الموضوع: السيره النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2009, 02:07 PM   #3

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,382
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



أبوةُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم

لا تخطئ النظرة الأولى لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كمـال صفة الأبوة في رسـول الله صلى الله عليه وسلم ككل صفاته . وإن كان من أبرز مظاهـر الأبوة وأهمها الشفقة بالأطفال والرقـة لهم . فقد كان ذلك واضحاً جلياً في حياته عليه الصلاة والسلام _ ليس مع أبنائه وبناته الذين من صلبه ، أو أبنائهم وبناتهم فقط- بل كان ذلك مع أبناء المسلمين عامة. وذلك يشهد بقوة الأبوة وأصالتها لديه صلى الله عليه وسلم ، فقد يكون الإنسان أباً عطوفاً شفوقاً مع أبنائه خاصة ، يستنفذون طاقة حنانه ، وجهد شفقته ، وآخر بره ، فلا يبقى لغيرهم شيء ، أما نبي الرحمـة صلى الله عليه وسلم فقد كانت الأبوة فيه كاملةً شاملة فاض برها وحنانها وشفقتها على أبنـاء المسلمين جميعـاً ، وسعدوا بها ، وتَفيّـؤوا ظلالها ، كانت أبوة سخية معطاءة ، بارة حانية ، تُعلم الآباء كيف يكون البر ؟ وكيف تكون الرحمة ؟ وكيف يكون الحنان ؟ بل كيف تكون الأبوة، وما زال وسيظل يرنّ في آذان البشرية أخبار تلك الأبوة الكاملة الشاملة ، حيث سجلتـها الأحاديث الصحيحة سطوراً من نور يهدي الإنسانية إلى سنة خير البرية . عليه الصلاة وأزكى السلام .

من مظاهر الأبوة العامة :
كان صلى الله عليه وسلم يفرح بأطفـال المسلمين ، ويهنئ بميلادهم ، ويباركهم ، ويسعد إذ يأتونه بهم يُحنـكهم ، ويسميهم ، ويبين للمسلمين كيف يستقبـلون أبناءهم ، ويحثهم على الفرحة بهم ، والاحتفال بمقدمهم ، ويدعوهم للعقيقة عنهم يوم سابعهم ، ويشهد هذه الولائم تنويهاً بها، وإعلاءً لشأنها وللمناسبة التي أقيمت من أجلها .

عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها حملت عبد الله بن الزبير بمكة ، قالت : فخرجت وأنا متـم - أي في آخر أيام الحمل - فقدمت المدينة ، فنزلت بقبـاء ، فولدت بقُباء ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضعه في حجـره ، ثم دعا بتمرة ، فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حنّكه بالتمرة ( التحنيك: هو أن يمضغ التمرة حتى تلين ، ثم يدلك بها حنك الصبي ، داخل فمه ، حتى ينزل إلى جوفه شيء منه ) ثم دعا له ، فبرّك عليه ، وكان أولَ مولود في الإسلام .
وفي رواية أخرى زيادة : ففرحوا به فرحاً شديداً ، لأنهم قيل لهم : إن اليهـود قد سحرتكم فلا يولد لكم. رواه الشيخان .
وفي الصحيحين أيضاً عن عائشة رضي الله عنها ، نحو هذا الحديث ، وفيه وسمـاهعبد الله .

ولا يقولن قائل : إن هذا يدخل في باب ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لأبنائه ، وآل بيتـه ، فإن أسماء أخت عائشة زوجه ، والزبـير زوج أسماء ابن صفية بنت عبد المطلب ، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يقولن قائل ذلك، فإن هذا لم يكن لابن أسمـاء وحدها ، والأخبار عن فعله عليه الصلاة والسـلام ذلك بغير عبد الله بن الزبير لا تقف عند حصر .

وكأني بأصحابه رضوان الله عليهم قـد عرفوا حبّه عليه الصلاة والسـلام لذلك وسعادته به ، فكانوا يحرصون عليه ، ويهتمون به ، بل وجدوا _ هم أيضاً _ خيراً في ذلك لأبنائهم ، وبركة عليهم ، يشهد لذلك مارواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : ولدت أم سُليم - زوج أبي طلحة ، وأم أنس- غلاماً ، فقال أبو طلحة: ( احفظيه أي لا يتناول شيئاً ، كما صرح بذلك في رواية أخرى عند البخاري أيضاً حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وفي الـرواية الأخـرى أن الذي طلب حفظه من أن يتناول شيئاً هي أم سليم ، ولا مانع أن يكون الطلب بالمحافـظة على الغلام من أن يتناول شيئاً قد كان كل منهما جميعاً - من أبي طلحة وأم سليم - ، وتكررت الرواية من أنس رضي الله عنه . قال أنس : وأرسلت أم سليم - معه أي الصبي - بتمرات ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أمعه شيء؟ قالوا : نعم . تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في فم، الصبي وحنّكه به ، وسماه عبد الله .

وهذا الحديث أخرجه "مسلم " بزيادة فجعل الصبي يتلمظه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : حُب الأنصار التمر .
فهنا نجد حرص كل من أبي طلحة ، وزوجته أم سليم على أن يكون أول ما يدخل جوفَ الصبي من ريقُ النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا يفوتنا أن نسجل ما ظهر من تلطف الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومداعبته، حين علق على تلمظ الطفل يتلمظ ، أي يحرك لسانه في فمه ، ليتتبع ما فيه من تمر قائلاً : حُب الأنصار التمر .

فكأنه عليه الصلاة والسلام يفسر تلمظ الغلام بعراقته في حب التمر ، وإرثه ذلك عن آله الأنصار ، فقد كان أهل المدينة الأنصـار أهل نخيل ، فالتمر شائع فيهم ، وعامة طعامهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يذكر ذلك في معرض المجاملة والثناء ، والرضى عن الأنصار وأبناء الأنصار .

وربما قيل : إنّ أم سليم وأبا طلحة ليسا بعيدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنس خـادم الرسول ابن أُم سليم ، والمولود أخوه لأمه ، فهو يرتبط بنوع صـلة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يقطع هذا القول ، ويؤكد أن ذلك البر بالأبناء كان لكل أبناء المسلمين ، قال أبو موسى: ولد لي غلام فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم به فسماه إبراهيم ، وحنـكه بتمرة ، ودعـا له بالبركة ، ودفعه إليّ ، وكان إبراهيـم هذا أكبر ولد أبي موسى الأشعري . (رواه البخاري).

وربما كان أوضح في الدلالة على أن ذلك كان شـأن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه كان مألوفاً معروفاً عند المسلمين ما رواه هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهم : "أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرّك عليهم ، ويحنّكهم ". ( أخرجه مسلم ).
فهذا الحديث بهذه الصيغة ناطق وشاهـد بأن ذلك كان شـأناً منه ، ومعروفاً عنه صلى الله عليه وسلم ، ومعهوداً من صحابته معه ، بصفة عامة، وأن الأحاديث التي رويت وحددت أسماء ووقائع معينة مجرد أمثلة ، وليست حاصرةً جامعة مانعة .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في تسميته لأبنـاء الصحابة رضوان الله عليهم يتوخى فيها المناسبة لحال كل طفل ، وما يدخل السرور على أسرته ، ويسعدهم ، ينطق بذلك الحديث التالي :

عن سهل بن سعد قال : أُتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد ، فوضعـه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه ، وأسيد جالس ، فلهى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء - أي شغل به - بين يديه ، فأمر أبو أسيد بابنـه فاحتمل من على فخذ رسول الله فأقلبوه، فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي مما شغله ) فقال : أين الصبي ؟ فقال أبو أسيد : أقلبناه يا رسول الله ، قال :

ما اسمه ؟ قال : فلان يا رسول الله . قال : لا ولكن اسمـه المنـذر ، فسماه يومئذٍ المنذر. ( رواه الشيخان ).

فمع ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم من شغل ، استغرقه حتى احتُمل الصبي من على فخذه من غير أن يشعر ، مع ذلك لم ينس أن يسأل عن اسمه ، ولما عرفه ، غيّره ، لا لكراهية الاسم الذي سموه به ، ولكن ( المنذر كان ابن عم أبيه ، وكان قد استشهد ببئر معونة ، وكان أميرهم ، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم له اسم المنذر تفاؤلاً أن يكون خلفاً من ابن عم أبيه الشهيد ، الذي استشهد ببئر معونة .

يتبع



توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس