|
• الانـتـسـاب » Mar 2011
|
• رقـم العـضـويـة » 84965
|
• المشـــاركـات » 3,754
|
• الـدولـة » Alexanderia
|
• الـهـوايـة » PHOTOSHOP
|
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
|
• الـجـنـس » Male
|
• نقـاط التقييم » 61
|
|
|
أشــبــاح فــيــرســاي مـن مـوسـوعـة الأسـاطـيـر و الـرعـب 2

إن شـــاء الله كــل يــوم هــنــزل لــكــم حــلــقــة أو حــلــقــتــيــن مــن
سـلـسـة مـوســوعــة الأســاطــيــر و الــرعـــب
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
الى اليمين صورة الانسة الينور جورديان و الى اليسار صورة الانسة شارلوت موبرلي و خلفها تبدو حدائق قصر فيرساي في فرنسا
الآنسة شارلوت موبرلي هي عانس انكليزية على مستوى عالي من التعليم و الثقافة , و هي كذلك
أكاديمية محترمة و أول امرأة تتقلد رئاسة إحدى الكليات في جامعة اوكسفورد , كانت في السادسة
و الخمسين من العمر عندما قامت برحلة استجمام الى فرنسا برفقة مساعدتها في الكلية الآنسة
الينور جورديان , و هي امرأة عازبة أيضا في الثامنة و الثلاثين من العمر و أكاديمية محترمة , و
كجزء من برنامج الرحلة للإطلاع على مختلف الأماكن السياحية في فرنسا , قررت المرأتان زيارة
قصر فيرساي الفرنسي الشهير , و هو قصر اتخذته العائلة المالكة الفرنسية مقرا لها خلال فترات
متقطعة من التاريخ و تحيط به حدائق غناء واسعة و عدد من القصور و البيوت الفخمة التي كان
ملوك فرنسا عادة ما يشيدونها لعشيقاتهم , و بعد الثورة الفرنسية تحول القصر و ما يتبعه من
حدائق و أبنية الى متحف يصور حياة الترف و البذخ التي كان ملوك فرنسا يعيشونها.

في 10 آب / أغسطس عام 1901 , توجهت الآنسة موبرلي و زميلتها , بواسطة القطار , صوب
القصور الملكية في فيرساي التي كانت آنذاك تبعد عدة أميال عن العاصمة باريس (حاليا ضمن
ضواحيها) , و كانت المرأتين تتوقعان رحلة جميلة و ممتعة و لم يدر بخلدهما أبدا ما سيحدث معهما
في حدائق القصر , و التجربة الغريبة التي سيخوضانها هناك و التي ستصبح موضوعا لكتاب
مشترك سيصدر عام 1911 بعنوان (مغامرة " An Adventure ") , ستسرد فيه المرأتين
القصة التي عاشتاها في فيرساي , طبعا تحت أسماء مستعارة

• رحـــلـــة مـــع اشــبــاح الــمــاضــي
بسبب قلة معرفتهن بالتاريخ الفرنسي فأن القطع المعروضة لم تستوقفهن كثيرا و سرعان ما اكملن
جولتهن داخل قصر الفيرساي و بما ان الوقت كان لازال مبكرا للعودة الى باريس لذلك قررن القيام
بزيارة الى البيتي ترينون (Petit Trianon ) و هو بيت ريفي فخم يقع بالقرب من قصر الفيرساي
, كان الملك لويس الخامس عشر قد شيده لعشيقته مدام دي بومبادور , ثم اتخذته الملكة ماري
انطوانيت مسكنا لها خلال فترات متقطعة لخوض مغامراتها العاطفية بعيدا عن اعين المتطفلين و
جواسيس البلاط. و قد استعانت الانسة موبرلي و رفيقتها بكتيب سياحي قديم للوصول الى غايتهن ,
فمشين حتى وصلتا الى قصر فخم يدعى الكرانت ترينون , كان الملك لويس الرابع عشر قد بناه
لأحدى عشيقاته , و بما ان القصر كان مغلقا لذلك فقد تجاوزتاه وصولا الى الطريق الرئيسي الذي
يقود مباشرة الى البيتي ترينون , لكن بسبب قدم الخارطة التي معهن فقد دخلن عن طريق الخطأ الى
طريق ضيق اشبه بالزقاق محاط بالاشجار و هنا حدثت اول الامور الغريبة , تقول الانسة موبرلي
انها تعجبت لأن رفيقتها الانسة جورديان لم تستعلم عن الطريق الصحيح من امرأة كانت تنفض
ملابس بيضاء من شباك احد الابنية المحاذية للطريق الضيق الذي دلفن اليه , و لظنها ان الانسة
جورديان تعرف الطريق الصحيح فقد تبعتها من دون ان تنبس ببنت شفة , لكن الحقيقة المرعبة التي
ستعرفها لاحقا هي ان الانسة جورديان لم ترى أي امرأة لأن الشباك كان مغلقا اصلا!! ثم بعد مسافة
من المشي انتهى الطريق الى مفترق , حيث كانت هناك ثلاثة طرق تتفرع أمامهن و لأنهن شاهدن
رجلين يسيران في الطريق الأوسط لذلك قررن اللحاق بهما , كان الرجلين يرتديان ستر خضراء
طويلة و يعتمران قبعات قديمة الطراز ثلاثية الزوايا , و قد ظنت المرأتان أنهما مزارعان يعملان في
الحديقة , و تقدمت الآنسة جورديان بالسؤال منهما عن الطريق إلى البيتي ترينون فأخبراها بأن
تستمر بالسير إلى الأمام , و في هذه الأثناء وقع بصرها على كوخ صغير ذو عتبة حجرية تقف على
بابه امرأة تناول إبريقا إلى فتاة صغيرة , و هنا بدء إحساس مزعج بالكآبة و عدم الارتياح يسري في
جسد المرأتين و كان يزداد سوءا كلما تقدمتا في الطريق , و في النهاية وصلتا إلى حديقة تغطيها
أشجار كثيفة لكنها بدت مسطحة و خالية من التأثيرات , لا أشعة او ظلال او حتى نسمة خفيفة من
الهواء تداعب أوراق الأشجار , كان كل شيء ساكنا بصورة عجيبة و بدا كأنهما ينظران إلى لوحة
 جامدة , إلى اليسار كانت هناك عريشه مزينة بالنقوش و إلى جانبها وقف رجل يرتدي عباءة سوداء
طويلة و يعتمر قبعة كبيرة داكنة , التفت الرجل نحوهما فشعرتا بشيء من الخوف , كان وجهه خشنا
و بشرته قاتمة تغطيها بعض ندوب مرض الجدري و بدت نظرته غير مريحة , و في هذه الأثناء
تناهى إلى سمعهن صوت خطوات تقترب منهن , لكن عندما أدارا وجهيهما لم يريا شيئا خلفهن ثم
ظهر فجأة رجل بدا كأنه خرج من العدم , كان وسيما و يرتدي ملابس شبيهة بزي فرسان العصور
الوسطى , و قد اخبرهما بأنهما يسيران في الطريق الخاطئ و أن الطريق إلى البيتي ترينون يقع إلى
يمينهما , فمشت المرأتين بسرعة في الاتجاه الذي أشار إليه و عندما أدارت الآنسة موبرلي وجهها
لتشكر الفارس الوسيم كان قد اختفى كما ظهر فجأة إلا أن صوت خطواته كانت لاتزال تتردد في
المكان , ثم وصلتا إلى قنطرة على جدول مائي صغير عبرتاها و لاح لهما خلفها بيت ريفي صغير في
حديقته كانت هناك امرأة متوسطة العمر تجلس على كرسي خشبي و تنظر إلى صحيفة ممدودة على
يدها , كانت ترتدي ملابس صيفية خفيفة و تغطي رأسها بقبعة بيضاء , كان شعرها كثيفا و ناعما و
وجهها جميلا رغم شحوبه , و عندما مررن قربها رفعت المرأة رأسها و نظرت إليهن , تقول السيدة

موبرلي بأنها ظنت انها سائحة مثلهن و لكن ما لفت انتباهها هو طراز الملابس القديم جدا الذي
ترتديه , و قد أحست برودة عجيبة تسري في جسدها عندما نظرت إلى عيني المرأة فأشاحت وجهها
بسرعة , ثم ظهر فجأة رجل من داخل البيت و تقدم نحوهما , كان يرتدي ملابس قديمة أشبه بملابس
الخدم و اخبرهما بأن مدخل الترينون يقع في الجهة الأخرى للبيت فاستدارت المرأتين بسرعة و ما
أن خرجتا من الحديقة حتى بدء الإحساس بالكآبة و السوداوية يتلاشى و زالت حالة الجمود و
السكون الغريبة التي كانت تلف المكان و عاد كل شيء إلى طبيعته و بدا المكان غاصا بالسياح و
الزائرين مرة أخرى.
مــاذا حـــدث بــعــد ذلـــك ؟
في مساء نفس اليوم عادت الآنستان موبرلي و جورديان إلى باريس و لم تتحدثا أبدا حول ما جرى ,
لأنهما كانتا غير متأكدتين من حقيقة ما شاهدنه ظهيرة ذلك اليوم , و بعد أسبوع من الحادثة و بينما
كانت الآنسة موبرلي تكتب رسالة لأختها في انكلترا , التفتت فجأة نحو الآنسة جورديان و أخبرتها
بأنها تعتقد بأن البيتي ترينون مسكون بالأشباح , فأجابت الآنسة جورديان بأنها تعتقد ذلك ايضا , ثم
أخذتا تناقشان ما شاهدنه أثناء بحثهن عن البيتي ترينون و عندما تحدثت الآنسة موبرلي عن المرأة
ذات القبعة البيضاء التي كانت جالسة في الحديقة أبدت الآنسة جورديان استغرابها و أخبرتها بأنها
لم ترى أي امرأة في الحديقة , و هكذا بدأت تتكشف لهن أبعاد التجربة الغريبة التي مررن بها , كانت
هناك أشياء شاهدتها الآنسة موبرلي لم تشاهدها الآنسة جورديان مثل المرأة التي كانت تنفض
ملابس بيضاء و المرأة التي كانت جالسة في حديقة البيتي ترينون , و في المقابل , كانت هناك أمور
رأتها الآنسة جورديان لم ترها الآنسة موبرلي , مثل الكوخ القديم و المرأة و الفتاة أمام بابه

, و
هناك أشياء رأتها كلاهما مثل الرجلين ذوي الستر الخضراء و الرجل المخيف قرب العريشة و
الفارس الوسيم في الحديقة و الخادم الذي خرج من البيتي ترينون و أرشدهم نحو المدخل.
و عندما قامت المرأتين بزيارة الفيرساي مرة أخرى شعرتا بالصدمة , إذ لم يستطعن أبدا العثور
على الطريق الذي سلكنه نحو البيتي ترينون و لم يكن هناك اثر للكوخ ذو العتبة الحجرية و لم يجدا
أي عريشه في حدائق الفيرساي كلها و لا القنطرة الصغيرة قرب البيتي ترينون , كما صدمن عندما
عرفن ان الباب الذي خرج منها الخادم في البيتي ترينون كان مقفلا بقواطع حديدية و لم يفتح منذ
عشرات السنين , كما إن الحدائق كانت تغص بالزوار و لم تكن خالية كما في يوم الحادثة.
البحث عن الحقيقة

صورة لماري انطوانيت ملكة فرنسا في عز شبابها و اوج جمالها , يا ترى هل كانت هي حقا المرأة
التي رأتها الانسة موبرلي في حديقة البيتي ترينون؟

عندما عادتا إلى انكلترا بعد ثلاثة أشهر , بدأن يبحثن في تاريخ الفيرساي و حدائقه , و في العام
التالي ذهبن إلى فرنسا للبحث عن خرائط قديمة للقصر و حدائقه , و بدأت الأمور تنجلي شيئا فشيئا ,
فخلال السنوات العشر التالية توصلت المرأتان إلى حقائق مذهلة.
فقد عرفن انه في يوم 10 آب / أغسطس عام 1792 , سيطر الثوار على القصر الملكي في باريس
و شاهد الملك و الملكة بأم أعينهم مقتل جميع أفراد الحرس الملكي , و في ذلك اليوم ألغيت الملكية
في فرنسا , و علمتا أن الرجلين الذين كانا يرتديان سترا خضراء طويلة هم من خدم الملكة لأن
هؤلاء فقط كان يسمح لهم بارتداء الزي الأخضر , و إن الرجل الذي كان ينتظر قرب العريشة هو
من أعداء الملكة و اسمه (Comte de Vaudreuil ) , و ان الفارس الوسيم الذي ظهر فجأة
هو رسول كان قد أرسل إلى الملكة لتحذيرها من زحف الثوار نحو القصر , أما السيدة التي كانت
تجلس في حديقة البيتي ترينون , فلم تكن سوى ماري أنطوانيت ملكة فرنسا , كما عثرن أثناء بحثهن
في الخرائط القديمة على تصاميم قديمة للحدائق , و استطعن التعرف على الطريق الذي سلكنه في
يوم الحادثة , كما استطعن تحديد مكان الكوخ ذو العتبة الحجرية و العريشة , و في عام 1903
كانت المفاجأة الكبرى عندما وجدن خارطة قديمة و نادرة تظهر وجود قنطرة تؤدي إلى قصر البيتي
ترينون و هو ما لم يكن مثبتا على أي خريطة أخرى حتى ذلك الزمان.

ماذا حدث حقا في البيتي ترينون ؟
لسنوات عديدة و حتى بعد وفاة الآنسة جورديان المفاجئ عام 1924 و وفاة الآنسة موبرلي عام
1937 , ظل الجدل حول ما رأته المرأتان في حدائق الفيرساي قائما , البعض يعتقد ان ما شاهدنه
في ذلك اليوم كانت حادثة حقيقة و ان تجربتهن هذه تسمى تداخل الأبعاد و الأزمان , حيث يطل
الماضي على الحاضر او بالعكس , و هي نظرية لم تثبت علميا , و هذا البعض المؤيد يستند إلى
شخصية الآنسة موبرلي و جورديان , فقد كانتا من الشخصيات الأكاديمية المثقفة و المحترمة مما
يبعد عنهما شبهة تلفيق الحادثة , كما ان الأدلة و الشواهد التي ذكرتاها حول ما رأينه في ذلك اليوم
تثبت أنهن مررن حقا بتلك التجربة.

في المقابل فأن فريق المشككين يوردون عدد من الحجج لدحض القصة , إحداها ان ما شاهدته
المرأتان في ذلك اليوم لم يكن سوى أشخاص مشاركين في إحدى الحفلات التنكرية , حيث ان
المنطقة القريبة من الحدائق كانت مأهولة بعدة ضياع يملكها الأغنياء و لم يكن غريبا او نادرا عمل
هكذا حفلات , لكن العيب في هذه الحجة هي أنها لا تفسر تغير تصميم الحديقة , فأحتمال وجود حفلة
تنكرية وارد طبعا لكن تغيير تصميم الحديقة في يوم واحد ثم إعادته لما كان عليه غير وارد أبدا.
حجة أخرى يوردها المشككون , هي ان ما رأته المرأتين في ذلك اليوم لم يكن سوى نوع من
الهلوسة الجماعية و لهذا السبب فأن هناك أشياء رأتها الآنسة موبرلي و لم ترها الآنسة جورديان
و بالعكس , و ان الفترة الطويلة التي قضينها في البحث حول الأدلة التاريخية قد حولت هذه الهلوسة
في دماغهن إلى حقيقة , و هي حالة موجودة عند اغلب الناس , فأحيانا نرى أشخاص او أماكن
للمرة الأولى و لكن يسيطر علينا إحساس قوي بأننا شاهدناها سابقا.
و تبقى الحجة الأخيرة للمشككين , و هي الأقوى , بأن المرأتين بينما كانتا معا في فرنسا او في
حدائق الفيرساي قررتا تلفيق هذه القصة بالكامل , ربما لغرض التسلية ثم تحول الأمر بالتدريج الى
ما يشبه النكتة او المزحة التي لا يمكن التراجع عنها , او ربما لغرض الشهرة , لكن ما يضعف
هذه الحجة هي ان الكتاب الذي صدر حول هذه القضية كان بأسماء مستعارة و لم تكشف الأسماء
الحقيقية الا عام 1930 أي بعد وفاة الآنسة جورديان بستة أعوام.
|