الموضوع: وصف الجنه
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-2009, 11:31 AM   #2

TR0Y55
عضو مجتهد



الصورة الرمزية TR0Y55


• الانـتـسـاب » Mar 2009
• رقـم العـضـويـة » 56589
• المشـــاركـات » 151
• الـدولـة » !* Mў ♥ Ŀΐ₣ε *!
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
TR0Y55 صـاعـد

TR0Y55 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى TR0Y55

افتراضي وصف الجنة 2



1- وعن أبى سعيد أيضاً رضى الله عنه, عن النبى r قال: » إن فى الجنة مائة درجة ولو أن العالمين اجــتمعوا فى إحداهن وسعتهم »] رواه أحمد [.

2- وعنه أيضاً رضى الله عنه قــال: قال رسول الله r:» إن المتحابين لتُرى غــرفهم فى الجنة كالكوكب الطالع الشرقى أو الغربى, فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون فى الله عز وجل »

] رواه أحمد [.
3- عن عائشــة رضى الله عنها قالــت: » جاء إلى النبى r فـقــــال: يا رسول الله, والله إنـــك لأحب إلىّ من نفــــــسى, وإنك لأحب إلـــىّ من أهلى, وأحــب إلىّ من ولدى, وإنى لأكون فى البــيت فأذكرك فـــما أصبـــر حتى آتيك فأنظر إليك, وإذا ذكرتُ مـــوتى وموتك عرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رُفعْتَ مع النــــبيين, وإنى إذا دخلتُ الجنة خـــشيت أن لا أراك, فلم يرد علـــيه النبى r حـــتى نزل جبريل بهذه الآية )وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا(] النساء:69 [»] رواه أبو نعيم وقال الإمام المقدسى: إسناده لا بأس به [.
4- عن عمرو بن العاص رضى الله عنه, أنه سمع النبىr يقول: » إذا ســمعـتم المؤذن فقـــولوا مــثل ما يقول, ثم صلوا علىّ, فإنه من صلى علىّ صــلاة واحدة صلى الله عليه عشئراً, ثم سلوا لى الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة لا ينبغى إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو, فمن سأل لى الوسيلة حلّت عليــه شــفاعـــتى»] رواه مـــسلم وأبو داود والترمـــذى, وفى مسند أحـــمد عن أبى سعيد الخـــدرى رضى الله عنه قال:قال رسول الله r: » الوسيلة درجــة عند الله عز وجل ليس فوقــها درجة» قال ابن القــــيم: وسُمـــيت درجة النبىr الوسيلة لأنهــا أقرب الدرجات إلى عـــرش الرحمن, وهى أقــرب الدرجــات إلى الله, ومعــــنى الوســيــلة: الوصلة والقرب,وقـــال الفضيل: أتدرون لِــــمَ حسنت الجنة؟ لأن عرش رب العـــالمين سقـــفهــا, وقالَ ابن عـــباس رضى الله عنهما: »نور سقف مساكنكم نور عرشه ».
* الآن نحتـــاج إلى المعلومات التى توصل لها البـــــشر عن سعـــة الكون: 100 بليون – مليـــون مليون – مـــجرة, ومجــرتنا دَرْب التبـــانة بها 100 مليـــار نجم, والشمس التى هى مثل الأرض – الدنيا – مليون, 300 ألف مرة واحـــدة من تــلك النجـــوم, ومـــا بــين كل نجم ونجم 4 سنوات ضوئية, والسنة الضوئية 9.46 بليون كيلو متر, وقطر مــــجــــرة درب التــــبـــانــة 100 ألف سنة ضــــوئيــة وسماكتها 2000 سنة ضـــوئية, وبُعد ما بين كل مجرة عن الأخرى 5 ملايين سنة ضوئية.
كل هذا, هل هو شئ من السماء الدنيا؟ ولو فرضنا أن ذلك كل الســـــمـــاء الدنيا, وحــتــى لو كــان ذلك الســـمـــاوات الـــســبع, وقــد علمنـــا من الأحـــاديث أن السماوات السبع بالنســـبة للكرسى الذى وسع السماوات والأرض مثل حلقة فى صحراء, ثم الكرسى نسبته إلى العرش كنفس النسبة, حلقـــة إلى صحراء. ثم قد علمنا أن سقف الجنة عرش الرحمن.
* هل يمكنك الآن أن تدرك الوسيلة التى هى منزلة سيدنا مـــحمـــد r؟ وهل تُسَلَّم مــعى أن مُلك الله تعالى لا تدركــه العــقول؟ وهلْ يمكــــنك قبـــول أن الله تعـــالى لا يعجزه أن يعطى كل من يدخل الجنة مثل سعة مجرة من المجرات لأنه تعالى يقــــول: كن فيكون؟!!, وهل تفهم الآن كــيف يتـــراءى أهل الجنة المنازل والدرجـــات مثل الكوكب الغــابر أو الطالع فى الأفق؟!!, إن الله تعــالى لا يعجـــزه شئ ولكن عقـــولنا هى التى يُعجـــزها حتى الخيـــال, لذلك قال لنا على لســان رسوله r: »ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » حتى أصبحت هذه المعلومات العلمية عن الكون وعن الغيب مجرد خــيال, الغيب أكمل وأحـــسن وأجمل منه)وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ(] الأنعام: 91 [.
*** الدنيا والجنة فى كفتى ميزان***
5- عن سعـــد بن أبى وقاص عن النـــبى r قال: »لو أن ما يُقِلُّ – يحمل – ظفـــر مما فى الجنة بــدا لتــزخــرفت له مــا بين خَوافق السماوات والأرض, ولو أن رجلاً من أهل الجنة اطّلع فبــدا سِوَاره – حليته – لطمس ضـــوء الشــمس ضــوء النجـــوم»] رواه التـــرمذى وقـــال: حــديث حسن, وابن أبى الدنيا [.
6- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قــال رسول اللهr:»قيد – قدر – سَوْط أحــدكم فى الجنة خير من الدنيا ومـــثلها معهــا, ولقاب – قدر مقــــبض القوس – قوْس أحــدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها, ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلهــا معها, قلت يا أبا هريرة: مـــا النصيف؟ قال: الخمار». رواه أحمد, ورواه البخارى ولفظه: » لقاب قوس فى الجنة خيــر مما تطلع عليه الشمس أو تغرب». رواه الترمذى ولفظه: » موضع سوط أحدكم فى الجنة خــير من الدنيا وما فيها, واقرءوا إن شئتم:)فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(] آل عمران: 185[»] رواه الطبرانى وابن حبان فى صحيحه[.
7- عن بريدة رضى الله عنه» أن رجــلاً ســـأل النبى r فــقال: يا رســـول الله هل فى الجنة من خيل؟ قـــال: إن أدخلك الله الجنة فـــلا تشــاء أن تُحمل فــيــها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك فى الجنة حيث شئت, قال: وسأله رجل: فقال: يا رســـول الله هل فى الجنة من إبل؟ قال: فلم يقل ما قـــال لصاحبـــه قال: إن أدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك»] رواه الترمذى[.
8- عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قـــال: »جـــاء رجل من أهل الكتاب إلـــى النبىr فــقال: يا أبا القاسم, تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشـــربون؟ قال: نعم, والذى نفس محمــد بيــده إن أحدكم ليُعطى قــوة مــائة رجل فى الأكل والشرب والجماع والشهوة, قال: فإن الذى يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس فى الجنة أذى, قال: تكون حاجته رشحاً يفــبض من جلودهم كــرشح المسك فيضمـــر بدنه»] رواه أحمد, والنسائى, والحاكم, وقالوا: صحيح[.
9- عن عبد الله بن مسعـــود رضى الله عنه قال: قال رسول الله r: »إنك لتنظر إلى الطير فى الجنة فتشبهيه فيخرُّ بين يديك مشوياً»] رواه ابن عدىّ فى الكامل.
10- عن خالد الزميل أنه سمع أباه قال: » قلت لابن عباس: ما حُلَل الجنة؟ قال: فيها شجـــرة فيها ثمر كأنه الرمان, فــإذا أراد ولىُّ الله كســـوة انحــدرت إليه مــــن غصنهــا, فــانفلت عن ســـبعين حـــلة ألواناً بعـــد ألوان, ثم تنطبق ترجع كما كانت»] رواه ابن أبى الدنيا, ورَوَى عن كعب الأحبــار رضى الله عنه قال: »لو أن ثوباً مــن ثياب أهل الجنة لبس اليــوم فى الدنيــا لصــعق من ينظر إليــه ومــا حــملتــه أبصــارهم». وقــال ال***ى: طول الســرير فى السمــاء مــائة ذراع, فــإذا أراد الرجل أن يجلس عليــه تواضع له حت يجلس عليه, فإذا جلس عليه ارتفع إلى مكانه. وعن كثــير من مـرة رضى الله عنه قال: »إن من المزيد أن تمّر السحابة بأهل الجنة فــيقول: ماذا تريدون أن أمطركم؟ فــلا يتمنون شــيــئاً إلا أُمطروا». وقــال عطاء السلمى لمالك بن ديــنار: يا أبا يحيى شــوِّقنا, قــال: يا عطاء إن الجنة حوراء يباهى أهل الجنة بحسنها, أن الله تعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا من حسنها, فلــم يزل عطاء كــمداً من قــول مالك. وقــال سعيــد بن جبير: إن شهــوته لتجرى فى جســده سبعين عــامــاً يجــد اللذة. وعن أبى هــريرة رضى الله عنه عن رسول اللهr»أنه سئل: هل يمس أهــل الجنة أزواجهم؟ قال: نعم,والذى بعــثنى بالحق بذكر لا يملّ وفـرج لا يحفى وشهـوة لا تنقطع» روى كل ما سبق ابن القــيم فى كتابه القيم (حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح).
11- روى الطبــرانى وأبو نعــيم عــن أنس رضى الله عنه عن النبىr قال: »لو أن حــوراء بصــقت فى ســبعـة أبحر لعـذبت البحــار من عذوبة فــمـها, وخلق الحـور العين من الزعفران».
* قال ابن القيم فى حادى الأرواح: رب الدنيا والآخرة واحد, وهو الخالق للأسباب,ولهذا يقع التعجب من العبد لورود أفعاله سبحـانه على أسباب غير الأسباب المعــهودة المــألوفـة, وربما حــمله ذلــك على الإنكار والكفر, وذلك محــض الجــهل والظلم, وإلا فليست قــدرته سبــحانـه وتعالى مــقــصرة عن أســباب أُخــر ومسببات ينشئهــا, وكما لا تقصر قدرته فى هذا العالم المشهود عن أسبابه و مـــسبباته, وليس هذا بأهون عليه من ذلك. انتهى. وقال ابن قتيبة:كل ما فى الجنة من الأنهار والسرر والفرش والأكواب مخالف لما فى الدنيا من صنعة العــباد كما قال ابن عــباس: ليس فى الجنة شئ مما فى الدنيا إلا الأسمــاء. انتهى. وقال تعالى:)وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا(] البقرة:25[ قال ابن مــسعود وابن عــباس وجــمع من أصــحاب رسول الله r: متشابهاً فــى اللون والمرأى, وليس يشبه الطعم, يقول لهم الخدم: كلوا فــإن اللون واحد والطعم مـــختلف.وقال أبو عــبيدة فى قــول الله عز وجل:)قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا(]الإنسان :16[ أى قدروا فى أنفسهم شيئاً فجاءهم الأمر بحسب ما قدروه وأرادوه. قال ابن قيم الجوزية: وكيف يقُدر قدْر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراِّ لأحبابه, وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه, ووصف نعــيمــها بالفوز العظيــم, ومُلكها بالملك الكبــير, وأودعــها جــميع الخــير بحــذافــيره, وطهّرها من كل عيب وآفة ونقص.
* يقول الله تعالى:)قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ(]النساء:77[ ويقول تعالى): كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(]الرحمن:26[ والقليل: هو المعــدود والمحدود, فــحجم الدنيــا كمــا علمنا هباءة فى الكون المشــهود, والجنة سقفـــها عرش الرحمن, وما أدراك ما عــرش الرحمن ثم ما أدراك ما عرش الرحمن من السعة والقدرة. وما يُتَمَتّع به الناس فى الدنيا معدود؛ الأكل, والشرب, واللبس والثياب, والجـــماع والشـــهوة, والمــسكن,والمركب, وسائر مــا يتمتع به إنسان يمكن حصره وعدُّه, أما نعيم الجنة فهو مطلق لا حدود لنوعه وجنسه وكميــته وكيفيه, ولذاته وبقائه.)عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ(] هــود: 108) [لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ(] الواقــعــة:33[
) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ(]ق:35[)مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(]الزخرف:71[.
* وكل إنســان فى الدنيــا لا يستطــيع أن يتمـــتع إلا فى حدود اضطره خالق الدنيــا لذلك, فلو أن إنساناً غنياً يشتهى الأكل لن يأكل إلا قدر بطنه وشبعــه, مع ما يعانى من آثار أكل من كَــبَد ومشقة فى جــمعه وأكله وإخراجه, وكذلك اللباس, وكذلك الجــماع, وكذلك سائر المتاع, ثم إنه لابد أن ينام ويترك مـــا يشتهيه, بل يموت. ثم إذا تمتع بشئ من ذلك فــلا يتلذذ بالطعــام إلا وقتــاً قصـــيراً جــداً وبطرف لسانه فــقط, وإذا تمتع بشهــوة الجــماع فلوقت قصـــير جــداً وبطرف حشـــفة الذكر, وهكذا فى كل متاع الدنيا.
* ثم إن حواســه التى يدرك بها مــتاع الدنيا المحــســوس عددها قــليل معــدود, وقدرتها مــحدود, فــمثلاً لا يرى إلا ألوان الطيف الســـبعــة ولا يرى باقى الأطيــاف شــعاع الحمــراء وفوق البنفسجــية, وذلك من أطياف شــعاع الضوء الواحد. ثم يفقد قدراته شيــئاً فشيئاً كلما طال به عمره, وقد يــفقدها خلال عمره, فيـــعجز رغم أنه يملك أعراض الدنيــا. ثم هو بعد ذلك يموت فـــينتهى متاع الدنيا.
* ثم إن الإنسان فى الدنيا عليه العمل, والعبادة, ثم إن المصائب تلاحــقه, أو الخوف من أن تصيبــه, والحزن على فوات المرغوب, وأكدارها وهمــومها تترى, ولا تصــفو له لذة, فالأكـــدار فى تحــصــيلها مــألوفــة, والحسرات فى انقضائها مصحوبة, والأطماع لا تنقطع ولا تُسَـــدُّ, والآمــال لا تنام, والــنفس لا تشـــبع ولا ترعْـَــوِى, والوقت لا يتّسع, والقــدرات تَضْـــمحلّ ثم تتلاشى, والموت فى سباق والقبر ينتظر.
* وأما الآخرة فإن الله تعالى ينشئ النشأة الآخرة للنعيم اللامحدود ولا المعدود, من جوْهر مطلق لا يفنى ولا يبلى, على الكمـــال والجمــال الربانى, بقدرات غـــير محــدودة, بل قدرة فائقة العــدد والكيف, لأن النعيم فى الجنة يفوق العدد والكيف, خالية خلواً مطلقاً من أى كـــدر أو تعب, لا فى تحصـيلهــا, ولا فى التنعّم بها, ولا فى الخوف على فقدها أو نقـــصها, لا يصيبه فيها لمحة من ملَلَإِنَّ ) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (] الكهف:107, 108[.
* فى الآخرة وفى الجنة لا تعب, ولا مرض,ولا نوم, ولا مــوت, ولا خــوف ولا حــزن, ولا جــوع ولا عطش, ولا برد, ولا حرّ,ولا طمع ولا حسد, ولا براز , ولا بول, ولا حــيــض ولا عرق, ولا شـــغل وعمـــل, ولا عبـــادة, إنه النعيم المطلق والخـــالد, وبلا أدنى أدنى منغّص أو كـــدر)لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ( . ] ق:35[) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ(]الســـجدة: 17[ عن ابن عـــمر رضى الله عنهما قال: سئل رسول الله عن الجنة فقال: من يدخل الجنة يحـــيا لا يموت, وينعم لا يبأس, لا تبـــلى ثيابه ولا يفنى شـــبابه]رواه مسلم وأحـــمد والدارمى[. عن أبى هريرة رضى الله عنه قـــال : قال رسول اللهr »: إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر, والذين يلونهم على أشد كوكب درِّىّ فى السماء إضاءة, لا يبـولون, ولا يغـــوّطون, ولا يمتــخــطون, ولا يتـــفلون, أمشاطهم الذهب, ورشحهم المسك, ومجامرهم الألوّة – البـــخور – أزواجهم الحــور العين, أخــلاقـهم على خُلُق رجل واحــد, على صـــورة أبــيــهم آدم ســتون ذراعــاً فى السماء»]رواه البخارى ومسلم[.
*قدرات ولىّ الله المنـــعّم فى الجنة لا محـــدودية لها ولا مثيل لها فى الدنيـــا, فإذا كان فى الدنيا يرى كل هذه الألوان والجمــال من خلال أطياف الشعاع السبعة, فما بالك بمن يرى جمـــيع أطياف الشعـــاع؟ وما بالك بمن يرى مالا نهــاية له من أشعة غــيــر شعــاع الضـــوء المحســـوس فى الدنيا؟ وما تخــيّلك بمن يرى كل شئ فى جنتــه فى وقت واحد؟ فـــعن جــابر رضى الله عنه قــال: قال لنا رسول اللهr: » ألا أحــدثكم بغــرف الجنة؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله بأبينا وأمنا, قال: إن فى الجنة غرفاً من أصناف الجوهْر كله يرُى ظاهرها من والشـــرف مــا لا عين رأت ولا أذن ســمــعت»]حديث صحيح رواه البيهقى وعند الطبرانى والحاكم. وروى أحمد فى مسنده عن ابن عـــمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله r: » إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر فى ملكه ألْـــفَىْ سنة يرى أقــصـــاه كــمـا يرى أدناه يــنظر إلى أزواجه وخــدمه »] رواه أيضاً البيهقى. فهذا فى النظر وقِـــسْ عليــه كل نعـيــم, وهــذا مــعنى قوله تعــالى:)لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ](لواقعة:33[.

* ولىّ الله فى الجنة يعُطْــى الخلد والمُلْك, يُخْلق خلقًــا للتنعُّم, فـــلا معدة للهــضم, ولا أمعـــاء لمرور الطعام والإخـــراج, ولا كبــد, ولا جهــاز تنفّس, ولا, ولا…. فهو ليس من الطين يخلق, ولا يغذّى على ما يخرج من الطين, إنه يخلق من جوهر مطلق, وبنظام لحياة النعيم] جُرْد – ليس على أجـــسامهم شعر – مُرْد – ليس لهم لِحَى – كـــحل, لا يفنى شـــبــابهم, أبناء ثلاث وثلاثين[.
****
فصل: أدنى أهل الجنة منزلة
1- عن عبد الله بـــن مسعود رضى الله عنه قـــال: قال رسول الله r: » إنى لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها, وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة, رجل يخرج من النار حبْواً, فـيــقول له الله: اذهب فادخل الجنـــة, فيأتيـــها فيــخيّل إليه أنـــها ملأى, فــيرجع فيــقول: يارب وجــدتها مـــلأى, فيـــقول الله له: اذهب فــادخل الجنة, فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها, قال: فيقول: أتسخر بى وتضــحك بى وأنت الملك؟ قال: لقــد رأيت رسول الله rيضحك حــتى بدت نواجزه قــال: فكان يقول: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة»] رواه البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة وابن حبان فى صحيحه[.
2- عن المغــيرة بن شــعبـــة رضى الله عنه عن النبىr قـــال:» ســـأل مــوسى ربه: من أدنى أهل الجنة منزلة؟ فــقال: هو رجل يجئ بعــدمــا دخل أهل الجنة الجنة, فــيقـــال له:ادخل الجنة, فـيـــقول:أى ربِّ كـــيف وقــد نــزل الناس منازلهــم أخــذوا أخذاتــهم؟ فيقــال له: أترضى أن يكون لك مــثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول:رضيت رب. فيقال: ذلك لك ومثله ومثله ومثله, فيقول فى الخامسة: رضيت رب, فيقول: لك هذا وعشرة أمثاله, ولك ما اشتهت نفسك ولذَّت عينك, فيقول: رضيت رب. قال: فأعــلاهم منزلة؟ قــال: ذلك أردتُ غرس كـــرامتهم بــيدى وختمتُ عليهــا فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر, ومصداقــه فى كتاب الله:) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ(» ]السجدة:17[.] رواه مسلم [
3- عن أبى هريرة وأبى سعيد الخدرى رضى الله عنهما قالا: قال رسول اللهr:» فإذا فــزغ الله من القـضــاء بين العــباد, وأراد أن يخرج برحمته مَن أراد من أهل النار, أمر الملائكة أن يُخْـرجــوا من النار من كــان لا يشـــرك بالله شيئــاً ممن أراد أن يرحــمه ممن يقــول:لا إله إلا الله, فيــعرفــونهم بأثر السجــود, وتأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود, حرّم الله على النار أن تأكــل أثــر السجــود, فــيخرجــون مــن النار قــد امتــحشــوا – احترقوا – فيصب عليهم ماء الحياة فـــينبتون كـما تنبت الحبة فى حمــيل السيل, ثم يفــرغ الله من القضــاء بين العبــاد ويبقى رجل مــقبـــل بوجهــه على النار,وهو آخــر أهل الجنة دخـــولاً الجنة, فيقول: أى رب اصرف وجـــهى عن النار فإنه قد قشبنى ريحها وأحـــرقنى ذكاؤها – دخانها – فيدعــو الله ما شاء أن يدعوه, ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيْت إن فعلتُ ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا أســـألك غيره, فيُعْطى ربه من عهود ومواثيق مــا شاء الله, فــيصرف الله وجــهه على النار, فــإذا أقبل على الجنة ورآها سكت مـــا شاء الله أن يسكت, ثم يـــقول : أى رب قــدِّمنى إلى باب الجنة, فــيــقول الله: أليس قــد أعطيتَ عهــودك ومواثيق؟ لا تســـألنى غير الذى أعـــطيتُك, ويلك يا ابن آدم ما أغـــدرك!! فيقول: أى رب, فــيدعو الله حــتى يقول له: هل عسيتَ إن أعطيــتك ذلك أن تسألنى غيره؟ فــيقول: لا وعزتك, فيُـــعْطى ربه ما شاء من عــهود ومواثيق,فيـــقدِّمه إلى باب الجنة, فإذا قــام على باب الجنة انْفَهَقَت له الجنة فــرأى ما فيــها من الخـير والســرور, فسكت ما شــاء الله أن يسكت, ثم يقـــول: أى رب أدخلنى الجنة, فــيــقول الله تبـــارك وتعــالى له: ألبس قــد أعطيت عــهودك ومــواثيقــك ألا تسألــنى غيــر مــا أُعطيتَ؟ ويلك يا ابن آدم مــا أغدرك!! فــيقـــول: أى رب, لا أكون أشقى خلقك, فلا يزال يــدعو الله حتى يضحك الله منه, فإذا ضــحك الله منه قال: ادخل الجنة, فإذا دخلهـــا قال الله له:تَمنَّ, فيـــسأل الله ويتنمى حتى إن الله ليــذكَّره فيقــول: تمنّ كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأمـــانى قال الله عز وجل: ذلك لك وعشرة أمثــاله معه » ] رواه البخارى ومسلم وأحمد وعنده:rفيــقولالله عز وجل:سَلْ وتمنّه, فيــسأل ويتمنى مــقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا, ويلقَّنه الله مالا علم له به, فــيسأل ويتمنى, فإذا فرغ قال: لك ما سألت وعشرة أمثاله معه».

4- عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبىr قال:» يجـــمع الله الأولين والآخـــرين لميقات يوم معلوم» . .فذكــر الحديث إلـــى أن قال: » حتى يمرّ الذى يُعْطى نوره على ظهــر قدمــيه يــحبو عــلى وجهــه ويديه ورجليه, تخرُّ يدُ وتعلّق يدُ, وتخرّ رِجل وتعلّق رجل وتصيب جوانبه النار, فلا يزال كذلك حتى يـــخلصِ, فإذا خلص وقف عليها فــقال: الحمد لله الذى أعطانى مــا لَم يُعْطِ أحــداً إذْ نجَّانى مـــنها بعــد إذْ رأيتــها,قــال: فيُنْطلــق به إلى غدير – نهر ماء – عند باب الجنة فـــيغـتسل, فيعود إليه ريح أهـــل الجنة وألوانهم, فيرى ما فى الجنة من خَلَل الباب, فيقول: رب أدخلنى الجنة, فيقول له: أتسألنى الجنة وقد نجيـــتك من النار؟ فــيقــول: رب اجعل بينى وبينــها حــجاب لا أسمع حسيسهــا, قال: فيدخــل الجنة ويُرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حُلْم, فيقول: رب أعطنى ذلك المنزل, فيقول له: لعلك إن أَعْطَيْتُكهُ تســأل غيره, فيقــول:لا وعزتك لا أسأل غيــره وأى منزل أحسن منه؟ فيــعطاه, فينزله ويرى أمــام ذلك منزلً كأن مــا هو فيــه إليه حلم, قــال: رب أعطنى ذلك المنزل, فيــقول: لا وعزتك يارب وأى منزل أحسن منه؟ فُيعْطاه فينزله ثم يسكت, فيقــول الله عز جل ذكره: مالك لا تسأل؟ فــيقول: رب قد سألتك حتى استــحيَيْتُك وأقسمتُ حتى استحيــيْتُك, فيقول الله جل ذكره: ألم ترض أن أُعطيك مثل الدنيــا منذ خلقتها إلى يوم أفنيْتُها وعشرة أضعافه؟ فيقول: أتهزأ بى وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله, قال: فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضـــراسه, قال: فيــقول الرب تبارك وتــعالى: لا ولكنى على ذلك قادر, سَلْ, فــيقول: ألْحــقنى بالناس, فيــقولك: الْحَقْ بالناس, فــينطلق يرمل فــى الجنة حتــى إذا دنا من الناس رُفع له قــصر من دُرَّة فـــيخــرُّ ســاجداً فــيقــال له: ارفع رأسك مــالك؟ فيقــول: تراءى لى ربى, فيقــال: إنما هو منزل من منازلك. قال: ثم يَلْقى رجلاً فيتــهيَّأ للسجود له فيقال له: مَــهْ!! فيقول: رأيت أنك مَلَك من الملائكة, فيــقول: إنما أنا خازن من خُزَّانــك وعبد من عبيدك تحت يدىَّ ألف قَهْرَمان – خازن – على ما أنا عليه.
قــال فينطلق أمــامــه حتى يفــتح له القــصر, قــال: وهو من درة مجوّفــة سقائفها وأبوابهــا وأغلاقها ومفــاتيحها منها, تســتقبله جوهرة خضراء مبطّنة بحمراء فيها سبعون باباً كل باب يُفضى إلى جوهرة خضراء على غــير لون الأخــرى, وفى كل جــوهرة سُرُر وأزواج ووصــائف أدناهن حــوراء عيناء عليــها ســبعون حُلّــة يرى مخ ساقــها من وراء حللهــا, كبــدها مــرآته وكـــبده مـــرآتهـا, إذا أعرض عنهــا إعراضة ازدادت فى عينه سبـــعين حسناً »]رواه الحاكم وقال:صحيــح الإسناد وهو فى مسلم باختصـــار, ورواه الطبرانى وأحد طرقه صحيحه, ورواه ابن أبى الدنيا[.
5- عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله r »:إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جِنانه وأزواجه ونعــيمه وخدمــه وسرُرُه مسيرة ألف سنة»]رواه الترمذى وأبو يعلى والطبرانى والبيهــقى وأحمـــد ولفظه:» إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر فــى ملكه ألفىْ سنة يرى أقــصـاه كــمـا يرى أدناه»]رواه ابن أبى الدنيا ولفظه »: إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له ألف قصــر بين كل قصريْن مســيرة سنة, يرى أقصاها كـــما يرى أدناهــا, فى كل قـــصــر من الحـــور العين والــرياحين والوِلدان, ما يدعو بشئ إلا أُتِىَ به».
* أقول:إن المقــدمات التى ذكرت فى الفـــصلين السابقين تجعل هذا الجــزاء الفائق للخيال مــقبولاً ومرغـــوباً فيه, وأقول أيضـــاً:سعة ملك هذا الولــى لله الذى لم يعمل خيراً قط غير أنه لا يشرك بالله شـــيئاً مسيرة ألف سنة, فـــبأى ســرعة هذا الســير وقــد عرفنا فى الدنيــا سرعـــة الضوء, فـــهل ينفذ بصره بســرعة الضوء أم بســـرعة لا تُتَخَيَّل؟ وقد روى الإمام أحمد فى سنده عن أبى هريرة رضى الله عنه أن هذا الولّى لله الذى هو أدنى أهل الجنة قال: قال رسول الله r »:وإنه ليقـــول: يارب لو أذنت لى لأطعمتُ أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندى شئ» وروى مسلم عن أبى سعـــيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى r »: فيقول: ما أعطى أحد مثل ما أُعطيت».
6- عن عبد الله بن عـــمر رضى الله عنهـــما قــال: سمــعت رسول اللهr يقول: » ألا أخبركم بأسفل أهل الجنة درجة؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: رجل يدخل من باب الجنة فيتلقّاه غلمـــانه فيقولون: مرحبـــًا بسيدنا, قد آن لك أن تزورنا, قال: فتَمـــدّ له الزرابى – البُسُط – أربعين سنة, ثم ينظر عن يمينه وشمـــاله فيرى الجنـــان, فيقــول: لمن ههنا؟ فيـــقال لك»] رواه ابن أبى الدنيا[.
7- عن أبى سعــــيد الخدرى رضى الله عنه قال: قـــال رسول اللهr »:دنى أهل الجــنة الذى له ثمـــانون ألف خـــادم واثنتـــان وسبعــون زوجة, وينُصْب له قبة من لؤلؤ وزبر جد وياقـــوت كما بين الجابية وصنعاء »] رواه الترمذى وابن حبان فى صحيحه[.
*لك أن تتـخـــيّل جـــمال الولدان المخــلدون الذين هم كاللؤلؤ المنثـــور, ولك أن تتخيّل هذا القـــصر الذى بِنُىَ من جــــواهر الخلـــود, فليس فى الجنـــة من الدنيـــا إلا الأسماء, فذهب الدنيا وجواهرها من طين الأرض, أما جواهر الجنة فهى من الجوهر المطلق الجــمال. وأما الخدم فكل يعلم شــئون ســيده, فـــأى أدب يتـــعاملون مع سيدهم!! وكل على عمل كـما يأتى:
8- عن عبد الله بن عمـــرو قال»:إن أدنى أهل الجنة منزلة مَن يســعى علــيه ألف خــادم, كل خــادم على عـــمل لــيس عليه صاحبه, قال:وتلا هذه الآية)إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا(»]الإنسان:19[] رواه البيهقى[.
9- عن أبى هريرة رضـــى الله عنه قــال »:إن أدنى أهل الجنة منزلة, ولــيس فـيــهم دنىُّ, مـن يغــدو عليـــه كل يوم ويروح: خــمســة عشــر ألف خادم, ليــس منهم خادم إلا ومــعه طُرْفَة ليست مع صاحبه»] رواه ابن أبى الدنيا[.
10- عن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول اللهr »: إن أسفل أهل الجنة أجــمعين درجة لمن يقوم على رأسـه عشرة آلاف خــادم, بيـد كل واحــد صحـفـتان واحــدة من ذهب والأخــرى من فضــة, فى كل واحدة لوْن ليس فى الأخــرى مثله, يأكل من آخــرها مثل ما يأكل من أوّلها, يجــد لآخرها من الطيب واللــذة مثــل الذى يجــد لأوّلهـا, ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفـر, لا يبولون ولا يتــغوّطون ولا يمتـــخطون إخوانا على ســرر متــقابلين»] رواه الطبرانى ورواته ثقات ورواه ابن أبى الدنيا [.
* قال الحــافظ المنذرى فى الترغيــب: ولا منافاة بين هذه الأحاديث, فله ثمانون ألف خادم يقوم على رأسه منهم عشرة آلاف.
* الصـــحفــة هى الصينيــة فى اللغة العـــاميـــة, وهى عند العرب تشـــبع عشـــرة, ففى طعام واحــد يأكل ولى الله عشرين ألف صحفــة تشيع مئتين من آلاف أهل الدنيا.
وفى كل صفحة لون – أى نوع – ليس فى الأخرى مثله, أى عشرون ألـــف صنف من ألوان الطعام, ثم هو يأكل ذلك كله لا يجوع ولا يشبع, يجد اللذة فى كلها, من أولها إلى آخرهــا, بلا تعب ولا معالجة, يستــــمنع بكل جــســـده لا بطرف لســانه مـــثل الدنيـــا, ثم لا بوْل ولا غائط, إنما هو متــاع آخر, ريح المسك الأذفر, وبالطبع ليس من مسك الدنيــا, فما بالك يالأشـــربة؟! وما هى سائر النعم التى لا حصر لها, فـــإننا أُخبرنا بما نعقِلُه فى الدنيا وكفانا قول الله تعالى فى الحديث القدسى: »ما لا عيت رأت ولا أذنسمعت ولا خطر على قلب بشر» وجاء فى حــديث عبد الله بــن عمر رضــى الله عنهمـــا قال: سمعت رسول اللهr يقول: »ألا أخبركم بأسفل أهل الجنة درجة؟ » وذكر الحديث الحديث وفيه »ثم يسعى إليــه غلمانه بألوان الأشربة, فيشرب منها مــا اشتهى, ثم يقول الغلمان: اتركوه وأزواجــه فينطلق الغلمان ثم ينظر, فــإذا حوراء من الحور العين جــالسة على سـرير مُلْكِها عليــها سبــعون حلة ليس منها حلة من لون صاحبتها, فيرى مخ ساقها من وراء اللحم والدم والعــظم والكســوة فــوق ذلك, فــينظر إليــهــا فــيقــول: من أنت؟ فــتقول: أنا من الحور العين من اللائى خُبَّئْنَ لك, فــينظر إليها أربعين سنة لا يصــرف بصره عنها, ثم يرفع بصره إلى الغرفة فإذا أخرى أجــمل منها فتقول: ما آن لك أن يكون لنا منك نصيب؟ فيرقى إليها أربعين سنة لا يصرف بصره عنها»] رواه ابن أبى الدنيا [.
فصل:
عندما يصبح الغيب شهادة
** يقول الله عز وجل: )إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ(] فصلت: 30 –33[ وقال تعالى: )وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(
] الزمر: 73. 74 [


توقيع TR0Y55 :






رد مع اقتباس