بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود [ هذا القسم مخصص لمختلف المواضيع البعيدة كليا عن مجال الألعاب ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
03-03-2010, 02:00 PM | #1 | ||||||||||
|
القصه بين احمد شوقي و حافظ ابرهيم قبل 75 عاماً فقدت مصر أكبر شعرائها، حافظ إبراهيم وأحمد شوقي، سبق حافظ شوقي إلى الموت بأيام.. وثمة رواية شهيرة تقول إنه حين توفي حافظ ابراهيم كان شوقي بالاسكندرية، ودخل عليه سكرتيره ليبلغه نبأ وفاة "الصديق اللدود"، وكان كتم الخبر عنه ثلاثة أيام ـ عامداً ـ لرغبة السكرتير في إبعاد الأخبار السيئة عنه "...كان شوقي شديد التشاؤم بأخبار الموت في أيامه الأخيرة"، كما أن السكرتير كان يعلم بأنه على الرغم من التنافس الطاحن بين شوقي وحافظ على عرش الشعر العربى آنذاك، فإن حافظ كان قريباً إلى قلب شوقي.. وحين ألقى السكرتير بالخبر في وجه "أمير الشعراء"، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته الشهيرة لحافظ: "قد كنت أوثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأحياء". هكذا كانت العلاقة بين القطبين، ندية، تنافس، تنازع على امتلاك ناصية الشعر، ومودة، وتعلّق، لا يستطيع أحدهما فراق الآخر، وليس من قبيل المصادفة أن يغيّب الموت شوقي بعد رفيقه بأيام!... كانت العلاقة بين أحمد شوقي ـ حامل لقب أمير الشعراء الذي لم ينله شاعر عربى سواه من العصور الجاهلية إلى اليوم ـ و"شاعر النيل"، حافظ إبراهيم، علاقة تنافس إذن، وهذه العلاقة ألهبت خيال الكتاب فألفوا عنها الكتب وأوردوها في أعمال أدبية وسينمائية وتلفزيونية شتّى، غير أن أحداً لم يسجّل "القيمة" الكامنة وراء هذه العلاقة بعناية..! لم يعرف أن بين شوقي وحافظ تنافساً إلاّ من هجائياتهما الشعرية المتبادلة، ولم تقع تلك الهجائيات سوى قبيل ثورة الشعب ضد الاحتلال (1919)، ليس ثمة علاقة بين الحدث وبين الهجاء... مصادفة محضة، لكن المعنى واضح وهو أن الأعوام العشرين الأخيرة في حياتهما ـ وحدها ـ هي التي شهدت ذلك الصراع الشعري، لأن الساحة لم تكن تتحمل سوى أمير واحد للشعر. لكن الصراع لم يفقد للود بين حافظ وشوقي قضية، والمتأمل لهذا التهاجي المتبادل بين القطبين تصيبه حيرة شديدة، فكيف يصل الهجاء إلى هذه الحدة القاطعة، فيما تتصل المجالس الودودة الحميمية بين الشاعرين نفسيهما اللذين يتبادلان هذا الهجاء؟ ومثال واحد... يكفي! قال حافظ عن شوقي يهجوه: يقولون إن الشوق نار ولوعة فما بال شوقي اليوم أصبح بارداً؟!". ومن يتأمل البيت للوهلة الأولى يشعر أن حافظ يتكلم عن شوقه، وأن الباء الخاصة بالملكية في شوقي عادية، لكن المقصود بها شوقي الشاعر ! لكن شوقي رد عليه بأفظع منها فقال: حملنا الإنسان وال كـ لـ ب أمانة فخانها الإنسان... وال كـ لـ ب حافظ". والمعنى في رد شوقي مفهوم واضح، ولا يحتاج إلى الشرح.. وإن كان فيه تجاوز غير أن حافظ لم يغضب، فمئات الأبيات الهجائية من هذا النوع والتي تبادلها أمير الشعراء وشاعر النيل، كانت تعدّ في هذا الزمان مداعبات ولطائف على سبيل "التنكيت"، فثمة لبس كبير وقع فيه الكتاب والمؤلفون، حين صوروا شوقي وحافظ عدوين، غير أن العلاقة بينهما كانت على النقيض من ذلك.. فهما كانا متنافسين حقاً، ولكل منهما مدرسة شعرية مختلفة تماماً عن مدرسة رفيقه، لكن تشيّع الأدباء وتحزّبهم أدّى إلى انقسامهم بين شوقي وحافظ، وأشاع وهم العداء.. والواقع التاريخي يقول إن أكثر مجالس حافظ لم تكن تخلو من شوقي، وإن مؤتمر الشعراء الذي أسفر عن مبايعة شعراء العرب الكبار من مختلف البلدان الناطقة بالضاد لشوقي بك بإمارة الشعر ـ قبل رحيله بخمسة أعوام ـ كان على رأسه حافظ، وكان حافظ أول المبايعين لشوقي بإمارة الشعر، كما يقول هذا الواقع إن رثائية شوقي لحافظ ـ التي ذكرنا البيت الأول منها ـ هي أرقّ رثائيات شوقي وأصدقها وأقربها إلى المدامع، على كثرة ما قاله شوقي في باب الرثاء! جاء كل من شوقي وحافظ من منبع مختلف، وإن كان كلاهما انتمى بوجدانه للشعر القديم.. وصب كل منهما كذلك في مصب مغاير، وإن كانا التقيا في الشعر التقليدى الذي ناصبه بعض شعراء عصرهم العداء. وشوقي من أب كردي وأم تركية، وحافظ من أبوين مصريين، كانت جدة شوقي لأبيه شركسية وجدته لأمه يونانية، وكان حافظ مصرياً إلى سابع أجداده ... وعاشرهم. كان شوقي أحمر الوجه أخضر العينين ذا طلعة توحي بأنه تركي أو يوناني، وكان حافظ أسمر الوجه أسود العينين عربى الوجه واليد واللسان "على قول المتنبي". ولد شوقي بك في القصور الخديوية، في العام 1868 لوجود علاقة نسب بعيدة يبن أسرته وأسرة محمد على، حتى إنه حين سافر إلى فرنسا ليدرس الحقوق (1887) جاء ذلك على نفقة الخديو توفيق "حاكم مصر من 1879 إلى 1892". أما حافظ إبراهيم فولد على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط (مدينة بمحافظة أسيوط، وسط صعيد مصر)، توفي والده وهو صغير، وتوفيت والدته بعده بسنوات قليلة، وأتت به قبل وفاتها إلى القاهرة ليعيش في كنف خاله الذي كان رجلاً ضيق الرزق من صغار موظفى الحكومة المصرية. وهكذا جاء اختلاف المنبع شاسعاً! شوقي يحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة "المبتديان" ـ مدرسة أولاد الأعيان ـ وحافظ يسافر مع خاله إلى طنطا فليتحق بـ "الكتّاب".. شوقي يتنعم بالقصور وحافظ يلمس فقر خاله فيترك البيت ليخفّف عنه صعوبة إيوائه ونفقته، شوقي يسافر إلى فرنسا ليدرس الحقوق في "السوربون"، وحافظ يهيم على وجهه حتى ينتهي به الأمر إلى مكتب محام يدعى محمد أبو شادي ـ صار من زعماء ثورة 1919 فيما بعد ـ ليعمل بالمحاماة زمناً وينفق على تعليمه من جهده الخاص، ثم يلتحق حافظ بالمدرسة الحربية (الكلية الحربية الآن) في العام 1888، ويتخرج فيها بعد 3 سنوات. يعود شوقي من باريس حاصلاً على ليسانس الحقوق، ليسافر حافظ إلى السودان في حملة للجيش المصري.. تنعقد الصلة بين شوقي وحاكم مصر الجديد الشاب، عباس حلمي الثاني (1892 ـ 1914)، في الوقت الذي يقود فيه حافظ تمرداً للضباط المصريين في السودان على الإنجليز والخديو.. يطيب العيش لشوقي ويصبح كواحد من الأمراء، فيما يحاكم حافظ عسكرياً ويحال إلى الاستيداع بمعاش ضيئل..! هكذا حكمت الأقدار باختلاف كامل في منابع شوقي وحافظ وفي مجرى نهر حياتهما أيضاً، وهو اختلاف لا يد لأحدهما فيه، فقط كان "الحظ" ومشيئته ! لكن الاختلاف لم يقتصر على ذلك! نهل شوقي من منابع الشعر العربى القديم، إنه ـ كما كتب د. طه حسين ـ تلميذ مباشر لشعراء الجاهلية الفحول، وامتداد لشعر البحتري والمتنبي؛ ونهل حافظ من محمود سامى البارودي، كان حافظ تلميذاً له، يجالسه ويؤانسه، يحفظ له ويروى عنه، عرفه حافظ بعد أن نفض البارودي غبار المعارك التي قادها ـ وكان البارودي وزيراً للحربية وأكبر الثوار الموالين لعرابي قبل مجيء الاحتلال البريطانى لمصر 1882 ـ وعاد من منفاه كفيف البصر وانصرف للشعر وتخلّى عن الدنيا واحتل مكانه بين الخالدين. وهنا _ فقط _ التقى شوقي وحافظ، لأن البارودى أخذ شعره من نفس المنابع التي أخذ عنها أحمد شوقي بعد ذلك، وهكذا التقى التجديد في شعر شوقي وحافظ على أرضية واحدة: الأخذ من القديم والتأسيس عليه في هيئة جديدة ! لذلك، لا عجب في أن يوصف البارودي بأنه رائد مدرسة "الإحياء" التي أنقذت الشعر العربي من الضياع على يد اللغة التركية التي أوشك اللسان المصري آنذاك أن يلتوى بها، ولا عجب في أن يوصف شوقي وحافظ بأنهما مجدداً الشعر العربي بعد البارودى، تأسيساً على نظرية د. جابر عصفور، التي تقول إن كل حركات التجديد في الآداب العالمية، بدأت بالالتفات إلى القديم والتأسيس عليه! بالتالى.. صب شوقي وحافظ في نفس المصب حتى تعرضا لانتقادات جيل العقاد والمازنى الذي كان أول جيل يتمرد على الشعر التقليدي! ولاختلاف الثقافة الأصلية لكل منهما، اختلف المنتج الأدبى لحافظ وشوقي فشوقي له ست مسرحيات شعرية: مصرع كيلوباترا، مجنون ليلى، قمبيز، علي بك الكبير، عنترة، الست هدى؛ ورواية واحدة: "عذراء الهند". وحافظ لم يكتب المسرح، وهو الأمر الذي رده د. محمد مندور قبل 60 عاماً إلى اطلاع شوقي الواسع على الثقافة الفرنسية وهو الأمر الذي لم يتح لحافظ.. وحتى على المستوى الشخصى، كان شوقي يميل إلى سهرات القصور وصحبة الأمراء ـ بحكم نشأته ـ وكان حافظ يميل إلى مجالس الأدباء في مقاهي "وسط البلد" وكانت لديه نزعة "أولاد البلد" المصريين المعروفة، فوصفوه دائماً بأنه "ابن نكتة" سريع البديهة يملأ المجالس بالفكاهة شديد الكرم مع صحبته حتى وصف بالتبذير؛ قال العقاد: "راتب سنة في يد حافظ إبراهيم يساوى راتب شهر"! وهكذا التقى الضدان حافظ وشوقي على حبّ الشعر، واعترف كل منهما لصاحبه بمكانته، واستطاعا في مصر ـ زمن التسامح ـ أن يحافظا على مودة حميمة ربطتهما، وحولا التنافس بينهما إلى مبارزات شعرية هجائية، ظنها الكثيرون صراعاً، ولم تكن سوى مداعبات متعارف عليها فيما بينهما!... ونجحا حتى في التغلب على خلافهما السياسي باتساع أفق ملحوظ، فشوقي كان مؤيداً لـ"القصر" دائماً، وكان أشد من هجوا أحمد عرابي وثورته، وكان حافظ مؤيداً للتمرد على القصر، بل كان تلميذاً للثائر العرابى الكبير محمود سامي البارودي. |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة iP4wn ; 03-03-2010 الساعة 03:17 PM
|
03-03-2010, 02:02 PM | #2 | ||||||||||
|
هو احمد بن علي شوقي، معروف بأمير الشعراء. ولد في القاهرة سنة 1868 وترعرع في ظلّ البيت المالك، لأن جدتّه لأمّه كانت من وصيفات القصر في عهد الخديوي اسماعيل. تلقّى علومه الأولى في مكتب الشيخ صالح، تُمَّ انتقل إلى مدرسة(المبتديان) وبعدها إلى المدرسة التجهيزية . تخرّج بعد ذلك من مدرسة الحقوق، ونال شهادته من فرع الترجمة الذي أسّس فيها. أعطاه الخديوي منحة دراسيّة ليتابع دروس الحقوق في فرنسا. فتوجّه الى مونبوليه حيث التحق بجامعتها لمدّة سنتين، ثم اكمل دراسة الحقوق في باريس لمدّة سنتين أخريين. ظلّ يرسل من باريس قصائد المديح في المناسبات للجناب العالي. عاد الى مصر سنة 1892 ودخل في معيّة الخديوي عبّاس حلمي، وانقطع اليه والى نظم الشعر ونال حظوة كبيرة . في سنة 1914، وبعد أن خلعت انكلترا الخديوي عبّاس حلمي بسبب ميله الى الأتراك المتحالفين مع ألمانيا، طلبت الى شوقي ، شاعره ، ان يترك مصر وأن يختار منفاه، فاختار اسبانيا وسافر اليها سنة 1915. بعد انتهاء الحرب عاد شوقي الى وطنه في أواخر سنة 1919 فوجد وجه مصر قد تغيّر ، فسارع الى التكيّف مع الوضع الجديد، فتوجّه في شعره نحو الشعب وقضاياه، فبايعه الشعراء العرب امارة الشعر سنة 1927 في أثناء حفلة تكريميّة برعاية الحكومة المصريّة. عرف عنه أنّه كان ضيّق الصدر بالنقد. له ديوان عنوانه «الشوقيات» يقع في أربعة أجزاء ويتضمن سيرته ومجمل شعره. وله مسرحيّات ستّ: هي: مصرع كيلوبترا – مجنون ليلى- قمبيز- علي بك الكبير- أميرة الأندلس- عنترة وهي من المآسي . كما ألّف ملهاة واحدة هي «ألستّ هدى». رحيل أحمد شوقي فى عام 1932 رحل شوقي عن دنيانا ، وقد كان شوقي يخشى الموت، ويفزع منه شديد الفزع ، كان يخاف ركوب الطائرة، ويرفض أن يضع ربطة العنق لأنها تذكره بالمشنقة ، وكان ينتظر طويلا قبل أن يقرر عبور الشارع ، لأنه كان يشعر أن سيارة ستصدمه فى يوم من الأيام ، وتحققت نبوءته ، وصدمته سيارة فى لبنان ، وهو جالس فى سيارته ، ونجا من الموت بأعجوبة . كما كان يخاف المرض ، ولا يرى صيفا أو شتاءا إلا مرتديا ملابسه الكاملة وكان يرتدى الملابس الصوفية فى الشتاء والصيف على السواء . وعندما مات الإمام الشيخ محمد عبده سنة 1905 م ، وقف على القبر سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم ، أرسل شوقي ثلاثة أبيات لتلقى على قبر الإمام ، يقول فيها: مفسـر أي اللـه بالأمس بيننـا قـم الـيوم فسر للـورى آية الموت رحمت ، مصير العالمين كما ترى وكل هـناء أو عزاء إلى فـوت هـو الدهـر مـيلاد فشغل فماتـم فذكر كما اتقى الصدى ذاهب الصوت شاعر مصري من الرواد الأعلام، ومن أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، نال لقب شاعر النيل بعد أن عبر عن مشاكل الشعب، فهو الشاعر الإنسان الذي احب الأدب والشعر، وعكف على مطالعة الكتب، كان يعشق المزاح والمداعبة، غيور على الأمة وشخصيتها ولغتها وهويتها، كريم معطاء؛ ولاسيما على الفقراء، تميز بعاطفة قوية ونفس فنية سمت به على أقرانه من أهل عصره، تناول شعره أشكالاً مختلفة وبرع في الأشعار الوطنية والرثاء، وينتمي الي طائفة الشعراء المتميزين الذين عرفوا بشعراء عصر الإحياء، مثل محمود سامي البارودي، واحمد شوقي وغيرهم. ولد محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس المشهور باسم حافظ إبراهيم في مدينة ديروط بمحافظة أسيوط في صعيد مصر في الرابع والعشرين من شهر فبراير عام 1872م من أبٍّ مصري وأمٍّ تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل، توفي والداه وهو صغير، وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا في شمال مصر وهناك أخذ حافظ ابراهيم يدرس في الكتاتيب. وبعد أن خرج من عند خاله هام على وجهه في طرقات مدينة طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919م، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب حافظ بالشاعر الكبير محمود سامي البارودي، وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق بالمدرسة الحربية في عام 1888م وتخرج فيها عام 1891م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري الذي طرد منه بعد أن قامت القوات الإنجليزية باتهامه هو ومجموعة من الضباط والجنود المصريين بتدبير مؤامرة عليها وتأليف جماعة وطنية سرية، فقاموا بمحاكمته هو وزملائه وطرد من الجيش، ثم أعيد مرة أخرى للخدمة فعين بوزارة الداخلية عام 1894م، وفي عام 1911م أصبح رئيساً للقسم الأدبي بدار الكتب المصرية ثم عمل بعد ذلك محرراً بجريدة الأهرام. وفي عام 1932م توفي حافظ إبراهيم في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى اثنين من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به، وبعد مغادرتهما شعر بشدة المرض فنادي غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الأخير. حمل حافظ ابراهيم هموم الوطن والشعب فعبر عنها في الكثير من القصائد الشعرية، حيث اشتهر بوطنيته وقوميته، وارتبط شعره بالمناسبات على اختلاف أنواعها سواء رثاء أو مدح أو وصف، وقال عنه الشعراء والنقاد انه احكم الصياغة والأسلوب وأجاد بهما، وقد هزته الأحداث الوطنية التي مرت على بلاده في الفترة التي عاصرها مثل حادثة دنشواي، كما اثر فيه ظهور الكثير من الشخصيات الوطنية الحاملة لهموم الوطن امثال مصطفى كامل وسعد زغلول. ومن أهم الاعمال الادبية التي ابدعها شاعر النيل حافظ ابراهيم "الديوان"، و"البؤساء" وهي عبارة عن ترجمة لرائعة الاديب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو و" ليالي سطيح في النقد الاجتماعي" ، و"في التربية الأوّلية"، و"الموجز في علم الاقتصاد". وقد غنت له كوكب الشرق ام كلثوم قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها" والتي لحنها الموسيقار العملاق رياض السنباطي ويقول فيها حافظ: وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحـدي أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائض عقــدي إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أوليات ومجـدي أنا إن قدر الإله ممات ِلا ترى الشرق يرفع الرأس بعـدي |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة iP4wn ; 03-03-2010 الساعة 02:13 PM
|
03-03-2010, 02:02 PM | #3 | ||||||||||
|
اهم الشخصيات تميم البرغوثي .. قصائد الواقع الفلسطيني اعر فلسطيني موهوب، نشر قصائده في عدد من الصحف والمجلات العربية كأخبار الأدب، والدستور، والعربي القاهريات، والسفير اللبنانية، والرأي الأردنية والأيام والحياة الجديدة الفلسطينيتين، تعتبر قصائده تجسيدا للواقع المرير والفوضى التي تشهدها الساحة الفلسطينية. ولد الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي في القاهرة عام 1977م، وهو ابن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي والكاتبة المصرية رضوى عاشور، حصل تميم على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من "جامعة بوسطن" بالولايات المتحدة وعمل محاضرا بالجامعة الأميركية بالقاهرة، ثم عمل ببعثة الأمم المتحدة في السودان وكتب مقالاًت أسبوعية عن التاريخ العربي والهوية في جريدة "الديلي ستار" اللبنانية الناطقة بالإنجليزية لمدة عام من 2003م الي عام 2004م، وله عدة مقالات منشورة في عدد من الصحف العربية والمصرية، وقد اشتهر من خلال برنامج أمير الشعراء الذي أذيع على تلفزيون أبو ظبي. له أربعة دواوين مطبوعة هي: "ميجنا"، عن بيت الشعر الفلسطيني برام الله عام 1999م وهو ديوان منشور باللهجة الفلسطينية، و"المنظر"، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2002م وهو ديوان منشور باللهجة المصرية، و"قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف"، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2005م وهو ديوان منشور باللهجة المصرية، و"مقام عراق"، عن دار أطلس للنشر بالقاهرة عام 2005م وهو ديوان منشور باللغة الفصحى وله ديوان اخر بمشاركة الشاعرين حمزة كاشقري وأيمن بادحمان. والف تميم كتابين في العلوم السياسية هما "الوطنية الأليفة" - الوفد وبناء الدولة الوطنية في ظل الاستعمار، وكتاب آخر باللغة الانجليزية عن مفهوم الأمة في العالم العربي. وعرف تميم بحضور القدس الدائم في شعره وانتصاره لقضية شعبه، ومن قصائده التي اشتهرت بشكل واسع قصيدة في القدس إضافة إلى عدد من القصائد الأخرى منها: "أمر طبيعي"، و"أمير المؤمنين" وهي قصيدة مدح فيها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني و"الليل" وهي قصيدة ارتجلها في الحلقة الأخيرة من البرنامج، وكانت قصيدة "في القدس" هي الأوفر حظا من حيث الاهتمام على الصعيد النقدي والادبي والانتشار الجماهيري الواسع وهي التي ضمنت لتميم هذه المنزلة بين غيره من الشعراء وهذه الحظوة لدى جمهوره العربي. والقصيدة هي مذكرات ليوم واحد زار فيه تميم المدينة، وكان أول ما فاجأه حينما زارها الجنود الإسرائيليون وكونه ممنوعا من دخول المدينة بسهولة، ولكن القصيدة تنتهي بجملة على لسان المدينة العتيقة "لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه.. في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت". وقد كان لهذه القصيدة مع تميم قصة ، فقد كتبها قبل مشاركته ببرنامج أمير الشعراء الذي اذيع على قناة أبو ظبي الفضائية والذي كان منبرا أذاع من خلاله القصيدة، وقد كتبها بعدما فشل في الوصول إلى المسجد الأقصى لصلاة الجمعة حيث كان عمره أقل من 35 سنة وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع ذلك لدواع أمنية فكتب هذه القصيدة متأثرا بذلك ونشرتها إحدى الصحف وظلت مغمورة ولم يهتم بها أحد إلى أن طفت على السطح بعد إذاعتها في ذلك البرنامج. وفي قصائد تميم البرغوثي تجد صور لجنود إسرائيليين في المناطق الفلسطينية وأمة إسلامية صورها على أنها غزال خائف من ترك مخبئه كي لا يموت والشرطة تشتبك مع الطلاب في المظاهرات المعادية للحرب في القاهرة، ولكن هناك أيضا صورة لطفل تمكن من الخروج من مخبئه ويدعو الغزال لفعل الشيء نفسه مذكرا إياه بأيام الحرية المجيدة، وهناك أيضا روائح وأصوات وقصص قديمة من وسط القاهرة الإسلامية والفقر المدقع والحكم السلطوي. توماس إليوت شاعر، وناقد، ومفكر بريطاني أمريكي من أشهر شعراء الحداثة الغربيين، تعتبر قصيدته الأرض الخراب من أهم أعماله ومن أهم القصائد التي خلدها الأدب الغربي، وكان صاحب مكانة متميزة بين أدباء عصره. ولد الشاعر الانجلو أمريكي توماس ستيرنز أليوت في عام 1888م، ونشأ في سانت لويس في الولايات المتحدة الأميركية وتلقى تعليمه الجامعي من عام 1906م إلى عام 1915م في جامعة هارفارد الأمريكية ، و جامعة السوربون الفرنسية، وجامعة أكسفورد في بريطانيا. استقر اليوت بعد ذلك في إنجلترا وحصل على الجنسية البريطانية، وكان اليوت من أسرة معروفة من إحدى السلالات البريطانية القديمة ذات الجاه و الثراء، وكان هو مع أدبه في انجلترا من رجال الأعمال الناجحين في ميدان النشر، واشتهر أول أمره بعد نشرِه منظومته الرائعة الأرض المقفرة في عام 1922م، كما عرف بمسرحيته "مقتل في الكنيسة"، وقد توفي هذا الشاعر في عام 1965م. وكان إليوت واحدا من أكثر الشعراء جرأة و إبداعاً في القرن العشرين وسار بمنهج شعري رصين يتمثل في رؤيته بأن الشعر ينبغي أن يستهدف تمثيلاً حقيقياً لتعقيدات الحضارة الحديثة في اللغة وهذا التمثيل بالضرورة يؤدي إلى صعوبة الشعر. وتعتبر قصيدة "الأرض الخراب" من أهم أعمال اليوت وقد صار عملاً كلاسيكياً بين قمم الأعمال الكلاسيكية, لا ينكر احد قيمته وان كان لا يزال, حتى يومنا هذا, عصياً على الفهم تماماً, وبالتالي عصياً على الترجمة وهي تصوّر عالماً تشاؤمياً وتنقل تعبيراً عن رعب مذهل يصاحب البحث عن عوالم أخرى بعيدة، وتقول بدايتها: "نيسان (ابريل) أقسى الشهور, فهو ينبت/ الزنابق من الأرض الميتة, ويمزج/ الذكرى بالرغبة, ويجعل/ الجذور الخاملة تنبض بأمطار الربيع (...)". ومن أقواله اليوت المأثورة : " المرأة يجب أن تثير حولها جواً من الغموض.. بحيث تجعل الرجل متشوقاً إلى اكتشاف سر هذا الغموض.. ولن يكتشف ذلك طوال عمره " . وكان "توماس إليوت" هو الذي قام بصياغة مصطلح المعادل الموضوعي في دراسته عن مسرحية "هاملت" لـ "شكسبير" والتي نشرت في عام 1919م، حيث قال "إليوت": "إن الطريقة الوحيدة للتعبير عن عاطفة ما في الفن أو بالفن هي العثور على "معادل موضوعي" أي على مجموعة من الأشياء المنتظمة أو على موقف أو على سلسلة من الأحداث التي يصير أي واحد منها هو "الصياغة" الفنية لتلك العاطفة بالذات بحيث تستثار تلك العاطفة على الفور حينما تقدم تلك الحقائق الخارجية، وهي التي ينتهي دورها بمجرد تلقيها أو بمجرد ممارستها ممارسة حسية". وقد كان لظهور الشاعر توماس اليوت تأثير كبير على النقد العربي وقد عرض نظراته النقدية في طائفة من مؤلفاته ثم طبقها في قصيدته المشهورة "الأرض اليباب" حيث اهتم اليوت بالتراث الأدبي العالمي وضمنه شعره ومقاطع من روائع التراث الغربي وهو يثبت هذه المقاطع بلغتها الأصلية، فاقتبس من إلياذة هوميروس ومن إنيادة فرجيل ومن جوته ودانتي الإيطالي في الكوميديا الإلهية ومن الشعر الرمزي الفرنسي، وشعر بودلير خاصة. وكانت ثقافته الواسعة معينة له في إيراد هذه المقتبسات وذهب كذلك إلى دراسة النص الشعري بمعزل عن المؤثرات الخارجية من أي نوع كانت، وقد اتسم شعر إليوت بالغموض، ولكنه غموض العمق لا غموض البلاغة اللفظي والزينة، كما اتسم بالإفراط في العقلانية وغياب العلائق المنطقية، واستخدامه بإفراط، ولكنها صور عسيرة على التصور، ولابد من إمعان النظر فيها لتكشف عن مدلولاتها. وقد اضطره هذا المنهج إلى التضحية بالشكل الشعري المتوارث في سبيل التعبير عن المحتوى، فظهر على يده ما عرف بالشعر الحر، العاري عن الوزن والقافية، وهذا اللون من الشعر لقي رواجًا لدى طائفة من الشعراء العرب المحدثين والمعاصرين. فيكتور هوجود ديب وشاعر ورسام فرنسي، من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، اشتهر بأعماله الروائية، حيث ترجمت إلى كثير من اللغات، وتعد رائعته "البؤساء" من أشهر أعماله وهي قصة تتناول جوانب إنسانية بحتة تحدث بها هوجو عن الحب، والحرب، والطفولة المفقودة. ولد فيكتور هوجو في بيسانسون في إقليم دوبس شرقي فرنسا في عام 1802م، وهو الابن الثالث لجوزيف هوجو، الذي كان يعمل ضابطا في جيش نابليون، وصوفيا تريبوشيه وكانت ابنة لضابط في البحرية. عندما ولد هوجو كانت الحياة الزوجية لوالديه تواجه بعض المشاكل ولكنهما لم ينفصلا رسمياً إلا حين بلغ هوجو السادسة عشر من عمره، وعندما كان في الثانية أخذته والدته للعيش معها في باريس في حين كان والده يؤدي الخدمة العسكرية، وقد أحب فيكتور مدينة باريس وأطلق عليها اسم "المكان الذي ولدت فيه روحي". تلقى فيكتور هوجو تعليماً جيداً في الأدب اللاتيني، ودرس الحقوق، ولكن بقدوم عام 1816م كان قد ملأ دفاتره بالقصائد الشعرية والمسرحيات، وفي عام 1822م نشر أول ديوان شعري تحت عنوان "أناشيد وقصائد متنوعة" وقد لقي هذا الكتاب ترحيباً جيداً ونال عليه مكافأة من الملك لويس الثامن عشر، وفي العام نفسه تزوج من صديقة طفولته أديل فوشيه. واستمر هوجو في كتابة النثر والشعر والدراما والمقالات السياسية، واشتهر كأحد الكتّاب الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم "الكتّاب الرومانسيين"، وكان هوجو طوال حياته معارضا ومناهضا لعقوبة الإعدام، وقد عبر عن موقفه هذا في أعماله الأدبية وكتاباته الأخرى، وفي شهر مارس من عام 1831م نشر روايته الشهيرة "أحدب نوتردام" التي وضحت موقفه ومفهومه المناهض لعقوبة الاعدام. وقد لاقت هذه الرواية نجاحاً عالمياً ومنحت هوجو مكانة هامة في عالم الأدب الفرنسي، وفي ديسمبر من عام 1851م، وبعد أن استولى لويس نابليون على السلطة في فرنسا ونصب نفسه امبراطورا عليها، نظم هوجو حركة مقاومة ولكنها باءت بالفشل فترك فرنسا مع عائلته وعاش في المنفى حتى عام 1870م، وأثناء إقامته في المنفى نشر هوجو أعمالا أدبية كثيرة كان أهمها وأشهرها رواية "البؤساء"، وعاد هوجو إلى فرنسا كرجل دولة وكأديبها الأول، وانتخب نائبا عن باريس في فبراير من عام 1871م ولكنه استقال في مارس بعد وفاة ابنه شارل. أسس فيكتور هوجو "جمعية الأدباء والفنانين العالمية" وأصبح رئيساً فخرياُ لها في عام 1878م وقد قيل انه اسلم في يوم 6 سبتمبر من عام 1881م في منزله بباريس، وفي الثاني والعشرين من مايو عام 1885م توفي فيكتور هوجو على إثر مرض عضال أصاب رئتيه ودفن تحت قوس النصر في مدفن العظماء إكراما له كاديب مثل قلب فرنسا وروحها. ومن أقوال فيكتور هوجو الخالدة : "الرجل هو البحر والمرأة هي البحيرة فالبحر تزينه اللآلئ والبحيرة تزينها مناظرها الشاعرية الجميلة، الرجل نسر يطير في الجو ويحكم كل ما تحته، أما المرأة فهي بلبل تغرد وعندما تغرد هذه المرأة تحكم القلوب، الرجل له مصباح هو الضمير والمرأة لها نجم هو الأمل، الرجل ملتصق بالأرض والمرأة دائما بالسماء". ومن اهم الاعمال التي تركها الاديب الفرنسي الكبير: "أحدب نوتردام" والبؤساء" و"رجل نبيل"، و"عمال البحر"، و"آخر يوم في حياة رجل محكوم عليه بالإعدام"، و"دهري حسين"، و"ثلاثة وتسعين يوما"، ومسرحيته "مجنون كرومويل"، ورواية لوكر يس بورجيا ". هذا وتعد رواية البؤساء من اشهر اعمال فيكتور هوجو وهي قصة تتناول جوانب إنسانية بحتة تحدث بها هوجو عن الحب و الحرب والطفولة المفقودة والسجن الذي أضاع حياة بطل القصة "جان فالجان" لسبب تافه وهو بحثه عن لقمة العيش، كما تحدث في الرواية عن نابليون بونابرت والشباب البونابرتي الديمقراطي. عبد الرحمن الشرقاوي شاعر ومؤلف روائي ومسرحي، وكاتب تراجم إسلامية، وهو أحد كبار رواد حركة التجديد الشعري العربية في نهاية الأربعينات، وهو أيضا أحد كبار رواد الاتجاه الواقعي الاجتماعي النقدي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، وأول من كتب المسرحية الشعرية العربية مستخدماً الشعر الحديث الذي كان أحد رواده، وواحد من أبرز الأدباء الذين عملوا بالصحافة ووصلوا إلي أرفع مناصبها، أثرت كتاباته علي المناخ السياسي والثقافي والفكري في مصر والعالم العربي من خلال دفاعه عن الديمقراطية والعدل الاجتماعي. ولد عبد الرحمن الشرقاوي في 10 نوفمبر من عام 1920م بمحافظة المنوفية شمال مصر ، تلقى تعليمه في كتاب القرية ثم أنتقل إلى المدارس الحكومية حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول في عام 1943م وبدأ حياته العملية بالمحاماه ولكنه هجرها ليعمل في الصحافة في مجلة "الطليعة" ثم مجلة "الفجر" وعمل بعد ثورة 23 يوليو 1952م في صحيفة "الشعب" ثم في صحيفة "الجمهورية"، بعد ذلك شغل الشرقاوي منصب رئيس تحرير روزاليوسف وعمل بعدها في جريدة الأهرام ، كما تولي عدد من المناصب الأخرى منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي وأمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب. تأثر الشرقاوي بالحياة الريفية حيث كانت القرية المصرية هي مصدر إلهامه، الامر الذي ظهر جليا في روايته "الأرض" التي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير حمل نفس الاسم وأخرجه الفنان الكبير يوسف شاهين عام 1970م. ومن أشهر ألاعمال المسرحية التي ابدعها الشرقاوي "الحسين ثائرا" "مأساة جميلة" وهي عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد كما كتب مسرحية "الفتى مهران" و " النسر الاحمر" و "أحمد عرابي". وعلاوة علي إبداع عبدالرحمن الشرقاوي في المجالين المسرحي والروائي فإنه يعتبر فارس من فرسان الشعر الحديث أو ما يسمي الشعر الحر، فهو صاحب القصيدة الطويلة الشهيرة "من أب مصري إلي الرئيس ترومان" والتي عبرت عن مرحلة جديدة من الوعي القومي وجعلت منه مع أعمال أخري رائدا في هذا المجال ويقول الشاعر أمل دنقل أن عبد الرحمن الشرقاوي هو "رائد الشعر الحر الأول في مصر حيث أن قصيدته الشهيرة من أب مصري للرئيس ترومان هي الوثيقة الشعرية الأولي التي أعلنت ميلاد هذا الاتجاه". وقال عنه الدكتور عبدالعزيز شرف: "تظهرنا الرؤية الابداعية في ادب عبدالرحمن الشرقاوي على خصائص ثلاث يصدر عنها فيما يكتب ويبدع ونعني بها الاصالة او الجدة في العواطف المعبر عنها، الوضوح في التعبير عن هذه العواطف، اخلاص الاديب المبدع، او شدة العواطف التي يعبر عنها"، مضيفا: "في تقديرنا ان الشرقاوي يسعى في ادبه الى الوصول للحقيقة في بحث دؤوب شاق، يجعل تفكيره اساسا لاسلوبه، ذلك ان التفكير هو الذي يبدع الدينامية والدرامية في بناء الكلام وافكار الاديب، والشرقاوي اديب تميز بنتاج ادبي - رغم تنوعه - يكشف عن هذا السعي الحثيث للكشف عن الحقيقة، سواء توسل بالشعر او القصة او المسرحية النثرية والشعرية، او الدراسة الادبية". وكانت هذه القصيدة من أوائل الأعمال التي تنبهت إلي السيطرة الأمريكية الوافدة إلي عالمنا العربي لترث الإمبراطورية البريطانية الغاربة وما تزال هذه القصيدة حتى بعد مرور أكثر من خمسين عاما علي نظمها تعبر عن الدور التخريبي لأمريكا في العالم عامة وفي عالمنا العربي بوجه خاص وتسخر بعض مقاطعها من العربدة الأمريكية وما تثيره في العالم من اضطرابات ومحن علاوة علي إشارتها للنهم الأمريكي تجاه البترول العربي . وفي مجال التراجم الإسلامية كتب عبدالرحمن الشرقاوي "محمد رسول الحرية" و "الفاروق عمر" و "على إمام المتقين" و"الصديق اول الخلفاء" و"عثمان ذو النورين"، وقد حصل الاديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي على "جائزة الدولة التقديرية في الآداب" في عام 1974م والتي تسلمها من الرئيس الراحل محمد انور السادات، كما منحه معها "وسام الآداب والفنون" من الطبقة الأولي. وقد توفي هذا الشاعر والأديب والصحافي والمفكر الإسلامي الكبير في العاشر من شهر نوفمبر من عام 1987م. جبران خليل جبران شاعر، واديب، وفيلسوف لبناني امريكي، عالج الأمور بمنطق إصلاحي استوحاه من فهمه الخالص لتعاليم الأديان السماوية، وشرائع الشعوب الحرة، توجه إلى الإنسانية جمعاء مخاطباً النفس البشرية في جميع نزعاتها وأهوائها في كل زمان ومكان، داعياً إلى الإصلاح والعدالة، كان فيلسوفا يسبر غور الوجود، وينفذ إلى حقائق الإنسان ويكتشف عظمته وطاقته على التغيير والخلق والإبداع، زكان ثائرا ضد الاستغلال والتسلط والاستعباد، وضد الطائفية والتعصب، كما كان وطنيا يرفع راية الحرية والكرامة والوحدة الوطنية. ولد جبران خليل جبران في أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 يناير عام 1883م وكان والده راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته "كميلة"، وهي من عائلة متدينة، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا، ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب. ولم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون والقوا القبض عليه وأودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء، ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل. وصلت العائلة إلى نيويورك في 25 يونيو عام 1895م ومنها انتقلت إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة، وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها. واهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، وبدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية، وبدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. كان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق. وكان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، والأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به، وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها، وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية، ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته من أجل إتقان اللغة العربية. وفي عام 1898م وصل جبران إلى بيروت وهو يتحدث لغة إنجليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا، فالتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية، ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته، وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا، وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال. تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سويا فيما وضع جبران رسومها، وبقيا يعملان بها معا حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر عام 1902م. توالت بعد ذلك الازمات على جبران حيث توفيت شقيقته وتبعها شقيقه ثم والدته بالإضافة إلى أزمة من نوع آخر كان يعيشها جبران، حيث كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنجليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ولكن انجليزيته كانت ضعيفة جدا ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب، وزاد من عذابه ان الفتاة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج منها، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنجليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل بمفرده، في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني. وأخيرا تعرف جبران علي امراة اسمها ماري هاسكل، فبدات مرحلة جديدة من حياة جبران، حيث كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا، فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنجليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك، فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنجليزية مباشرة، وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنجليزية. وفي عام 1908م غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك، ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني. وفي عام 1910م اقترح جبران على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب، ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، ووعدته بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة. وانتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته، وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير، وفي عام 1923م نشر كتاب جبران باللغة الإنجليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب. وبقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912م رسالة معربة فيها عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا. وتوفي جبران في 10 ابريل من عام 1931م في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين من عمره و نقل جثمانه إلى بلدته بشري حيث استقبله الأهالي واصبح ضريحه متحفا ومقصدا للزائرين. ومن اهم الاعمال التي تركها جبران "دمعة وابتسامة"، و"الأرواح المتمردة"، و"الأجنحة المتكسرة"، و"العواصف"، و"البدائع والطرائف" وهي مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة ومن مقالاته "الأرض"، و نشر في مصر عام 1923م ومن مؤلفاته باللغة الانجليزية "النبي" وهو مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم إلى ما يزيد عن 20 لغة "المجنون"، "رمل وزبد"، و"يسوع ابن الانسان"، و"حديقة النبي"، و"أرباب الأرض"، و"السابق" و"آلهة الأرض"، و"التائه". عباس العقاد .. عملاق الادب العربي أديب وشاعر كبير يعتبر يعد أحد أقطاب الفكر والأدب في العالم العربي في عصره، كان من أهم المدافعين عن الإسلام والوطن ويتجلى ذلك في أعماله الكثيرة التي تناول فيها عظماء الإسلام، وكان صاحب نظرية في الشعر تقوم علي مراعاة الصدق، وتحقيق الوحدة العضوية، والتعبير عن الذات والاهتمام بالعقل والفكر إلي جانب القلب والعاطفة، فاستحق بذلك لقب عملاق الأدب العربي. ولد عباس محمود العقاد في مدينة "أسوان" جنوب مصر في يوم الجمعة الثامن والعشرين من يونيو عام 1889م وكان أجداده يعملون في صناعة الحرير، فعرفوا بذلك اللقب العقاد؛ الذي يطلق على من يعقد الحرير، ونشأ الطفل الصغير في أسرة متدينة في بيت ريفي قديم وتلقى مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية، ولما بلغ السابعة من عمره ألحقه والده بمدرسة أسوان الابتدائية، وبين جدران هذه المدرسة ظهرت عليه علامات الذكاء والنبوغ حيث كان مدرس اللغة العربية يعجب به إعجابًا شديدًا، كلما طالع كراسته في الإنشاء. وفي احد الأيام، وبينما كان عباس في الفرقة الرابعة الابتدائية، إذ بالشيخ محمد عبده الذي كانت له مكانة كبيرة في ذلك الوقت يزور المدرسة، فيطلعه مدرس الإنشاء على موضوع كتبه عباس، فأعجب الشيخ به إعجابًا شديدًا وقال: ما أجدر هذا الصبي أن يكون كاتبًا بعد، فكانت هذه الجملة التي قالها الشيخ محمد عبده حافزًا قويًّا لعباس العقاد في ذلك الوقت المبكر، جعلته يسلك طريق الكتابة دون سواها. وفي الشارع الذي كان يقع فيه منزل الأسرة، كان عباس يستمع إلى القصص الخيالية من كبار السن، فكانت هذه القصص سببًا في تفتح مواهبه الأدبية والشعرية وإثراء خياله، فأنشد الأناشيد قبل أن يبلغ العاشرة، ونمت مواهبه الأدبية أكثر وأكثر إذ كان والده يصطحبه عصر كل يوم إلى جلسات الشيخ أحمد الجداوي الأدبية، وكان عباس أحيانًا يذهب إلى هذه الجلسات بمفرده ليعرض على الشيخ الجداوي ما كتبه من موضوعات الإنشاء. وكان والده محمود أفندي يقتني بعض المجلات الشهيرة في ذلك الوقت مثل "العروة الوثقى" و"الأستاذ" لـعبد الله النديم خطيب الثورة العرابية التي أعجب بها الصغير، وتأثر بصاحبها تأثرًا شديدًا. وكانت أسوان مدينة سياحية يأتي إليها السائحون، ويختلطون بأهلها، فأتيحت الفرصة لعباس ليتحدث معهم ويختلط بهم، كما تهيأت له الفرصة لكي يتقن اللغة الإنجليزية حيث كانت تدرس العلوم باللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية في ذلك الوقت، فقرأ عباس في الأدب الإنجليزي كثيرًا، وأصبحت له حصيلة أدبية كبيرة. وخلال تلك الفترة المبكرة من حياته، أخذ الصبي يحلم كثيرًا، ففكر أن يتم تعليمه بالمدرسة الحربية، أو يدرس علم النبات والحيوان، وظل الفتى يتمنى تحقيق تلك الآمال وهذه الأحلام إلى أن تخرج في المدرسة الابتدائية وحصل على شهادتها عام 1903م الا ان والده رأى أن يكتفي بما حصل عليه من العلم وأن يعين في الوظيفة الحكومية فلم يجد الفتى بُدًّا من أن يطيع والده. ومكث في البيت في انتظار الوظيفة تحقيقًا لرغبة والده وأفراد أسرته، وطال انتظاره، فتطوع بالتدريس في المدرسة الإسلامية الخيرية بأسوان، لكن والد العقاد استطاع بعد فترة أن يوظفه بأربعة جنيهات بالقسم المالي بمدينة قنا عام 1904م، وفي أثناء عمله بالصعيد كان هو وبعض زملائه الموظفين من أنحاء قنا يعقدون الندوات الأدبية لإلقاء الزجل ومقطوعات الشعر التي ينظمونها، ثم انتقل العقاد في نفس العام إلى مدينة الزقازيق، وأخذ يتردد على القاهرة كل أسبوعين لينهل من ندواتها الأدبية ويقتني منها الكتب القيمة. وفي عام 1906م استقال العقاد من وظيفته بعد أن ملَّ منها؛ فذهب إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنائع، ثم تركها وعمل بمصلحة البرق، وكان يسكن في حجرة يستأجرها ببضعة قروش يضع فيها كل ما يملك من كتب قديمة كان يشتريها من حي الأزهر العتيق، وتتعثر أحوال عباس العقاد المادية، ويعجز عن مواجهة أعباء الحياة، حتى إيجار الحجرة التي كان يسكن فيها أصبح يمثل له مشكلة كبيرة، فاضطر إلى الرحيل إلى بلدته أسوان تاركًا كتبه ومتاعه في الحجرة، فمكث هناك مدة قصيرة، ولما عاد إلى القاهرة مرة اخرى، تمكن من العمل بجريدة الدستور مع المفكر الإسلامي الكبير محمد فريد وجدي عام 1907م بمرتب قدره ستة جنيهات، واستطاع أن يجري حديثًا صحفيًّا مع الزعيم سعد زغلول، وكان وقتها وزيرًا للمعارف ، فأحدث ضجة صحفية كبيرة، وفي عام 1909م تعطلت صحيفة الدستور فاضطر محمد فريد وجدي أن يبيع كتبه ليسدد بها أجور العمال وأصحاب الديون. وافترق عباس العقاد عن الكاتب الإسلامي بعد صحبة استمرت عامين، واضطر عباس العقاد هو الآخر لبيع كتبه ليشتري بثمنها حاجاته وطعامه على أن يشتري غيرها بعدما يجد عملاً وتتحسن الظروف، لكنه مرض فقرر السفر إلى أسوان، وهناك كان يقضي كل وقته في المطالعة والكتابة إلى أن استعاد صحته، فعاد إلى القاهرة مرة أخرى وكان ذلك في عام 1911م واشترك في تحرير جريدة البيان، والتقى فيها بالكثير من الأدباء والشعراء أمثال: طه حسين، وعبد الرحمن شكري، والمازني.. وغيرهم من حملة الأقلام. ولفتت كتابات العقاد أنظار الكاتب المشهور في ذلك الوقت محمد المويلحي مدير قسم الإدارة بديوان الأوقاف، فاختاره مساعد كاتب بالمجلس الأعلى بقلم السكرتارية، ثم عمل في جريدة المؤيد لصاحبها في ذلك الوقت الصحفي الكبير أحمد حافظ عوض، وقام بتحرير الصفحة الأدبية فيها، ووكان عمره لا يتجاوز الخامسة والعشرين. وفي أثناء فترة عمله بهذه الجريدة وبالتحديد في عام 1914م قام الخديوي برحلة في الوجه البحري ليجمع الصفوف حوله ليستعيد شعبيته وصحب معه أحمد حافظ عوض ليصوغ كتابًا عن هذه الرحلة يسميه كتاب الرحلة الذهبي، وفوجئ العقاد الذي كان ينوب عن أحمد عوض أثناء غيابه بالجريدة، بمحاولات لإغرائه بالمال ليشترك في تحرير هذا الكتاب الذي يهلل للخديوي ويشيد به، في حين كان العقاد يهاجم الخديوي في كتاباته، فغضب لكرامته، وترك المؤيد إلى غير رجعة مفضلاً الجوع على النفاق. وكتب العقاد فصولاً نقدية في مجلة عكاظ مع الشاعرين المازني وعبد الرحمن شكري من عام 1912م إلى عام 1914م ولكنه خرج من عمله بالأوقاف بتدبير من رجال الخديوي، فعاد إلى البطالة والحاجة، وعاد إلى بلدته أسوان يستجير بها عام 1914م وظل ببلدته يكتب الشعر والخواطر. وبعد عام 1916م عمل بالتدريس في المدارس الحرة، هو وصديق عمره إبراهيم عبد القادر المازني حتى اندلعت ثورة 1919م فشملت البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وخلال تلك الفترة عمل العقاد بجريدة الأهرام، ***ر قلمه للدفاع عن الثورة ورجالها، فتركت مقالاته أثرًا كبيرا في نفوس المصريين، وكانوا ينتظرونها بشوق ولهفة. وقال عنه الزعيم سعد زغلول: أديب فحل، له قلم جبار، ورجولة كاملة، ووطنية صافية، واطلاع واسع، ما قرأت له بحثًا أو رسالة في جريدة أو مجلة إلا أعجبت به غاية الإعجاب. وفي شتاء عام 1921م عاوده المرض، فعاد إلى بلدته أسوان التي يستجير بها دائمًا كلما نزلت به محنة، وفي تلك الفترة نشر كتاب الديوان الذي أصدره بالاشتراك مع المازني وهاجم فيه الشاعر أحمد شوقي هجومًا شديدًا. بعث عباس العقاد في نهضة مصر الأدبية روحًا جديدًا، وأسهم في النضال الوطني، فكان قلمه أقوى سلاح، وقد استعان به سعد زغلول لمناصرته والدفاع عنه، فظل العقاد يدافع عن حزب الوفد المصري بعد وفاة سعد زغلول، ويفضح الفساد؛ ففي سنة 1930م صاح صيحته المشهورة في مجلس النواب -وكان عضوًا به- قائلاً: إن الأمة على استعداد أن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه، فاعتبروا قولته هذه ضد الملك فؤاد، فحكم عليه بالسجن تسعة أشهر. وظل العقاد يدافع عن وطنه وعن الإسلام دفاعًا شديدًا، وكتب العديد من الكتب عن عظماء الإسلام، فكتب عن محمد -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق، وعمر وخالد بن الوليد، وعثمان بن عفان، كما كتب "الفلسفة القرآنية والإسلام في القرن العشرين"، و"حقائق الإسلام وأباطيل خصومه"، و"ما يقال عن الإسلام". والعقاد شاعر كبير من مجددي الشعر في النهضة الأدبية الحديثة، وعرف هو وصديقاه الشاعران المازني وعبد الرحمن شكري بأنهم أصحاب مدرسة الديوان وأصدر العقاد نحو عشرة دواوين من الشعر منها "وحي الأربعين"، كما أن له العديد من الدراسات والبحوث في كافة المجالات الأدبية والاجتماعية والسياسية، وفي عام 1956م تمَّ اختياره عضوًا "بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب"، وفي عام 1960م كرمته الدولة فمنحته "جائزة الدولة التقديرية للآداب" تقديرًا منها لجهوده في مجال الفكر والأدب. وفي عام 1964م توفي عملاق الأدب عباس العقاد، ورحل عن عالمنا بعد أن ترك ثروة أدبية ضخمة لأجيالنا القادمة، وبعد أن دافع بقلمه وفكره عن الإسلام والمسلمين. |
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة iP4wn ; 03-03-2010 الساعة 02:47 PM
|
03-03-2010, 02:05 PM | #4 | ||||||||||
|
ربنا يرحم الجميع |
||||||||||
|
03-03-2010, 02:30 PM | #5 | ||||||||||
|
موضوع يستحق التثبيــــــــت... |
||||||||||
|
03-03-2010, 02:43 PM | #6 | ||||||||||
|
موضوع راااااااااائع بجد بس محتاج وقت عشان اقرأه |
||||||||||
|
03-03-2010, 02:59 PM | #7 | |||||||||||||
|
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
يريت تقراه هوه مفيد جدا شكرا للمرور |
|||||||||||||
|
03-03-2010, 04:27 PM | #8 | ||||||||||
|
تم اضفه اهم الشخصيات (الموضوع متجدد بستمرار) |
||||||||||
|
03-03-2010, 05:47 PM | #9 | |||||||||||
|
شكرا ليك يا برنس اقتباس:
|
|||||||||||
|
03-03-2010, 07:24 PM | #10 | ||||||||||
|
موضوع متميز جداااا والله :) |
||||||||||
|
03-03-2010, 07:37 PM | #11 | ||||||||||
|
مــوضــوع متميز من شخص متميز |
||||||||||
|
03-03-2010, 08:36 PM | #12 | ||||||||||
|
أعجبنى في سيرة هذان الشاعران الكبيران عندما خاطب شوقى حافظ وقال له : أبياتاً ثلاثة قال فيها: يا ساكني مصر إنــا لا نزال على عــــــــــــهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا هلا بعثتم لنا مــن ماء نـــــــهركم شيئاً نبل بـــــــــــــه أحشاء صادينا كل المناهل بعد النيل آســـــــــــنة ما أبعد النيل إلا عــــــــــــــن أمانينا فأجابه حافظ بهذه الأبيات: عجبت للنيل يدري أن بلـــــــــبله صــــاد ويسقي ربا مصر ويسقينا والله ما طاب للأصحاب مـورده ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينا لم ننأ عنه وإن فـــــارقت شاطئه وقـــــد نأينا وإن كـــنا مـــــــقيمينا فهذا الرقى في الخطاب والرقى في التعامل والحديث وما اعذب كلمات الشاعرين فهى تخرج من المنبع الاصلى للكلمات احييك خوى على مهاراتك الابداعيه |
||||||||||
|
03-03-2010, 09:37 PM | #13 | ||||||||||
|
شكرااااااااا |
||||||||||
|
04-03-2010, 02:54 AM | #14 | ||||||||||
|
موضوع رائع بس المشكله انو طويل و عايز وقت عشان يتقري انا قريت نصه |
||||||||||
|
04-03-2010, 02:59 AM | #15 | ||||||||||
|
موضوع ممتاز جدا جدا |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
احمد شوقى (خاص بالمسابقة) | ™(Harry potter)™ | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 13 | 30-01-2014 07:42 PM |
حقيقة العلاقه بين ذاكرة كارت الشاشه وحجم الشاشه | 3ashek El7ozn | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 4 | 23-12-2010 09:45 AM |
سلسله: السفر عبر الزمن حقيقه ام خيال(كل يوم حلقه من حقيقه ام خيال ان شاء الله) | Red_knight | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 0 | 26-08-2010 07:51 PM |
العلاقه بين الحب والجنون | TheLionKing | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 4 | 24-08-2009 09:00 PM |