|
• الانـتـسـاب » Mar 2011
|
• رقـم العـضـويـة » 83586
|
• المشـــاركـات » 4,369
|
• الـدولـة » لندن الدور الثانى
|
• الـهـوايـة » Silkroad
|
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
|
• الـجـنـس » Male
|
• نقـاط التقييم » 21
|
|
|
صورة واحد ناقد فنى

السبت :
دعانى الأخ الصديق المخرج خميس فجلة لمشاهدة فيلمه الجديد (فهيمة حبى) ...
و خميس فجلة تافه و هلفوت و أستاذ فى الجهل الفنى , غير أننى ضعيف جدا أمام صداقته , فهو أحد أفراد الشلة التى تلتئم كل ليلة و هو دائما فى الشلة الأرق , و الأظرف و الألطف و الأخف دما .
لذلك اضطررت أن أكتب نقدا عن الفيلم قلت فيه :
- إن (فهيمة حبى) فيلم طليعى عظيم لا يقل روعة عن الفيلم العالمى الكبير (هيروشيما حبى) . إن الذى يتأمل اسم الفيلمين يدرك على الفور أننا خطونا خطوة طليعية مهولة ترتفع بنا إلى المستوى العالمى , فهذا (فهيمة حبى) و ذلك (هيروشيما حبى) ...
و لقد بررت تفاهة الفيلم و عدم إقبال الناس عليه بقولى :
- إن الأعمال العظيمة التى يأتى بها فنان عظيم قد تبدو لنا تافهة أحيانا لأننا لا نغوص فى أحشائها .. إن (فهيمة حبى) يذكرنى بكلمة سقراط الخالدة و هو يشرب كأس السم : "ويل لمن سبق عقله زمنه" .
و لما كان خميس فجلة لا يساوى - فنيا - نكلة فقد اضطررت أيضا بعد هذه الأكذوبة السابقة إلى أن (أمذهب) تفاهته لتهويش الناس , فمضيت أقول :
- إن المفاهيم الفنية الجديدة التى أبدعها خميس فجلة تكشف عن الاتجاهات الإبداعية فى استاتيكية المضمون و ديناميكية الشكل و ديالكتيكية الفكرة , و تكتيكية التأثير الدرامى المنعكس الذى يتمدد بالحرارة و يتقلص بالبرودة , خاصة فى تلك الكادرات التى تظهر فيها فهيمة و هى تمسح البلاط , ثم و هى تمضغ فص اللادن و تغنى و ترقص لحبيبها فى الشرفة : "اطلع يا بتاع الفريكيكو" . لقد تجلت عظمة المخرج الطليعى فى هذا المشهد الذى ساعد على روعته و نجاحه فهم الفنانة "فتكات رمش العين" - فهيمة - لدورها , و فى استجابتها لتوجيهات المخرج فى استخدام الاستاتيكية التعبيرية و الديناميكية الحركية و الأيونية الدرامية فى رقصة "اطلع يا بتاع الفريكيكو" .
الأحد :
شكرنى الأخ الصديق خميس فجلة على نقدى للفيلم , كان فى منتهى السعادة . قال أن أروع ما أعجبه فى نقدى هو التحليل العلمى الفنى لمذهبه الاستاتيكى الديناميكى فى التعبير الدرامى , و لما كنت أنا نفسى لم أفهم كلمة واحدة من هذا الكلام رغم أننى كاتبه فقد هززت له رأسى باسما , غير أنه مضى يقول : فعلا البنت فتكات رمش العين وسطها زى الأستك فى الرقص .. آخر أستكية , و من ناحية الديناميت البنت فعلا ديناميت و آخر ديناميتية !!
الجاهل الحمار !!
الاثنين :
اتصل بى المنتج المعروف جاموس بيه أبو جاموس - منتج فهيمة حبى - و شكرنى بشدة , ثم راح يستفسر منى عن قيمة خميس فجلة كفنان لأنه كان ينتوى ألا يدفع له بقية الأقساط بعد أن سقط الفيلم سقوطا عظيما , و هل صحيح أن خميس فجلة فنان مهم كما فهم من كتابتى ؟؟
قلت له أن خميس فجلة سوف يكون ألمع مخرج بعد سنتين . قال لى : و حياة النبى ؟؟ قلت له : اسمع كلامى و خليك ناصح و بعيد النظر .. احتكره .. يجب أن تحتكره بعقد لمدة خمس سنوات على الأقل .
الثلاثاء :
دفع جاموس بيبه للصديق خميس فجلة كل الأقساط المتأخرة , و وقع معه عقد احتكار جهوده لمدة خمس سنوات .
أقامت الشلة حفلة كبيرة بهذا المناسبة السعيدة .
الأربعاء :
ما هذا الكلام الفارغ ؟
عدد كبير من الكتاب و النقاد معجب جدا بفيلم (اللحاف المقطوع) الذى أخرجه المخرج فهمى الفهام . الفيلم - كما هو مكتوب فى الإعلانات - مأخوذ عن قصة إنسانية لتوفيق الحكيم . إن الأقلام تهلل للفيلم و تضعه فى مستوى الأفلام العالمية , لكننى لا أنتوى الكتابة عنه و لا حتى الإشارة إليه لأسباب عديدة أولها أننى أستثقل دم المخرج فهمى الفهام , فهو متكبر و أليط و قليل الاختلاط بالوسط الفنى إلا فى حدود العمل , إذ أنه يقضى وقت فراغه يقرأ و يفكر .. ثم إنه قليل الأدب , و عندما ألتقى به لا يجيبنى إلا من طرف أنفه و لا يحفل بى كما يحفل بى بقية الممثلين .
و لا أستطيع أن أكتب عن الفيلم - ثانيا - لأنه بطولة النجمة "خليدة" , ذلك أن الصديقة العزيزة فتكات رمش العين تكره خليدة عمى .. صحيح أن خليدة قمة فى التمثيل , غير أن حرفا واحدا أكتبه عنها سوف يسبب لى المتاعب الشديدة فى شلتنا , فإن فتكات رمش العين هى الحب النارى لأخى و حبيبى خميس فجلة , و تلك الهلفوتة فنيا تعتبر نفسها قمة فى كل من تمثيل و رقص و غناء , و أهم من هذا كله أن خميس فجلة يضع رأسه برأس فهمى الفهام - المخرج الفاهم الدارس - و يعتبر نفسه أحسن منه مليون مرة .
لكل هذه الأسباب جميعا , لا يمكننى أن أكتب عن فيلم (اللحاف المقطوع) , خاصة أن فيلم (فهيمة حبى) لا يزال يعرض فى دار العرض المجاورة بنجاح منقطع الجماهير .
الخميس :
تعرضت اليوم لضغط شديد من الشلة , مطلوب منى - بالأمر - أن ألعن سنسفيل فيلم (اللحاف المقطوع) . مضطر للكتابة عن الفيلم .
السبت :
كتبت مقالا رائعا عن فيلم (اللحاف المقطوع) دون أن أشاهده .. لم يكن عندى وقت .
قلت عنه :
- "إنه عمل مهلهل لا يرتفع إلى مستوى الزفة الكذابة . إننا لو تأملنا الكيان الدرامى فى ديناميكية الحركة لوجدناه معدوما تماما , ثم إن الكلونازيوم - و هى كلمة لن يفهمها مخرج الفيلم و أراهن - ... الكلونازيوم لم يكن يتضمن فاعلية التنوع الدرامى الكلى و التنوع الدرامى الجزئى و الامتداد العكسى للأصول المعروفة فى التكوين التكتيكى ...." .
و قلت أيضا :
- "لهذا لا نجد البطلة - خليدة - موجودة فى الفيلم فقد فشلت فشلا ذريعا خاصة فى النصف الأول و النصف الأخير من الفيلم , و لو أن خليدة شاهدت الاستجابة الموقفية و الموقف الاستجابى لكاترين هيبورن فى الفيلم الأمريكى (علبة كبريت فارغة فى جيب رجل يمشى على طريق مانهاتن) , لعرفت بطلة ذلك الفيلم الفاشل كيف كانت كاترين هيبورن تؤدى دورها بنجاح . إن الاستجابة الموقفية كان يمكن أن تكون نافعة و مجدية هنا لولا الكلونازيوم" .
و قلت أيضا لأوهم بأنى شاهدت الفيلم :
- "ثم إن اللحاف المقطوع الذى تدور حوله هذه القصة لم يكن مقطوعا كفاية , كان يجب أن تكون كادرات اللحاف أكثر اتساعا من الناحية البروجكتورية , إذ يقول آرثر هايك مايك فى كتابه (السينما توريزم) أن "البروجكتيف - كرين - أب - داون" يجب أن يراعى تماما فى حالة "المالومايزر" مع وضع الكلونازيوم فى الاعتبار , لكن المخرج لم يراع ذلك على وجه الإطلاق , و لذلك ظهر اللحاف و كأنه غير مقطوع" .
الأحد :
تلقيت قبلات و أحضان من الشلة على نقدى القاسى العنيف لفيلم (اللحاف المقطوع) , و تعرضت لمواقف حرجة حقا عندما سئلت عن معنى الكلونازيوم و المالومايزر و البروجكتيف - كرين - أب - داون , غير أننى شاورت بيدى ضاحكا و أنا أقول : ده كلام يطول شرحه , غير أنهم لم يعفونى من أن أقضى بعض الساعة و أن أشرح لهم الفرق بين الاستجابة الموقفية و الموقف الاستجابى , و لم يفهموا شيئا , ذلك أننى شخصيا لا أعرف أى معنى لهذا الكلام , و قد هز خميس رأسه لفتكات رمش العين و ابتسم فى ثقة و هو يقول لها :
- أنا حاشرح لك بعدين يا روحى إيه معنى الكلام ده ... معقبا : دى تعبيرات عميقة تدل على فهم الأستاذ - يعنى أنا - للفن على حقيقته .
الاثنين :
حصلت مصيبة !
اتتضح أن فيلم اللحاف المقطوع الذى هاجمته دون أن أراه , ليس به أى لحاف مقطوع من أى نوع , اتضح أن اسم الفيلم مأخوذ من عبارة فى الحوار تأتى على لسان البطلة و تشبه فيها البطل - خلال أحد المواقف - بأنه كاللحاف المقطوع .
الثلاثاء :
مقالات تلعن سنسفيلى . اضطررت إلى مشاهدة الفيلم لعلى أعثر على لحاف فى أى مشهد , لحاف يخرجنى من هذه الورطة .. لحاف على سرير , لحاف على فراندة . أى لحاف ..
مفيش !
الأربعاء :
عاودت التفتيش على أى لحاف فى الفيلم .. دخلت حفلة 6 و حفلة 9 , فلم أجد أيضا أى لحاف , لكننى عثرت على ثغرة أستطيع أن أنجو بها من هذه الورطة المهببة , إذ لاحظت أن البطل الذى تشبهه البطلة باللحاف المقطوع يمثل دور شاب فقير بنطلونه مقطوع فوق الركبة , فرصة لأدافع عن نفسى بكتابة مقال عن الرمزية فى الفن .
الخميس :
كتبت مقالة مهولة أسبغت عليها الطابع العلمى و الأكاديمى لأخرس الألسنة . قلت :
- "حديثنا عن اللحاف المقطوع فى الفيلم كان المقصود به رمزية هذا اللحاف ممثلا فى بنطلون البطل الممزق فوق ركبته , لكن كثيرين للأسف لم يفهموا ما قصدناه .. إنهم فى حاجة إلى فهم ما رمى إليه المخرج من التأثير الرمزى , و لعل المخرج - فى اتباعه لهذا الأسلوب - كان يطبق تعاليم مدرسة البروفسور اليابانى الكبير "هوشتيكا ماتوهاما" , و الواقع أننى فى دهشة , إذ كيف قرأ المخرج كتاب هوشتيكا ماتوهاما مع أن النسخة اليابانية الأصلية الوحيدة فى الشرق الأوسط لم يقرأها سواى , ثم استعارها منى و لم يردها الصديق العزيز السيناريست الأيطالى الكبير "جيوفانى كانالونى" , فى هذا الكتاب - و اسمه البعد الخامس فى الجدار الرمزى - يقول البروفسور الجليل هوشتيكا ماتوهاما بالحرف الواحد فى ص 257 من الكتاب :
((إن ظهور بطل الفيلم ببنطلون ممزق معناه التمزق المطلق , التمزق فى لحاف البطل , و كوفرتة البطل , و مخدة البطل , و حياة البطل كلها ...)) .
و الواقع أن المخرج - الذى أدهش حقا لأنه قرأ نسخة الكتاب الوحيدة فى الشرق الأوسط التى كانت عندى - .. الواقع أن هذا المخرج لم يراع نهائيا البعد الفراغى فى العلاقة بين البنطلون و اللحاف , ذلك البعد الذى تحدث عنه البروفسور الجليل هوشتيكا ماتوهاما و قال عنه بالحرف الواحد فى ص 261 : ((إن المخرج الذى ينسى هذا البعد الفراغى هو مخرج حمار و بغل)) .
لهذا السبب طالبنا فى مقالنا السابق أن تكون تمزقات البنطلون - أى اللحاف بلغة البعد الفراغى - أكثر اتساعا من ناحية المعالجة التكنيكية التى ذكرناها فى نقدنا للفيلم , ذلك أن العلاقة الرمزية فى المكان و الزمان الواحد لابد أن تؤدى إلى فهم تأثيرى واحد (راجع كتاب الأبعاد الفراغية فى الرمزية بين اللحاف و البنطلون المقطوع للناقد الأسترالى الكبير اس.بى.بلاجرا - الجزء الرابع - ص 132 , 133 , 134 , 135) ..".
السبت :
سكتوا تماما . أقامت لى الشلة حفلة تكريم لأننى أفحمتهم .
الاثنين :
مقبل على معركة رهيبة .
صديقى الكاتب المسرحى حسين أبو درام ستعرض مسرحيته الجديدة بعد أيام . أعرف تماما أن كل مسرحياته التى ألفها هى منتهى الكلام الفارغ , لكنه أحد أفراد شلتنا الأخرى التى تضم الإخوان الأدباء و الكتاب . طلبت من حسين أبو درام نص المسرحية لأقرأه استعدادا . أحضر لى نسخة المسرحية و على الغلاف اسمها (كرسى و كباب و كفتة) .
الثلاثاء :
فتحت نص المسرحية لأقرأه , وجدت ورقا أبيض فى الدوسيه , لا بد أن حسين أخطأ . اتصلت به فى المسرح فطلب منى أن أحضر فورا لأن المسرحية ستعرض الآن فى بروفة عامة قبل الافتتاح , و أن الشلة من الأدباء الأصدقاء موجودة بكاملها .
ذهبت إلى المسرح و جلست مع شلتنا الأدبية . رُفع الستار عن مسرح ليس به أى ديكور , كرسى فقط يتوسط المسرح و فوق الكرسى طبق كباب و كفتة .. ظل الستار منفرجا على هذا المنظر ثم أسدل بعد 55 دقيقة دون أن يظهر أى ممثل أو ممثلة , و لكزنى صديقنا بركة المبارك لكى أصفق بمناسبة انتهاء الفصل الأول . صفقت بحماس . ثم ارتفع الستار عن الفصل الثانى . نفس الديكور . و نفس المسرح الخالى من أى ممثل أو ممثلة . الكرسى - فقط - و عليه طبق الكباب و الكفتة انتقل إلى الجانب الأيمن من المسرح , ظل الستار مفتوحا لمدة 50 دقيقة ثم أسدل بين تصفيق شلتنا من النثاد و الأدباء , ثم استراحة و انفرج الستار عن الفصل الثالث , نفس المسرح الخالى - طول الوقت - من أى ممثل أو ممثلة , و لكن الكرسى هذه المرة مقلوب و طبق الكباب و اقع على الأرض .. استمر الستار منفرجا عن هذا المنظر لمدة 45 دقيقة , و عندما أسدل الستار و أضيئت الأنوار , قمنا جميعا نقبل حسين أبو درام على هذا العمل الطليعى الخرافى .
انصرفت وحيدا أسائل نفسى :
ماذا يريد أن يقول هذا المختل بتلك المسرحية ؟؟
الله يخرب بيت جنانه .
الجمعة :
مقالات من كل أفراد الشلة تمجد فى المسرحية التى بدأ عرضها أمس . أجمعنا على أنها فتح عظيم فى الدراما من حسين أبو درام .
السبت :
المقالات مستمرة .
الثلاثاء :
المقالات مستمرة .
المسرحية لا يدخلها إنسان . المتفرج الوحيد الذى دخل المسرح خرج بعد الفصل الأول ليضرب عاملة التذاكر و هو يطالبها بفلوسه .. لا بد من عمل شئ من أجل حسين أبو درام . المقالات لا تكفى . انتهت مشاورات الشلة إلى عقد ندوة فى التليفزيون نناقش فيها المسرحية و نروج لها .
السبت :
كانت ندوة التليفزيون موفقة جدا . دار فيها هذا الحوار :
الأستاذ بركة : إن مسرحية كرسى و كباب و كفتة تعد من أروع المسرحيات التى ظهرت فى الكرة الأرضية .
الأستاذ شنشولى : فعلا , فهذه المسرحية تترك المتفرج يتخيل الأحداث التى تعجبه .
أنا : الأستاذ حسين أبو درام منح المتفرج حرية الخيال فلم يقيد خياله بأحداث و لا قصة و لا حوار و لا شخصيات و لا حاجة أبدا .. شئ مذهل .. برافو .
الأستاذ أبو لبة : حسين أبو درام هو أول مؤلف مسرحى فى التاريخ ينقل الحدث المسرحى من فوق خشبة المسرح إلى داخل جمجمة المتفرج .. تاركا للمتفرج أن يرى داخل جمجمته ما يعجبه .
الأستاذ شنشولى : لى ملحوظة على هذا الكلام و هو أن الكرسى مع طبق الكباب و الكفتة يحد من خيال المتفرج , فالكرسى مرة فى منتصف المسرح , و مرة - فى الفصل الثانى - فى جانب المسرح , و فى الفصل الثالث الكرسى مقلوب , خيال المتفرج هنا إذن لا بد أن يرتبط بحركات الكرسى و تنقلاته .
الأستاذ بركة : فى الواقع أن حركات الكرسى فى الثلاثة فصول تبرز لنا نمو شخصية الكرسى باعتباره بطل المسرحية .
أنا : فى الواقع أن حركات الكرسى فى الفصول الثلاثة تكشف عن مدى الأبعاد الدرامية المتحركة داخل الجمجمة الإنسانية للمتفرج .
الأستاذ شنشولى : مفهوم .. مفهوم .. لكن لا شك أن فاعلية الكرسى هنا متأثرة بالتوافق التام مع الاستدراك المنفرد ..
الأستاذ أبو لبة : ستيكاتيزم ؟؟
الأستاذ شنشولى : بالضبط .. ستيكاتيزم .. مع بعض التباعد فى الالتواح .
أنا : لا شك .. لا شك .. فالالتواح سليم كل السلامة .
الأستاذ بركة : و هذا يساعد على وصول الحدث بسهولة إلى داخل الجمجمة الإنسانية فى بنائية متوازية لما لا يحدث على خشبة المسرح ..
الأستاذ أبو لبة : فعلا .. و لهذا كنت أنظر إلى المسرح الخالى و أعتبر أن المسرحية تراجيك .. فكل الأحداث التى دارت داخل جمجمتى الإنسانية تراجيدية .. و عندما أسدل الستار على الفصل الثالث كان البطل - فى خيالى و داخل جمجمتى الإنسانية - يقتل البطلة بمنشار و هى تقاوم و تحاول الدفاع عن نفسها و قلبت الكرسى بالكباب و الكفتة أثناء مقاومتها ..
الأستاذ بركة : أنا بالعكس .. كنت أتطلع إلى خشبة المسرح الخالية طول الفصول الثلاثة و أنا أضحك بشدة كما رأيتم ... فقد كانت المسرحية التى تخيلتها كوميدية تفطس من الضحك .
أنا : سيادتك تخيلتها كوميدية و الأستاذ أبو لبة تخيلها تراجيدية .. هذا الاختلاف الجوهرى فى تخيل الأحداث يكشف بلا شك عن عبقرية الأستاذ حسين أبو درام .
الأستاذ شنشولى : لا شك .. لا شك .. هذا الاختلاف سببه فى الواقع اختلاف أبعاد استكاتيزمية .
و انتهينا إلى أن المسرحية قمة شامخة من قمم الأعمال الدرامية .
لكننى لست أدرى - عند انصرافنا من باب التليفزيون - لماذا أمسك بنا بعض الناس و ضربونا ضربا شديدا ؟؟؟
|