26-03-2009, 06:05 AM
|
#3
|
|
• الانـتـسـاب » Nov 2007
|
• رقـم العـضـويـة » 5465
|
• المشـــاركـات » 2,793
|
• الـدولـة » Alexandria
|
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
|
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
|
• الـجـنـس » Male
|
• نقـاط التقييم » 13
|
|
|
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
الصـدام الداخلـي المحتـوم :
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
كان ولابد أن تتصاعد الأمور الداخلية في مصر ويشتعل الصراع على السلطة حتى يصل إلى لحظة الاصطدام بين كل من الرئيس السادات من ناحية وقيادات الدولة كلها من ناحية أخرى.. وزراء( الحربية – رئاسة الجمهورية – الداخلية – الإعلام) رئيس مجلس الشعب اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي – بالإضافة إلى عدد من القيادات في مواقع متفرقة. بدأ الصراع مكتوماً بعد انتخاب السادات رئيسا للجمهورية، فقد كان تصور الجبهة الأخرى أن الرئيس السادات سيكون واجهة للحكم أما زمام الأمور فسيكون في أيديهم.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وكان الرئيس السادات متنبها لهذا منذ اللحظة الأولى، لأن هناك أكثر من واحد يؤمن يقينا أنه أحق من أنور السادات بالرئاسة. ظهر هذا جليا في قرار وقف إطلاق النار الذي كان ينتهي في فبراير، واجتماعهم في يناير الذي أشرنا إليه سابقاً. وخرج الرئيس السادات من المأزق بمبادرة 5 فبراير. وجاء الموقف الثاني حين اقترب مارس من نهايته وظهر الإلحاح على بدء القتال من جانب الجبهة المضادة للرئيس السادات. وانعقد مجلس الأمن القومي في 26 مارس 1971 لمناقشة الموقف من إسرائيل. ودار حوار طويل انتهى بأن الأغلبية الساحقة وليس من بينها الرئيس السادات أقرت كسر وقف إطلاق النار في نهاية شهر إبريل بعمليات عسكرية على طول الجبهة.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وخرج الرئيس السادات من هذا الاجتماع وقد تأكد أن صداماً لابد واقعا بينه وبين كل قيادات الدولة. كان يشعر بأنه محاصر بقرار حرب في وقت لم تتوافر فيه الظروف السياسية والعسكرية بعد، ولو أعلن هذا سيبدو أنه الانهزامي والمتقاعس عن الحرب وسط هؤلاء الصقور. وكان على الرئيس السادات أن يجد مخرجاً من هذا الحصار، واهتدى إلى المخرج بدهاء لم يكن غريباً على الرئيس السادات. فقد كان هناك مشروع إقامة اتحاد عربي ثلاثي بين مصر وليبيا وسوريا تمت دراسته وأصبح جاهزاً للخروج إلى الواقع في يونيو1970. لكن مبادرة روجرز وأحداث الأردن جعلت المشروع يتواري، وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر بدأ يتجدد الحوار فيه بين الرؤساء الثلاث.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
أجرى الرئيس السادات في أواخر مارس بعد جلسة مجلس الأمن القومي اتصالات مع الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس الليبي معمر القذافي ليتفق معهم على اجتماع ثلاثي في ليبيا يوم 16 أبريل 1971. ويتم توقيع اتفاق بين الرؤساء الثلاثة يوم 17 أبريل بقيام "اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة". وعاد الرئيس السادات إلى القاهرة ليجد عاصفة سياسية في انتظاره. فقد تجمعت مراكز القوة والسلطة في الدولة لإفشال هذا المشروع. وحدث ما أراده الرئيس السادات تماماً، فقد غابت فكرة الحرب المقررة في أبريل عن ذهن الجبهة المضادة، وأصبح ما يشغلهم هو الإطاحة بالرئيس السادات نفسه.
وجرت المواجهة مع الرئيس السادات في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، وتجاوز الحوار حدود الأدب، مع الهجوم الحاد على الاتفاقية بهدف التراجع عنها. لكن الرئيس السادات تماسك أمام الهجوم الحاد ولم يخضع أو يتنازل عن موقفه. ثم تقدمت المواجهة خطوة إلى الأمام بأن قدم وزير شئون رئاسة الجمهورية مذكرة عن تقرير رأى عام من داخل القوات المسلحة شمل 36 نقطة، نعرض أهمها :-
1- "كيف يؤتمن البعث السوري الذي تسبب في الانفصال وهدم الوحدة الأولى.
2- سوريا مرتبطة بمخطط أمريكي يهدف إلى جرنا إلى معركة ونكسة أخرى.
3- إن الرئيس القذافي صغير السن ويفتقر إلى الحكمة والخبرة.
4- هذه العملية فيها تحويل لاهتمامات الجماهير بما فيها القوات المسلحة .
5- مصر هي التي تتحمل العبء كله.
6- هذه الاتفاقية خداع استراتيجي.
7- بصفة عامة الموقف يعتبر سلبي في مجموعه".
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
كان هذا التقرير بمثابة تهديد آخر عن طريق القوات المسلحة. وتلقى الرئيس السادات التهديد وبدأ الرد على الفور. استدعى اللواء/ الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري وشرح له ما يدور من حرب خفية بينه وبين مراكز القوة والسلطة، فتعهد له بأنه سيكون بقواته إلى جانبه لأنه هو الرئيس الشرعي للبلاد. ثم اتبع الرئيس السادات ذلك برسالة عن طريق صديق إلى الفريق/ محمد صادق رئيس الأركان حتى يطمئن إلى موقف القوات المسلحة، وقد تعهد له بأن القوات المسلحة لن تتدخل في ذلك الصراع السياسي.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وفى خضم هذا الصراع وصل روجرز وزير الخارجية الأمريكي للاجتماع مع الرئيس السادات الذي كان متلهفاً على أي جديد يأتي به. لكن الزيارة فشلت ولم تحقق شيء يذكر، سوى أنه في حوار مع رئيس تحرير الأهرام قال أن دخول هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي في المشكلة ليس في صالح مصر إطلاقاً، لأن "ولاءه الأول والثاني والثالث لكيسنجر والرابع لأي سيد يستعمل خدماته وولاءه الخامس لأمته. ورد هيكل : إنه قابل بولائه لأمته ذلك لأن ولاءه لأمته سوف يجعله يعرف أن مصالح الولايات المتحدة كلها مع العرب.
وقاطعه روجرز : ماذا تقول ؟ أمته ليست الأمة الأمريكية. ولاءه لليهود".
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وفى احتفال عيد العمال في 1 مايو أعلن الرئيس السادات إقالة السيد/ على صبري من جميع مناصبه، وأعقب ذلك بتحرك سريع داخل القوات المسلحة لضمان وقوفها على الحياد في ذلك الصراع خاصة في القوات الجوية، فعقد اجتماع موسع لأكثر من مائة قائد في الجيش الثالث يوم 11 مايو ثم أعقبه يوم 12 مايو اجتماع آخر مع عدد كبير أيضاً من قادة الجيش الثاني. (حضرت بنفسي اجتماع يوم 12 مايو بحكم منصبي كقائد سرب).. قام الرئيس خلال الاجتماع بشرح الموقف السياسي والجهد المبذول مع أمريكا وروجرز ويارنج واستغرق ذلك حوالي الساعة. وبدأت الأسئلة التي وضح أنها كانت مرتبه، فكان أول سؤال عن الأسباب الحقيقية لإقالة السيد/ على صبري ؟ وكان السؤال الثاني من طيار بالقوات الجوية عن السلاح السوفيتي وعدم قدرته على تنفيذ المهام المطلوبة. وقد أسهب الرئيس فقص كل ما دار من قِبل الجبهة المضادة ثم أجاب على السؤالين واستغرق هذا ساعتين تقريباً، كان مجمل ما قاله لنا هو أن نتجه بأبصارنا إلى العدو وإلى المعركة ولا ننشغل بأي شيء آخر، وإن الشعب يدعمنا ويقف خلفنا في المعركة المنتظرة. كما قام بامتداح الفريق أول/ فوزي الجالس بجواره والثناء علي جهده بصورة ملفتة.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
ومساء يوم 12 مايو قدم أغلب قيادات الدولة استقالاتهم لكن أبرزهم كان وزراء الحربية والداخلية والإعلام وشئون رئاسة الجمهورية، ورئيس مجلس الشعب، ظنا منهم بأن هذه الاستقالات كفيلة بإسقاط الرئيس السادات من منصة الحكم. ومساء نفس الليلة أوقف الفريق/ صادق اجتماع كان الفريق أول/ فوزي قد عقده مع قيادات القوات المسلحة لمناقشتهم في قرارات الرئيس السادات، ومحاولة تأليبهم عليه. فقال الفريق/ محمد صادق
- سيادتك قدمت استقالتك فليس من حقك استكمال الاجتماع أو إصدار أوامر.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
الفريق/ سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة
وفى نفس الوقت تحرك اللواء/ الليثى ناصف بقوات الحرس الجمهوري وقبض على كل من قدم استقالته، وتم تقديمهم إلى المحاكمة وعرفت القضية باسم "مراكز القوى". وتعين الفريق/ محمد صادق وزيراً للحربية واللواء/ سعد الشاذلي رئيساً للأركان. وانتهى بذلك الصراع الداخلي الذي استمر قرابة 8 شهور لصالح الرئيس السادات، الذي نجح في اللعب بورقة الاتحاد مع سوريا وليبيا، حتى يهرب من بدء القتال في أبريل 1971. وانتصرالرئيس السادات في صراعه الداخلي وانفرد بالقرار السياسي، لكن كان عليه أن يواجه السؤال الذي مازال معلق في الهواء دون إجابة "ماذا سنفعل مع إسرائيل ؟".
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
أثار الصراع الداخلي في مصر قلقاً كبيراً لدى روسيا، فالصورة مهتزة في موسكو. فالذي يتردد في مصر ويصل إليهم في موسكو أن الرئيس السادات أطاح برجال روسيا تقرباً من أمريكا، وإنه "الرئيس السادات" هو الواعي تماماً بأن الحل في يد أمريكا وليس روسيا. فتحركت القيادة السوفيتية على الفور ووصل إلى القاهرة يوم 25 مايو وفد سوفيتي برئاسة نيكولاى بادجورنى رئيس الجمهورية. ولم يكن يغيب عن فطنه الرئيس السادات إن ما قام به في صراعه مع الجبهة المضادة له سيثير قلق روسيا، فكان مستعداً لاستقبالهم بحفاوة وود، ولكي يزيد ويؤكد اطمئنانهم وقع معاهدة صداقة وتحالف بين مصر والاتحاد السوفيتي لمدة 15 عاماً.
يتبع ...
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 04:47 AM
|