الموضوع
:
يحفل القرآن الكريم بالآيات التي تتحدّث عن ظلم النفس
عرض مشاركة واحدة
11-11-2013, 04:43 AM
#
1
Subway
• الانـتـسـاب »
Sep 2013
• رقـم العـضـويـة »
114544
• المشـــاركـات »
2,165
• الـدولـة »
بين شطين وميه عشقتهم عنيا "{.اسكندرية.}.
• الـهـوايـة »
الدردشة فى المنتدى مع اجمد التعليقات المواضيع الشيقة
• اسـم الـسـيـرفـر »
Private Server
• الـجـنـس »
Male
• نقـاط التقييم »
451
يحفل القرآن الكريم بالآيات التي تتحدّث عن ظلم النفس
ظلم النفس
يحفل القرآن الكريم بالآيات التي تتحدّث عن ظلم النفس كقوله تعالى :
(
فَمَا كَانَ
اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
)
التوبة : 70 . والسؤال هنا : كيف يظلم الإنسان نفسه ؟ ذلك أنّ الظلم نوع من الإساءة ، فكيف إذن يسيء الإنسان إلى نفسه ؟ والجواب : إنّ علّة الظلم تنجم عن أمرين هما : الغفلة والجهل . صحيح
أنّ الظلم إساءة ، وأنّ الإنسان لا يريد الإساءة لنفسه ، ولكن هذا الأمر
يتحقّق إذا كان الإنسان قد شخّص المسألة ، وأنّه فعل ذلك عمداً مع معرفته
، ولو كان الأمر كذلك لما ظلم نفسه أبداً ، غير أنّ الظلم يأتي أحياناً مع
تصوّره بأنّه يحسن إلى نفسه ، فإذا به يلحق الظلم بها دون أن يدرك ذلك . فكم
من ظالم لنفسه مسيء إليها وهو يتصوّر أنّه قدّم لنفسه الخير ، ولكن وبسبب
جهله وعدم إدراكه تنقلب الأمور ، وإذا الخير الذي نواه هو في الحقيقة شر
وظلم ، قال تعالى :
(
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
الكهف : 104
.
كتب
رجل إلى أحد الصحابة يطلب منه موعظة ، فكتب الصحابي في جواب رسالته : ( لا
تسيء إلى أحب الخلق إليك ) ؛ ولم يفهم الرجل القصد من وراء هذه الموعظة ،
إذ كيف يسيء الإنسان إلى أحب الأشياء إليه ؟ فكتب إليه الصحابي : ( نعم
نفسك التي بين جنبيك تسيء إليها وتظلمها لا عن عمدٍ ولكن عن غفلة وجهالة )
. إنّ كل الذنوب والآثام التي يرتكبها البشر هي في الحقيقة
محاولات خاطئة لإيصال الخير إلى النفس ، في حين أنّ المسألة على العكس ،
فهذه المحاولات الخاطئة مواقف عدائية تلحق الضرر بنفس الإنسان ؛ وإذن فعلة
الظلم إنّما تنشأ عن الجهالة والغفلة . وهناك سبب آخر مهمّ أيضاً
، فقد يرتكب الإنسان أحياناً ظلماً ويسيء إلى نفسه عمداً عن علم وإدراك ،
وهذا أمر يدعو إلى التعجّب ، ومن أجل فهم هذه الظاهرة نمهّد لذلك بمقدّمة
موجزة .
يقول الفلاسفة : إنّ علل هذا العالم تنقسم إلى قسمين :
الأوّل
: علّة فاعلة والآخر منفعلة ، والعلّة الفاعلة هي المؤثّرة والمنفعلة هي
المتأثّرة ، فالرسّام الذي يرسم لوحة ما ، هو علّة مؤثّرة ، واللوحة علّة
متأثّرة ، فمن الرسّام الذوق والفكر والفن والمهارة ، ومن صفحة اللوحة
القابلية على تقبّل ذلك ، ولولا وجود هاتين العلّتين ما ظهرت اللوحة إلى
الوجود . وهناك قاعدة أُخرى تقول : إنّ العلّة الفعالة المؤثّرة
مستقلة دائماً عن العلّة المتأثّرة ، وإنّه لا يوجد شيء يمكن أن يكون
فاعلاً ومنفعلاً في نفس الوقت . قد يعترض البعض على هذه القاعدة قائلين : كيف لا يمكن ذلك ونحن نشاهد الطبيب يمرض ، فيقوم بعلاج نفسه ومداواتها ؟
والجواب
: إنّ هناك التباساً وفهماً خاطئاً في هذه المسألة ، عندما يتصوّر المرء
أنّ الطبيب هذا يقوم بدور الفاعل والمنفعل ، ذلك أنّ الطبيب إنسان ،
والإنسان يضم جوانب مختلفة ، فهو من جهة جسم يتعرّض للمرض ، وفكر وعلم
وطبابة يعالج بها بدنه من جهة أخرى ، وإذن فالفاعل والمؤثّر هنا غير
المنفعل والمتأثّر . والسؤال الذي يثار هنا هو : كيف يظلم الإنسان
نفسه فيصبح ظالماً ومظلوماً أيضاً ؟ إنّ الحالة هنا تشبه إلى حدّ ما حالة
الطبيب ، ذلك أنّ الإنسان يتألّف من عقل وشهوة ، فشهوته هنا تظلم عقله
وتسحق إرادته ، وتضرب حقّه عرض الجدار ، وإذن فإنّ إطاعة الشهوة والانقياد
لها ظلم للعقل والضمير والوجدان . فمثلاً يكذب البائع فيزيد في
قيمة بضاعته ، ويخدع المشتري فيكسب من وراء كذبه منفعة مالية يشتري بها
ثوباً أو رغيفاً من الخبز ، ولكنّه في نفس الوقت يكون قد وجّه صفعة إلى
وجدانه وضميره ، وذلك أنّهما لا يسوّغان الكذب وخداع الآخرين . إنّ
الكذب يوجّه ضربة قوية للضمير ويضعفه ، وإذن فهو يظلم نفسه ، كذلك الظالم
فالذي يظلم الآخرين يظلم نفسه أيضاً ، ذلك أن قلبه يقسو وتغزوه الظلمة
ويملؤه التصدّع . ولذا فإنّ القرآن ينعتهم دائماً بأنّهم ( ظالمون
لأنفسهم ) ، فهم إمّا يظلمون أنفسهم عن جهل وغفلة ، أو عن طغيان يسحق
إرادة العقل ، ويدمّر إنسانية الإنسان
توقيع
Subway
:
التعديل الأخير تم بواسطة Subway ; 11-11-2013 الساعة
05:20 AM
إعلانات google
معدل التقييم :
إحصائية مشاركات »
Subway
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.51 يوميا
Subway
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Subway
زيارة موقع العضو Subway!
البحث عن المشاركات التي كتبها Subway