و اذا كان الثعبان البحرى غامضا فان الوحش المعروف باسم كادبروسورس والذى يظهر بصفة شبه منتظمة امام ساحل فانكوفر الكندى وحش هادىء مدلل ورصين للغاية اذ أنه لايحاول الابتعاد او الاختفاء عن السفن الحربية و انما يتطلع اليها فى كسل و بلادة حتى تبتعد عنه هذا ما قاله الكابتن بول سوازبى عام 1939 عندما وصف الوحش بأنه ضخم الجثة يغطيه فراء كثيف اشبه بالدب القطبى و لايقل طوله عن اثنى عشر مترا وعلى شاطىء نهر كلايد فى اسكتلندا استقرت جثة كائن اخر هائل الحجم يغطى جسده ايضا فراء كثيف وله رأس صغير مقارنة بجسمه وله ذيل وعنق طويلان .
اما اكثر الوحوش المائية شهرة فى شمال اسكتلندا حصلت على شهرتها كلها تقريبا من الوحش الذى ضرب رقما قياسيا فى عدد مشاهديه الذى بلغ ما يزيد على خمسة آلاف شخص و بلغت عدد الصور التى التقطت له اكثر من ألفى صورة لم يعترف العلماء والخبراء بصحة اكثر من اربع وثلاثين صورة منها ولقد افردت دائرة المعارف البريطانية فى ملحقها عن العلوم و المستقبل دراسة خاصة عن وحش بحيرة لوخ نس قام بها جورج زاج رئيس وأمين قسم الزواحف فى متحف التاريخ الطبيعى البريطانى و عى دراسة تطرح امر الوحش بشكل علمى رسمى معتمد وأفضل صورة تم التقاطها للوحش تلك الصورة التى نشرتها جريدة الديلى ميل اللندنية فى مايو 1934والتى التقطها الكولونيل روبرت ويلسون و فيها يبدو الوحش اشبه بأحد الديناصورات النباتية من عصور ما قبل التاريخ وعلى الرغم من الشهرة الفائقة لوحش لوخ نس الاسطورى الا انه ليس وحش البحيرات الوحيد الذى يثير جدل و حيرة العلماء فهناك اوجو بوجو وحش بحيرة اوكاناجان الكندية الذى يتخذ شكل ثعبان طوله مائة ثمانية وعشرون مترا و ماينبوجو وحش بحيرة وينيجوسيس صاحب الثلاث حدبات و الرأس المفلطح و الذى اعترف العلماء بوجوده عام 1963 و أمر الكائنات العجيبة لا يقتصر فقط على عالم الماء انه ينتشر فى اليابسة ايضا ففى القارة السوداء افريقيا اوقع الصيادون فى شباكهم حيوانا مفترسا لا هو بالنمر ولا هو بالأسد عام 1941 و أطلقوا عليه اسم ناندا و أكثر ما أثار الاهتمام والحيرة فى ناندا هذا هو أن تركيبه الاكثر شبها بالنمر لم يكن له مثيل فى القارة كلها اذ أن النمر وكما قد لايعرف الجميع حيوان استوائى و ليس افريقيا كالاسد ولقد فحص العلماء ناندا ولكنهم فشلوا فى الاحتفاظ بجيفته للأسف ولقد أبدوا حيرتهم انذاك من وجود ذلك التركيب المدهش الذى يجمع بين صفات النمر والاسد معا و خاصة ان علم هندسة الجينات لم يكن حتى مجرد فكرة فى ذلك الحين و حتى بعد معرفتنا به سنجد امامنا لغز ناندا الذى قد يحمل تفسيره لغزا أكثر صعوبة و فى الكونغو أيضا يواجه الصيادون والعلماء لغزا من مثل تلك الحيوانات لغز الفيل القزم
و الفيل القزم هذا فيل مكتمل النمو و لكن طوله لايزيد عن المتر ونصف المتر و لا يزيد طول انيابه عن ستة وستين سنتيمتر
و لقد ظل الفيل القزم مجرد أسطورة حتى أثار اهتمام الملازم البلجيكى فرانسيس الذى استعان بعدد من القبائل المحلية فى حملة للبحث عنه عام 1937 وأمكنه العودة بعد عدة أشهر مع جلد الفيل القزم و نابيه الا انه أصيب بحمى غامضة و مات فى قلب الغابات الافريقية قبل ان يعود الى وطنه ليعلن كشفه المثير و افريقيا ايضا بها هذا الحيوان المعروف باسم أوكابى و الذى يبدو كخليط بين الزرافة والحمار الوحشى وتلك الحيوانات المختلطة العجيبة فى أفريقيا تدفع خيالنا للجموح و لتصور حدوث عدد من تجارب هندسة الوراثة فى هذه القارة فى زمن ما ومن أفريقيا الى أسيا وما سجله الجنرال الروسى ميخائيل استفانوفيتش توبيلكس فى تقريره العسكرى عام 1925 عندما كان يلاحق فلول قوات الجيش الابيض وسط الجليد فلقد كتب الجنرال توبيلكس أن رجاله لمحوا حركة عند أحد الكهوف فأطلقوا النار تجاهها على الفور متصورين أنها لبعض فلول الجيش الابيض ولكنهم فوجئوا أنهم قتلوا كائنا عجيبا لم ير أحدهم مثله من قبل كان أشبه بالبشر من حيث القامة وملامح الوجه وتناسق الاعضاء و لكن جسده كله كان مغطى بالشعر كالقرود باختصار كان يبدو أشبه بحلقة وصل بين الانسان والقرد و ربما كان هذا الكائن هو الصورة الفعلية لما أطلق العلماء عليه فيما بعد اسم انسان الجليد البغيض أو القدم الكبيرة وهو كائن شبيه بالبشر يعيش فى الاماكن الجليدية التى يصعب على البشر ارتيادها مثل جبال الهيمالايا وجبال جورجيا الروسية و شمال غرب أمريكا وكندا و هناك مشاهدات عديدة لرجل الجليد هذا أو كما يطلق عليه السكان المحليون اسم ييتى و آخر هذه المشاهدات ما سجلته بعثة بريطانية بقيادة جون ادواردز عام 1979 فى جبال الهيمالايا وعلى ارتفاع أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة متر فهناك على القمة رصد أعضاء البعثة آثار أقدام كبيرة على الجليد وسمعوا نداءات مخيفة وصرخات قوية تجمع بين أصوات البشر والحيوانات و لقد سجلت البعثة البريطانية طول آثار أحد الأقدام والذى بلغ ستة وثلاثين سنتيمترا بالتمام و الكمال و السؤال الحقيقى هو هل يعتبر ييتى هذا كائنا غامضا أم أنه مجرد تطور طبيعى لنوع من قرود المناطق الجبلية ؟
و لكن هذا السؤال وأسئلة كثيرة غيره ستظل طويلا بلا أجوبة شافية و سيظل العلماء يلهثون بحثا عن تلك الأجوبة و عندما يتوصلون اليها ستظهر أمامهم كائنات آخرى وآخرى فقط لندرك أننا لم نؤت بالفعل الا بالقليل من العلم والقليل جدا