القـسـم الإسـلامـى الـعـام [ قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم يهتم بثقافتنا الإسلامية فقط ] [ نرجوا عدم التطرق للأمور التي تضر الدين وعدم الافتاء بشي غير موثوق وعدم المساس بأى دين أخر ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
14-02-2015, 04:49 PM | #1 | ||||||||||
|
أعـزائـى أعـضـاء و زوار الـقـسـم الـعـام الـكـرام بـعـد الـتـحـيـة والـسـلام .. حق القرآن والعودة إليه هل أنزل الله القرآن ليقرأ على الأموات في القبور ؟ هل أنزل الله القرآن ليوضع في العلب القطيفة الفخمة الضخمة التي توضع في مؤخرة السيارة ، وفي غرف الصالونات ؟ هل أنزل الله القرآن ليوضع في البواريز الفضية والذهبية ويعلق على الجدران والحوائط ؟ هل أنزل الله القرآن ليهديه الحكام والزعماء إلى بعضهم البعض ؟ فترى الحاكم يستلم المصحف منحنياً على كتاب الله ليقبله بخضوع جسدي كامل ، في الوقت الذي يضيع فيه شريعة هذا القرآن الذي قال الله فيه : { طه (١) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى } [ طه : ١، ٢ ] . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به أو لتشقى الأمة من بعدك به أو لتشقى بحدوده وأوامره ومناهيه وتكاليفه ، كلا بل لقد أنزل الله عليك القرآن لتقيم به أمة ، لتحلي به أمة ، لتقيم به دولة ، لتسعد به البشر في الدنيا والآخرة ، قال سبحانه : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } [ الإسراء : ٩ ] . فمن أعظم حقوق القرآن على الأمة التي أنزل الله على نبيها القرآن أن تقرأ القرآن بتدبر بتفهم بتعقل ، قال جل وجلاله : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [ محمد : ٢٤ ] . فأول حق أن تقرأ القرآن(( والحسنة بعشر أمثالها لا أقول { الم } حرف ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ))(١) انظر الترمذي (٢٩١٠) وقال (( حسن صحيح غريب من هذا الوجه )) وعبد الرزاق ( ٦٠١٧) ، والطبراني في (( الكبير )) ( ٩ / ١٣٠ ) (٨٦٤٦) ، والبيهقي في (( الشعب )) ( ١٩٣٣ ، ١٩٨٣ )) ، وأبو نعيم في (( الحلية )) ( ٦ / ٢٦٣ ) ، وابن المبارك في (( الزهد )) (٨٠٨) ، وصححه الألباني في (( صحيح الجامع )) ( ٦٤٦٩ ) ، و (( الصحيحة )) ( ٣٣٢٧ ) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه . وفي (( صحيح )) مسلم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ))(٢) (٢) رواه مسلم في صلاة المسافرين ( ٨٠٤ / ٢٥٢ ) . وفي (( الصحيحين )) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا حسد - والحسد هنا بمعنى الغبطة - إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به - أي بتلاوته - آناء الليل وآناء النهار )) (٣) (٣) رواه البخاري في التوحيد ( ٧٥٢٩ ) ، ومسلم في صلاة المسافرين ( ٨١٥ / ٢٢٦ ) . وفي (( الصحيحين )) من حديث عائشة رضي الله عنها .. وهذه بشرى لمن يشعر بصعوبة وهو يقرأ القرآن لمن ينطق بالكلمة أو الحرف كأنه يحمل حجراً ؛ لأنه لا يحسن التلاوة ، ولا يجيد القراءة ، اسمع ماذا قال النبي الصادق في حقه - والحديث في (( الصحيحين )) من حديث عائشة - قال صلى الله عليه وسلم : (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة - أي : الملائكة - الماهر بالقرآن - أي الذي يقرأ القرآن بمهارة ويحسن الأداء والتلاوة - مع السفرة الكرام البررة - أي منزلته مع الملائكة - والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )) (٤) (٤) رواه البخاري في التفسير ( ٤٩٣٧ ) ، ومسلم في صلاة المسافرين ( ٧٩٨ / ٢٤٤ ) . ولا شك أن الأول أفضل لما دلت عليه المعية الكريمة من صحبة الملائكة لكن الذي يقرأ القرآن بصعوبة له أجران ، أجر التلاوة وأجر مواصلته للقراءة بمشقة وصعوبة ، وفي الحديث الذي رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فأبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به ، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبداً )) (٥) (٥) أخرجه ابن حبان (١٢٢) ، وابن أبي شيبة في (( مصنفه )) ( ٦ / ١٢٥ ) ، والبيهقي في (( الشعب )) ( ٢٠١٣ ) ، وعبد حميد في (( المنتخب )) ( ٤٨٣ ) ، والطبراني في (( الكبير )) ( ٢٢ / ١٨٨ ، ٤٩١ ) ، وابن أبي عاصم في (( الآحاد والمثاني )) ( ٣٢٠٢ ) عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه ، ورواه الطبراني في (( الكبير )) (٢ / ١٢٦) عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ، وصححه الألباني على شرط مسلم في (( الصحيحة )) ( ٧١٣ ) . وفي (( صحيح )) مسلم من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به ، تقدمه سورة البقرة وآل عمران ، كأنهما غمامتان ، أو ظلتان سوداوان ، بينهما شرق ، أو كأنهما حزقان من طير صواف ، تحاجان عن صاحبهما )) (٦) أي بين يدي الله جل وعلا - سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما . (٦) رواه مسلم في صلاة المسافرين ( ٨٠٥ / ٢٥٣ ) . فضل القرآن عظيم وفضل التلاوة عظيم ، ففضل القرآن على كل كلام كفضل الله على كل خلقه . فلابد أن نعطي للقرآن حقه في التلاوة بتدبر وفهم ثم يأتي حق السماع لمن لا يحسن التلاوة ، اسمع القرآن ممن يحسن التلاوة ، أيضاً عليه أن يكثر السماع للقرآن ، قال جل وعلا : { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ الأعراف : ٢٠٤ ] . ولا يسمع القرآن إلا صاحب القلب الحي الذي يصغي بأذن رأسه وأذن قلبه ليسمع عن الله جل وعلا لينتفع بآيات الله المتلوة وآيات الله المرئية في الكون من عرشه إلى فرشه ، ثم حق العمل بالقرآن ما أعظم من تغافل عن أدائه والله ما ذلت الأمة لكلاب الأرض من الإرهابيين السفاحين من اليهود ، ولأنجس أهل الأرض من عباد البقر الهندوس ، ولأكفر أهل الأرض من الملحدين الملاعين الروس ولغيرهم من أرذل أمم الأرض إلا يوم أن أعرضت عن القرآن ، والله ما هانت الأمة إلا يوم أن نحت القرآن وهجرت التحاكم إلى القرآن ، وضيعت العمل بالقرآن أعلنها بملء فمي وبأعلى صوتي ، يوم استبدلت الأمة بالعبير بعرا ، وبالثريا ثرى ، وبالرحيق المختوم حريقاً محرقاً مدمراً ، يوم تركت الأمة سفينة النجاة الوحيدة ، وركبت قوارب الشرق الملحدة تارة ، وقوارب الغرب الكافرة تارة ، وقوارب الوسط الأوربي تارة ، غرقت في أوحال الذل ، غرقت في بحار من الظلمات ومن الفتن يوم أن نحت الأمة القرآن لأحقر أمم الأرض . فبالقرآن تحولت الأمة العربية إلى أمة مسلمة أذلت الأكاسرة وأهانت القياصرة ، وغيرت مجرى التاريخ في فترة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً ، فتحولوا قي قلب الجزيرة العربية ، تحولوا من رعاة للإبل والغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم ؛ يوم أن أنصتوا بآذان القلوب وآذان الرؤوس إلى القرآن الذي يتلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقوا ليحولوا هذا القرآن في دنيا الناس إلى واقع يتألق سمواً وعظمة وجلالا ، تحولوا من رعاة للإبل والغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم ، يوم أن نطق العربي في قلب الجزيرة كلام الله ، بل تفاعلوا مع القرآن بصورة مذهلة للعقول في هذا الزمان حتى قال : لا أقول صحابياً بل أعرابياً سمع رجلاً يوماً يتلو قول الله جل وعلا : { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } [ الذاريات : ٢٢ : ٢٣ ] . فقال الأعرابي وليس صحابياً : من ذا الذي أغضب الجليل حتى يقسم ؟ (٧) (٧) رواها ابن قدامة في (( التوابين )) ( ص : ٢٧٣ - ٢٧٤ ) تعليقاً عن الأصمعي قوله . وانظر (( الكشاف )) للزمخشري ( ٤ / ١٧ ) ، والقرطبي في تفسير الآية . إلى هذا الحد من التفاعل مع القرآن .. كانت الآية تنزل فيقرأها النبي فتتحول في التو واللحظة إلى واقع . كان الصحابة في المدينة يشربون الخمر ولم تحرم بعد ، فلما دخل صحابي عليهم ، وكؤوس الخمر بينهم وقرأ عليهم قول الله جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ المائدة : ٩٠ ] . فلما قرأ الآية عليهم والله ما أكمل صحابي جرعة الخمر في يده ما قال : نكمل هذه الجرار ، وهذه الكؤوس وننتهي ، لا بل قام أنس بن مالك فسكب آنية وجرار الخمر (٨) ، وسكب الصحابة في الشوارع حتى سالت في طرقات المدينة ، وقالوا على لسان رجل واحد : { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [ البقرة : ٢٨٥ ] . أقول لما حول الصحابة - رضوان الله عليهم - القرآن الكريم إلى واقع عملي ، ومنهج حياة سادوا الأمم ، وحولوا العالم كله إلى عالم كثيب أهيل ، وأحالوه ركاماً في ركام في فترة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً على الإطلاق ، لما قرأ الأعرابي قول الله ، وقرأ الأعرابي في الجزيرة قول الله ، وتحرك القرآن في قلبه ، وانتفض القرآن جوارحه ، وتحول هذا الكلام في حياته إلى منهج حياة صار قائداً .. والله ما عرفنا عمر ، وما عرفنا خالد بن الوليد وما عرفنا الصديق ، وما عرفنا أبي بن كعب ، وما عرفنا زيد بن ثابت ، وما عرفنا الصحابة إلا بعد أن أحياهم ربنا تبارك وتعالى بفضل هذا القرآن ، إلا بعد أن أخرجهم ربنا سبحانه وتعالى من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد والإيمان بهذا القرآن الذي كان يتلوه عليهم النبي صلى الله عليه وسلم . وظلت الأمة ترفل في ثوب العزة والكرامة ، وهي تطبق آيات وأحكام هذا الكتاب ، فلما نحّت أمر القرآن صارت الأمة قصعة مستباحة لأمم الأرض ، وأعلنها أعدائنا مراراً وتكراراً : لابد أن يظل القرآن بعيداً عن ساحة المعركة ، كما أعلنها الحقود فلانستون وغيره ؛ لأن القرآن لو ترك إلى ساحة المعركة تحولت المعركة إلى جهاد في سبيل الله ، وهذا هو الذي حرك الدنيا كلها وحرك العالم كله يوم أن تحولت المعركة إلى أرض فلسطين يظلل سماءها كلام رب العالمين وكلام سيد المرسلين ، حينما ترددت لفظة الجهاد لفظة الشهادة لفظة العمليات الإستشهادية ، لما ترددت هذه الألفاظ تحرك العالم كله . والله لا كرامة الآن لأي زعيم ، ولا لأي حاكم إلا بفضل أطفال الحجارة هؤلاء هم الذين ردوا للأمة شيئاً من اعتبارها ، شيئاً من كرامتها ، شيئاً من عزتها ، ولأول مرة في التاريخ الحديث نرى أن اليهود أنفسهم يعيشون الآن حالة فزع ورعب مع ما يتحصنون به من ترسانة عسكرية أمريكية حديثة لم يسبق لها مثيل ، يعيشون الآن حالة من الرعب والفزع ، لما علم أولادنا وشبابنا في أرض المعركة أن الأمة تخلت عنهم ولم تنصرهم ، وأن العالم الغربي الكافر لا ينصر إيماناً ولا توحيداً فعاهدوا الله جل وعلا على الجهاد في سبيله ورددوا القولة الجميلة : { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ } [ آل عمران : ١٦٠ ] . وعلموا يقيناً قول الله تعالى : { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [ البقرة : ١٢٠ ] . ورددوا بيقين منقطع النظير قول الله تعالى : { وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ } [ آل عمران : ٧٣ } . وعلموا قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ المائدة : ٥١ ] . وسعدوا كثيراً بقراءة قول الله جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } [ آل عمران : ١١٨ ] . لما تعامل جيلنا الآن في أرض فلسطين مع القرآن ، وفهم هذه الآيات وعلم شبابنا عقيدة اليهود لا على السنة البشر ، لا على السنة المفكرين والكتاب ، بل عرف شبابنا عقيدة القوم من كلام رب العالمين ، ومن كلام سيد النبيين وسيد الصادقين صلى الله عليه وسلم ، انطلقوا بهذه العقيدة التي حولت مجريات الأمور ، لما حول شبابنا شيئاً من حقائق هذا القرآن على أرض الواقع إلى منهج حياة ، انقلبت الأمور كلها وتغيرت تماماً ، فبالأمس فقط شباب يضحي بنفسه لله جل وعلا ، أسأل الله أن يتقبله عنده من الشهداء ما الذي حرك هؤلاء ، والله ما حرك هؤلاء إلا كلام الله وكلام الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول فضيلة الشيخ محمد حسان وهو يقسم بالله : أن أم فلسطينية رزقها الله بست بنات وولد . والولد في العاشرة من عمره يخرج الولد ابن العاشرة يحمل حجارة ويلبس زيّاً عسكرياً فيقول له أحد الكبار من الشيوخ حينما رآه طفلاً في العاشرة قال له : ما اسمك يا بني ؟ قال : محمد قال : إلى أين أنت ذاهب ؟ قال ابن العاشرة : إلى الجهاد إلى الجهاد قال : إلى الجهاد .. أين ؟ قال : في سبيل الله ، قال له الشيخ : أين أبوك ؟ قال : استشهد من أربعين يوماً .. فقال له الشيخ : هل استأذنت أمك ؟ فقال له ابن العاشرة : نعم استأذنت أمي قبل أن أخرج .. فقال له الشيخ : وماذا قالت لك ؟ قال ابن العاشرة : قالت لي اخرج يا محمد إلى الجهاد ، وأسأل الله أن يلحقك بأبيك . هل يحرك هذه القلوب بهذه الصورة كلام البشر ، والله ما تعطشت القلوب لشهادة إلا لما حركها كلام الله وكلام الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذاقت حلاوة وعد الله وخافت وعيده . يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ، لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب خده بدموعه ، فنحورنا بدمائنا تتخضب من كان يتعب خيله في باطل ، فخيولنا يوم الكريهة تتعب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ، رهج السنابك والغبار الأطيب ولقد أتانا من قال نبينا ، قول صحيح صادق لا يكذب لا يستوي غبار خيل الله في ، أنف امرئ ودخان نار تلهب هذا كتاب الله ينطق بيننا ، ليس الشهيد بميت لا يكذب قال جل وعلا : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [ آل عمرن : ١٦٩ ] . عند من ؟ { عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } . والله ما أسعد الشباب الذي يبلغ العشرين من عمره على جدار القدس الشريف ، ما سطر هذه الكلمات إلا من نطق كلام ربه وكلام نبيه حينما قال : إما عظماء فوق الأرض وإما عظام تحت الإرض . إنه القرآن الذي يربي قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( .. قوموا إلى جنة عرضها السموات والإرض )) . يقول عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله ، جنة عرضها السموات والأرض ؟ قال : (( نعم )) . قال : بَخٍ بَخٍ . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما يحملك على قولك بَخٍ بَخٍ ؟ )) قال : لا والله يا رسول الله ، إلا رجاءة أن أكون من أهلها . قال له الصادق : (( فإنك من أهلها )) . فأخرج عمير تمرات - كمية من البلح - فأخرج تمرات من قرنه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال : فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل (١) (١) رواه مسلم في الإمارة ( ١٩٠١ / ١٤٥ ) . قال جل وعلا : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [ الرحمن : ٢٦ } . سيموت الصغار والكبار ، سيموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن ، ويموت الصادقون ، سيموت أصحاب الإهتمامات الكبيرة والأهداف العالية ، ويموت كذلك التافهون الراقصون على الجراح الذين لا يحيون لأجل متاع دنيوي حقير زائل رخيص ، الكل سيموت ، فلنمت بشرف ، فلنمت بكرامة ، ماذا لو اتخذت قمة كقمة الأمس قراراً برفع راية الجهاد بعد العودة إلى شريعة الله ، أقسم بالله لتغير كل شيء ، قرار على السنة قادة الأمة بالعودة إلى الله أولاً ، فمحال أن ترفع راية الجهاد في سبيل الله قبل أن تعود الأمة إلى الله ، إلى تطبيق شرعه وإلى التحاكم بالقرآن ، قال تعالى : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [ يوسف : ٣٩ ] . وقال تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [ المائدة : ٤٤ ] . وقال تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ النساء : ٦٥ ] . وقال تعالى : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [ النور : ٥١ ، ٥٢ ] . وقال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ( ٦٠ ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا } [ النساء : ٦٠ ، ٦١ ] . فلا بد للعودة أولاً للقرآن لنمتثل آياته وأوامره ، وتكاليفه وحدوده أمراً أمراً ، وتكليفاً تكليفاً ، ونهياً نهياً ، وحدّاً حدّاً ، بل وكلمة كلمة ، بل وحرفاً حرفاً ، فالعودة إلى القرآن يا شباب الصحوة ليست نافلة ، العودة إلى القرآن ليس تطوعاً منا ولا اختياراً ، بل إننا أمام شرط الإسلام وحد الإيمان ، قال تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ } [ النساء : ٦٥ ] . كما ذكرت الآية الكريمة ، ثم ليعلنوا الجهاد في سبيل الله ، وأنا أعي ما أقول كل لفظة بفضل الله ، أرددها فلنرجع إلى الله لنمتثل الأمر ، ولنحول القرآن إلى واقع لنجدد الإيمان ، لنحقق الإيمان ، ثم لنرفع رية الجهاد سيرى حكامنا بهذا الشرط الذي ذكرت من شبابنا من شباب الأمة العجب العجاب ، أستغفر الله بل سيرون من شيوخ الأمة العجب العجاب يوماً ، وأقول أن من شبابنا الآن من يحترق قلبه شوقاً للشهادة ، وإذا برجل يجلس على كرسي ، رجل تجاوز التسعين من عمره بلحية بيضاء حينما سمعني أقول من شبابنا من يقف ويقول : من الشيوخ يا شيخ ومن الشيوخ ولم تحمله قدماه فسقط على الأرض - جاوز التسعين ، يريد الشهادة في سبيل الله ، والله لرأى حكامنا من شباب الأمة ومن شيوخ الأمة العجب العجاب !! نريد أن نقتل في سبيل الله ، والله نريد أن نقتل في سبيل الله ، فما أشقاها من حياة بعيدة عن الله بعيدة عن الكرامة ، والله الذي لا إله غيره من شبابنا الآن من سيضع صدره بغير سلاح على فوهة مدافع أعداء الله ليعلموا العالم كله : أن محمداً ما مات وما خلف بنات بل خلف رجالاً أطهاراً تحترق قلوبهم شوقاً للشهادة والجنة . آه يا مسلمون متنا قروناً ، والمحاق الأعمى يليه محاق وإذا الجذر مات في باطن الأرض ، تمت الأغصان والأوراق فلا بد من العودة للقرآن ، فلا عزة لنا ولا كرامة إلا إن عدنا إلى القرآن لنردد مع الصادقين الأولين : { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [ البقرة : ٢٨٥ ] . |
||||||||||
|
14-02-2015, 05:09 PM | #2 | ||||||||||
|
تسلم ايدك |
||||||||||
|
14-02-2015, 05:27 PM | #3 | ||||||||||
|
نورت |
||||||||||
|
15-02-2015, 08:28 PM | #4 | ||||||||||
|
صح والله دلوقتى الناس بتفتكر القران لم يموت حد بس ربنا يتولنا برحمتوه |
||||||||||
|
16-02-2015, 05:01 PM | #5 | ||||||||||
|
تسلم ايدك |
||||||||||
|
16-02-2015, 10:43 PM | #6 | ||||||||||
|
منور |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 2 (0 عضو و 2 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
حفظ القرآن - هل يؤثر القرآن على شخصية الإنسان ؟ | ThehoTLine | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 5 | 31-10-2011 02:55 PM |
سعيود يفكّر في مغادرة الأهلي المصري والعودة إلى الجزائر | Volumer | قـسـم الـريـاضـة الـعـامـة | 17 | 18-03-2011 04:02 PM |
باااااااااااك والعودة بقوة | Curse_master | Feronia | 3 | 08-07-2009 12:18 AM |