[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
الجيش الإسرائيلي يترنح :
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
حفل عام 1970 (يناير – أغسطس) بأحداث متلاحقة يتأرجح ميزان النصر فيها بين مصر وإسرائيل. فحين بدأت إسرائيل في اختراق العمق المصري ومهاجمته، بدا في أول الأمر أن الضربات الجوية ستجعل مصر تتراجع عن حرب الاستنزاف، لكن هذا الهجوم استنفر في مصر كلها التحدي والتصميم الذي يقهر المستحيل، فأمكن بناء حائط صواريخ على جبهة القناة كان بداية انحسار السيادة الجوية لإسرائيل فوق الجبهة. وبالتوازي مع هجمات العمق، حاولت إسرائيل توجيه ضربات أخرى حتى تفقد مصر الأمل تماماً في إمكانها مواصلة حرب الاستنزاف.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
فى 17 يناير 1970 قام العدو الإسرائيلي بعملية إبرار بالهليكوبتر غرب مدينة السويس حيث هبط من الطائرة عربة جيب تحمل 9 جنود كوماندوز لمهاجمة أحد محطات ضخ البترول، لكن عند اقترابهم من الهدف تصدت لهم نيران الرشاشات والأسلحة الصغيرة من قوات الدفاع الشعبي التي كانت تحمى المحطة، ولما اكتشف العدو أن المحطة عليها حراسة انسحب من المنطقة.. وفى 22 يناير قام العدو بالهجوم على جزيرة شدوان أمام مدينة الغردقة. كانت قواتنا في الجزيرة تتكون من سرية صاعقة وقوه بحريه تضم 26 جندي وصف ضابط، ورادار بحري. ويدعمها مدفعية مضادة للطائرات علاوة على 2 لنش بحري. لم تكن هذه القوه بتسليحها المحدود تستطيع صد قوة إسرائيلية تقدر بكتيبة مظلات مدعمه بقوات خاصة .
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
بدأ العدو هجومه بقصف الجزيرة بالطائرات، ثم تلي ذلك إبرار لقواته على الجزيرة في حماية مظلات جوية .. ووجهت قوات العدو إنذارا بالميكرفون إلى الوحدات المصرية بالاستسلام حيث أنها أصبحت محاصره بحرا وجوا . لكن القوه المصرية رفضت واستمرت في المقاومة. ومما زاد الموقف تعقيدا أن الاتصال بين قوة الجزيرة وقيادة منطقة البحر الأحمر قد انقطع منذ بداية الهجوم.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
واستمر القتال طوال يوم 22 يناير وواصل العدو هجومه على المواقع الصامدة ليلا. وقد حاولت قيادة منطقة البحر الأحمر دفع 2 لنش طوربيد للاقتراب من الجزيرة لاستطلاع الموقف، لكن طائرات العدو نجحت في إغراقهما. ومساء يوم 22 قامت 2 طائره قاذفه مصريه( اليوشن 28) بقصف العدو الموجود على الجزيرة. وتم دفع 2 دورية صاعقة في المساء لدعم قوات الجزيرة، لكن تصدى العدو لهما وفشل الاتصال مع قوات الجزيرة. لكن 2 دوريه أخرى نجحت في الوصول للجزيرة واشتركت في القتال وأوقعت خسائر في العدو بمنطقة الفنار. ودار قتال ليلي استمر لمدة 6 ساعات تمكن العدو فيها من إغراق 2 لنش بحري. وفى الخامسة مساء 23 يناير انسحب العدو من الجزيرة. وكانت خسائرنا 62 جندي قتلى وجرحى.
ويقول جاى بوشينسكى مراسل جريدة شيكاغو نيوز، وكان مصاحبا لقوات العدو في برقيته لوكالة يونايتد برس "رغم إن الطائرات الإسرائيلية قصفت الجزيرة قصفا مركزا لعدة ساعات قبل الإنزال الإسرائيلي، فقد قاومت القوه المصرية مقاومة باسلة ولم يكن الأمر سهلا للمهاجمين. لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت.
جندي مصري يقفز من خندقه ويحصد قوه من الإسرائيليين وظل يضرب إلى أن نفدت آخر طلقه معه ثم ُيقتل. وفى موقع آخر خرج جنديان متظاهرين بالتسليم، وتقدمت قوة للقبض عليهما فخرج جندي ثالث فجأة من موقعه فقتل 5 جنود إسرائيليين".
ثم عاود العدو هجومه الجوي يوم 6 فبراير على إحدى كاسحات الألغام جنوب ميناء الغردقة فاستطاع الطائرات إغراقها. وكانت آخر الغارات الإسرائيلية إبرار جوي بعدد 2 طائرة هليكوبتر شمال رأس غارب يوم 12 يونيو حيث قامت مجموعة من جنوده برص ألغام وشراك خداعية على الطريق.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
لم تكن مصر حتى منتصف عام 1970 تقف ساكتة أو مكتفية ببناءها حائط الصواريخ. وإنما كانت الهجمات البحرية على ميناء إيلات بواسطة الضفادع البشرية،ً والهجمات الجوية على نقط خط بارليف ومواقع العدو داخل سيناء. إضافة إلى أعمال الإغارة والكمائن على طول جبهة القناة والشاطئ الشرقي لخليج السويس، والتي بلغت 16 إغارة وكمين على مدى الشهور الستة. سنذكر أهمها والتي أحدثت أكبر خسائر للعدو.
في 19/2 /1970 تمكن كمين نهاري من المشاة في قطاع الجيش الثالث من العبور شرقا،ً ومهاجمة قول متحرك في منطقة شمال الشط فدمر دبابة وثلاثة عربات مدرعة وقتل 18 فرد وأسر فردين.. وفى 25 مارس عبر كمين آخر من المشاة في الجيش الثالث ودمر دبابة وعربتين نصف جنزير وقتل وجرح 15 فرد.
وكان ختام حرب الاستنزاف عملية ناجحة نالت شهرة كبيرة أطلقت إسرائيل عليها "السبت الحزين". كان التنافس الرائع بين الجيشين حافزاً لأن يطلب قائد الجيش الثاني اللواء/ عبد المنعم خليل من قواته أن تحضر أسرى معها لأن الجيش الثالث يتفوق عليهم في عدد الأسرى. وتم التخطيط لعملية كبيرة يقوم بتنفيذها مجموعة من الصاعقة وأخرى من المشاة تم تدريب المجموعتين لمدة شهر يومياً. وشدد قائد الجيش على المجموعات ضرورة إحداث أكبر خسائر وإحضار أسرى. وتحدد التنفيذ السبت 30 مايو 1970.
عبرت المجموعتان منتصف ليلة 29/30 مايو. كانت مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 مكونة من 10 صف ضابط وجندي بقيادة ملازم/ محمد التميمى وملازم/ عبد الحميد خليفة، ومجموعة المشاة من اللواء 135 مشاة مكونة من 21 فرد بقيادة النقيب/ شعبان حلاوة. تمركز كمين الصاعقة في منطقة شمال مدينة القنطرة، وكمين المشاة في جنوب رأس العش. واتخذ الأفراد مواقعهم مستفيدين من طبيعة الأرض مع الإخفاء والتمويه الجيد وحتى الصباح لم يحدث أي شيء غير عادي.
في العاشرة صباحاً أفادت عناصر الاستطلاع والمراقبة المصرية، أن هناك قول إسرائيلي مكون من 4 دبابة + 4 مدرعة متجه من القنطرة شمالاً إلى رأس العش. وصدرت الأوامر لكمين الصاعقة بألا يشتبك مع القول وهو متحرك شمالاً، وإنما ينتظره وهو في طريق العودة. وصدرت الأوامر لكمين المشاة بالاشتباك مع القول. ومر القول أمام كمين الصاعقة، ولم يكتشفهم رغم العناصر التي تقوم بتفتيش الأرض إضافة إلى الطائرات التي تحلق باستمرار فوق الجبهة للاستطلاع. ووصل القول مطمئناً في الحادية عشرة صباحاً، وتلقفه كمين المشاة بالهجوم المفاجئ فقتل وجرح كل من في القول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار تم أسره. وعادت الدورية سريعاً إلى الغرب لأن موقع إسرائيلي قريب بدأ قصف شديد على موقع الدورية علاوة على وصول طيران العدو. مما اضطر أفراد المجموعة إلى الاحتماء والاختباء في السواتر والحفر. لكن في السابعة مساء وصل كل أفراد المجموعة سالمين ومعهم شاويش المظلات الأسير.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وأعاد العدو تنظيم القول للعودة، وفى السابعة مساء كان القول مكون من 3 عربة مدرعة محملة بجنود المظلات، ووصل أمام كمين الصاعقة.. تجهز الجميع للاشتباك، كانت المهمة الأولى ملقاة على عاتق رقيب/ يوسف عبد الله حامل أر.بي.جي الذي عليه أن يوقف العربة الأولى بأول قذيفة. وعند التنفيذ طاشت أول قذيفة منه وكان هذا الخطأ سيؤدي إلى كشف موقع الكمين، فانطلق الرقيب/يوسف مندفعاً حتى أصبح على مسافة 100متر من العربة الأولى وأطلق قذيفته الثانية من المواجهة فدمرها. تبعه باقي أفراد الكمين بالهجوم على العربة الثانية والثالثة فقتل وجرح كل من فيها عدا الرقيب/ يائير دورى تسيفى الذي استسلم بعد مقاومة. وأثناء العودة فـّر مرة أخرى محاولاً الهروب لكن الجندي/ خليفة مترى ميخائيل لحق به ودار بينهما قتال فردي بالأيدي استمات فيه الجندي خليفة حتى تمكنٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ من السيطرة عليه والعودة به إلى الضفة الغربية.
بلغت خسائر إسرائيل في هذا اليوم 35 قتيل خلاف الجرحى والأسرى، فكان طبيعياً أن تتحول المنطقة من القنطرة وحتى رأس العش إلى جحيم من النيران. ظل طيران العدو يقذف المنطقة كلها بالقنابل حتى 1000 رطل لمدة سبعة أيام. نتج عنه تدمير في طريق بورسعيد والترعة الحلوة وبعض المنشآت المدنية، لكن الخسائر في الأفراد لا تذكر لحسن تجهيزهم للملاجئ والحفر البرميلية التي قللت كثيراً من تأثير القنابل عليهم.
يتبع ,,,
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]