و دى الفصل ال 2
الفصل الثاني
~~ زائر بلا موعد ~~
في اليوم التالي استيقظت كرستي في تمام الساعة الواحدة ظهرا كان يوم عطله نهاية الأسبوع.. لقد كانت ليله هادئة و جميله .. هذه المرة الأولى التي تحس فيها بلذة النوم منذ الأسبوع الماضي .. رفعت رأسها بتكاسل و كأنها تأبى مغادره السرير .. استنشقت الهواء ملء رئتيها ثم أطلقته بهدوء فأحست بالنشاط و الحيوية يتسللان إلى جسدها .. لمحت بجوارها ملاحظه صغيره كتب فيها
( اعتذر عزيزتي .. لقد خرجت لأمر طارئ ربما لن أتناول الغداء معك .. سأتأخر لذا لا تقلقي ..ولا تنسي كيوتي يمكنك مجالستها حتى عودتي .. اعتذر مجددا لورا )
قفزت كرستي من السرير ثم انطلقت إلى الحمام لتأخذ حماما دافئا .. نزعت روبها الحريري الأبيض و اندفعت تحت المياه الدافئة .. أغمضت عينيها ثم سكبت قدرا قليلا من الشامبو على خصلات شعرها الغجرية وأخذت تمرر أصابعها بلطف .. انسابت قطرات المياه المختلطة بفقاعات الشامبو على وجهها.. لا ترى سوى الظلام و لا تسمع سوى ارتطام قطرات المياه بجسدها .. فجأة تسلل إلى أذنيها صوت غريب .. فتحت عينيها لتلقي نظره فلمحت ظلال شخص من خلف الستائر البلاستيكية يمشي بهدوء !! تراجعت للخلف وتملكها الخوف .. حشرت نفسها في زاوية و تسلحت بعلبه الشامبو في محاوله يائسة للدفاع عن نفسها .. رفعت يدها ببطء و تردد شديدين وسرعان ما فتحت الستائر فلم تجد أحدا!! .. أغمضت عينيها و هي تهدئ أعصابها المتوترة .. لا تدري ما هذه التخيلات و الأوهام التي تراودها و تقتل شعورها .. أنهت استحمامها على عجل ثم خرجت .. سحبت روبها و ارتده ثم أخذت تجفف شعرها بمنشفتها وهي تعود أدراجها إلى غرفتها .. أوقفتها نفحه باردة هزت أوصالها كانت النافذة مفتوحة ..نظرت إليها طويلا ,, لا تدري ما هذا الشعور الذي تملكها .. كانت الستائر تتطاير مع الهواء و يهتز الشباك مصدرا صريرا مريبا .. رأت انعكاسها على زجاج الشباك عندما استدار ناحيتها .. لمحت شخصا غريبا يقف خلفها !! يقف وبكل برود ..,, أغمضت عينيها بقوه و هي تؤكد لنفسها أنها مجرد تخيلات لا أكثر .. استدارت بسرعة فلم تجد أحدا .. تنهدت بعمق شديد ثم سارعت وأغلقت النافذة بإحكام .. عادت إلى غرفتها وقبل أن تهم بالدخول أوقفها صوت ارتطام قوي على الأرض ثم سمعت صوت كيوتي !! أسرعت إلى مصدر الصوت قلقه وهي تقول
( كيوتي هل أنت بخير ؟!)
وحين وصلت رأت كيوتي جالسه أمام صوره محطمه وحولها قطع زجاج متناثرة .. حملتها كرستي سريعا و هي تقول
( ما الذي فعلته كيوتي؟!! )
.. فجأة سمعت باب الشقة يفتح ثم صدح صوت لورا هاتفه في مرح
( لقد وصلت ؟! )
توقفت خطواتها حين رأتها ,, لم تكن لورا وحدها لقد كان بصحبتها رجلا غريبا طويل القامة نحيل البنية تتدلى من رقبته كاميرا صغيره و ربط في خصره حقيبة سوداء
مظهره غريبا !!!
أحست كرستي بالإحراج ,, وكذلك لورا .. قفزت كيوتي إلى لورا في حين سارعت كرستي إلى غرفتها و هي تعتذر ,, التفتت لورا إلى الرجل ثم قالت في حرج
( اعتذر ,, لم اعلمها بقدومك ,, أردت أن تكون مفاجأة لكني أفسدتها )
ابتسم قائلا
( لا بأس )
قلب ناظريه حول أرجاء الشقة ثم تقدم بخطوات بطيئة و هو يتأملها ,, امسك بكاميرته والتقط صوره سريعة للنافذة وقال
( يا له من مكان جميل )
نزعت لورا معطفها الجلدي ثم اتجهت للمطبخ هاتفه
( ماذا تريد أن تشرب ؟!)
التقط صوره أخرى لمنظر كان معلقا على الحائط و أجابها
( أريد ماء وحسب )
سكبت له ماء وقدمته إليه بلطف ,, ارتشف الماء ثم شكرها ,, تأمل قطرات الماء العالقة على الكأس بنظره غامضة ثم قال
( أتعلمين لورا أن الأشباح تعشق المياه كثيرا )
نظرت إليه طويلا ,, ثم همست
( حقا ؟! )
قاطعتهما كرستي قائله في توتر و حرج شديدين
( المعذرة سيدي ,, لم أكن اعلم بقدومك ..)
قاطعها بسرعة قائلا
( توقفي !! )
ثم التقط صوره سريعة لها و قال بلهجة ساحره
( انعكاس أشعه الشمس عليك تبدو جميله ,, أتمانعين إن احتفظت بالصورة ؟! )
قطبت جبينها في دهشة .. نظرت إلى لورا التي كانت تقف بجواره وكأنها تبحث عن تفسير وأخيرا قالت
(لا,, إطلاقا )
شكرها بلطف و استمر يلتقط بعضا من الصور ,, اسرعت كرستي الى لورا و سألتها بهمس
( من يكون هذا ؟! )
( انه خوان بيرموديز ,, يلقب بـ سبارو ,, صديق قديم التقيت به في رحله سياحية في مكسيكو )
عقدت كرستي حاجبيها و هي تنظر إليه قائله
( انه غريب الأطوار )
( أعلم لكنه شخص لطيف اتصل بي و اخبرني انه وصل إلى هنا ليله البارحة وذهبت لأقابله ثم دعوته إلى هنا ,, أتمانعين أن تناول الغداء معنا ؟! )
صمتت في تردد شديد وهي تتأمله مجددا ,, لم ترتح له مطلقا .. مع ذلك وافقت .. قبلتها لورا على خدها تعبيرا لشكرها ..
عادت كرستي تنظر إلى ذلك المدعو سبارو .. لا تدري ما هذا الشعور الذي تملكها !!!
شعور غريب ,, غريب جدا ..