حفظ بياناتي ؟

1/01/2023

22/05/2024_hema

22/05/2024_hema

END_shaher_01/01/2025

Ahmed_k_nayel_01_01_2025

END_02/12/2024

END 29/01/2025

END 30/02/2025_Belal

END 06/01/2025

END 12/01/2025

END _14/01/2025_Karuoke

END _14/01/2025_Karuoke

END 18/01/2025

END 20/01/2025_coinY

END 20/01/2025_1418

END 30/01/2025

END 30/01/2025

END 01/02/2025

END 13/02/2025

25/01/2022

QueenSro_01_10_2024

Ahmed_k_nayel_01_01_2025

ibrahim_END 07/1212024

END 29/01/2025

END 12/01/2025

END _14/01/2025_Karuoke

END 18/01/2025

END 20/01/2025_coinY

END 30/01/2025

END 30/01/2025

END 06/02/2025

END 06/02/2025

END_shaher_01/01/2025

END_16/02/2025

 الـجـروب الـرسـمى لـلـمـنـتـدى FaceBook | Official Group 



بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-2013, 09:05 PM   #16

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



علم الآثار والتنقيب عن الأثار



الآثار المصرية ، علم حديث النشأة ، يرجع إلى منتصف الفن الثامن عشر ، حين قام الملك شارل بالحفر فى موقعين أثرين جنوب العاصمة نابولى وكانت الأثار التى عثر عليها الشرارة الأولى لحب التعرف على حضارات الشعوب الأولى . وبداية من عام 1748 مبدأ التسابق على جمع الأثار القديمة وحفظها فى قصور أو متاحف .





أما فى العصور القديمة فأقتصر الاهتمام بالأثار على الرحالة والمؤرخين مثل هيردورت وأقتصر العمل على كتابات تصف هذه الأثار وأخبار أهلها وظلت هذه الكتابات هى المصدر الوحيد لمعرفة تاريخ الشعوب ، ولم تسلط الأضواء على أثار مصر وحضاراتها إلا عند نشر أجزاء كتاب " وصف مصر " لعلماء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م والتى ظهرت فى أوروبا فى حوالى عام 1816م ومع العثور على حجر رشيد ونجاح العلماء وعلى رأسهم " شامبليون" حل شفره اللغة المصرية القديمة بدأت حركة علمية كبيرة لكشف غموض الحضارة المصرية القديمة .








ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت الهجمات الشرسة التى شهدتها الأثار المصرية من الأوروبيين الإقتناء والحصول على الأثار الفرعونية ، كان هناك الضرورة لإنشاء مصلحة الأثار المصرية على يد " أوجست ماريت " عام 1850م وهو عالم أثار فرنسى ، الذى بدأ فى إنشاء المصلحة واصبح هو أول رئيس لمصلحة الأثار المصرية ونظم عمليات الحفائر للآثار وإنشاء المتحف المصرى الأول 1858م . وظهرت أيضا الجمعيات العلمية للآثار المصرية فى لندن والقاهرة .








واخذ علم المصريات يتطور وينمو على أيدى العديد من العلماء الأجانب مثل " فلندز بيترى " الذى وضع نظماً وأساليب جديدة للبحث عن الأثار المصرية وبدأت الاكتشافات الأثرية تتوالى أهمها أوراق بردى ، الممياوات الملكية فى الأقصر ومع بداية القرن العشرين بدأت الكنوز المصرية تفصح عن نفسها مثل كنوز الملك " توت عنخ أمون " وما أحدثته فى العالم من شهرة عام 1922 على يد الإنجليزي " هوارد كارتر " ، وظهرت مدراس للدراسات المصرية فى فرنسا وأمريكا وإنجلترا كان لعلمائها الأثر الكبير فى تقدم هذه الدراسات بفروعها المختلف من أثار وفن ولغة وعمارة وآداب الخ .






لقد أصبح علم الأثار المصرية من العلوم الثابته الأركان الواسعة النطاق وأصبح الأن فى الأمكان استعراض تاريخ وحضارة مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن. ولكن رغم ما حققته الدراسات الأثرية من تقدم فإن علم الآثار لا يزال يحتاج إلى جهود كبيرة لاستكمال بعض نواحى النقص فيه . ومع الجهود الجبارة التى نبذل ، يترقب علماء الأثار المصرية ما تكشف عنه كل يوم التنقيبات الأثرية التى تجرى فى مصر ، وكل نص جديد يلقى ضوءا ولو خافتا على ناحية من نواحى هذا الفكر والثقافة عند المصريين القدماء ، ولا يزال أمامنا عشرات من السنين بل مئات منها يقوم علماء آثار أثناءها بمجهودات معتمدين على ما سوف نظره التنقيبات الجديدة من آثار.
يتبع


توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
إعلانات google

قديم 01-08-2013, 09:06 PM   #17

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



نظريات حديثة فى علم المصريات للمُعد




. الجنـــــة والنـــــــــــار


عاش المصرى القديم على ضفاف النيل من ألاف السنين يبنى حضارته العظيمة، ولقد تعايش مع البيئة المصرية الطبيعية منها وغير الطبيعية، وكان للطبيعة الجغرافية لمصر أثرًا كبيرًا فى تشكيل وإظهار عقائده التى اعتنقها وصاحبته طوال حياته عبر العصور الفرعونية، بل وفى عقائده الدينية والجنائزية وبعد وفاته.
فكما آمن بالحياة وعمل بكل طاقته الذهنية والبد نية فى الاستفادة بكل ما أتاحته البيئة المصرية من أرض وما بها من كنوز، ومناخ وظواهر طبيعية، وأيضًا الكون وما به من ظواهر فأنتج لنا حضارة عظيمة أساسها الإيمان بالحياة، فعمل لها كأنه سيعيش أبد الدهر فبرع فى كل مجالاتها، وأصبحت مصر نبراسًا للشعوب الأخرى.
وكما آمن المصرى القديم بالخير وحث عليه طوال حياته، وأوصى به لأولاده وأولاد أولاده، وآمن – أيضًا - بالشر وأوصى بالبعد عنه واستطاع خلال حياته الدنيوية عبر ثلاثة آلاف عام أن يسجل التعاليم من الحكماء بالدعوة للخير والسلام، والتمجيد والاستحسان للأخيار، وأوفر الجزاء فى الدنيا للأبرار على حد سواء.
وفى عقيدة البعث والخلود التى آمن بها وهى نتاج الظواهر الطبيعية التى لاحظها وأثرت فى هذه العقيدة، فقد رأى بعد كل غروب للشمس شروق، وبعد كل فيضان فيضان آخر، وبعد إنبات النبات إنبات آخر. فآمن بأن له حياه أخرى بعد الموت، وكما آمن بالخير والشر فى الحياة الدنيا، فقد عمل على تمييز الأخيار عن الأشرار وإعطاء كل ذى حق حقه سواء بالجزاء الحسن أو العقاب الصارم.
وكما اعتقد بأن هناك جنة للأبرار، وهى ما أطلق عليه اسم ( يارو) أى حقول أوزير، اعتقد أيضًا أن هناك نارًا وجحيمًا للأشرار، وأطلق عليها (سج)، ولهذا آمن بوجود محاكمة فاصلة للموتى بعد الموت لكل متوفى أمام (أوزير) إله العالم الآخر ورب الموتى فلابد من محاكمة عادلة لكل إنسان ليلقى جزاء ما اقترفت يداه خلال حياته الأولى، إن كان خيرًا فخير وإن كان شرًا فشر.




الجنة كما تخيلها المصرى القديم


أولاً: المحاكمة

يعتقد المصريون القدماء – بعد الموت – أن إقامتهم بالقبر ليست أبدية، إنما هناك محاكمة إلى حياة أخرى وهى الحياة الأبدية الخالدة.




وهى ما عبر عنها فى اللغة المصرية القديمة (دى عنخ جت جح ) وترجمتها (ليعطى الحياة أو الأبدية)، والتى كانت تختم بها كل دعوا تهم على المقابر.
وليعبر هذه الفترة بين الموت والحياة الثانية لابد من محاكمة أمام إله العالم الآخر (أوزير). وقد تخيل المصريون القدماء المحاكمة بطرق مختلفة وإن اجتمعوا على العناصر الرئيسة فى تصورهم لها، مع الوضع فى الاعتبار أن ما ورد إلينا من مناظر للمحاكمة تم تصويره باختيار صاحب المقبرة قبل وفاته، وطبقًا لرغباته هو وما يتمنى لنفسه، كما ظهرت فى التعويذات 30و125 من كتاب الموتى.






فنجد فى الجزء الأول من منظر المحاكمة، وغالبًا ما يكون أعلى المنظر، والذى يبدأ بتصوير المتوفى واقفًا أو راكعًا يبرئ نفسه أمام الإله (أوزير) فقط والبعض الآخر صور نفسه أمام جميع الآلهة العظيمة والكبرى، مثل: (رع، جب، نوت، حتحور، إيزيس، حورس) مُدللاً على براءته لهم من أى ذنب. فى حين نجد أن البعض الآخر صور نفسه أمام اثنين وأربعين إله ممثلى العدالة فى أقاليم مصر كل الاثنين وأربعين مقاطعة، على رأس كل منهم ريشه العدالة والتى كان يطلق عليها اسم (ماعت)، والمثال الأول أراد المتوفى (أثناء حياته) أن يؤكد براءته من أى ذنب أو إثم أمام الآلهة؛ مما يؤكد تدينه وثقته المفرطة لكى يثبت براءته أمام كل الآلهة. والمثال الثانى أراد المتوفى إبراء نفسه فى كل مقاطعات مصر ويقسم بأسماء هؤلاء الآلهة كل باسمه وينفى عنه ذنب من الذنوب. فيبدأ بمناجاة كل إله باسمه ولقبه وينفى عن نفسه ذنب مثل لم أسرق، لم أقتل.



محاكمة المتوفى فى العالم الآخر أمام أوزير


وحينينتهى هذا المشهد حتى ويعطى له الإذن بالدخول إلى قاعة العدالة والمحاكمة أمام رب العالم الآخر (أوزير) والتى صورت على هيئة قاعة واسعة بها عرش (أوزير) داخل مقصورته وأمامه الآلهة (حتحور أو إيزيس و نفتيس). وهنا يظهر المتوفى قادمًا يسوقه من يده إلى المحاكمة الاله (حورس) وخلف المتوفى (الكا) الخاص به و(الكا)هو القرين الذى لازم المتوفى أثناء حياته وبعد مماته ليلاً ونهارًا كظله فهو يعلم عنه كل شىء ووجوده هنا ليكون شاهدًا عليه، فهو يعلم عنه كل شيء ويتوارد إلى الذهن هنا المشهد نفسه فى يوم الحساب فى الإسلام من أن كل إنسان سوف يكون معه سائق وشهيد عليه.
فكيف توارد إلى الذهن المصرى القديم هذا المشهد رغم نزول القرآن بحوالى ألف عام من انتهاء العصر الفرعونى؟

وخلف المتوفى تقف الإلهة (ماعت) ربه العدالة التى زينت رأسها برمز العدالة الريشة (ماعت)، والتى توضع فى الميزان لوزن القلب وبين عرش (أوزير ) والمتوفى وقرينه وحورس وماعت نجد فى منتصف القرد والقرد هنا هو الإله (جحوتى) رب الحساب والعلم وفى بعض المناظر الأخرى يظهر أبو قردان الملقب ب(تحوت) رب الحساب وهو يقوم بتدوين نتيجة الوزن لتقديمه للإله (أوزير) وفى الميزان أن الكفة التى بها قلب المتوفى الواقف بجوار الميزان. أما رمز العدالة سواء (الريشة) أو رمز الإلهة (ماعت ) وعلى رأسها الريشة ناحية الإله (أوزير)، وفى الغالب يقوم المتوفى بطلب تمثيل القلب فى نفس وزن الريشة بالتساوى من الرسام المعد للمنظر ولم يعثر على منظر يمثل القلب أثقل أو رمز العدالة أثقل، فكل المناظر تمثل القلب فى نفس وزن رمز العدالة، لأن هذا دليل البراءة للمتوفى الطيب.



الآلهة "ماعت" ربة العدالة



وهذا يدل أن المصرى القديم اعتقد أن القلب، والذى أطلق عليه اسم (إيب) هو مصدر الخير أو الشر فالقلب هو وعاء الأعمال، فكما يقال (قلب حجر أو قلب أسود ) لتشبيه الأشرار، فالمصرى القديم شبه هذا بالقلب الملىء بالآثام والذنوب لابد وأن يكون ثقيلاً.
وفى الإسلام نجد أن فى أحاديث الرسول الكريم ما فحواه (أن فى الجسد لمضغة أن صلحت، صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله، وأيضًا (التقوى ها هنا، وكان يشير إلى قلبه) وأيضًا (أن الله لا ينظر إلى وجوهكم ولكن ينظر إلى ما وقر فى قلوبكم). أى أن الأعمال السيئة تبقى فى القلوب، وإدخال شيء إلى شيء يثقل من وزنه فالفيصل هنا وزن القلب.
وفى القرآن الكريم ورد ذكر الميزان فى سورة الرحمن (والسماء رفعها ووضع الميزان) وأيضًا (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) سورة الزلزلة.
ويقول العامة الآن فى مصر (قلب خفيف) و(قلب ضعيف) و (قلب حجر) و (قلب أسود).
هذه أمثلة تثبت لنا أن القلب المملوء بالآثام والذنوب يكون ثقيلاً، لمعرفة صدق هذا الإنسان من غيره لابد من وزن القلب. ولحرص المتوفى قبل وفاته يطلب من الفنان تصوير وزن قلبه مساوى لوزن رمز العدالة دليل على براءته من أى ذنب.

فكيف توارد إلى ذهن المصرى القديم هذه الفكرة ؟

وعند وزن القلب وإثبات براءته من الذنوب يسجل (تحوت) إله الحساب النتيجة ويعرضها على (أوزير) رب العالم الآخر الذى يوافق بعد هذا على منح المتوفى الحياة (عنخ) ليبدأ حياته الآخر.

(مع خرو) بمعنى صادق الصوت

بجوار الميزان يقبع إله آخر شكله المصرى القديم على هيئة حيوان رمزى مكون من رأس تمساح ومقدمة أسد ومؤخرة سبع البحر وأطلق عليه اسم (عامو)، أو (عم عم)، أو (يم يم) وهو ما أطلق عليه بالعربية (الملتهمة) الذى يلتهم قلب الآثمين إذا ما أثبت الميزان جرمهم فى حالة ثقل القلب. ومعنى التهام هذا الإله القلب فقدان المتوفى قلبه وحياته سواء فى البر أو النهر أو البحر فليس له مكان على الأرض مره أخرى.

ثانيًا: الجنة للأبرار (يارو)

فبعد المحاكمة وحين تظهر براءة المتوفى ويسجل هذا الإله (تحوتى) رب الحساب ويعرضه على الإله (أوزير) رب العالم الآخر الذى يقوم بإعطاء المتوفى حياته الثانية المتمثلة فى علامة (عنخ) ليبدأ حياته الجديدة.
ونجد أن المصرى القديم قد سجل فى كتاب (البوابات ): ( إن أبدانكم سوف تقوم من أجلكم). (إن عظامكم سوف تلتحم من أجلكم ). (سوف ينزعون عنكم أكفان المومياء وتلقون جانباً أقنعة المومياء) (تحرروا مما يضجركم كى تتمتعوا بالحقول (يارو ) الجنة وتصوير المصرى القديم للجنة (يارو)أو حقول الإله أوزير كما وردت فى كتاب الموتى التعويذة 110.
عبارة عن أنهار ماء تجرى باللون الأزرق وبينها حقول (أوزير) والمتوفى ويزرع وبها عيون ماء مختلفة الألوان ويقوم المتوفى بالإبحار بحريه فى هذه الأنهار بمركب صغير يحمله وحده. وفى بعض المناظر تكون زوجته خلفه فى حقول (أوزير).


ومنظر آخر يمثله وهو جالس أمام مائدة القرابين يأكل ويشرب من الطعام والفواكه والمشروبات وصور منها (الخبز– البيرة- البصل– اللحم– الخس– البط– الإوز) ومن الفواكه (الرُمان ـ العنب ـ التين ـ .........).
والسؤال؟ لماذا تصور المصرى القديم الجنة بهذه الكيفية ؟
لقد تخيل أن هذه الجنة تحت الأرض، وسبب ذلك دفن المتوفى تحت الأرض فى المقبرة ووجود الأنهار نابع عنده من حفر الآبار وخروج الماء منها.
لذا تخيل أن هذه الجنة للحياة الآخرى أسفل الأرض بها أنهار كثيرة تروى منها حقول أوزير، ولكن ماذا عن شكل البحيرات واختلاف ألوانها التى تعطى انطباعًا لتغير مذاقها؟

أرغفة عيش مع المتوفى

ويتبارد للذهن ما ورد فى الإسلام عن الجنة للمؤمنين الصالحين "لكن الذين إتقوا ربهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خير للأبرار" سورة أل عمران آية 198، وأيضًا "تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم" سورة النساء آية 13.
وما ورد عن وجود أنهار مختلفة فى شرابها ومذاقها وألوانها " وأتهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين" محمد 15 كذلك ورد عن الإسلام كلمة "خالدين فيها أبدا".البينة 8
وهى ما كان المصرى القديم يقول فيها (جت حح ) بمعنى خالدين ابدا باللغة المصرية القديمة وأن كان المصرى القديم تخيل الجنة صورة مصغرة لمصر وعيونها. إلا أن هذا التشابه بين وصف الجنة فى مصر القديمة وما ورد فى الكتب السماوية، ليعطى الحق للعقل البشرى أن يتسأل كيف ورد إلى ذهن المصرى القديم تصوره عن الجنة بهذه الصورة؟
والأرجح ومن المعقول إنه أخذها من رسل الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذين وفدوا على مصر فى عصور سبقت عصر الرسالات السماوية حيث زارها العديد منهم كما سنرى.

ثالثًا: النار أو الجحيم (سج)

كما اعتقد المصرى القديم فى الجنة للأبرار، فقد أعتقد –أيضًا- فى النار أو الجحيم للأشرار، ولقد أطلق عليها اسم (سج) ومعناها فى اللغة المصرية القديمة (النار)، وقد تخيلها المصرى القديم كما وردت على أوراق البردى بكتاب الموتى التعويذة رقم 17.
عبارة عن بحيرة باللون الأحمر يلقى فيها الأشرار فتحرق أجسادهم، وسر تمثيلها بالبحيرة وحتى لا يستطيع الآثم الخروج منها بسهولة. وفى بعض المناظر وتحاط هذه البحيرة بسور أسود سميك، ليس له مدخل أو مخرج مغلق تمامًا. فالداخل إليها مفقود وليس له سبيل للخروج منها، ويحيط بها من الخارج عشرة ثعابين من ثعابين الكبرا القاتلة والغرض منها الآثم الذى يحاول النجاة من بحيرة النار. وفى الأربعة أركان لهذه البحيرة نجد ثمان أو أربعة قرود قابعة على الكرسى لحراسة هذه البحيرة أو الجحيم لمنع الآثمين من الفرار ونجد فى بعض المناظر قرد واحد لكل ركن أو قردان وفى النهاية على الأربع جوانب من النار نجد علامة (سج) ومعناها النار. وفى منتصف البحيرة نجد جثث الآثمين محروقة، وقد أصبح لونها أسود، وبدون رأس .





ونجد أن كلمة (سج) باللغة المصرية القديمة، قريبة الشبه بمراد فها باللغة العربية (سجيل) آحد اسماء جهنم.

وقد ورد العديد من تصوير الجحيم أو النار فى كثير من البرديات ومناظر المقابر، وإن اختلفت التفاصيل إلا أن المضمون والأصل فيها واحد، ألا وهو تصوير حرق الآثمين فى بحيرة النار مفصولى الرأس، مقيدة أذرعهم وفى بعض المناظر فى وضع مقلوب.

وقد اعتقد المصرى القديم فى وجود العناصر الآتية:

·الحياة بعد الموت: أى البعث من الموت مرة أخرى ليحيى حياته الثانية، من أخبره بأن هناك حياه ثانية بعد الموت، وخاصة وهو لم ير أحد الموتى يبعث مرة أخرى ويخبره بما حدث!!
·الروح: وهى إحدى مكونات الإنسان التى اعتقد أنها تعيش فى الجسد مدى الحياة، ثم تتركه صاعدة إلى السماء على هيئة طائر له رأس ووجه المتوفى والتى أطلق عليها (با)، من أخبره عن الروح رغم كونها سر من أسرار الله ـ سبحانه وتعالى ـ لم يطلع بشر حتى الآن عنها ، (ويسألونك عن الروح ، قل هى من أمر ربى) وخاصة وهو لم يرى من قبل أحد الموتى وقد خرجت منه الروح !!
·القرين: وهو نسخة من الإنسان تلازمه طوال حياته تحت الأرض، ويتقابل معه عند المحاكمة للشهادة عليه سواء بالخير أو الشر، لأنه يراه ليل نهار أثناء حياته فالقرين الذى أطلق عليه المصرى (كا) يعلم كل صغيرة وكبيرة عنه، وقد ورد فى القرآن الكريم أن لكل إنسان قرين.
·المحاكمة أو الحساب: وهو يوم الحساب والجزاء الذى يشهده (أوزير) لمعرفة أعمال المتوفى من حيث صلاحها وفسادها. ففكرة الحساب والعقاب واردة فى الرسالات السماوية، فمن أين عرف المصرى القديم أن هناك يوم للحساب والعقاب فى العالم الآخر؟
·الميزان ووزن القلب: وهو المقياس الذى تخيله المصرى القديم لقياس مدى صلاح أو فساد الإنسان، ومعرفه كونه طيبًا أو خيرًا أو شريرًا.
·القلب أو النية: وهو مصدر الخير أو الشر فى الإنسان. والقلب وعاء الأعمال وكونه خفيفًا أى خاليًا من الآثام والذنوب دليل طيبته وصلاحه والجزاء الجنة وكونه ثقيلاً أى مليئًا بالآثام والذنوب دليل فساده وشروره فمصيره النار أو الجحيم.
·الجنة (يارو): وهى حقول الإله (أوزير) رب العالم الآخر وهى جزاء الأبرار ليحيوا حياه ثانية هنيئة تجرى من تحتها الأنهار، وبها عيون للشراب ويعيش بها مع الآلهة.
النار أو الجحيم (سج): وهى الجحيم أو جهنم للأشرار، عقابًا على ما اقترفت أيديهم من آثام وذنوب.
وهنا وقفة مع المصرى القديم، فنحن نجد أن هناك تشابهًا كبيرًا بين معتقدات المصرى القديم وما ورد فى الرسالات السماوية وخاصة الإسلام عن البعث والحياة والجنة والنار، رغم أن المسيحية والإسلام بدأت حوالى بعد 332 عامًا و 940 عامًا بعد انتهاء الحضارة المصرية، وهذا يرجع إلى أن مصر أرض الحضارات، شهدت زيارات للعديد من أنبياء الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذين حملوا للبشرية أعظم الرسالات لبنى الإنسان لكى يستطيع الحياة على الأرض فى سلام.

فقد شهدت مصر (شيث) بن( آدم) عليهما السلام ثانى الأنبياء وأيضًا (إدريس) عليه السلام و (إبراهيم) وابنه (إسماعيل) عليهما السلام وقد تزوجا من مصر، وكذلك (يعقوب) وأولاده ومنهم ( يوسف) ـ عليهم السلام ـ ومن أحفاد أحفاده (موسى) -عليه السلام- كل هؤلاء الأنبياء عاصروا مصر الفراعنة، وحملوا رسالات الله إلى الإنسان والإنسانية لتذكير الإنسان عامة بخالقه ولإعلامه بوجباته وحقوقه ودوره فى الحياة. ونظرًا للتطور الكبير للجنس البشرى، فكان الله يرسل رسالتة الواحدة تلو الآخر لتواكب هذا التطور ولإرشاد الإنسان إلى الطريق المستقيم. ولقد وجدت هذه الرسالات من الرسل من يتلقى منها وينتقى بعض من مفاهيمها ونقصد بهم الكهنة بالمعابد المصرية القديمة فقاموا بمزج هذه العقائد القديمة بما علموا به من خلال تلك الرسالات، فحدث هذا التشابه العجيب بين الرسالات السماوية وبين المتعقدات المصرية.

يتبع



توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 09:07 PM   #18

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



. المراكـب الجنائزيــة
اعتاد الملوك الفراعنة منذ عصر الدولة القديمة 2700-2200ق م، عند إنشاء أهرامهم بإعداد حفر على هيئة مراكب منقورة فى الصخرة، بجوار هذه الأهرامات، يحفظ بداخلها أخشاب مراكب مفككة كل منها تحتوى على أخشاب مركب واحدة، البعض منها كبير والآخر صغير، ويتراوح عدد هذه الحفر ما بين ثلاث وخمس وبالنسبة للملكات واحدة. وظل هذا الحال حتى بداية الدولة الحديثة، عندما استعاض عن هذه المراكب الحقيقية بأخرى صغيرة نموذج من المركب الكبير توضع مع الملوك داخل غرف الأثاث الجنائزى بالمقبرة.

وعند الكشف عن أول هذة المراكب عام 1954 على يد المهندس الصحفى كمال الملاخ الذى أطلق عليها اسم (مركب الشمس)، وهذه تسمية خطأ استمرت مستخدمة إلى يومنا هذا خاصة فى المطبوعات وإن تناولها السادة علماء الآثار على استحياء فى كتبهم وآرائهم الخاصة سواء بالموافقة على هذه التسمية أو الاختلاف فى الرأى، لكن نقول بيقين أنها أحد المراكب الجنائزية، وليست مركب شمس خاصة بإله الشمس (رع) كما تم تسميتها.


مركب الملك خوفو الجنائزية


و مما لا شك فيه أن هذه المراكب قد استخدمت خلال حياة الملك، سواء للتنزه بها على صفحة مياة النيل أو الإشراف وتفقد أحوال البلاد فى مصر العليا أو السفلى. و نظرًا لأنها من الممتلكات الخاصة للملك فمن الطبيعى لا يستخدمها سواه بعد الوفاة، لذا كان لزامًا على أهل الملك و الحاشية حفظ هذه المراكب فى حفر بجوار قبر الملك أى الهرم. و بعد أن يتم فكها إلى أجزاء و ترتيبها ترتيبًا منطقيًا بحيث يمكن إعادة ربط هذه الأجزاء مرة أخرى فى العالم الآخر.

و سواء أكان الهدف من حفظ المراكب بجوار المقابر كونها من أملاك الملك، ولا ينبغى لأحد استعمالها بعده، أو بهدف الاعتقاد فى استعمال الملك لها بعد الوفاة مرة أخرى، فنجد حرص المصريين القدماء على وضع مراكب الملوك بجوار أهرامهم.
أما فى خلال الدولة الحديثة 1575-950 ق م و مع استخدام الملوك لمقابر تنقر فى باطن الأرض، بدلاً من الأهرام و صعوبة حفر أماكن لهذة المراكب فقد استعاض عنها بنماذج صغيرة من 50 – 110 سم يتم وضعها ضمن الأثاث الجنائزى للملك داخل غرفة خاصة بجوار غرفة الدفن.
وكمثال للنوع الأول: مراكب الملك خوفو ثانى ملوك الأسرة الرابعة ـ الدولة القديمة و صاحب الهرم الأكبر و عددها خمس مراكب فقد ثلاثة منها وعثر على اثنين إلى الجنوب من هرمه عام 1954، بهضبة الأهرام بالجيزة.



مركب الملك خوفو


و كمثال للنوع الثانى: مراكب الملك توت عنخ آمون الأسرة الثامنة عشر ـ الدولة الحديثة و عثر عليها داخل مقبرته عام 1922 بالبر الغربى –وادى الملوك بالأقصر.



مركب الملك توت عنخ آمون

و السؤال المهم الآن:
لماذا احتفظ هؤلاء الملوك فعلا بهذة المراكب أو بمعنى أصح ما الغرض الحقيقى لاحتفاظ الملوك بهذه المراكب بجوار مقابرهم؟
فالسببين الأولين سواء كنها من أملاك الملك أو لا ينبغى لغيره من الملوك استخدامها و ضرورة حفظها بجوار هرمه لإعادة استخدامها مرة أخرى ولكن كيف سيتم استخدامها مرة أخرى؟

للوصول للإجابة على هذا السؤال ينبغ الرجوع إلى معرفة عقيدة المصريين القدماء خلال عصر الدولة القديمة الخاصة بمكانة الملوك بعد الوفاة.

فنجد فى عصر الدولة القديمة أن عقيدة عبادة الشمس هى العقيدة السائدة وأن إله الشمس (رع) أصبح هو الإله الرئيسى الذى يعبر السماء من الشرق إلى الغرب يوميًا.
و لما كان الاعتقاد السائد حينئذ أن الملك ابن إله الشمس و يلقب ب (سا رع) أى ابن إله الشمس رع خلال حياته الدنياوية ثم كان الاعتقاد أيضًا فى صعود الملك إلى السماء بعد وفاته ليلحق بأبيه (رع) و ينضم إلى موكبه اليومى.

لذا كثيرا ما صور الإله (رع) يعبر السماء فى مركبة المهيب و معه الملك و بعض الآلهة الأخرى تحت جسم الآلهة " نوت " ربة السماء سواء فى شكل إمرأة منحنية تلمس بأيديها وأرجلها أطراف الكون أو أركان الأرض الأربعة وجسمها مزين بالنجوم أو شكلت فى هيئة بقرة ويمر الموكب تحت بطنها ويبدأ الموكب من المؤخرة متجها نحو المقدمة حيث يتم ابتلاع ربة السماء للإله (رع) لإعادة ولادته مرة أخرى فى صباح اليوم التالى.
إذا كان من الضرورى أن يصاحب الملك الإله (رع) فى موكبه فى مركب خاص به. ولكن المراكب بصفة عامة يقتصر استخدامها فقط في النيل أو البحار أى فى الماء. فكيف اعتقد المصرى القديم فى استخدام المراكب ليعبر السماء؟ فهل هذا خيال صاغه الفنان أم نابع عن عقيدة راسخة و إيمان عميق بأن السماء ما هى إلا محيط أو بحر عظيم؟

الحقيقة بالبحث فى شكل تعبير المصرى القديم عن السماء علي هيئة حوض مستطيل مقلوب له حواف علي جانبيه مرتفعة تمثل أطراف الأفق وذلك فى كتابته لها بالخط الهيروغليفى ونطقها (بت) و ملونة باللون ألأزرق، فهو يقصد فعلا أن السماء كما اعتقد ما هى إلا محيط عظيم من الماء، ينزلق عليه الإله (رع) يوميًا من الشرق إلى الغرب. كذلك حرص المصرى القديم على تزيين أسقف المعابد و المقابر بالنجوم البيضاء على خلفية زرقاء تمثل لون السماء وهذا اللون يمثل لون البحر الأزرق الصافى.
ومع أن من المنطقى الآن وبعد اعتقاد المصرى القديم بأن السماء ما هى ألا محيط ما يرى صفحته أعلاه، أن يرسم المراكب فى وضع مقلوب حتى تبحر فيه، إلا انه رسم المراكب فى وضع معتدل، مما أوحى للرائى أنها تسبح في الفضاء (ربما هذا الوضع دعى وكالة الفضاء ألأمريكية ناسا إلى تسمية كبسولات الفضاء "السفن الفضائية" وهذه تسمية ليست علمية دقيقة).

هذا الوضع المعتدل للمراكب منطقى من الناحية الفنية للمنظور، حيث تبدو المراكب وسط مياه البحر أو النهر من ناحية البر معتدلة يحيطها الماء من أعلى و من أسفل، فبالتالى عند تصوير المراكب داخل السماء المرسومة علي الجدران أو تحتها أو على جسم البقرة أو تحتها فى وضع معتدل، فهو يماثل الوضع الطبيعى للمراكب فى الأنهار والبحار وليست طائرة كما قد تبدو للبعض.

فكان لزامنا عليه منطقيًا الاحتفاظ بمراكب بجوار قبور الملوك ليعبروا بها هذا المحيط كما كان يقومون به خلال حياتهم الدنياوية وإلا غرقوا و انتهوا.

و قد أكد لهم تصورهم للسماء بأنها محيط عظيم فعلاً وعن اعتقاد راسخ لا يقبل الشك، هطول الأمطار خلال الشتاء. ففى الشتاء يجد المصرى القديم أمطارًا غزيرة تنزل عليه من السماء و تسأل كثيرا من أين أتت ؟ ثم قرر، واعتقد عن يقين فى أن السماء ما هى إلا محيط عظيم أو بحر كبير مكوناته الماء، والماء فقط، وإلا فمن أين يأتي هذا الماء ؟ فهو لا يعلم أية شىء عن التبخر من المحيطات و الأنهار و العيون للمياه ولا التكثف لهذه الأبخرة و نزول المطر، وهى حقائق علمية حديثة توصل إليها علماء الطبيعة فى عصور لاحقة بعد آلاف السنين.



ونجد أيضًا المصرى القديم وقد أطلق على هذه المراكب أسماء، فالمركب الأولى والتى يستخدمها الملك لعبور السماء بصحبة الإله (رع) أثناء النهار أطلق عليها اسم (معنجيت)، وأما الثانية عندما يعبر بها العالم السفلى أثناء الليل بعد غروب الشمس فقد أطلق عليها (مسككتت).



مركب الإله رع

أما عن تلك المراكب التى أطلق عليها اسم مراكب الشمس فهى تلك المراكب الخاصة بالإله (رع) وكان أول ظهور لها مع بداية الأسرة الخامسة بالدولة القديمة وبعد الظهور القوى لكهنة الشمس، واعتلائهم العرش بعد نهاية الأسرة الرابعة عن طريق الملكة (خنت كاو س) آخر ملكات الأسرة وزيادة نفوذ كهنة الشمس بعد زواجها من أحد الكهنة، ومن ثم نجد أنه منذ منتصف الأسرة الرابعة بدأ يظهر اسم الإله رع فى أسماء ملوكها، مثل: (جدف رع – خفرع – منكاورع). واستمر خلال الأسرة الخامسة حيث بدأ إقامة معابد الشمس خاصة فى منطقة أبى صير جنوب منطقة الجيزة. وكان أهم عناصر هذة المعابد المسلة ومركب الشمس الخاصة بالإله والتى حرص جميع الكهنة لمعظم الآلهة المصرية تقريبًا على ضرورة إعداد مراكب صغيرة من الجرانيت أو الأخشاب أو الذهب تحفظ فى قدس الأقداس بالمعبد، وعليها تمثال من الذهب لإله المعبد، وذلك خلال العصور الفرعونية حتى نهايتها.

من ذلك نستخلص أنه بالقرائن والأدلة يمكننا الآن أن نطلق على المراكب المحفوظة بجوار الأهرام وداخل المقابر الملكية فى مصر القديمة أنها مراكب جنائزية.




3.المصري القديم المكتشف الأولل لقوانين العلوم الطبيعية

كانت الظروف الطبيعية لمصر منذ آلاف السنين من أهم العوامل التى ساعدت على نشأة الحضارة المصرية القديمة على ضفاف النيل والتى تعتبر وبحق أم الحضارات الإنسانية التى ارتوت منها باقى الحضارات التى تلتها سواء القديم منها أو الحديث.

فنجد أن طبيعة أرض مصر الجغرافية، والتى تتمثل فى أرض مرتفعة فى الجنوب يتوسطها نهر النيل الذى ينبع من أواسط وشرق إفريقيا، وأرض منبسطة فى الشمال يتفرع فيها نهر النيل إلى سبعة أفرع لم يبق منها سوى فرعى رشيد ودمياط الآن. هذه الطبيعة الجغرافية ساعدت على حفظ هذه الحضارة التى أبدعها المصرى القديم فكان لوجود الصحراء الشرقية وشبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية والبحر الأحمر والأبيض المتوسط تمثل حواجز طبيعية منيعة تحمى مصر والمصريين والحضارة المصرية منذ العصور الحجرية، وحتى أوخر الدولة الوسطى حوالى 1675 ق.م عند حدوث أول خطر حقيقى واجهت مصر والمتمثلة فى الهكسوس.

ولكن هذا لم يؤثر فى الحضارة المصرية كثيرًا حيث كانت الحضارة المصرية قد وصلت إلى مرحلة كبيرة لم تتأثر بهذا الخطر الآسيوى الهكسوسى بل أستفادت منه ـ أيضًا ـ فى تدفق نهر النيل سنويًا وبانتظام والذى يكون خطراً مدمراً فى بعض السنين وشحيحًا فى البعض الآخر، إلا أن الوضع الطبيعى هو استمرار تدفق الماء سر الحياة باستمرار لهذا الوادى مما ساعد على استقرار الإنسان المصرى على ضفتى النهر وكان لاستقراره الأثر الكبير فى الملاحظة والابتكار.

أيضًا نجد أن موقع مصر من الناحية المناخية فيه اعتدال فالجو صحو والسماء صافية طوال العام والأمطار قليلة أو متوسطة.
كل هذه العوامل الطبيعية ساعدت هذا الإنسان أن يتأمل ويفكر ويفحص ويدقق، ثم ينتج ويبدع ويخلق حضارة كانت نبع لا ينضب لباقى الحضارات وسبق العالم كله بعلمه. وهذا بالدليل القاطع والبراهين المادية التى تثبت أن المصرى القديم المكتشف الأول لقوانين العلوم الطبيعية منذ آلاف السنين وليس العلماء المحدثين.

أولاً : قوانين الطفو

يرجع العلم الحديث فضل اكتشاف قوانين الطفو إلى العالم أرشميدس ( 287 ـ 212 ق.م ) بعد قصته مع ملكه الذى أراد معرفة حقيقة وزن تاجه الذهبى أهو صنع من الذهب الخالص أم أن الصانع أضاف إليه مادة أخرى، تسرد القصة دخول أرشميدس لوعاء الاستحمام، فوجد أن الماء ينزاح حسب حجمه ووزنه ثم اكتشافه لقانون الطفو وعلى أساس هذا القانون تم تسجيله باسمه لدى كل الوثائق العلمية حتى يومنا هذا .

ولكن ألم يتوصل المصرى القديم لقوانين الطفو قبل أرشميدس بالآف السنين ؟ نعم هذا ما حدث ولكن كيف؟.
كان لاستقرار المصرى القديم على ضفتى النيل لآلاف السنين ودقة ملاحظته لما يحدث لهذا النهر يوميًا وملاحظته لطفو النبات والأشجار على سطح الماء بعد الفيضان وطفو الأوراق النباتية وغيرها الأثر الكبير فى محاولة استخدام خشب الأشجار لعبوره هذا النهر من جانب إلى جانب. فبدأ بمسك ساق الأشجار والعوم بها بعد مسكها بيده، ثم تطورت إلى محاولة الجلوس على ساق الأشجار الكبيرة واستخدام فروع الأشجار الصغيرة ليحرك بها الساق الكبيرة التى تحمله. ثم تطورت لمحاولة حفر جزء صغير يجلس فيه فى بطن الساق، لكى لا يبتل الشخص الجالس فيه ثم أراد زيادة السرعة بتهذيب الجزء الأمامى والخلفى لساق الشجرة بجعلها مدببة بعض الشئ.





ثم تطورت مرة أخرى بإضافة سيقان الأخشاب إلى الساق الأساسية يربطها بالحبال ليأخذ شكل الطوف لنقل بعض متاعه، ومع مرور الزمن استطاع أن يصنع المراكب الصغيرة شيئًا فشيئًا واستغرق هذا الأمر آلاف السنيين وذلك قبل العصور التاريخية بمئات السنين. والدليل على ذلك رسوم المراكب ذات المجاديف على أوانى الفخار التى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ فى حضارة المعادى وديرتاسا والبدارى وغيرها، وهى معروضة ـالآن ـ بالمتحف المصرى ، كذلك الرسوم الجدارية الملونة أو المحفورة على آثاره من مقابض السكاكين أو روؤس دبوس القتال.

صور مراكب على الأوانى الفخارية والرسوم الجدارية من عصر ما قبل الأسرات

تثبت بالدليل والبرهان المادى معرفة الإنسان المصرى للطفو وكلها تعود إلى أكثر من 7 آلاف عام قبل الميلاد وخلال العصور التاريخية نجد أن فى خلال الدولة القديمة يرسل الملوك المصريون فى طلب أخشاب الأرز من ساحل فنيقيا (الشام حاليًا) لعمل المراكب والأثاث الفاخر وأشهر وأقدم وأكبر مركب موجود حاليًا بجوار الهرم الأكبر للملك خوفو (2589 – 2566 ق.م) بالجيزة، والتى يبلغ طولها حوالى 48 مترًا وعرضها 6 أمتار وارتفاع 7 أمتار مكونة من 1252 قطعة خشبية.




مركب الملك خوفو

ومن الملوك، مثل: ساحورع ( 2487 – 2475 ق.م ) يرسلون حملات عسكرية إلى فنيقيا أثناء الحروب على البر ومن البحر باسطول كبير استطاع حمل 20000 عشرون ألف جندى بسلاحهم وعدتهم العسكرية.
وطوال العصر الفرعونى وخلال الدولة القديمة والوسطى والحديثة وحتى أواخر العصر الفرعونى مثلت المراكب المختلفة على جدران المقابر والمعابد، وتحوى الآن المتاحف العالمية نماذج صغيرة للمراكب الفرعونية دليل على معرفة المصرى القديم استخدام المراكب بكافة أنواعها منها المراكب الفردية الصغيرة للتنزه ومنها ما يستخدم للتجارة ونقل البضائع بكافة أنواعها ولا تنسى حملات الملكه حتشبسوت (1490 – 1469 ق.م ) التجارية إلى بلاد بونت (الصومال حالياً) والمسجلة على جدران معبد الدير البحرى بالأقصر.




مركب الملك توت عنخ آمون

والدارس لهذا المراكب الوارد مناظرها على معبد الدير البحرى يجد ضخامة هذه المراكب من حيث الحجم، إلى جانب إبحارها فى البحر الأحمر ثم إلى المحيط الهندى للوصول إلى بونت والعودة محملة بكافة أنواع الأشجار والبضائع. إلى جانب مراكب نيلية صورت على جدران معبد الدير البحرى محملة بمسلتين من الجرانيت الوردى من محاجر أسوان إلى الأقصر على بعد 200 كليومتر وزن المسلة الواحدة 100 طن، أى أن حملة هذا المركب الضخم 200 طن ويساعد على إبحارها العديد من المراكب الصغيرة تشدها للأمام.

وهنا نجد أن تحميل هذه المراكب بهذا الكم الهائل من الأطنان من الحجر يعطينا فكرة عن معرفة المصرى القديم لقانون الطفو. ونحن نرى بمعابد الكرنك أكبر مسلة من الجرانيت الوردى للملك تحوتمس الثالث ويبلغ وزنها 400 طن فما مدى حجم المركب التى تم استخدامها لنقلها من أسوان إلى الأقصر لإقامتها بمعابد الكرنك.

إلى جانب دراسة الأوزان نجد أن أشكال المراكب والنسب الخاصة بكل جزء فى المركب وأشكالها المختلفة، تعطى الدليل القاطع لمعرفة المصرى القديم لقوانين الطفو المختلفة وتناسب الأوزان والحمولات مع شكل المراكب وأحجامها.

وإن لم نعثر الآن على وثائق من الورق البردى مسجلة بها معلومات عن هذه القوانين أو التقنية العلمية تثبت أن المصرى دون هذه القوانين أوسجلها أو حفظها وكتب ذلك لسرعة تلف هذه الأوراق، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه العلوم والمعرفة بقوانين الطفو وصناعة المراكب متوارثة إلى يومنا هذا ونجدها فى الإسكندرية وبورسعيد ودمياط فى ورش بناء المراكب وخاصة الأهلية، والتى يعتمد عليها الصناع على خبرتهم دون الاستعانة فى كثير من الأحيان بهذه القوانين أو العلوم كالتى تطبق فى الترسانات العالمية الكبيرة، مثل: الإسكندرية وكافة أنحاء العالم لبناء السفن الكبيرة.

وخلاصة القول: إن المصرى القديم قد أثبت بما لاشك فيه معرفته لقوانين الطفو منذ آلاف السنين قبل أرشميدس بالأدلة المادية التى بين أيدينا شاهدة على عبقرية المصرى القديم وسبقه فى معرفة هذه القوانين.

ثانيًا: قانون الجاذبية

كما عرف العلم الحديث قوانين الجاذبية، وأن الأرض بها قوة جذب تشد إليها كل ما عليها من ماء وكل مكونات سطح الأرض وكل ما يدور فى هواء الأرض أو حتى فى الفضاء المحيط بالأرض، مثل: الطائرات وسفن الفضاء والأقمار الصناعية.

وأرجعوا قانون الجاذبية إلى العالم إسحاق نيوتن بعد سقوط تفاحة أمامه من شجرة تفاح كان ينام أسفلها، حيث فكر فى سبب سقوط هذه التفاحة فى اتجاه الأرض وليس إلى السماء مع إعادة التجربة بإلقاء مواد مختلفة لأعلى وملاحظة سقوطها مرة أخرى إلى الأرض.

فهل عرف المصرى القديم قانون الجاذبية قبل إسحاق نيوتن؟ بالطبع الإجابة بنعم، فقبل إسحاق نيوتن بآلاف السنين عرف المصرى القديم بأن للأرض قوة سحرية تشد إليها كل ما عليها وتعامل المصرى القديم مع هذه القوة ووضع قوانين خاصة لاستخدامها فى حياته فى مجال المعمار ولكن كيف؟.

فإننا نجد المصرى القديم بعد اكتشافه لهذه القوة، بدأ فى استخدامها على نطاق واسع وأول هذه الدلائل العلمية التى تثبت أن المصرى القديم استخدم الجاذبية ومعرفته بها الآتى:
أسلوب غلق الأهرامات فقد دأب المصرى القديم على تصميم مدخل الهرم إلى الناحية الشمالية من جسم الهرم، وذلك لاعتقاده بأن روح الملك سوف تذهب إلى النجم الشمالى الجغرافى للدخول إلى الهرم مرة أخرى والاندماج فى ممياء الملك لإعادة البعث فيها.



وخلف هذا المدخل نجد ممرات منحدرة لأسفل بزاوية ميل محددة تؤدى إلى داخل الأهرامات بارتفاع حوالى متر واحد وعرض متر وأطوال مختلفة حسب حجم الهرم. وهذا الميل لأسفل للممر يساعد على انزلاق كتل جرانيتية مكعبة بنفس حجم الممر م3يتم وضعها فى مدخل الهرم، ثم تنزلق لأسفل فى الممر حتى مدخل الممر الأفقى المؤدى إلى غرفة الدفن أو المخازن فهذه الكتل الحجرية الجرانيتية المكعبة يتم إرسالها تباعًا الواحدة خلف الأخرى حتى يتم ملء الممر بهذه الكتل لسد مدخل الهرم أمام اللصوص.

فإرسال هذه المكعبات الحجرية الجرانيتية خلال هذه الممرات لأسفل نابع من معرفة المصرى القديم لوجود جاذبية أرضية أو قوة خاصة بالأرض تجذب هذه الكتل لأسفل بفعل الجاذبية دون الحاجة لدفعها لأسفل، فهى تهوى ذاتياً بقوة الجذب لأسفل لسد الممرات، وهذا يثبت بالدليل المادى معرفة المصرى القديم لقوانين الجاذبية الأرضية.



التقاء ثقل الهرم عند المنتصف لأسفل


وبدراسة رص وترتيب الأحجار الخاصة ببناء الأهرامات نجد أن الهرم له قاعدة مربعة ذات أربع أضلاع ترص الأحجار من القاعدة إلى القمة فى طبقات متتالية الواحدة فوق الأخرى متخذة الشكل الهرمى، ولكن بالملاحظة نجد أن الكتل الحجرية الأولى عند القاعدة كبيرة الحجم وكلما ارتفعنا نقص حجم ووزن الكتل الحجرية، فعند القاعدة بالهرم الأكبر للملك خوفو نجد أن أبعاد الأحجار 160 سم3 وعند الوسط 120 سم2 وأعلاها 60 م2 مع التدرج فيما بينها فى الأحجام والأوزان والسبب جعل قاعدة الهرم أثقل من وسطه وقمته فكتلة الهرم تتركز فى القاعدة للعمل على ثبات واتزان الهرم وليست الأحجار متساوية الحجم أو الوزن، وهذا يثبت ـ أيضًا ـ بالدليل أن المصرى القديم عرف قوانين الجاذبية الأرضية يجعل الجزء الأسفل من البناء هو الأثقل للحفاظ على الهيكل العام لتلك الأبنية.

ونجد أيضًا أن رص وترتيب هذه الأحجار ليست مستوية أى الحجر مستوى، ثم يوضع الحجر التالى أعلى بمستوى ـ أيضًا ـ ولكن كل كتل الهرم لابد من أن تأخذ ميلاً لأسفل إلى داخل الهرم موجهًا إلى مركز الكتلة فى الهرم فى المنتصف تمامًا وذلك من جميع جهات وجوانب الهرم إلى الداخل لأسفل وبترتيب هذه الكتل بهذا النظام البديع من أسفل لأعلى ومن الخارج إلى الداخل لأسفل يجعل وزن جميع أحجار الهرم يتمركز وبقصد إلى مركز الهرم وهذا سر بقاء الأهرام إلى يومنا هذا مع وجود هزات أرضية كبيرة وكثيرة. فعند حدوث زلزال، من الطبيعى أن تتحرك هذه الكتل وتتساقط لأى مبنى فى العالم، عدا الأهرامات حيث إن ميل هذه الأحجار للداخل لأسفل فى جميع الجوانب يمنع باستحالة ارتفاع الأحجار من زاوية الميل ثم لأعلى ثم للخلف حيث تسقط من جسم الهرم، فالأمر يتطلب قلب الحجر من الهرم بزاوية ميل من الداخل إلى الخارج بأكثر من 120 درجةْ ميل وهذا استحالة من الناحية العلمية. معنى ذلك ـ أيضًا ـ أن المصرى القديم عرف أن هناك جاذبية أرضية تجذب كل كتل أحجام الهرم إلى أسفل ومركزه قلب الهرم فيحافظ على هذه الأبنية ضد التدمير، وهذا سبب بقاء الأهرامات آلاف السنين وفناء غيرها من المبانى بالحضارات الأخرى.





كذلك كانت المسلات المصرية الباسقة ذات الشكل القلمى والرشاقة ثابتة على قواعدها شامخة دون أن تسقط على الأرض رغم العديد من الزلازل التى تعرضت لها مصر طوال خمسة آلاف عام والسر يكمن ـ أيضًا ـ فى شكل المسلة ذات القاعدة المربعة، والتى ترتكز على سطح مستوى ويأخذ شكل المسلة فى الميل إلى الداخل بزاوية محسوبة حتى قمة المسلة المدببة مما يجعل مركز الثقل لجسم المسلة فى القاعدة. ومع حدوث زلازل تميل المسلة عكس اتجاه الزلازل فإن كل الزلازل من اليمين إلى الشمال فاتجاه المسلة من الشمال لليمين والعكس فيمتص شكل ووزن المسلة قوة هذه الزلازل، فهى تتأرجح دون أن تبصرها العين، ولكن هذا الشكل والوزن يحفظها من السقوط. وهذا نابع أيضًا من معرفة المصريين القدماء لقوانين الجاذبية الأرضية والقوانين اللازمة للحفاظ على اتزان هذه الكتلة دون سقوطها رغم أن بعضها يصل وزنها إلى 400 طن جرانيت.

ثالثًا: خصائص المواد المختلفة

كان لنتيجة الاستقرار للإنسان المصرى القديم بوادى النيل لفترة طويلة تعدت آلاف السنين فى حضن وادى النيل فى سلام، ودون تعرضه للأخطار، مما أتاح له فرصة التأمل والملاحظة والتفكير العلمى لكافة المواد المختلفة التى تحتويها البيئة من حوله. وهو الأسلوب العلمى للتجارب العلمية والمسمى بخطوات البحث العلمى المعروفة: ( الملاحظة – التأمل – التجربة – النتيجة ) ولنرى كيف طبق المصرى القديم هذه الخطوات فى معرفة خصائص المواد فى حياته:

1-خاصية (الضوء يسير فى خطوط مستقيمة):

كان لملاحظة المصرى القديم لظل الأشياء أثناء النهار وتحركها عكس حركة الشمس الأثر الكبير فى إخضاع هذه الخصية للبحث والدراسة واستنتاج النتائج، ثم محاولة الاستفادة منها فى حياته فوجد أن أشعة الضوء تسير فى خط مستقيم وقد استغل هذا فى وضع المحور الأساسى للمعابد فى خط مستقيم حتى أعمق نقطة فى المعبد وهى قدس الأقداس وحتى يخدم فكرة أن الإله أى أن كان يستطيع أن يرى من قدس أقداسه بداخل المعبد الناس أو عبيده خارج المعبد وفى نفس الوقت لا يستطيع من بخارج المعبد رؤية تمثال هذا الإله وقد يمتد هذا المحور المستقيم مئات الأمتار كما فى معابد الكرنك والأقصر وإدفو وكوم إمبو وغيرها من المعابد.
كذلك فى معابد رمسيس بأبى سمبل نجد أن محور المعبد الكبير من المدخل وحتى قدس الأقداس حيث تماثيل رمسيس الثانى ورع آختى وأمون وبتاح، نجد أن الشمس تتعامد مرتين سنويًا على وجه رمسيس الثانى من المدخل وحتى التمثال 30 م حُول ليخدم فكر وعقيدة المصرى القديم فى أن رمسيس الثانى ابن لإله الشمس فيشرق وجهه أى التمثال سنويًا مرتين عند الاحتفال بيوم ميلاد الملك ويوم تتويجه ملكًا على مصر كذلك عرفوا الانقلاب الشمسى للشمس بين مدارى الجدى والسرطان سنويًا حيث تمر الشمس سنويًا مرتان فى نقطة واحدة. فنجد أن الكهنه يسخرون العلم وخصائص الضوء فى إثبات فكرة معنوية تتلخص فى محبة إله الشمس لإبنه رمسيس الثانى وتخصصه بالاختيار دون البشر أجمعين بالإشراق عليه ويحدث هذا فى احتفال مهيب أمام المصريين القدماء فيثبت وعن يقين عقيدة اختيار إله الشمس (رع) إبنه الملك (رمسيس) الثانى دون البشر أجمعين.
وعلى كل هذا يثبت اكتشاف المصرى القديم لخاصية أن (الضوء يسير فى خطوط مستقيمة).

حركة الشمس بين مدار الجدى والسرطان
الانقلاب الشمسى

2- خاصية تمدد الخشب بالماء وانكماش الكتان

استطاع المصرى القديم بالأسلوب العلمى من التأمل والملاحظة، ثم التفكير والاستنتاج أن الخشب له خاصية التمدد إن شبع بالماء فيزداد حجم الخشب بمرور الوقت.

وقد تم استغلال هذه الخاصية كالآتى:

أولاً: قطع الكتل الحجرية:

كان المصرى القديم يذهب إلى المحاجر لقطع الأحجار المختلفة لأنواع (الجرانيت– ديورايت– البستر– بازلت– جيرى... إلخ) معتمداً على خاصية تمدد الخشب بالماء. فكان يعمل على ثقب ثقوب متتالية فى الجبل بحجم كتلة الحجر المراد قطعها ولتكن 10 م × 2 م فيحدد حجم الكتلة، ثم تبدأ فى نقر ثقوب صغيرة متتالية بعمق 10 سم ويضع بها قطع أخشاب جافة ثم يقوم بصب الماء عليها مرات عديدة على فترات زمنية متقاربة، فيمتص الخشب الماء فيزيد حجمه وبضغط هذه الأحجام للأخشاب المتتالية ينشأ نقاط ضعف فى كتلة الحجر ويخلق كسر فى كتلة الحجر وتفصل عن الجبل، كذلك فى تسوية سطح قاعدة الهرم لتسويتها بعمل حفر متباعدة كل 2 م عن الأخرى تغطى سطح الأرض كلها على سبيل المثال هرم خوفو 230 × 230 م وكل حفرة عمقها 20 سم توضع بها أخشاب أشجار من ساق الشجرة، وتسقى بالماء على فترات فتتمدد هذه القطع ويزداد حجمها مما يشكل ضغط فى كل اتجاه على سطح الأرض فتعمل على تفتيت هذا السطح ويسهل إكمال أعمال التهذيب للسطح بالآلات اليدوية.

ثانيًا: بناء المراكب
كذلك استخدام المصرى القديم خاصية تمدد الخشب بالماء فى بناء المراكب وجعل وسيلة ربط الأجزاء الخشبية بعضها ببعض عن طريق ثقوب صغيرة متتالية ينفذ منها حبال من الكتان الذى ينكمش بالماء فيعمل على ربط الأجزاء الخشبية التى تتمدد والحبال تنكمش فيساعد هذه على حفظ هذه الأخشاب مترابطة دون تفككها وبالتالى تجوب المراكب والسفن والأنهار والبحار لسنوات دون أن تتلف.
يتبع


توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 09:09 PM   #19

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



. الموت والبعث فى مصر القديمة

عاش المصرى القديم منذ أكثر من 40 ألف عام على ضفاف نهر النيل، وذلك بعد أن كان جوالاً فى غابات مصر خلال العصور الحجرية التى تمتد إلى أكثر من 700 ألف عام قبل الميلاد، حيث كان يعيش فى مجموعات متنقلة تعيش على ما تجود وتزخر به البيئة المصرية حيث شهدت هذه العصور مناخ مطير ساعد على ظهور الغابات كما هو الآن فى المناطق الاستوائية.

ومع نهاية العصور الحجرية وتحول هذا المناخ إلى فترة جفاف، بدأت هذه الغابات والمناطق الخضراء تتحول تدريجيًا إلى صحارى غطت معظم الأراضى المصرية وبدأت تتحدد معالم مصر الجغرافية الحالية واقتصار المساحات الخضراء على وادى نهر النيل كمصدر رئيس للمياه فى مصر وقليل من الواحات المتناثرة فى الصحراء الغربية ويخترق هذا الوادى نهر النيل من الجنوب إلى الشمال حاملاً معه الغرين، يرسبه يمينًا ويسارًا ويخلق منه وادى خصب، مما دعا المصرى القديم الجوال إلى الاستقرار والإقامة الدائمة بجوار النهر، مما ساعد على إقامة الحضارات القديمة وتتوالى العصور حتى بدايات العصور الحجرية الحديثة وعصور ما قبل التاريخ وقبيل الأسرات ثم العصور التاريخية. هذا الاستقرار ساعد المصرى القديم على التأمل فى بيئته وحياته ومستقبله.

ومن أهم ما شغل بال المصرى هو نهاية حياته الدنيوية وكان الموت هو الحقيقة الوحيدة فى حياته. فكل إنسان ولابد له نهاية وهى الموت وهو ما عبر عنه فى اللغة المصرية ب(موت) بمخصص رجل وقد رقد على وجه ممتدًا على الأرض.

وتسائل كثيرًا ما هو الموت؟ وماذا بعد الموت؟ هل هو النهاية للحياة الأولى؟ أم بداية حياة أخرى، وقد وجد الإجابة من البيئة المحيطة به. وجد الإجابة دون أن يسألها. فقد أتاح له الاستقرار بعد التجول، الفرصة للتأمل، فوجد أن الشمس والنجوم والقمر تظهر، ثم تختفى ثم تظهر فتختفى فى حلقات مستمرة وكذلك نهر النيل يفيض سنويا ثم يستقر، ثم يشح، ثم يفيض مرة أخرى وهكذا. كذلك الزروع والنباتات تنمو ثم يجنيها ثم تنمو مرة أخرى وساعد كذلك على هذا اكتشافه الزراعة حيث يرى البذرة تنبت شجرة ثم تعطى بذراً فيزرعها فتعطى شجرًا وهكذا.


مومياء فى وضع قرفصاء

كما قارن بين نفسه وبين عناصر البيئة حوله. فهو أحد عناصر البيئة وأهمها. فتسائل هل يمكن أن تكون له بداية ثانية بعد الموت. وبدأ يضع التصورات لهذه الحياة . فأيقن أن هناك حياة ما بعد الوفاة وهذه الحياة حتمية أكيدة، لكنه فى نفس الوقت وجد أن الجسد يفنى بعد الموت، فتسائل كيف يحيى مرة أخرى بدون جسد، فكان لابد من الحفاظ على هذا الجسد أى التجسيد المادى له. وبعد العديد من المحاولات الفاشلة نجح فى التوصل إلى عملية تحنيط الجسد التى سارت من أهم العادات الجنائزية خاصة خلال العصور التاريخية ورأى أن الجسد ليس فقط المعنى بالحياة الثانية، ولكن هناك ـ أيضًا ـ الروح والتى أطلق عليها ( با) وهى غير الجسد الذى أطلق عليه (خت)، فالروح هى القوة الكامنة فى الجسد، وهى المحرك له والتى تهجره بعد الوفاة. وهنا السؤال كيف توصل المصرى القديم إلى معرفة أن لكل جسد روح ؟ وهو لم ير من قبل أو من بعد إلى يومنا هذا روح تخرج من الجسد والتى جاء ذكرها فى القرآن الكريم "ويسألونك عن الروح، قل هى من أمر ربى " الآية.



موميـــــــــاوات

وتعتبر الروح سر لم يطلع الله بشر عليه. فكيف علم المصرى أن هناك روحًا للجسد؟ وللإجابة على هذا السؤال نجد أن مصر أرض الكنانة زارها العديد من أنبياء الله ورسله وكان أولهم " شيث" بن "آدم" عليه السلام و"إبراهيم" وابنه "إسماعيل" وتزوجا من مصر ثم " يعقوب" وأولاده ومنهم "يوسف" ثم "موسى" كليم الله عليهم جميعا سلام الله . فإلى جانب هؤلاء الرسل ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد كان هناك مصدر آخر ممتد إلى " آدم " عليه السلام أبى البشر، فتوارث جيل بعد جيل من المصريين القدماء، معتقدات كثيرة عن الموت والحساب والعالم الآخر، وأن كان بمرور الوقت صاغها المصرى القديم بإسلوبه ومنهجه.

فعلم أن هناك روح تلك التى أطلق عليها "با"، وهى تترك الجسد بعد الوفاة وتصعد إلى السماء. وهو ما دعاه إلى تجسدها على هيئة طائر أو عصفور أخضر له رأس المتوفى، ويحمل وجه ولكن إلى أين تتجه هذه الروح ؟ وهو وارد فى جميع الأديان السماوية.


عودة الروح (البا) إلى الجسد (خت)


درس المصرى القديم السماء بدقة ورصد نجومها ورسم دائرته الفلكية المشهورة، ولكنه لاحظ أن النجم القطبى الشمالى هو منتصف ومركز السماء وتدورحوله المجرات والنجوم والكواكب، فهداه فكرة إلى أن ثبات هذا النجم وعدم تغيير مكانه، فى حين أن كل النجوم تدور حوله، هو رمز للأبدية والسرمدة. فاعتقد أن الأرواح تصعد إلى السماء إلى هذا النجم ثم تعود مرة أخرى إلى الأجساد لتحى مرة أخرى.
أيضًا أعتقد المصرى أنه لابد من حفظ اسم المتوفى ـ أيضًا ـ حيث إن الاسم والذى أطلق عليه (رن) جزء من كيان المتوفى يعرف به طوال حياته، فلابد وأن يحافظ عليه فكان يسجله خارج وداخل مقبرة وعلى توابيته من الداخل والخارج وكذلك على أثاثه الجنائزى وحليته كمثال الملك (توت عنخ آمون).




الجانب الخارجى لتابوت به زوج عيون ليرى منها ما هو خارج القبر

كذلك اهتم المصرى القديم بالقلب والذى أطلق عليه "إيب" والقلب من أهم أعضاء الجسم البشرى اللازم للحياة وقد حرص عليه المصرى القديم بعد الوفاة بإخراجه من الصدور وتحنيطه، ثم إعادته مرة أخرى إلى مكانه بالصدر مرة أخرى. وذلك لاعتقاده بانه مصدر الخير ومصدر الشر فى الإنسان ومن خلاله يُعرف الإنسان بصلاحه أو فساده ومن خلال وزن القلب أثناء محاكمة المتوفى أمام "أوزيريس" رب العالم الآخر حسب العقيدة المصرية، يتم معرفة مصيره الجنة أوالنار، حيث إن القلب هو الذى يحب وهو الذى يكره وهو الذى يحمل الضغينة أو الحب. فأعتقد أن الأعمال الخيرة أو السيئة مصدرها القلب، بل أن القلب هو الوعاء الذى يحوى أعمال الإنسان السيئة فيصبح ثقيل، كما نقول فى أيامنا هذه: "قلب أسود" أو " قلب حجر"، وعند وزنه بالميزان يضع القلب فى كفة فى حين أن الكفة الأخرى بها رمز الالهة (ماعت) وهى آلهة العدالة والقسط ورمزها الريشة فإن كان هذا القلب الموزون يساوى هذا الرمز فهو يعتبر خفيف، خال من الآثام والذنوب، فمصير صاحبه الجنة والذى أطلق عليها اسم "يارو" حقول إله العالم الآخر أوزيريس، ينعم ويهنأ فيها. أما إذا وجد القلب ثقيل أى ملئ بالآثام والذنوب فمصيره الجحيم أو "سدج" أى النار.





الجنة عند القدماء المصريين

والتى صورت على هيئة بحيرة نارية تحوطها سور سميك أسود ليس له باب ويحيطه من الخارج عشرات من ثعابين الكوبرا، ثم سور آخر على جوانبه الأربعة علامة النار أو الجحيم (سدج) فى حين مثل فى الأربع أركان أربعة حراس على هيئة أربعة قرود جالسين على كراسى لمنع هروب الآثمين، إذ ما حاولوا الهروب بعد إلقائهم فى الجحيم. وهذا عكس الجنة والتى أطلقوا عليها "يارو" والتى مثلت بأنهار تجرى تحت الأرض وبها جنات وعيون للماء وغيرها وفيها ينعم على الصالحين بكافة أنواع الأطعمة والمشروبات حيث صوروا وأمامهم موائد القرابين ومثل وهم يحرثون حقول " يارو" ويعيشون فى سلام مع الالهة. أما باقى الأعضاء والتى تتكون من الكبد والأمعاء والمعدة والرئتين، فقد تم إخراجها من الجسد وتحنيطها وحفظها فى أوانى خاصة أطلق عليها الأوانى الكانوبية نسبة إلى مدينة كانوب بالقرب من الاسكندرية ومثلت أغطيتها بوجه المتوفى، ثم مثلت على هيئةرءوس أولاد حورس الأربعة، (قبح سنو اف– دوا موت اف– حابى– اميستى)، فى حين تم نزع العينين من الوجه وكذلك تم استخراج المخ من خلال فتحتى الأنف وإحداث ثقب فى أعلى الجمجمة.


أوانى الأحشاء


وبين الموت والمحاكمة أمام "أوزير" رب العالم الآخر هناك القبر الذى أعده المتوفى لنفسه قبل الوفاة وماتراوح ما بين دفنات صغيرة وحجرات ومصاطب والأهرامات، اختلف الشكل، و لكن الهدف واحد وهو الحفاظ على الجسد بعد الوفاة من التلف. ونجد أن هذا القبر زود بأبواب وهمية تزين الأجزاء العلوية من القبر، وهى ـ أيضًا ـ ما يطلق عليها أبواب الأرواح وهى تمثيل فى الحجر أو الخشب لشكل الأبواب سجل عليها صور المتوفى صاحب القبر وأسمائه وألقابه، والغرض من ذلك التسهيل على الروح لمعرفة قبرها المسجى به جسدها، ثم تدخل منه إلى داخل القبر، ثم إلى البئر الموصل إلى غرفة الدفن، وهذا ما رسمه المصرى القديم بيده فى برديات كتب "الموتى"، وما هو موجود فى العالم الآخر حيث صور الروح فى هيئة عصفور أخضر برأس صاحب المقبرة تنزل إلى غرفة الدفن لتعود إلى جسدها لتحيا مرة أخرى.
كذلك زينت أبواب الأرواح بمناظر العطايا وحاملى القرابين وتتجه وجوههم إلى داخل أبواب الأرواح، حيث تخرج الروح ليلاً لتلقى هذه العطايا كما يعتقد المصرى القديم.





تمثال لأزوريس


ولكن ما فكرة المصرى عن وجود المتوفى بالقبر وكيف يخرج منه، حيث حفظ الممياء داخل التابوت بغرفة الدفن ؟ وكيف سيخرج منها ؟

اعتقد المصرى القديم أن الإقامة بالقبر ما هى إلا إقامة مؤقتة لفترة محدودة لا يعلم مداها حيث اعتبر قبره منزل آخر له ، للإقامة المؤقتة فكان لابد من تزويد القبر بكل ما كان يحتاجه ويستعمله فى حياته الدنيوية ، فتجد فى مقبرة المملكة " حتب حرس " أم الملك " خوفو" 2620 ق.م، تحتوى على أثاثها من نموسية وسرير وكرسى وصناديق الحلى وأدوات للمأكولات ومحفة، وكذلك مقبرة " توت عنخ آمون " بكل ما فيها من أثاث وأدوات وأوانى وخلافه وكل ما كان يستخدمه فى العالم الآخر احتفظ به فى القبر لإعادة استخدامه فى هذه الإقامة المؤقتة. فعند عودة الروح إلى الجسد سوف يحيى الإنسان المتوفى وككائن حى لابد من استخدامه هذه الأشياء فيخرج ليلاً لتلقى ما أعطى له ثم يعود مرة أخرى ليحى بقبره يأكل ويشرب ولكن كيف سيخرج من التابوت، المحكم الغلق. فقد اعتقد أنه بقوة سحرية سوف يفتح التابوت وكذلك القبر ليذهب إلى العالم الآخر.




و لكن ماذا بعد هذه الإقامة المؤقتة؟ إعتقد المصرى القديم أن هناك يوم للحساب فى مملكة " أوزير" رب العالم الآخر فهو سوف يخرج بعدها إلى هذه المحاكمة، التى تنصب له أمام 42 إلهًا ويرأسهم " أوزير " حيث يتم وزن قلبه فى ميزان بواسطة "حورس" و أنوبيس" أمام رمز العدالة "ماعت" حيث يوضع القلب فى كفة ورمز الحق والعدالة فى كفة وهى الريشة أو رمز الآلهة "ماعت" وإذا كان الوزن متماثل فهذا يدل على براءة المتوفى من الآثام أما ثقل قلبه فمعناه إدانته بارتكاب المعاصى. وفى هذه الحالة يلقى بالقلب إلى ال "عمو" ليلتهم القلب وهو حيوان برأس تمساح ومقدمة أسد ومؤخرة سبع البحر، وهذا ما يعنى فقدان المتوفى لحياته سواء البحر أو النهر وعلى الأرض فليس له مجال للنجاة بحياته. أما الجسد فيلقى فى بحيرة النار ال " سدج".
و من هنا نجد أن موضوع الموت وما بعد الموت كان مسيطراً على فكر وعقل المصرى القديم، فأعمل الفكر والتأمل والتخيل مما صور له خياله كل هذه المعتقدات التى سجلها على جميع آثاره، سواء أوراق البردى فيما عرف ب "كتاب الموتى" وكتاب "ما هو موجود فى العالم الآخر" وكتاب "البوابات". وكذلك على جوانب التوابيت والمقابر وكذلك ما قام به من عادات وتقاليد للدفن وما بعده.
وأخيراً استقر على أن حياته الدنيوية مجرد بداية لحياته السرمدية الأبدية فى العالم الاخر.









5. سر إحتفاظ المواد المختلفة بخصائصها


اعتاد المصرى القديم خلال العصور الفرعونية، تزويد المقابر بكل ما يحتاجه فى العالم الأخرى، فنرى على سبيل المثال لا الحصر فى مقبرة الملك "توت عنخ آمون" عام 1350 ق.م الأسرة الثامنة عشرـ الدولة الحديثة ـ ومع مراسم الطقوس الجنائزية للملك بعد تحنيطه وإيداع ممياؤه المقبرة الخاصة به فى منطقة وادى الملوك بالبر الغربى لمدينة "واست" الأقصر حاليًا، زودت مقبرته بالأثاث الخاص به والمستخدم منه أثناء حياته فنجد أسرة منها الملكى الخاص بالقصر الملكى والخاص بالرحلات، ومنها الخاص بالطقوس الجنائزية لوضع التوابيت الملكية عليها ، وكذلك هناك الكراسى وكراسى العرش وعددها ستة وملابس وحلى وأدوات الصيد والقنص وأدوات الكتابة والأدوات الحربية من نبال وسهام وخناجر ودروع وعربات حربية وسر الاحتفاظ بهذه الأشياء هو الاحتياج لها من الملك لاستخدامها فى العالم الأخرى ، فكما كان ينام على سرير أثناء حياته ، فهو كملك لابد وأن ينام على سرير فى العالم الآخر ولا يعقل أن ينام على الأرض مثلاً.
وكما عثر على كرسى العرش المذهب وهو الأخير من عدد ستة، معنى هذا أن الملك أى ملك وكل ملك لابد من احتفاظه بعرشه معه فى القبر الملكى الخاص به، لماذا؟ لأنه طوال حياته كان ملكاً على عرش مصر وبرحيله إلى العالم الآخر لم تنتهى صفته كملك وهذا واضح من القابة التى تسجل بعد وفاته، مثل: ملك مصر الشمالية والجنوبية ابن الشمس ـ الإله الطبيب ـ الإله الأوزير (المتوفى) فهو لا يزال ملك، لذا كان لابد من حفظ عرشه داخل القبر لأن ملك مصر بدون عرش لا يكون ملكًا.

وعلى ذلك كانت هذه الممتلكات الملكية التى كانت تحفظ داخل القبر أو الهرم تتكون من هذه المواد الخشب والنسيج الكتان والممياوات سواء بشرية أو حيوانية مأكولات سواء حيوانات– طيور– حبوب– فاكهة مجففة وهى كلها مواد عضوية وبقائها لمدة آلاف السنين يعتبر إعجاز ينبهر بها الزائرون.
فما السر فى احتفاظ هذه المواد العضوية المختلفة سواء الأنواع المختلفة من الأخشاب أو قماش الكتان أو الجلود الحيوانية أو الفواكه المجففة بأنواعها المختلفة من تمرـ تين ـ عنب– دوم...إلخ أو خبز أو لحوم مجففة سواء للخراف أو للماعزـ بط أوز أو دجاج أو لحم الغزال هذا إلى جانب الممياوات البشرية منها أو الحيوانية كذلك ريش الطيور وخاصة ريش النعام؟






كرسى العرش للملك توت عنخ آمون

نجد أنه من المعروف لدى الأثريين الآن أن وسيلة حفظ هذه المواد عن طريق وسيلتين: التحنيط والتجفيف.
التحنيط للأجساد البشرية بعد الوفاة أو للحيوان بعد الوفاة أو القتل حيث أن الحيوانات التى تحنط بعد الوفاة مقتصرة فقط على ما عبد منها واتخذت آلهة، مثل: البقرة المقدسة "حاتحور" بعد وفاتها فى داخل المعبد وكذلك التمساح المقدس "سوبك" وابن أوى المقدس "أنوبيس" وأنثى الأسد المقدسة " سخمت " إلخ. وهذا لا ينطبق على باقى نفس النوع وماعدا هذه البقرة المقدسة، تعتبر بقية الأبقار حيوانات عادية تستخدم فى الزراعة وتذبح لتؤكل وماعدا هذا التمساح المقدس، تعتبر باقى التماسيح فى النيل حيوانات عادية تقتل إذا لزم الأمر وهكذا. فالعبادة لفرد واحد من هذه الأجناس وليس لكل نوع كما هو فى الهند بالنسبة للهندوس مثلاً .





نموذج لعملية الطهى

وهذا ينطبق ـ أيضًاـ على الطيور مثل: أبى منجل المقدس والملقب "بجحوتى" والصقر المقدس "حورس" إلخ، ماعدا هذا الواحد لا يعتبر كل أبى منجل أو كل الصقور مقدسة ولكن واحد فقط يحتفظ به داخل المعبد أما الباقى فتعتبر طيور عادية. فالتحنيط سواء للإنسان بعد الوفاة بعض الحيوانات والطيور هى الوسيلة الوحيدة لمحاولة الحفاظ عليها. أما الفواكه والحبوب والخبز ولحوم الحيوانات أو الطيور بغرض الأكل فكانت تجفف فى الشمس لعدة أيام أو أسابيع حتى التبس ثم توضع داخل المقابر فى صناديق خاصة بها.





تخزين الحبوب والزيوت


إذا اعتمد المصرى القديم على وسيلتين الأولى التحنيط والثانية للتجفيف هذا ما ساقه الأثريون فى أبحاثهم. ولكن هل التحنيط والتجفيف عمليتان كافيتان لحفظ هذه المواد العضوية لكل هذه الآلاف من السنين؟ إنه فى الحقيقة لا يكفى التحنيط أو التجفيف لحفظ هذه المواد لآلاف السنين، فهناك سبب آخر أهم.

فنجد أن حفظ هذه المواد المواد المختلفة عند وضعها داخل المقبرة بعد عملية الدفن ويتم غلق المقبرة بإحكام فى باطن الأرض تتعرض لوجود الجراثيم والبكتيريا والميكروبات وهى موجودة فى الهواء الذى يملأ المقبرة من الداخل والتى صاحبت دخول وخروج من قام بإدخال هذه الأشياء داخل المقبرة، ومن خلال تنفسهم داخل المقبرة وعدم تعقيم هذه المقبرة، كما هو الحال الآن فى الحجر الصحى أو غرف العمليات ...إلخ.





لوحة لصناع مهرة لحرف مختلفة

فمع غلق المقبرة ومع وجود هذه الجراثيم والبكتيريا والميكروبات تكون كل المواد العضوية داخل المقبرة عرضة للتفاعل معها وبالتالى يتم تلف هذه المواد.

ومن المعلوم ـ أيضًا ـ أن الهواء المحبوس داخل المقبرة يحتوى على نسبة 21% من الأكسجين وهذا ـ أيضًا ـ عامل آخر يساعد على نشاط الجراثيم والبكتريا والميكروبات.

ومع ذلك نجد أن المواد العضوية لآلاف السنين فى حالة جيدة فما السر؟


السر فى ذلك أنه مع لحظة غلق المقبرة تبدأ الجراثيم والبكتريا والميكروبات فى النشاط العادى المعروف الذى يسبب التلف لكن مع عدم تجديد الهواء داخل المقبرة يستهلك الأكسجين خلال أيام وساعد هذا صندوق على شكل أوزيريس كان يوضع داخل المقبرة وبداخله طين من الحقول وينثر عليه حبوب التى تروى بالماء. ويوضع هذا الصندوق داخل المقبرة المظلمة التى بمثابة ليل طويل ونحن نعلم أن النبات لكى ينمو يمتص الأكسجين أثناء الليل، فبدأ النبات فى النمو بسرعة خلال أيام وما يلبث أن يموت ويحترق كما يجده الأثريون بالمقابر والسبب نفاد هذا الأكسجين المحفوظ داخل المقبرة ، بحيث يبقى سوى ثانى أكسيد الكربون وباقى مكونات الهواء الأخرى المعروفة. فعدم تجدد الهواء داخل المقبرة وإنعدام الأكسجين لآلاف السنين يعمل على موت هذه الجراثيم والبكتريا التى تعتمد على الأكسجين، أما الأنواع منها اللاهوائية والتى لا تعتمد على الأكسجين فيتوقف نشاطها بمرور الزمن سواء ست أو خمس سنوات أو عشرة سنوات لعدم تجديد الهواء بالمقبرة لآلاف السنين. فنحن نجد أن مع عدم معرفة المصرى القديم أية معلومات عن الميكروبات أو البكتريا أو الجراثيم حيث لم يعرفوا الميكروسكوب الحديث، إلا أن عادات الدفن والطقوس الدينية التى تصاحبها قد ساهمت كثيراً فى حفظ المواد العضوية.



تمثال من الخشب

(كاعبر)












6. مغزى التماثيل فى مصر القديمة

كان من إحدى إبداعات الفن المصرى القديم والمسمى الفرعونى التماثيل سواء للملوك أو الأفراد أو الآلهة أو الحيوانات... إلخ. ولكن ما المغزى الحقيقى الذى أراده المصرى القديم من التماثيل ؟ وما الغرض الذى صنعت لأجله ؟

نجد أن لكل نوع من أنواع التماثيل لها مغزى ومعنى مستقل بنفسه ففى تماثيل الملوك والأفراد تختلف مغزاها عن تماثيل الآلهة، عن تماثيل الحيوانات.

فمع بداية العصور ما قبل التاريخ نجد أن أهم أنواع التماثيل كانت تماثيل صغيرة من الطين تمثل لبعض الآلهة والغرض منها هو العبادة والتقرب إلى هذه الآلهة المختلفة بغرض الاستعانة بها على ما يواجهه المصرى القديم من أخطار، ومحاولة درء هذا الخطر والبحث عن الأمن والأمان مثل تماثيل إبن أوى أو الإله "أنوبيس" إله الجبانة والموتى والتحنيط الذى عبده المصرى القديم لدرء شر هذا الحيوان الذى يبحث عن جثث الموتى بأكملها، فاعتقد المصرى بأنه بالتقرب إليه والعبادة لها عن طريق تأليهه والإحتفاظ بهذا التمثال سوف يدرأ عنه الشر لحماية جسده ليحيى مرة أخرى.


وهناك أمثلة أخرى لتماثيل آلهة الخير والنماء مثل البقرة والتى أطلق عليها "حتحور" وغيرها من التماثيل وكانت هذه التماثيل بسيطة من الطين المحروق، ثم تطور إلى مواد أخرى من الحجر والبرونز. فكانت التماثيل بسيطة فى التفاصيل والمغزى منها واضح وصريح.
ثم بدأ المصرى القديم فى نحت التماثيل الخاصة بالملوك وهى النوع الثانى ثم تليها تماثيل الأفراد.





وجه تمثال الملك أمنمحات


وكان بالنسبة لتماثيل الملوك تمثل الملوك على الهيئة الإلهية بعد الوفاة فى وضع الجلوس على العرش ملتح باللحية الخاصة بالآلهة مرتديًا المئزر حول الوسط وعلى الرأس غطاء الرأس الملكى والمسمى النمس، وهو أشهر أغطية الرأس مع أغطية أخرى اختلفت فى أشكالها وألوانها منها تاج الشمال الأحمر والجنوبى الأبيض والمزدوج المكون منهما معًا إلى جانب أغطية أخرى مختلفة وحرص على تزين الجبهة بالثعبان الكبرا (الصل) والعنقاء (أنثى النسر) رمزى الآلهتين الحاميتين للجنوب والشمال. فكان اعتقاد المصرى القديم أن الملك عند اعتلائه العرش طبقًا لما كان يشبه الكهنة ابن لإله الدولة الرسمى (رع) الشمس ولذا فيطلق على الملك لقب (سا رع) إى إبن الشمس إلى جانب العديد من الألقاب الأخرى مثل (سا بتاح) أى إبن الإله (بتاح) إله (ميت رهينة) ممفيس وملك الشمال والجنوب (نسوبيتى) واللقب النبتى المنتمى لإلهين الحمايتين لمصر الشمالية والجنوبية واللقب الحورى أى (حورس).




تمثال الملك خوفو


وكان الملك لابد أن يمثل فى سن صغير قد لايزيد عن حوالى 25 – 30 عام على الأكثر مهما كان عمر الملك وهذا يلاحظ بوضوح خلال العصر الفرعونى بالكامل من 3200 ق.م وحتى 332 ق.م لابد وأن يمثل تمثال الملك فى سن صغير شاب ذو فتوة مفتول العضلات، قوى البنيان، متسق القوام، ذو نظرة ثاقبة وشموخ الرأس، مفرود الكتفين، يجلس فى مثالية مطلقة مع اختلاف أوضاع اليدين سواء على الكتفين أو الصدر جالسًا أو واقفًا.
ومع دراسة أعمار الملوك المصريين فى طوال العصور الفرعونية (دولة قديمة– دولة وسطى– دولة حديثة) وعصر متأخر، نجد أن الأعمار تبدأ من 7 سنوات وحتى 109 سنة مثل توت عنخ آمون تسع سنوات ومات وهو فى التاسعة عشر وهناك رمسيس الثانى من 23 وحتى 93 عام، الملك بيبى الثانى من 19 وحتى 109 عام والملكات منهم بين العشرين والثمانين عام.




تمثال الملك خفرع

ولكن لابد من أن يمثل جميعهم فى هذا الشكل المثالى حتى أن الغير الدارس للفن المصرى يعتقد أن كل التماثيل متشابهة أى لشخص واحد أو عدة أشخاص متكررة ولا توجد هناك فروق بين هذا أو ذاك.

أى أن هناك نموذجًا أو نموذجين يتكرران فى كل التماثيل ولكن هذا غير صحيح فمع التدقيق فى ملامح تماثيل كل ملك يوجد اختلاف بين ملامح ملك عن آخر ولابد من أن المثال كان يحرص على تمثيل تفاصيل وجه الملك بدقة وإلا لا يكون هذا التمثال للملك وتصبح مشكلة له قد يفقد فيها حياته، لأنه من غير المعقول أن يرضى الملك بتمثال له ليس به تفاصيل وجهه.

لكن ما المغزى من تمثيل الملوك على هذه الهيئة المثالية وخاصة الشباب والفتوة؟.




تمثال مجموعة للملك منكاورع

والإجابة أن المصرى القديم عندما آمن بعقيدة البعث والحياة مرة أخرى، كان من جوهر هذه العقيدة أن الإنسان عندما يحى ثانية لابد وأن يكون فى هذه الصورة شاب قوى مفتول العضلات سليم البنية ليحيى حياة سعيدة ويتمتع بحياته الثانية على أكمل وجه وهذه الصورة سوف تكون أبدية، أى لن يكبر سنه مرة أخرى، كما كان فى الحياة الأولى فلو أنه مات، مثل: رمسيس الثانى على سبيل المثال فى سن 91 أو 93 عامًا كهل، عجوز، لا يعى شيئًا فى الدنيا عليل، مريض، سقيم، لا يقوى على المشى أو القيام والجلوس، ولا يستطيع أن يأكل أو يشرب كما كان فى شبابه، فكيف له أن يهنأ بحياة ثانية؟ فسوف تكون عذاب له، ولن يتمنى أن يحيا حياته الثانية على هذا النحو وهذا المنوال.




لذا فاعتقدوا أن الإنسان سوف يعود شابًا صغيرًا ليتمتع بحياته الثانية.

ولكن من أين أتى هذا الاعتقاد؟ وكيف أصبحت عقيدة راسخة عبر ثلاثة آلاف عام هى عمر الحضارة المصرية وهى جذورها ومصادرها. ولنا هنا وقفة:

فهناك قصة حديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم فى مجلس يحضره رجال ونساء "أنه لن يدخل الجنة عجوز". فذهلت إمرأة وقامت وخرجت من المجلس تبكى عدم دخولها الجنة. فأرسل إليها الرسول الكريم يلاطفها وقال لها لماذا تبكين؟ أجابت: لقد قلت أن لا يدخل الجنة عجوز وأنا عجوز فهذا معناه أنى لن أدخل الجنة. فضحك وقال لها: لأنك سوف تكونين صغيرة السن ولن تكونى عجوز، فالكبير سوف يعود شابًا صغيرًا. وكذلك الكهل والعجوز فى سن الشباب رغم موتهم فى مراحل سنية مختلفة. فكيف علم المصريين القدماء بهذه المعلومة؟ بأن الله سبحانه وتعالى عند يوم بعثنا مرة أخرى سوف يصورنا على هذه الهيئة وهذا السن؟.






تمثال الأمير رع حتب


وبالنسبة لتماثيل الأفراد التى سادت كافة العصور الفرعونية فى أوضاع مختلفة ولفئات مختلفة منهم كاتب ملكى– قائد جيش– كاهن– موظف كبير...إلخ. فقد حرص من استطاع عمل تماثيل أن يصنع تمثال لنفسه يمثله فى ما كان يقوم به فى الدنيا. فما المغزى وما المعنى ؟





تمثال القزم ستب مع أسرته


نجد هذه التماثيل تماثل الهوية أو البطاقة الشخصية فالكاتب أثناء حياته كان يتمتع بوضع اجتماعى متميز بجوار ملكه وفى مجتمعه فهو حريص على هذا الوضع وهذا المنصب فكان يُصنع له تمثال يزين به منزله أثناء حياته ليتباهى به بين أهله وأصحابه وعند الموت لابد وأن يوضع هذا التمثال فى القبر لإعلام كل من بالحياة الثانية بأنه كان كاتبًا ملكيًا أثناء حياته ليبجل ويحظى بنفس المكانة والمنزلة فى العالم الآخر، كما يعثر عليها هذه التماثيل بالمقابر، وكذلك كان الأفراد والقضاة وقادة الجيوش، فهى تعتبر مثل البطاقات والهوية لإعلام من فى العالم الآخر بمكانة هؤلاء فى مجتمعهم فينالوا نفس المكانة.





رأس تمثال (كاعبر)

أما تماثيل الآلهة فهى تمثل جميع الآلهة سواء الآلهة الكبرى أو الرسمية أو المحلية والتى وصل عددها إلى ما يزيد عن 170 مائة وسبعون معبود ومعبودة، فهو تجسيد لقوة روح الآلهة فتمثال الإله آمون إله طبيبة مثلاً هى تمثل الصورة المادية لهذا الإله وخصصت هذه التماثيل للعبادة سواء فى المعابد أو المنازل.
وهكذا نرى أن المصرى القديم حينما أراد أن يخدم فكرة معينة سواء إيمانية أو عقائدية أو إجتماعية عمل على تجسيدها على هيئة تمثال يخدم هذه الفكرة ويعبر عنها بجلاء ووضوح ودون غموض.




تمثال لأحد النبلاء








7. فرعون (موسى) عليه السلام

أحاطت بشخصية فرعون مصر الذى عاصره (موسى) - عليه السلام - الكثير من الغموض، وأصبحت هذه الشخصية مجالاً كبيرًا للجدل لمعرفة هويته، نظرًا لعدم تحديد اسمه سواء فى نصوص القرآن الكريم والذى وردت فيه قصة (موسى) - عليه السلام - فى العديد من المرات ولم يذكر سوى "فرعون" وهو لقب كان ينعت به ملوك مصر. وكذلك لم يذكر اسم الفرعون فى التوارة أو أى من المصادر الأخرى ولم يذكر فى التوارة سوى اسم مدينة "بر رعمسيس" عاصمة ذلك الفرعون، وهى المدينة التى بناها الملك "رمسيس الثانى" فى شرق الدلتا شمال مصر، وهذا مما أوحى للكثير، وخاصة اليهود بأن فرعون (موسى) - عليه السلام - هو "رمسيس الثانى" ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر- الدولة الحديثة حوالى 1261-1223 ق.م. وهو ما أكد عليه الجميع بأنه هو الذى خرج فى عهده الإسرائيليين مع (موسى) - عليه السلام - من مصر وغرق فى البحر. لكن من هو - فعلاً - فرعون مصر الذى خرج فى عهده الإسرائيليين؟ وهل هو الذى رَبى (موسى) - عليه السلام - فى قصره، كما ورد فى القرآن الكريم أم هو فرعون آخر؟ فى هذا البحث نستطيع تحديد من هو فرعون (موسى) عليه السلام اعتمادًا على ما ورد بالقرآن الكريم وما يفرضه المنطق والمعقول وكذلك ما ورد فى المصادر الأخرى.






رمسيس الثانى

أولاً: الفرعون الذى ربى موسى فى قصره

طبقًا لما ورد فى قصة (موسى) - عليه السلام - فى القرآن الكريم والذى لم يحذف أو يتغير منه مما أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان، وطبقًا لتسلسل الأحداث فى تلك القصة ومقارنته بما ورد عن سيرة ملوك مصر فى تلك الفترة نجد الآتى:

أن (موسى) - عليه السلام - كان ابنًا لأحد الإسرائيليين المقيمين فى مصر، يدعى (عمران) وكان قوم عمران الأوائل قد دخلوا مصر أواخر الدولة الوسطى ومع دخول الهكسوس مصر حوالى 1675 ق.م حيث تعرضوا لضعوط سياسية واقتصادية دفعت بهم إلى دخول مصر مع العديد من القبائل الآسيوية والتى شهدت انهزام الجيوش المصرية أمام الآسيويين ووجود الاضطرابات الداخلية فى البلاد، مما مكن العديد منهم دخول مصر والاستقرار بها وخاصة فى منطقة شرق الدلتا وكان لأشراف (يوسف بن يعقوب) عليهما السلام خزائن مصر الشمالية أثناء حكم أحد الآسياويين أشير إليه فى القرآن الكريم بعزيز مصر، وهو الذى أرسل فى طلب أسرته المجىء إلى مصر ومن بعدهم الإسرائيليين. وقد مكثت هذه القبائل فى مصر بعد تحريرها من الحكام الأجانب وطردهم من مصر فى شرق الدلتا من حوالى 1575 ق.م وحتى خرجوهم من مصر أواسط الأسرة التاسعة عشر حوالى 1204 ق.م أى ما يقرب من 461 عامًا ونظرًا لعدم امتلاكهم أراضٍ أو أملاك فقد اضطروا للانضمام إلى عمال المشاريع الخاصة بالدولة المصرية كأجراء ليتمكنوا من الحياة فى مصر وكان لانفتاح مصر على العالم شرقًا وغربًا ولكثرة الحروب فى خلال تلك الفترة ومع التبادل التجارى بين مصر وجيرانها كانت البلاد تعجّ بالعديد من الأجناس والآلاف من الآسياويين والليبيين والنوبيين وكان هذا شيئًا طبيعيًا فى مصر والمجتمع المصرى. وسارت الأمور طبيعية حتى اعتلاء الملك رمسيس الثانى عرش مصر حوالى 1291 ق.م، وأثناء حكمه الذى استمر زهاء 67 عامًا حيث أوعز إليه بعض اتباعه من الكهنة المصريين أن من هؤلاء الإسرائيليين سيخرج للقضاء على عرشه وملكه؛ فأوصى بالتخلص من كل مولود ذكر يولد لهم، ثم اقترح عليه البعض بقتل الذكور عامًا وإيقاف القتل عامًا وكان العام الذى ولد فيه (هارون) - عليه السلام - هو العام الذى ليس فيه القتل وكان العام التالى الذى ولد فيه (موسى) - عليه السلام - هو عام القتل لأبناء الإسرائيليين فخافت عليه أمه وأعدت له صندوقًا من الخشب والقت به فى النهر حيث رماه تيار الماء قرب القصر الملكى للملك رمسيس.

وكان فرعون مصر فى تلك الفترة هو الملك رمسيس الثانى وقد حدثت تلك القصة بعد حوالى 30 عامًا من توليه ملك مصر عندما كان فى سن الخمسين حيث مات فى حوالى التسعين من العمر.

وكان الملك رمسيس الثانى طبقًا للوثائق المصرية له من الأولاد 162 ولدًا وبنت ومن الزوجات 103 زوجات، وحين أخذ تيار مياه النهر الصندوق الذى وضعت فيه أم موسى ابنها إلى الشاطئ بالقرب من القصر الملكى بمدينة "بر رعمسيس" التى أنشائها الملك كمصيف له، بعيدًا عن طيبة الحارة فى مصر العليا بالصعيد، شهدت إحدى زوجات الملك الصندوق وبه الطفل الذى أنزل الله محبته فى قلبها فأحبته، وتعلقت به ولكن لتحتفظ به فى القصر كان لابد من استئذان الملك، فطلبت مقابلة الملك واستئذنته بالاحتفاظ بالطفل، لكنه سألها إن كان للأحد الإسرائيليين، فنفت حيث خشيت من قتله وحين سألها عن اسمه، فأجابت بالنفى، ثم سألها أين عثرتى عليه؟ فأجابت فى ماء النيل، فأسماه (موسا) وهو فى اللغة المصرية القديمة (ابن الماء)، لكنه شك فى أن يكون لأحد الإسرائيليين وأراد أن يختبره فطلب بإحضار جمر ومجوهرات وعرضها أمام الطفل فأوحى الله إلى الطفل للأمساك بالجمر ووضعه فى فمه. حينئذٍ أذن الملك رمسيس لها بالاحتفاظ به لعله يؤنس أمومتها المحرومة.

وتربى موسى ونما فى القصر الملكى للملك رمسيس وكان لتربيته فى مصر وبالذات فى القصر الملكى، لابد أن يخضع لتقاليد التربية للاولاد بالقصور الملكية من وضعه تحت برنامج تعلم القراءة والكتابة والحساب بعد فطمه من أمه التى كانت تخفى عليهم فى القصر معرفتها به، وعندما شبَّ بدأ يطبق عليه سلك الجندية وإدخاله الجيش المصرى مع الأمراء لينال التربية العسكرية والخروج للتدربيات فى الصحراء المصرية مع أبناء الملك مما اكسبه العلم والفتوة والرجولة كاحدى أفراد النبلاء بالقصر الملكى.

وعندما كبر وأصبح فى حوالى الثلاثين من العمر، كان الملك رمسيس فى حوالى الثمانين من العمر. وحدث ذات يوم أن تعارك أحد الإسرائيليين مع أحد المصريين فى شوارع المدينة "بر رعمسيس" فى مرور موسى - عليه السلام - وكان هذا الإسرائيلى يعلم شخصية موسى فاستنجد بموسى فانضم إليه موسى لينصره على المصرى، فوكزه بيده فمات، وهنا ظهر سر موسى من أنه من الإسرائيليين، فنصحه أحدهم بالهرب من مصر فى أسرع وقت لانكشاف أمره وهرب موسى إلى شرق مصر، متخفيًا وعبر سيناء إلى أرض فلسطين التى كانت تحت السيطرة المصرية وهناك تعرف فى مدينة "مدين" على رجلاً زوجه احدى ابنتيه وتفاصيل هذه القصة سردها القرآن الكريم فى كثير من الصور، وعاش هناك ما يقرب من اثنتى عشر سنة وكون أسرة له.

وعندما سمع موسى بموت ملك مصر رمسيس الثانى حوالى 1223 ق.م واعتلاء ابنه (مرنبتاح) الحكم خلفا لأبيه وهو الابن الثالث عشر للملك رمسيس من (105) أولاد والذى تربى مع موسى بالقصر الملكى وعاش معه طفولته وشبابه. اعتقد موسى – عليه السلام – أن أمر العودة إلى مصر أصبح سهلاً بعد موت الملك رمسيس الذى حدثت فى عهده جريمة قتل المصرى وبعد انقضاء ما يقرب من اثنى عشرة سنة قد يكون الناس فى مصر قد نسوا الجريمة، ومع احتراقه وشوقه لرؤية أهله فى مصر، وظن أن الملك الجديد (مرنبتاح) سيسامحه على خطئه ويغفر له، ليرى أهله فى مصر مرة أحرى .


هذا يعنى أن رمسيس الثانى حين مات كان موسى - عليه السلام - فى فلسطين مات وهو فى الثالثة والتسعين من عمره وكان فى آخر عامين من عمره مريضًا راقدًا فى فراشه، ولن يستطيع القيام بطقوس (عيد الحب – سد) بأبى سمبل عند معبده وكان لا يعى شيئًا فى دنياه لمرضه وعجزه إلى أن مات.

ثانيًا: فرعون موسى الذى غرق فى البحر:

حين أعد موسى - عليه السلام - نفسه وأسرته للعودة إلى مصر وأثناء عبوره سيناء تلقى من الله رسالته وكتاب التوراه وأرسله الله نبيًا لبنى إسرائيل ورسول من الله لملك مصر (مرنبتاح) وللمصريين ليخبرهم بأن الله الواحد الأحد هو رب العالمين ونفى المعبودات العديدة التى يقومون بالتعبد اليها من دون الله.

وعند دخوله مصر توجه إلى القصر الملكى، كما أمره الله مستعينًا بأخيه الكبير هارون - عليه السلام - ليبلغ ملك مصر مرنبتاح ما أمره الله وقد قام موسى عليه السلام بإبلاغه رسالته من ربه لملك مصر الذى استهان و استهزأ بما أبلغه به موسى - عليه السلام-، وكان بقاعة العرش وإلى جوار الملك الكاهن الأكبر لمعبود مصر (آمون) وهو ما ورد فى القران الكريم بـ(هامان) فى عدة مواضع، هو اللقب المصرى (حم أمن) بمعنى كاهن آمون وهو كان لقب يعطى للكاهن الأكبر لهذا المعبود والذى كان له معابد الكرنك وكان ملوك مصر يغدقون عليه العطاءات وكان يعتبر دولة داخل الدولة وله استقلاليتة وله – أيضًا - جنوده لحماية المعبد وهذا ما يفسر ما جاء فى القران (وجنودهم) أى الجيش الملكى للفرعون و مصر وجنود المعبد. وقد طلب الملك مستهزئًا موسى - عليه السلام - أن يبنى هامان صرح لعله يطلع إلى إله موسى لاعتياد المصريين القدماء بناء الأبنية العالية من أهرمات ومعابد عظيمة يستخدمونها فى التطلع إلى السماء حيث برع المصريين فى علوم الفلك.

رفض فرعون وقومه – إلا امرأته - الرسالة واتهموا النبى الكريم – عليه السلام – بالسحر. وعندما طلب منه الملك مرنبتاح أن يريه ما يثبت صدقه أخرج موسى عليه السلام يده وكانت بيضاء كالثلج ورمى بعصاه فإذا هى حية تسعى، كما ورد فى القران الكريم، إلا أن الملك مرنبتاح لم يؤمن بما جاء به موسى - عليه السلام - وطلب جمع أمهر السحرة لمواجهة موسى عليه السلام والذى أستطاع التغلب عليهم مما دفعهم إلى الايمان به وبما جاء به من رب العالمين وأمر الملك مرنبتاح بقتلهم جميعًا، مما دفع موسى إلى الدعاء على فرعون مصر و قومه . وأعد موسى - عليه السلام - وبنى اسرائيل بعد اخبارهم برسالة الله لهم للإيمان به للخروج من مصر سرًا هربًا من بطش الملك مرنبتاح الذى علم بأمر خروج موسى وقومه شرقًا إلى فلسطين، فأعد جيشه وحاول اللحاق بهم للقضاء عليهم، وكان من عادة الملوك الفراعنة قبل ذهابهم إلى القتال أن يأمر بكتابة نص يكتب على الحجر يسجل فيه انتصاراته الباهرة على الأعداء لوضعه فى المعابد، ثم يخرج للقتال وعند عودته تكون اللوحة الحجرية قد تم اعدادها ولكن كان لقصر فترة خروج الفرعون لحدود مصر والعوده سريعًا مما لا يتيح للكاتب الوقت اللازم للانتهاء منها، مما اضطره إلى أستخدام لوحة من عهد الملك آمون حتب الثالث حوالى (1221-1378 ق.م) واستخدم ظهر هذه اللوحة ليسجل فى عُجالة النص المكتوب الذى جاء بخطه فيه غير متقن الذى كتب على عجل، نظرًا لضيق الوقت، ولقد أتى فيه: "ولقد قضيت على بنى إسرائيل ولم تعد لهم بذرة"، وهى اللوحة المعروفة باسم لوحة إسرائيل بالمتحف المصرى بالقاهرة، وهو ما يثبت بما جاء فيها أن الملك مرنبتاح هو فرعون الخروج حيث أنه الوحيد من دون الملوك الفراعنة لمصر الذى سجل وذكر اسم الإسرائيليين ولم يرد ذكرهم لا أيام أبيه رمسيس الثانى ولا بعده.



لوحة إسرائيل

وكان لموت الملك فى البحر بعد ملاحقاته لموسى - عليه السلام - وقومه وغرقه وانتشاله من البحر غريقًا ربما بعد يومين من الغرق وتم نقله للقصر الملكى لتحنيطه كعادة المصريين القدماء ولتبخر مياه البحر من الجسد تبلورت الأملاح على مسام الجلد مما منع الجلد معه امتصاص موادالتحنيط وهو ما اصاب المومياء الخاصة بالملك باللون الأبيض دون عن كل مومياوات الملوك المصريين القدماء أو مومياوات الأفراد، حيث يتم العثور على المومياوات إما بلون أسود أو بنى قاتم اوغامق بسبب مواد التحنيط وهو ما يثبت بلا شك أنه فرعون مصرالذى خرج فى عهده موسى - عليه السلام -. وقد نجّا الله سبحانه وتعالى بدن الملك، كما جاء فى القران الكريم (واليوم ننجك ببدنك لتكون لمن خلفك أيه) والنجاة هنا بالبدن، أى بالجسد دون الروح لانتشاله من البحرغريقًا ليراه كل شعبه الذى كان الكهنة يوهمونه بأنه الملك الإله ابن الآلهة الذى إن مات لا يموت كإنسان، لكنه يصعد إلى السماء ليلحق بموكب الآلهة فى السماء والملقب كذلك (بابن الشمس)، فهاهوالآن جثة هامدة، مثل: أى إنسان عادى وليس إلهًا وبذلك يكون آيه وعبرة من بعده من ملوك مصر .

ومن هنا يمكننا أن نجزم أن موسى - عليه السلام - قد عاصر اثنين من فراعنة مصر الأول هو الملك رمسيس الثانى الذى التقطته إحدى زوجاته وعاش ما يقرب من الثلاثين عام داخل القصر الملكى بمدينة (بررعمسيس) شرق الدلتا والثانى هو الملك مرنبتاح ابن رمسيس الثانى الذى تربى مع موسى - عليه السلام - فى نفس القصر والذى كان يكبره بحوالى عشرة أو خمسة عشر عام وكان معًا فى القصر، حيث ورد على لسانه لموسى - عليه السلام - "ألم نربك فينا وليدًا". وكان خروج بنى إسرائيل وموت الملك مرنبتاح فرعون الخروج عام 1214ق.م.


يتبع


توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 09:13 PM   #20

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



إلى هنا ينتهى الجزء الأول وهو :

تاريخ مصر الفرعونية



وإلى الجزء الثانى وهو :

تاريخ مصر اليونانى والرومانى



الجزء الثانى من تاريخ مصــــــــــــر

تاريخ مصر اليونانى والرومانى.



وهنا نستعرض النقاط التالية



1-تقسيم تاريخ مصر اليونانى الرومانى
2-أشهر الحكام فى مصر اليونانية والرومانية
3-الحكم وإدارة فى مصر اليونانية الرومانية
4-الحياة الإجتماعية فى مصر اليونانية الرومانية
5-الحياة الدينية والعقائدية فى مصر اليونانية الرومانية
6-الحياة العلمية والثقافية فى مصر اليونانية الرومانية
7-الفن فى مصر اليونانية الرومانية
8-الحياة الاقتصادية فى مصر اليونانية الرومانية


ولنبــدأ

-تقسيم تاريخ مصر اليونانى الرومانى




ورث الاسكندر الأكبر عن أبيه توحيد الإغريق ومحاربة الفرس والقضاء على سيادة الفرس للبحار ، وسار براً بجيوشه لملاقاة جيوش الفرس وبعد انتصاره قرر الاستيلاء على شواطىء أسيا الصغرى وسوريا وفنيقيا ومصر وبرقة بليبيا . فبعد موقعة " اسوسى " 333 ق.م فضل الاسكندر فتح فنيقيا ومصر التى بلغها فى نوفمبر 332 ق.م . وفتحها ونصب نفسه ملكا على مصر مثل الفراعنة بمدينة " منف وقدم القرابين الآلهة المصرية ثم اتجه لزيارة معبد " آمون" بسيوة وفى طريقة اختار موقع جديد ليكون عاصمة لمصر تحت حكمة وتحمل أسمه وأطلق عليها إسم " الإسكندرية " ثم توجه إلى معبد"أمون" فى سيوة وفى عام 331 ق.م رحل الاسكندر عن مصر لمواصلة حروبه ضد الفرس واستمرت حملته على الفرس إلى أن وصل إلى البنجاب فى الهند ثم عاد إلى بابل واستمرت هذه الحملة عشر سنوات حيث توفى فى 12 يونية 323 ق.م .
بعد وفاة الاسكندر عقد قواده مؤتمرا ليبحثوا مشكلة حكم الإمبراطورية من بعده

وقد اتفقوا على الأتى :

1- يتولى العرش أخو الاسكندر وابنه تحت الوصاية .
2- تعيين " برديقاس " قائداً عاماً للجيش و"قراتووس" وصياً على الملكية ولكنه إغتصب الوصاية لنفسه .
3- تعيين قواد الاسكندر الكبار حكاما لممالكه الإمبراطورية وكان من نصب القائد بطلميوس بن لاجوس حكم مصر .
وكان قائدا بارعاً ورجل طموح ، فرأى أن مصر يمكن أن تكون دولة مستقلة يحكمها وأسرته من بعده .

وقد قسم العلماء تاريخ مصر اليونانى الرومانى منذ 331ق.م وحتى الفتح العربى 641م إلى عصرين أثنين : ـ


1- العصرالبطلمى . 2- العصر الرومانى .
  • أولا: العصر البطلمى
ويبدأ بتأسيس بطلميوس بن لاجوس حكم أسرة البطالمة مروراً بالثانى والثالث والرابع وحتى الملكة كليوبترا عام 31ق.م .


  • ثانيا: العصر الرومانى :
ويبدأ بعد هزيمة الملكة كيلوبترا وانطونيو 31ق.م . ودخول مصر تحت حكم الرومان حتى الفتح العربى على يد عمر بن العاص عام 641م ودخول الإسلام مصر .







2- أشهر الحكام فى مصر اليونانية والرومانية


  • العصر البطلمى : 332-31 ق . م
مـن أشهـر ملوكهـا :ـ الإسكندر الأكبر ـ بطلميوس بن لأجوس - بطلميوس الثانى ـ بطلميوس الثالث ـ كليوبترا الشهيرة .
  • العصر الرومانى : ـ 31 ق . م – 641 م.
مـن أشهـر ملوكـه : ـ اكتافيوس ـ أفلاديوس ـ فسبسيان ـ تراياتوس ـ أدرياتوس ـ دقلديانوس ـ ثيودوسيوس هرقل ـ المقوقس ( حاكم مصر ) .




3-الحكم وإدارة فى مصر اليونانية الرومانية


كان الحكم فى مصر خلال العصر اليونانى الرومانى ينقسم إلى نوعين أثنين مختلفين ، ففى خلال اليونانى اعتبر البطالمة وقد نصبوا أنفسهم إلهة لرعاياهم أما فى العصر الرومانى فكانت مصر تحت حكم نائب عن الإمبراطور الرومانى .

  • في العصر البطلمى:
كان نظام الحكم ملكى و الملك هو المالك والسيد الأوحد لمصر ورعاياها و هو رأس الجهاز الإدارى وكان أيضا كبير القضاة والقائد الأعلى للجيش والأسطول وواضع القانون .

وإلى جانب الملك كان هناك عدداً من الوزراء وأهمهم وزير المالية ورئيس القضاة وكذلك وزير الحرب .









وإلى جانب الملك والوزراء كان هناك جهاز أدارى دقيق ومنظم يعمل به جيش من العاملين المدربين ويتكون من رؤساء ومديروا المصالح وأقسامها المختلفة .

وإلى جانب هذا الجهاز الإدارى العالى كان هناك ثلاث مدن إغريقية : نقراطيس ـ الإسكندرية ـ بطر ليميس . وهذه المدن الإغريقية الثلاثة فى مصر تمثل دولة مستقلة ذات سيادة ولكنها كانت خاضعة للملك إلا أنها تحتفظ باستقلال ذاتى بسيط مميز .
أما عدا ذلك فقد قسمت مصر إلى وحدات إدارية رئيسية محافظات وغير البطالمة أسماء المحافظات المصرية الفرعونية وقد احتفظ المحافظين المصريين بمواقعهم وبمناصبهم إلى جانب تعيين حاكم عسكرى وكان يطق على المحافظة اسم " تومارخ".
وكل محافظة تنقسم إلى أقاليم " توبوى " وكان لكل محافظة عاصمة أو مقر المحافظ وكان لكل أقليم حاكم إدارى " ابيستايتس " وعمدة "توبارخ" وريئس للشرطة وموظف مالى . وينقسم الإقاليم إلى مراكز والمراكز إلى قرى ولكل مركز حاكم أدارى ورئيس شرطة وموظف مالى .







فكان النظام الإدارى للحكم فى خلال العصر البطلمى هرمى الشكل قمته الملك وقاعدة الشعب وقد ساعد هذا النظام الدقيق للإدارة البطالمة لسهولة حكم مصر ووضعها فى قبضهم من خلال التسلسل الإداري .






  • في العصر الرومانى:
سار الرومان فى حكم مصر على نفس النظام الإدارى للبطالمة وأن زاد أحكام قبضة الحكام على هذا النظام وكان على راس الجهاز الإدارى حاكم عام ينوب الإمبراطور لحكم مصر حمل لقب " بريفكتوس" وهو قائد الجيوش والجهاز الإدارى وله سلطه تعيين وعزل الموظفين عدا ما يعينهم الامبرطور بنفسه . وهو أيضا القاضى الأول والذى كان يعقد ثلاثة اجتماعات سنوياً .


وقـد قسمـت البـلاد إلى ثلاثة أقاليم لكل أقليم حاكم يسمى " ابستراتيجوس " وهى ( الدلتا ـ مصر الوسطى ـ طيبة ) . وكل أقليم يقسم إلى " تومات " وهى تساوى " محافظات " . ولها حاكم وكان من سكان نفس الأقاليم . وكان له دور كبير ونفوذ كبير حيث كان هو واضع وجامع الضرائب ويساعده " أمين المحفوظات " يشرف على دار المحفوظات الخاصة بالأقاليم إلى جانب موظفى الإدارات المحلية ثم إدارات القرى . من هنا نجد أن نفس النظام الإدارى الذى استخدم فى مصر البطلمية هو الذى استخدم فى مصر الرومانية وأن اختلفت الألقاب . وأن اختلف وضع الموظف من مهنة يتولها ويتكسب منها إلى تكليف عن غير رضى فى العصر الرومانى .







أما بالنسبة للمدن الإغريقية فقد حرص الرومان على أحكام قبضهم على النزعة الاستقلالية لهذه المدن ولم يقم الرومان بناء مدن أخرى سوى مدينة أسسها هادريان عند زيارته بمصر عام 130 م ومنحها دستور إغريقيا وأعطى مواطنها امتيازات خاصة .
يتبع




توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 09:15 PM   #21

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



-الحياة الإجتماعية فى مصر اليونانية الرومانية



تميزت الحياة الإجتماعية فى مصر أثناء العصر اليونانى الرومانى بالطبقية نتيجة لسياسة التمييز العنصرى التى اتبعها البطالمة وخاصة الثلاث ملوك الأوائل منهم حيث فتحوا مصر على مصراعيها للإغريق لمساعدتهم فى تنظيم شئون البلاد وأجزلوا لهم العطاء ليضمنوا استمرار وفودهم على مصر بكثرة واستمرارهم فيها على الدوام .

  • في العصر اليونانى :
ظهر فى مصر طبقتان هما:
  • الإغريق.
بدأت أعداد الإغريق فى الازدياد نظراً لحاجة الحكام البطالمة لهم لخبرتهم فى شتى مجالات النشاط الأقتصادى والإدارى والعسكرى فى بناء دولة البطالة . فقد تم منحهم الأراضى وأشركوهم معهم فى إدارة البلاد وهيئوا لهم البيئة الملائمة للحياة وأنشأوا مدن إغريقية لكل منهم قوانينها وكان لها نشاط سياسى ودينى وكان لهم الهتهم ومعتقداتهم وهذا التنظيم يماثل المدن الإغريقية فى بلاد الإغريق ، فأصبحوا يؤلفون طبقة اجتماعية عليا تفصلها فواصل شاسعة عن أهل البلاد المصريين ولم يتم التزواج أو الاندماج مع المصريين .



ومع بداية عهد بطلميوس الرابع بدأ البطالمة إفساح المجال للمواطنين المصريين إلى اعتلاء بعض المناصب العليا فى مصر املاً فى كسب ود الشعب المصرى وقل توافد الإغريق إلى مصر فحدث تقارب بين المصريين واليونانيين وكان الأغريق فى مصر يكون اربع مستويات : طبقة الموظفين المدنين والعسكرين ـ طبقة أرباب المهن الفنية ـ طبقة رجال العمال ـ طبقة أصحاب الحرف اليدوية .












  • المصريين.
عند الاحتلال لمصر من الاسكندر وبداية حكم البطالمة وجدنا أن المصريين يتكونون من فئات وطبقات اجتماعية متفاوتة :


الطبقة الأرستقراطية الغنية بممتلكاتها ومناصبها الإدارية والعسكرية وقد أبقى اليونانيين عليها حتى عهد بطليموس الرابع حيث بدأت هذه الفئة تفقد مكانتها وثرائها . ويلى هذه الفئة العسكريين الذين بدأوا فى فقدان مكانتهم بعد اعتماد اليونانيين على العناصر الأجنبية فى تكون الجيش واستخدام المصريين فى الأعمال الثانوية فقط مما حدا بهم إلى إزكاء روح الثورات عند المصريين ضد اليونانيين .
ويلى هذه الفئة فئة الموظفين وتتكون من درجات متفاوته من الإداريين وتليها غالبية الشعب المصرى المكون من الطبقة الكادحة من زراع وصناع وتجار وكانوا العمود الفقرى للحياة الاقتصادية للبلاد .


  • فى العصر الرومانى :
استمر الرومان على نهج اليونانيين من حيث أتباع سياسة التفرقة الإجتماعية بين الإغريق والمصرين ، إطفاء وضع قانونى لهذا التميز .


ومع بداية حكم الرومان ، أصبح الرومان هم قمة المجتمع المصرى باحتلالهم الوظائف العليا سواء الإدارية أو العسكرية أو الاقتصادية . وظلوا طبقة متميزة اجتماعيا واقتصاديا وأن كان تأثيرها فى المجتمع المصرى أقل من تأثير الإغريق حيث لم يفرضوا لغتهم كلغه رسمية للبلاد .


  • الإغريق.
أصبح الإغريق الآن هم الفئة أو الطبقة الثانية بعد أن كانت الطبقة الأولى وقد قسمهم الرومان إلى ثلاثة فئات الأولى مواطنوا الإسكندرية والثانية سكان عواصم الأقاليم ثم الطبقة العادية .



  • المصريين.
فى خلال العصر الرومانى قسم المصرين فئاتان الطبقة العليا الطبقة الدينية رجال الدين بالمعابد وقد عمل الرومان على إضعاف وضعهم والحد من ثرائهم ونفوذهم بمصادرة الكثير من الأراضى التابعة للمعابد . أما الفئة الثانية هى عامة الشعب المصرى من زارع وصناع وكانوا أكثر الفئات فقراً .





  • اليهود.

انتشر اليهود فى أنحاء البلاد نظراً لما تم منحه لهم اليونانيين والرومان من امتيازات. وكان المركز الأساسى لهم والرئيسى هو مدينة الإسكندرية لوجود النشاط الاقتصادى والمالى الرئيسى بها كعاصمة البلاد . وقد نظم اليهود حياتهم الدينية والتعليمية ومجالسهم وكانوا ينقسمون إلى فئات أصحاب رؤوس الأموال والتجار وأصحاب الحرف والمزارعون وقد عانى الرومان من اليهود كثير بإثارة الفتن بالإسكندرية خاصة بعد ثورة اليهود فى فلسطيـن ضد الرومـان وظهـر الكـره لليهـود فى مصر خاصة بعد نيران حرب خروس (119-117) وفى عام 425 ثم طردهم من مدينة الإسكندرية .






5- الحياة الدينية والعقائدية فى مصر اليونانية الرومانية

كان سكان مصر فى العصر اليونانى الرومانى يؤلفون مذيجاً من جنسيات وعناصر مختلفة مثل اليهود والسوريين والفنيقيين والليبين وغيرهم إلى جانب المصريين .

وترتب على ذلك وجود خليط من العقائد والديانات المصرية والاغريقية والاسيوية والرومانية واخيراً المسيحية .
ولقد لقى اتباع هذه الديانات من الرومان سياسة متسامحة فى ممارسة شعائرهم الدينية ما دام لا يتعرض مع ولائهم للدولة ولم يتم التشدد مع اليهود ثم المسيحين الا عندما قاوموا السلطة الرومانية .


  • اليونانيين والرومان والديانة المصرية :

أحترم اليونانيين والرومان الديانة المصرية وحرية المصريين فى إقامة شعائرهم وبناء معابد وإصلاح ما تهدم منها . كذلك نجد أن البطالمة ساروا على ما كان يتبعه الملوك الفراعنة واخذوا نفس الألقاب الفرعونية ورسموا على نفس صورهم فى المعابد مما يضفى الشرعية على سلطة الإمبراطور فى عيون المصريين . كذلك وضع الملوك البطالمة والرومان رجال الدين تحت سيطرتهم لما لهم من نفوذ للحد من سلطاتهم واشتدت هنا فى عهد الرومان ولم يسمح للكهنة إلا بزراعة مساحات زراعية كافية لتوفير حاجات المعابد فقط ثم وضع المعابد تحت إشراف السلطة المركزية وذلك للحد من نشاط الكهنة لتحريض المصريين ضد اليونانيين أو الرومان .


  • اليونانيين والرومان والديانة الاغريقية:

عمل اليونانيين على كسب الاغريق كما كسبوا المصريين بالتشبه بالديانة الاغريقية من تأليه الملوك تألية رسمى لهم كهنة وتؤرخ بأسمائهم الوثائق واعترفوا بالديانة الاغريقية ديانة رسمية وسمحوا بإقامة الشعائر والاحتفالات الدينية وإقامة المعابد وتشبيه آلهتهم بالآلهة المصرية والتقرب إلى الآلهة المصرية الكبيرة .

كذلك احترم الرومان حرية المصريين فى العقيدة ورعاية المعابد ورسم الأباطرة أنفسهم فراعنة والتشبه بهم فى نفس الوقت الذى امتزج فيه العقائد المصرية بالعقائد الاغريقية ونجد أن ايزيس عبدت وانتشرت عبادتها فى العالم إلى جانب الالهة الاخرى وربطوا ما بين العجل ابيس والالهة سرابيس واستعمل الأباطرة مبدأ تألية الملوك لاقامة عبادة لهم تعينهم على احكام السيطرة على شعوب الامبراطورية .


  • الرومان والديانة المسيحية:

عندما بدأت الديانة المسيحية فى مصر اواخر القرن الاول الميلاد بدأ الرومان فى الخوف منها على مكانة الامبراطور فلم يشاركوا المسيحيين فى عبادات الدولة الرسمية. ولما كانت الديانة المسيحية ترفض الديانات القديمة كذلك شخص الامبراطور المقدس ، فأعتبرت حركة مناهضة فيجب استصالها .فبدأ عصر الاضطهاد للمسيحية والمسيحيين منذ عام 64 م. فصدر أمر بعدم اعتناق المسيحية وكان اعنف اضطهاد فى عصر دقلديانوس حتى تم الاعتراف بها ديانة رسمية عام 282م.



6- الحياة العلمية والثقافية فى مصر اليونانية الرومانية





كان للعلوم والثقافة نصيب كبير من أهتمام حكام مصر فى العصر اليونانى والرومانى .

  • أولا ً: العصر اليوناني:
نجد أن بطليموس الأول هو الذى أنشأ دار العلم والمكتبة الكبرى بالأسكندرية وكان يدعو شعراء وعلماء وفنانى الاغريق إلى الأسكندرية ويستضيفهم ويغدق عليهم بالأموال ليتفرغوا للعلم . وكانت دار العلم جزء من الحى الملكى ويتكون من مجموعة مبان تضم قاعات للبحوث العلمية .

وكان العلماء يلقون المحاضرات العامة وكانت تتناول كافة أفرع العلوم . أما بالنسبة للمكتبة فقد اصبحت من أعظم المكتبات فى العالم . وقد بلغت العلوم فى هذا العصر شأن كبير حيث تقدم الطب والجراحة وتم إنشاء مدرسة للطب بالاسكندرية وحازت العلوم الرياضية مكانة مرموقة وكذلك علوم الحيوان والنبات . كذلك احرزت الفنون والعمارة شأن كبير فى ذلك العصر سواء فى معمار المعابد أو المقابر أو القصور والمبانى العامة إلى جانب فنون النحت .




  • ثانياً: العصر الرومانى:
استمرت الاسكندرية فى القيام بدورها الريادى فى مجالات العلوم والثقافة والفنون . حيث نجد أن الأباطرة الرومان كانوا يشجعون المؤسسات العلمية والمتمثلة فى دار العلم حيث كانت تقام المحاضرات ودورات علمية فى كافة المجالات العلمية والثقافية . ومع بداية القرن الثالث الميلادى بدأ فى تخصيص قاعات للتدريس مقابل أجر من الطلبة فتوافد عليه طلاب من الأسكندرية ومن خارج مصر .

وإلى جانب مكتبة الإسكندرية كانت هناك مكتبتان أخريان الأولى ملحقة بمعبد سيرابيس والاخرى بمعبد قيصر . وقد شهدت الاسكندرية ازدهار الفلسفة فى الاسكندرية أما فى مجال العلوم فقد حافظت الاسكندرية على مكانتها العلمية فى الدراسات الفلكية والرياضة والطبية وخاصة التشريح .











7- الفن فى مصر اليونانية الرومانية




كان من نتاج غزو الاسكندرية لمصر عام "332 ق . م" واحتلالها وخضوع مصر تحت الحكم اليونانيين والرومان الأثر الكبير فى احداث تغيير فى الفن المصرى القديم .
فقد حمل اليونانيين والرومان معهم إلى مصر فنهم "الهلينستى" الخاص بهم والذى كان أساس الفن الاغريقى ومع قدومهم إلى مصر ذات الحضارة العريقة وفنها المميز فى كافة المجالات سواء النحت أو التصوير الجدارى أو حتى الفنون الصغيرة من حلى وأدوات وأثاث وغيرها ، نجدهم قد بهرهم هذا الفن العريق الراقى وبدأوا فى محاكاة هذا الفن وإيجاد مزج مقصود بين الفن الإغريقى اليونانى والفن المصرى ويتضح هذا جلياً خاصة فى فن النحت والعمارة وخاصة المعابد .
فكان لسياسة اليونانيين وإبتداء من البطالمة وخاصة الحكام إبتداء من بطليموس الأول وحتى الملكة كليوباترا وأيضاً خلال العصر الرومانى ترمى هذه السياسة للتقرب من المصريين ، وذلك لاستبعاد إطلاق لقب الغزاة عنهم. نجدهم يحرصون على نحت تماثيلهم على نفس نمط تماثيل ملوك مصر فى العصر الفرعونى من حيث الأوضاع سواء وقوفاً أو جلوساً ، كذلك أوضاع الأذرع والقدمين واليدين تخالف أوضاع التماثيل الاغريقية التى تميزت بمحاكاة الطبيعة وليس الأوضاع الكلاسيكية لتماثيل الفن المصرى القديم وإن أضافوا بصمة إغريقية بحتة وهى رؤوس التماثيل والتى يمثل فيها ملامح طبيعية لوجه الملوك وشعرهم فى الفن الإغريقى فكان لإعتزازهم بقوميتهم عامل على حرصهم لتمثيل الرأس والشعر بالفن الخاص بهم ، فجمعت هذه التماثيل بين الفن المصرى القديم الكلاسيكى المميز والفن الإغريقى كذلك حرص الملوك على تمثيل أنفسهم على جدران المعابد فى خلال العصور اليونانية والرومانية وهذا جلى فى معابد فيلة ودندرة وكوم إمبو وإدفو على هيئة ملوك مصر فى العصور الفرعونية بكل تفاصيلها سواء الأوضاع الجسدية الوجه والكتف والأذرع والأيدى والأرجل من الجانب والعيون من الأمام . كذلك من حيث الزخارف والحلى فى الملابس وكذلك أغطية الرأس التى ماثلت تيجان الملوك المصرية المعروفة بنفس زخارفها وكل هذا أمام نفس المعبودات المصرية مثل أوزيريس وإيزيس وحور وحاتور وغيرها من الآلهة .


كذلك أشكال الأثاث وخاصة العرش والمحافة التى تستخدم فى الطقوس الدينية وكذلك الأدوات التى يمسك بها الملوك كالصولجان والشارات الملكية مثل الرموز الملكية .

كذلك فى العمارة حرصوا على اتخاذ نفس أنماط العمارة المصرية فى شكل الأعمدة على أشكال اللوتس والبردى وسعف النخيل والأعمدة التى تزينها وجه الآلهة حاتحور وكذلك أشكال البوابات وزخارف الجزء الأعلى من المعابد والمعروف بالأفريز وخاصة الأبواب التى زينت بشكل أقرص الشمس المجنحة رمز الإله رع . والإضافة الجديدة التى أضافها اليونانيين والرومان هو سك العملة والذى لم يكن معروفاً فى مصر ، حيث كان يتم عمل مقابضة فى عملية البيع والشراء ولم تكن النقود معروفة فى مصر .
فمع حكم البطالمة لمصر ومن بعدهم الرومان وجدنا إنهم استحدثوا سك عملة معدنية من الفضة أو الذهب أو البرونز أو النيكل تحمل صور ملوكهم على وجه وبعض الشارات الملكية أو الدينية أو وثائقية مثل القاب أو تاريخ وإن كان البعض منها صبغ بصبغة مصرية بحتة مثل أشكال بعض الرموز الدينية .
أما فى مجال الموسيقى والغناء فقد استمر المصريين خلال العصر اليونانى والرومانى محتفظين بموسيقاهم وآلاتهم الموسيقية وأشعارهم وغنائهم كما كان الحال فى العصر الفرعونى ، ولكن نجد أن اليونانيين والرومان جلبوا معهم فنهم وآلاتهم الموسيقية الخاصة بهم ، وإن كان من المستبعد حدوث امتزاج ولو بسيط بين هذه الآلات وخاصة فى خلال الاحتفالات والأعياد وخاصة فى الأعياد الدينية التى حرص الملوك البطالمة والرومان على القيام بنفس واجبات الملوك الفراعنة وذلك للتقرب للمصريين .
وفى مجال الملابس والأقمشة استعان البطالمة والرومان بمصانع الأقمشة فى مصر وخاصة فى الصعيد فى قفط لإنتاج أقمشة الملابس الملونة والمزخرفة . وإن حرص المصريين على استخدام أنماط الزخارف والألوان للملابس المصرية الأصيلة وإن جد عليها بعد إعتناق المصريين للمسيحية واستخدام عناصر الفن القبطى المعروفة فى زخرفة هذه الملابس .

وكان المصريين خلال هذا العصر اليونانى الرومانى متمسكين بفنهم القديم الفرعونى فى كل المجالات سواء العمارة أو الملابس أو الأدوات وغيرها حتى دخلت المسيحية إلى مصر ، فنبذ المصريين وبعدوا عن هذا الفن واستحدثوا لأنفسهم فن جديد وهو ما يطلق عليه بالفن المصرى القبطى ذو الصبغة الدينية البحتة حيث مثل الرموز الدينية مثل العنب وأوراق النبات والسلال والصلبان والأساطير الدينية على كل شئ سواء فى تيجان الأعمدة أو الجدران أو المحاريب للكنائس والأديرة والمنابر والمذابح والأبواب وكذلك الأثاث سواء للكنائس أو المنازل وأدوات المنازل بكل أنواعها والكتب .
وهذا الفن كان يتميز بالوضوح والبساطة معاً مع استخدام اللغة المصرية والتى تطور الخط فيها إلى الخط القبطى بالحروف اليونانية كأحد عناصر الزخرفة للفن القبطى .
فنجد فى مصر خلال هذا العصر ما يشبه نوعين من الفن. الأول وهو الفن القبطى أى المصرى للمصريين وفن آخر مزيج من الفن اليونانى والمصرى يحمل خصائص الفنيين .



8- الحياة الاقتصادية فى مصر اليونانية الرومانية


ورث الاسكندر الأكبر عن أبيه توحيد الإغريق ومحاربة الفرس والقضاء على سيادة الفرس للبحار ، وسار براً بجيوشه لملاقاة جيوش الفرس وبعد انتصاره قرر الاستيلاء على شواطىء أسيا الصغرى وسوريا وفنيقيا ومصر وبرقة بليبيا . فبعد موقعة " اسوسى " 333 ق.م فضل الاسكندر فتح فنيقيا ومصر التى بلغها فى نوفمبر 332 ق.م . وفتحها ونصب نفسه ملكا على مصر مثل الفراعنة بمدينة " منف وقدم القرابين الآلهة المصرية ثم اتجه لزيارة معبد " آمون" بسيوة وفى طريقة اختار موقع جديد ليكون عاصمة لمصر تحت حكمة وتحمل أسمه وأطلق عليها إسم " الإسكندرية " ثم توجه إلى معبد"أمون" فى سيوة وفى عام 331 ق.م رحل الاسكندر عن مصر لمواصلة حروبه ضد الفرس واستمرت حملته على الفرس إلى أن وصل إلى البنجاب فى الهند ثم عاد إلى بابل واستمرت هذه الحملة عشر سنوات حيث توفى فى 12 يونية 323 ق.م .



بعد وفاة الاسكندر عقد قواده مؤتمرا ليبحثوا مشكلة حكم الإمبراطورية من بعده

وقد اتفقوا على الأتى :

1- يتولى العرش أخو الاسكندر وابنه تحت الوصاية .
2- تعيين " برديقاس " قائداً عاماً للجيش و"قراتووس" وصياً على الملكية ولكنه إغتصب الوصاية لنفسه .
3- تعيين قواد الاسكندر الكبار حكاما لممالكه الإمبراطورية وكان من نصب القائد بطلميوس بن لاجوس حكم مصر .
وكان قائدا بارعاً ورجل طموح ، فرأى أن مصر يمكن أن تكون دولة مستقلة يحكمها وأسرته من بعده .

وقد قسم العلماء تاريخ مصر اليونانى الرومانى منذ 331ق.م وحتى الفتح العربى 641م إلى عصرين أثنين : ـ
1- العصرالبطلمى 2- العصر الرومانى .
  • أولا: العصر البطلمى

ويبدأ بتأسيس بطلميوس بن لاجوس حكم أسرة البطالمة مروراً بالثانى والثالث والرابع وحتى الملكة كليوبترا عام 31ق.م .

  • ثانيا: العصر الرومانى :


ويبدأ بعد هزيمة الملكة كيلوبترا وانطونيو 31ق.م . ودخول مصر تحت حكم الرومان حتى الفتح العربى على يد عمر بن العاص عام 641م ودخول الإسلام مصر .

يتبع


توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 09:16 PM   #22

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



إلى هنا ينتهى الجزء الثانى وهو :


تاريخ مصر اليونانى والرومانى



وإلى الجزء الثالث وهو :

الجزء الثالث : تاريخ مصر الاسلامية


وهنا نتناول :

1-تقسيم تاريخ مصر الإسلامية
2العصور الإسلامية وأشهر حكام مصر الإسلامية
3-النظم الإدارية فى مصر الإسلامية
4-الحياة العسكرية فى مصر الإسلامية
5-الحياة الاجتماعية فى مصر الإسلامية
6-الحياة الاقتصادية فى مصر الإسلامية
7-العمارة فى مصر الإسلامية
8-الفنون فى مصر الإسلامية
9-النشاط العلمى فى مصر الإسلامية


-تقسيم تاريخ مصر الإسلامية

حدد المؤرخون تاريخ مصر الإسلامية من عام 21هـ 641م وحتى 1517م بنهاية دولة المماليك وتحويل مصر إلى إمارة عثمانية .
ويقسم هذا التاريخ إلى ثلاثة حلقات ، لكل حلقة منها طابعها المميز مع وجود صلات قوية تربط بينها جميعاً .

  • أولا ً: عصر الولاة والطولونيين والإخشيد:
وتبدأ مع فتح عمرو بن العاص لمصر عام 641م فى عصر الخلفاء الراشدين وحتى قيام الدولة الفاطمية 969م. ويتميز هذا العصر بإنتشار الإسلام فى مصر انتشاراً هادئا وكذلك تقريب مصر من جهة ثانية وتبعية مصر فى صورة أو أخرى للخلافة الإسلامية فى المدينة المنورة أو فى دمشق أو فى بغداد. وأن كان أحمد بن طولون ومحمد بن طغج الاخشيد قد إستقالا عن الخليفة العباسى فى بغداد إلا أن التبعية ظلت سائدة فى خلال هاتين الدولتين الطولونية والاخشيدية.






  • ثانياً: عصر الدولة الفاطمية:
وتبدأ بدخول الفاطميين الى مصر عام 969م على يد القائد جوهر الصقلى وانشائه مدينة القاهرة ، حيث بدت مصر مستقلة تماماً عن أية سلطة خارجية وأصبحت مصر مقر الخلافة تدين بالمذهب الشيعى ، وشهدت مصر مؤسسات دينية وعلمية وظهور العداء الصريح بين خلافتى القاهرة الفاطمية وبغداد العباسية شهدت صدام مسلح على أرض الشام وزاد أرتباط مصر بالمغرب أصل الفاطميين .








  • ثالثا : عصر الأيوبيين والمماليك :
وتبدأ بعصر صلاح الدين الأيوبي 1171م وحتى دخول العثمانيين مصر عام 1517م . وقد زاد انتشار المذهب السنى بعد سقوط الفاطميين وامتاز هذا العصر بنمو مكانة مصر سياسياً وحضارياً ودينياً وعلمياً وتجارياً لإنفتاح مصر على الغرب المسيحى بعد الحملات الصليبية . فأطفت على مصر القوة والهيبة .

وقد أصبحت القاهرة قبلة السفراء والمبعوثين من الشرق والغرب من داخل العالم الاسلامى وخارجه .
وخلال هذه العصور حرص حكام مصر على ربط مصر بالشام بوصف الشام مدخل مصر الشرقى للغزوات التى تهدد مصر.





2- العصور الإسلامية وأشهر حكام مصر الإسلامية

  • عصر الولاة : 640 – 868 م .
من حكامها : عمرو بن العاص .
  • الدولة الطولونية : 868-905م .
من حكامها : أحمد بن طولون – خماروية بن أحمد بن طولون .
  • الدولة الاخشيدية : 935-969م.
من حكامها : محمد بن طغج الاخشيد – كافور.
  • الدولة الفاطمية : 969 -1171م.
من حكامها : المعز لدين الله – العزيز بن المعز – الحاكم بأمر الله – الظاهر بن الحاكم – المستعلى - العاضد.
  • الدولة الأيوبية : 1171-1250م.
من حكامها : صلاح الدين الأيوبي – العادل أخو صلاح الدين – الكامل – العادل الثانى – الصالح أيوب .
  • دولة المماليك البحرية : 1250 -1382م.
من حكامها : شجر الدر – عز الدين إيبك – الظاهر بيبرس – المنصور قلاوون – الأشرف خليل – الناصر محمد بن قلاوون – السلطان حسن .

  • دولة المماليك الجراكسه : 1382-1517م.
من حكامها : السلطان برقوق – السلطان فرج – السلطان المؤيد شيخ – الاشراف برسباى – قايتباى – قنصوره الغورى .




3- النظم الإدارية فى مصر الإسلامية


أتبع العرب سياسة إدارية حكيمة فى حكم مصر ، فقد ابقوا على النظم الإدارية لمصر بموظيفها واحتفظوا هم بالمناصب الرئيسية الهامة للإشراف والتنفيذ للأوامر . فكان يمثل الخليفة فى مصر ، الوالى أو العامل أو الأمير وكان مقر الوالى فى مصر هو "دار الأمارة" وكان الوالى يجمع إلى سلطته إدارة مالية " الخراج " وإدارة الشرطة وشئون الجند . وكانت مصر مقسمة إلى جزيئن مصر العليا ( الوجه القبلى ) ومصر السفلى الوجه البحرى وهما مقسمان إلى أقسام أو كور وكان بمصر 80 كورة والكورة مقسمة إلى قرى .
وكان الولاة فى عهد الخلفاء الراشدين والأمويين من العرب وفى العصر العباسى من الاتراك ولوا مصر نيابة عن الخلفاء . وحدث أن استقال بعض الولاة بمصر عن الخليفة كما حدث من أحمد بن طولون والذى أقام الدولة الطولونية وكذلك الأخشيد وأقام الدولة الأخشيدية .



أما فى عصر الفاطميين فبعد فتح الفاطميين لمصر على يد جوهر الصقلى 969م فقد توالى الخلفاء الفاطميين الخلافة الابن عن الأب عن الجد أو أحد أفراد الأسرة الحاكم بأمر الله فالظاهر وهكذا . وبالنسبة للإدارة فقد اشركوا موظف مغربى مع الموظفين المصريين مع الحفاظ على نفس التقسيم الإدارى للبلاد .
وكما حدث فى عصر الفاطميين حدث أيضا فى عهد الأيوبيين حدث تولى الخلافة أفراد أسرة واحدة فبعد صلاح الدين تولى ابنه العزيز عثمان بن صلاح الدين ثم الأفضل ثم العادل فالكامل والعادل الثانى ثم الصالح نجم الدين ثم المعظم واتخذوا لقب سلطان واستحدثوا منصب نائب السلطان ومع الأبقاء على نفس النظم الإدارية بمصر فقد استحدثوا مناصب جديدة وعديدة منها إدارية ومنها قضائية أو دينية .
أما فى عصر المماليك سواء البحرية أو الجراكسة فكان الحاكم أو السلطان يتم اختياره من بينهم الأقوى والأكفاء وذلك حيث إنهم يرجعون إلى أصول وعناصر أجنبية وفدت على مصر من الشرق والغرب ونجحت مصر فى استيعابهم وتشكيلهم وتميزوا بصلة وروابط مميزة لهم مثل الزمالة والانتماء بين المملوك وأستاذة أو قائده أو بين مجموعة وأخرى مع الإبقاء على النظم الإدارية السابقة .
يتبع



تاريخ مصر الإسلاميه




توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 09:17 PM   #23

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



  1. -الحياة العسكرية فى مصر الإسلامية



    مع الفتح العربى

    لمصر كان جيش مصر عربى مرابط بين المسلمين وفى العصر العباسى ظهر العنصر الفارسى والتركى فى جيش مصر وإلى جانب الجيش العربى كان هناك طائفة المطوعة من المصريين أنفسهم (الأقباط) وأعمالهم تطوعية وأن كان فى العصر الأموى بدأ إدخال المصريين فى الجيش المصرى وأن كان الحال لم يكن كذلك بالنسبة للبحرية حيث أن المصريين كان لهم الدور الأول فى بحرية مصر وإنشاء الأساطيل والمراكب البحرية والدفاع عن المدن الساحلية خاصة الإسكندرية ودمياط وغيرها إلى جانب صناعة السفن والمراكب .





    أما فى العصر الطولونى

    فنجد أن أحمد بن طولون قام بإنشاء جيش قوى مكون من الأتراك والسودانيين والحبش وجزر البحر المتوسط إلى جانب المصرين الذين وصل عددهم إلى حوالى 7 الاف جندى مصرى إلى جانب الأهتمام بالأسطول .

    وفى العصر الفاطمى

    كان الجيش المصرى معظمة من المغاربة الذين أتو مع جوهر الصقلى ثم رأى الفاطميين زيادة هذا الجيش لحماية دولتهم فقاموا باضافة عناصر أخرى من الأتراك والسودانيين الذين وصل عددهم إلى 50 خمسون ألف جندى إلى جانب عناصر أجنبية أخرى ولم يستعينوا بالمصريين فى جيشهم ألا فى أواخر حكم الفاطميين وقد قام الفاطميين بتجهيز الجيش المصرى فى عهدهم بكافة أنواع الأسلحة وإنشاء مراكز وإنشاء السفن وظهر منصب أمير الأسطول .











    واستمر هذا الحال أيضا فى العصر الأيوبى

    فإلى جانب الجيش المصرى استعان صلاح الدين الإيوبى بفرق مساعدة من الأكراد والعرب و الأتراك وكانوا جند غير نظامين وذلك لمواجهة هجمات وحروب الصلبيين كذلك اهتم صلاح الدين بالأسطول المصرى حتى أصبح القوى الضاربة وأن كانت أهملت من بعض حكم الأيوبيين أما فى العصر المملوكى فقد كانت مصر خاضعة لحكم هؤلاء المماليك وهى طبقة عسكرية مميزة مكونة طوائف متعددة من الجند المجلوبن من خارج مصر من أسيا وأوروبا وأفريقيا وأن انصهروا فى بوتقة مصر وأصبحوا جزء منها وتربط بينهم روابط خاصة وساعدهم هذا على التصدى للعديد من الحملات العسكرية الخارجية دافعوا عن مصر والشام كبلادهم لأنهم نشأوا فى مصر ولم يعرفوا وطن لهم سوى مصر والولاء لمصر . وكان نفس تكوين الجيش المصرى من جنود المشاة من جنود للمشاه والقوات الراكبة سواء عربات أو خيول أو الأسطول البحرى المصرى .






    5- الحياة الاجتماعية فى مصر الإسلامية


    مع فتح العرب لمصر على يد عمر بن العاص عام 640 م، تحولت الحياة الاجتماعية فى مصر تحولا كبير ، فقد تحولت مصر من دولة مسيحية يحكمها الرومان إلى دولة إسلامية يحكمها العرب ، من دولة تتحدث اللغة القبطية إلى دولة تتحدث اللغة العربية . وبدأت أعداد العرب تزداد فى مصر من شبه الجزيرة العربية مع دخول الآلاف من أهل مصر إلى الدين الإسلامي وقد حدث هذا تدرجيا .
    كذلك بدأت الحياة الاجتماعية تصطبغ بصفة إسلامية فى مظاهر الحياة الاجتماعية من مناسبات وأعياد ، بل أيضا الملابس والمظاهر الاجتماعية عبر العصور الإسلامية المختلفة. وقد حافظ المسلمون للمصريين أعيادهم الاجتماعية مثل عيد شم النسيم وعيد الفيضان وغيرها من الأعياد المصرية القديمة وأضافوا إليها العديد من الأعياد الإسلامية مثل الهجرة النبوية الشريفة والمولد النبوى الشريف وصيام رمضان ومباهجه وعيد الأضحى وعيد الفطر وغيرها وكانت أعياد مشتركة بين المسلمين والمسيحيين وأعياد أخرى خاصة لكل منهما وكان كل طرف يحافظ على مشاعر واحترام أعياد الطرف الأخر .


    كما حدثت زيجات كثيرة بين المسلمين والمسيحيات المصريات وأدى حسن معاملة الحكام المصريين المسلمين إلى ترحيب المصرين بالمسلمين العرب فى مصر وشيئا فشيئا تحولت مصر إلى دولة إسلامية واحدة ذات نسيج شعبى واحد يجمعها المحبة والآلفة والتراحم .


    وقد اشتهرت بعض العصور الإسلامية بمظاهر خاصة مثل البذخ والترف والآبهة سواء قصور الأمراء والحكام من حيث الأبنية والأثاث ومظاهر المواكب فى أعياد والاحتفالات وكذلك الاهتمام بالموسيقى والغناء وعقد المجالس والندوات فى القصور وفى خلال عصور إسلامية أخرى نجد أن الحياة الاجتماعية تقل مظاهر الترف والبزخ كما حدث خلال العصور القليوبى الذى عاصر حروب الصلبية وسواء حالة الحرب والجهاد أو التقشف التى فرضتها حالة الحرب .






    وطوال العصور الإسلامية حافظ شعب مصر على خصائص الحياة الاجتماعية رغم ما تعرضت فيه مصر لتغيرات سياسية واقتصادية وعسكرية وتوافد العديد من الحملات العسكرية أو الانقلابات العسكرية كبيرة مثل دخول العرب أو أنفراد ابن طولون واستقلاله عن العباسيين أو تولى أمور مصر القليوبيين وغزو الفاطميين لمصر أو تولى المماليك الجراكسة والبحرية أمور البلاد إلا أن الحياة الاجتماعية فى مصر الإسلامية ظلت على وتيرة واحد ، تنعم فيها بخصائصها الخاصة بغض النظر عن هذه التغيرات الكبيرة .






    6-الحياة الاقتصادية فى مصر الإسلامية


    كان لمصر مكانة خاصة عند العرب ، ولقد عرفت مصر طوال تاريخها بأنها بلد زراعى بالمقام الأول تغنى بها العرب حينما كتبوا عنها . لذا قام العرب المسلمين بعد فتح مصر بالاهتمام بحفر الترع وإقامة الجسور والقناطر وحفر القناة التى كانت تربط بين نهر النيل والبحر الأحمر لربطه بالبحر المتوسط من خلال نهر النيل " والاستفادة من موقع مصر بين أسيا وأفريقيا وأوروبا ولفتح مصر على العالم .


    كذلك اهتم الحكام المصريين بإقامة مقاييس للنيل فى أسوان ودندرة والقاهرة لمعرفة كمية المياه الوافدة لمصر لتحديد الضرائب . وقد أهتم المصريين بزراعة المحاصيل الاقتصادية الهامة كالقمح والحبوب وغيرها من المحاصيل واعدوا لها إدارات زراعية للأشراف على الأراضى الزراعية وحددوا الضرائب على الأراضى الزراعية مع حسن معاملة الفلاحين فى جبايتها عكس ما كان يعانيه الفلاحين المصريين أيام اليونانيين والرومان .
    وإلى جانب الزراعة أسهمت الصناعة والتجارة فى تدعيم النشاط الإقتصادى مثل صناعة المنسوجات الكتانية والحريرية والصوفية واهم مراكزها الفسطاط ودمياط وأخميم إلى جانب صناعة الزجاج والزيوت والسكر .





    أيضا كان لموقع مصر الأثر الأكبر فى الاهتمام بالتجارة بين الشرق والغرب وذلك فإلى جانب التجارة الخارجية كان هناك التجارة الداخلية .

    وفى خلال عصر المماليك عملوا على تأمين الموانئ فى البحر الحمر والبحر المتوسط وخاصة فى الإسكندرية ودمياط وكذلك ميناء عيذان على البحر الأحمر وعملوا على أغراء تجار أوروبا على التردد على هذه الموانئ وكذلك الطرق البرية الداخلية وذلك تأمينها وكذلك اهتموا بالثروة الحيوانية بتربية جميع أنواع الأغنام والمواشى وفى الناحية الصناعية اهتم المماليك بالصناعات الحربية والأسلحة والمنسوجات والمعادن والزجاج والأقمشة إلى جانب العديد من الصناعات الصغيرة الدقيقة وإنشاء مراكز خاصة بها فى الفسطاط والفيوم والأشمونيين والإسكندرية .








    من هنا نجد أن الحالة الاقتصادية فى مصر شهدت اهتماما كبيرا سواء زراعى أو صناعى أو تجارى من حكام مصر حتى تستطيع مصرأن تتبؤ مكانة بين الدول وتساعد حكامها من تثبيت حكمهم وازدهار حياة المصريين ما لم تتعرض لظروف طارئة تؤثر عليها مثل الغزو أو الحرب .

    7- العمارة فى مصر الإسلامية



    عندما فتح العرب مصر والأقطار الأخرى لم يكن لديهم أية خبرة فى المجال المعمارى ، حيث فرضت عليهم بيئتهم الصحراوية العيش فى البادية والمدن بشبة الجزيرة العربية منعزلة عن باقى الحضارات القديمة سواء فى العراق أو مصر أو اليمن ، فلم يعرف العرب فى شبه الجزيرة أبنية الضخمة من معابد أو قصور أو منازل التى شهدت الأبنية عظمتها فى مصر الفرعونية مثل معابد الكرنك وأبو سمبل والأقصر ومدينة هابو وكذلك الأهرامات تدل على مدى ما وصل إليه القدماء المصريين فى المجال المعمارى والذى استمر خلال العصر اليونانى والرومانى حيث تم إنشاء معابد فيلة وادفو ودندرة إلى جانب إنشاء مدينة الإسكندرية بمباينها العظيمة الفخمة وكذلك الحصون الحربية المنيعة مثل حصن بابليون بمصر القديمة.


    لذا عندما فتح المسلمون العرب مصر ومع دخول العصر الإسلامى بدأ المسلمون الاستعانة بأخوتهم المسيحيين لمساعدتهم فى بناء مساجدهم ومنازلهم وقصورهم وحماماتهم وأسواقهم وغيرها من الأبنية .


    فكان من الطبيعى أن يظهر تأثير الحضارة المصرية القديمة واليونانية الرومانية فى العمارة الإسلامية الأولى بمصر ، وذلك لأن البانى هو نفس المصرى الذى شيد هذه الأبنية فى مصر القديمة واليونانية والرومانية ويتجلى هذا واضحا فى عمارة المساجد فى مصر من حيث التصميم العام المسجد وكذلك العناصر المكونة للمسجد وكذلك زخارفه ونجد هذا واضحا فى وجود مدخل رئيسى يؤدى إلى فناء مفتوح ثم صالة للأعمدة ثم الجزء الداخلى للصلاة ومكان المحراب ونجده هذا يشابه نفس مكونات المعابد والكنائس وأن اختلفت الوظائف والمسميات كذلك وجود مسلات ثم الأبراج فى المعابد والكنائس ونجد تمثلها فى المسجد بالمآذن . ونجد أيضا أن تصميم النوافذ والمزودة بالزجاج الملون فى الكنائس تم تطبيقه فى نوافذ المساجد إلى جانب أن زخرفة المعابد بالنصوص الدينية ومثلها فى الكنائس الذى زخرفت بالنصوص المسيحية بالغة القبطية ثم أيضا زخرفة المساجد بنصوص من القرآن الكريم لزخرفة جوانب المساجد وخاصة فى المحراب .






    وكان المسلمون فى مصر الإسلامية عند الفتح العربى يعيشون فى خيام بالفسطاط ومع زيادة أعدادهم بعد وصول عائلاتهم فى مصر بدءوا فى بناء المنازل والقصور والأبنية الإدارية مثل بيت المال ودار القضاء وغيرها من أبنية على نفس الطرز المعمارية المسيحية فى مصر مع الاستعانة ببعض العناصر المعمارية من الحضارة الفرعونية خاصة فى النوافذ والتهوية واستخدام الإضاءة الطبيعة والزخارف فى الأبنية .


    ومع مرور الزمان بدأ المسلمون فى استخلاص فن معمارى خاص بهم بأضافة عناصر اسلامية منفردة لم تعرفها الحضارة المصرية الفرعونية أو خلال العصر اليونانى الرومانى بأدخال الزخارف الهندسية والنباتية فى العمارة الإسلامية سواء فى الأبنية الحجرية أو العناصر الخشبية ونجد هذا جليا فى ما أثرت بها المساجد الإسلامية فى مصر حيث أن الجدران الداخلية والخارجية أصبح لها زخارف منفردة جديدة ومع كل عصر من العصور الإسلامية فى مصر سواء عصر الولاة أو الطولونيين أو الفاطميين أو المماليك وحتى العصر العثمانى نجد أن كل عصر أصبح له سماته الخاصة به خاصة فى المآذن والقباب . كذلك القصور والمنازل حتى أن علماء الآثار من خلال دراسة آية عناصر معمارية يمكن تحديد عصر أى بناء أو مسجد أو باب أو عنصر معمارى من خلال خصائص كل عصر .






    8- الفنون فى مصر الإسلامية


    لم يكن للعرب فن خاص بهم ، ولكنهم عندما فتحوا مصر وسوريا والعراق وإيران تبنوا الفنون الرفيعة الراقية فى هذه البلاد . ثم بدأ أسلوب إسلامى ناشئ ينمو تدريجيا مشتقا من مصدرين فنين : وهما الفن البيزنطى والفن الساسانى . وكانت الآثار المسيحية فى مصر وسوريا والعراق أساسيا لعديد من المنحوتات والمنسوجات والمنتجات الأخرى .
    ونستطيع أن نجد تأثير هذه المصادر الفنية الثرية فى المنسوجات من حيث زخارفها الهندسية والنباتية وكذلك الألوان . كذلك التصوير والرسوم الحائطية والخط العربى والتذهيب وهذا واضح بتزين المصاحف وخاصة أولى الصفحات بالرسوم النباتية المذهبية والملونة مع تنوع الخطوط من كوفى ونسخى والطومار وغيرها . كذلك كان تجليد الكتب من أحد الفنون الذى أبدعها الفنان المسلم من استخداماته للجلد والورق المضغوط وكذلك استخدام القص واللصق . وتزويد الكتب بالرسومات والصور المرسومة والملونة .




    كذلك نجد أن فن النحت على الحجر والجص سواء المساجد أو القصور والمنازل أخذ باع كبير مستمداً أصوله من نفس المصادر .
    ومن أهم الفنون الحفر على الخشب واستخدام أساليب جديدة من الحفر على الخشب باستخدام وحدات من العناصر الهندسية والنباتية واستخدام أسلوب التعشيق والتطعيم بالأبنوس والعظم واستخدام الألوان .




    وكان للتحف المعدنية سواء النحاس أو الفضة للأوانى والأطباق وكذلك البرونزية نصيب كبير من اهتمام الفنان المسلم ، بتزين الأوانى بزخارف هندسية ونباتية وطيور وحيوانات وحلى من الذهب وادخل أيضا أسلوب التكفيت للبرونز بالفضة إلى جانب الأوانى كان هناك الأسلحة والدروع والخناجر والخواذ للرأس التى صنعت من البرونز أو الفضة أو الذهب والتى زخرفت بكل أنواع الزخارف سواء هندسية أو نباتية أو خطوط وكتابات والتى كان البعض يحرص على كتبة بعض الآيات القرآنية على السيوف والخناجر بماء الذهب ومنهم من كان يكتب اسمه عليه وكان للخزف النصيب الأكبر من إبداع الفنان المسلم والذى اكتسب من الخزف من إيران والعراق ومصر وأضاف إليه من فنه كثير من استخدام الزخارف والتذهيب والطلى وأشهر أنواع الخزف ذو البريق المعدنى الذى يعتبر أجود منتجات الخزف فى العالم الإسلامي وكان مصدر إنتاجيتة فى مصر القديمة .



    أيضا ازدهرت فنون الزجاج البلور فى إنتاج أكواب وزهريات وزجاجات وقوارير وأباريق برسوم و كتابات وكثرت أنواع زخارفه وألوانه .







    وكان نصيب النسيج فى مصر كبيرا وكان امتداد للنسيج القبطى وتعددت أنواع النسيج من كتان وحرير والقصب وكان منها مراكز عديدة فى مصر والتى شاع شهرتها فى العالم كله والذى دخل فى العديد من الأغراض مثل الملابس الخارجية والعمائم وكذلك كسوة الكعبة والستائر والمفروشات وقد استفاد الفنان والصانع المصرى من العلاقات التجارية واتصاله بالعالم الخارجى لإدخال العديد من الأساليب الفنية للمنسوجات .
    ومن أهم أنواع المنسوجات السجاجيد التى أخذت شهرتها الكبيرة فى العالم والمستمد فنها من الفن القبطى . ونجد لكل عصر من العصور الإسلامية مذاق وذوق وتطوير وتنوع كل عصر كان له الفن الخاص به بحيث يمكن للأثرى تحديد عمر المنتج من عناصر زخارفه .
    فقد استفاد الفنان المصرى من الحضارات السابقة ولكنه أضاف من روحة وإبداعه ما يفى باحتياجات الفنية فى إنتاج فن إسلامى مميز .











    9- النشاط العلمى فى مصر الإسلامية


    مع دخول العرب إلى مصر كفاتحين بعد طرد الرومان ، نجد أن شعب مصر يرحب بالمسلمين العرب فى مصر ومع انتشار الإسلام فى مصر تطلب تعليم اللغة العربية لشعب مصر لمن أراد الدخول فى الإسلام ، ومما يلفت النظر هو أن شعب عظيم ذو حضارة عريقة يتنازل عن لغته القومية وتحل محلها اللغة العربية الوافدة يعتبر حدث فريد لم يحدث مع شعب مصر مع أى وافد عليها سواء من الفرس أو اليونانيين أو الرومان وهذا ساعد على انتشار الإسلام فى مصر الذى وجد فيه شعب مصر دين السماحة ولم يمضى وقت طويل حتى أصبحت اللغة العربية هى اللغة القومية لشعب مصر من مسلمين ومسيحيين .





    ولقد لعبت المساجد دورا كبيرا فى الحركة العلمية فى مصر خلال العصور الإسلامية ، فإلى جانب الدور الدينى كان هناك دورا علمياً ، فأصبحت المساجد مدارس لتعليم اللغة العربية وتدريس العلوم الدينية من فقه وتفسير وقرآن وخلافه.

    وكان لاهتمام الحكام المسلمين فى مصر بإنشاء الجوامع الكبيرة مثل جامع عمرو بن العاص وابن طولون والأزهر والحاكم والسلطان حسن التى أصبحت يطلق عليها لقب المسجد الجامع ومسجد ومدرسة للطلاب من شتى بقاع الأرض وتسابق الحكام لإنشاء المدارس والكتاتيب مع العناية بطلاب هذه الجوامع والمدارس وإغداق العطايا لهم لتحفزهم للبحث والدرس ، مما أثرى مصر بالباحثين فى علوم




    الدين والدنيا وكانت هذه المنشآت بمثابة جامعات مفتوحة لكل من أرادوا النهل من العلوم ومنها ما استمر لآلاف السنين كالجامع الأزهر 969م وحتى يومنا هذا يقوم بدور الجامعة طوال عمره الطويل يفد عليه الطلاب من شتى بقاع الأرض لتحصيل العلوم والحصول على شهادات فى العلوم الدينية وغيرها من العلوم . وكان لتبنى الحكام فى مصر للعلماء الأثر الكبير فى دفع الكثير منهم للتفوق والنبوغ فى شتى أفرع العلوم فى الكيمياء والأحياء والطب وغيرها .

    كذلك أهتم الحكام أيضا بإنشاء مكتبات والحرص على اقتناء النفيس من الكتب ومن أعظم المكتبات مكتبة القلعة فى عصر السلطان الكامل فى العصر الأيوبى وكانت تحتوى على 68 ألف مجلد. وإلى جانب المكتبات الكبرى كان كل حاكم يحرص على إنشاء مكتبة ملحقة بالقصر وتفتح أبوابها للعلماء الطلاب وشجعوا أيضا على أقامة المجالس العلمية والأدبية وكان لما لاقاه العلماء خلال العصور الإسلامية فى مصر من اهتمام الحكام الأثر الكبير فى كتابة الموسوعات العلمية والأدبية والتاريخية مما خلق لنا تراثا علميا وأدبيا تزخر بها المكتبات العالمية إلى جانب آلاف المخطوطات التى لم يتم نشر معظمها حتى الآن.












    لم تقتصر إنشاء المدارس والكتاتيب على مدينة القاهرة فقط ولكن انتشرت أيضا فى شمال وجنوب البلاد . وهذا ساعد على ظهور العديد من العلماء فى شتى أفرع العلوم سار على نهجهم علماء أوروبا ونقل عنهم علومهم ومعارفهم ويدين العالم الآن لهؤلاء العلماء بما وصلوا إليه من تقدم علمى .
يتبع



توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 09:21 PM   #24

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



إلى هنا ينتهى الجزء الثالث وهو :


تاريخ مصر الإسلامى





وإلى الجزء الرابع والأخير وهو :


تاريخ مصر الحديث والمعاصر




رابعا : تاريخ مصر الحديث والمعاصر

وهنا سوف نتناول الموضع من خلال النقاط التالية

1- تقسيم تاريخ مصر الحديث والمعاصر

2- تقسيم العصر الحديث والمعاصر وأشهر حكامه

3- النظام الإدارى فى العصر الحديث والمعاصر

4- العسكرية فى العصر الحديث والمعاصر

5- الحياة الاقتصادية فى مصر الحديثة والمعاصرة


6- التعليم والحركة العلمية فى مصر الحديثة والمعاصرة

7- الحياة الاجتماعية فى مصر الحديثة والمعاصرة

8- الحياة الثقافية فى مصر الحديثة والمعاصرة



- تقسيم تاريخ مصر الحديث والمعاصر


أتفق المؤرخين على تسمية الفترة من 1517 م وحتى 2005 بالعصر الحديث والمعاصر وذلك بعد هزيمة قنصوره الغورى أخر المماليك الجراكسة فى " مرج دابق" ودخول العثمانيين مصر وإعدام طومان باى على باب زويلة دخلت مصر فترة العصر الحديث والمعاصر ويمكن تقسيم هذا العصر إلى الآتى : ـ

  • العصر الحديث:

ويبدأ عام 1517م بدخول سليم الأول مصر وبسبب سوء النظام الإدارى خلال هذا العصر حتى تولى محمد على أمور البلاد عام 1805 م وخلال 288 عام كان الولاة العثمانيين الذى كان يعينهم السلطان قليلى الخبرة ، طامعين لأهم سو ى الاستفادة من موقعهم كوالى على مصر للحصول على أكبر قدر من الأموال لنفسه إلى جانب الباشوات وأفراد المماليك وجيش الاحتلال العثمانى الذين تحولوا إلى قاطعى طرق غير مبالين بإصلاح شئون البلاد ، فتحولت مصر إلى طبقة حاكمة فاسدة مستبدة وعامة الشعب المصرى بطوائفة يعيش فى تخلف فى كافة نواحى الحياة وأحسن ما يطلق على هذه الفترة هى فترة " العصور المظلمة " .
ثم تأتى الحملة الفرنسية بكل محاسنها وساؤها عام 1798 م ولمدة ثلاث سنوات عاشت مصر ذل الاحتلال الاجنبى لاقى فيها المصريين الكثير من المأسى وقامت ثورات ضد قوات الاحتلال إلى أن تم إجلاء الفرنسيين عن مصر بعد هزيمتهم من الجيش الانجليزى والتركى ومع ما أصاب مصر من مساوئ الاحتلال إلا أن الحملة كان لها الأثر الكبير فى عبور مصر من عصور " الظلمه إلى عصر النور والتقدم الحضارى " التى سارت عليه مصر بعد إدخال الفرنسيين ثورة الحضارة الغربية وإدخال الطباعة والتعرف على نظم الإدارة السليمة ومعرفة واحتكاك المصريين بالفرنسيين ومع أن هذا الاحتلال أستمر ثلاثة أعوام ولكنها كانت بمثابة أعوام تنوير أخرجت مصر من عصر ظلام إلى عصر نور .

ومع خروج الحملة الفرنسية توالى على مصر أربع ولاة عثمانيين إلى أن اختار شعب مصر محمد على حاكما على مصر مختارا بالإدارة المصرية واستطاع محمد على النهوض بمصر فى كافة المجالات العلمية والزراعية والصناعية والعلمية والعسكرية واتسعت طموحاته خارج حدود مصر وعمل على مد نفوذه خارج البلاد بعد القضاء على المماليك وبدأ فى أرسال حمالات إلى أفريقيا وضد الوهابيين فى السعودية ثم ضد السلطان التركى نفسه إلى أن اتفق دول أوروبا على تحجيم سلطان محمد على ليكون حاكما على مصر هو وأسرته وتوالى على حاكم مصر الأسرة العلوية حتى عام 1952م .





  • العصر المعاصر :


ويبدأ بقيام ثورة يوليو المجيدة عام 1952 بقيادة الزعيم الخالد/ جمال عبدالناصر والضباط الأحرار وفى هذا العصر نهضت مصر النهضة الكبرى فى جميع المجالات سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو التعليمية والصناعية وغيرها من المجالات ، حتى أصبحت دولة ذات سيادة يحكمها أهلها ولأول مرة نجد مصر يحكمها مصريين بعد أكثر من الفى عام من دخول الاسكندر الأكبر مصر وحتى عهد الثورة بتولى حكم مصر الزعيم جمال عبدالناصر. وتصبح لمصر فى المحافل الدولية مكانة مميزة وفى الشرق الأوسط مكان الريادة وفى العالم العربى الزعامة وشهدت مصر الكثير والكثير من الأحداث .


ارجو انى اكون قد قمت بطرح الموضوع كاملا
وينال اعجابكم
شكرا


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]







توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 10:12 PM   #25

Nytros



الصورة الرمزية Nytros

نـائب مـدير عـام سـابـق

• الانـتـسـاب » May 2011
• رقـم العـضـويـة » 87234
• المشـــاركـات » 3,173
• الـدولـة » Cairo - Maadi
• الـهـوايـة » Computer Science - Information system
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 81
Nytros جـيـد

Nytros غير متواجد حالياً



افتراضي



موضوع عالمي
تسلم الايادي


توقيع Nytros :
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


رد مع اقتباس
قديم 01-08-2013, 11:14 PM   #26

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة iBaD عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
موضوع عالمي
تسلم الايادي
منور الموضوع يا نجم


توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 06:27 AM   #27

™LazyAngel™
عضو فعال



الصورة الرمزية ™LazyAngel™


• الانـتـسـاب » Dec 2012
• رقـم العـضـويـة » 108049
• المشـــاركـات » 491
• الـدولـة »
• الـهـوايـة » Swimming
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 10
™LazyAngel™ صـاعـد

™LazyAngel™ غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ™LazyAngel™

افتراضي



ألي دخل أدبي كان هيعرفة هاها


توقيع ™LazyAngel™ :
Youtube Channel for Gaming Videos

اقتباس:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
اقتباس:

التعديل الأخير تم بواسطة ™LazyAngel™ ; 02-08-2013 الساعة 06:33 AM

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 08:17 AM   #28

ST0P_IM_T0P
عضو سوبر



الصورة الرمزية ST0P_IM_T0P


• الانـتـسـاب » Jun 2012
• رقـم العـضـويـة » 101343
• المشـــاركـات » 2,259
• الـدولـة » اطفيح _ الجيزة
• الـهـوايـة » حاليا مفيش
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 80
ST0P_IM_T0P جـيـد

ST0P_IM_T0P غير متواجد حالياً



افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ™LazyAngel™ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
ألي دخل أدبي كان هيعرفة هاها
فعلا والله اللى دخل ادبى هيكون عارف الكلام دة كويس

انا من ساعة ما دخلت ادبى مفتحتش كتاب للكلام دة كلة
هههههههههههههههههههههه

منور الموضوع يا كبيرررر

وشكرا على مرورك


توقيع ST0P_IM_T0P :


أعترفّ . :$
أن ـالمزاج‘ زفتّ ، و ـالبال تععععبان
ودي ـاششگي همي‘ ،
لگن الششگوى ، لـ غير ـاللـہ مذلــه </.





رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 04:02 PM   #29

╣VendeTTa╠
عضو فضى



الصورة الرمزية ╣VendeTTa╠


• الانـتـسـاب » Feb 2013
• رقـم العـضـويـة » 110344
• المشـــاركـات » 3,133
• الـدولـة » مصـــــر-القاهــرة-الســلام
• الـهـوايـة » سيــاسـى فحــت
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 44
╣VendeTTa╠ صـاعـد

╣VendeTTa╠ غير متواجد حالياً



افتراضي



جــــــــــــــــــــــامــــــــــــــــــد


توقيع ╣VendeTTa╠ :




رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 5 (0 عضو و 5 زائر)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
اكبر موضوع شامل Database جديدة 2015 سيلك رود (موضوع شامل) MR.KaBO قسم المواضيع المكررة و المخالفة 0 11-06-2015 10:59 AM
§¤~^~¤§.. تــاريــخ قــارات الــعــالــم.. §¤~^~¤§ LordSword بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 35 01-05-2010 11:56 AM


الساعة الآن 12:09 PM.