لـــــــمـــــاذا تـــــكـــــرهـــــون مــــــــــصـــــــر ؟

[King_Cribo]

مــــــــــــــــــــصــــــــــــــــــــر

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا ورسولنا الكريم محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، أما بعد :

السيدات والسادة من مختلف الجنسيات العربية لقد تخيرت عنوان حديثى استناداً إلى شعار المنتدى العام - نقاشات وحوارات " نقاشات ساخنه بين الأعضاء وهناك حريه في التعبير لن تجدها في أي منتدى آخر على الأنترنت مثل الاتجاه المعاكس و شعارنا حرية الرأي و الرأي الآخر (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه) " .

وبداية يجدر بى التنويه إلى جزئية صغيرة وهى أن الحديث عن مواضيع " الكره " أو " الحب " أو ما شابه هو حديث ينتمى بالدرجة الأولى لفرع العلوم الإجتماعية ، ومن المعروف أن هذه النوعية من العلوم ليس بها صحة مطلقة أو حقيقة مسلمة وبالتبعية ليس بها خطأ مطلق أو إقرار بعدم صحة شئ بكامل الدرجة [ 100% ] ، لذا فالأمور كلها عند الحديث فى هذا الفرع من العلوم نسبية تحتمل الصحة أو الخطأ ، فقد تميل معظم الأراء إلى صحة أمر معين ومع مرور الوقت تزداد الأراء والأصوات التى تؤيد صحة هذا الأمر فشيئاً فشيئاً تصبح صحته حقيقة مسلمة وبنفس المنطق إذا كان الأمر على النقيض واتفقت نسبة كبيرة على خطأ الأمر أو عدم صوابه .
لذا فإن كل الأعراف والتقاليد والموروثات الاجتماعية من الأجداد والأسلاف كانت أمور اجتماعية تتم بين الناس فى تعاملاتهم كان البعض يؤيدها والبعض لا يؤيدها ومع مرور الوقت وحسب ازدياد الآراء المؤيدة أو غير المؤيدة يتكون التقليد أو العرف ويصير قانونا أو حقيقة ملزمة أو لا على حسب ما ذهبت إليه ومالت إليه الأراء .

وفى فلك هذا المنطق بالأساس يدور موضوعى وسؤالى " لماذا تكرهون مصر ؟! " - وكما نوهت فإن هذا الموضوع نسبى بمعنى أنه ليس هناك إجماع على حب مصر أو كره مصر - ، المصريون [ معظمهم ] باتت لديه قناعة لا يخامرها شك أنهم غير مرغوب فيهم وأن الجميع يكرههم من الجنسيات الأخرى - أقصد الجنسيات العربية - وهذه القناعة بدأت بمجرد إحساس وشعور صاحبته كلمات وأفعال حولت هذا الشعور مع مرور الوقت إلى حقيقة واقعة ومسلم بها .

دعونى أتحدث عنى أنا عن تجربة شخصية فى بعض من البلدان العربية - دون تسمية - منذ أن كنت صغيراً عندما كان سنى يقف على حدود العشر سنوات كان الأطفال أقرانى من هم فى نفس سنى يكيلون لى الشتائم والتهكم ويقولون " المصرى ...... " ، هذا ...... لأنه مصرى " وكأنهم يعيرونى لأنى [ مصرى ] وفى كثير من الأحيان كنت أدخل فى تشابكات بالأيدى وعراك وكأنى فى معركة الحرب فيها من أجل البقاء ، ورجاءاً لا يقول لى أحد هؤلاء أطفال ، لأن المصيبة هنا أكبر ، الطفل بطبعه لن يهاجم بهذه الشراسة التى كنت أواجهها ، فلابد أن هذا الطفل بداخله مكنونات تبلورت وترسبت من الأخرين الذين يحتك بهم من هم أكبر منه سناً .... المهم أن هؤلاء الأطفال الذين كنت أدخل معهم فى معارك ومقارعات بعد فترة من الزمن نصبح أصدقاء جيدين وجيدين جداً ولكن بالطبع ليس معهم جميعاً ، فيظل البعض على قناعته " بأنى مصرى ...... " ولماذا لا أعرف ن وما هى القناعة أو الصورة المرسومة التى تنمو داخل هلاء الأطفال عن مصر لا أعلم ، هل قتلت مصر أباءهم ، هل رملت أمهاتهم ، هل سرقت أقواتهم .... لا أعلم .

نفس الموقف تكرر معى من بلد عربى لأخر فى 3 بلدان تشرفت بزيارتها والمكوث فيها ردحاً من الزمن .
كان أصدقاء والدى يسافرون لمختلف البلاد العربية هذا فى .......... وآخر فى ......... وثالث فى .........ورابع فى ....... و ....... و........ و........ كانت أحاديث أغلبهم أو قناعتهم تتحدث عن " كره " أو " عدم حب " من معظم أهل البلد التى تواجدوا بها حتى وإن لم يكن بلفظ مباشر فقط تكفى مجرد نظرة أو همسات متوارية ، والذين لم يسافروا خارج مصر يشاهدون ما يحدث فى المقابلات الرياضية من تعدى على المصريين وسباب جماعى ويتساءلون لماذا كل هذا السباب والتعدى الهمجى ؟ ، يتساءلون لما يُعامل المصرى وكأنه شئ أقل ، وكأنه كائن غير بشرى .

أتساءل ما الجرم الذى ارتكبته مصر كى تُعامل هكذا ورجاءاً لا يقول البعض أنى أبالغ ،فلست مبالغاً ، فهناك الكثير من الإساءات والألفاظ التى تُقال وتُفعل لا يليق ذكرها أو ألإشارة إليها هنا ، هل اعتدت مصر على حدود دولة عربية واغتصبتها منها ، هل استولت على أموال دولة عربية أو سطت على مقدراتها ، هل كان بيدها أن تقدم شيئاً لعربى ومنعته عنه ، هل أذلت لا سمح الله عربياً وقف على بابها ..!

أتساءل لماذا قامت تليفزيونات وإذاعات عربية من عرض الأعمال المصرية فيها سواء كانت أفلاماً أو مسلسلات أو أغنيات سواء كانت قديمة أو جديدة ؟ وهذا اتجاه دولة " حكومة " عربية مسلمة ، تريد محو الهوية المصرية العربية من مذكرة شعب لأجل قطعة جلد مستديرة !!! وبالطبع لازال فى هذا الشعب من هم على علاقات طيبة بمصريين ويقدرونهم والعكس أيضاً صحيح .

هل زيارة السادات لإسرائيل وابرامه لاتفاقية السلام هى القشة التى قسمت ظهر البعير وجعلت من المصريين عملاء وخونة فى نظر كثير العرب . إن كان ذلك هو السبب ، فلماذا وقعت بلدان عربية أخرى اتفاقيات مع إسرائيل ولماذا تواجد تمثيل دبلوماسى اسرائيلى فى بلدان عربية غير مصر ، ولماذا أجمع العرب على مبادرة السلام العربية

أكرر التنويه مرة أخرى الأمر نسبى " ليس الكل " .. بعيداً عن التجمل الدبلوماسى أريد جواباً شافياً هل هذا حقيقى ، أو أنه مجرد توهم ، وإن كان توهم فما السبب الذى يجعل أغلب شعب كبير كالشعب المصرى يتوهم ذلك ....... أجيبونى لماذا تكرهون مصر ؟!