القـسـم الإسـلامـى الـعـام [ قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم يهتم بثقافتنا الإسلامية فقط ] [ نرجوا عدم التطرق للأمور التي تضر الدين وعدم الافتاء بشي غير موثوق وعدم المساس بأى دين أخر ] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
16-08-2013, 04:09 PM | #1 | ||||||||||
|
الحمدلله اللطيفِ الرؤوفِ المنانْ، الغني القويِ السلطانْ، الحليمِ الكريمِ الرحيمِ الرحمانْ، الأولِ فلا شئ قبله والأخرِ فلا شئ بعده، والظاهرِ فلا شئ فوقه، والباطنِ فلا شئ دونه، يعلمُ ماكانَ وما يكونُ وما لم يكنْ لو كانَ كيف يكونْ، أرسي الأرضَ بالجبالِ في نواحيها وأرسلَ السحابَ الثقالَ بماءٍ يحييها ثمَّ قضي بالفناءِ علي جميعِ ساكنيها، ليجزيَ الذين أساؤا بما عملوا ويجزيَ الذين أحسنوا بالحسني، أحمدُهُ عزّ وجلّ وأشكرُه ومن مساويِ عملي أستغفرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، جلّ عنِ الأشباهِ والأمثالْ وتقدَسَ عنِ الشركاءِ والأضدادْ، لا مانع لما أعطي ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد، وأشهد أن سيدَنا وحبيبَنا وإمامنا وقدوتَنا وأسوتَنا محمدٌ رسولُ الله عِترتُه خيرُ عِترة، وسيِرته خيرُ سيرة، وشجَرتهُ خيرُ شجرة نبتت في حرمٍ وبسقت في كرمْ، أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيرا، ففتّح الله به أعيناً عميا وأذاناً صما وقلوباً غلفا، فصلواتُ الله عليه وعلي آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسانٍ إلي يومِ الدين أما بعد ربّنا سبحانه وتعالى يقول : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ لو أنّ المسلمين جميعًا اعتصموا بِحَبل الله، وحبل الله هو القرآن، لو أنّ المسلمين طبَّقُوا أحكامه، وقفوا عند حُدوده، وأحلُّوا حلاله، حرَّموا حرامه، ائْتمروا بأمْرِهِ، انْتهَوا عمَّا عنه نهى، لو أنّ المسلمين تفهَّموا كلام الله عز وجل، وطبَّقُواه في حياتهم، في بيوتهم، في أعمالهم، في علاقاتهم، في مسرَّاتهم، وفي أحزانهم، وفي زواجهم، في تِجارتهم، حتى في نزهاتهم، حتى في كلّ نشاطات حياتهم، لو أنّهم اعتَصَموا بِكِتاب الله لائتلفَتْ القلوب، وتوحَّدَت المشاعر، ولتَعَاونَ المسلمون، وكانوا قوّة كبيرة، وليس شيءٌ يُضْعِفُ المسلمين كالتنازع والتحاسُد والبغضاء، والطَّعْن والتنابذ، وما إلى ذلك. أيها الإخوة الكرام، دقّقوا في هذه الآيات التي أتْلوها على مسامعكم، يقول الله عز وجل: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)﴾ الاختِلاف والتفرّق، والتباعُد سببُ هلاك الأمّة، وسبب ضَعْفها، سببُ تمكينِ عدوِّها من رِقابها، قال تعالى:: ولا تكونوا كالذين تفرَّقوا....عذاب عظيم " دقِّقُوا في هذه الآية الثالثة أيْ أنت يا محمّد بريءٌ منهم، أنت بريءٌ من انتمائهم إليك، هم لا ينتمون إليك، أيُّ إنسانٍ يريد أن يفرّق بين المسلمين، وأن يُشتّتَ جَمْعَهم، أن يفرِّق كلمتهم، أنْ يوقِعَ بينهم العداوَة والبغضاء، أن يجعلهم فشرَقًا متنافسة، أن يعلهم جماعات دينِيَّة متعادِيَة، أيّ إنسانٍ يسلك هذا السُّلوك فالنبي عليه الصلاة والسلام بريءٌ منه بِنَصّ القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)﴾ [ سورة الأنعام ] الآية الرابعة، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [ سورة الشورى ] أعيدُ هذه الفِكرة مرّات كثيرة، ما من وقتٍ أتى على المسلمين هم في أمسّ الحاجة إلى التعاوُن والتناصُر، والتفاهم، وترْك الخلافيّات، والائتِلاف حول الأُصول، وأن يعذُر بعضهم بعضًا، وأن يلتمِسَ بعضهم لبعض العذر، ما من وقتٍ المسلمون في أمسّ الحاجة إلى التعاون والتفاهم والتكامُل من أجل أن يقفوا سدًّا منيعًا أمام أعدائهم كهذا الوقت. أيها الإخوة الكرام، هذه بعض الآيات الكريمة التي وردَت في القرآن الكريم، والتي تجعلُ من وحْدة المسلمين إيمانًا،و تجعلُ من فرقتهم كفرًا وعِصْيانًا، هذه الآيات الكريمة في مُجْملها يؤكِّد أنّ وحدة المسلمين فرضٌ حَتْميّ عليهم، وأنّ الفرقة جريمةٌ يقترفونها، وهم لا يشعرون. أيها الإخوة الكرام، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ((خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ)) [ رواه الترمذي ] قوله: إنّي أقمتُ فيكم مقام رسول الله فينا، هذه إشارة دقيقة إلى أنّ العلماء من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من حيث الوظيفة يقومون بِتَبليغ الناس، والعلماء لا يرْقون عند الله عز وجل إلا إذ انطبَقَت عليهم الآية الكريمة، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾ [ سورة الأحزاب ] هؤلاء الذين أناط الله بأعناقهم، أمانة التبليغ، وأمانة التَّبيين. أَيُعْقلُ أن نختلف لأحداثٍ وقعَت من قبل ؟ ألا تكفينا هذه الآية الكريمة: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)﴾ [ سورة البقرة ] لماذا ننْقُل خلافات قديمة إلى حياتنا المعاصرة ؟ هؤلاء الذين اختلفوا لعلّهم لمْ يختلفوا، ولعلّهم إذا اختلفوا اجتهدوا، ولعلّ الله يُثيبهم على اجتهادهم، ولعلّ القصص كانت فيها مبالغةً كبيرة، ما يعنينا من التاريخ إلا الموعظة، أما أن ننْقل التاريخ إلى حياتنا اليوميّة، ونجعلهُ عقبَةً كؤود في سبيل اللّقاء، والتفاهم والتحابب والتعاوُن، والتكاتف، فهذا ليس من المنطق في شيء، وليس من العقل في شيء، إذًا ((عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ)) [ رواه الترمذي ] والحديث الذي رواه الترمذي وه ومعلوم لديكم جميعًا: ((عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ)) [ رواه الترمذي ] يعني المؤمنون لا يستحقُّون نصْر الله لهم، لا يستحقُّون معاونة الله لهم، لا يستحقُّون أن يمدّهم الله بِقُوَّةٍ من عنده، لا يستحقُّون أن ينصرهم على عدوّهم إلا إذا كانوا متفاهمين، متعاونين، متلازمين. أيها الإخوة الكرام، في حديث ثالث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((فعَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعًا فَأَعْطَانِي ثَلَاثًا وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَجْمَعَ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ كَمَا أَهْلَكَ الْأُمَمَ قَبْلَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا)) [ رواه أحمد ] العلماء قالوا الأمّة الإسلاميّة معْصومةٌ بِمَجموعها، والنبي عليه الصلاة والسلام معْصومٌ بِمُفردِهِ، لذلك لا تجتمع أمّتي على ضلالة، حيثما اجْتمعَ المسلمون على رأيٍ، وطبعًا المقصود بالمسلمين هنا خاصتهم، وعلماؤُهم، وأولوا الحلّ والعقْد فيهم، وليس عامَّتهم، فالعامّة كما قال الله عز وجل: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)﴾ [ سورة الأنعام ] أيها الإخوة الكرام، من فارَقَ الجماعة شِبْرًا فماتَ فميتَتُهُ جاهِلِيّة، هذا الذي يفارق الجماعة، وينسَحِبُ من المجتمع، ولا يَعنيه أمْرُ المسلمين، ولا تشْغلهُ هموم أمّته الكبرى، هذا الإنسان بعيدٌ عن تمثّل روح الإسلام التي بثَّها النبي عليه الصلاة والسلام في أصحابه الكرام، ويَكفينا أيها الإخوة أنّ النبي عليه الصلاة والسلام هذه سنَّتُهُ، هذه كلّها أحاديث صحيحة فالمسلم اخو المسلم، أيُّ مسلمٍ كان، أنت أخٌ لأيِّ مسلمٍ، دون تفرقةٍ، دون تعصُّب، دون تقوقعٍ، دون انْزِواءٍ، دون توهُّمٍ، المسلم أخو المسلم ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وكيف بِكُم إذا أعْلمكم النبي عليه الصلاة والسلام أنّ إيمانكم رهْنٌ بِمَحبتكم، وأنّه إذا كان الحبّ منعدم، فالإيمان منعدم، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) [ رواه البخاري ] وفي رواية أخرى أن تكره لأخيك ما تكره لنفسك علامة إيمانك أن تحبّ لأخيك ما تحبّه لنفسك، علامة قربك من الله عز وجل أن تشعر بانْتِمائِكَ لِمَجموع المؤمنين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُ)) [ رواه مسلم ] أرأيتم إلى هذه الأحاديث التي يجعلُ النبي عليه الصلاة والسلام من الإيمان، أو من الحبّة للمؤمنين شرطًا للإيمان، فمن نُزِعَتْ محبّة المؤمنين من قلبه فقد نُزِعَ الإيمان من قلبه، ومن سلكَ سبيلاً يفرّق به بين المؤمنين فقد سلكَ سبيلاً لا يُرضي الله ورسوله على وجه الإطلاق. أيها الإخوة الأكارم، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْنَا هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً قَالَ لَا إِلَّا مَا كَانَ فِي كِتَابِي هَذَا فَأَخْرَجَ كِتَابًا مِنْ قِرَابِ سَيْفِهِ فَإِذَا فِيهِ (الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ أَلَا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ بِعَهْدِهِ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَى نَفْسِهِ أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)) [ رواه النسائي ] ما هذا المجتمع المتكامل ؟ المسلمون هم سواسِيَةٌ عند الله عز وجل، إن كان هناك مراتب دُنْيوِيَّة يرتفعُ بعضهم فيها على بعض فهذه المراتب لا قيمة لها عند الله عز وجل، لأنّه رُبَّ أشعث أغبر ذي تمرين مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه، ((الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ)) أدناهم كأعلاهم، بهذه الأخلاق الاجتماعيّة، بهذا الحبّ، بهذا التعاوُن، بهذه المودَّة، بهذا الصَّفاء، بهذا الإخلاص، بهذا التكاتف، فتَحَ المسلمون العالم، فلمّا تفرَّقوا وتباغضوا وتحاسَدوا، وطعنَ بعضهم بِبَعض، ومزَّقتْهم الفُرْقة صاروا كما تروْن في مؤخِّرة الرّكب. أيها الإخوة الكرام، لازلنا مع سنّة النبي عليه الصلاة والسلام، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ)) [ رواه البخاري ] البغض مشاعر قلبيّة، فكيف ينهانا النبي عليه الصلاة والسلام عنها ؟ المَقصود أيها الإخوة، لا تفْعل فِعْلاً يُبْغضُكَ أخوك عليه، لا تفعلُ أسباب البغضاء، كُنْ وَدُودًا، كُنْ صريحًا، كنْ مُعْتذرًا إذا أخطأْتَ، إذا فعلْتَ فِعْلاً يُسبّب البغضاء فكأنَّك عصَيْتَ النبي عليه الصلاة والسلام، إياك ان تفعلَ مع أخيك فِعلاً يحملهُ على البغضاء، ويحملُهُ أن يبغضَكَ بهذا الفعْل، إن أبغضَكَ فأنت المُلام، وأنت المُسبّب. ولا تحاسدوا ؛ لا تُظْهر ما عندك، لا تتِهْ على إخوانك، لا تخرج بِزينتك لا تُفْسِد ذات البَيْن، لا تجعل الألمَ يأكل قلوب الفقراء، لا تعْلو على الناس ((لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا)) لا تفْعَلْ، ولا تنطِقْ، ولا تتكلّم بِكلمةٍ من شأنها تجعل أخيك يُبْعدُ عنك، يُديرُ ظهرهُ لك، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ)) [ رواه البخاري ] من الكبائر أن يهْجُر المؤمن أخاه المؤمن، هذا من الكبائر، فكيف مَن يدْعو بِهجران المؤمنين ؟!! أيها الإخوة الكرام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)) [ رواه البخاري ] إياك والظنّ، أن تبني الحِقْد على ظنّ، أن تبني القطيعة على ظنّ، أن تبني الكراهيَة على ظنّ، إيّأكم والظنّ فإنّ الظنّ أكذبُ الحديث، لا بدّ من ان تبني مواقفك على حقائق، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)﴾ [ سورة الحجرات ] ولا تحسَّسُوا، والتَّحَسُّس كما تعلمون تقصُّد الأخبار الطيّبة، فيها فُضول (( وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا)) ؛ لا تتصيَّد الأخبار الطيّبة ولا السيّئة، المسلم الحقّ مَشغول بإصلاح نفسه عن الناس، طوبى لِمَن شغلهُ عَيْبُهُ عن عيوب الناس، ومن حُسن إسلام المرء تركهُ ما لا يعنيه، ((وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا)) المنافسة على الدنيا، إذا باع الرجل على بيع أخيك، أو بيعًا بيْعًا خُلَبِيًّا ليأخذ سِعرًا مرتفعًا، هذا هو بيْعُ النَّجَش، والمقصود من النّجش بشَكلٍ واسع، التنافس على الدنيا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)) [ رواه البخاري ] وقد أجمعَ العلماء على أنّ الهدف من هذا الحديث هو أنّ كلّ عمل أدَّى إلى الحسد فالأوّل هو الآثم، وكلّ عملٍ أدّى إلى الحسد فالذي يفعلهُ هو الآثم، وكلّ عملٍ أدّى إلى البغضاء فالذي يفعله هو الآثم، وهكذا. وقد وصفَ النبي عليه الصلاة والسلام مجتمع المؤمنين وصْفًا رائعًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)) [ رواه مسلم ] أيْ التقوى ليْسَت بالمظهر، ولا بالهيئة، ولا بالقُشور، ولكنّ حقيقة التقوى قلبٌ سليم من الغشّ، من الحسد، من البغضاء، من الكِبْر، من العُجْب ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ يكفيك عملاً شِرِّيرًا، يكفيك أن تقعَ في أشرّ الأعمال أن تحقر أخاك المسلم، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)) [ رواه مسلم ] العِرْضُ هنا مَوْطن المدح والذمّ في الإنسان، كلّ المسلم على المسلم حرام إذا امتنعَ بعض المسلمين عن سَفْك دماء بعضهم بعضًا، وامتنعوا عن أكل أموالهم فما لهم ينْهشون في أعراضهم ؟ عِرْضُ المسلم سُمعتهُ، عِرْضُ المسلم إيمانه، عِرْضُ المسلم استقامته، عِرْضُ المسلم مكانته، فإذا طعنتَهُ في إيمانه، أو استقامته، أو شكَّكْتَ في إخلاصه، فقد نهَشْتَ عِرْضهُ وأنت لا تدري ((كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)) وفي حديث آخر من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ)) [ رواه أحمد ] التفاهم، التعاوُن، الحبّ، الإخلاص، أن يعذر بعضنا بعضًا أن يُسامح بعضنا بعضا، أن يلتمس بعضنا للبعض العُذر، ولو سبعين مرَّة، ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ)) [ رواه أحمد ] لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدّين، هناك سُلوك لا يدمِّرنا، ولكن يُدمِّر ديننا، يدمِّرُ سعادتنا، يدمِّرُ قوّتنا، يدمّر مستقبلنا، يدمِّر آخرتنا، سيّدنا عمر حينما أصابتْهُ مصيبة قال: الحمد لله ثلاثًا، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ؛ وهذه أكبر نِعمة، أن لا يُصاب الإنسان في دينه، ولكن فساد ذات البيْن وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنّها الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدّين، يعني إذا أردْت لهذا الدِّين أن يضْمَحِلّ إذا أردْت لهذا الدِّين أن ينتهي، إذا أردْت لهذا الدِّين أن ينْهار، إذا أردْت لهذا الدِّين أن يُقوّض فأفْسِد ذات البيْن، إن أفسَدْتَ ذات البيْن أفْسَدت الدّين كلّه، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدّين. وفي حديث آخر، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّ مَوْلَى الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ )) [ رواه الترمذي ] أرأيتم إلى هذه الأحاديث الشريفة ؟ لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى. وفي حديث آخر، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((ثَلَاثَةٌ لَا تَرْتَفِعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ)) [ رواه ابن ماجه ] رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ؛ عبادته جيّدة أما معاملته سيّئة، فإذا أمَّ القوم فهم له كارهون، إذا كنت إمامًا، فلا بدّ أن تكون أمام القوم في أخلاقك الإماميّة تقتضي الأمامِيَّة، في تواضعك، وفي صبرك، في إحسانك، أما إذا أممْت قومًا وهم لك كارهون، هذه الصلاة لا تُرفعُ فوق رأس المصلّي شبرا واحدًا، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ لا تُرفع صلاتها فوق رأسها شبرًا، وموطن الشاهد من هذا الحديث: وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ أخوان متقاطعان، أخوان متدابران، أخوان متباغضان، أخوان متحاسِدان، أخوان متطاعِنان، يطعنُ بعضهم بِبَعض، أخوان ليسَا متفاهِمَين بِعِلَّة الحسد. أيها الإخوة الكرام، بقيَ حديثان شريفَان ؛ الأوّل عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ)) [ رواه أبو داود ] والحديث الآخر ؛ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ )) [ رواه مسلم ] فالشيطان لا يستطيع أن يأتِيَ المسلمين عن شمائلهم، أي لا يستطيعُ أن يُقنِعَهم بمَعصيَة الله، الطريق مُغلق، ولا من أمامهم ؛ يزيّن لهم شيئًا مخالفٌ لدِينهم، ولا من ورائهم، ولكنّ الشيطان له مع المؤمنين مَدْخلٌ واحِد، عن أيمانهم ؛ مِن جِهَة الدّين، يأتي الشيطان لِشَيءٍ من فُروع الدِّين الجزئيَّة، ويُكَبِّرُها فيَجعلها أصلاً من أُصول الدِّين، ويُقيم الدنيا ولا يُقعدُها، يُفتِّتُ الأمّة، ويجعلها تتمزَّق، يُقيم بينها العداوة والبغضاء، هذا فِعْل الشيطان، لذلك الاتِّحاد فريضة، والتفْرِقَة جريمة، فحينما يُشَتِّتُ الإنسان المؤمنين، يُمَزِّقُ وحدتهم، يلقي بينهم العداوة والبغضاء، يجعلهم شِيَعًا، هذا فعلُ الشيطان، ومن فعَلَ هذا الفِعْلَ فقد تلبَّس بِفِعل الشيطان، عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ )) [ رواه مسلم ] فكونوا أيها الإخوة على حَذَر، كونوا مُتَيَقِّظين، المؤمن كيّس حذِرٌ فطِن لا ينبغي أن تنطوي عليكم خِطَط أعداء المسلمين، الوَحْدة الوحدة، التعاوُنَ التعاوُنَ، الإخلاص الإخلاص، الحبّ الحبّ، التسامح التسامح، هذا الذي ينقضُنا من أعدائنا، وهذا الذي يرضي ربّنا، وهذه الآيات بين أيديكم، وأكثر من عشرين حديثًا صحيحًا تؤكِّدُ على وحدة المؤمنين، وعلى تعاوُنِهم وعلى تآزرهم، وعلى تسامحهم، وعلى تبادل المنافع بينهم. أيها الإخوة المؤمنون، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزِنوا أعمالكم قبل أن توزَنَ عليكم، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا، فلْنتَّخِذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني. وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين، وأشهد أنّ سيّدنا محمدًّا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمَّد صاحب الخلق العظيم. |
||||||||||
|
16-08-2013, 04:13 PM | #2 | ||||||||||
|
|
||||||||||
|
16-08-2013, 04:19 PM | #3 | ||||||||||
|
خطبة جميلة تســلم إيدكـ يثبت للساعة 12 |
||||||||||
|
16-08-2013, 05:33 PM | #4 | ||||||||||
|
اية الحلاوة دي تسلم |
||||||||||
|
17-08-2013, 12:36 AM | #5 | ||||||||||
|
تــم وضع الــخطبة بــ بالمواضيع المميزة للقسم :) |
||||||||||
|
17-08-2013, 02:13 AM | #6 | ||||||||||
|
خطبهـ جمدهـ تسلمـــ |
||||||||||
|
17-08-2013, 02:21 AM | #7 | ||||||||||
|
جزاك الله كل خير |
||||||||||
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
خطبه يوم الجمعه | Mostafa Mosaad | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 2 | 17-11-2016 01:30 AM |
خطبه يوم الجمعه | Mostafa Mosaad | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 0 | 19-08-2016 09:33 PM |
خـــــاص بالمســابقه ( خطبه الجمعه ) القرآن .. يا أمة الإسلام | ☜ ĂиTaKą ☞ | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 7 | 11-11-2013 10:22 AM |
خطبه الجمعه الرائعه للشيخ محمد العريفى | ea_soft | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 2 | 10-02-2013 09:00 AM |