصا لخضب شعر مفرقه حسامي إلا أنه لم يستطع أن ينفذ ما طمح إليه. وانتهى به الأمر إلى السجن. سجنه لؤلؤ والي الأخشيديين على حمص بعد أن أحس منه بالخطر على ولايته، وكان ذلك ما بين سنتي 323 هـ ، 324 هـ . البحث عن النموذج : خرج أبو الطيب من السجن منهك القوى . . كان السجن علامة واضحة في حياته، وكان جدارا سميكا اصطدمت به آماله وطموحاته، وأحس كل الإحساس بأنه لم يستطع وحده أن يحقق ما يطمح إليه من تحطيم ما يحيط به من نظم، وما يراه من فساد المجتمع. فأخذ في هذه المرحلة يبحث عن نموذج الفارس القوى الذي يتخذ منه مساعدا على تحقيق طموحاته، وعلى بناء فردوسه. وعاد مرة أخرى يعيش حياة التشرد والقلق، وقد ذكر كل ذلك بشعره. فتنقل من حلب إلى إنطاكية إلى طبرية حيث التقى ببدر بن عما سنة 328 هـ، فنعم عند بدر حقبة، وكان راضيا مستبشرا بما لقيه عنده، إن الراحة بعد التعب، والاستقرار بعد التشرد، إلا أنه أحس بالملل في مقامه، وشعر بأنه لم يلتق بالفارس الذي كان يبحث عنه والذي يشاركه في ملاحمه، وتحقيق آماله. فعادت إليه ضجراته التي كانت تعتاده، وقلقه الذي لم يبتعد عنه، وأنف حياة الهدوء إذ وجد فيها ما يستذل كبرياءه. فهذا الأمير يحاول أن يتخذ منه شاعرا متكسبا كسائر الشعراء، وهو لا يريد لنفسه أن يكون شاعر أمير، وإنما يريد أن يكون شاعرا فارسا لا يقل عن الأمير منزلة. فأبو الطيب لم يفقده السجن كل شيء لأنه بعد خروجه من استعاد إرادته وكبرياءه إلا أن السجن كان سببا لتعميق تجربته في الحياة، وتنبيهه إلى أنه ينبغي أن يقف على أرض صلبة لتحقيق ما يريده من طموح. لذا فهو أخذ أفقا جديدا في كفاحه. أخذ يبحث عن نموذج الفارس القوي الذي يشترك معه لتنفيذ ما يرسمه في ذهنه. ***شعر المتنبى*** وهَبنــي قلـت: هـذا الصبـحُ لَيـلٌ _________________________ أَيعمــى العــالَمونَ عَـن الضّيـاء؟ _________________________ * * * وإذا خَــفيتُ عــلى الغَبِـيِّ فَعـاذِرٌ _________________________ أنْ لا تَـــراني مُقْلَـــةٌ عَمْيــاءُ _________________________ * * * صَغُـرْتَ عَـنِ المـديحِ فقُلْـتَ أُهجَـى _________________________ كــأَنَّكَ مـا صَغُـرْتَ عَـنِ الهِجـاءِ _________________________ * * * مــا الخِــلُّ إِلا مَــن أَودُّ بِقَلبِــهِ _________________________ وأَرَى بِطَــرفٍ لا يَــرَى بِسَــوائِهِ _________________________ * * * لا تَعــذُل المُشــتاقَ فــي أَشـواقِهِ _________________________ حــتّى يَكُـونَ حَشـاكَ فـي أَحشـائِه _________________________ * * * الباء فَـالمَوْتُ أَعْـذَرُ لـي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي _________________________ والــبَرُّ أَوْسَــعُ والدُّنْيـا لِمَـنْ غَلَبـا _________________________ * * * أظْمَتْنِـــيَ الدُّنْيــا فَلَمَّــا جئْتُهــا _________________________ مُستَسِــقياً مَطَــرَتْ عَـلَيّ مَصائِبـا _________________________ * * * فــالمَوْتُ تُعْـرَفُ بالصِّفـاتِ طِباعُـهُ _________________________ لــم تَلْــقَ خَلْقــاً ذاقَ مَوْتـاً آئِبـا _________________________ * * * كَثِــيرُ حَيــاةِ المَـرْءِ مِثْـلُ قَلِيلِهـا _________________________ يَــزُولُ وبـاقي عَيشِـهِ مِثْـلُ ذاهِـبِ _________________________ * * * وقــد فــارَقَ النـاسَ الأَحِبَّـةُ قَبلَنـا _________________________ وأَعيــا دواءُ المَــوت كُـلَّ طَبِيـبِ _________________________ * * * فــرُبَّ كَــئِيبٍ لَيسَ تَنـدَى جُفونُـهُ _________________________ ورُبَّ نَــدِيِّ الجَــفنِ غــيرُ كَـئِيبِ _________________________ * * * إِذا اســتقبَلَتْ نَفسُ الكَــرِيمِ مُصابَهـا _________________________ بِخُــبثٍ ثَنَــتْ فاسـتَدبَرَتْهُ بِطِيـبِ _________________________ * * * وفـي تَعـبٍ مَـن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها _________________________ ويَجــهَدُ أَنْ يَــأتي لَهــا بِضَـرِيبِ _________________________ * * * ومـن صَحِـبَ الدُنيـا طَـويلاً تَقَلَّبَـتْ _________________________ عـلى عَينِـهِ حـتَّى يَـرَى صِدْقَها كِذْبا _________________________ * * * ومـن تكُـنِ الأُسْـدُ الضَّـوارِي جُدودَهُ _________________________ يَكُـنْ لَيلُـهُ صُبحـاً ومَطعَمُـهُ غَصْبـا _________________________ ولَســتُ أُبـالي بَعْـدَ إِدراكِـيَ العُـلَى _________________________ أَكــانَ تُراثـاً مـا تَنـاوَلتُ أم كَسْـبا _________________________ * * * أَرَى كُلَّنــا يَبغِــي الحَيــاةَ لِنَفْسِـهِ _________________________ حَرِيصـاً عليهـا مُسْـتَهاماً بِهـا صَبَّـا _________________________ فحُــبُّ الجَبــانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقــا _________________________ وحُـبُّ الشُـجاعِ الحَـرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا _________________________ ويَخــتَلِفُ الرِزْقــانِ والفِعـلُ واحِـدٌ _________________________ إلـى أَنْ تَـرَى إِحسـانَ هـذا لِـذا ذَنْبا _________________________ * * * وكــــم ذَنْـــبٍ مُوَلِّـــدُهُ دَلالٌ _________________________ وكـــم بُعـــدٍ مُوَلِّــدُهُ اقــتِرابُ _________________________ وجُـــرمٍ جَــرَّهُ سُــفهاءُ قَــومٍ _________________________ وَحَــلَّ بِغَــيرِ جارِمِــهِ العَــذابُ _________________________ * * * وإنْ تكُـنْ تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصُرَهـا _________________________ فـإنَّ فـي الخَـمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ _________________________ * * * وَعــادَ فـي طَلَـبِ المَـتْروكِ تارِكُـهُ _________________________ إنَّــا لَنَغفُــلُ والأيَّـامُ فـي الطَلَـبِ _________________________ * * * حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة _________________________ وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ _________________________ * * * لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ _________________________ مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي _________________________ فَمــا الحَداثــةُ مــن حِـلْمٍ بِمانِعـةٍ _________________________ قـد يُوجَـدُ الحِـلْمُ فـي الشُبَّانِ والشِيبِ _________________________ * * * وَمــا الخَــيلُ إلاَّ كـالصَديقِ قَلِيلـةٌ _________________________ وإن كَـثُرَت فـي عَيْـنِ مَـن لا يُجرِّبُ _________________________ * * * لَحَـى اللُـه ذي الدُنيـا مُناخًـا لِـراكِبٍ _________________________ فكُــلُّ بَعِيــدِ الهَــمِّ فيهـا مُعـذَّبُ _________________________ * * * وكُـلُّ امـرِىءٍ يُـولي الجَـمِيلَ مُحببٌ _________________________ وكُــل مَكــانٍ يُنبِـتُ العِـزَّ طَيـبُ _________________________ * * * وأَظلَـم أَهـل الظُلْـمِ مَـن بـاتَ حاسدًا _________________________ لِمَــن بــات فــي نَعمائِـهِ يَتَقَلـبُ _________________________ * * * وللســرِّ مِنّــي مَــوضِعٌ لا يَنالُـهُ _________________________ نَــدِيمٌ وَلا يُفضِــي إليــهِ شَـرابُ _________________________ * * * أَعَـزُّ مَكـانٍ فـي الـدُنَى سَـرجُ سابِحٍ _________________________ وخَــيرُ جَـليسٍ فـي الزَمـانِ كتـابُ _________________________ * * * وَمـا أَنـا بِالبـاغي عـلى الحُبّ رِشوةً _________________________ ضَعِيـفُ هَـوًى يُبغـى عليـهِ ثَـوابُ _________________________ * * * إذا نلــتُ منـكَ الـود فالمـال هَيـن _________________________ وكُــل الَـذي فَـوَقَ الـتُرابِ تـرابُ _________________________ * * * ومَـــن جَـــهِلَت نَفســهُ قَــدرَهُ _________________________ رَأًى غَــيرُهُ مِنــهُ مــا لا يَــرَى _________________________ * * * نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا _________________________ نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ _________________________ * * * لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى _________________________ حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ _________________________ * * * يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه _________________________ مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ _________________________ * * * وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ _________________________ كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ _________________________ فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ _________________________ فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــ ****مقالات عن المتنبى*** ***مقدمة أبي العلاء المعري*** بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين ،وصلّىاللّه على سيدنا محمد وعترته المنتخبين . قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي - من أهل معرّة النعمان-: سألني بعض الناس أن أنشئ مختصرا في تفسير شعر أبي الطيب، فكرهتُ ذلك، وسألتُه الإعفاء، فأجاب. ثم تكرر السؤال، فأصبحت، فكأني في القياد، وأنا كما قيل: "مكرَه أخوك لا بطل" وكم حلّى فضلُه العطل"، وأمليتُ شيئا منه، ثم علمتُ أنني في ذلك من الأخسرين أعمالا، لا أكتسب به في العاجلة ولا الآجلة إجمالا، لأن القريض له زمان، ومن بلغ سنّى فما له من الحتف مآل، وذكر لي المجتهدُ في خدمة الأمير عزيز الدولة وغرسها، أبي الدوام ثابت، ابن تاج الأمراء فخر الملك، عُمدة الإمامة، وعدة الدولة ومعزها، ومجدها، ذي الفخرين، أطال الله بقاءه، وأدام أيامه، أبو القاسم عليّ بن أحمد المقري: إن الأمير أبا الدوام أمره أن يلتمس لدى شيئا من هذا الفن، فنهضت نهضة كسير، لا يقدر على المسير، وأنشأت معه شيئا عنِى مقداري من مقدار الآمر، ولست في المناصحة بالمخامر، وتقاضاني بالمراد، مخلص فيما كلف مُبِرّ، على أني بالمعجزة مُقِرّ، فكان كما قال القائل: إذا ما تَقَاضَى المرء يَوْمٌ وليلةٌ تَقاَضاه شئٌ لا يُمل التقاضِيَا وأتممتُ ما كنتُ بدأتُ فيه. والله المستعان، وبه التوفيق. منقول*** |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
الشاعر المتنبى | _SheriL_ | آرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة | 10 | 29-11-2013 05:07 PM |
رائعه المتنبى : (عتاب وفخر) | a7lashabab | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 7 | 10-11-2010 09:10 AM |
اكبر مكتبة اشعار المتنبى ( (ابل ما نبدا اي حد عيز اي شعر لي اي شاعر موجود ))))) | man max 20 | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 1 | 10-01-2010 04:02 PM |