بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
16-07-2008, 02:39 PM | #1 | ||||||||||
|
مصر قبل الفتح الإسلامي أتاح صلح الحديبية الذى عقده محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم فى السنة السادسة للهجرة ( 628 م ) مع قريش فى مكة المكرمة أن يبعث بسفاراته إلى رؤساء وملوك العالم المعاصر له يدعوهم إلى دين الله الجديد وهو الإسلام فاتجهت سفارتان منها إلى هرقل إمبراطور الروم وإلى نائبه على مصر قيرس المشهور فى المصادر التاريخية باسم المقوقس وكان على رأس هذه السفارة " حاطب ابن أبي بلتعة " وقد غادرت السفارة المدينة المنورة فى شهر ذى الحجة من سنة 6 هـ أبريل سنة 628م ووصلت مصر سنة 7 هـ 628م وكانت تحمل الكتاب التالى : " من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدي ، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام فأسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فعليك إثم القبط يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا فشهدوا بأنا مسلمون " . فلقد جاءت سفارة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس دليلا على تقدير الرسول الكريم لمكانة مصر العالية وسط أقرانها من الدول التى دخلها الإسلام وعاصمتها المدينة المنورة وإنقاذا لمصر من المتاعب الاقتصادية التى كانت تمر بها ومن الاضطراب الذى كان يسود مصر فى ذلك الوقت وبخاصة فى الاختلافات الدينية التى كانت بين المصريين والبيزنطيين والتى كان من أهمها رفض المصريين تدخل الأباطرة البيزنطين فى الجدل الديني الذى دار منذ القرن الرابع الميلادى حول طبيعة السيد المسيح ، فلقد وجد المصريون فى هذا الخلاف الديني سبيلا للخروج على بيزنطة والقيام بحركات ضد مساوئ الإدارة البيزنطية فى البلاد والتى كان من أهمها حركات الاضطهاد الديني ضد من يخالف بيزنطة فى العقيدة الدينية مع ما أنزلته من تعسف وظلم بالمصريين ولا سيما فى جباية الضرائب فاتخذت المقاومة المصرية حركة هجرة من الريف إلى المعابد والأديرة بالصحراء الأمر الذى أدي معه إلى انتشار الفوضى بالبلاد واختلطت هذه الفوضى بهجوم الفرس الساسانيين أعداء بيزنطة على مصر والشام وعلى الرغم من أن هرقل استطاع استرداد مصر والشام من الفرس ودخول بلاد فارس نفسها سنة 628م إلا أنه عجز عن تحقيق الاستقرار فى مصر بسبب استمرا المشكلة الدينية ومتاعبها . وهكذا عندما وصلت سفارة النبي صلي الله عليه وسلم إلى مصر سنة 7 هـ / 628م أي بعد جلاء الفرس عن البلاد وانتصار هرقل على الفرس أحسن المقوقس استقبالها سفراء النبي صلي الله عليه وسلم الأمر الذى يدل على أن دعوة الإسلام غدت فى ذلك الوقت تلقى أذانا صاغية باعتبارها السبيل الأمثل للنجاة من المشاكل الدينية وعلى الرغم من أن المقوقس تردد فى قبول الدعوة الإسلامية إلا أنه بعث بهدية إلى الرسول الكريم ومعه هذا الرد : " بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط سلام عليك ، أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه وقد علمت أن نبيا بقي وكنت أظن أنه يخرج من الشام وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان فى القبط عظيم أهديت إليك بغلة لتركبها والسلام عليك " . ولقد كانت هدية المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم من أشهر منتجات مصر ومنها عسل من إنتاج مدينة بنها وثياب مما اشتهرت بها مصر والتى عرفت باسم " القباطي " كما كان على رأس هدية المقوقس إحدى بنات مصر وهى السيدة " مارية " من قرية حفن التابعة لمقاطعة أنصنا وموقعها الآن مدينة النصلة بمركز ملوي بمحافظة المنيا ، وقد خلفت هدية المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم روابط قوية بين مصر وبلاد العرب على عهد الرسول الكريم وبخاصة بعد إنجابه من السيدة مارية ولده إبراهيم وهو الأمر الذى دعم صلة النسب مع المصريين ومهدت للفتح الإسلامي لمصر وعندما تولي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الخلافة وقدم الجابية - مرتفعات الجولان حاليا - بعد الانتصار على حملة الروم ببلاد الشام قام إليه عمرو بن العاص وقال له : " يا أمير المؤمنين ائذن لي أن أسير إلى مصر وحرضه عليها وقال : إنك إن فتحتها عنوة كانت قوة للمسلمين وعونا لهم وهى أكثر الأرض أموالا وأعجزها من القتال والحرب " ، فتخوف عمر بن الخطاب على المسلمين فلم يزل عمرو يعظم أمرها عند عمر حتي أذن له عمر بن الخطاب بالمسير إليها وقال له : " سر وأنا مستخير الله فى سيرك وسيأتيك كتابي سريعا إن شاء الله فإن أدركك كتابي آمرك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها أو شيئا من أرضها فانصرف وإن أنت دخلتها قبل أن يأتيك كتابي فامض لوجهك واستعن بالله واستنصره " ، فسار عمرو بن العاص إلى مصر على جيش قوامه أربعة آلاف مقاتل ودخل رفح بالعريش فى أوائل سنة 19 هـ / 640م قبل أن يصله خطاب عمر بن الخطاب حيث استولي عليها بسهولة بسبب خلوها من قوات الروم ثم تابع عمرو بن العاص زحفه من العريش إلى بلوز التى سماها العرب الفرما وهى مدينة تقع شرقي بورسعيد حاليا وسلك فى هذا الزحف الطريق الرملي البعيد عن الشاطئ وهو الطريق الذى سلكه منذ أقدم العصور كل وافد علي مصر أو جيش محارب لها إذ عبر من هذا الطريق نبي الله الخليل إبراهيم حين قصد مصر كما اجتازته جيوش الإسكندر كما سارت عليه العائلة المقدسة عند مجيئها إلى مصر . وقد اتسمت حركات عمرو بن العاص بالسرعة فى التنقل والابتعاد عن الأماكن المراد ضربها حتي وصل إلى حصن بابليون معقل الروم الرئيسي بمصر الذى انتصر عليهم فى موقعة هليوبوليس أو عين شمس وعقد صلح بابليون ثم قدر الله بعد ذلك استكمال فتح مصر بدخوله إلى مدينة الإسكندرية بعد وفاة الإمبراطور هرقل سنة 20 هـ / 641م وعقد صلح عرف باسم صلح الإسكندرية ، ثم دخولها مرة أخرى والاستيلاء عليها سنة 646م وإنزاله بحامية الروم بها هزيمة فادحة ، وبذلك أصبحت مصر منذ ذلك الوقت دولة إسلامية ، وخاصة بعد أن أسس عمرو بن العاص أول مدينة عربية أو إسلامية بها هى مدينة الفسطاط وكانت تقع شمال حصن بابليون ثم أسس أول جامع بها عرف باسم جامع عمرو بن العاص وذلك سنة 21 هـ / 641م . ولقد كان أول تقرير بعث به عمرو بن العاص إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصف فيه مصر وأهلها يحمل بين طياته حقيقة هامة وهى أن الفتح إسلامي لمصر وضع حدا للسيادة الرومانية ثم البيزنطية على مصر والتى اتسمت بالتشريعات المجحفة للمصريين وحرمانهم من ممارسة الاشتراك فى إدارة شئون بلادهم فضلا عن حركات الاضطهاد الديني الذى تميزت به هذه الفترة . يتبع.............................................. .... |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Ahmed_medic ; 16-07-2008 الساعة 02:49 PM
|
16-07-2008, 02:41 PM | #2 | ||||||||||
|
مصر في عصر الامارة الاسلامية كان أول من تولي إمارة مصر بعد الفتح العربي لها هو عمرو بن العاص الذى وصف البناء السياسي لمصر قائلا : " ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة " وهو قول يعنى أن ولاية مصر تملك من المقومات ما يجعل أمير البلاد وهو لقب والى مصر من قبل الخلفاء يقف على نفس قدر الخليفة نفسه وهو ما ظهر منذ خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه حيث جاء ارتباط مصر منذ ذلك التاريخ بأحداث الدولة الإسلامية ، والتى ظهرت عندما شاركت مصر فى النشاط السياسي للبيت الأموي وصراعه للوصول إلى الخلافة الإسلامية. ثم شاركت مصر بعد ذلك فى الخلاف الذى دب بين المسلمين بعد وفاة عثمان بن عفان رضى الله عنه وخاصة بين على بن أبي طالب رضى الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان الذى استطاع بدهائه أن يتمكن من الاستيلاء على مصر بقيادة عمرو بن العاص سنة 38 هـ ، حيث بدأت منذ ذلك التاريخ مرحلة هامة من مراحل التاريخ السياسي لمصر الإسلامية كانت فيه موضعا لأنظار القوي السياسية يـــتـــــــــبـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Ahmed_medic ; 16-07-2008 الساعة 02:43 PM
|
16-07-2008, 02:42 PM | #3 | ||||||||||
|
مصر في عصر الدولة العباسية العباسيون هم سلالة العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدع أحد من العباسيون لنفسه الخلافة طيلة القرن الأول الهجري فقد كرسوا جهودهم لمناصرة أبناء على بن أبي طالب حيث كانوا يرون أنهم أبناء بيت واحد هو بيت النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد توفي العباس زمن حكم معاوية ابن أبي سفيان سنة 32 هـ / 652م وسار ابنه عبد الله بن عباس على نهجه فى الإيمان بحق على بن أبي طالب فى الخلافة ، ثم تابع ابنه على بن عبد الله بن العباس السير على سياسة جده فى تأييده لأبناء على بن أبي طالب فى دعواهم للخلافة. وكان أن أقام بن العباس فى مدينة الحميمة وهى قرية على أطراف الشام شرق الأردن ومعه نفر من أبناء على بن أبي طالب رضى الله عنه وعلى رأسهم أبو هاشم بن محمد بن الحنفية هربا من الأمويين ومراقبتهم للعباسيين والعلويين وتتبع نشاطهم ، وقد نجح أبو هاشم بن محمد فى تمهيد التشيع لأبناء على بن أبي طالب رضى الله عنه وخاصة بعد مقتل الحسين الأمر الذى أدي إلى خوف الأمويين من أبو هاشم مما دعاهم إلى دس السم له وعندما أحس أبو هاشم بدنو أجله أسرع إلى مدينة الحميمة حيث قام بالتنازل عن حقه فى الخلافة إلى على العباسي ، وهنا جاء هذا التنازل نقطة تحول هامة فى التاريخ الإسلامي إذ بدأ العباسيون يعملون على نقل الخلافة إلى بيتهم بعد أن اقتصر نشاطهم على مناصرة أبناء على بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد أجاد العباسيون تنظيم دعوتهم حتى بعد وفاة على العباسي وانتقال الخلافة إلى ابنه محمد الذى قام بتعبئة صفوف الرافضين للخلافة الأموية دون إثارة الشكوك ضده ، فكانت الدعوة التى يدعون إليها هي " الرضا من آل محمد " دون تحديد للبيت المقصود له الخلافة ، ولقد بدأ العباسيون يدبرون أمر دعوتهم فى مدينة " خراسان " ولكن تقرر على أرض مصر مصير هذه الدعوة بالرغم من قيامها ببلاد فارس حيث أعلن قائد العباسيين أبو مسلم الخراساني الثورة على الأمويين سنة 129 هـ ودارت بين الأمويين والعباسيين معركة بدأت أولا عند نهر الزاب أحد روافد نهر دجلة ثم نقلت المعركة إلى مصر حيث انتصرت جيوش العباسيين بقيادة صالح بن على العباسي على الأمويين وقتل الخليفة الأموي مروان الثاني فى شهر ذى الحجة سنة 132هـ وذلك عند بلدة أبو صير من أعمال الجيزة . بعد انتصار العباسيون على الأمويين وتمكنهم من الخلافة ودخولهم مصر قام القائد العباسي صالح بن على بإقامة عاصمة له بمصر أطلق عليها اسم " العسكر " وذلك سنة 132 هـ / 750 م بدلا من مدينة الفسطاط التى أقامها عمرو بن العاص ، وكانت مدينة العسكر تقع فى الفضاء الواقع فى الشمال الشرقي من الفسطاط الممتد من النيل حتى جبل يشكر فى منطقة كانت تعرف فى صدر الإسلام باسم " الحمراء القصوى " ، كما قام الوالي صالح بن علي بتشييد " دار الإمارة " إلى جانب ثكنات الجند ، وفى سنة 169 هـ / 785م أسس الوالي الفضل بن صالح مسجدا إلى جانب دار الإمارة بمدينة العسكر التى أخذ العمران يزداد بها حتى اتصلت بمدينة الفسطاط وأصبحتا مدينة واحدة خطت فيها الطرقات وشيدت بها المساجد والدور والأسواق يـــــــــــتــــــــــــــــبــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـع |
||||||||||
|
16-07-2008, 02:45 PM | #4 | ||||||||||
|
مصر في عصر الدولة الطولونية تنسب الدولة الطولونية إلى مؤسس هذه الدولة وهو أحمد بن طولون ، كان والده أحد الأتراك الذين أرسلوا إلى الخليفة المأمون العباسي حيث نال إعجاب الخليفة الذى ظل يمنحه المناصب حتي وصل طولون إلى منصب " أمير الستر " وهو يشبه منصب رئيس الحرس الخاص وظل طولون يخدم الخلفاء العباسيين حتي عهد الخليفة المأمون ثم الخليفة المعتصم بالله فى مدة بلغت عشرين عاما ، وقد أنجب طولون عدة أبناء منهم ابنه أحمد الذى ولد سنة 220 هـ / 835 م ولما توفي طولون كان ابنه أحمد فى العشرين من عمره فتولي المنصب الذى كان يشغله والده وارتقي فى الوظائف ، وقد بدأت صلة أحمد بن طولون بمصر حين أقطع الخليفة المعتز بالله بلاد مصر سنة 235 هـ لأحد القادة الأتراك من أصحاب النفوذ فى بغداد وكان فى ذلك الوقت اسمه " باك باك " وقد فضل هذا القائد البقاء فى عاصمة الخلافة بغداد وعهد إلى أحمد بن طولون بإدارة مصر نيابة عنه وذلك لما عرف عنه من خبرة وكفاءة وأمده بجيش دخل به مصر سنة 253 هـ / 868 م ، إلا أن أحمد بن طولون لم يلبث أن اتسع سلطانه وبدأت جهوده للاستقلال سياسيا بمصر ودعم هذا الاستقلال بتنظيم موارد البلاد المالية والقضاء على الفتن والفوضى والثورات الداخلية . وعلى الرغم من عدم موافقة الخلافة العباسية على استقلال أحمد بن طولون بمصر واحتدام الخلاف بين أحمد بن طولون و " الموفق طلحة " أخو الخليفة العباسي المعتمد وهو الخلاف الذى ظل ثلاثة عشر عاما إلا أن الخلافة العباسية اضطرت بالرغم من ذلك أن تعهد بحكم الشام ومناطق الثغور الشامية إلى أحمد بن طولون لقدرته على الدفاع عنها ضد غارات الروم البيزنطيين وهو الأمر الذى استغله أحمد بن طولون وأنشأ معه جيشا وأسطولا صارا عماد استقلاله الحقيقي ومصدر هيبته فى العالم الإسلامي والبيزنطي . ولقد اهتم أحمد بن طولون بإرساء قواعد حكمه فى مصر وذلك بأن قام بإنشاء عاصمة جديدة لحكمه بدلا من العسكر بعد أن رأى أن مدينة العسكر لا تتسع لحاشيته وتضيق بمطامعه فأسس مدينة القطائع فى شعبان سنة 256 هـ / 870 م وكانت حدودها تمتد بين حد الفسطاط الشمالي عند جبل يشكر وبين سفح المقطم فى مكان عرف فى ذلك الوقت باسم قبة الهواء وفيما بين الرميلة تحت القلعة ، كما اختط أحمد بن طولون قصره ثم شيد جامعه المعروف باسمه فى وسط مدينة القطائع على جبل عرف باسم جبل يشكر نسبة إلى أحد الصالحين وهو " يشكر ابن جديلة " ، وكان البدء فى إنشاء الجامع سنة 263 هـ / 876 م وكان الفراغ منه سنة 265 هـ / 878 م وهو ثالث جامع بمصر بعد جامع عمرو ابن العاص وجامع العسكر وأهم ما يميز هذا الجامع مئذنته التى بنيت على طراز مئذنة مسجد سامرا بالعراق والتى تعرف باسم الملوية . وبعد وفاة أحمد بن طولون آل الحكم إلى ابنه خمارويه الذى تابع سياسة والده فى الدفاع عن مصر والشام وحمايتها من دسائس الخلافة العباسية وبخاصة الموفق طلحة أخي الخليفة فأعد خمارويه جيشا قاده بنفسه واستطاع هزيمة القوات العباسية عند دمشق وعقد صلحا اعترفت فيه الخلافة العباسية بولاية خمارويه على مصر والشام ووراثة الحكم لأبنائه من بعده ، كما دعم خمارويه علاقته بالخلافة العباسية فى بغداد حين زوج ابنته " قطر الندي " بالخليفة المعتضد . غير أن خلفاء خمارويه لم يسيروا على نفس النهج الذى سار عليه أحمد ابن طولون وابنه خمارويه فسادت الفوضى مصر واشتد الطامعين فى الحكم وانتهي الأمر بأن أعدت الخلافة العباسية جيوشها لاسترداد مصر من رابع الولاة الطولونيين وهو " شيبان " وذلك فى سنة 292 هـ / 905 م حيث دخلت الجيوش العباسية القطائع وأزالت حكم الدولة الطولونية بعد أن حكمت مصر والشام ثمانية وثلاثين عاما يـــــــــــــــتـــــــــــــــبـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــع |
||||||||||
|
16-07-2008, 02:46 PM | #5 | ||||||||||
|
مصر في عصر الدولة الاخشيدية على الرغم من استيلاء العباسيون على مصر وإنهاء الحكم الطولوني بها إلا أن النفوذ العباسي لم يكن مستقرا بها مما شجع أحد القادة الأتراك فى الجيش العباسي فى مصر وهو " محمد بن طغج الإخشيد " إلى الانفراد بالسلطة وساعده على ذلك ما قدمه من خدمات فى الدفاع عن مصر ضد هجمات الدولة الفاطمية التى قامت فى ذلك الوقت فى تونس فتولي ولاية مصر سنة 323 هـ / 935 م ، وبعد سنتين من توليه الحكم استطاع الإخشيد ضم الشام إليه ليستطيع الوقوف ضد الروم البيزنطيين الذين خشوا قوة الدولة الجديدة فراسلوا الإخشيد كسبا للسلام ثم قام محمد بن طغج فى العام التالي ببسط نفوذه على مكة والمدينة ليكون له الإشراف على الحرمين الشريفين . عد وفاة الإخشيد تولى وزيره أبو المسك كافور الوصاية على ولديه الصغيرين وأثبت مقدرة على إدارة شئون البلاد والدفاع عنها ضد الطائفة المعروفة باسم " القرامطة " ونجح فى القضاء عليها وحافظ على وحدة مصر والشام وبلاد العرب وامتد سلطان الدولة الإخشيدية إلى جبال طوروس ، وبلغت إمارة أبو المسك كافور الإخشيدي على مصر ثلاثا وعشرين سنة حكم فيها باسم أبناء الإخشيد عدا سنتين انفرد فيهما بالحكم ، ولما توفي كافور خلفه " أبو الفوارس أحمد " حفيد الإخشيد وكان طفلا لم يبلغ الحادية عشرة من عمره ومن هنا عادت الفوضى إلى البلاد واشتدت هجمات الطامعين فى البلاد وبخاصة هجمات الفاطميين من بلاد المغرب الأمر الذى أدى إلي استيلاء الخليفة الفاطمي " المعز لدين الله " على مصر سنة 358 هـ وإنهاء حكم الدولة الإخشيدية يـــــــــــتــــــــــــــبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Ahmed_medic ; 16-07-2008 الساعة 02:49 PM
|
16-07-2008, 02:47 PM | #6 | ||||||||||
|
مصر في عصر الدولة الفاطمية قامت الدولة الفاطمية ببلاد المغرب سنة 297 هـ / 909 م وهى حركة شيعية تنتسب إلى السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بدأت هذه الحركة فى أول الأمر سرية خوفا من اضطهاد الخلفاء العباسيين لأشياعها ، إلا أن الفاطميين استطاعوا الاستيلاء على بلاد المغرب وتولي أحد سلالة على بن أبي طالب رضي الله عنه ويدعي سعيد بن الحسين والذى لقب باسم " عبيد الله المهدي " الخلافة وبذلك صار فى ذلك الوقت بالعالم الإسلامي ثلاث خلافات هى الخلافة العباسية ببغداد ، والخلافة الأموية بقرطبة ، والخلافة الفاطمية بمدينة المهدية على ساحل تونس . وفى سنة 358 هـ كان المعز لدين الله الفاطمي رابع الخلفاء الفاطميين ببلاد المغرب قد أعد جيوشه بقيادة جوهر الصقلي لفتح مصر ، حيث تمكن هذا القائد من فتحها وتأسيس عاصمة لمصر عرفت باسم " القاهرة " تمهيدا لانتقال السلطان الفاطمي إليها الذى حضر سنة 362 هـ / 972 م وأحضر معه آل بيته حتى رفاه أجداده وكان ذلك إيذانا بأن مصر أصبحت مقرا لدار الخلافة الشيعية ، كما قام ببناء جامعا تقام فيه شعائر المذهب الشيعي فوضع حجر الأساس لجامع الأزهر سنة 359 هـ / 970 م وانتهي من بنائه بعد سنتين تقريبا وأقيمت فيه الصلاة لأول مرة فى رمضان سنة 361 هـ . وبعد استيلاء الفاطميون على حكم مصر أخذ المعز لدين الله الفاطمي وخلفاؤه على العمل على امتداد دولتهم شرقا حتى اشتملت على الشام وسائر الدول الإسلامية ، غير أن الدولة الفاطمية على الرغم من عظمتها واتساع مساحتها لم تستطع أن تجتذب إليها أهل السنة فابتعد عنها علماء السنة وفقهاؤها ، كما أنه بمرور الوقت أصبحت الأخطار تحيط بالدولة الفاطمية إذ بدأ من ناحية يزداد خطر الدولة السلجوقية التى استطاعت إنهاء سلطان الفاطميين من بلاد الشام ومن الناحية الأخرى ازداد خطر الصلبيين ببلاد الشام الذين استطاعوا القضاء نهائيا على نفوذ الفاطميين بهذه البلاد ، كما أنه من ناحية ثالثة انتهي حكم سلطان الفاطميين عن بلاد شمال أفريقيا لاستقلال الولاة الفاطميين بهذه البلاد وبذلك لم يبق للدولة الفاطمية سوي حكم مصر . وازداد الموقف سوءا فى الدولة الفاطمية حين أخذ الصلبيين فى بيت المقدس فى الطمع فى مصر نفسها مع بقاء الخطر السلجوقي ماثلا فى قيام الدولة الزنكية نسبة إلى الأتابك عماد الدين زنكي ، فاستولي نور الدين زنكي بن عماد الدين زنكي على دمشق سنة 549 هـ / 1154 م وعمد إلى منع الصلبيين من امتداد نفوذهم إلى مصر ، ثم تطورت الأحداث باضطراب الموقف الداخلي فى مصر ذلك أن الوزير الفاطمي " ضرغام " سمح للصلبيين بالتدخل فى شئون الدولة الفاطمية بل ورضي بدفع مبلغ من المال ضمانا لمساعدتهم على منافسه فى منصب الوزارة وهو " شاور " والي الوجه القبلي الذى طلب بدوره مساعدة نور الدين زنكي فأصبحت مصر بذلك مطمعا لكل من جيوش الصلبيين وجيوش نور الدين زنكي ، فكان قائد الجيوش الصليبية الملك " أموري الأول " على حين قاد الجيوش النورية " شيركوه " الأيوبي وابن أخيه يوسف بن نجم الدين أيوب والذى عرف فيما بعد باسم الناصر صلاح الدين الأيوبي ، وتم النصر لجيوش نور الدين بقيادة شيركوه بعد مقتل ضرغام ثم التخلص من شاور ، ثم عين الخليفة الفاطمي العاضد القائد شيركوه فى الوزارة ثلاثة أشهر توفي بعدها سنة 1169 م فعين الخليفة العاضد ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب فى الوزارة بدلا منه ، واستطاع بذلك صلاح الدين الأيوبي العمل على إلغاء الدولة الفاطمية الشيعية ثم إنهاء الخلافة الفاطمية نهائيا من مصر وبذلك قامت الدولة الأيوبية إنتهى الجزء الأول |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Ahmed_medic ; 16-07-2008 الساعة 02:51 PM
|
16-07-2008, 02:49 PM | #7 | ||||||||||
|
مشكورر على المعلومات التاريخية الرائعة ألى من عضو أروع |
||||||||||
|
16-07-2008, 02:55 PM | #8 | ||||||||||
|
العفو والله إنت اللي رائع |
||||||||||
|
16-07-2008, 05:45 PM | #9 | ||||||||||
|
شكرا على الموضوع الرائع و على الموضوع الجميل |
||||||||||
|
16-07-2008, 11:15 PM | #10 | ||||||||||
|
الف شكر على الموضوع العملاق ده |
||||||||||
|
16-07-2008, 11:33 PM | #11 | |||||||||||
|
اقتباس:
وشكرا على مرورك الكرييييييييييييييييييييييم |
|||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
¸¸.»بعض الحكم الإسلامية «.¸¸ | $Divo | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 4 | 15-05-2013 02:11 PM |
الآداب الإسلامية | ღ♥_ akeml _♥ღ | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 11 | 01-05-2011 04:51 PM |
حكم الأناشيد الإسلامية | D00M | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 6 | 16-06-2010 09:39 AM |
عصور مصر الإسلامية (الجزء الثاني) | Ahmed_medic | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 8 | 16-07-2008 11:53 PM |
الحضارة الإسلامية ............ إلى اين | XORAYONDARAA | مـنـاقـشـات عـامـة حـول سيلك رود أون لايـن | 21 | 29-06-2008 06:12 PM |