[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
الفصل الرابع: تصعيـد إسرائيـل .. ورد مصر
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
وأخيراً .. تحرك الدب السوفيتي :
في يناير 1970 بلغت حرب الاستنزاف مرحلة شديدة الحرج لكل من مصر وإسرائيل. فخسائر إسرائيل البشرية مستمرة وبأرقام كبيرة في القتلى والجرحى، نتيجة الهجمات المصرية التي شملت البر والبحر والجو. كانت الأرقام تصيب الشعب الإسرائيلي بإحباط شديد، فبدأت الثقة في الحكومة والجيش الإسرائيلي تهتز. كما وضح أمام قادة إسرائيل أن غارات العمق في صعيد مصر والبحر الأحمر بواسطة الكوماندوز لم تأت ثمارها، وأن الشعب المصري لم يثور على قيادته.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
فكان لابد من الدخول في مرحلة جديدة من الاستنزاف، لزيادة الضغط على الشعب المصري ودفعه إلى الثورة على قيادته لإيقاف حرب الاستنزاف. ودارت مناقشات في رئاسة الأركان الإسرائيلية، وكان الرأي هو تصعيد القصف الجوي ليكون على أهداف في عمق مصر. وبحثت الحكومة الإسرائيلية الأمر خاصة الموقف السوفيتي والأمريكي. واستقر الرأي على أن الدولتين لن يكون لهما ردود فعل حادة. وفى 6 /ا/1970 وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على قصف العمق المصري وسميت بالخطة "بريما".
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
ولما تعين شارون قائداً لجبهة سيناء في ديسمبر 1969 كانت أهم مطالبه تركيز الهجمات الجوية وبشكل مكثف على قناة السويس، لتدمير شبكة الدفاع الجوي في الجبهة، ليسمح للطيران الإسرائيلي بالعمل في حرية تامة، ويصبح الطريق إلى عمق مصر آمنا.ً
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
وفى7 يناير1970 بدأ توغل العدو الإسرائيلي في غاراته داخل العمق المصري، فقامت طائراته بمهاجمة أهداف عسكرية قريبة من القاهرة في مناطق المعادي وأنشاص ودهشور. وتكررت الغارات على أهداف مدنية، كان أكبرها التي تمت على مصنع أبو زعبل وعلى مدرسة بحر البقر. وكان توقع اسرائيل في محله فقد التزمت روسيا بالإدانة فقط والرفض السياسي للغارات، بينما دعمت امريكا هذه الغارات. وفى هذا يقول رابين سفير إسرائيل في أمريكا "أراد سيسكو أن يقف على ما يدور فاستدعاني إلى مأدبة غداء في 13 يناير، وطلب مني تقييم الموقف العسكري في حرب الاستنزاف. قلت : أننا نعيش الوضع العسكري وليس فقط بناء على حجم النشاطات وإنما أيضاً بناء على نتائجها. فكلما قلت خسائرنا في الأرواح، كلما كان أفضل. وإنني أشعر أننا كلما ضربنا مصر في عمق أراضيها كلما تحسن الوضع العام. إنك تعلم بأنه نفذت عمليتان جويتان في عمق الأراضي المصرية. فقد قصفت طائراتنا أهداف عسكرية قرب القاهرة. صمت سيسكو ولم يتفوه بنبت شفه. هل هو اعتراف صامت ؟ إنني واثق من ذلك".
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
وتسلمت مصر رسالة إسرائيلي لكنها قبلت التحدي ولم يتزعزع إيمانها باستكمال حرب الاستنزاف. فتم عمل خطة فورية للانتشار خاصة الوحدات التي يمكن أن تعلو فيها الخسائر من جراء هذه الهجمات. فتم نقل الكليات الحربية إلى السودان، وضباط الاحتياط إلى صعيد مصر، والجوية والبحرية إلى ليبيا. وقرر الرئيس عبد الناصر التوجه فوراً إلى الاتحاد السوفيتي في زيارة سرية في الفترة 22-25 يناير 1970.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
ويقول الفريق أول/ محمد فوزي الذي صحب الرئيس في رحلته "كان أهم لقاء تم مع القادة السوفيت منذ عام 1967. إذ تعمد الرئيس عبد الناصر تصعيد المباحثات وتوتيرها، لدرجة أنه هدد أمام القادة السوفيت بترك الحكم لزميل آخر يمكنه التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية. إذ إن الشعب المصري يمر الآن في مرحلة حرجة فإما أن نسلم بطلبات إسرائيل أو نستمر في القتال.. وإن دفاعنا الجوي في الوقت الحاضر لا يتمكن من منع غارات إسرائيل على العمق المصري. واسترسل الرئيس عبد الناصر في طلب وحدات كاملة من الصواريخ سام-3 بأفرادها السوفيت وأسراب كاملة من الميج21 بطيارين سوفيت، وأجهزة رادار متطورة للإنذار والتتبع بأطقم سوفيتية. وبرر عبد الناصر طلبه هذا بأن الزمن ليس في صالحنا، لأن تدريب الطيارون والأطقم المصرية على الأسلحة الجديدة سوف يستغرق وقتاً طويلاً. كرر الرئيس طلب طائرة قاذفة لردع إسرائيل لأن مدى عمل طائراتنا المقاتلة القاذفة لا يمكنها من الوصول إلى عمق إسرائيل مثل طائرات سكاى هوك والفانتوم التي تضرب عمق مصر حالياً.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
ولما كان طلب الرئيس عبد الناصر لا يمكن إجابته إلا بموافقة مجلس السوفيت الأعلى. فقد وعد الرئيس بريجينيف بالعمل بسرعة لإجابة طلب الرئيس عبد الناصر. وفى اليوم التالي لهذا اللقاء المتوتر دُعي الوفد المصري لجلسة مباحثات صباح 25/1/1970. حيث قرر الرئيس بريجينيف أمام الحاضرين موافقة اللجنة المركزية ومجلس السوفيت الأعلى على طلب الرئيس عبد الناصر وقال أنها أول مرة يخرج فيها جندي سوفيتي من الاتحاد إلى دولة صديقة منذ الحرب العالمية الثانية" .
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
وتقرر إمداد مصر بالآتي :
• فرقة كاملة دفاع جوي من صواريخ سام-3 بكافة معداتها وأجهزتها وأفرادها.
• 3 لواء جوي مقاتلات (95 طائرة) ميج21 متطورة بطيارين سوفيت.
• 4 جهاز رادار ب-15 لرفع كفاءة الإنذار الجوي.
على أن تقوم مصر بإنشاء المواقع والتحصينات والمرافق اللازمة للمعدات في الأماكن التي تخططها القيادة العسكرية المصرية. وقد تعهد الفريق أول/ فوزي بتجهيز المواقع خلال 40 يوم. كما اتفق على أن يكون تواجد الوحدات السوفيتية مؤقتاً لحين استكمال تدريب الكتائب المصرية، عندئذ يعود الأفراد السوفيت إلى وطنهم.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
لا شك أن القرار السوفيتي كان مؤثراً وحيوياً في الصراع المصري - الإسرائيلي. فقد دعم هذا القرار قدرات الدفاع الجوي المصري القتالية، كما تفرغ الطيارون المصريون للعمل في جبهة قناة السويس. لكن ما نتوقف أمامه هو أن هذا القرار جاء بعد أكثر من 300 يوم قتال مرت في حرب الاستنزاف. كما نتوقف أيضاً وبأهمية شديدة أمام طلب الرئيس عبد الناصر لطائرة مقاتلة قاذفة تستطيع أن تصل إلى عمق إسرائيل.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
فنذّكر أن هذا الطلب ذكره الرئيس شخصياً مع الجانب السوفيتي في اجتماعات يونيو 1967. وتكرر الطلب مراراً لكن دون جدوى. وحتى حين وافقت روسيا على إرسال قواتها إلى مصر وهو أمر هام حقاً، لم توافق على إرسال طائرة تستطيع الوصول إلى عمق إسرائيل. لم يكن هذا الرفض عن حذر أو بطء في القرار كما كان يقال دائما، وإنما هي النظرة السوفيتية إلى الصراع في الشرق الأوسط. فالدعم السوفيتي لمصر يقف عند حد الدفاع وفقط، أما الدعم بأسلحة هجومية تطول عمق إسرائيل فمرفوض تماماً. ولو استعرضنا تاريخ العلاقة المصرية - السوفيتية سنجد الكثير من المواقف التي تؤكد هذا.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
ولن نتكلم عن الفترة قبل 1967 رغم إن فيها الكثير مما يقال.. لكن سنذكر ما بعد هزيمة يونيو. فقد أمدت روسيا مصر بطائرات القتال الرئيسية (ميج21- ميج17 – سوخوى7 ). والطائرة الميج21 طائرة قتال اعتراضيه على الارتفاعات العالية ،لكن الطيارون المصريون خاصة قادة الأسراب باجتهاد شخصي منهم ، بدراسة الطائرة وبعد تجارب عديدة ومحاولات، وبالتجربة والخطأ، نجحوا في الوصول إلى أفضل استخدام وأنسب تكتيك لمجابهة الطائرات الإسرائيلية. واكتشف الطيارون المصريون شكل المناورة التي يتبعونها في الاشتباكات مع مقاتلات العدو. خاصة المناورة بالسرعة المنخفضة التي كان يُحرّمها الخبراء السوفيت على الطيار المصري. كان هذا التحريم نتيجة أن السوفيت قد صنعّوا الطائرة الميج21. لكنهم لم يقاتلوا بها في آي معارك، فكان هذا يعطى للطيار المصري أفضليه نتيجة خبرته القتالية على الطائرة.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
أما الميج 17 والسوخوى7 فقد نجح الطيارون والمهندسون المصريون في إضافة قدرات وإمكانات للطائرة، فتم زيادة حمولة السوخوى7 من الوقود، وتم إضافة 2 قنبلة 100 كجم للطائره ميج17 ..كما ابتكر الطيارون أسلوب مخالف للأسلوب السوفيتي في قذف القنابل حقق نتائج باهرة، وتدرب الطيارون على مهاجمة الأهداف من عدة اتجاهات مما يشتت الدفاعات الجوية حول الموقع.
يتبع ...
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]